أخر الاخبار

رواية الكاتبة والفتوة الفصل الخامس والعشرون 25بقلم الهام عبدالرحمن الجندي

 

         

رواية الكاتبة والفتوة

 الفصل الخامس والعشرون 25

بقلم الهام عبدالرحمن الجندي 

صلوا على رسول الله ♥


🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

في المساء كانت تجلس فاطمة مع حمادة يشاهدان التلفاز حينما خرجت هدى من حجرتها وهي مستعدة للذهاب خارج المنزل.


هدى:«عن إذنك يا بابا أنا خارجة رايحة المشوار اللي قولتلك عليه الصبح.» 


فاطمة:« مشوار إيه دا يا هدى وبعدين مفيش خروج دلوقتي إحنا بقينا المغرب.» 


هدى بإستغراب:«وإيه المشكلة يا ماما ما هو لسة بدري انتى ليه ما حسساني إننا نص الليل؟!» 


فاطمة:« بس أنا ما أقصدش إن الوقت متأخر أنا أقصد إن الدنيا بقت ليل وممكن حد يأذيكى أو يخطفك.»


هدى بصدمة:« أتأذي أو أتخطف هو في إيه يا ماما دا معنى كلامك ده إن حياتي هتقف خالص لمجرد إنك خايفة إني أتخطف اطمني يا ماما أنا محدش هيخطفني ولا حد هيأذيني.»


حماده:«خلاص بقا اهدوا انتم الاتنين أنا هلبس وأنزل معاكي يا بنتي كدا حلو يا ست بطة؟»


فاطمة:« اه كدا كويس أهو كدا أبقى مطمنة شوية على الأقل لو اتأخرت يبقى قلبي مطمن إن في راجل بيحميها وياخد باله منها.» 


هدى بقلة حيلة:« يا ماما الحامي والحافظ هو ربنا أنا لو مكتوب ليا أتأذي مش بابا هو اللي هيمنع الأذى دا بالعكس دا ممكن هو اللي يتأذي وساعتها أنا هحس بالذنب يا ريت يا أمي يبقى عندك ثقة شوية فيا وإيمانك بربنا يبقا أقوى من كدا.»


فاطمة:« يا بنتي اللي أنا بعمله أو بقوله مالوش علاقة بإيماني بربنا أنا أم وخايفة على ضنايا انتى لما تبقي أم هتحسى باللي أنا فيه.»


بعد قليل خرج حمادة من حجرته وهو مستعد للذهاب مع هدى. 


حمادة:«يلا يا هدهد أنا جاهز خلينا نخرج.»


فاطمة:«استنى انتم الاتنين هو حد فيكم عرفني سبب الخروجة دي إيه إن شاء الله ولا هو انتم ما لكوش كبير هنا؟!» 


حماده بضحك:« لا يا عم الكبير ازاي هو إحنا نقدر، هدى يا ستي قالتلي الصبح إنها عاوزة تروح تسحب خطها وتجيب تليفون بدل اللي ضاع منها هي كانت ناوية تروح بعد الشغل بس أنا قولتلها تأجلها لما تيجي ونتغدى معاك يا جميل الأول علشان انتى ما تفضليش من غير أكل.»


هدى بإبتسامة:«أظن كدا التحقيق خلاص يا ست الكل ممكن نلحق نجيب الحاجة عشان نرجع بسرعة وما نتأخرش.»


فاطمة:«طيب يا أختي بس أوعوا تتأخروا وانت يا حمادة خلي بالك منها كويس وتمسك إيديها في إيدك أوعى تسيبها لحظة أنا بقولك أهو.» 


هدى بقلة حيلة:«هو أنا لسة بيبي يا ماما عشان يمسك إيدي؟!»


حمادة:«خلاص يا هدى اللي ماما قالت عليه يتنفذ من سكات.» 


هدى:«حاضر يا سي بابا ءمري لله يلا بقا إحنا كدا اتعطلنا أوي.»


خرجت هدى مع حمادة وذهبا إلى أحد محلات الهواتف المحمولة واشترت هاتفا وسحبت خط جديد بنفس رقمها ثم عادا إلى المنزل فوجدوا مصطفى يجلس مع فاطمة ويظهر عليه الغضب الشديد.


حمادة:« السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ازيك يا مصطفى يا ابني عامل إيه وأخبار ميادة والأولاد إيه؟»


مصطفى:« عليكم السلام ورحمة الله وبركاته الحمد لله يا عمي كلنا بخير بفضل ربنا معلش يا عم أستأذنك عاوز أتكلم مع هدى شوية.» 


حمادة بتفهم:«وماله يا ابني ثم نظر إلى فاطمة وقال: تعالي يا فاطمة ندخل جوا ونسيبهم براحتهم.»


مصطفى:«لا يا عمي خليك انت وطنط أنا عاوز أتكلم معاها وانتم تشهدوا على كلامي.»


حمادة بقلق:«خير يا ابني في إيه قلقتني؟!»


مصطفى بحدة وهو ينظر لهدى:« إيه اللي انت عملتيه النهاردة دا يا هدى؟!»


هدى:«خير يا أبيه أنا عملت إيه مزعلك أوي كدا مني؟!» 


مصطفى بحدة:«هدى بلاش تلفى وتدوري انتى عارفة انتى عملتي إيه بالظبط ليه عملتي كدا قاصدة تحطينا قدام الأمر الواقع.» 


هدى بخوف وحزن:«ليه فاهمها كدا يا أبيه ليه ما تقولش إني بحاول أنقذ واحد كل ذنبه إنه حبني وواحدة كل ذنبها إنها عاشت عمرها تحب الشخص ده.» 


حمادة بإستغراب:« هو في إيه يا ولاد ما تفهموني إيه اللي حصل؟!»


مصطفى:« هدى يا عمي طلعت في فيديو تبع جريدة الأهرام وقالت إنها ماكانتش مخطوفة وإنها كانت قاعدة عند الراجل دا بإرادتها.»


هدى باستنكار:«لا مش كدا يا أبيه أنا قولت إني اتخطفت وهو أنقذني كان لازم أعمل أي حاجة تخليني ما أحسش بالذنب ناحيته هو أو نوسة أرجوك يا أبيه قدر موقفي وافهمني انت ظابط يعني رجل قانون بتتعامل بالقانون بس لكن أنا غصب عني ربنا خلقني واحدة بتعامل بعواطفي ودي ة أنا مش قادرة أتحكم فيها.»


مصطفى:«كان لازم يتعاقب يا هدى الأول وكان ممكن يخرج منها بأي شكل لكن انتى حتى مش عاوزاه يتعاقب على غلطه.» 


هدى:«يا أبيه......» 


قاطعها مصطفى في الكلام وأكمل:«خلاص يا هدى انتهينا أنا مهما قولت انتى مش هتغيري قرارك وخلاص انتى نهيتي الموضوع دا بالفيديو اللي اتنشر أنا كنت لآخر لحظة عندي أمل تغيري رأيك بس الواضح كدا إن الشخص دا ءهم عندك من أي حد تاني.» 


ثم تركهم وذهب الى منزله، جلست هدى على اكرم مقعد وظلت تبكي وجلست امها بجوارها تربط على اكتافها وتواسيها.


حمادة :«اهدي يا هدى بلاش تعملي في نفسك كدا يا بنتي بس انتى كدا غلطانة إيه اللي خلاكى تعملي الفيديو ده.»


هدى ببكاء:« يا بابا والله أنا ما عملتش حاجة بقصد الصحفية دي هي اللي جاتلي المدرسة ما كانتش تعرف لسة إني رجعت واتفاجئت بيا وأنا بصراحة قولت إنها فرصة عشان أنقذ فهد وفي نفس الوقت ما حدش يتكلم عن سمعتي وأعفي أبيه مصطفى وبلال من الحرج هو أنا كدا غلطت يا بابا.؟!» 


حمادة ؛« لا يا بنتي بس انتى طيبة بزيادة عن اللزوم والزمن دا ما بقاش  زمن الطيبين يلا يا بنتي قومي ارتاحي شوية عشان شغلك الصبح.» 


دخلت هدى حجرتها وغيرت ملابسها ثم أمسكت الهاتف واتصلت بنوسة. 


هدى:« ازيك يا نوسة وحشتيني عاملة إيه؟» 


نوسة بفرحة:« ازيك يا هدهد أخبارك إيه يا حبيبتي؟انتى كمان وحشانى أوى، إيه يا بنتي تليفونك مقفول على طول ليه كل لما أتصل يديني مغلق.»


هدى:« انتى يا بنتي وقعتى على دماغك وانتي صغيرة ما تليفوني كان مع فهد وما أخدتوش وأنا ماشية ونزلت النهاردة اشتريت واحد جديد وسحبت الخط بنفس نمرتي القديمة»


نوسة:« طيب يا حبيبتي أنا ما كنتش أعرف الكلام ده، قوليلي بقا انتى عاملة إيه وخطيبك عمل معاكي إيه بعد ما مشيتي؟!»


هدى بحزن:« أنا كويسة يا نوسة ما تقلقيش عليا طمنيني انتى فهد بقا كويس ولا الرصاصة اللي أخدها اثرت علي رجله؟!»


نوسة:«ما تقلقيش يا حبيبتي فهد دا راجل يفوت في الحديد هو بقا كويس وزي الفل.» 


هدى:«طيب أنا عاوزاكي تبلغيه إن هو بقا في أمان ومعدش حد يقدر يعمله حاجة خلاص.»


نوسة بإستغراب:« ودا ازاي بقا إن شاء الله.» 


هدى:«أنا قولت في الصحافة إن هو اللي أنقذني هو ومراته وعشان كدا محدش هيقدر يعمله حاجة.»


نوسة بدهشة:«مراته! مراته مين هو فهد اتجوز وأنا ما أعرفش؟!)


هدى بقلة  حيلة:« انتى مراته يا غبية والله شكل موتى هيبقا على إيدك يا ست نوسة إلا قوليلي انتي نفذتى الخطة ولا لسة؟» 


نوسة:«هو أنا لحقت يا بنتي انتي مشيتي من هنا وإحنا جبنا له دكتور وأخد دور سخونية وبعدها أنا ما رجعتلوش تاني وبعدين دا كل الحكاية كام يوم يعني مش هلحق أنفذ الخطة وأتجوزه يعني بس أنا ناوية أنفذها اطمني.» 


هدى:« ربنا يسعدكم يا حبيبتي وأشوفك أحسن عروسة في الدنيا.»


نوسة:« آمين يا رب العالمين وعقبال ما أفرح بيكي انتى كمان وتتجوزي بلال.»


هدى:« سيبيها لله  اللي عاوزه ربنا هيكون المهم أوعي تنسي تبلغي فهد عشان يطمن.»


نوسة:« ربنا يطمن قلبك يا هدى يا بنت حواء وآدم زي ما فرحتى قلبي.»


أنهت هدى المكالمة ثم أغلقت  الهاتف واستعدت في فراشها لتأخذ قسطا من النوم حتى تستطيع الذهاب إلى عملها في الصباح بذهن صافي.


حل الصباح واستيقظت هدى وأدت فرضها وارتدت ملابسها وتناولت الإفطار مع والديها، ثم ذهبت هي ووالدها إلى عملهم.


في حجرة المدرسات كانت تجلس هدى تنهي بعض أوراق العمل حينما أتاها العامل يطلب منها أن تأتي إلى حجرة المدير حيث يوجد شخص يريد مقابلتها وبالفعل ذهبت هدى وتفاجأت بوجود بلال.


هدى بدهشة وفرحة:« بلال انت هنا أنا مش مصدقة نفسي هو انت خلاص سامحتني؟!»


بلال بوجه جامد:«اقعدي يا هدى عاوز أقولك كلمتين.»


ياسر:« أنا هسيبكم يا هدى مع بعض شوية بس حاولي ما تطوليش عشان الحصص بتاعتك.»


أومأت هدى برأسها، ثم جلست بجوار بلال والابتسامة تعلو ثغرها. 


هدى:«ها يا بلال خير عاوز تقول إيه؟»


بلال:« انتى خلاص نفذتي اللي في دماغك وأنقذتى  فهد من السجن اشتريتى خاطره هو وبعتى كل اللي بيحبوكي ما فكرتيش غير فيه هو وفي مشاعره لكن أنا لا.» 


هدى:« يا بلال أرجوك حاول تفهمني انتم ليه كلكم قاسيين معايا كدا ليه بتضغطوا عليا بالشكل ده؟!»


بلال:«انتى جرحتى كرامتي وكبريائي ورجولتي بدفاعك عن راجل تاني أنا راجل شرقي يا هدى صعب عليا إني ألاقي زوجتي بتدافع عن راجل في قلبه مشاعر ليها.ثم صمت قليلا ونظر فى عينها وأكمل بحزم: خلاص يا هدى انتهى وقت الكلام ده أنا مش جاي أعاتبك في حاجة أنا جاي أقولك إن إحنا كدا خلاص ما ينفعش نكمل حياتنا مع بعض لأن طول الوقت هفضل فاكر إنك اهتميتي بمشاعر شخص غيري وفضلتيه عليا.» 


هدى بقلق وبكاء:« بس أنا عمري ما فضلت حد عليك يا بلال انت عارف كويس إني بحبك  انت واللي عملته مع فهد عشان بس ما أحسش بالذنب تجاهه هو ونوسة يا بلال دا أنا حوشت مشاعري كل سنين عمري واديتهالك انت بس، انت الوحيد اللي فزت بحبي»


بلال بأسى:« ويعلم ربنا أنا كمان بحبك قد إيه انتى الوحيدة اللي قدرت تقتحم حصون قلبي بس غصب عني يا هدى مش قادر أنسى إنك وقفتى قصادنا كلنا عشان واحد كان في قلبه مشاعر ليكي سامحيني يا هدى..... انتى طالق.»


ثم تركها وذهب وظلت هدى واقفه بمكانها جاحظة العين مصدومة لا تستطيع الحراك إلى أن دخل عليها المدير ووجدها بهذا الشكل فاقترب منها وتحدث بحنان الأب.


ياسر:«مالك يا هدى يا بنتي في إيه اللي حصل وخطيبك راح فين؟»


هدى بصدمة وبدون وعى:« طلقني... بلال طلقني سابني ومشي.... طلقني خلاص.»


ياسر بأسى وشفقة على حالها:« معلش يا بنتي اهدي ربنا يعوض عليكى تعالي اقعدي بس واشربي كوباية الماية دي.»


نظرت له هدى بعين زائغة ثم سقطت مغشي عليها.


ياسر بلهفة:« هدى فوقى يا هدى لا حول ولا قوة إلا بالله.»


ثم خرج مسرعا ونادى إحدى زميلاتها والتي حاولت بدورها إفاقة هدى وبعد مدة استفاقت هدى وطلب منها ياسر أن تذهب إلى المنزل لتستريح وأنه سوف يكتب لها على إجازة حتى تهدا أعصابها.


           الفصل السادس والعشرون من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا

 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close