أخر الاخبار

رواية سكرتيره ولكن الفصل السادس والعشرون26بقلم هدي عبد المقصود

رواية سكرتيره ولكن 

الفصل السادس والعشرون26

بقلم هدي عبد المقصود

حط عقلك في راسك يا ابني وأمشي من هنا دلوقتي. أنا لو أتصلت بأخوها وجيه مش هيحصل كويس

_ أنت بتهدديني. أنتوا أيه بلطجية وحوش. لأ أوعي تفتكريني  لقمة طرية. انتي قلتي لنفسك ده راجل غني عبيط ملوش في المشاكل وأول ما نخوفه هيجري. لأ فوقوا مش أنا اللي يتنصب عليا.

أتسعت عينا منى فزعا وهي تتراجع للخلف: أنت بتقول إيه. إحنا بننصب عليك.

_ أيوة يا هانم بتنصبوا وأنا اللي صدقت إنك فضلتي جنبي السنين دي كلها علشان بتحبيني لكن طلعتي كنت مستنية طبختك تستوي و أصدقك وأتجوزك.

* انت مجنون إيه اللي بتقوله ده

_ أمال تسمي ده إيه. الست هانم الوالدة رفضت جوازنا وقاطعتك أل إيه علشان هتتجوزي واحد متجوز.

ودلوقتي قامت أتنفضت وجاية تطردني من بيتي علشان حضرتك كلمتيها وقلتيلها إني متجوز أثنين غيرك. هو إن شاء الله هتفرق إيه واحدة من أثنين ولا هي تقاطعك علشان واحدة وتقف جنبك علشان أثنين.

& لأ يا ابن الأصول أنا مجيتش أجري على بنتي علشان بقوا أثنين مش واحدة. أنا جيت على ملا وشي علشان صوتها اللي فطر قلبي وهي بتصرخ في التليفون. أحنا مبنرميش لحمنا يا باشا يا ابن الأصول. جايز نزعل شوية؛ جايز نقاطع. لكن لما بناتنا تتكسر وتحتاجنا بنجري عليهم يستخبوا في حضننا. أنا كنت جاية أخدها وأطلقها منك. لكن لتاني مرة بنت بطني بتوجع قلبي.لما قالتلي انها حامل. خلاص مينفعش أخدها أنت اللي لازم تمشي علشان نحفظ للعيل اللي جاي حقه. شرع ربنا أنه يتولد في بيته.

_ وشرع ربنا برضو أنه يتولد يلاقي أمه وأبوه مطلقين.

& وهي دي غلطة مين. هي اللي باعتك وأنتوا مكملتوش سنة جواز. ولا انت اللي وعدتها إنك هتطلق الأولانيه وأنت عارف أنها حامل وكنت بتكدب عليها. لأ وكمان أتجوزت واحدة جديدة.

_ ههههههههه. أنت بقى جاية تدافعي عن بنتك عمياني من غير ما تفهمي حاجة

* خلاص يا طارق مفيش داعي نتعب أمي أكتر من كده

_ لا والله.دلوقتي بقت مفيش داعي نتعب أمي. لكن لما تجري تكلميها وتجيبهالي تطردني من بيتي. يبقى متعبتيهاش. 

همت منى بالرد عليه لتقاطعها أمها قبل أن تبدء الحديث: هو إيه اللي عمياني أنا مش فاهمة حاجة وأنت بتغلوشي على كلامه ليه. في إيه مش عيزاني أعرفه.

نظر لها طارق بجزل ثم ألتفت إلى منى وهو يقول بسخرية: إيه رآيك أجاوبها أنا ولا حضرتك تتفضلي تردي عليها وتعرفيها إن لحمها اللي هي بتتكلم عنه ده. واحده حرامية شغالة تعمل خطط هي ومرات أخوها وتستغفل الناس. وبالمرة تعرفيها أن هند مش الجديدة ولا حاجة دي هي الأولانيه وأنت اللي قربتي مني وفضلتي ورايا لحد ما بعدتيني عنها. ويارا كمان كانت قبلك يعني أنت الجديدة. بعبارة أوضح هما الأثنين من حقهم يعترضوا. لكن أنت ملكيش أي حق عندي.

ساد صمت مطبق على المكان بعد أن صمت طارق عن الحديث. اتكأت الأم  تستند على يد المقعد المجاور حتى لا تهوى أرضا. ومنى وضعت يدها على وجهها وهي تهز رأسها بإستمرار غير مصدقة ما أل إليه الموقف. وهو عقد ساعديه وأخذ يراقب السيدتين. منتظر رد فعل إحداهن. مرت لحظات قصيرة إستوعبت خلالها الأم كلماته. فرفعت إلى إبنتها عينا تائهة متسائله: هو بيقول إيه مين هي اللي حراميه. وانت ساكته ليه ومرات أخوكي إيه دخلها في الموضوع. لم ترفع منى رأسها من بين كفيها و كأنها لم تستمع إلى تساؤل الأم التي ألتفتت إلى طارق تطالبه بالتفسير. بدا عليه الندم للحظه عندما رآى تعبير الصدمة والألم المرتسم على وجهها

ولكن هذا لم يمنعه أن يجيبها.

_ بنتك كانت عارفه ان هند عندها طفل وإن أنا أبو الطفل ده. عمري ما كنت هصدق أنها ممكن تخطط وتعمل كل ده وتخبي عليا حاجة هي متأكدة إني هيجي يوم وأعرفها...أنا لما عرفت مقلتلهاش علشان مش عايز أجرحها. كنت متأكد من حبها ليا وكنت متأكد أكتر من حبي ليها. لكن مكنش ممكن أسيب أبني يتربى بعيد عني. أتجوزت هند بس علشان يبقى إبننا بينا. وده كان أتفاقي معاها. وطول الوقت كنت بفكر في طريقة أعرف بيها منى الوضع إيه وأخليها تسامحني. لكن ربنا أراد يكشفها قدامي... أمبارح رجعت البيت بدري وهي برا. وبعدين سمعت صوتها داخلة هي و رانيا. محبتش أعمل صوت علشان ياخدوا راحتهم. كنت قافل نور الليفنج وقاعد جوه. تحبي تعرفي الحوار اللي دار بينهم.

شحب وجه الأم خوفا مما ستعرفه وهي تهز رأسها.

شرد طارق مسترجعا تلك اللحظات الأليمة

🗣️🗣️

* أنت سيبتيني وروحتي فين.

_ يا بنتي أصبري بحضر حاجة سريعه علشان نتغدى

* انا مش عايزة أتغدى أنا بس هاخد منك البلوزة وهنزل قبل ما جوزك يجي. أنا أصلا مكنتش ناوية اطلع معاكي. بس شكلي فعلا مش هلاقي بلوزة حلوة قبل الفرح.

_ وتشتري ليه وتكلفي نفسك. ده هما ساعتين وهيعدوا وانا عندي كذا حاجه سواريه شوفيهم واختاري منهم اللي يناسبك.

* بقولك إيه انا مش عايزة أقابل جوزك. لما بشوفه بتلغبط وببقى عايزة الأرض تنشق وتبلعني.

_ ليه!!! هو عملك إيه

* أنت يا بت معندكيش دم. إزاي بتبصي في عين الراجل وأنت عارفة إنك مخبية عليه حاجه مهمة زي كده.

_ قصدك هند

* لأ ياختي قصدي آسر

_ لو كان آسر بس مكنتش هتردد لحظة إني أعرفه إن ليه إبن. لكن آسر يعني هند ؛يعني يتكلموا مع بعض؛ يعني يتصارحوا ويتصافوا ويرجعوا لبعض. وأكتر من كده يعني أقوله إزاي أنا عرفت الموضوع؛ يعني يعرف إن الست اللي شايله إسمه حرامية.

وأنا مش هفضح نفسي ولا أجيب واحدة ثالثه تشاركني فيه كفاية يارا اللي خلاص أتفرض عليا أنها تشاركني يومه وقلبه. ولأ وكمان الواحدة الثالثة دي هي اللي سابني قبل كده علشانها. والمرة دي كمان بقى معاها سلاح أقوى بقى معاها أبنه.

* ما أنت كمان معاكي نفس السلاح أنت حامل وبكرة تقومي بالسلامه وتجيبيله عيل يربطه بيكي العمر كله.

وبعدين أنت متجيبيش سيرة موضوع سرقة التليفون ده خالص. أنا أصلا مش مصدقه إنك عملتي كده. بس خلاص أدينا رجعنا التليفون من غير ما تفهم حاجه. وربنا ستر. قوليله إنك عرفتي بأي طريقة وأهي تبقى بجميلة. هو في كل الأحوال هيعرف. إن مكنش أنهارده هيبقى بكرة؛ هيبقى بعد شهر؛ بعد سنة. لكن لما يعرف منك هتضمني إنه مش هيبيعك علشانها.

_ بقولك إيه يا رانيا. قفلي على الموضوع ده وقومي معايا بصي على اللبس.

🗣️🗣️🗣️

إنتهى طارق من رواية ما حدث. ليسود الصمت مرة آخرى. لا يقطعه إلا نهنهة منى بالبكاء خجلا من والدتها التي تنظر إليها بذهول غير مستوعبه جل كلام طارق. 

لملمت الأم شتات نفسها وقامت تتجه بخطوات مترنحة نحو الباب. ترى منى خطواتها وتخشى عليها من السقوط ولكن لا تجرؤ على معاونتها. حتى طارق أشفق عليها. ولكنه لم يتحرك من مكانه حتى غادرت المنزل.

»»»»»»»»

_ كل ده تأخير يا ماما. ده أنا مكلماكي من الصبح

* هو انا يا بنتي كنت قعدالك على باب الشقة. ما انا كمان ورايا ١٠٠ شغلانة. وبعدين أنا ريقي نشف معاكي علشان تيجي تقعدي عندي الشهر الأخراني ده.. مش عارفه منشفه دماغك ليه. ما انت قاعدة لوحدك أهوه. على الاقل لما تبقي قدامي أبقى مطمنة عليكي.

_ يعني إيه قاعده لوحدي. ما هو طارق ملوش مواعيد زي ما أنت عارفة. موضوع مكتب أسكندريه الجديد ده واخد كل وقته. بس برضو مبيغيبش عني كتير. بيحاول يلاقي أي وقت فاضي ويجي علشان يطمن عليا.

* وهو يعني خلاص الدنيا كانت هتطير ما كان أستنى لما تقومي بالسلامه وبعدين يبدء تأسيس المكتب. الموضوع كله مريب.

_ يعني إيه مريب. أنت جاية دلوقتي تشككيني فيه. مش أنت اللي كنت دايما بتدافعي عنه. وبعدين أنت ناسية إني كنت سكرتيرته وأعرف أجيب تفاصيل أي حاجة بيقولهالي أنا أتأكدت من موضوع المكتب ده. وكمان أتأكدت أن الشريك الأجنبي هو اللي مصر أنه يبدء الشغل في فرع إسكندرية في أقرب وقت.

* أنا مش بقلقك ولا حاجه انا بس كنت بقول مش وقته. حتى علشان تعبه هو.

ما انا شايفاه كل يوم والتاني يجي علشان يطمن عليكي ويباتله ليلة بالعافية ويروح يطمن على الشركة هنا ويرد تاني على أسكندريه.

_ ما هو عرض عليا أروح أقعد معاه هناك وأنت اللي رفضتي وعملتيها زعله

* أيوه طبعا أرفض يعني إيه بنتي الوحيدة تبقى حامل في شهورها الأخيرة وتبقى في بلد وأنا في بلد تانيه.

»»»»»»»»»

أشرقت الشمس بذلك الضوء المتدرج الجميل لتصنع مع صفحة النيل الهادئه لوحه مبهرة يذوب قرص الشمس في خلفيتها. جمال يخطف العيون ولكن لمن يراه. أما شهد فقطرات الدمع المتلألأة في عينيها تحجب عنها أية رؤية . بل يهيأ لها أن ظلمة الليل تلك لن تنقشع أبدا. ظلمة الكون عامة وظلمة قلبها خاصة. شهور مريرة مرت عليها بعد أن أعتقدت أن إزاحة عبئ الذنب عن قلبها سوف يجعلها ترتاح بعد سنوات العذاب وتأنيب الضمير. أعتقدت أنها بعد فترة طالت أم قصرت سوف تهدأ... من يسامحها سيسامحها ومن يغلق قلبه دونها سيذهب. وأنها في النهاية سوف تحيا مرتاحة الضمير. ولكن من قال أن توقعاتنا دائما سليمة. طالما أرتبط أمرنا بأمر إناس أخرين _لهم رؤيتهم الخاصة ولهم طاقتهم في القدرة على المغفرة_

          الفصل السابع والعشرون من هنا 



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close