أخر الاخبار

رواية سكرتيره ولكن الفصل الثالث عشر13بقلم هدي عبد المقصود

رواية سكرتيره ولكن

 الفصل الثالث عشر13

بقلم هدي عبد المقصود

*انا مش طفلة علشان تتعامل معايا بالطريقة دي. انا فكرت كويس جدا ومصرة على قراري

_ لا يا مدام انت طفلة لو كنت إنسانه مسؤولة عن قرارك. مكنتيش هترجعي في اتفاقنا بعد أقل من سنة

يارا بسخرية: بالمناسبة انا أنسة مش مدام

صمت طارق لحظه ثم نظر لها بتركيز وهو يقترب منها حتى أن أنفاسه لفحت وجهها: ده كان إتفاق يا يارا. وقلتلك مليون مرة المشكلة مش فيكي المشكلة فيا أنا

_ هي فين المشكلة اللي فيك. يعني إيه بتحب واحدة تانية. والله اللي أعرفه أن ده ملوش علاقه إننا... قصدي يعني..

قاطعتها طارق: يارا هو انت كل مشكلتك يكون بينا علاقة زوجية. لو كده تمام. أنا موافق. انا بس مكنتش عايز اظلمك واقربلك. وانا مفيش أي مشاعر عندي تجاهك.

يارا بصراخ  انت بتقول ايه. انا مش عايزه حاجه. انت خلتني أظهر قدامك كأني بفكر في حاجه واحده بس. لكن دي مش الحقيقة. انا بس مش فاهمة إزاي راجل طبيعي تبقى قدمه ست حلال ليه. وميقربلهاش علشان بيحب واحدة تانية. انا اسمع أن الرجاله في العلاقات مش بيهتموا اوي بالحب. أنا مش عارفه بقولك كده إزاي. بس أنا تايهه. طول الوقت بفكر. هما مش بيقولوا الراجل ممكن يحب أكتر من واحدة في نفس الوقت يبقى ليه محبتنيش. فيا إيه أنا ناقص يخليك مش شايفني للدرجه دي. الطبيعي إن انا اللي أرفض لو محسيتش بحبك. لكن الغريب إنك متحاولش أصلا.

إلا إذا كان في حاجه تانيه أنا مش عارفاها. وفي الحالة دي المفروض تصارحني ونحاول نلاقي حل.

* هو احنا وصلنا لنحاول نلاقي حل. طيب أقفلي الحوار على كده يا يارا. أنا مسافر السخنه وهرجع بكرة . لو جيت لقيتك مش موجوده في الفيلا هنفذلك طلبك.

                 »»»»»»»»

غادر طارق سريعا ليستقل سيارته بغضب. قاد متجها إلى إحدى قرى الساحل الشمالي. حيث ينتظره أحد العملاء للتحدث بشأن واحده من العمليات المسند تنفيذها لشركته. أنهى اللقاء سريعا. ليتجه بعد ذلك إلى شاطئ البحر فيلقي بجسده على شيزلونج في الأطراف حتى يبتعد عن عيون الناس.

أغمض عينيه وهو يفكر فيما حدث بينه وبين يارا قائلا لنفسه 

لم يكن ينقصني سوى أنت. لقد تزوجت هذه الفتاة عندما توسمت فيها الطاعة والسكون. لم يكن أمامي خيار آخر غير الزواج السريع من آية فتاة حتى أستطيع الحصول على المال من أمي. لتحقيق طموحاتي . أعلم أن الجميع يراني قاسي؛ مادي؛ أناني.... لم يفكر أحدهم أبدا لماذا أصبحت هكذا. ما بال طفل يفتح عينيه على خيانة خالته... ماما شهد كما اعتاد أن يدعوها. ماما الطيبة التي تحبه وتحنو عليه. في البدايه لم يستوعب عقله الصغير ما سمعه. فقط أدرك أن غزل ليست أبنة خالته. هرول صاعدا إلى غرفتها ليخبرها أنها لا تملك أن تمنعه من اللعب بكل الألعاب التي أحضرتها خالته. لأنها ليست إبنتها. وصل إلى غرفتها. أقتحم الباب مستعدا للهجوم. ليجدها تجلس في زاوية الغرفة تبكي وتخبره أنها أسفه وترجوه أن يجلس يلعب معها. لا يدري لماذا شعر نفسه كبيرا في تلك اللحظه. رآها طفلة وجلة ضعيفة. ورآى نفسه يعرف الأسرار. صمت تماما. صمت حتى الآن. لم يخبر كائنا من كان بما سمعه. مع الوقت أستوعب كل ما سمعه. علم بخيانة خالته. علم أن لها إبنه. نعم لها إبنه. إبنة خالته الحقيقيه. أدرك أيضا أن خالته تعشق المال حتى أنها تترك فلذة كبدها من أجله. أقتنع أن العقاب الأكبر لها أن يحرمها من هذا المال. ولكن كيف. لا توجد سوى طريقة واحده. أن يكبر ويتزوج من إبنتها ويفتش سرها ويستولي على المال. نعم يتزوج هذه الصغيره الجميله. ولكنه صغير يجب أن ينتظر حتى يكبر. ولكن عندما يكبر كيف يعثر على الفتاه. قرر بعقله الصغير أن ينتقل للعيش لدى خالته عل الرجل يأتي مرة أخرى فيمشي وراءه ويعرف أين يسكن. بكى كثيرا لأمه حتى سمحت له بالذهاب. لكن الرجل لم يأتي مضت أيام واسابيع ولا شيء يحدث. حتى أستيقظ يوما ليجد خالته ترتردي ملابسها وتستعد للمغادرة. وعندما سألها إلى أين. أخبرته وهي تتحرك أن لديها موعد هام وستعود سريعا. صمم على الخروج معها. غضب وبكى عندما رفضت. أخذته معها في السيارة أخبرته أنها ستصحبه ولكن بشرط ألا يغادر السيارة. قادت به إلى منطقه مزدحمة . ليست هادئه أنيقة كما سكنهم. توقفت على جانب الطريق تنظر إلى الجانب الآخر بإنتباه. راقب نظرتها حتى وقعت عيناه على الفتاة الصغيرة يصطحبها والدها. كانت قادمة من الإتجاه الآخر تتبعها بعينيه حتى ولجت داخل منزل يقع على أطراف الشارع. أرتفعت عيناه بتلقائية ليقرأ إسم الشارع. أنتظرت خالته حتى غابا تماما داخل المنزل وتحركات مغادرة. ليسألها هو ببراءة ألن تذهب لموعدها. فتنظر له بعين دامعه أنها متعبة وستعود للمنزل. سألها بفضول عن إسم المنطقه لتجيبه. شبرا

تحول بعينيه إلى النافذه يحاول التعرف على ملامح الطريق حفر المكان كله داخل عقله.

مرت السنوات ودخل المرحلة الثانوية. وكان قد أبتعد تماما عن خالته فلم يعد يزورها إطلاقا بل إنه كان يتعمد النوم عندما تأتي لزيارتهم حتى يهرب من لقائها. تعرف على صديق له في إحدى المجموعات الدراسيه وعندما سأله عن مكان سكنه أخبره أنه يقيم في شبرا.

لتستيقظ كل الذكريات في عقله. يقترب أكثر من صديقه هذا ويدعوه إلى بيته ويستدرجه ليدعوه هو أيضاً لبيته يذهب معه متوقعا أن يرى المنزل  والشارع المحفورين في عقله. فيجد مكان مختلفا تماما. ويخبره صديقه أثناء الحديث أن شبرا منطقة كبيره مترامية الأطراف. وليست مكان صغير.

فيطلب منه أن يجوله في المنطقه لإعجابه بها. يتجول مع صديقه ويتجول بمفرده أيام عديدة  حتى تقع عيناه على لافته يتذكرها على الفور رغم مرور كل تلك السنوات. لافته باسم الشارع ( شارع الوسيمي ) 

يقطع الشارع ذهابا وإيابا لا يستطيع تذكر شكل المنزل فجميع المنازل متشابه. يغادر بدون أن يستدل عليه. يتم دراسته الثانويه و يدخل الجامعه ليتخرج مهندسا معماريا. يعلم بينه وبين نفسه أنه ينتظر الوقت المناسب.... يأتي الوقت المناسب من وجهة نظره. يذهب بسيارته لورشة سيارات لمحها عندما كان بالشارع. يطلب منه إجراء بعض الإصلاحات بها. يجلس بجوار الورشه أغلب الوقت متعللا بمتابعة السيارة. بعد يومان تقع  عيناه على رجل يعبر أمام الورشه يشعر إنه قد رآه قبل ذلك. تستعيد ذاكرته صورة الرجل الذي تحدث مع خالته. لا يستطيع أن يؤكد إن كان هو أم لا. يسير خلفه بضع خطوات ليجده يلج إلى أحد البيوت. يراقب البيت بعد ذلك كثيرا عله يرى الطفله التي ولابد قد أصبحت شابة. يرى أكثر من فتاة تدخل وتخرج من البيت لا يعلم إن كانت إحداهما أم ماذا. يقرر أن يأتي يوما ما مبكرا. غالبا هي طالبه في الجامعه الآن. يمكن أن تكون تتحرك باكرا للذهاب للجامعة. حضر باكرا وظل يحوم حول المنزل حتى لمح فتاه تخرج منه. حاول الإقتراب ليتحقق من ملامحها. ليتأكد أنه لم يكن هناك داعي للحيرة بشأن ملامحها بعد كل هذا الوقت. فالزمن قد توقف عند وجه تلك الصغيرة. نفس العينان البريئتان اللامعتان. نفس ملامح الوجه حتى نفس تسريحة.


هل وجد قلبي آخيرا مرفأه قضيت عمري بين إنتظار الحب وبين العذاب المصاحب للحب. عندما كنت أتمنى أن ألتقي بمن يملك قلبي. كنت أعتقد أن تحقيق تلك الأمنية هو غايتي ولا شيء سواها. أشتهيت يدا تربت وزراعا تساند وقلبا يحتوي. أشتهيت أن يرزقني الله بحبيب أزرف الدمع على كتفيه غير عابئة بأن يراني ضعيفة؛ تلفح أنفاسه رقبتي وهو يحتويني بين زراعيه فأشعر بالنشوة. أشتهيت أن أمنحه الحب والسعادة وأن أكفيه عن نساء العالم.....وعندما تحققت أمنيتي. عانيت الأمرين مع رجل قاسي. لم يدخر جهدا في أهانتي. لم يراني إمرأة جديره بأن تغنيه عن النساء.. رأيته رجلا فوق الرجال ورآني إمرأة دون النساء.

رأيت زراعيه مرفأ أمان. ورآى هو زراعي طريقه للهاوية. تمنيت أن يحتوي قلبي فأصبح جارية في محراب عشقه. لكنه أغلق المحراب في وجهي. فأهيم ضائعة بين قلب يحب وعقل تدمية الإهانة. 

طال العذاب حتى ظننته لن ينتهي.. ولكن من الله على قلبي بالراحة والهدوء. آخيرا شعرت أنني قد برأت من الهوى ومن الجنون.

هذا هو مرفأي حياة بغير حب ولا أمنيات. ولكن ما باله عقلي لا يهدء. ما بال جرحه لا يندمل. كيف يندمل جرح القلب. ويظل جرح العقل حيا لا يستجيب... 



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close