رواية سكرتيره ولكن الفصل السابع7بقلم هدي عبد المقصود
اقتربت يارا ببطء من غرفة نوم طارق وقد عزمت على ألا تترك له فرصة للتهرب منها كما يحدث دائما كلما أرادت التحدث معه. طرقت على باب الغرفه طرقات هامسه لينفرج بعد لحظات عن طارق يخرج أمامها. وقد أستعد للخروج. بدا وسيما للغايه بجسده الرياضي الممشوق. وكتفيه العريضين وقد أرتدى بدلة سوداء وربطة عنق أنيقه. و كعادته أهمل عامدا في تصفيف شعره الاسود الفاحم فسقطت خصله منه على جانبي وجهه لتضيف له وسامه مع حاجبيه الكثيفين وعظام خديه البارزه قليلا. انتبهت من تأملها له على صوته: صباح الخير كنت عايزه حاجه.
_ صباح النور. بعد اذنك انتظر انت بتسألني وانت ماشي
استدار لها طارق بوجه متذمر: بسألك وانا ماشي علشان مستعجل. ومع ذلك اديني وقفت اهه. يارب تكون حاجه تستاهل
_ هو العادي أن أي حاجه عندي متستاهلش بالنسبالك ورغم كده انا زهقت واتخنقت خلاص وعايزه حل.
ضغط طارق على شفتيه بنفاذ صبر وسألها بصوت جاهد ليخرج هادئا: يارا كده كتير بجد. انت كل يومين تعطليني علشان تقولي نفس الكلام
ورغم كده هعيدلك ردي تاني: انا مش بطلب منك تقعدي في البيت عايزه تخرجي تتفسحي اخرجي براحتك روحي عند مامتك. قابلي صحباتك. روحي النادي ألعبي رياضه. أتعلمي أي حاجه. عندك مليون حاجه تعمليها إلا إنك تقوليلي اشتغل مينفعش مرات طارق عبد الحليم تروح تشتغل سكرتيره.
ارتفع صوت يارا وكادت الدموع تطفر من عينيها وهي تواجهه: انا مليش صحاب ومبحبش النوادي وماما كل ما اروح عندها تكلمني عن الخلفة وعايزه توديني للدكتور. وانا اصلا مش عايزه اشتغل
* أومال عايزه ايه
_ عايزه ساعه واحده من وقتك في اليوم تقضيها معايا. وقبل ما تفكرني بالأتفاق أنا مقلتش نقضيها كزوجين احنا ممكن نقعد كأصدقاء عادي تحكيلي عن يومك واحكيلك عن يومي على الأقل يبقى في حاجه منتظراها بدل ما بقعد بالأيام مش بشوفك.
تحرك طارق مغادرا وهو يرد عليها: اولا انت يومك فارغ مفيهوش حاجه تحكيها. ثانيا أنا معنديش وقت للحكايات ولا للصداقات
اندفعت خلفه وهي تصرخ ليسمعها: يعني ايه انت عايز تجيب لي انهيار عصبي. هو انا حتى منفعش صديقه لسيادتك.
استدار لها طارق وهو يقول: يارا متجبرنيش ارد عليكي رد يزعلك
لم تستطع السيطره على دموعها فهطلت غزيرة وهي تردد : رد يزعلني يعني ايه رد يزعلني. طيب لو سمحت رد وقول اللي عندك انا عايزه اعرف ايه الرد اللي ممكن يبقى أصعب من اللي انا فيه.
صمت طارق لحظه ثم عزم على قول ما لديه بوضوح ليضع حدا لهذا الحوار.
ربت على كتفيها ودفعها لتجلس وجلس هو الآخر أمامها قائلاً: يارا انا لما عرضت عليكي الزواج وضحتلك شكل حياتنا هيبقى ازاي. وتوقعت انك لما توافقي هتبقي مدركه للوضع كاملاً وهنعيش حياتنا فعلا أصدقاء زي ما بتقولي. لكن للأسف أكتشفت أن ما ينفعش. وللاسف أكثر أكتشفت ده بعد الزواج واحنا في الفندق. كنت أتمنى أفهم قبل ما نتجوز علشان كنت لغيت كل حاجه.
تسارعت انفاس يارا وهي تسأله: بتقول إيه؟ أكتشفت إيه ؟
ضم طارق شفتيه أسفا لاضطراره إلى جرحها بهذا الشكل ولكنه يدرك أنها لم تترك له خيارا آخر: أكتشفت إنك بتحبيني. أنا آسف إني بقولك كده بس انت مصرة. انا في الاول كدبت نفسي لان فعلا إختيار الحب مكنش متاح خالص في علاقتنا. لكن كل تصرفاتك أكدت ده. علشان كده حاولت اتعامل معاكي رسمي. محاولة أنك تدركي إني معنديش استعداد ارجع في اتفاقنا.
أنا أسف طبعا أنا عارف أن كلامي جارح بالنسبالك. ولكن واضح إن ده وقت القرار. خدي وقتك وفكري لو عايزه تكملي على اتفاقنا انا تحت أمرك. لكن لو الوضع ده هيبقى مرهق بالنسبالك. فانا برضو تحت أمرك ننهي الموضوع بطريقه شيك ونقول للأسرتين أي سبب نتفق عليه.
هسيبك يومين تاخدي قرار. بس لو أخترتي الخيار الاول لازم تكوني مقتنعه تماما. ان وضعنا مش هيتغير تحت أي بند...
نظرت له يارا ببلاهه وبدت وكأنها لم تستوعب جل حديثه. ليدرك طارق إحتياجها للانفراد بنفسها فينهض متجها للباب. فيوقفه صوتها وهي تسأله بصوت مرتعش: ليه مش هيتغير. علشان انا مش قد المقام.
اكمل طارق طريقه للباب وهو يجيب بحسم: لأ علشان بحب واحده تانيه وقبل ما تساليني متجوزتهاش ليه؟ هجوبك. علشان سابتني وقالت انها أكتشفت انها مبتحبنيش. اتبع حديثه بالخروج من باب الفيلا بخطوات منكسره.
»»»»»»»
خلاص بقى يا يارا بطلي عياط. مش معقول كده انت بنيتي قصه في خيالك وعيشتيها ودلوقتي مش رحمه نفسك. قلبك هيقف.
_ انت مش حاسه بيا يا منى. انا عارفه كويس إن طارق كان واضح من الاول. بس غصب عني اتشديتله. وغصب عني حلمت أنه هيبادلني مشاعري في يوم من الايام.
لكن دلوقتي خلاص كل أحلامي ضاعت. أول ما قالي أنه بيحب واحده تانيه. حسيت إن الدنيا بتتهد فوق دماغي. معرفتش أعمل إيه ألم هدومي وأسيب الفيلا ونطلق. ولا أكمل معاه واهو على الأقل ابقى جنبه. وملقيتش حد غيرك أكلمه تساعديني. أنا أسفه يا منى عطلتك واتسببت أنك تاخدي أجازه علشان تجيلي. بس أعمل إيه أنت الإنسانه الوحيدة في الدنيا اللي تعرف حقيقة علاقتي بطارق وأنت برضو الوحيده اللي صرحت قدامك بمشاعري الحقيقية.
* حبيبتي بتتأسفي على إيه أنت تطلبيني في أي وقت. أنا من يوم ما شوفتك في المكتب أعتبرتك أختي. رغم إني أعرف ناس كتير في المكتب من زمان لكن ولا حد منهم قريب من قلبي زيك. إن كنت بشد عليكي شويه فده علشان أنا زعلانه علشانك وعلشان أنا فاهمه كويس جدا مشاعرك. وعارفه بتعاني إزاي .لإني كنت في نفس الوضع في وقت من الأوقات.
_ أنت حبيتي قبل كده يا منى. غريبه اوي أنا مكنتش متوقعه إن في حد في حياتك. دايما بتتكلمي عن مامتك وعن شغلك. عمرك ما لمحتي عن أي علاقه عاطفيه
*لان الموضوع إنتهى تماما بالنسبالي. انا فعلا حبيت وأتعلقت جدا بالشخص اللي كنت بحبه. بس كانت فتره وعدت وبعد كده غلطت نفسي كتير أني كنت بحب حد ميستاهلش حبي
_ ايوه انا عايزه أعرف إزاي قدرتي تتنقلي من مرحلة بحبه لمرحلة كنت بحب
* عارفه يا يارا ليه تخطي أي علاقه بيبقى صعب.
_ ليه
* بسبب الأمل. طول الوقت بيبقى عندك أمل أن العلاقه ممكن تنجح. لو بعدنا ممكن نرجع؛ ولو مش بيحبني ممكن يحبني؛ انا دخلت جروبات كتير للدعم النفسي علشان يساعدوني أتخطى. شغلت نفسي بمليون حاجه.
ومفيش فايده بالعكس بتعلق أكتر
لكن في اللحظة اللي فقدت فيها الامل. أترفعت غشاوة الحب من قدام عيني و فهمت أزاي أنا بدمر حياتي وعمري بيضيع في والوهم أكتر منه بكتير. لما الأمل فقد كل حاجه رجعت لمسارها الطبيعي.
أنا بحكيلك الحكايه دي علشان أقولك إن كلام طارق صح لو هتفضلي تكلمي إنه يحبك في يوم من الأيام هتتعبي جدا. خدي قرارك وانت عارفه انك لو كملتي هتكملي من غير أمل أن الوضع يتغير. انت بس وقتها هتبقي أخترتي وجودك جنبه لو كان ده أفضل من بعدك عنه. أنا عارفه أن الكلام ده نظري أوي. بس صدقيني لازم تفكري كويس جدا وتقرري وتلتزمي بقرارك وتتحملي مسؤوليتك تجاهه
»»»»»»»»»
#بعد اسبوع في الشركة
_ انت مين سمحلك تقوليلي منى كده حاف انا هنا أسمي الاستاذه منى. أوعي تفكري ترفعي الكلفه بيني وبينك.
صوت منى المرتفع ونبرتها الحاده كان لهما أثر كبير على هند فإرتعد جسدها على الرغم منها وخرج صوتها متحشرجا وهي تواجه منى : هو انت ليه بتعامليني كده. ليه بتتعاملي مع كل الموظفين بود ما عدا انا. انا بشوفك بتضحكي مع الكل وبتجامليهم و بتسألي عليهم. انا عملتلك ايه. ليه الكره ده.
_ ده مش كره يا استاذه يا سكرتيره يا شاطره يا بتاعة اللغات والماجستير.
ده عدم أحترام لشخصك. متبرقليش كده ايوه انا مش بحترمك. زمان لما شوفتك مع استاذ طارق مكنتش اعرفك. وحتى لما سيبتوا بعض وقابلتك بعد كده صدفه تعاملت معاكي بكل أدب. لكن لما ترجعي علشان تشتغلي معاه وهو راجل متجوز بعد اللي كان بينكم تبقي واحده مش كويسه. ما الدنيا مليانه شركات وانت بسم الله ما شاء الله معاكي مؤهلات مش قليله. أشمعنا شركتنا. إلا إذا كنتي ليكي غرض تاني.
طفرت الدموع من عين هند وهي تهتف: ايوه صحيح الدنيا مليانه شركات وقدمت في ١٠٠ شركة لكن كل مره تحصل حاجه تخليني مشتغلتش يإما المواعيد مش مناسبه وانا مقدرش أتأخر على أخواتي. يإما الشركه بعيد جدا عن بيتي يعني فيها ساعتين ثلاثه مواصلات كل يوم وده برضو هيأخرني أو صاحب الشركه أصلا مش عايز سكرتيره ده عايز حاجه تانيه.
غير كده أنا لما جيت هنا مكنتش أعرف إن طارق هو صاحب الشركه واول ما دخلت الانترفيو ولقيته كنت همشي لكن هو فهمني أنه خلاص أتجوز. وان خطوبتنا كانت موضوع قديم وانتهى وانا كنت تعبت من اللف على الشركات. فقلت أجرب. صدقيني انا مليش أي غرض تاني غير الشغل.
_ ولو اصلا ليكي أي غرض مش هتنوليه. أنا عيني عليكي ومركزه كويس.
إن كنت مبلغتش مدام يارا انت تبقي مين. فده بس علشان متضايقش وأتسبب في مشكله بينها وبين طارق بيه وابقى حققتلك غرضك.
»»»»»»»»»
#في منزل هند
هند ممكن بقى تقوليلي هتبقي فاضيه أمتى علشان نروح نعمل البطاقه.
_ بطاقة ايه بس يا علي هو انا عندي وقت اتنفس. أعملها تبع مركز المعلومات اللي تبع السجل المدني
* يا سلام عليكي يا فقيقه. ما انا كلمتهم قالولي هيبعتلولنا زياره منزليه تاخد الورق علشان دي اول مره. وسألني مين هيضمنك في العنوان قلتلهم أختي ولما أخدوا أسمك وراجعوا البيانات قالوا إن في غلط في اسم الام في شهادة ميلادك.
_يعني ايه غلط مش فاهمه
* يعني اسم ماما في شهادة ميلادها وفي قسيمة الزواج زهره فاتح عبد الرحمن
لكن في شهادة ميلادك زهره فاتح عبد الرحيم.
_ يادي النكد انا عارفه بلدنا. غلطه زي كده هيطلعوا روحنا علشان يصلحوها. طيب وايه المطلوب.
* الموظف قالي انك لازم تاخدي قسيمة زواج ماما أو شهادة ميلادها ويكون معاكي شهادة ميلادك وتروحي السجل اللي في العباسيه تصلحي الاسم. وبعد كده تيجي معايا نعمل البطاقه.
_ يانهار على وجه الدماغ ده. طيب اصبر عليا بقى اقدر أخد أجازه يومين ونخلص اللفه دي.
»»»»»»»
#في مكتب طارق
انا مش فاهم غلطتين في ساعه واحدة
ده كده مش شغل ومش فلوس ناس احنا كده قاعدين على المصطبة.
_أستاذ طارق بعد اذنك مينفعش تزعقلي كده.
*ايوه صحيح انا مينفعش ازعقلك لكن انت ينفع تغلطي وتطلعي مبلغ تكلفة وأتعاب المشروع أقل من نص المبلغ الحقيقي.
غادر طارق كرسيه بحده لتتفاجأ به هند يقترب منها ويمسك زراعها بقسوه وهو ينظر لها شزرا : فوقي لنفسك يا أستاذه انت مش هتعمليني إيه اللي ينفع وايه اللي مينفعش. انت هنا موظفه عندي أتعلمي تتكلمي أزاي وأوعي تتخيلي للحظه انك ليكي أي مكانه تسمح لك تتجاوزي معايا في الحوار. والأخطاء اللي حصلت إنهارده هتتجازي عليها.
شعرت هند أنها في عالم آخر. وصلت كلماته لسمعها وكأنها صدى صوت. لم تستطع رفع عينيها عن يده التي تطبق على زراعها. لم تشعر فقط بالألم من ضغط يده بل شعرت بالخدر يسري في جسدها كله. حاولت التحرك فلم تفلح حاولت الابتعاد بعد أن ترك زراعها ولكن خانها جسدها وتصلب في موضعه يأبى الإبتعاد ظلت عينيها مثبتة على زراعها غير مستوعبة لما حدث.
أفاقت نسبيا على صوته وقد عاد لمقعده: مالك متصلبه كده ليه اتفضلي على مكتبك.
حاولت استجماع نفسها و رفعت له عينا تطفر بالدمع وهي تتحدث بشرود كأنها تحدث نفسها: انت ازاي....
انا عايزه امشي
أصل قسيمة الجواز.
انا هروح السجل. انا مش عايزه المرتب . انا......
اندفع طارق نحوها يقف أمام الباب قبل أن تفتحه. وهو ينظر لها بحيره وتعاطف حاول إخفائه.: مالك يا هند انت تعبانة. اقعدي لو سمحتي
_ لا انا مش تعبانه انا عايزه أروح. أيدي بتوحعني
* طيب لو سمحتي أقعدي بس خمس دقايق تهدي وبعدين أمشي وانا هبعت معاكي حد من البنات يوصلك.
دفعها للمقعد فجلست مجبرة وقد بدأت تستعيد نفسها. مسحت عينيها وتناولت كوبا من الماء. صمتت تماما وصمت هو. نظرت للفراغ علها تهدء استعاد عقلها كلماتها وكلماته. تنفست بعمق عل صوتها يخرج هادئا. ثم نظرت له وهي تزدرد لعابها وتغمض عينيها لحظه لتفتحها وقد سيطرت تماما على نفسها : استاذ طارق مبدئيا انا عارفه كويس أوي إني موظفه عند حضرتك. وعارفه حدود وظيفتي كويس. ثانيا انا بشتغل هنا بناءا على طلب حضرتك لمواصفات معينه أتوفرت فيا.
وفي فرق بين إني أكون موظفه بمؤهلاتي وشغاله عند حضرتك في البيت. أما اكون شغاله في بيت سعادتك وأغلط تبقى تزعقلي براحتك. لكن لما أكون موظفه وأغلط في مسار قانوني حضرتك تقدر تتبعه مش من ضمنه انك تزعقلي. ده لو مش عند حضرتك النيه أنك تفتكر إني من يوم ما اشتغلت في الشركه دائما شغلي مظبوط. ودي أول مره أغلط فكان ممكن تلتمسلي أي عذر.
أنهت هند حديثها و هي تقف بعصبيه منتظره تعليقه على حديثها هذا التعليق الذي لن يخرج عن طردها من العمل حسب توقعها.
ولكن طارق بدأ هادئا تماما بل لاح شبح ابتسامه تتراقص على شفتيه وهو يشير بيده ويأمرها أن تعود لمكتبها.
»»»»»»»»
تأمر بحاجه تاني يا باشمهندس.
أجاب طارق دون أن يرفع عينيه عن الاوراق التي أمامه. لا تقدري اتفضلي انا لسه هسهر شويه. وبعد كده متقعديش بعد مواعيد العمل الرسميه حتى لو انا قاعد
_ ازاي أسيب حضرتك وامشي. مش يمكن حضرتك تحتاج حاجه.
* أكيد لو محتاج حاجه هقولك معتقدش يعني إني هاجي على نفسي علشانك. غير كده أمشي في ميعادك على الأقل علشان جوزك ميعملش معاكي مشاكل وتأثر على الشغل
_ أفندم!! جوزي!!! مين قال إني أتجوزت.
*انت اللي قلتي
_ انا!! أمتى؟
* انت اتكلمتي عن قسيمة جوازك
_ قسيمة جوازي!! حضرتك بتقول ايه.
ااااه فعلا انا قلت قسيمة زواج بس انا مكنتش مركزه انا أسفة. بس مين قال إني قصدي قسيمة زواجي انا .انا كنت
أقصد قسيمة زواج ماما وبابا.
سقط القلم من يد طارق وتسارعت دقات قلبه وهو يرفع لها عينين متسائلتين وحاول إخفاء توتره وهو يسألها متلعثما مالها قسيمة جواز بابا وماما.
نظرت له هند بشرود وهي تسترجع ماحدث أمس مع موظف السجل المدني
👤👤👤👤👤
تمام كده يا أنسه الاسم أتصلح على السيستم وتقدري تعملي البطاقه. أنا خدمتك على فكره الموضوع ده كان محتاج اسبوع على الأقل علشان يخلص بس انا عينيا لحضرتك.
مدت هند له يدها بكف مغلق لتسقط في يده مبلغ مالي يكاد يكون طلبه بنفسه.
اسقط الموظف يده أسفل المكتب ينظر إلى ما في كفه. ليرفع لها عينا جشعه وهو يتسائل ايه ده يا مدام هو انا بشحت منك.
أطلت من عين هند نظرة متسائله وهي تنظر للمبلغ في يده معتقدة أنها أخطأت وأعطته عشر جنيهات بدل المائه وعندما وجدت أنها لم تخطأ تسائلت بحده: انت عايز ايه اكتر من كده مش فاهمه
* عايز سلامتك يا أستاذه بس انت لو روحتي بالقسيمه دي لأي حد غيري مش هيخلصها بسهولة كده.
_ انت بتقول ايه مالها القسيمة.
* مالها القسيمة. خلاص شكلك مش فاهمه حاجه. اتكلي على الله أن الله حليم ستار.
_ لو سمحت ميصحش كده انا عايزه أفهم انت بتقول ايه. يعني ايه أن الله حليم ستار.
* وطي صوتك. هتودي نفسك في داهية. بقولك إيه انا غلطان إني أتكلمت من أساسه. بس انت شكلك هتفضحينا. اتفضلي أمشي وانت بره ابقى بصي على تاريخ ميلادك. وعلى التاريخ اللي في قسيمة الجواز
👤👤👤👤👤
انتزعها صوت طارق من شرودها: انت روحتي فين؟
صمتت هند لحظات آخرى ثم نظرت له متسائله: هو انت ممكن تسمعني ؟
* أكيد
_ طيب ممكن ننزل نقعد في أي مكان انا مش عارفه اذا كنت هقدر أسيطر على نفسي وأتكلم بهدؤ ولا لأ فبلاش في المكتب افضل.
انا مش هاخد من وقتك كتير. انا بس عايزه أتكلم وللاسف معرفش حد غيرك
*للأسف!!!!!
_ أسفه والله مقصدش انا قصدي أن ميصحش أطلب منك تقعد معايا وتسمعني بعد اللي حصل بس معنديش حل تاني.
* ولو إن حكاية معنديش حد غيرك دي عليها مئة علامة استفهام بس تمام.
أنا هنزل وانت.لمي حاجتك عقبال ما اطلع العربيه من الجراج