رواية خادمة القصر الجزء الثاني2
الفصل العشرون20
بقلم اسماعيل موسي
غاض النهر عدت أمتار فى التحريقة الشتويه، وأصبح مائه انقى واختفت عفرة المفيض وظهرت حشائش قصب النهر والقصبه على جوانبه، ارتفعت أشجار التوت والصفصاف على الشاطئ ونمت الحشائش بين الأحجار التى زرعتها وزارة الرى على الضفتين، وشق الهريف النهر جزائين وقطع قلبه النابض مكونآ جزر صغيره ترعى فوقها طيور الزعاق والبط العراقى ودجاج البحر والسكساكه، وكانت المياه تسيل فى فحاير الفلاحين تروى الأرض المعزوقه حيث تتلهف حقول القمح والبرسيم والثوم والبصل لشربة ماء وتحولت الأرض خلف مياه الرى إلى قطعه من القطن الأبيض يرعى من خلالها ابو قردان مشكل أحدا اللوحات الزيتيه لكلود مونيه وتزينت الغيطان بأجساد الفتيات الشابات الائى يساعدن عائلاتهن فى الفلاحه.
كيمو واكا لا يغادر بيت ميمى يظل اليوم بطوله راقد هناك يقلب ذكرياته على سطح فرش الرمل وتوتا تتحمل وتحاول ان تجذب انتباهه وفى كل مره ينهرها كيمو واكا، قلت لك انا هر بلا قلب ولن تفلح محاولاتك فى تغييرى، ولكل شخص قدره على التحمل والعطاء بعدها ينضب ويختفى الشغف، فكانت تخرج من القصر، تتسكع فى الحقول وطرقات القريه وهى شارده تتأسى على حالها، جلست بين دغل حشائش مستقبله الشمس تعلق شعرها الناعم، وكانت مستغرقه فى تأملاتها عندما اقترب منها هر شاب وقف يراقبها لدقيقه قبل أن يتجراء ويقول مساء الخير هرتى الجميله، رفعت توتا رأسها، من انت ؟ كيف تقول هرتى؟ ، انا لست هرة احد، هذا لا يمنع انك جميله وحزينه
ماشأنك انت جميله او لست جميله؟ نهرته توتا بكبرياء
ابتعد عنى ""
الحقول ليست ملك وحدك دافع الهر الشاب عن حقه، يمكننى ان اتجول، انام فى اى حقل احبه
نهضت توتا، نفضت شعرها، سأرحل انا اذا
ومشت بخطوات بطيئه مبتعده عن الهر الوقح
توقفى ماء القط، انت اجمل هره رأتها عينى ولا يمكننى ان اتركك ترحلين بمثل كل ذلك الحزن!!
وتسألت توتا، احزنها يفضحها لهذا الحد "؟ حتى الحزن له لغه تفضحه عند الذين يشعرون به
ليس شأنك صرخت توتا، احزانى تخصنى وحدى
ركض الهر وقفز برشاقه حتى أصبح قرب توتا، الحزن يحتاج لرفيق مثل الفرح يا جميلة الهرات، وحزنك يشق عينيك مثل نهر جارى
فقط ابتعد عنى، قالت توتا بنبره منكسره، بقفزه أخرى اصبح الهر فى مواجهة توتا واشتم داخلها الحاجه لمن يسمع بوحها
تحدثى، لن افتح فمى
افرغى حزنك داخلى، سأحمله عنك وارحل، لا تقلقى، لن ترى وجهى مره اخرى
ترددت توتا دقيقه ثم انهمرت فى البكاء وعندما تضعف الانثى تمنح بلا حساب
اجل انا احتاج من يستمع إلى، فرفيقى قليل كلام يعيش مع ذكرياته
________________________
تسللت يد شاهنده، استكانت بين يدى ادم الفهرجى، يد رطبه دافئه وحزينه، ضمها ادم بحنان، كل الأوقات السيئه ستمضى، عليكى أن تتحملى أكثر
ما عدت قادره على التحمل، تعبت من الجفاء وخواء المشاعر
انت لا تعرف اننى فى ورطه؟
ابنى الوحيد يطالبنى بقتلك ويحتاج دليل وقلبي يرفض ذلك، انت تستحق حياه مليئه بالفرحه، سأفعل ما يمليه علي ضميرى، انا معك يا ادم، معك ضد ابنى حتى تجد راحتك، اما بالنسبه لى فراحتى فى قربك
احمر وجه ادم الفهرجى، لم يعرف ما عليه قوله، انه محتل بحب أبدى ولا يمكنه الفكاك منه
بحنان قالت شاهنده، لا تضغط على نفسك، انا لا اطالبك بشئ
فبعض البشر كتب عليهم الشفاء
لكن لدى رجاء ""
من فضلك اسمح لى ان اظل قربك، اليوم أرغب بالنوم تحت قدميك هنا
وكما كانت توتا تحكى للهر الشاب احزانها وطموحاتها كانت شاهنده تتسحب ببطيئ نحو قلب ادم ومشاعره، تقص عليه ما عانته فى حياتها حتى الآن
وتوقف الزمن لحظه، الهر لعق دموع توتا بلسانه ويد ادم زحفت على شعر شاهنده القصير الناعم
قبل الهر فم توتا على استحياء، حاولت الهره ان تمنع نفسها ان تبتعد لكن الهر حاوطها وفرك جسده بجسدها، بينما استكانت يد ادم على شعر شاهنده برقه
وكان محسن الهنداوى بعد مضى يومين يسأل نفسه لماذا تكذب عليه والدته وتقول انها تخلصت من ادم بينما هى تحتفظ به داخل الفيلا الخاصه بها؟
وقرر ان يراقب الفيلا ليعرف ما يحدث داخلها من خلاله اعوانه المنتشرين فى كل مكان، فكر محسن الهنداوى، كان لدى الحق ان اتشكك من نوايا والدتى وكان يحاول ايجاد مبرر لاحتفاظها بأدم، فوالدته لا تمنح اى شيء دون مقابل
وكيمو واكا يتابع نزهات توتا التى تعددت فى الفتره الاخيره بقلب قلق
القصه بقلم اسماعيل موسى
توتا كانت لا تخرج نهائيا من القصر، لكنها الان تتأنق وتخرج كل عصريه ولا تعود الا قبل انتصاف الليل وقرر ان يذهب خلف توتا ويراقبها داخل الحقول، ان كان هناك سر فعليه اكتشافه، انه يفضل الحقيقه عن العيش كمغفل، انتظر كيمو واكا حتى خرجت توتا ثم تسحب خلفها دون أن تشعر وراقبها من بعيد بينما كان محسن الهندواى يجذب ديلا من يدها
لانه يحضر لها مفاجأه وكانت ديلا تتسأل ما تلك المفاجأة التى تدفع محسن الهندواى لاخراجها بره الفيلا للمره الأولى منذ لحظة وصولها، ولم يرد محسن الهندواى على تساؤلات ديلا واكتفى بأبتسامة ساخره تظهر كل بضع دقائق، قاد محسن الهندواى سيارته حتى وصل الفيلا التى تملكها والدته
ثم طلب من ديلا ان تتحرك ببطيء ولا تحدث اى صوت وقال انه سيشرح لها كل شيء لاحقا
وكان كيمو واكا كامن خلف جذع شجره عندما قابلت توتا الهر الشاب والذى ما ان رأها حتى قام بتقبيلها ولعق خدها وفمها
بينما كانت ديلا تنظر بعيون منكسره منهزمه من خلال الباب المفتوح حيث شاهنده فى حضن ادم، تلك العيون التى ما لبثت ان نزلت دموعها بلا توقف ومحسن الهندواى يراقب كل ذلك بأبتسامه ساخره، ولم تحتاج ديلا لشرح محسن الهندواى فقد غادرت الفيلا بروح ميته وقلب منهزم
وكان كيمو واكا يركض نحو القصر بفم مفتوح وهو يلعن كل الهرره وقلبه يحترق كشمعة