أخر الاخبار

رواية الكاتبة والفتوة الفصل الثاني والعشرون 22بقلم الهام عبدالرحمن الجندي



رواية الكاتبة والفتوة 

الفصل الثاني والعشرون 22

بقلم الهام عبدالرحمن الجندي 

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹


فى الاستراحة كان فهد متسطحاً على الفراش يتلوى ألماً من قدمه تجلس بجواره نوسة تبكي متأثرة لحاله تمسك بيده بينما يدها الأخرى تملس على رأسه ويقوم الطبيب بإخراج الرصاصة من قدمه وعلى أحد المقاعد بالحجرة يجلس تايجر وحوله فولت وتايسون يساعدونه في تطهير جروح وجهه.


 الطبيب:«خلاص يا فهد هانت استحمل شوية الرصاصة قربت تخرج.»


 وخلال لحظات بسيطة استطاع الطبيب إخراج الرصاصة من قدم فهد الذي تأوه بصرخة مكتومة وهو يضغط بأسنانه فوق بعضها.


 نوسة ببكاء:« خلاص يا فهد خرجت خلاص يا أخويا اهدى والنبي ما توجعش قلبي عليك.» 


فولت بحدة:« أنا عاوز أعرف ازاي تتضرب بالرصاص في قلب ارضك يا برازيلي وانت يا حيلتها ازاي يتعلم عليك ووشك يترسم عليه الخريطه دي؟»


 تايسون بغضب:«ما حد فيكم يرد علينا ويفهمنا رجالة مين اللي عملوا فيكم كدا وكانوا تبع مين وازاي قدروا يدخلوا الاستراحة وعرفوا ازاي يعدوا من الكلاب والرجالة اللي بره.» 


فولت بصوت عالي:«انتم هتفضلوا ساكتين كدا كتير في إيه يا تايجر ما تنطق ولا هم قطعولك لسانك كمان، للدرجة دي كان عددهم كبير واتكاتروا عليكم؟»


 ظل الجميع صامتا، لم يستطع أحد الرد بينما كان الطبيب يقوم بتعقيم الجرح وتقطيبه ولفه برباط طبي.


 فهد بإعياء:« خلصت يا دكتور ولا لسة حاجة تاني؟»


 الطبيب:« لا كدا خلاص يا فهد بس يا ريت ما تضغطش عليها عشان الجرح ما يفتحش والحمد لله إن الرصاصة ما كانتش في حتة خطر وإلا كنا هنضطر نلجأ للبتر اللي ضرب الرصاصة واحد فاهم وعارف إن المنطقة دي ما تأذيش.» 


فهد:«متشكرين يا دكترة توكل على الله وحقك هبعتهولك مع لمونة.»


 الطبيب:«خيرك سابق يا فهد أنا هجيبلك العلاج وأبعتهولك مع لمونة يلا بالإذن.» 


خرج الطبيب وفولت وتايسون كأنهم كالقنبلة الموجودة التي تريد الانفجار ولكن نظر لهم فهد نظرة الليث الذي يريد أن ينقض على فريسته فجعلتهم يبتلعون ألسنتهم في جوفهم.


 فهد بتألم وحدة:« أنا عارف إنكم هتموتوا وتعرفوا اللي حصل بس اللي حصل دا يخصني أنا مش عاوز لت وعجن فيه أنا هقولكم بس عشان أخلص من ذنكم.» 


ثم قص عليهم ما حدث فانفجر تايسون غاضبا


 تايسون بغضب:« يعني حتة ظابط لا راح ولا جه يعلم عليكم بالشكل ده ويستغفلكم كلكم ويمثل إنه تاجر خردة ويدخل هنا ويلف في الاستراحة من غير ما حد فيكم يحس لا وكمان يضربك يا برازيلي بالرصاص ويعلم عليك يا سى تايجر بالشكل ده وياخد البت قدام عينيكم  وكمان  تسيبهم يخرجوا وروحهم لسة في جتتهم انت بتستهبل يا برازيلي.»


 فهد بحدة:«تايسون انت نسيت نفسك أنا هنا البوص أنا فهد البرازيلي انت عارف كويس إني كنت أقدر أدفنه مكانه حتى لو هو مين لكن أنا اللي غلطت يوم ما فكرت آخد حاجة مش حقي أنا اللي غلطت لما مشيت ورا مشاعر كدابة وقولت أعيش زي البشر اللي ليهم قلب أنا اللي غلطت وكان لازم أدفع تمن غلطتي أنا اللي قصدت إنه يضربني بالرصاص عشان أديله الفرصة إنه يخرج من هنا  لأن مكانش ينفع يخرج وأنا بقوتي.»


 فولت بدهشة:« قصدك إيه؟!»


 فهد بشرود:«أنا كنت شايفه وهو بيصوب عليا مسدسه بس عملت نفسي مش واخد بالي كنت عارف إنه مش هيقتلني لأن بكل بساطة ما كنتش هأذي هدى أو أأذيه والظباط بيتدربوا دايما على أن أول ضربة تكون في الرِجل مش في مقتل سبته يضربني عشان أديله الفرصة يخرج من غير ما أي حد فينا يخسر حياته أنا فوقت من مرض حبي لهدى لما شوفت عشقها ليه في عينيها لحظة ما كانت مستعدة تضحي بعمرها بس هو يعيش وشوفت طيبتها وأخوتها وصداقتها ليا لحظة ما دافعت عني كان لازم أسيبهم يخرجوا من غير ما يتأذوا هدى كان لازم ترجع لحب حياتها وكفاية إني بوظتلها حياتها بسبب أوهامي.» 


تايسون:«عشان كدا انت ما ضغطتش على جهاز اللاسلكي اللي في جيبك؟!» 


فهد:« اه طبعا أنا عارف إنى لو كنت ضغطت عليه كان كل الرجالة بقوا عندي في لحظة بس ساعتها بلال كان هيموت وهدى كان قلبها هيتكسر وعمرها ما هتسامحني وأنا ظلمتها بما فيه الكفاية ومع ذلك وقفت في وش خطيبها عشاني هي دلوقتي ممكن تخسره بسببي وأنا مش عايز اعيش في عذاب ضمير بسببها.» 


فولت:«طيب وانت ياسى تايجر كنت سايبه يضربك عشان يحس إنه بطل.»


 فهد بضحك:«لا الباشا اتعلم عليه بجد وإن شاء الله مش هعديهاله بس لما أفوق من اللي أنا فيه.» 


كانت نوسة تستمع لحديثهم ودموعها تتساقط كالشلال لا تعلم أتفرح لأن فهد أخيراً تخلص من الوهم الذي كان يعيش فيه أم تحزن لأنه ما زال لا يشعر بوجودها ولا بحبها تجاهه.


 فهد لنوسة:«قومى يا نوسة يلا روحي على بيتك عشان أمك ما تحسش بحاجة.»


 نوسة ببكاء:«لا يا فهد أنا مش همشي من هنا أنا هفضل جنبك لحد ما أطمن عليك.»


 فهد بإعياء:«يا نوسة ما تتعبينيش معاكي عشان خاطري روحي وابقي تعالي شقري عليا يا ستي كل يوم أنا بس مش عاوز حد يحس بحاجة ولا انتى عاوزة هيبتى تقل في عيون رجالتي.» 


نوسة وهي تمسح دموعها:«لا عاش ولا كان يا فهد انت سيد الناس وهتفضل سيد الناس كلها طول العمر هيبتك موجودة وعمرها ما تقل أبداً دا انت فهد البرازيلي على سن ورمح.» 


فهد:« تعيشي يا نوسة بس عشان خاطري روحي دلوقتي مش عاوز خالتي تحس بحاجة.» 


نوسة:«حاضر همشي بس هكون عندك من النجمة.»


 فهد:«إن شاء الله يلا يا تايسون وصلها عشان الوقت اتأخر وشوف الواد لمونه الزفت ده لسة ما جابش الدوا ليه عاوز أي مسكن بسرعة.»


 تايسون:«هشوفهولك الزفت دا تلاقيه بيعاكس أي واحدة في الطريق عشان كدا اتأخر أنا مش عارف الداء المهبب اللي فيه دا جايبه منين؟»


 فولت بضحك:« يعني واحد متربي وسط الرقاصات والكباريهات منتظر منه إيه دا لولا فهد لمه وخلاه واحد من رجالته كان زمان بوليس الأداب قبض عليه هههههه.»


 في منزل هدى كانت هدى متسطحة على الفراش غائبة عن الوعي تحاول ميادة افاقتها وحماده يجلس بجوارها يشعر بالتوتر والخوف عليها.


 حماده:«قومى يا ميادة كلمي الدكتور بسرعة يا بنتي أختك مش راضية تفوق خالص.»


 في تلك اللحظة بدأت هدى ترمش بعينيها وتهمهم ببعض الكلمات ثم بدأت تبكي وتنادي بلال حاول والدها تهدئتها ولكنه فشل في ذلك وظلت تبكي بشدة دون أن تتحدث وكل ما تقوله:«مش عاوزة بلال يسيبني يا ميادة بلال..... بلال.» 


أخذتها ميادة بين أحضانها وظلت تربت على أكتافها وتحاول مواساتها بكلمات تبعث في نفسها الطمأنينة حتى هدأت أخيراً واستسلمت للنوم فدثرتها ميادة بأحد الأغطية ثم أطفأت الأنوار وخرجت هي ووالدها لكي يتيحوا لها جو من الهدوء حتى تنال قسطاً من الراحة، جلس حماده في صالة المنزل على أحد الأرائك وجلست ميادة بجواره. 


حماده بحزن:«هو إيه اللي بيحصلنا دا يا بنتي يعني أختك تتخطف وأمك تتعب وتفضل راقدة في السرير ويوم ما ربنا يفرجها علينا وأختك ترجعلنا بالسلامة يقوم خطيبها يسيبها ويبعد عنها وهي تنهار بالشكل دا أنا حاسس إنى في كابوس ونفسي أفوق منه.» 


ميادة:«إهدى يا بابا إهدى يا حبيبي خير إن شاء الله المهم إن الحمد لله هدى رجعت لينا بالسلامة وموجودة معانا دلوقتي وبإذن الله ماما لما تصحى هتفرح برجوع هدى وصحتها هتتحسن أما هدى فأنا متأكدة إن بلال هيرجعلها ومش هيسيبها.» 


حماده:«وإيه اللي خلاك متأكدة كدا يا بنتي؟!»


 ميادة:« لأن بكل بساطة لو بلال حابب يسيب هدى بجد كان طلقها يا بابا مش يزعل ويمشي وخلاص هو بس زعلان منها وموقفه دا عشان يضغط عليها عشان تنفذ كلامه وتاخد حقها وبكرا أفكرك إنهم هيرجعوا لبعض بس لما الهانم دي تصحى وتحكيلنا إيه اللي حصل بالظبط عشان نبقى عارفين وفاهمين مش زي الأطرش في الزفة.»


 حماده:«لا واعية يا ميادة ربنا يحميكى يا بنتي.»


 ميادة:«اطمن يا بابا كل حاجة هتبقى بخير أنا هروح أطمن على ماما وأشوف حسن وفرح.» 


حماده:« خلاص يا حبيبتي وأنا هروح أقعد في البلكونة شوية حاسس إني مخنوق وما تنسيش تتصلى على مصطفى إحنا انشغلنا بأختك ونسينا نقوله إنها رجعت بالسلامة.»


 ميادة بتذكر:«اه صحيح عندك حق والله يا بابا ازاي فاتت عليا الحكاية دي أنا هروح أكلمه علطول أهو عن إذنك.»


 ذهبت ميادة إلى حجرته وأحضرت هاتفها بعد أن اطمئنت على أولادها واتصلت على زوجها مصطفى.


 ميادة:«ألو أيوا يا مصطفى عندي ليك خبر حلو أوي.»


 مصطفى:«خير يا حبيبتي قولي.»


 ميادة:«هدى رجعت الحمد لله إيه رأيك في المفاجأة الحلوة دي؟!» 


مصطفى بفرحة وعدم تصديق:«انتى بتتكلمي بجد يا ميادة؟! يعني هدى رجعت بجد؟! طيب ازاي دا حصل قوليلي انتى ساكته ليه ما تتكلمي.»


 ميادة بضحك:«هو انت مديني فرصة أتكلم هههههه ثم قصت عليه ماحدث.»


 مصطفى بدهشة:« قصدك إيه بالكلام دا يعني هدى مش عايزة تبلغ عن اللي خطفها وهتسيبه؟!» 


ميادة:« يا مصطفى أنا ما أعرفش إيه اللي في دماغ هدى لما تصحى أكيد هنفهم منها كل حاجه ونعرف وجهة نظرها.»


 مصطفى بحدة:«يعني إيه وجهة نظرها هو الكلام دا فيه وجهة نظر هو مفيش غير حاجة واحدة بس اللي لازم تحصل وهو إن اللي خطفها يتقبض عليه ويتحاسب على عملته.»


 ميادة:«طيب اهدى بس يا مصطفى وتعالى يلا وأكيد لما نتكلم معاها هنعرف نقنعها انت عارف قد إيه هي بتحبك وبتسمع كلامك.» 


مصطفى:«طيب يلا سلام دلوقتي وأنا كلها ساعتين تلاتة بالكتير وأكون عندكم.»


 ميادة:« توصل بالسلامة يا حبيبي.»


 أغلقت ميادة هاتفها وذهبت إلى حجرة والدتها لتطمئن عليها فوجدت شبح ابتسامة على شفتيها ودموعها تتساقط على وجهها. 


ميادة بلهفة:«ماما مالك يا حبيبتي في إيه بتعيطي ليه يا روحي؟!»


 فاطمة بعد أن نزعت قناع الأكسجين من على وجهها:« أنا شوفت هدى يا ميادة كانت هنا جنبي وبتعيط بس ملحقتش أكلمها،،هدى وحشتني أوي يا ميادة ثم أجهشت بالبكاء نفسي أشوفها نفسي أملي عيني منها  وآخدها في حضني وأملس على شعرها.»


 ميادة بابتسامة:«بس انتي ماكنتيش بتحلمي يا ست الكل هدى رجعت فعلاً وكانت جنبك بس المهدئ اللي كنتى واخداه هو اللي خلاكى تنامي وما تكلميهاش.»


 فاطمة بلهفة وفرحة:«انتى بتتكلمي بجد يا ميادة هدى هنا يعني أنا ما كنتش بحلم هدى بنتي هنا هي فين ساعديني أروحلها يا ميادة قوميني يا بنتي شيلي المحلول دا بسرعة.» 


ميادة بدموع الفرحة:« اهدي بس يا ماما هي نايمة في أوضتها والله هروح أصحيها وأجيبهالك بس اهدي انتى بس وبلاش تشيلي المحلول عشان ما تتعبيش.» 


فاطمة:«أنا تعبي كان بسبب بُعد هدى عني لكن خلاص أنا بقيت كويسة وزي الفل طالما بنتي رجعت لحضني الحمد لله.»


 ثم جذبت المحلول من يدها واتكأت على ذراع ميادة وذهبت إلى حجرة هدى، كانت هدى متسطحه على الفراش تغط في نوم عميق فجلست فاطمة بجوارها تنساب دموعها بشدة كالشلال لا تصدق ما تراه عيناها فها هي ابنتها قد عادت أخيراً ظلت تربت على ذراعيها وتملس على شعرها.


 فاطمة ببكاء وفرحة:« أخيراً يا عمري رجعتى تاني رجعتى نورتى بيتك يا قلب ماما رجعتى نورتي حياتي تاني اه يا قلب أمك أنا كنت بموت في بعدك يا قلبي كنت هتجنن وأعرف عنك أي حاجة قومي يا قلبي كلميني عاوزة أسمع صوتك.»


 بدأت هدى في الاستيقاظ وحينما شعرت بوجود والدتها بجوارها هبت جالسة وارتمت بين أحضان والدتها والتي ضمتها بشدة. 


هدى ببكاء:«ماما حبيبتي وحشتيني أوي أنا مش مصدقة نفسي أخيراً أنا في حضنك تاني وحشتيني أوي يا أمي.»وأخذت تقبل وجهها ويديها.


 فاطمة ببكاء:« حمد لله على سلامتك يا روحي الحمد لله إنك رجعتيلي بالسلامة أنا بعد كدا مش هسيبك تبعدي عن عيني لحظة تاني كفاية اللي شوفته في بعدك حتى الشغل كمان مش هتروحيه تاني.»


 ميادة بضحك وبكاء:« إيه يا ماما انتي هتحبسيها في البيت ولا إيه؟!» 


فاطمة:«ما لكيش دعوة انتى يا ميادة أنا حرة أحبسها محبسهاش دى بنتى وأنا حرة فيها لكن مش هسيبها تبعد عنى تانى مش يمكن اللى خطفها دا يرجع  يخطفها تانى أنا معنديش استعداد أجازف بيها.» 


هدى بابتسامة:«اهدى ياحبيبتى واطمنى انا معاكى أهو خلاص ومحدش هيقدر ياخدنى منك تانى.» 


ميادة:«أنا بقا هقوم أنادى لبابا ييجى عشان يفرح  بإنك بقيتى كويسة ياست الكل دا انتى طلعتى سرك باتع ياست هدى محدش فينا قدر يخلى ماما صحتها تتحسن كدا غيرك واضح كدا إنها بتحبك أكتر منى .» 


فاطمة وهى تحتضن هدى أكثر:«بس يابت انتى بطلى خيابة كلكم عندى واحد بس أنا كان قلبى موجوع عليها كنت خايفة اللى خطفها يأذيها ويحرق قلبى عليها.» 


ميادة بمناغشة:«يعنى ياست الكل لو أنا اللى كنت مخطوفة كنتى هتزعلى عليا كدا ولا الست هدى هى اللى فى القلب؟!» 


فاطمة بلهفة:«تفى من بقك بعد الشر عليكي ربنا مايورينى فيكم أى حاجة وحشة يارب ويحميكم ويحفظكم ليا.» 


ميادة بحب:«أنا عارفة ياحبيبتى إنك بتحبينا كلنا زى بعض بس أنا بس اللى بناغشك أنا مصدقت إنك تقوميلنا بالسلامة والله أنا مش مصدقة نفسى إننا اتجمعنا تانى الحمدلله الحمدلله ربنا يديمها نعمة علينا.» 


هدى لفاطمة:«تعالي ياحبيبتى ارتاحى انتى شكلك تعبان أوى.» 


فاطمة بابتسامة:«أنا الحمدلله بقيت كويسة يابنتى كفاية إنى اطمنت عليكي الحمدلله، بس تعالى قوليلى إنتى ازاى رجعتى واللى خطفك دا كان خاطفك ليه؟!» 


ساعدت هدى فاطمة فى الاعتدال على الفراش وبدأت تقص لها ماحدث فى ذلك الوقت كان حمادة يقف أمام باب الحجرة وميادة تقف خلفه فاستمع باهتمام لحديث ابنته هدى والتى كانت تبكى وهى تتذكر كل ماحدث وحينما وصل الحديث على ذكر بلال ازداد بكائها ولم تستطع أن تكمل حديثها فأخذتها والدتها بين أحضانها فى محاولة منها لتهدئتها ثم دخل حمادة وجلس بجوارها وأخذ يملس على شعرها ويتحدث إليها بحنان. 


حمادة:«انتى مغلطتيش ياهدى لأن طبيعتك هى اللى أثرت عليكى انتى بطبيعتك طيبة وقلبك أبيض وبتحبى كل الناس وبتثقى فيهم بسرعة وعشان كدا انتى اتعاملتى مع فهد كأنه أخ أو صديق لكن دا مايمنعش إن تصرفك دا بردو غلط لأن المفروض كنتى تحطى حدود فى التعامل معاه لأن ديننا هو اللى أمرنا بكدا إن ميبقاش فى إختلاط بين الراجل والست غير فى حدود معينة وانتى شوفتى بنفسك إن أسلوبك خلاه يفهم إن فى أمل إن تكون بينكم علاقة حب وجواز.» 


هدى:«بس أنا يابابا عمرى مااتعاملت معاه بأسلوب يخليه يفهم منه إنى بحبه أنا كنت بتعامل عادى والله بس انت عندك حق أنا عمرى ماهكلم أى حد تانى ولازم أعمل حدود بينى وبين كل الناس عشان أحافظ على نفسي وعشان كمان محدش يتجرح ولا يتأذى بسببى تانى.» 


فاطمة:«بس كدا انتى مش بتعالجى الغلط اللى حصل يابنتى بلاش تبقى انهزامية ومش معنى إن واحد فهم إسلوبك غلط يبقا الناس كلها هتتعامل معاكى بنفس الطريقة انتى لازم تبقى قوية وواثقة فى نفسك بس بلاش تدى مساحة زيادة لأى حد إنه يتدخل  فى حياتك مش كل حاجة تحكيها ومش كل واحد تتكلمى معاه بأريحية وتفتكرى إنه طيب زيك لأن ببساطة الطيبة اللى بتشوفيها فى الناس دى هى انعكاس طيبتك انتى مش كل الناس نفوسها صافية ياروحى لازم تاخدى حذرك فى التعامل مع أى حد.» 


هدى:«بس بلال مقدرش يفهمنى ياماما واتخلى عنى أنا والله مكنتش عاوزة أزعله بس فى نفس الوقت مش هأذى فهد وأضيع مستقبله عشان أرضيه.» 


حمادة:«بس بلال مش غلطان ياهدى لأن بكل بساطة هو لو معملش كدا سمعتك انتى اللى هتضر انتى كل اللى بيربطك بيه دلوقتي مجرد كلمة لو قالها بقيتى فى لحظة غريبة عنه لكن هو باقى عليكي لآخر لحظة فبلاش تظلميه.» 


هدى بحنق:«معنى كلامك يابابا إن حضرتك موافق إن بلال يقبض على فهد ويضيع مستقبله؟!» 


حمادة:«يابنتى أنا مقولتش كدا أنا بس بفكر معاكى بصوت عالى.» 


هدى بقلة حيلة:«طيب حتى لو قدرت أقنع بلال بوجهة نظرى ازاى هقدر أقنع أبيه مصطفى بتهيألى إنه استحالة يوافق على الكلام دا.» 


ميادة:«بصراحة ياهدى انتى موقفك صعب أوى لأن مصطفى فعلاً طبعه صعب أوى واستحالة يوافق على الكلام دا ومش بسهولة تقدرى تقنعيه  بوجهة نظرك اللى أنا كمان رأيى من رأى بلال وإن لازم اللى إسمه فهد دا ياخد جزائه على عملته دى والمفروض تفهمى ياحبيبتى إن لو كل واحدة سامحت اللى أذاها واتنازلت عن حقها الدنيا دى هتبقا غابة.» 


هدى بحزن:«بس فهد مغلطش لوحده ياميادة ولو هيتعاقب يبقا لازم أنا كمان أتعاقب.» 


حمادة:«بتهيألى كفاية كلام فى الموضوع ده دلوقتي خلينا نستنى لما مصطفى يوصل بالسلامة وإن شاء الله ربنا هيحلها من عنده، ثم وجه حديثه لفاطمة يلا ياحبيبتى قومى عشان ترتاحى شوية انتى لسة تعبانة بلاش تجهدى نفسك بالشكل دا.» 

فاطمة بتعب:« والله أنا فعلاً حاسة إنى تعبانة وعاوزة أنام وأرتاح شوية والحمد لله إنى اطمنت على هدى يلا ساعدنى أروح أوضتى وأرتاح شوية قبل مامصطفى يوصل والحرب تقوم.» 


حمادة بضحك:«الله يبشرك بالخير ياست بطة انتة كدا هترعبى هدى.» 


هدى:«اطمن ياسى حمادة هى مش محتاجة ترعبنى أصلاً لأنى هموت من الرعب ربنا يستر بقا.»


 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close