أخر الاخبار

رواية الكاتبة والفتوة الفصل السادس والعشرون 26بقلم الهام عبدالرحمن الجندي

       

رواية الكاتبة والفتوة

 الفصل السادس والعشرون 26

بقلم الهام عبدالرحمن الجندي 


في منزل نوسة كانت نوسة تجلس في حجرتها ممسكة هاتفها بيدها شاردة الذهن تفكر في فهد وأن هدى لم تعد موجودة بحياته فكيف لها الآن أن تبدأ في تنفيذ خطتها حتى تحتل قلب الفهد، ثم لمعت في رأسها الصغير فكرة فقامت بالإتصال على فهد مباشرة.


نوسة:« ألو... ازيك يا فهد.»


فهد:« الحمد لله ازيك انت يا نوسة عاملة إيه فينك مبقتيش تيجي ليه؟»


نوسة بجمود:« مفيش مشغولة بس شوية مع أمي.»


فهد بلهفة:« خير في حاجة خالتي كويسة أوعي تكون تعبانة وما قولتليش؟»


نوسة:«لا اطمن هي كويسة بس انت عارف إنها بتحب تقلب البيت وتغير نظامه كل شوية.»


فهد بإرتياح:« طمنتينى الله يطمن قلبك انتى عارفة إن أمك دي غالية عندي أوي دي كانت حبيبة الغالية الله يرحمها وهي اللي فاضلالي من ريحتها ربنا يبارك في عمرها.» 


نوسة:« امين يا رب العالمين بقولك يا فهد في رسالة ليك من هدى.»


فهد بلهفة:«رسالة إيه خير؟!» 


نوسة:« بتقولك اطمن خلاص مفيش مخلوق يقدر يأذيك هي طلعت في فيديو مع الصحافة وقالت إنك انت اللي أنقذتها بعد اللي خطفوها ما ضربوها على دماغها ورموها في وسط الصحراء وكان معاك مراتك وإنها كانت قاعدة عندك لحد ما فاقت وانت اتصلت على خطيبها عشان ييجي ياخدها يعني انت كدا في أمان وخطيبها ميقدرش يعملك حاجة.»


فهد بحزن وأسى:«أنا ما استاهلش اللي هي بتعمله عشاني دا أنا واحد أناني ما فكرتش غير في مشاعري ناحيتها رغم إنها طول الوقت كانت بتتعامل معايا كصديق بس حتى لما اعترفتلي بحبها لخطيبها أصريت إنها تسيبه وأنا اللي ارتبط بيها ما قدرتش مشاعرها أنا دمرتلها حياتها يا نوسة أكيد خطيبها مش متقبل تصرفها ده والخوف إنه يكون اتخلى عنها.» 


نوسة:« إهدى يا فهد وبلاش تحمل نفسك فوق طاقتها كل دا كان مقدر ومكتوب وهي بنت حلال وربنا مش هيكسر بخاطرها لأن هي طيبة وما بتعملش غير كل خير كفاية إنها وقفت قصاد أهلها وخطيبها عشان تنقذك وما تدخلش السجن بس في مشكلة دلوقتي أنا مش عارفة هنحلها ازاي؟!»


فهد التساؤل:« مشكلة! مشكلة إيه خير؟!» 


نوسة:« هو انت ما ركزتش في كلامي اللي حكيتهولك بقولك هدى قالت إنها كانت قاعدة عندك انت ومراتك عشان محدش يتكلم عليها لو عرفوا إنها كانت قاعدة عندك وانت مش متجوز فاضطرت تقول إنك متجوز.» 


فهد:«وإن شاء الله جوزتني لمين؟»


نوسة بخجل:«أنا... قالت إن أنا مراتك وقالت إسمي.»


فهد:« طب وإيه المشكلة كدا كدا انتى بنت عمي وكويس إنها قالت عليكى انتى يعني زيتنا في دقيقنا ومفيش حد غريب بينا.»


نوسة بقلة حيلة:« يا فهد إفهم أرجوك هي قالتلي إن ممكن الصحافة تيجي عندك عشان تعمل معاك حوار بما إنك البطل اللي أنقذها عرفت بقا إننا واقعين في مشكلة تقدر تقولي هتقولهم إيه وفين مراتك دي وتبقى مصيبة لو إتأكدوا إنك مش متجوز كدا هدى هي اللي حياتها هتتدمر لأن هيبان كدبها وسمعتها هتبقى في الأرض.»


فهد بحيرة:« انتى فعلاً عندك حق يا نوسة طيب إيه العمل دلوقتي يعنى أرفض أقابل أي صحفي ولا أسافر لحد ما الموضوع يهدى وبعدين أرجع؟»


نوسة:« إيه اللي انت بتقوله دا يا فهد ما هو كدا كدا لما ترجع هيتواصلوا معاك بردو ولو رفضت تقابلهم هيشكوا.»


فهد:« طيب إيه الحل يا أم العريف دلوقتي هنعمل إيه؟» 


نوسة:« هو أنا مكلماك عشان أسألك ولا انت اللي تسألني؟»


فهد بعد تفكير:« مفيش غير حل واحد.» 


نوسة بتساؤل:«إيه هو؟!»


فهد:«إنك تيجي تقعدي عندي هنا في الاستراحة فترة لحد ما موضوع الصحافة دا يخلص وبعدين كل واحد يرجع لحياته تاني.»


نوسة بفرحة وقد وصلت لمبتغاها:«بس أنا ما أقدرش أسيب أمي يا فهد وبعدين أصلاً أمي مش هترضى إني آجي أقعد عندك كل المدة دي»


فهد:«اتوكسي يا أختي ما انتى لازقة هنا على طول أنا ما أعرفش إيه الموضة الجديدة اللي انتي طالعالي فيها دي وما عدتيش بتيجي ولا عاوزة تقعدي معايا وإن كان على خالتي فهي ما هتصدق أصلاً تخلص منك يلا جهزي نفسك وأنا هاجي أتغدى عندكم النهاردة وآخدك معايا.»


نوسة:«أمرك يا فهد.»


أنهت نوسة المكالمة، ثم أغلقت هاتفها ووقفت وسط الحجرة تقفز من الفرحة.


نوسة بفرحة:«هيييييه أنا مش مصدقة أخيراً إنى  هبدأ تنفيذ خطتي تسلميلي يا هدهدتي لولاكي ما كنتش عرفت آخد الخطوة دي بس ربنا يستر وما يكتشفش الكدبة اللي كدبتها عليه أنا أحسن حاجة اتصل على هدى وأبلغها اللي حصل عشان تبقى عاملة حسابها لو فهد اتهف في عقله واتصل عليها وسألها.»


ثم أمسكت هاتفها لتتصل علي هدى ولكن الهاتف كان مغلقاً حاولت عدة مرات ولكن في كل مرة يكون الهاتف مغلقا ففكرت قليلاً وتحدثت بصوت غير مسموع.


نوسه:«أحسن حاجة أبعتلها رسالة وهي لما تفتح تبقى تقرأها وتفهم» 


في منزل هدى كانت فاطمة تقوم بإعداد طعام الغداء حينما دق جرس الباب فذهبت وفتحت الباب فوجدت هدى تقف شاردة بدون وعي جامدة الملامح وتقوم بإسنادها زميلتها وصديقتها سلوى.


فاطمة بهلع:«في إيه مالك يا هدى؟ هدى مالها يا سلوى؟ إيه اللي حصلها؟» 


سلوى:«اطمني يا طنط هي كويسة بس سيبيني أدخلها أوضتها الأول وأنا هحكيلك على كل حاجة.»


قامت سلوى وفاطمة بإدخال هدى حجرتها وساعدتها فاطمة في تغيير ملابسها ثم سطحتها على الفراش وأطفأت الأضواء وخرجت هي وسلوى.


فاطمة بخوف:« قوليلي يا سلوى إيه اللي حصل  لهدى وخلاها بالشكل ده؟»


سلوى بحزن:«بلال يا طنط.» 


فاطمه:«ماله بلال جراله حاجة؟»


سلوى:«لا هو كويس بس هو جه لهدى النهاردة في الشغل وطلقها.» 


ضربت فاطمة على صدرها وتحدثت بصدمة:« يا مصيبتي طلقها.»


ثم جلست على أقرب مقعد وهي تبكي على حال ابنتها التي هدمت فرحتها. 


فاطمة ببكاء:«ااااه يا هدى يا حظك القليل يا بنتي إلا ما لحقنا نفرح برجوعك تقومي تطلقي كدا يا بلال هانت عليك هدى تعمل فيها كدا لا وكمان مقدرتش تصبر لما تيجي بيتها كدا تكسرها قدام زمايلها خيبت ظنى فيك يا بلال.» 


سلوى:« مش وقته الكلام دا يا طنط هدى دلوقتي قلبها مكسور ومجروحة وانتى عارفة كويس قد إيه هي حساسة وبتتعامل بعواطفها وبصراحة هي اتحملت ضغط نفسي كبير الفترة دي وعشان كدا هي هتبقى محتاجة لينا كلنا حواليها لازم كلنا ندعمها عشان ما تدخلش في حالة اكتئاب ولا قدر الله ممكن يجرالها حاجة.»


في منزل نوسة كان فهد يجلس مع نوسة وخالته سعدية يتناولون طعام الغداء.


فهد:« تسلم إيدك يا خالة سعدية أكلك بقا طِعم خالص يظهر إن البت نوسة علمتك ازاي تطبخي.»


سعدية:«بقا كدا يا واد يا فهد أنا أكلي كان وحش أنا طول عمري بعرف أطبخ يا مضروب.»


نوسة بضحك:« انتى بتضحكي على مين ياما... ما كلنا عارفين إنك ما كنتيش بتعرفي تطبخي وخالتي أم فهد هي اللي كانت بتساعدك ولولاها عليا ما كنتش عرفت أطبخ أنا كمان.»


فهد:« الله يرحمها بصراحة يا بت يا نوسة انتى أكلك ولا يعلى عليه.»


نوسة بخجل:« تسلم يا سي فهد كلك ذوق طول عمرك جابر بخاطري.»


فهد:«بقولك إيه يا خالة سعدية أنا عاوز آخذ البت نوسة تقعد عندي في الاستراحة كام يوم عشان تظبطهالي وتطبخلي كام أكلة حلوة من بتوعها أعينهم في الفريزر عشان لما برجع بالليل بيكون الرجالة نامت وبصراحة معدتي نشفت من أكل بره اللي ملهوش طعم.» 


سعدية:«وماله يا ضنايا يعني هي أول مرة ما انت على طول بتيجي تاخدها كل فترة عشان تظبطلك الدنيا اشمعنى المرة دي حاسة إنك مكسوف وانت بتطلبها ولا كأنك بتطلبها للجواز.» 


احمرت نوسة خجلاً ونظر لها فهد وابتسم بخبث ثم وجه حديثه لخالته.


فهد:«وهو أنا أطول يا خالة دي نوسة ست الستات بس لسة ربك ما أذنش إني أدخل دنيا دلوقتي.»


نوسة في نفسها:«إما دخلتك قفص الجواز يا فهد ما بقاش أنا نوسة بنت سعدية، ثم ابتسمت بخبث وأكملت وكله بمزاجك.»


فهد:«يلا يا نوسة شهلي أصل عندي شغل وزمان تايجر وتايسون بيطلعوا نار ولا التنين.»


نوسة:« ثواني يا أخويا وأكون جاهزة» 


في المساء كانت تجلس فاطمة وحمادة في حجرتهما يتحدثان بشأن ما حدث مع هدى. 


فاطمة بحزن:« العمل إيه دلوقتي يا حمادة أنا خايفة على هدى أوي دى يا قلب أمها من ساعة ما رجعت وهي نايمة ولا دارية بالدنيا كل شوية أدخل أطمن عليها وأخرج تاني منه لله بلال ابن حواء وآدم على كسرته لقلب بنتي.»


حمادة:«ما تدعيش على حد يا فاطمة بنتك كمان جرحته في كرامته ورجولته بس مش معنى كلامي دا إن هو كمان مش غلطان بالعكس دا غلط أكتر منها لأنه مقدرش يحتويها وأنا مش هعدي كسرة بنتي بالساهل أنا لازم أروحله وأتكلم معاه.»


فاطمة بحدة:« لا طبعا أوعى تروحله ولا تعبر فيه طالما ما عملش لينا إحترام ولا قدرنا يبقى إحنا كمان ما نسألش فيه وخلاص هو اللي اختار خليه بقا يتحمل نتيجة قراره.»


حمادة:«إلا قوليلى يا فاطمة هي ميادة ومصطفى عرفوا اللي حصل لهدى؟!»


فاطمة:« لا والله ما قولتش لحد وبعدين هو أنا كنت في إيه ولا في إيه أنا من ساعة ما هدى ما رجعت وأنا دماغي مش فيا.»


حمادة:« طيب قومي اطمني على هدى لحد ما أكلم مصطفى وأعرفه اللي بلال عمله.»


ذهبت فاطمة إلى حجرة هدى للإطمئنان عليها وأمسك حمادة هاتفه وقام بالإتصال على مصطفى.


حمادة:« ألو السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.»


مصطفى:«وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ازيك يا عمي أخبار حضرتك إيه وأخبار طنط وهدى؟» 


حمادة:« الحمد لله يا ابني كلنا بخير عارف يا مصطفى أحسن حاجة فيك إيه إنك بتصون الود رغم زعلك من هدى إلا إنك بردو بتسأل وبتطمن عليها.»


مصطفى:« هدى دي أختي ومهما عملت أنا ما أقدرش ألغيها من حياتي لمجرد إنها غلطت بس الموقف اللي أنا واخده منها عشان بس تراجع نفسها وتعرف وتتعلم إن الدنيا اللي إحنا عايشين فيها دي غابة ومينفعش نتعامل بعواطفنا أنا عاوزها يا عمى تتعلم تفكر بعقلها مش بقلبها»


حمادة بحزن:«هدى يا ابنى قلبها اتكسر خلاص.»


مصطفى بتساؤل:« ليه يا عمى بتقول كدا في إيه اللي حصل؟»


حماده باستغراب:« هو انت ما عرفتش اللي حصل بين هدى وبلال؟!»


مصطفى باستغراب:« إيه اللي حصل بينهم يا عمي أنا أصلاً ماشوفتش بلال النهاردة في الشغل تقريبا كان واخد أجازة هو اتكلم مع هدى ولا إيه؟» 


حمادة:«بلال طلق هدى يا مصطفى.»


مصطفى بصدمة:« انت بتقول إيه يا عمي إمتى حصل الكلام ده وازاى  أنا ما أعرفش حاجة زي دي؟»


حمادة:« يا ريته إحترم أهل البيت اللي هو دخله وكان جالي وعرفني إنه مش هيقدر يكمل معاها كان الموضوع عدى على خير لكن البيه راحلها شغلها وطلقها هناك وهدى من وقتها منهارة ومش بتكلم حد وهربانة من الكلام معانا بالنوم.»


مصطفى:« طيب اقفل انت دلوقتي يا عمى وأنا هشوف الموضوع ده بس قولي الأول هي ميادة عرفت الكلام دا ولا لا؟؟» 


حمادة:« لا محدش قالها حاجة ابقى عرفها انت بقا عشان ما تزعلش مننا وتفكر إن إحنا خبينا عليها.»


مصطفى:«خلاص يا عمي أنا هبلغها.»


أنهى مصطفى الإتصال، ثم توجه إلى حجرته حيث كانت تجلس زوجته ميادة على الفراش وتمسك بيدها إحدى الروايات وتقرأها، دخل مصطفى وملامح وجهه لا تفسر من شدة الغضب واتجه نحو خزانة الملابس وفتحها وأخرج منها ثيابا يرتديها نظرت له ميادة بدهشة وتحركت باتجاهه وتحدثت بهدوء. 


ميادة:« مالك يا حبيبي فيك إيه متعصب أوي كدا ليه ومين اللي كان بيكلمك على الموبايل؟»


مصطفى:«باباكى اللي كان بيكلمني وقالي إن بلال طلق هدى.»


ميادة بصدمة:« إيه انت بتقول إيه يا مصطفى! بلال طلق هدى ازاي! ازاي عمل كده؟ طب والحب اللي بينهم هانت عليه هدى يعمل فيها كدا هو اتجنن ولا إيه؟»


مصطفى بحزم:« أنا رايحله دلوقتي بيته أشوفه هو عمل كدا ليه.» 


ميادة ببكاء:«يا حبيبتي يا هدى يا ترى عاملة إيه؟ مصطفى، هو أنا ممكن أروح أبعد عند ماما النهاردة عشان أطمن على هدى؟»


مصطفى:« البسي يلا بسرعة وجهزي الأولاد وأنا هعديكي عليهم قبل ما أروح لبلال.»


وفي خلال دقائق كانت ميادة مستعدة هي وأولادها واستقلوا السيارة جميعا وأوصلها مصطفى إلى منزل والدها، ثم توجه إلى منزل بلال بعد مدة وصل لمصطفى إلى شقه بلال ووقف أمام الباب والشرار يتطاير من عينيه ودق الجرس، بعد لحظات فتح بلال الباب فقابله مصطفى بلكمة قوية في فكه تراجع على إثرها بلال عدة خطوات للخلف، ثم اعتدل  وأمسك فكه ومسح الدماء السائلة على جانب شفتيه.


مصطفى بحدة وغضب:«عملت فى هدى كدا ليه يا بلال أذيتها بالشكل دا ليه؟ بتنتقم لرجولتك ها انطق؟»


ثم هجم عليه وأمسكه من ملابسه وبلال ظل مستسلما لم يبدي أي ردة فعل والحزن يغطي ملامح وجهه.


مصطفى بخيبة أمل:« خيبت أملي فيك يا بلال كنت مفكرك راجل يعتمد عليه كنت مفكرك أعقل من كدا المفروض كنت تحتويها مش تطلقها تفهمها غلطها مش مع أول غلطة تعلقلها المشنقة وتسيبها انت عارف انت عملت فيها إيه يا حيوان انت دمرتها وكسرتها وهدى ما تستاهلش كده هدى دي إنسانة رقيقة وبسيطة وقليلة الخبرة قلبها مليان طيبة مش موجودة في الزمن دا.»


ثم تركه وتحرك عدة خطوات بعيداً عنه والتفت في اتجاه آخر معطيا بلال ظهره. 


بلال:« وانت ليه ما قدرتش تسامحها ليه واخد منها موقف ليه بعدتها عنك وعن أولادك وانت عارف إنها مرتبطة بيهم.»


التفت مصطفى ونظر إلى بلال رافعا إحدى حاجبيه ثم تحدث بدهشة.


مصطفى بدهشة:«انت واعي انت بتقول إيه هدى دي أختي ولازم الأخ يقسى على أخته أحيانا لكن عمره ما يقدر يتخلى عنها ولا يكسرها هدى آجلا عاجلا كانت هتعرف وتتأكد إنها غلطت وكانت هتحاول تلم الموقف وتتعلم من غلطها بس هي كانت محتاجة وقت لكن انت بقا عملت إيه فين صبرك يا سيادة الرائد فين إحتوائك ليها فين حبك فين احترامك ليا ولأهلها ليه ما روحتش لباباها وقولتله إنك مش عاوز تكمل كان قصدك إيه باللي عملته ده كنت حابب تكسرها كنت قاصد تعمل فيها كدا؟»


بلال :«بلهفة أبداً والله يا مصطفى أنا عمري ما أقدر أكسرها ولا أجرحها بس أنا راجل وعندي كرامة وهي حاربت بكل قوتها عشان راجل تاني يمكن غيرتي هي اللي حركتني وكانت عامية  عيني وقلبي ءنا لحد دلوقتي مش عارف أنا عملت كدا ازاي فيها يا ريت الزمن يرجع بيا تاني صدقني ما كنتش هعمل كدا بس والله أنا بحبها وبحبها أوي كمان أنا من ساعة ما سبتها الصبح وأنا حاسس إن روحي هتطلع مني حاسس كءن حد دبحني بسكينة تلمة.»


مصطفى:« انت فعلاً ما تستاهلش واحدة زي هدى هي خسارة فيك أنا كنت غلطان لما قولت إنك أكتر واحد هيحافظ عليها لكن يظهر إن ذكائي خانني المرة دي والحمد لله إنكم انفصلتم وهي لسة على البر هي تستاهل حد أحسن منك تستاهل راجل بجد وعلى فكرة انت ما خسرتش هدى لوحدها انت خسرتني أنا كمان انت بقيت بالنسبالي مجرد زميل وبس.»


بلال:«استنى يا مصطفى بلاش تعمل كدا أرجوك أنا عارف إني غلطان شيطان نفسي سيطر عليا أرجوك بلاش تتخلى عني انت عارف إني ماليش غيرك أنا طول عمري لوحدي انت اللي ليا في الدنيا دي انت مش مجرد صديق انت أخ أرجوك أنا حاسس إني تايه مش عارف أفكر.» 


مصطفى:«خلاص لما تبقى تعرف انت عاوز إيه ابقى قولي.»


ثم تركه ذهب وجلس بلال على أقرب مقعد واضعا رأسه بين يديه والألم يعتصر قلبه والحزن يرسم معالمه على وجهه.

                 الفصل السابع والعشرون من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا

    

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close