أخر الاخبار

رواية سكرتيره ولكن الفصل السادس6بقلم هدي عبد المقصود


 رواية سكرتيره ولكن الفصل السادس6بقلم هدي عبد المقصود


هل يغفر الله الخطايا التي لا نجرؤ على البوح بها. سمعت في إحدى خطب يوم الجمعه أن للغفران ثلاثة شروط وهي التوبة والعزم على عدم العوده ورد المظالم. وعندما تواصلت مع أحد البرامج الدينيه أخبروني أن من ستره الله لا يجوز أن يشهر بنفسه. لقد استمرء قلبي أن يقع في تلك الحيره ولم أعاود السؤال مرة آخرى. فالحق يقال أنا أجبن بكثير من أن أقف أمام زوجي معترفة بجريمتي..  
_هكذا فكرت شهد وهي تجلس في انتظار زوجها ليقلها من العياده ليلا_ 
تعترف بينها وبين نفسها أن زوجها ليس سيئا إلى الدرجه التي تحاول وصفه بها. لقد ضن عليها بمنحها حرية الإختيار عندما لم يخبرها بحقيقة حالته الصحية. وتركها لحيرتها طوال عام كامل بعد الزواج. لا تعرف لماذا لا يقترب منها. لماذا لا يراها أنثى. كادت تفقد الامل في أنوثتها. رأت نفسها أقل بكثير من أن تستحق أن يراها رجل حتى ولو كان زوجها... وعندما أكتشفت الحقيقه بعد مرور عام كامل افقدتها الصدمه توازنها. ولكن جبنت عن طلب الانفصال وجبنت عن فضح نفسها. لا تنكر أنها فقدت كل تفكير عقلاني في ذلك الوقت. لقد أصبحت لا ترى شيئا غير جسدها بين احضان رجل ما. لم ترى ابدا ملامح ذلك الرجل. ولكنها أصبحت كالمحمومه تريد ضماده لإمتصاص حرارتها الزائده..
تريد يدا تربت وعين ترى محاسنها... حتى وقع على سمعها أن زاهر حبيبها القديم والذي رفض والدها رفضا قاطعا زواجها منه_لانه كان قد أعطى وعدا لأخيه أن يزوجها لأبنه. بل وكتب كل أملاكه باسم أخيه بحجة أن عمها هو الوحيد الذي سيحفظ مالها ولن يطمع فيه_
علمت أن زاهر قد استقر في واحده من دول الخليج. وكانت قد قدمت أوراقها للفوز ببعثه لتلك الدوله ولكنها رسبت في المسابقه لعدم تميزها في عملها. ووجدت نفسها تضع خطه لتسافر حيث تلتقي بزاهر. إن أقسمت الآن أن الخطأ لم يكن ضمن مخططها. لن يصدقها أحد ولكن تلك هي الحقيقه لقد رغبت حقا في إثبات نفسها كأنثى. ولكنها كانت تدرك تماما أنها والخطايا من عالمين منفصلين هي ابدا لا تخون أبدا لا تهبط للحضيض هكذا. ما تتمناه لم ولن يغادر عقلها. كانت فقط ترغب في الجلوس والتحدث. فقط ترغب في كلمة رقيقه تطبطب على جرحها. فعزمت على السفر واخبرت زوجها باختيارها ضمن الفريق الذي سيذهب للبعثه. فكرت وخططت. وثقت بذكائها لأقصى درجه. ستسافر وتستمتعولن تسقط. ستبتعد فترة علها تهدء.  ولكن هيهات أن يستطيع إنسان أن يرسم خطواته بمسطره خاصة هي. وهي المذبذبه المتهورة... حقا هي عطشى للحب عطشى لجسد يحتويها لكنها أيضا لا ترغب في الانفصال فقد أدركت بعد أن هدأت صدمتها أنها لاتكره زوجها رغم كل شيء. أن كان قد خدعها بشأن حالته الصحية فهذا لا ينفي أنه شخص دمث الخلق رقيق المشاعر يحبها ويحترمها. يترك لها حرية إتخاذ القرارات الخاصه بها ويثق فيها إلى أقصى درجه....
 لم تعترف بصفات زوجها الجيده أمام زاهر قط. فقط تحدثت عن عيوبه أنكرت كل مميزاته وكأنها تبرر له كذبها على زوجها أو تبرر لنفسها رغبتها في الضعف. لقد باتت وكأنها تجتذب زاهر ليتعاطف معها. ليرى مدى إحتياجها. ليرى فيها مثالا للأنثى المقهورة ذات الحظ العاثر بل وتمادت وادعت أنها ستطلب الإنفصال بمجرد عودتها. رافقته طوال الوقت تستعطفه وهو يتعاطف تبكي وهو يربت. وجاءت النتيجه الطبيعيه خاصة وقد كانت فتاته في وقت من الأوقات. وجدت نفسها تتيه بين زراعيه. تباهت معه بأنوثتها إلى الحد الأقصى. ما بخلت ابدا في اسعاده ولا في إسعاد نفسها. انتهى الاثنان وقد أدركت أن هذه السعاده التي شعرا بها معا لا وجود لها في تلك الحياه إلا بوجودهما معا. استفاقوا صباحا ولا يشغلهما إلا أن ينهلا من هذا المنبع ما دام في صدرهما قلب ينبض. حجزت تذكرة الطائره وقد عزمت على أن تتخلى عن كل شيء وتعود له مرة آخرى لتقضي الباقي من عمرها بين زراعيه. ولكن يشاء الله أن تسقط مغشيا عليها بدون سبب في المطار. ويتأجل سفرها. لتكتشف حملها. فيمزق زاهر تذكرة الطائره ويرفض بشكل قاطع  أن تقوم بالأجهاض أو أن تعود قبل أن تضع حملها. هل انبأه قلبه أنه أمام شخصيه متردده لا تعرف ماذا تريد. هل خشى من فقد جنين تمناه منها. أم خشى إن فقدها هي شخصيا. لا تعلم كل ما تعلمه أنه كان صارما لأقصى حد وأنها خشيت من غضبه إن تمردت عليه. ليته تركها عادت وفي قلبها نشوة لقائهما التي تستمد منها الشجاعه لتطالب بحقها في السعاده. ولكن وجودها معه لسنة كامله بعد ذلك أتاح لعقلها أن يجري حسابات المكسب والخسارة فيما تريد الإقدام عليه. كما أن موت عمها أيضا كان له دور في قرارها. ذاك القرار الذي استقبله زاهر بذهول وهي تخبره أن عمله في تلك الدوله لم ولن يمكنه من الحصول على مستوى معيشي يتناسب مع ما اعتادت هي عليه وأنه من الأفضل لأبنتهما أن تستمر مع زوجها لفتره حتى تستطيع الحصول على ميراثها. كذبت هي عليه وعلى نفسها فالحق أن المال وحده ليس المبرر الوحيد. وانما تلك الصوره التي رسمتها لنفسها في أعين كل من تعاملت معه. ابدا لن تجازف بأن يعرفها الجميع على حقيقتها. ابدا لن تقول انها خانت وأنها كذبت. قليل من التفكير ينبأها أن طلبها للانفصال يتبعه بحث من زوجها يجعله يدرك كل الحقيقه ويشهر بها ويتخذ من جرائمها زريعه حتى لا يعيد لها مالها بل سيكذبها إن حاولت التحدث  عن إنعدام قدرته كرجل. وسيصدقه الجميع وحتى لو صدقوه لن يكون هذا مبررا لها. أبدا هي لا تملك مبرر.
حاول زاهر كثيرا أثناءها عن قرارها. حاول بكل الطرق التغاضي عما أدركه من ضعفها وكذبها في سبيل ابنتهما. التي أراد لها حياة طبيعيه بصحبة أمها وأبيها. ولكن لم يكن أمامه في النهايه إلا أن ييأس ويبدء حياه جديده بعد خمس سنوات من عودتها لمصر. بل إنه تحايل على استخراج شهادة ميلاد لابنتهما ووضع بها اسم زوجته. وأصبحت #هند قانونا إبنه شرعيه لزوجته الجديده.
ومنذ اليوم الأول لزواجه حرص على الابتعاد نهائيا عنها. وأخبارها أن ضميره لم ولن يؤنبه إطلاقا لأنها هي من اختارت حرمان هند من أمها ولم يسعى هو لذلك.
              »»»»»»»»»»»
(مدام شهد استاذ احمد وصل بره)
_تمام يا سمر انا خارجه حالا
* خارجه حالا ايه بس يا ست ماما انت لسه لابسه البالطو
هتفت غزل بهذا وهي تقتحم العياده بضحكتها المجلجله كالعاده.
_ انت جيتي ازاي بابا قال انك نايمه ومش ناويه تنزلي
* مين دي اللي نايمه ده هو اللي كان عايز يتسحب وينزلك لوحده عايز ينفرد بيك يا شهود. واتبعت حديثها بالغمز بعينيها بشقاوة😉
لاحت ابتسامة ساخره على وجه شهد أسرعت بسحبها سريعا وهي ترسم أبتسامتها المزيفه التي أصبحت تجيدها
بطلي شقاوه وامشي قدامي. كويس انك جيتي. خلينا نروح نتعشى قبل ما نرجع البيت.
                  »»»»»»»»»»»
_ يعني ايه عمل إعلان طالب سكرتيره هو كان مفهمني أن بعد الزواج ممكن ارجع اشتغل معاه عادي.
* والله يا يارا انا كمان مستغربه جدا.
انا اعتقدت أن هو بس كان مستني ننقل المقر الجديد ويكتب عقد الشراكه مع الشركه الكنديه. وبعد كده هيطلب منك ترجعي الشغل.
_ ماشي يا منى أقفلي دلوقتي انا سامعه صوته في الهول هنزل اشوف الموضوع ده.
»»»»»
يووووووه كفايه رغي بقى شرحتلك اكتر من مره مش عايزه تفهمي
لآخر مرة يا يارا أنا مضحكتش عليكي انا فعلا كنت ناوي انتظر رجلك تخف وتنزلي شغلك تاني. لكن بعد الوضع الجديد انا محتاج حد أكفأ منك وده مش تقليل منك بس على الاقل محتاج أكتر من لغه وده مش متوفر عندك
وبلاش تقوليلي تاني هات طقم سكرتاريه وانت تكوني واحده منهم.
انا مبعرفش اشتغل بالطريقه دي. عايز سكرتيره واحده تكون ملمة بكل الشغل.  وفيها كل المواصفات اللي انا عايزها.
_ ومين قال انك هتلاقي سكرتيره شاطرة وخبره وبتتكلم الأربع لغات اللي انت محتاجهم
* انا كلمت مكتب توظيف ووعدني خلال اسبوع بالكتير هيكون عندي مجموعه متقدمه اختار منهم
_ ولو ملقتش المواصفات اللي انت عايزها.
*وقتها هاخد بنصيحتك وهعين طقم كامل هتكوني انت واحده منهم.
أعتقد كده نهينا المناقشه. انا مجهد وهدخل انام وبعد اذنك بلاش تطوعي وتدخلي تصحيني الصبح. انا ببقى ظابط المنبه. 
_😢😢😢
              »»»»»»»
_ هند!!  انت ايه اللي جابك هنا؟
ارتجفت هند وهي تستدير لتحدق في وجه محدثنا. واحتاجت للحظات حتى يخرج صوتها متلعثما : انا عندي انترفيو لوظيفة #سكرتيرة هو في شغل مشترك بين مكتبك وبين الشركه هنا؟
تأملها طارق للحظات ثم ارتسمت على وجه إبتسامه ساخره تحولت لضحكه أكثر سخريه. ليستدير مغادرا المكان تاركا إياها تنتظر دورها بين المنتظرين



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close