أخر الاخبار

رواية حسناء أنارت دربي الفصل الحادي عشر 11بقلم جوهرة الجنة


      

رواية حسناء أنارت دربي  

الفصل الحادي عشر 11

بقلم جوهرة الجنة


تغيرت ملامح حسناء للبرود، وتحدث بنبرة تسيطر عليها الجدية التي تلمسها فؤاد من حديثها لأول مرة، وقالت: أكثر شيء أكرهه هو الخيانة لكن إن قدر علي أن أعيشه فتأكد أنني سأبتعد عن ذلك الشخص وأغير حبه لكره وسأدع مصيره بين يدي الله عز وجل القادر على أخذ حقي.


تفاجأ فؤاد من ردها فهو توقع أنها ستغضب وتثور إلا أنها دوما تفاجئه بأفعالها ثم رد قائلا :أتعلمين كلامك يكفي ليشعر الإنسان بالرهبة، فلو غضبت وقمت بأية ردة فعل سيتقبلها عقل الإنسان لكن حينما تبتعد وتوكل أمره لله تجعل الإنسان في رعب دائم وتفكير مشغول. 


حسناء :مهما كان عقابنا للإنسان في الدنيا فلا يمثل جزءا صغيرا من عقاب الله له في الآخرة... دعنا من هذه السيرة الان أنت تبدو متعبا، تعال نم. 


دخلوا لغرفتهم وأغلقت حسناء باب الشرفة ثم إتكأ فؤاد على السرير، لتبدأ حسناء في مداعبة شعره بأصابعها وترتيل بعض الآيات القرآنية بصوت هادئ يبعث الراحة و السكينة في قلبه إلى أن غط في نوم عميق فابتعدت عنه وارتدت ملابس النوم ثم نامت بجانبه. 


أشرقت الشمس معلنة عن بداية يوم جديد إلا أن أشعتها لم توقظ السيدة إنما رنين هاتفها المستمر والذي يدل على إصرار المتصل لتحمل الهاتف وتجيب دون رؤية المتصل.


خديجة: نعم من معي.


المتصل: يبدو أن بعدك عني أنساك أخاك ولم تعودي تتذكري رقمه أيضا.


انتفضت خديجة من السرير وأبعدت الهاتف عن أذنها تنظر للرقم بعدم تصديق. 


خديجة :أخي هذا أنت.


جعفر :أجل هذا أنا، أخوك الذي نسيته فور إبتعادي عنك.


خديجة :ليس هكذا يا أخي فقط لأنني استيقظت للتو ولم أرى المتصل.


جعفر؛ هذا لا يهمني أنا اتصلت لأعلم عنوان عبد الله.


خديجة :تريد عنوان أخي.


جعفر :أجل لقد طال فراقنا بلا سبب وأنا نادم لدى اريد أن أصلح ما فعلته ونجتمع مجددا.


لم تصدق خديجة كلامها إلا أنها لم تجد حلا إلا الرضوخ لكلامه وأرسلت له عنوانه لتبقى هي جالسة على سريرها تفكر في هذا الموضوع. 


    في منزل السيد مصطفى، استيقظت حسناء قبل زوجها، لتنزل للأسفل و تساعد النساء في تحضير الإفطار إلى أن استيقظ الجميع، واجتمعوا حول طاولة الأكل، وبعد أن أنهوا الأكل اتجه كل واحد لعمله لتوقف حسناء زوجها.


حسناء :فؤاد هل أنت ذاهب للمستشفى.


فؤاد :أجل لماذا.


حسناء :ما رأيك أن أرافقك فزوجة صديقك لا بد أن تحتاج لأنثى تقف معها.


كاد فؤاد أن يخبرها أن إلينا ليست زوجته إلا أنه سكت في أخر لحظة وقال: هيا بنا إذن.


حسناء :سأحضر حقيبتي وأتي.


فؤاد :سأنتظرك في السيارة.


صعدت حسناء للأعلى، وأحضرت حقيبتها ثم تأكدت من نوم جواد، لتنزل بعدها للأسفل وتوصي وردة بالعناية به لحين عودتها ثم خرجت واستقلت السيارة رفقة زوجها.


بعد نصف ساعة وصلوا أمام المستشفى ليصعدوا متجهين نحو غرفة إلينا فوجدوا وليد يجلس أمامها ويغمض عينيه.


وضع فؤاد يده فوق كتفه مما جعله يفتح عينيه وقال فؤاد :صباح الخير أخي، كيف حالك اليوم.


وليد: ستصدقني إن قلت لك لا أعلم، لا أعلم إن كنت حزينا على زوجتي أم ابني.


فؤاد :دع إيمانك بالله قويا وكل شيء سيصبح أحسن بإذن الله.. صحيح كيف حال إلينا.


وليد :لا زالت نائمة والطبيب معها الأن.


خرج في هذه الأثناء الطبيب ليقف وليد وقال: هل استيقظت المريضة أيها الطبيب.


الطبيب: أجل لقد استعادت وعيها وعلمت ما حدث لها يمكنكم الأن الدخول عندها.


دخل وليد خلفه كل من فؤاد و حسناء التي وقفت جانبا وتركت المجال لوليد ليحادث زوجته كما تعتقد.


وليد :إلينا كيف حالك الأن.


إلينا: أنا أعتذر منك سيد وليد لم أستطع حماية ابنك.


عقدت حسناء حاجبيها مستغربة من نداء إلينا لوليد بالسيد إضافة إلى أنها تشعر بالصوت مألوف لها لكنها لا تتذكر صاحبه.


وليد: هذا قدر الله ونحن لا نستطيع تغييره وربما هذا أفضل شيء حدث فمن تعتبر والدته ليست متفرغة له ولا تستحقه لدى الموت أفضل له.


لم تفهم إلينا مقصده إلا أن لمحها لحسناء أثار انتباهها أكثر وقالت: حسناء.


استدار كل من وليد وفؤاد ناحية حسناء التي تفاجأت هي الأخرى حينما علمت من يكون صاحب الصوت المألوف لها.


حسناء :هذه أنت.


وليد: أنت تعرفين زوجة صديقي.


إلينا :أجل التقيت بها صدفة لتقدم لي معروفا لن أنساه طيلة حياتي.


فؤاد :صدفة غريبة لكنك يا حسناء لم تخبريني أنك تعرفينها من قبل.


حسناء: ربما لأنني لم أكن أعرفها.


وليد :إلينا تقول أنها تعرفك وأنت تنفين كلامها حقا لا أعلم من أصدق.


حسناء :لا أعلم إن كنت تتذكر يا فؤاد حينما ذهبنا للمركز التجاري قبل زفافنا وجلست فترة لوحدي وعندما عدتم وجدتم فتاة معي. 


فؤاد :أجل وأتذكر أنه حينما سألتك والدتك عن هويتها أخبرتها أنها فتاة ضاقت بها الطرق ترغب من ينقدها من بؤرة الظلام التي دخلتها.


حسناء :تلك الفتاة نفسها إلينا، المرأة الحامل التي كانت متعبة. 


إلينا بدمع يلمع في عينيها :وها أنا لم أستطع الحفاظ على الطفل في الأخير. 


حسناء :هل تستطيعون تركنا لنتحدث على انفراد.


وليد: بالطبع أختي حسناء.


جره فؤاد للخارج وهمس له: إياك أن تناديها بإسمها مجددا.


خرجت ضحكة صغيرة من وليد على غيرة صديقه وقال: هل وقعت بهذه السرعة.


فؤاد :وهل لا زال لديك شك في الموضوع.


وليد بابتسامة :أتمنى أن تظلوا معا إلى الأبد وأن يكون قدرك ونصيبك أحسن من نصيبي.


فؤاد :إن شاء الله وأنت أيضا ستجد من يناسبك أنا متأكد.


وليد: بعد ما حدث لا أظن أني سأفكر في هذا الموضوع مجددا.


فؤاد :مهما كان رأيك لن تستطيع التحكم في قدرك، تذكر هذا.


في الغرفة جلست حسناء على مقعد بجانب سرير إلينا وقالت: ما بك حزينة هكذا.


إلينا :حقا يا حسناء تسأليني هكذا سؤال، في نظرك فتاة فقدت إبنها كيف ستكون حالتها.


حسناء :ليس ابنك.


إلينا :ماذا.


حسناء :أنت يا إلينا عشت في دور الأم ونسيتي أن من كنت تحمليه في أحشائك ليس من دمك...أتعلمين شيئا آخر أنا حينما التقيت بك قلت في نفسي لو أستطيع إختيار مصير ذلك الجنين سأختار أن يموت قبل أن يولد. 


فتحت إلينا عينيها على مصراعيها وقالت: ماذا..هل أنت واعية لكلامك يا حسناء.


حسناء: أعلم أن كلامي هذا سيكون قاسيا عليك لكني أفضل أن أكون قاسية وأنتشلك من ظلامك على أن أواسيك على شيء خاطئ من الأساس.


إلينا: لا أفهم مقصدك.


حسناء: إلينا أنت مسلمة أليس كذلك.


إلينا: أجل فوالدي مسلم إذن أنا أيضا مسلمة.


حسناء: لكن إسلامك لا يكتفي بهذا، أنت كبيرة يا إلينا وواعية بما يكفي لتميزي بين الخطأ والصواب، يا إلينا الإسلام له ضوابط كثيرة لكنك لا تقومي بها.


إلينا: لا أفهم ما دخل هذا بموضوع الجنين.


حسناء: في الإسلام لا يصح أن تحمل فتاة خارج إطار الزواج وأنت حملت وأنت عازبة.


إلينا: لكني لست على علاقة بأي رجل وقمت بتأجير رحمي فقط.


حسناء: وهذا حرام في ديننا، إلينا أنا لن أجبرك على اعتناق الإسلام بشكل صحيح لكني أرجو منك أن تبحثِ عن دينك أكثر وإذا اقتنعت بضوابط الإسلام اعتنقيه عن قناعة وإدعي الله أن يغفر لك..أما بخصوص كلامي عن الطفل فلو قدر الله وولد أتعلمين ما سيعانيه في المستقبل.


إلينا: لماذا سيعاني وهو سيكون وسط عائلته.


حسناء: عن أي عائلة تتحدثين، هل تقصدين نفسك أم أمه التي رفضت حمله في أحشائها حتى تحافظ على شكلها، هل فكرت ولو قليلا ماذا سيحدث لو علم أن والدته رفضت حمله وأنك أم حاضنة..في ذلك الحين نفسيته ستدمر وشخصيته لن تكون طبيعية والله أعلم ماذا كان سيحدث له.


صمت عم المكان إلا من شهقات إلينا بين الحين والآخر إلى أن قالت: لماذا لم أجد من يدلني على الطريق الصحيح من البداية لماذا كتب لي أن أذوق مرارة الحياة رغم أني لا زلت صغيرة.


حسناء :ببساطة لأن الله يحبك.


إلينا :وهل من يحب يعذب.


حسناء :الله لا يعذبك إنما يمتحن صبرك ويحاول إيقاظك ويود أن تتقربي له أكثر.


إلينا :حسناء أريد أن أصبح مسلمة حقيقية.


حسناء بابتسامة :هل أنت متأكدة.


إلينا :أجل أريد أن أصبح مثلك.


حسناء :ستصبحين أحسن مني لكني لا أريدك أن تتسرعي في هذا القرار ثم تبتعدي عن طريق الله فيما بعد، أريدك أن تبحثي عن ضوابط دينك جيدا وتقتنعي به إتفقنا.


إلينا :حسنا.


حسناء :قبل أن أنسى أين تقطنين في الوقت الحالي. 


إلينا :منذ أتيت وأنا أقطن مع السيد وليد وزوجته.


حسناء :هذا لا يصح.


إلينا :لماذا.


حسناء :السيد وليد يحق له الزواج بك لدى لا يجب أن تقطني معه في نفس البيت لأنه حرام. 


إلينا :لم أكن أعلم هذا لكن ما إن أخرج من هنا سأذهب لأي فندق أو أقوم بكراء أي بيت. 


حسناء :قرار صائب. 


ظلت حسناء رفقتها قليلا ثم خرجت، وتركتها ترتاح لتجد فؤاد ينتظرها، فأعادها للمنزل وبقي أمام المنزل إلى أن دخلت ثم ذهب لفندقه. 


صعدت حسناء للأعلى لتقع عينيها على غرفة ليلى لتضرب جبينها هامسة لنفسها :نسيت موضوعها كليا. 


اتجهت حسناء لغرفتها ثم اتجهت لغرفة ليلى، وطرقت الباب لتسمح لها بالدخول فقالت حسناء :ليلى ماذا تفعلين. 


ليلى :لا شيء فقط أشاهد مسلسلا. 


حسناء :ما رأيك أن تساعديني. 


ليلى :في ماذا أساعدك. 


حسناء :أريد أن أعد بعض الحلويات لنحلي بها في المساء وأحتاج لمن يساعدني في تحضيرها فكما تعرفين وردة حامل الآن وتتعب بسرعة ووالدتك وعمتك منشغلتان بتحضير الغداء. 


ليلى بحماس: ما دمت سأكل الحلوى فأنا سأساعدك. 


حسناء :هيا بنا إذن. 


نزلت ليلى مسرعة لتلاحظ حسناء أنها نسيت هاتفها فإبتسمت ولحقت بها لتبدأ في تحضير عجين الحلوى وليلى تساعدها ثم قاموا بخبزها لتدوقها ليلى وهي ساخنة. 


حسناء :لا تكثريها يا ليلى وهي ساخنة ستضرك. 


ليلى :ماذا أفعل إنها لذيذة ولا أشبع منها. 


حسناء :إنتبهي لها وأنا سأذهب لأطل على جواد فهو عند أخاك ربما أتعبه. 


ليلى :حسنا. 


صعدت حسناء للأعلى لتطل على جواد في غرفته وتجد أنس يلعب معه لتبتسم على مظهرهما ثم خرجت عائدة للمطبخ لتسمع رنين هاتف ليلى فإتجهت لغرفتها لتحمل الهاتف وتجد كلمة حبيبي 

تلمع في الشاشة لينقطع الإتصال وتجد إشعار رسالة مكتوب عليها "اشتقت لك يا ليلى متى سأراك" 


ضغطت حسناء بقبضة يدها على الهاتف ولمعت عينيها بوميض غريب قائلة: لن أسمح لك أن تتلاعب بمشاعر ليلى وتدمر مستقبلها لن أسمح لك أن تشوه سمعتها وتجعل ثقة الجميع بها تختفي، لن أدعها تذق مرارة فقدان الثقة من أقرب الناس لها.


تذكرت حسناء ما حدث لها قبل سنتين، وما تركه من أثر بليغ في نفسها، رغم أنها كانت مظلومة في القصة إلا أنها ولو بشكل بسيط هي من سمحت بهذا للحدوث، ولن تعيد خطأها مرة أخرى.


أغلقت الهاتف بشكل نهائي ووضعته مكانه ثم نزلت عند ليلى التي كانت سعيدة بما تفعله، وتعمل بجد كما أن ذكية تفهم بسرعة.


حسناء :أخبريني يا ليلى هل انتهيت من تجهيز الحلوى. 


ليلى: ليس بعد لقد قمت برص الحلوى التي سنتناولها في ذلك الطبق والباقي أضعه في هذا الإناء لنغلقه كي لا يصل له النمل.


حسناء بابتسامة :أحسنت عملا سأساعدك.


بدأوا في وضع الحلويات في ذلك الإناء إلى أن أنهوها، وأغلقت حسناء الإناء ثم وضعت في خزانة المطبخ ثم قالت: وبما أنك ساعدتيني اليوم في المطبخ لديك مكافأة.


ليلى بحماس :حقا ما هي.


فتحت حسناء الثلاجة وأخرجت قطعة من الشوكولاتة التي كانت تخفيها فيه وناولتها لليلى التي لمعت عينيها ببريق سعادة، سعادة بأن شخص كافأها على مجهوده أكثر من سعادتها بالشوكولاتة نفسها.


ليلى :شكرا لك أختي حسناء لقد أسعدتني بتصرفك هذا، أحبك.


عانقتها ليلى لتبادلها حسناء العناق قائلة :لا يوجد شكر بين الإخوة.


سمعوا صوت نادية تنادي عليهم ليذهبوا ويتناولوا الغداء، فغطوا صحن الحلويات واتجهوا لغرفة الأكل مجتمعين حولها سوى الرجال الذي تأخروا في عملهم، ليسمي السيد مصطفى الله ويبدأوا في تناول الطعام.


عائشة :أخبريني يا وردة كيف حالك، أتمنى أن لا يكون الحمل يتعبك كثيرا.


وردة :لا يا خالتي الحمد لله لا يتعبني.


عائشة :الحمد لله، أدعو الله أن يطل في عمرك حتى تري أحفادك.


وردة :إن شاء الله وأنت أيضا ستكوني معنا حتى تشهدي ولادتنا جميعا بإذن الله وتسعدي بزواجهم. 


عائشة :كل شيء سيحدث بإذن الله.


زينب بخبث :وأنت يا حسناء ألن تسعدينا بطفلك بعد.


حسناء بابتسامة :أنا لدي طفل بالفعل، جواد إبني.


زينب :جواد ليس من صلبك، هو إبن فؤاد وهدى رحمها الله.


حسناء :وأنا لا أنكر هذا لكن جواد إبن روحي فليس من الضروري أن أحمل الطفل في أحشائي ليسمى إبني، أحيانا نشعر بإحساس الأمومة مع الأطفال الأيتام أكثر، ونجتهد لنعوضهم عن ذلك الشعور المقيت الذي يشعرون به.


صمتت زينب ولكن ليس إحراجا كالعادة إنما لتذوقها ذلك الشعور المقيت حينما فقدت والدها في عمر الثانية عشر وتخطت تلك المرحلة بصعوبة لتصدم بعد سنة من زواجها بخبر وفاة والدها الذي قسم ظهرها وغير من شخصيتها لتصبح ما هي عليه اليوم.


لاحظت حسناء شرودها لكنها لم تكن تعلم سببه، فلم يسبق لها أن سألت عن ماضي أحد أفراد العائلة، وظلت تداعب جواد التي كانت ضحكاته كالبلسم على قلوب الحاضرين.


وردة بابتسامة :ليلى تبدين سعيدة كثيرا، يا ترى ما السر.


حسناء :ليلى اليوم ساعدتني في تحضير الحلويات وأظهرت مدى ذكائها فكافأتها على عملها.


نادية :يا لك من محظوظة يا ليلى! وجدت من يكافئك على طبخك ليس مثلي عندما كنت صغيرة ولا أرغب في التعلم تضربني جدتك بحذائها وكثيرا ما كان يتطبع رقم الحذاء في خدودي.


عائشة :سبحان الله، من يسمعك الأن يقول أنك مظلومة وأنت أفعالك تعدت الشيطانية، لا تصدقيها يا ابنتي نادية في صغرها كانت شقية جدا وكل يوم تعود من المدرسة بجرح مختلف.


حسناء بابتسامة :هناك فرق كبير بين الماضي والأن.


نادية بمرح: أنا عمة الأن ويجب أن أهتم لأفعالي.


أنهوا غذاءهم في جو مرح إلا من هدوء زينب التي غرقت في ذكريات الماضي لتقوم النساء بتنظيف الأواني ثم اتجهت كل واحدة لغرفتها، فقامت حسناء بوضع جواد في السرير بعد أن غط في النوم، و أحضرت هي هاتفها، وشغلت تطبيق القرآن الكريم، وبدأت تقرأ وردها اليومي، وبعد أن إنتهت أحضرت أحد الروايات التي أحضرتها معها من منزل والدها وبدأت تقرأها.


في منزل السيد عبد الله كانت زوجته جالسة في غرفة الجلوس تشاهد التلفاز وابنها في غرفته حين سمعت صوت طرقات على الباب لتعدل حجابها قبل أن تفتح فنظرت لذلك الرجل التي كانت ملامحه مألوفة لديها.


فاطمة :نعم يا سيدي هل تبحث عن أحد.


جعفر بابتسامة :هذا منزل عبد الله أليس كذلك.


فاطمة :أجل من أنت.


جعفر :أنا أخوه جعفر.


دهشت فاطمة حينما علمت هويته فزوجها أخبرها عنه من قبل إلا أنها استدركت نفسها سريعا وقالت: تفضل أدخل وأنا سأتصل بعبد الله.


دخل جعفر وجلس في الصالون وهو يتأمل المنزل وعيونه لمعت من شدة طمعه، أما فاطمة فصعدت للأعلى ودخلت لغرفة إبنها وقالت: يوسف انزل للصالون ستجد عمك جعفر اجلس معه لحين وصول والدك.


يوسف :عمي! بعد كل هذه السنوات أخيرا قرر زيارة أخيه.


فاطمة :لا تقل هذا يا إبني، في الأخير هذا ابنك.


نزلت يوسف للأسفل فحملت فاطمة هاتفها واتصلت بزوجها الذي أجاب قائلا :السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


فاطمة :وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، عبد الله يجب أن تأتي للمنزل.


عبد الله :لماذا، هل حدث شيء ما.


فاطمة :في الحقيقة أخوك جعفر أتى لزيارتك.


عبد الله :جعفر، هل أنت متأكدة.


فاطمة :أجل إنه هو.


عبد الله :حسنا سأتي حالا.


نزلت فاطمة للمطبخ وحضرت الشاي مع بعض الحلويات وقدمتهم لجعفر وجلست هي في غرفة الجلوس إلى أن أتى عبد الله ودخل للصالون ليقوم جعفر ويعانقه.


جعفر :أخي عبد الله وأخيرا وجدتك يا أخي بحثت عنك كثيرا، أنا آسف على ما فعلته في الماضي أتمنى أن تسامحني. 


عبد الله :وأخيرا عدت لرشدك يا جعفر. 


جعفر :كنت في غفوة طالت كثيرا. 


عبد الله :المهم أنك خرجت منها. 


جعفر :أهذا يعني أنك سامحتني. 


عبد الله :وما الذي يردعني عن مسامحتك. 


جعفر :لطالما عرفت بكرمك وقلبك الطيب، شكرا لك يا أخي. 


جلسوا معا كثيرا يتحدثون فيما مضى إلى أن استقام جعفر واقفا وقال: أنا سأذهب الأن. 


عبد الله :إلى أين أنت مسرع هكذا فلتبيت اليوم معنا. 


جعفر :كنت أود هذا لكني تركت زوجتي وحدها في المنزل. 


ودعه عبد الله على أمل اللقاء عما قريب وما إن أغلقوا باب المنزل حتى تغيرت ملامح جعفر وقال: عما قريب سيصبح هذا المنزل ملكي وكل ما تملكه سيصبح لي يا أخي العزيز. 


               الفصل الثاني عشر  من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا 


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close