أخر الاخبار

رواية سكرتيره ولكن الفصل التاسع عشر19بقلم هدي عبد المقصود

رواية سكرتيره ولكن 

الفصل التاسع عشر19

بقلم هدي عبد المقصود

_ انت أكيد أتجننتي. يعني ايه تتطلبي الطلاق

* ماما لو سمحتي أنا حالتي أسؤ بكتير من أني أدخل معاكي او مع أي حد في حوار. أنا بلغتك بقراري من باب العلم بالشئ مش علشان نتناقش فيه.

_ طيب والله كتر خيرك أنك عبرتيني وبلغتيني. ولما أنت حالتك سيئه كده. بتعملي في نفسك كده ليه. هو كان حد غصبك على حاجه جوزك راجل محترم وابن ناس وعمر العيبة ما طلعت منه. وانت بتحبيه. أيوه بتحبيه أنا مش عامية. يبقى ليه يا بنتي تهدي بيتك لو لاف على أي واحدة. أصبري الست العاقلة متستعجلش وتهد بيتها علشان نزوة. بكرة يرجعلك. وتبقى بجميلة أنك أستحملتي ومهدتيش البيت

_ ماما هو انت بتقولي إيه الموضوع أكبر من كده بكتير ومتسأليش أيه هو الموضوع أصلا. معنديش رد . أنا مش هرد عليه لو أتصل ولا حتى هقابله لو جيه. لو سمحتي لو لسه باقية على بنتك. تبلغيه قراري. ولو هو عنده الشجاعة يقولك السبب اللي هو عارفه كويس جداً يقول. لكن ده مش هيحصل. واطمني طارق هيديني حقوقي كاملة أنا متأكدة. وهساعد في البيت بمبلغ المؤخر لحد ما ألاقي شغل تاني.

              »»»»»»»»»

ولجت هند إلى الشركة واتجهت مباشرة إلى مكتبها ملقية بحقيبتها عليه وملقية بجسدها بالتبعية على المقعد. تحمد الله أن قدمها لم تخزلها وتسقط هاوية قبل أن تصل.

أغمضت عينيها بشده عدة مرات وفي كل مرة تفتحها لتتلفت حولها. تتأكد من الواقع الذي تحيا به. 

لم تكن تعلم أن طارق يجلس بداخل مكتبه يفصلها عنه باب. يجلس تائه هو الآخر. ينظر إلى شاشة حاسوبه التي تعرض عقدا تم الاتفاق عليه بين أحد رؤساء الأقسام وبين مستثمر أجنبي ينوي إنشاء فندق كبير بالقاهرة ويريد أن تتولى شركته الاشراف الكامل على عملية الانشاء لم يتبقى على إبرام العقد سوى توقيعه بالموافقه. يظهر لمن يراه أنه يراجع صيغة العقد. لكنه والحق يقال لا يرى العقد أصلا بل تتوالى الصور أمام عينيه على الشاشه. فيغمض عينيه علها تختفي ويستطيع قراءة العقد ولكن هيهات فها هي صورة هند طفلة بريئه تمسك بزراع ولدها وأمامها أم جاحده ترفض أمومتها.

            »»»»»»»»

#خارج_مكتب_طارق

أصبحت الآن الصورة المشوشة الباقيه في عقلي واضحه. الآن علمت لماذا شعرت أن تلك المرأة _التي أخذت بيدي من مدخل البرج والتي أندفعت أشركها في ماساتي_ مألوفة لدي. كنت كلما نظرت إليها يبدو لي هذا الوجه حاضرا في ذاكرتي ولكن بملامح أجمل وأكثر شباباً حتى أنني بررت الأمر لنفسي بأن مشاعر الحب والحنان التي أحاطتني بها. واندفاعها لمساعدتي جعلت عقلي يراها في أجمل صورها. ولكن الآن حصحص الحق. ليتها لم تعترف لي بشئ ليتها ظلت شهد هانم أو حتى طنط شهد. السيدة العطوف الجميلة التي أذرتني وأخذت بيدي. السيده التي كنت أدرك أنني مهما فعلت معها فلن أستطيع أن أرد ولو جزء بسيط من فضلها. ولكني الآن وجدتني أهينها وأصرخ في وجهها منكرة لأمومتها. بل وأضرب زراعيها مشمئزة من محاولتها معانقتي. 

حتى عندما رضخت لتوسلها ألا أغادر المنزل بصحبة باسل لم أرضخ شفقت عليها وهي تكاد تجثو على ركبتيها طالبة عفوي. بل رضخت لأنني لم أعرف مكانا آخر أذهب إليه مع إبني. هذا الابن الذي ظلمته كما ظلمتني أمي فتركت نفسي لإشباع رغبتي مع رجل كما تركت هي نفسها. ولكن أنا لست مثلها. لم أتخلى عن وليدي كما فعلت هي. لم أخن ثقة زوج أئتمنني على أسمه كما فعلت هي. ولكن النتيجه واحده كلانا ظالمة خائنه.

            »»»»»»»»

#داخل_مكتب_طارق

يحرك طارق رآسه لتختفي الصورة ويحل محلها صورة هند شابة يافعة, جميلة. تمتلئ حنانا وعطاءا ولكن يسكنها أيضاً قسوة وتبلد. حتى وهو يضاجعها حقيقة ما شعر بجزء من النشوة التي كان يشعر بها وهو يستمع فقط لصوت منى.

منى تلك الأنثى التي شاء القدر أن تصبح جزء لا يتجزأ من يومه. لا ينكر أنه لم يصادف كرجل مشاعر حارة وصوت دافئ كصوتها. قادرة هي فقط بنبرة صوتها على إثارته. تنطق عيناها بعشقها. ترتجف شفتاها إن تلاقت نظراتهم. تختلج ضربات قلبها أن سمعت صوته. لا يحتاج أن تخبره بهذا فله عينان ترى وقلب يشعر. ولكن هي الأخرى تعرف كيف تقسو. عندما أقترب منها بهذا القدر أمس لامست عيناها شغاف قلبه. عندما مال إليها لم يكن يرى سوف شفتين يريد إلتهامها. شعر للحظه أن مذاق هاتين الشفتين مختلف تماما. شفاه قلب يهوى وروح تعشق. ولكنها صدمته وهي تدفعه بعيدا عنها لتبتعد بشفتيها عنه وهي تتجاوزه مغادرة. فيهتف من خلفها متسائلا بذهول ليه؟

فتلتفت إليه هاتفة بصوت باكي: مش بالطريقه دي ابدا. مش هسمحلك أنك تقرب مني تاني في لحظة ضعف.. المره دي لازم تكون عايزني بقلبك وعقلك. لازم أحس إنك عايز منى من قلبك. منى اللي انت متأكد من جواك أن محدش حبك أدها. لازم يبقى حضني حلمك. الاهم من كل ده أنك تبقى فاهم أن حياتي كلها واقفه عليك. مش عايزة حاجه تانيه ولا حد تاني. لحظة ما هتفهم ده. هتلاقي حضني أخدك لدنيا تانيه. دنيا لا عيشت فيها ولا حتى كنت تحلم أنك تعيش فيها. لكن تاني أفرح بقربك وانا حاطة إيدي على قلبي مستنيه تقرر أنه مينفعش. إنسى مش هيحصل.

تركته مغادرة وهو لا يصدق ردة فعلها

اليوم هو يتسائل بينه وبين نفسه. هل حقا كان إقترابه منها فقط تلبية لرغبة عابرة. أجابه قلبه :مخطئة أنت يا منى ما أعطيتي نفسك ولا أعطيتني فرصة لنكتشف معا مشاعري تجاهك حتى وإن كان قولك هو الحق. وأن إندفاعي نحوك أمس هو فوران رغبة ساورتني نحوك. لكن شئ ما يخبرني أنني إن أغترفت من رحيق شفتيك ومن حلاوة حبك لن أستطيع الابتعاد مرة آخرى مهما عمل عقلي. ليتك تركت نفسك ولم تعملي عقلك كعادتك دائماً.

                     »»»

#في_منزل_منى

_ايه يا منمن انت لسه نايمه.

أجابت منى وهي ترفع راسها من على الوسادة: لا يا ماما خلاص صحيت أهوه.

_صحيتي ايه. ده انت عينك نايمه خالص.. ايه ده انت كنت بتعيطي ولا إيه

*بعيط ايه بس يا ماما ده علشان لسه صاحيه

أقتربت منها والدتها وجلست بجوارها لحظه ثم مدت يدها تحتضن رآسها بين كفيها وهي تتأملها ثم تضع رأسها على صدرها وتضغط عليها بزراعيها محتضنة قلبها قبل جسدها. فتخور قوى منى وتتساقط من عينيها شلالات الدمع وهي تإن وتتناول يد أمها لتضعها على قلبها وتضغط عليها وهي تقول بصوت متهدج: انا كويسه بس الحته دي بتوجعني اوي دوسي عليها بايدك الحنينة دي يا أمي يمكن الوجع يخف.

تتوه عين الأم وهي تتألم لحال إبنتها.

يلف الصمت المكان لحظات لا يقطعه سوى نهنة منى. التي تخف رويدا رويدا حتى هدأت تماما لترفع الأم رآسها فتتواجه العينان فتتنهد الأم وهي تقول : طول عمرك عايشه بتمثلي لابسه توب مش توبك. توب الراجل الجدع والست الشياله. قلبي كان بيتفطر كل ما أسمع الكلمه اللي كل الناس بتقولهالك ( انت بت جدعه بميت راجل) شيلتي المسؤلية من صغرك. وقفتي جنب الكبير قبل الصغير. لكن أنا عارفة قلبك. عارفه أنك ضعيفة أوي. هشه أوي. بس عارفة تداري ده كويس. علشان مكانش في قدامك غير كده. ولما كبرتي خلاص كنتي أخدتي على الشيل والجدعنه. على أد ما كنت بتمنى انك تحبي على أد ما كنت خايفه من اللحظه دي. خايفه تحبي حد ميفهمش قلبك. خائفة تحبي حد ميقدرش حبك. كنت عارفة أن بعد كل الشقى ده يوم ما قلبك يتفتح لراجل يإما يطلع يستاهل ويحلي دنيتك يإما مش هتعرفي تعيشي. لإنك خلاص هتكوني عرفتي أن في دنيا تانيه ومشاعر تانيه غير دنيا المسؤلية و دوامة المشاكل والطلبات اللي طول عمرنا محاوطينك بيها. يظهر اللي كنت خايفه منه حصل. شكلك حبيتي وأتوجعتي. هنقول إيه كله قدر مكتوب

* بتقولي ايه بس يا .....

قاطعتها والدتها خلاص يا حبيبتي مبقولش حاجه. ربنا يحفظك ليا ويحميكي. قومي بقى علشان تلحقي تخلصي مشاويرك اللي واخدة أجازة علشانها.

            »»»»»»»»»

#في_منزل_هند

_ أستني يا عفاف  أنا هفتح

*ميصحش يا مدام شهد

_ هو إيه اللي ميصحش أدخلي عند آسر في أوضته ومتخرجيش لا أنت ولا هو غير لما أندهلكم

* حاضر 

فتحت شهد باب المنزل ليلج إحمد وغزل إلى الداخل وهما ينظران لها بتساؤل ليأخذ هو طرف الحديث سائلا إياها عن سبب دعوتها لهم للحضور إلى هنا.

تزدرد شهد لعابها وهي تقودهم إلى غرفة الصالون وتطلب منهم الانتظار قليلا لتعد لهم مشروب. وتتجه إلى المطبخ.

وعندما يعترض أحمد مطالبا إياها أن تخبرهم أولا عن سبب إستدعائها لهم. 

تقف شهد مكانها لحظه. ثم تستدير له قائلة: أكيد هقول. بس لما باقي الناس تيجي.

* ناس مين

_كلها ربع ساعة وهتعرف كل حاجه 

               الفصل العشرون من هنا 


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close