أخر الاخبار

رواية سكرتيره ولكن الفصل السابع عشر17بقلم هدي عبد المقصود

رواية سكرتيره ولكن

 الفصل السابع عشر17

بقلم هدي عبد المقصود

عاد طارق من مكتبه مرهقا. ليجد يارا تجلس في بهو الفيلا. نظر إليها بتوجس فجلستها توحي بأنها تنتظره لسبب ما. كان قد سكن تماما من جهتها. منذ أن عاد من سفرته ليجدها وقد أتخذت قرارا أن يستمر الوضع بينهما على ما هو عليه وأن تلتزم باتفاقهم ولا تحاوره مرة آخرى. حقا هو يدرك أنها إتخذت هذا القرار لتبقى بجواره فقط. يعلم أنها تحبه. لكنها أختارت أن تظل بجواره على أن تفقده نهائيا. لا ينكر أن هذا القرار وجد صدى ما لديه. بدا وكأنه تنفس الصعداء عندما عاد ووجدها تنتظره ولم تغادر. حقا هو لايفهم نفسه. جرح قلبه من غدر هند لا يندمل ومع ذلك ما زال يحبها ويتمناها. ترك منى بكامل إرادته ولكن لا ينكر أيضا أنه ما زال يريدها وان حبها له يثلج صدره ويشعره برجولته.

وجود يارا بجواره يشعره بالطمأنينة في بعض الأوقات تساروره الرغبه فيها. لكن كيف يتجرأ على الإقتراب منها بعد ما أساء إليها هكذا.

نفض عن رأسه كل هذا وهو يقترب منها ملقيا عليها تحية المساء

رفعت رأسها إليه وهي تتمتم برد التحيه وتستأذنه أن يجلس لتتحدث معه قليلا

جلس طارق وهو ينظر لها بتوجس. فتطيل الصمت وهي تراقبه بتمعن.

لتنفرج شفتيها عن كلمات لا تخرج. فتعود لصمتها لحظات وهو يراقبها.

تستجمع نفسها أخيرا فتواجه متسائله: ليه؟

بهت طارق لحظه. ثم تماسك سريعا ونأى بنفسه عن سؤالها عما تعني. صمت يبحث عن كلمات يبرر بها جريمته وعندما فشل. رفع لها وجها تلوح عليه إمارات الندم: كنت عارف أن المواجهه دي هتيجي في يوم من الأيام. بتسأليني ليه مش عارف ليه. بس انا كنت عايز أتجوزك وبرضو مكنتش عايز اتجوزك.ولما حصلت الحادثه. أخترعت القصه كلها وقلتهالك وعرضت عليكي عرضي.وأبقى كده أتجوزتك.وبرضو متجوزتكيش.

طفرت الدموع من عين يارا وهي تردد إخترعت قصة. انت بتسميها قصة. تدميري وتدمير أنوثتي وثقتي بنفسي قصة..

صمت تماما عن الإجابة لا يجد كلمات.

فمسحت دموعها وعادت تسأله برضو ليه. ليه عملت معايا كده. وليه كنت عاوز تتجوزني. وليه مكنتش عايز تتجوزني.

* انت عارفه موضوع والدتي والحاحها.

_ ليه أنا تحديدا. أذيتك في إيه أنا علشان تعمل معايا كده.

* مش عارف

_ يعني ايه مش عارف

* انا دلوقتي بكلمك بكل صدق. بجد مش عارف. كان ممكن أختار أي واحدة أغريها بالفلوس واتفق معاها على شكل العلاقه اللي أنا عايزه.

نظرت له بتوجس: طيب ومعملتش كده معايا ليه. ليه ما عرضتش عليا الفلوس بس ووضحت طلباتك من غير ما تكدب عليا وتخترعلي قصه زي ما بتقول.

أجابها بصوت خافت: مكنتيش هتوافقي.

نظرت له لحظات وقد غاب عنها غضبها: طيب ما كنت رفضت عادي. كنت تشوف واحده غيري.

لزم الصمت وحاول النهوض والمغادرة. لتعترض طريقه وتصر عليه أن يجيب على سؤالها.

فيحتد عليها : اوعي من طريقي لو سمحتي. مش خلاص عرفتي إني كداب وبأذيكي. أنا بني أدم زباله خلاص أبعدي عني.

تنحت يارا جانبا ودموعها تنساب في صمت. فينظر إليها متألما ويمد يده تلقائيا ليمسح دموعها. ليتفاجأ بنفسه يسحبها لزراعيه ويضمها بقوه. تشبثت به ودموعها تغرق كتفيه وهي تدفن وجهها بصدره. مرت لحظات هدأت فيه أنفاسها لترتفع أنفاسه هو. فيرفع وجهها أليه ويقترب منها ملتقطا شفتيها في قبلة طويله لم ينتهي منها إلا وهم مستلقيان على كنبة الأنتريه لتعود وتدفن وجهها في صدره ولكن هذه المره خجلا وليس ألما.

             »»»»»»»»»

_إيه العلاقه بين خالة طارق وهند. فهميني

* ركزي يا رانيا أنا بحاول أفهمك من الصبح إني مش عارفة إجابة السؤال ده وأنت مصرة تفضلي في نفس المكان. دلوقتي الوضع كالأتي: كل الشواهد بتقول إن هند سمعت حواري مع طارق وعرفت أن كان في علاقة بيني وبينه وقررت تسيبه. 

أنا حكيتلك على موضوع الروشتة. وشكي أن تكون هند عندها طفل من طارق وعاقبته وخبت عليه.

أنا قربت من هند وحاولت أصاحبها يمكن تحكيلي حاجه. لكن طبعا ده كان غباء مني. هند استحالة هتأمنلي مهما عملت. مكنش قدامي حاجه غير إني أستولى على خزنة الأسرار. 

_ إيه هي خزنة الأسرار دي.

* التليفون تليفون البني أدم هو خزنة أسراره.

أنا راقبت هند كذا مره وانا قاعده معاها وعرفت الباسوورد بتاع التليفون.

_ وبعدين هيفيدك في إيه إنك تعرفي الباسوورد.

نظرت لها منى بتحفظ وازدردت لعابها. ثم مدت يدها داخل حقيبتها وأخرجت هاتف محمول وضعته أمام رانيا 

شهقت رانيا وهي تضع يدها على فمها : يا نهارك مش فايت يا منى. مبقاش غير إنك تسرقي كمان. أنت يا بت سرقتي تليفون البنية. 

تلجلجت منى وهي تجيب: أيوة سرقته. مكنش قدامي غير كده. وبعدين بعد ما أخد اللي أنا عايزاه منه هرمية في أي مكان في المكتب وتبقى تلاقيه براحتها بقى.

_ يالهوي عليا وعلى سنيني. هو أيه اللي مكانش قدامك غير كده. أنت حطيتي فكره ملهاش أي ثلاثين لازمه في دماغك. وهي اللي بتمشيكي. أنتقام إيه وزفت إيه اللي يخليكي تسرقي وتنافقي هند ويارا علشان تصاحبيهم. وعايزة تدخلي عيل صغير ملوش أي ذنب في قصة إنتقام ملهاش معنى ولا سبب. 

بدت منى كالمغيبه وهي تردد كلمات رانيا

ملهاش معنى ولا سبب. ملهاش معنى ولا سبب. وعندما حاولت رانيا لمس يديها. سحبتها بعنف وهي تصرخ وتبكي : أبعدي عني انت مش حاسه بيا. انا مجروحه ومكسورة وانت مش فاهمه حاجه. انا مش فارقه معاكي لو كنت فارقه كنت حسيتي بيا. 

حاولت منى تهديتها بضمها لصدرها وهدهدتها: أهدي يا روحي. انا برضو يا منى تقوليلي انك مش فارقه معايا. انت عارفه انت مش أخت جوزي أبدا أنت أكتر من أختي. وانا زعلانة على حالك ده. انت تركيزك مع طارق طول الوقت كده بيأذيكي. خلاص يا قلب أختك حكاية وخلصت بتنكشي فيها ليه. ده شخص عمره ما حبك. أبتعدت منى عنها بعنف: لا حبني. أنا متأكدة مش ممكن يكون قلبي بيكدب عليا للدرجه دي. أنا شفت ولسه بشوف الحب في عينيه. صدقيني يا رانيا لما بشوف وشي في عينه بشوف شوقه ليا. كل حاجه في البني ادم ممكن تكدب إلا عينيه.

_طيب خليني وراكي بيحبك ماشي . طيب وبعدين عمل ايه بالحب ده ما هو سابك بعد ما عشمك سابك. بعد ما عودك عليه سابك. 

* ايوه سابني علشان هند. انا معنديش مشكلة يرجع لهند وبرضو يفضل مع يارا. بس يرجعلي.

_ يا نهار أسود أنت إيه اللي بتقوليه ده. انت زيرو كرامة.

* انا مش زيرو كرامة انا بحبه بحلم بحبه ليل ونهار. عايزه حضنه عايزه.. عايزاه يبقى ملكي وابقى ملكه.

يكفيني منه أقل اهتمام. يكفيني أقل وقت من يومه يخصصهولي. بس يبقى جنبي وميبعدش عني.

_انا مبقتش فهماكي. مرة تقولي بطلت أحبه. ومرة تقولي هنتقم منه. ومرة تقولي عايزاه. أنت بتعملي في نفسك كده ليه.

* مسحت منى دموعها وهي تقترب منها : انا بضحك على نفسي. وعليكي. الحقيقه الوحيدة اني بحبه ولازم هيرجعلي ده أختياره الوحيد.

_ يا سلام وليه بقى هيبقى أختياره الوحيد إن شاء الله.

*بمزاجه أو غصب عنه. انا هرجعله إبنه ومش هعرف يارا حاجه عن بلاويه وساعتها هو نفسه هيبقى عايزني علشان هيفهم أد إيه أنا بحبه. لكن لو مفهمتش يبقى غصب عنه.

_ ازاي هتجبريه يا فيلسوفة زمانك.

* ههدده

_ بايه يا حلوة بشوية التسجيلات اللي قالك بليهم واشربي ميتهم.

* لا هو يقول زي ما هو عايز لكن الحقيقه أن يوم ما يعرف إني هنشر التسجيلات بين العملاء والهيئات اللي بيتعامل معاها هيترعب.

_ ايوه ولما يترعب يعني هيخدك على شقته و...  علشان متفضحيهوش. ساعتها بقى هترتاحي.

* لا يا عبيطه انت مش فاهمه انا هطلب منه خمسه مليون جنيه مقابل إني مفضحهوش. وطبعا هو هيخاف وهيجيب الفلوس.. وقتها بقى أنا مش هاخد منه حاجه. وهعرفه إن ولا كنوز الدنيا كلها تساوي ضمته ليا في صدره. هي دي اللحظة اللي هيصدق فيها أن محدش في الدنيا هيحبه أدي وهيرجعلي بطيب خاطر.

_ يا نهار اسود على الخطة الغبية انت يا بت مصدقه نفسك. ايه الدماغ دي.

* أنا عارفة أن مفيش حاجه بقولها بتعجبك. ممكن نبص على التليفون بقى ونشوف هنوصل لايه. علشان لو منفعتش حكاية الابتزاز دي يبقى عندي سكه تانيه أرجعه لقلبي.

_ ياختي جك وجع قلبك. كل كلامك ده ميدخلش زمتي بتلات أبيض. أنا هبص معاكي على التليفون ده علشان نخلص وترجعيه لصاحبته. مبقاش كمان غير السرقه



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close