أخر الاخبار

رواية مشاعر متمردة الفصل الاول بقلم أية النفري


رواية مشاعر متمردة

الفصل الاول 

بقلم أية النفري


الطموح الرغبة الغد المجهول القيود الرفض الاسر العشق

كلمات ليس لها صلة ببعضها ولكنها هنا تترابط 


غريق انا فى عالم لجى لامفر لانجاة فات الاوان ماعاد صوتى يصدح من حنجرتى صرت حبيسة صمتى قاتلة رغباتى 

ظلام ظلام وخوف ترقب ويأس

 نفور وفتور ثم أمل فهناك نور من بعيد وسط الظلام الدامس 

لاحد ما قادم يتجه نحوى نعم يقترب 

ربما ينتشلنى ويكسر يأسى 

ماعاد الضياع شعورى ولا الخوف يتملكنى فقط اكابح ظلمة البحر اقاوم غرقى 

لاعرف من هو وهو يصعد بى مجددا من قاع الالم وفقدان الامل 

اهو الامل ذلك الشعور بالرغبة فى عدم الاستسلام 

لا اجيد السباحة كدت ان افقد حياتى غرقا 

ولكن رغم ذلك اقاوم وعلى الاستمرار 

لن اياس لن استسلم لضعفى لن اكون سوى ذاتى 

*******************************************

لايستطيع الانسان مطلقا ان يتوقف عن الامل والحلم 

الحلم غذاء الروح كما أن الاطعمة غذاء الجسم 

نرى غالبا خلال وجودنا احلامنا تخيب ورغباتنا تحبط لكن يجب الاستمرار فى الحلم والا ماتت الروح فينا 

باولو كويلو 

*******************************************


بشارع يغلب عليه  الهدوء 

بليلة شتويه باردة والامطار تتساقط زخات كدمعات منتحب يعتصر الالم فؤادة 

السماء مظلمة والقمر محاق وقد غادرتها النجوم 

ويعلو حفيف الاشجار وسط صمت وسكون 

تصل سيارة مرسيدس سوداء لتضىء مصابيحها الاماميه ظلام الطريق 

يفتح الباب ويغادرها السائق مهرولا للباب الخلفى وهو يحمل باحدى يدية مظلة 

وبالاخرى يضغط على مقبض الباب ليفتحه ويفسح الطريق لينزل منها رامز بحلته السوداء الانيقه ينظر رامز للسائق وهو يقف الى جواره واضعا المظله فوق راسه ثم يشير له ان يترك له المظله ويعود للسياره فيفعل السائق 

يمسك رامز بالمظله ويتجه للباب الاخر ويفتحه ثم يمد يده وهو يطالع غزل 

تنظر له غزل بعيون متردده ثم تخفض انظارها بانكسار وتمد يدها اليه لتضمها كفه الضخم وتتجه لخارج السياره 

يغلق رامز الباب ويشير للسائق ان يغادر 

ثم يطالع غزل ويدلف معهامن البوابة المواجه لهم 

ويسير ا معا فى حديقته قصره الغناءة ورغم جمال شجيراتها وازهارها الملونه والنافورة التى تتوسطها الا ان غزل تشعر انها كئيبة الهيئه ينقصها الروح فما نفع الجمال بلا روح 

رامز :عجبتك 

بينما غزل وسط شرودها يكرر رامز سؤاله :عجبتك 

غزل :ها 

رامز : ياااه ده انتى مش هنا خالص نت بسألك على الجنينه عجبتك 

غزل بتوتر :ها اه .اه حلوة 

رامز :خدى ثم يناولها مفتاح 

غزل بتساؤل :ايه ده 

رامز :مفاتيح البيت انتى افتحيه 

تظل غزل تنظر له مطولا 

رامز :يلا 

غزل : طيب ثم تاخذها منه وتتجه معه الى باب الفيلا وتدير المفتاح لتفتحه ويتجها للداخل 

رامز :نورتى بيتك يا ...حبيبتى 

ترفع غزل نظرها اليه اثر كلمته الاخيره التى اشعرتها بالغرابة والضيق فى آن فهى لم تعتد سماع تلك الكلمة الا من سليم 

ولم تشعر بما تعنيه من رامز 

يبتسم رامز من زاوية فمه فهو يدرى ما افتعلته كلمته فى نفسها وقد نال مقصدة 

رامز : تعالى افرجك على الفيلا 

غزل : وقت تانى انا .انا تعبانه وعايزه انام 

يبتسم رامز ابتسامة ذات مغزى ويطالعها من راسها الى قدميها ويردف :وماله ما احنا هنام  

تحدق به غزل وقد اقشعر بدنها من نظراته المتفحصه رغم فستان زفافها الواسع الا انها تشعر انه يخترقها بنظراته

يتجه رامز نحوها فتبتعد خطوة للخلف 

رامز :تؤ .تؤ .تؤ اوعى تقوليلى انك خايفه منى ولا ثم يمسك وجنتاها بكف يده ويردف : لسه بتفكرى فى حبيب القلب 

يعلو صدر غزل ويهبط من الخوف 

رامز :قلقانه عليه بعد العلقه الى اكلها مش كده 

غزل : هو .هو مايفرقش معايا ثم تنظر له وتكمل ولاحتى انت تفرق معايا انت عملت الى قدرت عليه عشان توصلى وتجبرنى اوافق على الجواز منك وانا وافقت 

الوقتى بقيت مراتك زى ما كنت عايز بس الى ماتعرفوش ان ده قدام الناس وبس مابينا انت مش اكتر من غريب عنى انسان انا بشمئز وبقرف منه ومن افعاله ومستحيل اكون معاه 

رامز :انتى اتجننتى ولا ايه 

غزل :لا ما اتجننتش انا لسه بعقلى رغم كل الى مريت بيه بسببك 

رامز :يعنى ايه 

غزل :يعنى كلامى واضح جوازنا هيكون على الورق وبس 

تتعالى ضحكات رامز المجلجلة وغزل تطالعه عاقدة حاجبيها 

رامز :شكلك لسه ماتعرفيش مين هو رامز . اسمعى ياشاطره انا هعتبر انى مسمعتش الهبل الى قلتيه ده 

وده لمصلحتك عشان لو اخدت كلامك على محمل الجد انتى الى هتخسرى  وفى كل الحالات هاخد حقى منك ثم يبتسم وتبرز اسنانه 

وهى تطالعه بضيق 

غزل : انت ازاى معندكش كرامة كده انا مش طايقاك وانت عارف ده كويس 

رامز :الى اعرفه انك بقيتى مراتى والجواز ده تم برضاكى وبموافقتك ومن النهارده لو سمعت منك اى كلمة معارضه ليا مش هيحصل كويس يلا .يلا امشى قدامى على اوضتنا 

تظل غزل متسمره مكانها جاحظه به لاتصدق ماتسمع 

رامز :هتتحركى والا احركك بمعرفتى 

تبتلع غزل ريقها بخوف وقد ادركت انها لا مفر لها من هذا العذاب رامز محق فهى من القت نفسها بمصيدته بارادتها لتنتقم من سليم ولكن هل كانت تنتقم من نفسها ايضا 

يقبض رامز على زراعها بقوة ويقربها له ويطالعها بغضب قائلا : سمعتى قولتلك ايه 

ترتجف غزل لدنوه الشديد منها بينما هو يطالعها وقد ارتسمت تلك الابتسامة السخيفه على شفتيه 

***************************************************************

بعد منتصف الليل يخرج رامز عن الحمام يدندن ويطالع غزل بملامحها المتشنجه ودمعاتها المناسبه وشهقاتها المكتومة وهى جالسه على فراشه تضم ساقيها لصدرها وتلتحف بغطاء الفراش 

ثم يبتسم باستهزاء ويتجه لدولابه ويخرج ثيابه 

وغزل تتابعه بنظراتها ثم تضع راسها على ساقيها وتغمض عيناها المنتفخه وتنساب دمعاتها

يبدل رامز ثيابه ويتجه للمرآه ويضبط خصلات شعره ثم يضع عطره وهو يردف : كده بقيتى حرم رامز رسمى ثم يبتسم وينظر لها قائلا : وانتهينا من فصل سليم 

ثم يتجه لزجاجة خمر ويفرغ منها بكاس متناولا اياه 

وهو تطالعه باشمئزاز

غزل : انت . ليه عملت ده كله اشمعنا انا ليه حرمتنى من سعادتى 

رامز :سعادتك هى انا وحياتك معايا انا وبس 

غزل : انا خسرت سعادتى الحقيقية خسرتنى كل حاجه فى لحظه عشان بس اكون ليك وترضى غرورك 

رامز :بالظبط انتى خسرتى سليم الى بتسميه سعادتك بسببى بس ما تنسيش ان هو الى اتخلى عنك بسهوله 

تنظر غزل لثيابة التى اخرجها وتعقد حاجباها ثم تردف : انت . خارج 

رامز :اه خارج 

غزل : خارج فين .ازاى هتخرج الوقتى 

رامز : يعنى ايه هخرج ازاى . اااه قصدك يعنى الليلة دى كانت دخلتنا كده وقتك معايا خلص الليلة دى يا روحى هكمل سهرتى مع ناس صحابى على العموم مش عايزك تقلقى مع الوقت هتتعودى وهتققللى اسئلة 

انتى وافقتى بارادتك على حياتك معايا من النهارده انا الكل فى الكل بحياتك وانتى ملكية خاصة 

مليكتى انا 

ولو فكرتى لمجرد التفكير فيه او خطر على بالك غير كده  هتكون نهايتك على ايدى مفهوم ياغزل 

تشرد نظرات غزل فيه وقد اغروقت عيناها بالدموع 

بعد مغادرة رامز البيت تغلق غزل عيناها وتنهمر دموعها بغزاره لشعورها بالمهانه بسبب فعلته

كيف يتركها ويغادر بعد ان حصل على مايريد كيف له ان يهينها بتلك الطريقة

تمسح غزل دموعها وتضع راسها على الوساده محدقة بسقيفة الغرفة فى ليلة طويله  غابت شمسها كثيرا عن الظهور 

***********************************************

تقف غزل اسفل صنبور المياة الكبير "الدش"

تستند بجبينها على الحائط وتغمض عيناها تاركه المياة تنسدل على شعرها وجسدها 

متذكره تلك الاوقات المريحه فى صغرها كانت طفلة جميلة غاية فى البراءه والرقه 

تشعر بالحنين لاوقات كتلك للعبها ومرحها دون اكتراث لشىء لذهابها مع والداها لشراء الدمى وتجديل والدتها خصلات شعرها الناعم 

لبساطة كل شىء فى تلك الاوقات 

ولكنها لعبة الحياة التى انساقت خلفها فحطمتها لو لم تقابل سليم لما صارت الان زوجة لرامز او ربما رامز كان قدرها فى اصل الامر 

هو صيادها نعم الصياد الذى ابرع فى حيله لافتراس تلك الفريسه الهشه 

هى لاتكره ذلك الصياد وتتقزز منه فحسب بل تكره من ادعى ان صدره هو ملاذ لها ملجأ وحماية وعد فأخلف 

وتركها خلفه حطام غير قابل للتجميع والاصلاح لتقبل بعدها برمى اوراق اللعبه لينتهى بها المطاف كفريسه رخوه خائفه 

انها الان تتقزز حتى من نفسها لانصياعها له وخوفها منه لقد القى شباكه فايقن انه لامفر لم تقاوم لكنها لم تكن تقبل 

تبكى غزل بشده

..........................    

تؤدى غزل صلاة الفجر وتجلس على سجادتها مطولا تدعو ربها وتناجيه 

يرن هاتفها كثيرا فتنهض اليه لتطالعه 

تعقد غزل حاجبيها ثم ترد :الو خير يا ماما 

ثم تجحظ بعيناها وتقف متسمره فاغره فاهها 

غزل :لا .لا لا بابا .بااااباااااااا ثم تجلس ارضا منتحبه فى قدوم رامز يترنح بعد سهرة ليلة طويلة 

فيطالعها قائلا :فى ايه مالك 

غزل :بابا مات .بابا مات ااااااااه مات سابنى لوحدى وراح ياربـــــــــــــى  لا بابا انا محتجالك ليه تسبنى الوقتى ليه بابا ضهرى اتكسر .اتكسر

يظل رامز يطالعها بذهول 

************************************

تطرق اسيل باب غرفة سيف وجنه بقوة 

اسيل :سيف اصحى .سيف قوم بسرعه .سيف عمو عادل مات .افتح ياسيف 

يفتح سيف باب الغرفة قائلا :خير يا اسيل فى ايه 

اسيل باكيه :عمو عادل ثم تبكى بشده يجحظ سيف بعينيه ثم يضمها لصدره وهى تنتحب بشده

فى جنازة والد غزل 

بعد اداء صلاة الجنازة 

يتجه الجميع للمقابر يسير سيف ورامز وجاسر بالامام يحملون التابوت وخلفهم غزل ووالدتها المنهاره واسيل والكثير من المعارف 

تتطلع غزل بنعش والدها محمول على اكتافهم ويتجهون به لملاذه الاخير 

موقنه انه حقا ليس له وجود بعد الان 

بعد مغادرة الجميع تجلس غزل على رفات والدها تتحسسه ودمعاتها على وجنتاها 

" الان فقط ادركت معنى الوحدة ما انا الا يتيمه منبوذه فقدت سعادتها وسط متاهة لانهاية لها تتوالى الايام عليها وهى تبحث عن ابواب الخروج منها علها تتنفس بعضا من الهواء النقى خارجها 

اكاد الفظ اخر انفاسى لا ارغب بتنفس هواء يفتقد من سكنوا قلبى واضاءوا ظلمة ايامى 

اعيش على ذكريات متاكلة عفى عنها الزمن ولفظتها حياتى من جوفها دون تردد 

ليس على الا تقبل الواقع لعلى اجد السبيل الى راحتى بعيدا عن كل ما مررت به 

***


                الفصل الثاني من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close