أخر الاخبار

رواية سكرتيره ولكن الفصل السابع والعشرون27والثامن والعشرون28بقلم هدي عبد المقصود

رواية سكرتيره ولكن

 الفصل السابع والعشرون27والثامن والعشرون28

بقلم هدي عبد المقصود

ترجلت هند من سيارتها وقد أمسكت بيد آسر متجهة إلى بوابة نادي الجزيرة. وقد أبرزت الأشتراك الخاص بها وهي تنظر لحارس البوابة بتأفف من إضطرارها لإبراز تصريحها في كل مرة.لم تصبح وجها مألوفا لهم بعد. رغم حضورها على الأقل مرتين أسبوعيا منذ أصرت على طارق أن يشترك لها في النادي. لتجد متنفسا لها بعد أن أجبرها على ترك عملها كسكرتيرة له. يظنها بلهاء ويظن  أنه أستطاع ان يقنعها أنه يحتاجها في المنزل أكثر لرعايته ورعاية آسر. أي رعاية تلك التي يتحدث عنها وهل تراه حتى تراعه. منذ أن جمعهما بيت وهو دائم التحجج للتأخير. غير قضاءه الليل  عند يارا أغلب الأوقات بحجة رعايتها في حملها. لم يضايقها هذا كما كانت تتوقع. فالحق أن أول ليلة لها معه في بيت الزوحيه حددت علاقتها به. كم كانت تشتاق له. لم ينبض قلبها بالحب أبدا. عدا تلك المشاعر التي كانت تكنها له وكانت تظنها حب. ولكن تكفلت الأيام بالتوضيح. لو كانت تحبه ما كانت عاقبته بدون أن تسمعه. ما طاقت الإبتعاد عنه كل تلك السنوات. لو كانت تحبه لحاربت من أجله. تأكد لها يقينا أن إثارتها له ليأخذها كانت شهوة فقط. شهوة نتج عنها آسر. ولما كان قلبها لم يمل لشخص أخر طوال السنوات المنصرمة. فلم تجد غضاضة في أن توافق على عرضه بالزواج. خاصة بعد أن أخبرها أنه يحبها وأن عدم طلاقه هو ويارا ليس لأنه يحبها بل لأنها تحمل طفله. وقتها هاجت وماجت ترفض أن تكون زوجة ثانيه وهي الأساس. ولكنه قال لها ببرود أنه سيعاود الإتصال بها بعد يومين ليسمع قرارها. وغادر بهدؤ غير مبال بثورتها. وكأنه يعرف أنها ستغلب عقلها وصالحها على كبريائها. لو كانت أعملت عقلها قليلا في ذلك الوقت. لكانت إتخذت قرارها عن إدراك وتوقع لشكل الحياة بينهما. فهذا ليس تصرف رجل يحب إمرأة. لقد بدا كمن يعقد صفقة. ولكن لأننا جبلنا على تحري السعادة. قررت بعد تفكير أن تتزوجه. فزواجها منه سيضمن لها الأمان المادي والمعنوي. كما أنه حتما يكن لها بعض المشاعر وإلا ما كان طلب منها الزواج وكان أكتفى بيارا. أعتقدت أن كل ما ستفقده هو رباط الحب. ولكن ستروي أشياقها كأنثى لرجل  ولكن ليلة الزفاف أكتشفت أن طارق يكاد يكرها. وليس فقط لا يحبها. فهي رغم غياب مشاعر الحب عن قلبها. إلا أنها حلمت بليلة مميزة تشبع فيها رغبتها وتحيل معه لحظات تذكرها بالماضي. ولكن خاب توقعها فمع هذا الجفاء الذي تعامل به طارق معها منذ اللحظات الأولى أصبح لقائها به روتيني بارد. حاولت بكل الطرق أن تكون تلك اللحظات هي اللحظات الوحيدة المميزة في علاقتها به ولكن كان الفشل حليفها دائما. حتى أستسلمت. وأقتنعت أنه كذب عليها وأن جل مشاعره مع يارا. لم تدع نفسها لتفكر كالسابق أن تكون كرامتها لديها رقم واحد. فهي إبنة شهد العادلي وعليها أن تكون مثلها. تفكر كيف تحصل على أفضل العروض. وما تحياه الآن هو أفضل العروض لها ولولدها. وتلك هي التفصيلة التي ما أستطاعت أن تشبه أمها فيها. فهي دائما تتحرى مصلحة آسر قبل مصلحتها. تقبلت أن يكون ضيفا في حياتها وحياة إبنهما مقابل أن تتنعم بماله. وان تساعد أشقائها في بناء مستقبلهم. حقا تأتي عليها لحظات يظمأ فيها قلبها للحب ويظمأ جسدها للقاء حميم يرضي أنوثتها. ولكن بعد كل ما مرت به خلال الست سنوات الماضيه أصبحت قادرة على إخماد تلك المشاعر والإستعاضة عنها بالحضور إلى النادي العريق او الشوبنج في أكبر المولات. فقط ما ظل يؤرقها هو إصراره على عدم تقديمها لوالدته حتى الأن. بحجة أنهن يأخذن منها موقفا معادي منذ أن تخلت عنه في المرة الأولى. وعندما تلح في هذا الموضوع من أجل ولدها. يعدها أنه سيأتي الوقت المناسب وتتضح جميع الحقائق

»»»»»»»»»

هاتفت تحية شقيقتها تطلب منها الحضور إليها في مشفى النساء والتوليد الخاص بالعائلة حيث يارا تضع طفلتها. فاجئت يارا ألام المخاض قبل أسبوعين من التاريخ الذي حدده الطبيب. لتسرع إلى الهاتف تطلب والدتها لينتهي الجرس مرات عديدة دون إجابة. كانت والدتها قد ذهبت إلى منزلها لأداء بعض مهامها ووعدتها بالعودة غدا. حاولت الإتصال بزوجها رغم علمها بوجوده في الاسكندرية وقد تأخر الوقت ولكن ألمها يزداد ولا تستطيع الإنتظار. ليفاجئها هاتفه المغلق على غير عادته. تسارعت نبضات قلبها من الخوف. حاولت النهوض وارتداء ملابسها لتذهب إلى المشفى بنفسها بعد أن هاتفت طبيبتها وأخبرتها عن الأعراض التي تعاني منها فطلبت منها التوجه سريعا للمشفى على أن تلحقها هي خلال نصف ساعة. لم تساعدها قدماها التي كانت ترتعش من الألم والخوف. فلم تجد أمامها حل سوى أن تهاتف والدة طارق التي أجابت على الهاتف سريعا وعندما أخبرتها بالوضع طلبت منها أن تنتظرها في المنزل وستأتي لتقلها بنفسها للمشفى. وبعد وصولهما. حاولت تحية مرة آخرى مهاتفت والدتها وطارق ولكن ظل الوضع على ما هو عليه. لتضطر في النهايه إلى الإستعانة بشقيقتها. خاصة وإبنتها في أجازة مع زوجها خارج مصر.

لم يكن بين شهد وتحية أية أسرار. فمنذ طفولتهن أعتادت كل منهن على الإفضاء بمكنون قلبها للآخرى. حتى عندما أخطأت شهد أعترفت بكل شئ لتحية. تحملت لومها دائما بل وغضبها الذي وصل في إحدى المرات لصفعها على وجهها لتعود لصوابها وتطلب الطلاق من زوجها لتحيا مع إبنتها. ولكن ما كان لشهد أذن لتسمع بها ولا عقل لتزن به الأمور. حتى عندما واجهت شهد الجميع كانت تحية أول من علمت بنيتها على تلك المواجهة. فقط تفصيلة واحدة لم تتجرأ شهد على البوح بها وهي علاقة طارق بإبنتها. لم تذكر إسم طارق أبدا أمام تحية. لم تخبرها أنه كان على علم بخطيئتها ولا عن قصته مع هند ولا عن زواجه منها مؤخراً. ما واتتها الشجاعة لتعترف بأنها السبب الرئيسي ليصبح طارق غير سوي نفسيا كما تقول عنه دائما والدته. لذلك فقد كان الإضطراب والتوتر يظهر جليا على وجهها وهي تصافح يارا وتبارك لها بعد أن وضعت مولودتها. لم تملك إلا أن تعترف بينها وبين نفسها بمدى رقة يارا وتهذيبها المبالغ فيه وطيبة والدتها بنت البلد المجاملة والمرحبة بوجه بشوش تقطر منه السماحة والطيبة. جعلتها تنسى للحظة أن هذه الفتاة هي غريمة إبنتها في قلب زوجها. لكن ما إن حضر طارق حتى ذكرتها نظراته لها بكل شئ. لامته يارا ووالدتها على أنه لم يعرفهما قبلا على خالته. رسم إبتسامة على شفتيه وهو يعتذر عن هذا الخطأ غير المقصود والذي نجم عن إقترانهم سريعا وعدم تمكنهم من إقامة حفل زفاف فيتعارف خلاله الأهل معا.

جاء الطبيب ليسمح ليارا بالمغادرة مطمئنا إياهم عن صحة الأم والمولودة.

فيذهب طارق لإنهاء الأوراق و عند عودته يلمح والدته وشقيقتها يتهامسان في أحد الزوايا. تسلل مقتربا منهما ليتوارى خلف الجدار مسترقا السمع. فيصله صوت خالته: يا توحة إطمني هي كويسة. مش معنى انفصالي عن أحمد. إني أنفصل عن غزل. صحيح غزل قريبة لاحمد أكتر مني. لكن برضو متقدرش تبعد عني. ودايما بتتواصل معايا

_ إزاي أصلا تبقى أقرب لأحمد اكتر منك. المفروض إنك تبقي أقرب واحدة في الدنيا ليها.

أرتفع صوت طارق متهكما: أه طبعا مهي الخالة والدة. فطبيعي تبقى أقرب واحده في الدنيا ليها بعدك.

بهتت السيدتان من قوله ومن وجوده في الأساس. لتمر لحظات يرمقانه بدهشه ليبادلهما بنظرات تجمع بين السخرية والأشمئزاز. لتقطع تحيه هذا الصمت وهي تسأله بإستنكار: الخالة والده!! وأقرب واحده ليها بعدك!!

انت بتقول إيه. أنت عارف إحنا بنتكلم على إيه. أنت طلعت منين وهي مين اللي خاله.

* شهد هانم.

_ شهد تبقى خالة مين. هو أنت يا شهد ليكي أخوات غيري.

أستوعبت شهد كلمات طارق لتشير لشقيقتها بالصمت وهي تواجهه: خير يا طارق بتقول إيه. تهمتك إيه المرة دي.

_ تهمتي إيه المرة دي. ده على أساس أن قبل كده برضو كانت تهمة مش حقيقه.

صرخت تحيه بصوت مكتوم في ولدها وهي تمسك زراعه. في إيه.. أنت بتقول إيه. وإيه اللي قبل كده. أنا مش فاهمة حاجه.

_ في إني عارف كل حاجة ومفيش داعي للتمثيل ده.انا سمعتكم زمان زي ما سمعتكم دلوقتي. 

سحبت تحيه يدها عنه وهي تتراجع مصدومة لتسأله: سمعت إيه

_ سمعتك وأنت بتوصيها على غزل اللي ضحكت على عمو أحمد وفهمتوا أنها أختارتها من وسط العيال. وأنتوا كنتوا مرتبين أنها تاخدها وتربيها عندها. سمعتك وأنت بتقوليلها إنك مش هتنسي معروفها ده أبدا. وإن جميل أنها أخدت غزل وحفظت السر هيفضل طول عمره في رقابتك.....

ابتسمت شهد بسخرية. على حين بدا الغباء على وجه تحيه وهي تسأله : أيوه وده معناه إيه.

_ معناه واضح زي الشمس زي ما خبيبتي سر أختك هي كمان حفظت سرك.


أنزاحت الغشاوة عن عين تحية واستوعبت ما كانت ترفض تصديقه من مقصد ولدها لترفع يدها وتهوى على وجهه بصفعة ما توقعها أبدا وما وجد الوقت

 ليعترض عليها. إذ إنهارت تحيه تماما بعد صفعها له ولم تستطع منع شلالات الدمع التي تساقطت من عينيها. ولم تستجب

 لمحاولات شهد لتهدئتها. شهد التي صدمت هي الآخرى من حديث طارق لكنها كانت الأسرع في إستيعابه ومحاولة تهدئة شقيقتها وفي نفس الوقت أمرته بحزم أن يبتعد عنهما 

حيث بدأ مظهرهما يلفت نظر الجميع: إمشي دلوقتي الناس بدءت تتفرح علينا. ادخل لمراتك بدل ما نتفضح قدامها وتسمع كلامك المخجل ده.

          الفصل التاسع والعشرون من هنا 


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close