أخر الاخبار

رواية سكرتيره ولكن الفصل الرابع عشر14بقلم هدي عبد المقصود

رواية سكرتيره ولكن 

الفصل الرابع عشر14

بقلم هدي عبد المقصود

ولج طارق إلى مبنى الشركة يجر قدميه من الإرهاق. لا يريد الذهاب إلى البيت. ليست لديه طاقة للشجار مع يارا. قرر الحضور للشركة. ليترك لها فرصة أكبر للتفكير. لو تحرى الصدق مع نفسه لقال أن مغادرة يارا للفيلا ستضايقه. لا يعلم لماذا. هو فقط يريدها أمامه. 

أثناء عبوره إلى مكتبه مر بمكتب منى. كان المكتب خاليا منها. تنفس الصعداء. يتحمل وجودها أمامه منذ خمس سنوات كامله. يضطر إلى التعامل معها برفق حتى ينأى بنفسه عن الصداع الذي من الممكن أن تسببه له.

لا يعرف كيف هوى هكذا. كيف سقط بين براثنها رغم عشقه لهند ♥️♥️

هند التي كانت هدفا له لإفراغ غضبه من خالته. لم يكن ينوي إيذاءها فقط كان سيستخدمها للحصول على كل ميراث خالته من جده. فهي لا تستحق شيئا. راقب هند حتى عرف عنها كل شئ. خدمه الحظ وكانت تدرس في نفس الجامعة التي تدرس بها شقيقته. تعرف عليها. ذهب لمنزلها يوما ليطلبها من والدها. أعتذر له الاب بأن ابن خالتها يعزم التقدم لخطبتها. ولكن ينتظر إنهاءها لدراستها الجامعيه. 

يبتسم طارق بسخرية قائلا : إنني ليس لدي إخوه. وعندما يعقد الأب حاجبيه متسائلا عما يعنيه. يلقي طارق بالقنبله مخبرا إياه أنه إبن خالتها الوحيد. وأنه يريد الزواج بها على سنة الله ورسوله. وأخبره كيف عرف بأمرها. كما أخبره أنه لا ينوي إيذائها فقط تعلق قلبه بها منذ رآها صغيرة. وأنه إذا لم يوافق سيضطر لاخبار هند عن حقيقة صلته بها لتوافق على الزواج به. وأنه أولى بها من أي شخص آخر. يوافق الأب مضطرا فليس أمامه تصرف آخر. يوافق راجيا إياه أن يحتفظ بالسر ولا يهدم حياة إبنته... يقترب طارق من هند بعقله فقط. يبثها حبا لا يشعر به. تنقضي فترة الإعداد للزواج ويحرص على تحديد موعد للزواج تكون خالته غير متواجدة في مصر حينه. كما فعل في الخطوبة فقط لا يريد أن تتقابل خالته مع هند ووالدها الآن ينتظر الوقت المناسب ليحصل على ما يريد. انقلبت كل الترتيبات رأسا على عقب بموت الأب وزوجته بدون مقدمات. فوجد أمامه فتاه هشه ضعيفة مستعدة للتضحية بكل شئ للقيام بمسؤولياتها تجاه شقيقيها.  لا يعرف ما حدث بعد بعد ذلك ولكنه أستيقظ يوما ليجد هند وقد أصبحت جزءا منه. لم يعتقد يوما أن قلبه قادر على الحب. منذ تلوثت طفولته عندما علم بخيانة خالته لزوجها بل وتنكرها لابنتها من أجل المال.حينها كره كل النساء كفر بالحب الذي كان يراه في عين زوج خالته. حتى والدته أبتعد عنها عندما أدرك من نظراتها لشقيقتها ومن بعض التعليقات والهمسات التي تخرج منها عنوة أنها تعرف سر خالته. ومن يدري ربما توافقها على ما فعلت. عاهد نفسه أن يعيش لنفسه فقط وألا يدع أنثى تخدعه وتدهس كرامته. لكنه اليوم يحب بل يتألم من الحب. يسهر الليل يفكر في هند. يبدء يومه بسماع صوتها وينهيه بعينيها. عندما تضحك عيناها تضئ له مصابيح الدنيا.  عندما تخاف يتمنى أن يخبئها بين ثنايا قلبه لتشعر بالأمان. إن تألمت شعر بخنجر يغرس في قلبه. حقا هو يحبها.  يوم دعته لجسدها سبح معها في بحر من السعاده لم يكن يتخيل وجوده.لم يفكر للحظه أي تفكير سئ. لم يقول مثلا هي ابنة من. فقط رآها حبيبته. شعر بإحتياجها له. كما يحتاجها هو. بين زراعيها شعر برجولته كما لم يحدث من قبل. أدرك حينها أنه ما قضى شهوته قبل ذلك. فالحب له طعم آخر. لا ينكر أنه لم يكن مخلصا تماما الهند رغم حبه لها. فالحقيقة أن هند بعد موت والدها كانت تتركه أوقاتا كثيرة بحجة الإنشغال مع شقيقيها. مما جعله ينجذب إلى محاولات منى للتقرب منه. لا يعرف كيف حدث هذا ولكنه أنتبه ليجد نفسه غارقا مع منى في علاقه  جسديه. غير عابئين بالعقبات التي تقف حائلا بينهم. عندما أفاق قرر الإبتعاد. لم يعبأ لتوسلاتها ليبقى بجوارها. خاصة بعد ما حدث بينه وبين هند. عندها علم تماما أنه لن يستطيع أن يجازف بخسارتها أن علمت شيئا عن علاقته بمنى. وقتها أخذ قرار حاسم بإنهاء تلك العلاقه. حقا لم تتقبل منى الأمر بسهوله ولكنه لم يعبأ لها. قرر أن يتعامل معها بذكاء ليضمن ألا تسبب له المشاكل...ولكن ما حدث أن هند طعنته في قلبه وكرامته و أستيقظت يوما لتخبره أنها لا تحبه وأنها إكتشفت أن حب رجل آخر يسكن قلبها... إن تضافرت كل قوى الدنيا لتهدمه ما نجحت كما نجحت هند بكلماتها.. 

أبتعدت هند. وحاولت منى انتهاز الفرصة والتقرب منه ولكنه لم يستجيب. يعلم تمام انا منى تحبه حقا وأنه الحب الأول والوحيد في حياتها لكنه لا يريدها حقا. علاقته بها كانت خطأ سيظل يحاسب نفسه عليه.هو حقا لا يعبأ لها ولا لأي أنثى آخرى. فقط هند تملأ عقله وقلبه.

              »»»»»»»»»

 هند انا كنت عايزه اتكلم معاكي شوية لو وقتك يسمح

رفعت هند عينيها باستغراب إلى منى تأملتها لحظة. قبل أن تقول : أكيد طبعا إتفضلي.

_ لا مش هينفع دلوقتي واضح أن عندك شغل. وقت ما تخلصي هنتظرك في مكتبي انا مش مستعجلة

           »»»»»»»»

خير يا أستاذه منى كنتي عايزاني في ايه.

_ طيب قبل ما تتكلم ممكن نشيل الألقاب علشان نبقى براحتنا أكتر

* والله انا معنديش مشكلة أنت اللي أصريتي تحطي حاجز ما بينا من يوم ما أتعينت في الشركة. رغم أن العكس هو اللي كان المفروض يحصل.

_ يعني أيه العكس هو اللي كان المفروض يحصل. تقصدي إيه.

* لا ابدا مقصدش حاجه. متشغليش بالك. نشيل الألقاب. أتفضلي يا منى انا سمعاكي.

_ انت عندك حق طبعا أنا من يوم ما أتعينتي. وانا جافه معاكي في المعاملة. بس صدقيني ده لأني كنت قريبة من يارا وكنت خايفه تكون نيتك القرب من طارق تاني. وطبعا لاني قريبه منهم فعارفة أن علاقة طارق بيارا مش أد كده. فأكيد قربك منه كان هيأذيها. لكن مع الوقت أتأكدت أن نيتك سليمة وزي ما قلتي فعلا كل همك الشغل والمرتب بس.

* يعني إيه علاقتهم مش أد كده.

_ بصي انا أرتحتلك فعلا وحسيتك إنسانه طيبة ونقيه وممكن جدا نبقى أصحاب وممكن كمان نقرب أكتر ونبقى  إخوات. انا مليش أخت بنت ويسعدني إنك تبقي أختي.

علشان كده هفضفض معاكي. الحقيقه إن علاقة طارق بيارا مش زي ما الناس فاهمة خالص. 

* بتقولي ايه مش فاهمة حاجه.

_ ولا أنا بس اللي أعرفه أن طارق مش بيقرب خالص من يارا وبيعاملها وحش. مش عارفه ليه. يارا صعبانه عليا جدا. بس برضو طارق بيه صعبان عليا. حاسه أنه أتجوزها غصب عنه.

* مين اللي يقدر يغصب على طارق عبد الحليم يعمل حاجه مش عايزها. 

_ انا مقلتش أن حد غصب عليه. انا قلت إنه اتجوزها غصب عنه. مش عارفه ليه. بس في حاجه مش مظبوطة.

المهم بقى متشغليش بالك. إحنا هنقضي طول الوقت نتكلم عنهم. انا بس كنت عايزة أعتذرلك. ونفتح صفحة جديدة مع بعض 

           »»»»»»»»»»

أموت وافهم دماغك دي فيها إيه.

_  دماغي مفيهاش حاجه غير طارق عبد الحليم.

* هو انت مش قلتي ١٠٠ مرة إنك خلاص نسيتيه.

_ لا  يا رانيا عندك انا قلت شيلته من قلبي مش من عقلي

* إيه علاقة ده بهند وليه بتحاولي تقربي منها. أساسا هتستفيدي ايه لما تعرفيها أن حياة طارق ويارا مش مظبوطة. 

_ هستفيد أنها هتعرف إن طارق لسه بيحبها. وهتقرب منه. وهعرف العيل اللي أسمه مكتوب في الروشته ده ابنه ولا لأ. لانه لو إبنه وهي مخبية عليه. أكيد هتقولوا لما تعرف إن جوازه صوري.

* إيه أصلا اللي يخليكي تتوقعي أنها ممكن تخبي عليه حاجه زي كده لو كانت موجودة. انت قلتيلي قبل كده أن بعد ما طارق  سابك علشان خاف لتعرف علاقته بيكي وتسيبه. هي اللي بعدت عنه وحالته النفسية ساءت جدا بعد كده. ايه المنطقي في إن واحده تكون حامل من واحد ناوي يتجوزها وهي اللي تسيبه.

_ هيبقى منطقي جدا. لما تعرفي أن قبل ما هند تسيب طارق بكام يوم. مروه السكرتيرة قالتلي أن هند جت الشركه ودخلت عن طارق وخرجت معيطه ونزلت من المكتب بتجري على السلم حتى منتظرتش الأسانسير.

* ايوه وده معناه إيه

_ برضو هتفهمي معناه لما تعرفي إن الوقت اللي مروة بلغتني فيه بالكلام ده أنا كنت لسه خارجه من عند طارق وكنت عنده من اكتر من ساعة بنتكلم في موضوعنا مع بعض. يعني هند مدخلتش لطارق. واضح انها جت وانا عنده. إحنا كنا قاعدين في الميتينج الملحقه بمكتبه يعني هند ممكن تكون دخلت المكتب وسمعت صوتنا في الميتينج ووقفت تتصنت علينا. وخرجت بالحالة دي. فمرمر أعتقدت أنها كانت عند طارق. عايزه أقولك أن تفكيري ده مش جديد. أنا بعدها لما طارق قال أنه فسخ خطوبته وشوفت حالته اللي بتأكد إن القرار كان قرار هند مش قراره. كنت متأكده إن هند سمعتنا. علشان كده لما جت تشتغل معانا في الشركة. كنت بعاملها وحش علشان متفتكرش إنها كاسرة عيني. كمان أنهاردة هند في الكلام بتقولي أني انا اللي اللي حطيت حاجز ما بينا. رغم إن العكس اللي المفروض يحصل. يعني كل حاجه بتأكد إن هند تعرف حاجه عن اللي كان بيني وبين طارق. كل ده مكنش فارق معايا لكن بعد الروشتة اللي شفتها دي تفكيري كله إتغير.

* يالهوي على اللفة. انت عايزة تقولي إن هند سابت طارق علشان عرفت إنه بيخونها معاكي. وخبت عليه إنها حامل.

_ بصي كل دي تخمينات بس تخمينات مبنيه على حقائق.

* ماشي نعتبر كل تفكيرك ده صح. وهند مخلفة من طارق وهو مش عارف. وطارق مش بيحب يارا علشان لسه متعلق بهند. واتجوزها علشان مصلحته بس. وأنت شايفة أن ممكن يكون نتيجة تصرفاتك دي. أنهم يرجعوا لبعض تاني. وهند تعرفه أن ليه إبن. وكمان يطلق يارا. انت كده هتستفيدي ايه؟ أنا شايفه انك كده بتخدمي طارق مش بتأذيه... 

_ أخدمه!!  أنا هوريكي خدمتي ليه👌 بس أهم حاجه فيها عنصر المفاجأه. خليه كده نايم في العسل.

كسر قلب منى مش بالساهل يا رانيا.

انت شايفة قدامك منى الجامدة اللي بتتكلم بغل وقسوة. لكن أنا جوايا منى المكسورة. طارق عبد الحليم فضل يدوس عليا لحد ما بقت كل دموع الدنيا مش ممكن تعبر عن وجعي. فبدلت دموعي قسوه ووجعي غل



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close