أخر الاخبار

رواية سكرتيره ولكن الفصل الثاني عشر12بقلم هدي عبد المقصود

رواية سكرتيره ولكن

 الفصل الثاني عشر12

بقلم هدي عبد المقصود

عندما نكون ذوي عاهة يسكننا الخجل تصاحبنا المرارة؛ حتى أن ملامحنا تتغير؛ ردود أفعالنا تصبح باردة؛ مشاعرنا تتبلد.فيرانا كل بعين طبعه هناك من يرانا مظلومين أصدرت علينا الأقدر حكمها الأبدي بأن نحيا موصومون في مجتمع لا يرحم. وهناك من يرانا عالة على المجتمع. هناك من يرانا ثآلولة يجب أجتزازها لتترك مكانها للأصحاء. وهناك المقربون المجبرون دوما على التظاهر بالتقبل والتعاطف والمساندة. هؤلاء أكثر من يذبحوننا إن كان تعاطفهم مزيف وإن كان تقبلهم ظاهري. شهد فقط تختلف عن الأخرين. لم يرى في حياته شخصية يحق لها أن تكتب على جبينها كما يكتب على واجهات المتاجر 
( نحن نختلف عن الأخرون) إلا شهد
حبه الأول، أمله الوحيد، في تلك الحياة. عشق كل تفاصيلها بالتدريج أستيقظ يوما ليجدها جزء من كيانه خاف من الإقتراب منها عندما شعر نفسه يختلف عن الأخرون. رفاقه يتحدثون عن أشياء تحدث لهم و تغيرات جسديه لا تصاحبه. تجرء ذات يوم للذهاب مع صديقه حيث فتاة تنتظرهم. غادر يجر أذيال الخيبة تغرق الدموع وجهه. حمد للفتاه صمتها فلم تجهر بفضيحته أمام صديقه.
علم تماما في هذا اليوم موقعه بين الرجال. أصبح المكان الذي تتواجد به شهد محرما عليه. خاصمته السعاده. سكنه جرح لا يندمل. حتى أقتحم عليه والده غرفته ذات يوم يخبره أن شهد في طريقها لتصبح زوجه لرجل آخر. أنبه على تقاعسه. ولكنه والحق يقال ترك له حرية القرار. لا يعلم والده شيئا عن وصمته. إلى اليوم يتسائل لماذا أعلن لوالده رغبته بالزواج منها. لماذا لم يصمت. لماذا لم يتصرف بشهامة ويخبر شهد بحقيقته ويترك لها حرية القبول أو الرفض. يدعي أنه نادم لكنه والحق يقال لو عاد به الزمن لما أختلف تصرفه. مدله هو في حب إمرآه تختلف عيناها عن عيون كل نساء. عاشق لصوتها الرخيم. تائه بين خصلات شعرها المفرود على ظهر ينطق بالإغراء. منحه الله عينا ترى  وقلب يشعر. ومشاعر تذوب. ولكن نزع منه القدره على الإرتواء. تزوجها وعرفت عاره لم تفهم في البدايه وعندما أدركت صمتت. صمتت صمت كالصراخ لو إهانته؛ لو ضربته؛ لو فضحته. لكان هذا أخف وطأة على روحه من صمتها. أخبرته عن بعثة سوف تذهب إليها. كان يعلم أنها كاذبه منذ متى والبعثات تذهب للدول العربيه. لم يجرؤ على الرفض خاف إن رفض أن تتركه. ابدا لم يخاف من الفضيحه قدر خوفه من أن تتركه. هيأ له عقله أن يتركها لتهدء ومن ثم تتقبل. أنتظرها وهو يقنع نفسه أن غيبتها لن تطول. توقع أن تعود  سريعا وتتعلل بأي شيء. ولكن طالت غيبتها. عاما كاملا لا يعلم عنها شيئا باستثناء مكالمه دوريه تخبره فيها انها بخير وستعود قريبا. أخيراً أخبرته عن موعد وصول طائرتها وطلبت منه ألا يرهق نفسه بالحضور للمطار. لم يستمع لها وقف يترقبها بين المغادرين. وقف بعيدا ليشبع من النظر إليها قبل أن تراه. كان يخجل حتى من وضع عينه بعينيها.رآها تتهادى مغادرة وهي تدفع عربة الحقائب. أنهمرت الدموع من عينيه وهو ينظر لجسدها. هذه ليست شهد هذا ليس جسدها. شعر بقبضة بارده تعتصر قلبه. أقترب منها غير مدرك لهيئته. رأته عن بعد وبهتت من شروده ودموعه. عللة حالته بأنه يفتقدها. مدت يدها لتصافحه. لكنه تجاهلها لياخذها بين زراعيه. لم يكن يريد شيئا إلا أن يشم رائحتها. أخترقت أنفه رائحه جعلته يرتد للخلف. استدار وغادر يجر قدميه. وصل لأذنه صوتها وهي تهتف بإسمه. غادر المطار ليستقل سيارته يبحث عن مكان لا يراه فيه أحدا غادر السياره وسط أرض فضاء لينحني ملقيا ما بجوفه على الأرض. ظل يتقيأ حتى كادت معدته تغادر فمه. ألقى بجسده على الأرض يبكي كطفل صغير يضرب أنفه بيده عله ينسى تلك الرائحة التي علقت به. خانتني شهد. علقت رائحة رجل بجسدها. ظل على حاله ساعات طوال. لا يكف هاتفه عن الرنين. أخيرا تماسك قليلا وانتفض عازما على مواجهتها سيخبرها أنها لم تستغفله سيخبرها أنه يعلم أنها كاذبه خائنه سيطلقها ويلقي بها على قارعة الطريق. 
زاغت عينيه وهو يكرر الجمله الأخيرة. سيلقي بمن على قارعة الطريق. بشهد.... لا لا يجرؤ على هذا لقد تحمل هذا العام غيابها فقط لأنه كان يمني نفسه بعودتها. لا يستطيع أن يحيا حياة ليست شهد جزءا منها. حدثه عقله
*لكنها كاذبه
ليجيب قلبه سريعا
_ انت ايضا كاذب ومخادع.
* هي أيضا خائنه هل تستطيع أن تكمل حياتك معها بعد أن علمت بخيانتها
_ لكنها عادت لي. لقد فقدت توازنها جراء كذبي عليها. أحبطت وأخطات لكنها عادت لي. واثق انا أنها لن تخطأ مرة آخرى شهد ليست منحلة. الصدمه فقط جعلتها تسقط الهاوية
لم يعطي عقله فرصه للعمل والتحدث مرة آخرى. عاد لها. عاد ليخبرها أن فرحته بعودتها جعلته يهرب خائفا أن تتركه مرة آخرى. ربتت على كتفه تخبره أنها الأخيرة لا يوجد فراق بعد الآن. أنتفض جسده جراء لمستها. مرت سنوات طوال على تلك اللحظه والى الآن ينتفض جسده إذا لمسته مصادفة. تطفر عيناه بالدمع كلما وجد نفسه بمفرده. أبدا لم يندمل جرحه. أبدا لم يسامح نفسه أنه سامحها. أبدا لن يغفر لقلبه أنه ما زال في حبها غارقا....
غزل ♥️♥️♥️
ابنته الجميلة التي تضئ حياته. تذكره شهد دائما أنها ليست ابنتهما وأنهما تبنياها لتحفظ ماء وجههما أمام الأسرة ولتكون تعويض لهما يستطيعا إفراغ مشاعر الأمومة والأبوة لديهما فيها. 
ولكنه لا يأبه لحديثها لقد دخلت غزل هذا البيت وعمرها شهرين. بعد أن غابا هما عنه لمدة عام كامل. ليعودا ويخبروا الجميع أن الله قد من عليهما بها.عارضت شهد كثيرا لكن في النهاية رضخت لرغبته. أصبحت غزل منذ اليوم الأول قرة عين له. سكن حبها قلبه. واثق هو أن مشاعر الأبوة لا تختلف عن ما يشعر به تجاهها. راقبها تكبر أمام عينيه ؛مرضها حين مرضت؛ بكى حين بكت؛ ضحك حين ضحكت. رأى خطوتها الاولى. دمعت عيناه مع سنتها الأولى. أمسك بيدها الصغيرة يصطحبها للمدرسة ليترك قلبه معها وهو يغادر تسقط دموعه ودموعها. 
لو أجتمع أهل الأرض جميعا ليقنعوه أن غزل ليست أبنته لن يقتنع. هي ابنته وهدية السماء لقلبه.
هي أيضا تتيه حبا فيه. لا ينكر أنها تحب شهد وأن شهد تحبها. لكن في عين شهد نظرة لا تخفى عليه ولا تخفى على غزل أيضاً. نظرة غريبة هل ندم ؟هل حسرة ؟ هل حزن؟ لا يعلم ولا تعلم غزل. ولكن المؤكد أن تلك النظرة تقف دائما حاجزاً بينهما.
الان نضجت غزل أصبحت حورية من حوريات الجنه. ولكن للاسف حورية حزينة؛ حورية عاشقة. غافلة شهد عن عين إبنتها لو نظرت لها مرة واحدة لرأت عاشقة يائسة. يشعر بها لأنها تذكره بنفسه. في عينيها نفس الالم لكنها تداري. تضحك دائما. تنشر البهجة حولها كما اعتادت منذ طفولتها.
خفيفة الظل؛ شقية؛ جميلة؛ رقيقة المشاعر. هذه هي مفردات إبنته.
                   »»»»»»»
* بابا السرحان دائما. بتفكر في مين يا بوب.
_ هكون بفكر في مين يعني اكيد في بنوتي الحلوة.
* وليه اكيد يعني مش يمكن بتفكر في شهوده. 
نظر لها بمرارة وهو يجيب ؛ شهودة هي فين شهودة هو احنا بقينا بنشوفها.
* عندك حق والله يا بابا انا فعلا بقيت حاسه ان ماما عايشه عند الجيران مش عايشه معانا.
_ من يوم ما قابلت البنت اللي جوزها مات دي وهي مبقتش معانا خالص
* معلش يا بابا هي برضو معذورة البنت صعبت عليها لسه عروسه جديده وزوجها مات في حادثه قدام عينيها وملهاش حد وشغلها بيخليها تسافر كتير وتسيب ابنها.
_ ما هي أجرتلها شقه في العمارة اللي جنبنا وساعدتها تجيب مربيه لأبنها يعني متخلتش عنها رغم أنها متعرفهاش قبل كده مجرد بس اتعرفت عليها عند دكتورة زميلتها في البرج.. المفروض انها كده عملت اللي عليها ده لو كان عليها حاجه. إنما كده كتير. كل يوم ترجع من العيادة عليهم واوقات قبل ما تروح كمان. 
" واضح انها اتعلقت بالطفل الصغير. دي طول الوقت بتتكلم عنه. تصدق إني عمري ما حسيت بلهفتها عليا زي ما بحس بلهفتها عليه.
اغتصب منير ابتسامه رسمها على وجهه وهو يقول: ما لو كنت وافقتي  على عريس من اللي بيتقدموا لك كان زمانك جبتلها نونو اتشغلت بيه بدل ما بتتشغل بولاد الناس الغرب.
* لا لا يا هندسه مش وقتك خالص انت ما هتصدق وتفتح الحوار ده 
أنا هقوم أكلم ماما اشوفها هتيجي أمتى.
            »»»»»»»»»
( ايوه يا غزل انا خلاص ربع ساعه وهبقى في البيت خلي ناجية تحضر الغدا )......
_ يلا يا عفاف هاتي الاكل علشان أاكل آسر قبل ما آمشي
* انا كبير وبعرف أكل لوحدي.
_قلبي يا ناس على الصغنن اللي كبر ومش عايز تيته تأكله.
* طيب خلاص متزعليش انا هخليكي تأكليني لقمه نونو. وماما لما تيجي تأكلني لقمه نونو وانا أكل كل الأكل اللي باقي لوحدي.
_ طيب أنا هأكلك لقمتين نونو علشان ماما مش هتيجي انهارده.
* لا ماما هتيجي هي قالتلي
_ هي لسه مكلماني في التليفون وقالتلي أن عندها شغل كتير انهاردة ومش هتيجي إلا بعد ما آسر ينام. يلا بقى ناكل أكلنا كله وتدخل تنام وأول ما تصحى الصبح هتلاقي ماما جت.
آسر ببكاء : لا انا مش هاكل خالص. ماما بتكذب عليا كل يوم بتقول انها بتيجي بعد ما انام وانا بصحى مش بلاقيها وبعيط كتير لحد ما عفاف تصحى وأنام تاني. انا زعلان من ماما وزعلان منك انت كمان. ومش هاكل ولا لقمه.
          »»»»»»»»»»»»
هو إيه اللي مش فاهمه يا أنسه انت سؤالك واضح وانا إجابتي واضحه. انت بتسألي هل التاريخ الموجود في قسيمة زواج زاهر عبد الكريم وزهرة الشامي. تاريخ توثيق بس والقسيمه كانت قائمه قبل التوثيق. وانا بقولك لا المصريين اللي بيتزوجوا في الخارج وبيحتاجوا يوثقوا زواجهم بعد كده في مصر. بيبقى مكتوب في القائمه تاريخ الزواج الفعلي وبعد كده بنوضح تاريخ التوثيق

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close