أخر الاخبار

رواية غرام المغرور الفصل الثالث والاربعون43والرابع والاربعون44 بقلم نسمة مالك

رواية غرام المغرور الفصل الثالث والاربعون43والرابع والاربعون44 بقلم نسمة مالك


عندما يتعلق قلبنا بحب أحدهم، فدائمًا ما يربط سعادتنا في الحياة بالحبيب، فتبدأ مشاعرُ الخوف تتملكك مننا، وتتوالى علينا وساوسُ الفقدان والفراق، ونتساءل عن كيفية العيش بعد أن أصبح الهواء الذي نتنفسه، كيف نستطيع الإستمتاع بالحياة بدونِ حُبهِ؟،.. 


..بعد مرور عدة ساعات.. 

عاد "فارس" برفقة زوجته للغردقة بعد غياب دام لأكثر من شهر، بعدما هاتفه "غفران" و أخبره بما حدث ل "خديجة" و إصابة "هاشم" تحرك باليخت على الفور.. 


كان التعب بدأ يتمكن من "إسراء" أكثر خاصةً حين صعدت معه على متن الطائرة الهليكوبتر التي هبطت بهما أمام مركز طبي تابع للقرية السياحية التي يملكها زوجها، 


"إسراء حبيبتي وصلنا المستشفى خلاص أهدي".. 

همس بها "فارس" بلهفة داخل أذن "إسراء" التي تتقيأ بعنف،أسرع هو بحملها و غادر الطائرة بحذر متجه لداخل المستشفى بخطوات مهروالة،

أستجمعت "إسراء" قوتها و رفعت يدها مسدت على صدر زوجها بحركتها التي يفضلها "فارس" كثيراً بعدما رأت ملامحة التي بدي عليها الزعر، والخوف الشديد..

" فارس والله أنا كويسة، متقلقش عليا، و خلينا نطمن على خديجة".. 

همست بها "إسراء" بخفوت، و هي تراه يخطو بها داخل غرفة الكشف.. 


كان في انتظارهما فريق طبي كامل على أبهى إستعداد، مال بها "فارس " ووضعها على الفراش برفق، لتشعر هي بنتفاضة جسدة المتصلب، والتي تدل على مدي قلقه عليها.. 


هندم لها حجابها، وزال حبيبات العرق بأنامله عن جبهتها، وابتسم لها ابتسامة هادئة مغمغماً.. 

"غفران طمني الحمد لله على خديجة، و كمان على هاشم الرصاصة جت في كتفه، هطمن عليكي الأول يا إسراء ، وهطلع لهم.. هما معانا هنا في المستشفي".. 

....................................... سبحان الله 🥀............ 

.. داخل غرفة بالمستشفى.. 

تجلس "إلهام" بكرسيها المتحرك بجوار السرير النائمة عليه"خديجة" بعد أعطائها حقنة مهدئة ظلت نائمة على أثارها لساعات طويلة.. 


" هاشم".. تمتمت بها" خديجة" بضعف، وهي تجاهد لفتح عينيها، جعلت "إلهام" تقترب منها وتتحدث بلهفة قائله.. 

"خديجة فوقي يا حبيبتي.. متخفيش سي هاشمله بتاعك اتعور تعويرة بسيطة و هيبقي زي الفل ان شاء الله" .. 


انتفضت بفزع حتي أنها كادت أن تسقط من فوق كرسيها أرضاً حين هبت "خديجة" فجأة جالسة، وصرخت بقوة مرددة.. 

"هااااشم".. 


شهقت " إلهام" بعنف، وهي تجذب ياقة عبائتها، وبصقت داخلها عدة مرات مردفة بغضب مصطنع.. 

" ايه يا خديجة يا أختي دا.. رعبتيني أخس عليكي".. 


نظرت لها "خديجة" تستجديها بنظرتها، وقد امتلئت عينيها بالعبرات، و ببكاء قالت.. 

"هاشم يا إلهام خد الرصاصة بدالي.. قوليلي جراله أيه".. 

اجهشت بالبكاء أكثر مكملة بتوسل..

"قوليلي أنه مامتش ولسه عايش يا إلهام".. 


ابتسمت لها" إلهام" شقية واجابتها بجدية مصطنعة قائلة.. 

"اطمني يا حبيبتي والله سي هاشمله عايش، والحمد لله الرصاصة جت في كتفة بعيد عن قلبه اللي بيحبك".. 


توردت وجنتي "خديجة" بحمرة قاتمة، ونظرت لها بعبوس مردفة.. 

"حب أيه بس يا إلهام.. هاشم كان بيشوف شغله مش أكتر".. 

ضيقت" إلهام" عينيها، و رمقتها بنظرة ماكرة، وتحدثت بمزاح قائلة.. 

" شغله؟!.. اممم شغله يا شغله اللي يخليه يضحي بنفسه علشان ينول رضا البسكوتة بتاعتنا".. 


ربتت على قدمها وتابعت بتعقل قائلة.. 

"الراجل بيحبك يا خديجة دي حاجة واضحة زي الشمس، و انتي كمان قلبك مايل ليه، و فارس عمره ما يرفضلك طلب، وأنتي واثقة من كدة يبقي لزمته أيه عندك، و دماغك الناشفة دي يا حبيبتي ".. 


همت" خديجة" بالرد عليها، و لكن طرقات هادئة على باب الغرفة قطع حديثهما.. 

"ادخل يلي بتخبط".. قالتها" إلهام " بعفويتها المعهودة.. 


فُتح الباب ،وخطي" غفران " للداخل وتحدث بابتسامة قائلاً.. 

" حمد الله على سلامتك يا ديجا.. الحمد لله جت سليمة ".. 


" طمني على هاشم يا غفران".. غمغمت بها "خديجة" بلهفة فشلت في إخفاءها.. 

انبلجت أبتسامة عابثة على ملامح "غفران"، وهو يجيبها.. 

"اطمني.. هاشم كويس الحمد لله و الدكاترة طلعوا الرصاصة من كتفه، وهو دلوقتي في الأوضة اللي جنبك على طول، و كمان فارس و مراته وصلوا تحت في الإستقبال ".. 


"في الإستقبال؟!.. هي إسراء تعبت منه ولا أيه يا غفران يا ابني؟!".. قالتها "إلهام" بقلق بادي على وجهها.. فأسرع"غفران" بالرد عليها قائلاً.. 

" اطمني يا مدام إلهام بنت حضرتك كويسة.. بس داخت شوية لما ركبت اليخت، والطايرة في وقت واحد".. 


أسرعت" إلهام "بالتحرك بكرسيها، ونظرت ل"خديجة" مغمغمة.. 

" هروح أطمن عليها و ارجعاك تاني يا خديجة يا أختي"..

وجهت نظرها ل "غفران" وتابعت بنبرة راجية.. 

وديني ليها يا ابني الله لا يسيئك.. مش هتأخر عليكي يا ديجا".. 


قالت "خديجة".. بقلق.. "أبقى طمنيني عليها يا إلهام".. 

انتظرت حتي تأكدت من ذهابهما، وتحاملت على نفسها، وهبت واقفة وسارت بخطي مرتجفة لخارج الغرفة قاصدة غرفة" هاشم".. 


وقفت أمام باب الغرفة، وأخذت نفس عميق، و من ثم طرقت عليه، وفتحته و دلفت للداخل.. 


سارت ببطء حتي توقفت بجوار السرير النائم عليه "هاشم" تتأمل ملامحة بعشق ظاهر على ملامحها الرقيقة،تنهمر عبراتها على وجنتيها بغزارة رغم أنها تبكي بصمت..

"هاشم.. حبيبي فوق علشان خاطري"..

همست بها "خديجة" و اجهشت ببكاء مرير و هي تتخيل أنها كانت على وشك فقدانه للأبد..


تلك الرصاصة كانت من المفترض أن تصيبها هي، و لكنه فداها بروحه دون لحظة تردد، يأكد بها حبه الصادق لها..


"خديجة".. تمتم بها "هاشم" بين الوعي واللاوعي جعلها تميل بوجهها على وجهه وتنظر له بلهفة مردفة..

"أنا هنا يا هاشم.. بليز فتح عيونك"..

إنصاع لطلبها على الفور، وفتح عينيه ينظر لها نظرته المتيمة بها عشقاً متمتماً.. "انتي كويسة؟ "..


حركت رأسها بالايجاب، وقد عجزت عن الرد عليه بسبب بكائها الشديد،مما دفعه لرفع يده السليمة على وجهها، وضعها أسفل ذقنها يجذبها عليه أكثر حتي تلامست أنفهما، وللمرة الأولى لم تبتعد عنه "خديجة" بل اقتربت منه أكثر حتي شعرت بأنفاسة تلفح بشرتها.. 

"بلاش عياط يا خديجة.. دموعك بتوجع قلبي".. 


"سلامة قلبك يا هاشم".. همست بها "خديجة" بصعوبة من بين شهقاتها الملتاعة،جعلت "هاشم" يبتسم لها ويهمس بفرحة غامرة اعتلت ملامحة المجهده.. 

"أسمى طالع يجنن من بين شفايفك يا أرق و أجمل خديجة في الدنيا".. 

ختم جملته، و خطف من شفتيها قبلة صغيرة، حجظت أعين" خديجة" بصدمة من فعلته، وأسرعت بالركض لخارج الغرفة وهي تقول بتلعثم.. 

" ح حمدلله على السلامة".. 

............................................ الحمد لله 🥀............. 

" فارس ".. 

ممسك بيد زوجته يضغط عليها برفق أثناء حديثه للطبيبة التي أنتهت للتو من إجراء فحص شامل ل"إسراء".. 

"بقالها كذا يوم أكلتها ضعيفة، داخت مني كذا مرة، بتنام كتير على غير العادة،اشتكت من الصداع مرتين،رجعت انهارده 3 مرات و كل ما أديها عصير أو حتي ميه ترجعها، و لحد دلوقتي ماكلتش اي حاجة".. 

صمت لوهله، ونظر لزوجته التي تطلع له بنظرات منذهلة، لم تتخيل ان خوفه، وقلقه عليها يصل إلى هذا الحد، و انه يتابع حالتها بترقب هكذا.. 


" فارس باشا اطمن سيادتك"..أردفت بها الطبيبة بعملية، و تابعت بابتسامة متسعة قائلة.. 

"تحليل الدم و البول أكدو ان المدام حامل.. ألف مبروك".. 


تهللت أسارير "إسراء"، وأشرقت ملامحها بسعادة بالغة، بينما "فارس" ظهر الغضب على ملامحه أكثر ، و تحدث بتساؤل مستفسراً..

"يعني معقول الحمل هو اللي تعبها أوي كده؟!".. 


الطبيبة.. "أيوه يا فارس باشا.. كل اللي بيحصل للهانم دا أعراض طبيعية جداً في بداية الحمل، و ممكن تزيد كمان خلال الشهرين الجايين".. 


حرك "فارس" رأسه بالنفي، وتحدث بصرامة قائلاً.. "أنا مش عايزها تتعب".. 

ضم زوجته داخل صدره بقوة مكملاً.. 

" و لو الحمل دا هيتعبك يبقي انا مش عايزه يا إسراء ".. 


رباه تملك الخوف من قلبه،لن يغامر بفقدانها مهما كلف منه الأمر، هي أولاً وأخيراً و قبل كل شيء..

شعرت "إسراء" بما يدور بذهنه، وما يشغل خاطره،فضمته لها أكثر ، و تحدثت بتفهم قائله.. 

"فارس.. حبيبى أهدي ،و متخفش عليا أنا كويسة والله ".. 

رفعت رأسها ونظرت له نظرتها العاشقة التي تبعثر مشاعرة، وتغلف قلبه بالطمأنينة.. 

"ومبسوطه ،وهطير من الفرحة علشان انا حامل منك ".. 

قبلت موضع قلبه بعمق، وتابعت بصوت تحشرج بالبكاء.. 

"ألف مبروك علينا يا حبيبي".. 


" لازم تعرفي أني معنديش اي إستعداد أني أخسرك".. 

همس بها "فارس" بنبرة محذرة، فحركت له رأسها بالايجاب، وهمست بثقة.. 

"عارفه ،وواثقة كمان، واطمن بمشيئة الله كله هيبقي تمام".. 

"مبروك يا عيون يا فارس".. قالها وهو يميل على وجنتيها ويطبع قبلة مطولة، وعاد دثها داخل حضنه مرة أخري.. 


أغلقت" إسراء " عينيها تنعم بقربة، و حبه لها الذي دوماً يغرقها به،نهرت نفسها بقوة حين داهمها ذكري إحدي محاولاتها للهروب منه،تسأل نفسها كيف كانت تجاهد حتي تبتعد عنه، و تحرم قلبها من عشق مثل عشق فارسها..

 

.. فلاش باااااااااااك.. 


إسراء"..


تسير بخطوات حذره على أطراف أناملها.. واضعه إحدي أصابعها في فمها بطفوله.. نظرت حولها تتأكد من عدم وجود أحد..


تنهدت براحه حين تأكدت أن جميع من بالقصر ينعمون بنوم عميق.. فتابعت سيرها وهي تمتم لنفسها قائله..

"يارب الحرس اللي قدام القصر يكون نايم هو كمان، وأعرف أخرج من هنا بقي"..


ابتسمت بتساع، وحماس شديد وهي تقترب من باب القصر الداخلي..تمايلت بخصرها يميناً، ويساراً، وقامت بتقليد "فارس" قائله.. 

"مش هتعرفي تخطي بره باب الاوضه"..


"بقي انا بتكلم بالرقه دي، ولا برقص حاجات تجنن وتطير العقل كده ؟! "..

قالها "فارس" الواقف خلفها مستند على الحائط، وواضع كلتا يده بجيب سرواله، ويرمقها بنظرات ماكره، مال عليها بوجهه و بدأ يسير بأنفه على وجنتيها مكملاً ..

"وبعدين ينفع واحدة تهرب من جوزها قبل حتى ما تدوق حضنه وقربه اللي أنا واثق إنك مش بس هتحبيه..دا أنتي هتدمنيني.. زي ما أنا هتجنن عليكي".. 

إزداردت لعابها بتوتر من قربه منها إلى هذا الحد،و حديثه الجرئ الذي يجعلها على وشك الأنصهار من شدة خجلها، وتحدثت بقوة مزيفة قائلة.. 

" أسمع يا فارس بيه.. أنا مش مراتك، وحتة الورقة اللي خلتني أمضى عليها دي بلها واشرب مياتها.. علشان الجواز اللي أنا اعرفه بيكون بمأذون وشهود غير كده ميبقاش جواز أصلاً ".. 


"رغم أن حتة الورقة اللي بتقولي عليها دي عقد شرعي ومتوثق بشهود.. بس و ماله يا بيبي اكتب عليكي حالاً بمأذون وشهود زي ما أنتي عايزة لو دا هيخليكي تقتنعي إنك مرات فارس الدمنهوري ".. 


أنهى جملته وأخرج هاتفه من جيب سرواله و طلب إحدي الأرقام و انتظر الرد للحظات.. 

" أيوه يا غفران.. هاتلي مأذون و واحد يشهد معاك وتعالي عندي القصر دلوقتي حالاً".. 


وبالفعل خلال دقائق معدودة كان يعلن المأذون فارس زوج ل إسراء على كتاب الله وسنة رسول الله..



الفصل الرابع والاربعون



لم يكن هين على "فارس" إظهار ضعفه أمام أي مخلوق، ينجح دائمًا في إخفاء مشاعره و التحكم بعبراته التي نادراً ما تخونه و تظهر بعينيه، و لكن مع ساحرته يطلق العنان لنفسه، بعدما نجحت هي في هدم أسوار قلبه العاليه التي لم تجتازها أنثى قبلها، سيطرت ببرائتها وساحرها عليه حتي أصبحت وحدها غرام المغرور.. 


"خديجة تستحق كل الحب اللي في الدنيا وفرحتي بيها و ليها انهارده مافيش حاجة أقدر اوصفها بيها، والفرحة كملت بوجودك في حياتي يا إسراء".. 

قالها "فارس" وهو يستدير لها، ويحتضن وجهها بين كفيه.. 


كانت عينيه تملؤها الدموع التي تأبي الهبوط، ملامحه حزينة بل لأول مرة تلمح الخوف على محياه ، ينظر بعينيها يستجديها أن تضمه لتمحي خوفه المبهم على  والدته" خديجة" التي يخشي من فقدنها والابتعاد عنها حتي لو كانت لأيام معدودة.. 

هيئته قطعت نياط قلبها فلم تعد تستطيع السيطرة على عبراتها، حينها أحس "فارس" بسخونة متزايدة تغزو بشرتها، و سرعان ما تلمس بأنامله سيل دموعها المنساب على خدها ببطء شديد.. 


"تعالي في حضني يا حبيبي".. همست بها "إسراء" بصعوبة من بين شهقاتها، و جذبته إليها تضمه لصدرها بقوة، وتربت على ظهره بحنان بالغ مكملة.. 

"أنا معاك و مستحيل أبعد عنك يا فارس".. 


احتواها بين ذراعيه حتي انه حملها لداخل حضنه فلم تعد قدميها تلمس الأرض،دافناً وجهه بعنقها غالقاً عينيه براحة،كأن قربها منه له مفعول السحر،

فتنهد بقوة مغمغمًا بخفوتٍ..

"بحبك".. 


"وأنا بحبك".. غمغمت بها "إسراء" وهي تنكمش على نفسها بين ذراعيه تخبره بفعلتها هذه انها تستمد قوتها منه هو، واجهشت بالبكاء أكثر مردده.. 

"ماما كمان أول مرة تسيبني وتسافر يا فارس"..


تمسحت "إسراء" بوجهها في صدره كالقطة الوديعة، وهي تقول.. "ما حضنك دا اللي مخليني ماسكة نفسي شوية، ومش راضية أفضل اعيط قدام ماما وابوظ عليها فرحتها".. 


أغمض عينيه بشدة وقد تذكر أن "إلهام" أيضًا ستقلع طائرتها بعد إنتهاء عقد قران خديجة مباشرةً، تبدلت الأدوار بلحظة و بدأ "فارس" يربت على شعرها نزولاً بظهرها كمحاوله منه لتهدئتها.. 

"هششش يا روحي.. ليه كل العياط دا بس يا إسراء..مامتك سيباكي معايا و في حضني حبيبتي"..


تمسحت "إسراء" بوجهها في صدره كالقطة الوديعة، وهي تقول.. "ما حضنك دا اللي مخليني ماسكة نفسي شوية، ومش راضية أفضل اعيط قدام ماما وابوظ عليها فرحتها".. 


كانت تتحدث وهي تدفعه برفق نحو الفراش، وتابعت برجاء.." ممكن بقي تنام شوية علشان انهارده يوم طويل ومهم جداً ولازم تكون فايق كده علشان خاطر خديجة، وعلشاني أنا كمان".. 


مالت عليه طبعت قبلة عميقة بجانب شفتيه مكملة.. 

" انا هروح أصحى العروسة ونشوف الحاجات الكتير اللي ورانا، ولما نخلص هجي اصحيك يا عيون إسراء".. 

............................................. سبحان الله 🥀...... 

.. بمنزل إيمان.. 


" الله بقي.. دا أيه النشاط دا كله يا أبو محمود!!" 

نطقت بها "إيمان" التي خرجت للتو من الحمام حاملة صغيرها داخل منشفة قطنية.. 


"يله لبسي حودة بسرعة وتعالوا كلو قبل ما الأكل يبرد علشان ورايا مشوار مهم أوي لازم اروحه انهارده يا إيمان".. أردف بها "تامر" بحماس شديد جعل "إيمان" ترنو إليه وتتحدث بصوت تحشرج بالبكاء.. 

"والله أنا مش مصدقة إن ربنا كتبهالنا و هنطلع عمره أنا وأنت يا تامر"..


كان" تامر" أنتهي من تجهيز أشهى الفطور ووضعه على الطاولة ويجلس بنتظارهم بابتسامة حانية و فرحة غامرة تظهر على محياه.. 

"يله لبسي حودة بسرعة وتعالوا كلو قبل ما الأكل يبرد علشان ورايا مشوار مهم أوي لازم اروحه انهارده يا إيمان".. أردف بها "تامر" بحماس شديد جعل "إيمان" ترنو إليه وتتحدث بصوت تحشرج بالبكاء.. 

"والله أنا مش مصدقة إن ربنا كتبهالنا و هنطلع عمره أنا وأنت يا تامر"..


هب" تامر" واقفاً وضمها هي والصغير لحضنه مغمغمًا..

" الحمد لله.. ربنا مطلع على قلبي وعالم أن أمنيتي اعمل عمره لأخويا".. 

صمت لبرههٍ يحاول كبح عبراته، وتابع بصوت مرتجف.. "هاخد إسراء أوديها تزور أبوها انهارده قبل ما نسافر".. 


ربتت" إيمان " على كتفه وهي تقول.. "تعيش وتفتكر يا حبيبي.. يله خليني البس حوده علشان نفطر وننزل على طول إلا خالتي إلهام هي واسراء مأكدين عليا أروحلهم من بدري".. 

......................................... الحمد لله 🥀......... 

.. بمنزل غفران.. 


تنهدت "عهد" بتعب وهي تعيد جملتها للمرة التي لا تعلم عددها كمحاوله منها لإقناع" مالك" بتركها تذهب هي وشقيقته" مكة".. 

" يا مالك يا حبيبي قولتلك أنت هتيجي مع بابي و زين".. 


"لو سمحتي يا عهوده خديني معاكي علشان اطمن على إسراء".. قالها "مالك" بنبرة راجية، و لكنها صارمة بنفس الوقت.. 

فتحت "عهد" ذراعيها له تحثه على الاقتراب منها، فخضع الصغير لرغبتها، وسار نحوها حتي وقف داخل حضنها.. 


داعبت بأصابعها خصلات شعرة الكثيفة الناعمة، وقبلته بحب مردفه.." يا حبيبي كل اللي هناك دلوقتي بنات وبس، و أنت راجل يا مالك زي بابي يبقي مينفعش تيجي معايا دلوقتي ، وتيجي بليل وأنت لابس البدلة الشيك بتاعتك".. 


كان "غفران" يتابع حديثها بابتسامة هادئة، و نظرة متيمة بها عشقًا.. فزوجته تعامل أولاده بحب شديد لا يقل عن حب إبنها.. 


"اقتنعت يا مالك باشا بكلام عهوده، ولا تحب أقنعك أنا؟! ".. قالها" غفران " وهو يقترب عليهما بنبرة ذات مغزي جعلت" مالك" يضحك بقوة حين تفهم مقصد والده و رفع كلتا يديه باستسلام مردفاً.. 

"لا خلاص اقتنعت يا بابي.. بلاش نلعب بوكس انهارده عندنا فرح وأنا محتاج وشي سليم".. 

قالها وهرول مسرعًا على غرفته.. 


بكت "عهد" بصطناع وهي تمسد على بروز بطنها بكف يدها مدمدمة.." اممم..ابنك قايم بالواجب ومش مبطل لعب بوكس في بطني من أصبح".. 

رمقة" غفران" بنظرة مغتاظة حين مد يده على بطنها بلهفة يتحسس حركة صغيره مغمغمًا بفخر.. 

"البطل فهد المصري يلعب براحة راحته".. 


غمز لها بمكر مكملاً.. "واخد شقاوة أبوه".. 

"طبعاً.. دا ابن الظبوطة غفران الوزير المتحرش".. همست بها داخل أذنه بابتسامة عابثة وهي تحاوط عنقه بدلال جعلته يخطفها بعناق محموم، ويضحك بقوة من قلبه ضحكته التي لا تظهر إلا لها.. 

...............................لا حول ولا قوة الا بالله 🥀.... 

تنقلت" خديجة" بعينيها بين" إلهام، إسراء " اللتان ينظران لها بصدمة و أعين جاحظة.. 

"انتي بتقولي أيه يا خديجة يا أختي؟!.. جوازة أيه اللي عايزه تلغيها!!!".. 

تفوهت بها "إلهام" مستفسرة بهدوء.. 


غمز لها بمكر مكملاً.. "واخد شقاوة أبوه".. 

"طبعاً.. دا ابن الظبوطة غفران الوزير المتحرش".. همست بها داخل أذنه بابتسامة عابثة وهي تحاوط عنقه بدلال جعلته يخطفها بعناق محموم، ويضحك بقوة من قلبه ضحكته التي لا تظهر إلا لها.. 

...............................لا حول ولا قوة الا بالله 🥀.... 

بجناح خديجة.. 


أطلقت "خديجة" زفرة نزقة من صدرها، و بأسف اجابتها.. "جوازي من هاشم يا إلهام ".. 

هبطت دمعة حارقة من عينيها مكملة.. 

"فارس نظرته ليا بتوجع قلبي..مش قادرة أشوفه زعلان بالشكل دا، وأنا عارفه أني السبب في زعله".. 


" ديجا اللي بتفكري تعمليه دا هو فعلاً اللي هيزعل فارس منك ".. قالتها "إسراء" التي اقتربت منها جلست جوارها، وتابعت بتعقل.. 

"فارس لسه أصبح بيقولي مافيش حاجة في الدنيا تقدر توصف فرحته بيكي انهارده، وأنتي عايزه تكسري فرحتك، و فرحته وفرحتنا كلنا بيكي".. 


قالت" إلهام " بجدية مصطنعة.. "خديجة بسكوتتنا عاقلة و هتقوم دلوقتي علشان نبدأ نجهزها لعريسها، ولو على فارس متشليش همه خالص إسراء بنتي معاه هتظهرله البت الفرفوشة الشقية اللي مخبيها للحبايب تنسيه إسمه مش زعله بس".. 


توردت وجنتي" إسراء " بحمرة الخجل خاصةً عندما استمعت لصوت زوجها الذي طرق على الباب ودلف للتو يقول بنبرة ماكرة، وهو يغمز بعينه لزوجته في الخفاء .. 

" اتفق معاكي جداً يا ماما إلهام خصوصًا في الحته بتاعت شقاوة إسراء ".. 

سار نحو" خديجة " التي تخفض رأسها بستحياء، وجلس بينها وبين زوجته، وحاوطهما بذراعيه بحب كبير.. 

"منمتش ليه يا فارس".. غمغمت بها "إسراء" وهي تتطلع لثيابه المنمقة بعناية.. "أنت خارج ولا أيه؟! ".. 


ذات" فارس " من ضمهما لصدره، مقبلاً جبهة"خديجة" وهو يقول.. "فرحتي بديجا مطيرة النوم من عيني".. 

نظر لزوجته، وتابع بجرائته التي لن ولم يتخلى عنها أبدًا.. "وكمان مبعرفش أنام وأنتي مش في حضني".. 


"احنا هنا يا واد يا جوز بنتي.. اختشي ".. قالتها

"إلهام" وهي تنظر ل "فارس" رافعة إحدي حاجبيها بحركة جعلتها بغاية اللطافة، ودوي صوت ضحكاتهم جميعًا، ومن ثم ساد الصمت للحظات قطعه "فارس" بتساؤل موجهه حديثه ل "خديجة" قائلاً .. 

" أنتي كويسه؟".. 


نظرت له" خديجة" بأعين تملؤها العبرات، و رفعت يدها وضعتها على لحيته هامسة بصوت متحشرج بالبكاء.. 

"لو أنت مش زعلان مني يبقي أنا أكيد كويسة".. 


"لو زعلت من الدنيا كلها مستحيل أزعل منك أنتي يا أحن ديجا في الكون كله"..

أردف بها "فارس" بلهفة، ومال على جبهتها قبلها ثانيةً بحب شديد مكملاً.. 

"عايزك تروقي كده وتفرحي وبس، ومتشليش هم اي حاجة انهارده خالص، وأنا هروح كذا مشوار مهم، وهرجعلك على طول مش هتأخر عليكي".. 

نظر لزوجته، وتابع بابتسامة دافئة.. 

"جهزي إسراء على ما اطمن ان كل حاجة تمام.. علشان هروح مشوار سري أنا وهي ".. 

قالها بضحكة خافتة حين لمح نظرة زوجته المغتاظة، و أكمل بشيء من الجدية وهو يداعب ذقنها بأنامله.. 

" هروح أقدم لمراتي في الجامعة الأمريكية".. 


فور سماع "إسراء" لجملته هذه صرخت بفرحة غامرة وقفزت داخل حضنه تضمه لها بقوة وهي تقول.. 

" يا روح قلبي يا فارس.. ربنا ميحرمنيش منك أبدًا يا روحي".. 


دوى صوت الزغاريط فور وصول "إيمان، عهد" لتسرع كلاً من "إلهام، إسراء "بالرد عليهما وها قد بدأ الجميع بالتحضير للزفاف على يد مجموعة من أشهر خبراء التجميل قام "فارس" بأحضارهم خصيصاً من لبنان لتجهيز أغلي وأحب البشر لقلبه.. 

" والدته خديجة، زوجته إسراء ".. 


بينما "فارس" ذهب مع "تامر" برفقة الصغيره "إسراء" لزيارة قبر والدها بعدما قام بتقديم أوراق زوجته للالتحاق بالجامعة.. 


          الفصل الخامس والاربعون من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close