أخر الاخبار

رواية مرسال كل حد الفصل الثامن والتاسع الثلاثون بقلم اية السيد


رواية مرسال كل حد 
الفصل الثامن والتاسع الثلاثون
بقلم اية السيد





بمجرد ما مرسال اتكلمت, رد تميم: أنتي تاني؟... اتنهد وكمل: رماح مش موجود اتمنى متتصليش عليه تاني أو اقولك امسحي الرقم بتاعه من عندك قال جملته الاخيرة وقفل السكة , في الوقت ده كان رماح دخل الاوضة وبيسأل تميم باستغراب: كنت بتكلم مين؟
"مفيش."
"ازي؟.. أنا سامعك بتكلم حد في الفون وبتقوله امسح الرقم بتاعه من عندك."
"يا رماح قولتك مفيش أنت بتسال كتير ليه؟"
انتبه رماح على فونه في ايد تميم فسأله: هو الشخص الي اتصل ده كان علي؟
"أه..اه.كان..كان حد من المعجبين وأنا قفلت السكة في وشه."
"وازاي جاب رقمي؟ محدش معه الرقم ده بالذات غيرك أنت ومرسال حتى الشغل له رقم تاني." بعدين بصله في استفهام بيقول: مرسال؟ هي الي كانت متصلة مش كدا؟
سكت تميم ومردش, اتعصب رماح بيقول: وانت ازاي تقفل السكة في وشها من غير ما تقولي وكمان كنت عايز تخبي علي إنها اتصلت ؟!
"وأنت عايز منها ايه فهمني كدا؟ مش خلاص كنا قفلنا الموضوع ده من زمان."
"تجاهل سؤاله وقال: هات الفون يا تميم
"لا مش هدي."
"تميم متخلنيش اتعصب عليك هات الفون."
"وأنا قلتك مش هدي."
اتعصب رماح وأخد الفون من ايده غصب, بصله تميم بكل غضب بيقول: خليك كدا مغفل وعامل زي الكلب بمجرد ما بتندهلك بتجري عليها تلهث.
تفوه تميم بأخر كلمة وهو مش عارف ازي قال كدا, بصله رماح بذهول تام ومن غير ما يعلق علي كلامه, أخد مفاتيح عربيته, وخرج بر الاوضة, حاول تميم يلحقه وهو بيقول: رماح استنى انا آسف.. مكنتش اقصد بجد.. رماح.
مادلوش رماح اي انتباه وركب عربيته ومشي وهو منزعج, مشي لإنه مكنش عايز يخانق معه تاني أو يمكن عاشر في كل مرة اسمها بيتذكر في البيت, كان رماح بيحاول ديما يتجنب الخناقات علشان ميخسروش ومن ناحية تانية مش عايز يسمعله, طلع رماح تلفونه ورن على مرسال بس كنسلت, جرب مرة فالتانية في العاشرة بس كل مرة كانت بتكنسل, بعتلها مسدج بيقول فيها: ردي علي بس وأنا هشرحلك كل حاجة.
رن عليها من بعد المسدج بس مرسال كانت مترددة ترد لأنها كانت مضايقة منه, لحد ما قررت إنها متردش, رحلها الجامعة بس ملاقيهيش بس عرف من اصحابها إنها في المشفي علشان حد من قرايبها تعبان, راح رماح للمشفي الي صاحبتها دلته عليها, ووقف خارج المشفي بالعربية وبعتلها مسدج: ينفع أشوفك أنا بر المشفي.
بصت مرسال وفعلا لقيت عربيته بر المشفي وهو واقف خارج العربية, خافت مرسال حد يجي في اي لحظة فيحصل خناقة, خرجت بسرعة لرماح الي بمجرد ما شافها ابتسملها ابتسامة اتسعت له صدره برؤيتها, قالت مرسال على انزعاج: أنت ايه الي جابك هنا؟
"علشان أشوفك."
"نعم؟"
"قصدي أشوفك عايزة ايه؟ كونك تتصلي بي ده معناه إني أخر شخص لجأتله والظروف اضطريتك لكدا."
"طب مانت أهو فاهم أمال ليه خليته يقفل السكة في وشي كأني كنت جاي اشحت منك مثلا؟"
"أنا حقيقي آسف عن الي تميم عمله أنا معرفتش الا بعدين."
سكتت مرسال وهي منزعجة ومددتيش اي ريأكشن غير السكوت فسألها رماح: كنتي محتاجاني في ايه؟
بصتله مرسال على خجل منها ممزوج بتردد فابتسم بيقول: كوني جيت لحد هنا فده أكيد علشان أسمعلك.. اتكلمي بكل اريحة الموضوع لا يستحق الخجل.
كانت مترددة بس كانت مضطرة اكتر اتنهدت وقالت: بصراحة أنا عارفة إنك بتحضر لمعرض النهاردة الساعة تسعة بليل وكان فيه لوحة كنت محتاجة أعرضها للبيع.
"للبيع؟ ليه؟"
قالت وهي بتبص في الارض وبتمسح خلفية رأسها خجلًا: بصراحة علشان كنت محتاجة فلوسها.. أنا عارفة إني لو عرضتها محدش هلقي لها أي اهتمام علي خلافك أنت تمامًا.
ابتسم رماح: هي فين؟
"هي ايه؟"
ضحك بيقول: اللوحة.. لحقتي تنسي.."
"اه اه معلش..هي في المرسم بتاعي قصدي أوضة جدتي."
"طب اركبي."
"ليه؟"
"مالك النهاردة يا مرسال مش مركزة؟ اركبي علشان نجيبها."
"بس انت مينفعيش تروح البيت.. هتحصل مشكلة كبيرة لو روحت وكمان مينفعيش تفضل هنا لأن حد ممكن يجي في اي لحظة."
"طب اركبي وهقف بعيد على أول الشارع كدا."
"بس.."
"مبسش اركبي يلا." قال جملته الاخيرة وفتحلها الباب الامامي, ركبت مرسال وهي بتدعي في قرارة نفسها إن اليوم يعدي على خير, كانت طول الطريق شاردة وباصة علي الطريق, رماح كان متدرك خوفها, وعارف إنها خايفة من اي مشكلة ممكن تحصل بسبب وجوده في النص, كان بيحاول إنه يتجنب أذيتها بأي شكل كان بس الي مكنش قادر يتجنبه هو استراق النظر لها من وقت للتاني, كان عارف إنها مش ليه بس مكنش قادر يمنع عينه من انشراحها بوجودها معه, وصل رماح علي اول الشارع ووقف وهي خرجت علشان تجيب اللوحة وبعد دقايق معدودة جات مرسال وهي معها اللوحة, ركبت العربية وعطيتله اللوحة, كانت الرسمة المرة دي مختلفة وأول مرة يشوف فكرتها كان نصها مرسوم بالقلم الرصاص والنص التاني بالألون, قال رماح وهو بيبص علي اللوحة: كل مرة بتبهرني بالي بتعمليه, أفكارك اهتمامك بالتفاصيل والمغزي الي عايزة توصليه كأن اللوحة بتتكلم." 
"هي بجد حلوة؟"
"هي حلوة بس؟ دي حاجة أخر أربعة وعشرين خالص."
ابتسمت مرسال بتقول: قصدك تلاتشر؟
"لا اربع وعشرين يعني فاقت كل توقعاتي, هي واو فوق الواوز الي في العالم كله".
ضحكت مرسال وبعدين ابتسمت بتقول: طيب أنا هنزل بقي قبل ما حد يشوفنا.
"هترجعي المستشفي تاني؟"
"اه إن شاء الله."
"طب خليك هوصلك."
"بلاش يا رماح أرجوك مش عايزة مشاكل."
"أنا كمان مش عايزلك مشاكل, فمتقلقيش مش هقف قدام المشفي قبلها كدا بشوية."
بصلته بتردد, فكمل: متقلقيش
اتنهدت: ماشي
ابتسم وطلع بالعربية, ومحاولش يكلمها احترامًا لرغبتها لحد ما وصلها بعيد شوية عن المشفي, خرجت من العربية ودخلت المشفي وكان لسه حد مجاش حمدت ربنا إنه مشافيش رماح, عدي الوقت وبقيت الساعة 11 بليل وحد لسه مرجعيش ومرسال اضطرت تسيب دينا علشان محمد جه, وقبل ما تمشي قالت لدينا: ابقي طمنني لما حد يرجع
هزت دينا رأسها بالموافقة ومشيت مرسال وهي قلقانة جدا علي حد الي مش بيرد علي تلفونه لحد دلوقتي, فكرت تكلم عمار بس خافت إن ده ممكن يضايق حد فطلبت من باباها لما وصلت البيت إنه يكلم عمار يسأله, محمد كان حاسس ببعض الاحراج علشان الوقت متأخر بس هو كمان كان قلقان علي حد فاتصل بعمار, الي قاله: إن حد كان معه ولسه ماشي حالًا.
محمد كان مستغرب إذا كان حد معه من الصبح ليه قافل تلفونه, قفل محمد مع عمار وطمن مرسال إنه بخير, مرسال كانت لسه قلقانة لو هو بخير فعلا ليه مكلمهاش, محمد وضحلها إنه لسه ماشي من عنده,دخلت مرسال أوضتها وهي بردو مش مطمنة, لحد ما فجأة سمعت صوت تلفونه, مسكت الفون بسرعة مفكراه حد بس اتفأجئت إنه رماح, حماسها قل وردت: ألو
ابتسم رماح بيرد: آسف لو أزعجتك
"لا لا عادي أنا كنت صاحية اصلا."
"في الحقيقة كنت بتصل بس علشان أقولك بس إن اللوحة اتباعت ولو فتحت صندوق البريد بتاعكم دلوقتي هتلاقي ظرف باسمك وفيه دبت كارد بالمبلغ والباسورد في رسالة عالواتساب لاني عارفة ان مالكيش حساب في البنك"
ابتسمت مرسال بتقول: شكرًا جدا بجد وآسفة إني تعبتك معي.
ابتسم رماح واستئاذنها فإنه يقفل الخط, قفل الخط, واتجه ناحية السرير بياخد اللوحة وبيعلقها في الجدار المقابل للسرير, تميم كان بيراقبه بر الاوضة وهو شايف ابتسامة واسعة مرسومة علي وشه, مكنش عارف لمين اللوحة دي لأنه مرحيش معه المعرض, بعد عن الاوضة ونزل يسأل وليد الحارس الشخصي الي كان مرافق رماح جو المعرض وسأله: المعرض كان عامل ايه النهاردة
ابتسم وليد بيرد: بصراحة كان فيه اقبال متزيد كالعادة وانبهار الناس برسومات رماح بيه كان كبير بشكل لا يوصف بس الغريبة كانت لوحة, مختلفة تمامًا عن رسوماته لأن الفرق واضح بصراحة في المهارة والاتقان بس رغم إنها مكنتش زي باقي اللوح بس شوفت ناس مقبلة عليها وعايزة تشتريها ورغم إن سعادة البيه وافق في الاول بس بعدين رفض وأخد اللوحة ومشي وساب المعرض.
"معرفتش اللوحة دي لمين؟"
"لا بصراحة لأني كنت علي مسافة من اللوحة فمعرفتش اقرأ الاسم."
"خلاص ماشي يا وليد روح انت كمل شغلك."
اتنهد تميم وهو بيبص علي أوضة رماح من الحديقة وهو حاسس إنها أكيد لمرسال, طلع تاني علي اوضة صاحبه الي لاقيه لسه عمال يغير في مكان اللوحة بحيث تكون قدامه ديما بس لسه مش لاقي الوجهة المناسبة, دخل تميم الاوضة وقعد علي السرير بيقول: ايه يا بطل هتفضل كدا طول الليل؟
بصله رماح علي انزعاج ومرديش, كمل تميم: انت لسه مضايق مني؟
علق رماح اللوحة , ونزل ينام علي السرير وبيسحب الغطاء عليه وهو بيقول: ينفع تخرج بر؟ عايز انام.
"هو أنا كل أما أجي اكلمك تقولي عايز انام, غطى رماح راسه بالكامل متجاهلاه تمامًا, رقد تميم فوقه بيشل الغطاء عن رأسه بيقول: ماهو أنا مش كل أما أجي اتكلم معك تفضل قافش كدا
حاول رماح يزيحه عنه وهو بيقول: ينفع توع كدا علشان حقيقي مش طايقك.
ضمه تميم من فوق الغطاء وهو بيكعبيش فيه أكتر بيقول: مش هقوم إلا لما تقولي خلاص سماح
"تميم متخلكيش غتت, اوع كدا بجد"
حط راسه علي راس صاحبه بيقول: بصراحة المكان مريح هنا وعاجبني جدا
"يخربيت غتاتك يا أخي."
"لا ماهو أنت لسه مشوفتش حاجة علشان أنا قررت أنام معاك النهاردة."
زاحه رماح من عليه وقعه في الارض وهو بيقول: تميم ابعد عن وشي الساعة دي
قام تميم ونط فوقه علي السرير بيقول: يابا أحلي نومة علي النهاردة في اوضتك
"أوف عالتلزيق."
"ما خلاص بقي يا عم بخ المسامح كريم."
"لا مش كريم علشان أنت بجد وجعتني."
"أنا آسف."
بصله بترد د وبعدين كمل: متخيلتش إنك الي تهني بالشكل ده
"ماهو أنا بتعصب ومعرفيش بقول ايه كل أما اسمها بيجي قدامي وبشوفك كدا متناسي تمامًا هي عملت ايه؟"
"هي معملتش حاجة تستحق منك كل ده, كونها ترفض إنسان مش عايزاه ده مش سبب يخليك تتكلم عليها كدا.".
"بس أنا بكرهها بدرجة بشعة لأنها أذيتك"
"مانت كمان بتأذني وأنت كل مرة بتتكلم عليها وتخلينا نخانق كفاية بقي يا تميم علشان حقيقي تعبت, كفاية خناقات أرجوك وياريت تسبني علي راحتي أعمل الي عايزه, ومتقلقيش أنا عارف إنها كدا كدا مش لي فبطل تعمل الي بتعمله وليكون في علمك كل مرة هتطلبني فيها أنا هكون موجود حتى لو انت منعتني من ده, لأني عارف أنا بعمل ايه كويس زي ماهي عارفة حدودها كويسة ومش بتحاول تتخاطها أو تخلي حد يتخاطها هي مش من النوعية الي بتفكر فيها هي أكثر براءة مما تتخيل فبطل تظلمها بظنك فيها وكونها اتصلت بي فده مش معناه حاجة غير إن كل السبل كانت مقفلة في وشها ماعدا سبيلي مش حاجة تانية."
"ويا تري بقي سبيلك ده كان ايه الي خلاك تسحب من رصيدك تلات مليون.. متستغربتش انت عارف إن فلوسك كلها في حسابي."
"مفيش يا تميم لوحة عجبتني واشترتها."
" ويا تري بقي اللوحة دي لمين من المشاهير ولا ايه هي قيمتها التاريخية الي تخليك تدفع المبلغ ده فيها."
"لما أبقي اسحبه من رصيدك يبقي اسأل عن ايه السبب الي خلني اشتريها.. ينفع بقي تغور علشان عايز أنام."
"اللوحة ليها مش كدا؟"
"وأنت مالك يا أخي ليها أو مش ليها دي حاجة تخصني."
"يعني ايه حاجة تخصك؟ من امتي فيه بينا يخصك ويخصني؟ شوفت وصلتنا لايه وبتسألني بكرهها ليه؟ دنت ناقص تطردني من البيت علشانها ومتطردنيش ليه هي جات علي دي مانت عملت كل حاجة للدرجة إنك ضربتني علشانها."
دثره بالمخدة بيقول: أنا فعلا هطردكوا بس مش علشانها علشان ام الازعاج بتاعك ده يا اخي.
زاح تميم المخدة وهو بيقول: أنا مبهزريش بجد يا رماح
"يعني انت عايز ايه دلوقتي وتسبني اتخمد."
"تطلقها."
"نعم؟"
"سوري أنتوا مش مرتبطين أصلا قصدي إنه أطلقها من تفكيرك بقي وانساها وشوف حياتك واعمل ليها بلوك وبكدا نقفل صفحتها من حياتك وخلاص."
"تميم اطلع بر وسبني اتخمد علشان مطلعهميش عليك."
سحب اللحاف عليه وهو بيقول: لا أنا عايز أنام هنا
"أوف يخربيت تلزيقك يا أخي." قال الجملة الاخيرة وعطاله ضهره ونام علي جنبه, سند تميم عليه براسه علي كتفه بيقول: رماح
"عايز ايه من الزفت؟"
"انت لسه مضايق مني."
"مش متنيل يا عم روح اتخمد بقي."
"ماشي.. لا استنى احكلي المعرض كان عامل ايه؟"
"مش انت الي كنت قموصة ومرضتيش تحضر.. احكليك ليه؟"
"بطل غتاتة وقولي عملت ايه وليه سبت المعرض وجيت."
"ماهو البعيد لو كان عنده دم كان فهم إني عايز اتخمد من الصبح علشان كدا روحت بدري."
"لا ياعم فيه سبب تاني, أنت قابلتها النهاردة علشان كدا جيت بسرعة."
"قصدك مين؟"
"فرح هو فيه غيرها."
"موضوع فرح مقفول من زمان, ياريت يعني لو عندك دم تنام وتسبني انام."
"ليه متتدهاش فرصة, مش يمكن اتعرضت للرفض من السينورة علشان تقدر قيمة فرح الي جاتلك لحد عندك."
"انت عارف يا تميم لو اتكلمت تاني أنا هقوم واسيبلك الاوضة بجد."
"خلاص ياعم روق كدا أنا هسكت خالص.. بس بردو لسه مقتنع إن فرح هي انسب وحدة لك." قال جملته الاخيرة ونام .. عدي اليوم وفي صباح اليوم التالي راحت مرسال للمشفي بعد ما دفعت من الدبت كارد باقي المبلغ كامل وهي متعرفيش هي فيها كام أصلا, استنت حد يجي بس حد للاسف لسه مجاش ,استنت مع دينا قدام أوضة هادي وبعد ساعة, حضر حد, وبدون ما ينتبه علي مرسال طلب من دينا إنهم يتكلموا علي جنب, بعدوا شوية عن مرسال وسأل حد دينا في نبرة حملت الانزعاج: دينا هو أنت دفعت حاجة؟
"لا ليه؟"
"لما روحت أدفع باقي المبلغ قاولي إن الحساب ادفع كله ال700 ألف الباقين, بس الي دفهم طلب إن محدش من أهل المريض يعرف ده الكلام الي قاله العامل."
"تفتكر مين الي يكون دفع؟"
"مش عارف أنا هتجنن, ماهو أنا لازم اعرفه,"
"يمكن باباك؟"
"باباي ازاي يعني أنا مقولتوهش علي حاجة؟"
"لا ماهو انا كلمته."
"نعم؟"
"نعم ايه؟ باباه ومن حقه يعرف"
"دينا انت ليه بتتصرفي من دماغك؟"
"أنا الي مش فاهمة أنت ايه الي مزعلك إني قولتله."
"لأني مش عايزه يعرف حاجة, ولا حابب إنه يجي هنا كواجب منه."
"وايه المشكلة يعني لما يجي, ده فعلا واجب عليه.. أنا مش فاهماك حقيقي لا عايز حد يساعدك ولا باباك يجي ولا حتي فكرة إنه يدفع علشان باباه أنت ليه محتكر هادي كأنه لك وبس, كلنا زيك بنحبه وعايزين نساعده."
"أنا مش محتكر هادي لي وبس, بس الفكرة إننا لا عايزنا مساعدة أو شفقة من حد حتي ولو كان الشخص ده هو بابا نفسه."
"انت ليه بتشوفها شفقة؟ احنا عايزينه يعيش زي مانت عايزه يعيش ثم تعالي هنا يا تري بقي قدرت توفر الفلوس دي منين؟"
"دينا ينفع تبطلي تسألي حاجات متخصكيش؟"
"حد أنت بتعاملني كدا ليه؟"
"أوف بقي أنا ماشي." قال جملته الاخيرة ومشي لحقت به دينا ولقيته قاعد جو التاكسي مميل راسه علي عجلة السواقة, ركبت دينا التاكسي جمبه بهدوء وهي بتسأله: حد أنت كويس؟
صمت تام ومبيرديش
"حد؟"
...
قدمت ايدها بتمسح علي شعره: حد أنت بتعيط؟
دار وشه للناحية التانية وهو لسه مميل علي عجلة السواقة, كملت دينا كلام: صدقني متقلقيش هادي هيكون كويس
بصلها بتردد وبعدين كمل: بس انا خايف, خايف إن حياتي ميبقاش فيها هادي تاني...انا مستعد اديله عمري علشان يعيش بس يعيش.
ابتسمت دينا بتقول: متقلقش صدقني هيتحسن وهيرجع تاني يحكلنا حوادته ثق في ربنا إنه مش هيكسر خاطرك.. ثم ايه بقي يا عم انت عيوطة كدا ليه؟ عيوطة تارتارتا
"دينا يا حبيبتي خفة الدم دي نعمة فمتحاوليش تخالفي شرع ربنا لو مش عندك."
"صدقني أنا دمي خفيف بس أنت الي قارش ملحتي."
ابتسم حد بيقول: بزمتك انت فاهمة معني الي بتقوليه ده ايه؟
"لا الصراحة بس بسمعهم بيقولها كدا."
من بعيد مرسال كانت شايفهم في التاكسي سوا بيضحكوا , حاولت تطرد كل الافكار السيئة من دماغها وإنه عادي مفيش حاجة بس هي كانت بتحاول تكدب علي نفسها مش أكتر, عدي اليوم وحد كان مكانه كالعادة قدام اوضة جده, بس فجأة انتبه علي تلفيزيون موجود في الريسبشن, كان لقاء تيلفزيوني في بيت رماح بعد نجاح معرضه الي كان امبارح, وازاي الجمهور كان متفاجيء من وجود لوحة لرسام مجهول لا تتناسب مطلقا مع رسوماته, ولما بص حد للوحة, ادرك إنها لوحة مرسال, بص عليها في المكان فلاقيه بتتكلم في الفون في زواية كدا, اتقدم ناحيتها واستني لما خلصت مكالمة وسألها: مرسال
ابتسمت ابتسامة واسعة بتقول: أخيرا حنيت علينا وقررت تكلمنا
"مرسال أنت قابلتِ رماح امبارح؟"
"ها؟"
شاورلها علي التليفزيون وهو بيقول: هي مش دي نفس اللوحة الي الي أنت وريتهني من قريب؟ بتعمل ايه عند رماح؟"




الفصل التاسع والثلاثون
اتنهدت وقالت بنبرة فيها حزن: أه
"أه ايه؟!"
"اه قابلت رماح امبارح وعطيتله اللوحة."
سكت شوية بيبصلها بصدمة وبعدين سألها باستغراب: ليه؟
"كنت محتاجة إن يعرض لوحتي ضمن لوحاته, أصل بصراحة مليت من كتر مانا برسم ومحدش عارف أنا مين, حسيت إن المعرض ده هو الي هيفرق معي, لحد الآن محدش عارفني غير البنت الي رفضت رماح وقالته يع, محدش عارف مرسال كرسامة هم بس عارفني كمرسال بتاع اليع وبس|.. كنت محتاجة أظهر ومع نفس الشخص علشان الناس تبطل كلام في الموضوع وإنه عادي مفيش حاجة بيني ورماح لا علاقة ولا عداء احنا اصحاب عادي و..
اتقدم ناحيتها بغضب لحد ما لقيت نفسها محاصرة في الزواية بين طيات غضبه, قبض ايده وضربها في عرض الحائط جمب راسها وهو بيقول: صحاب ازاي يعني؟
كشت ف نفسها من الخوف وايدها بدأت ترتعش وفجأة خبت وشها بايدها وقعدت في الارض بتعيط, ضرب قبضة ايده في عرض الحائط اربعة مرات ورا بعض بيحاول يفرغ غضبه وهي متقوقعة في نفسها في الزواية بتعيط, مقدريش يسألها مالك بس مكنش ينفع يقعد معها اكتر من كدا علشان ميأذهاش فساب المكان ومشي, فضلت في الزواية زي ماهي بتعيط، وبعد نص ساعة من العياط الي كان ممزوج بالخوف ومشاعر مش مفهومة, قامت من مكانها تغسل وشها في الحمام, خرجت من الحمام بتبص عليه في المكان فلقيته قاعد علي الكرسي قدام اوضة جده مميل راسه في الارض كأن فيه شيء ما بيشغل تفكيره وكان واضح عليه الانزعاج, قربت منه وقعدت جمبه علي الكرسي من غير ولا صوت, وحتي هو مانتبهيش علي وجودها إلا لما بدأت تتكلم وتقول: أنا كنت خايفة جدا منك النهاردة.
بصلها في صمت تام لبرهات وبعدين غض طرفه عنها وبص تاني في الارض, كملت مرسال كلامها بتقول: مرة بابا قالي جملة وهي اختاري ديما الي تحسي معه بالامان مش إلا تحسي إنكي بتحبيه, لأن شعور الامان كفيل يولد الحب وهو أعظم من الحب نفسه, إنما احساسك بالحب مش شرط يكون فيه أمان أنتي ممكن تكوني حاسة بالانجذاب تجاه شخص معين بس خايفة منه وخوفك ده مع الوقت هخليك تبعدي عنه.. تفتكر يا حد إني وافقت عليك علشان حبيتك مثلًا؟
تجاهل الرد زي ما تجاهل النظر ليها, بس كان مركز معها علشان يسمع إجابتها, كملت مرسال كلامها بتقول: كنت ديمًا اعرف عن الحب حاجتين, الحب الي بشوفه بين صحابي المرتبطين في الجامعة وده عمري ما اعترفت به لأنه شغل أطفال, ارضاء فراغ عاطفي مش أكتر بس إنما مش حاجة حقيقية تتحس والحب التاني كنت بضطر احفظه علشان علينا في المنهج من ضمن الthemes بالكتاب المعقدين الي مش فاهملهم راس من رجلين دول بس كنت مضطرة احفظ حاجة مش فاهمها علشان المخرج عايز كدا والامتحان عايز كدا فكنت بشمئز من صحابي في الجامعة وكنت بكره اسم الlove بسبب المنهج علشان كدا في علاقتي معك عمري ما حسيت إني بحبك أو إني محتاجة أقولهالك لأني كنت بحس بشعور تاني بيغنني عن الحب, كنت بحس ديما معك بالامان والارتياح كانت ديما نفسيتي بتتحسن بالربع ساعة الي بشوفك فيها قبل الجامعة علشان كدا كنت عايزة ديما إن ال24 ساعة يكونوا الربع ساعة دول الي راحتي كلها بتنحصر فيها معك, ولما قولتلي بحبك , كنت حاسة إن أنفاسي هتنقطع مكنتش عارفة إذا كنت بحبك ولا لا بس أنا كنت عايزك ولما فكرت شوية لقيت إن جملة أنا بحس بالامان معك معناها أنا بحبك, بس لأول مرة النهاردة أحس إن فيه فرق بين الجملتين, للاسف أنا خايفة منك جدا دلوقتي بس الي جابرني إني أقعد معك إني بحبك ومحتاجك تصالحني علشان بجد زعلانة منك جدا...
رفع راسه بيبصلها, مش متخيل إن في يوم ممكن يقذف كل الرعب ده في قلبها فجأة, ابتسم وبنبرة ندم قال: أنا آسف
"لا ياعم أنا زعلانة منك قد..قد.. قد البحر وسمكاته, يعني شوف شو كبير البحر اهو انا زعلانة منك باصغر ذرة ماية فيه.
ضحك وهو بيقول: مش كان سمك من شوي؟
"لا ماهو أنا اكتشفت إني مبحبيش السمك أنا بحب الرومي بس ومفيش سمك رومي في البحر."
"أنا خايفة من كتر حبك في الرومي نعمل فرحنا في مزرعة ألبان وجبن."
"ماشاء الله دنت سقف طموحاتك عالي أوي وكمان فرح مش خطوبة مش لما تشوف هتصالحني الاول ازاي وهرضي ولا مش هرضي."
اتنهد وكمل: فاكرة لما قولتك إني مش كامل وإن أي علاقة لازم تمر بمرحلة الصدمة أو اكتشاف العيوب..أهو احنا دلوقتي في المرحلة دي والي بُناء عليها هتقرري إذا كنت عايزة تكملي معي ولا ولا.. بصي يا مرسال أن يمكن أبان إني هادي نوعًا ما بس أظنك اكتشفت إني بتعصب بسرعة وجامد جدا للدرجة إني مش بشوف قدام ويمكن تفسري ده علي إنه عيب بس لو لاحظتي هتلاقي إني عمري ما اتعصبت عليك إلا بسبب إن فيه حد بيحاول يقرب منك نيته خير نيته شر دي حاجة متهمنيش أنت لازم تفهمي إنك ملكي وبس وأي خطوة وأي قرار تعمليه, لازم ترجعلي فيه أنا مش هكره إني أشوفك شخص ناجح بس مش مع نفس الشخص الي حاول ياخدك مني, والفكرة الهبلة الي انت حابة توصلها للجمهور دي متنفعنيش, هو ايه ده الي هو أنا حابة أوضح للناس إني أنا ورماح أصحاب عادي مش أعداء؟ أنا حقيقي مش فاهمك, أنت رماح ده متنطقيش اسمه حتي علي لسانك, علشان مروحيش اقتله حقيقي."
قاطعته مرسال بتلعثم: ماشي, ماشي بس بردو مهما كان ومهما اتعصبت أنت مينفعيش تتعصب علي أنا، أنت كدا بتخوفني منك.
"أنا بكل ما عندي يا مرسال بحاول مقربيش منك وأنا مضايق أقصي حاجة ممكن أعملها إني أخبط ايدي في الحيط أو أكسر أي حاجة قدامي, بس كله إلا إني أقرب منك لأنك جزء مني ومعني إني أذيك فأنا بأذي نفسي قبلك, دموعك وخوفك وتقوقعك في الزواية ده وجعني أكتر من غضبي منك، تفتكري إني مبسوط وانا شايفك خايفة مني بالشكل ده؟ انا مشيت علشان حقيقي مكنتش قادر اتكلم معك, انت جرحتني بجد يا مرسال, كونك تروحي لنفس الشخص الي اتقدملك قدام العالم كله من وراي وتطلبي منه المساعدة, كأنك معتبراني كيس جوافة في النص او شخص مالوش أي لازمة في حياتك, انت عارفة ده كسرني ازاي
"أنا آسفة مش هعمل كدا تاني."
بصلها شوية وبعدين اتنهد وبص قدامه فكملت: حد انا بجد آسفة
"وهضمن منين إنك مش هتعملي كدا تاني قصدي تالت, والمرة الي فاتت برود اعتذرت وقلتي إنك مش هتكلمه تاني وكلمتيه."
"صدقني آخر مرة بجد، حقيقي كنت مضطرة لاني كنت مضايقة إني عاجزة عن مساعدتك وانت محتاج فلوس ."
بصلها باستغراب: قصدك ايه؟
تلعثمت بالكلام: مش قصدي حاجة.
"استني بس كدا علشان أنا عارفك لما بتكدبي ومن البداية وأنا حاسس بنبرة كدب في صوتك, متقوليش إنك روحتي بعتي اللوحة دي لرماح علشان تتدفعي فلوس المستشفي؟"
"أنا..هو..بس.. يعني."
"رماح عطاك كام؟"
اتنهدت: مش عارفة: أنا أخدت الدبت كارد مش أكتر وروحت دفعت من غير ما أعرف هي فيها كام أصلا.
"ممكن أنا أخد الدبت كارد دي؟"
طلعت مرسال الدبت كارد ومدت ايدها بها, جه حد ياخد منها الدبت كارد انتبهت علي جروح في ايده وتقريبا من آثر خبط ايده في الحيطة قالت بنبرة فيها خوف: ايه ده ايه الي حصل لايدك.
أخد منها الدبت كارد بحزم وهو بيقوم من مكانه من غير ما يكلمها, خرج بر المشفي دقايق معدودة وبعدين رجع وحط الدبت كارد جمبها من غير ما يبص علي مرسال ومشي تاني, استغربت مرسال تصرفه بس قبل ما تلحقه كان هو مشي بالتاكسي, مشي حد بالتاكسي لحد ما وصل عند بيت رماح بس قبل ما يدخل من باب البيت الحراس منعوه, وراح أحد الحراس وبلغ رماح بوجود شخص بر اسمه حد غريب, ابتسم رماح وقال للحارس خليه يدخل, مشي الحارس تنفيذًا للاوامر, بصله تميم باستغراب: مالك مبسوط كدا؟ افتكرتك هتطرده.
ابتسم ابتسامة انتصار بيقول: عيب عليك واسيبه يمشي كدا من غير ما اشوف نظرة انكساره المتخبية ورا شرارة غضبه.
"قصدك ايه؟"
"قصدي هتشوفه دلوقتي."
وماهي الا ثواني والخادم بيقول لسيده إن حد بر, ابتسم رماح واذنله بالدخول, دخل حد ولاقيه قاعد بمنتهي البرود جمب حمام السباحة وحاطط رجل علي رجل وبيقرأ في جرنان وبمجرد ما شافه رماح نزل الجران وبصله بابتسامة باردة بيقول: ياااا حد غريب بذات نفسه جي يهنني بنجاح معرضي يا راجل دحنا زرنا السعد
حد كان ساكت ومرديش عليه فكمل رماح بنفس نبرة استفزازه: بس انت عارف الي كان محلي المعرض ايه, لوحتها, حلوة وجميلة ورقيقة... اتعصب حد ومسك رماح من لياقته وبنبرة تهديد قال: كلمة تانية عنها ومش هتلاقي نفسك إلا في القبر.
تميم اتعصب وقال بنبرة غضب وهو بيحوش عن صاحبه: انت اتجننت ولا ايه ولسه هينادي علي الحراس شاورله رماح بيده وبص لحد بابتسامة باردة بيقول: أنت اتعصبت كدا ليه أنا كنت بتكلم عن اللوحة مش أكتر قد ايه هي حلوة وبتشرح القلب ونفسك لا تستلذ من الطيبات إلا هي... وقبل ما رماح يكمل كلامه كان حد عاطيله ضربة جامدة في وشه وهو بيقول: لا تتكلم عنها ولا عن أي حاجة تخصها, وإلا حقيقي أنت مش هتلاقي نفسك إلا في المستشفي بين الحياة والموت, وبعدين طلع الشنطة الباك السودة الي كانت في ايده وفتحها ورميها في وشه بيقول: التلاتة مليون الي دفعتهم وعليهم 100 ألف صدقة مني أبقي بلهم وأشرب مايتهم, الفلوس تطايرت في وش رماح في كل مكان وجزء منهم وقع في حمام السباحة, رماح اتعصب وبصله بغضب وفي نبرة حاول يستفزه فيها قال: بس بردو لما جات واحتاجت حد لجأتي أنا لأنك عمرك ما كنت مصدر ثقة ليها أو شخص يعتمد عليه
وقف حد مكانه قبل ما يخرج من الباب وقبض ايده, ومسك أعصابه وخرج متجاهله تمامًا, رماح كان متعصب للدرجة كبير ولسه هيتكلم سمع تميم بيضحك, بصله رماح بغضب: انت بتضحك علي ايه أنت كمان؟
"إنك جيت تستفزه جه هو عطاك الصابون ورميلك الفلوس واتبلوا وشربت مايتهم...لا بجد عاجبني شابو فعلا."
"انت معي ولا معه؟"
"بص يا صاحبي أنا معاك طبعا بس الواد الشهادة لله عطهالك في منتصف الجبهة وريني كدا عينك أخبارها ايه ولا هي مش موجودة علشان الجبهة طارت."
اقلب رماح الترابيز بفنجان القهوة بالي عليها واتعصب علي تميم بيقول: تصدقي إنك معندكيش دم انا غلطان إني مصاحب حد زيك
اتقدم تميم تجاه رماح بيساعده علي النهوض وهو بيضحك بيقول: مبلاش كلمة حد دي وقول شخص زيك لأحسن شكلك بقي مسخرة قدامه.
زاح رماح ايده من ايد تميم بيقول: أنا مش فاهم أنت مبسوط كدا ليه؟
"علشان الي لاحظته في عيناك أنك بتحاول تتحداه ومصر تاخدها منه, أنا حافظك كويس يا رماح, أنت مش قابل فكرة إنها تكون ليه."
"حاولت إني أتأقلم على فكرة إن ده اختيارها بس أنا مش قادر بجد يا تميم."
"ليه مصر تاخد حاجة مش بتاعتك, هي خلاص اخترته وأنت لو يعني للاسف بتحبها لازم تتقبل الفكرة دي."
تجاهله رماح وقال وهو بيغادر المكان: مرسال لي ومحدش له الحق فيها غيري وبيني وبينه الايام."
تميم كان قلقان من كلماته الاخيرة لأنه عارف إنه أكيد رماح هيعمل حاجة بس هو مكنش خايف من الي هعمله علي قد ما كان خايف يأذي نفسه في نهاية المطاف.
رجع حد المشفي تاني وكانت مرسال قاعدة مستيناه قدام باب المشفي علي السلالم, بصلها باستغراب: أنت قاعدة كدا ليه؟
"كنت مستينك."
قعد جمبها بدون كلام وبص قدامه وسكت, بصتله مرسال بتسأل: حد
"اممم."
"هو أنت كنت فين؟"
"بتسالي ليه؟"
"لما أخد مني الدبت كارد ورجعتهلي تاني عرفت إنك مصرفتيش منها حاجة وكنت بتشوف الحساب إلي فيها كام, بصراحة شكيت وقتها إنك روحت لرماح علشان تديله الفلوس."
سكت ومرديش فكملت: يعني زي ما توقعت أنت روحت لرماح فعلا.. ويا تري بقي خانقت فيه؟"
"وأنت زعلانة عليه كدا ليه؟"
"أنا مش زعلانة عليه أنا خايفة عليك لأن بعصبيتك دي ممكن تضربه تروح فيها السجن."
"أنا اه عصبي بس بعرف أتصرف في تصرفاتي كويس, اعرفي بس انت الاول اتحكمي في خوفك وزعلك عليه."
ابتسمت مرسال ابتسامة واسعة بتقول: أنت غيران يا حدودي؟
"مرسال متعصبنيش بأسلوبك ده."
"ليه؟"
"علشان بقبي متعصب وبتفصلني ببرودك ده وتعصبني أكتر."
"بعيدا عن أهمية الي بتقوله وخطورته بس أنت شكلك بيبقي سكر وأنت متعصب."
بصلها بتكشرة ال111 بس ماستمرتيش كتير وضحك بيقول: أنت هتجلطني في يوم بسبب ردودك الي مالهش علاقة بالموضوع دي."
"زي مانت كدا بتجلطني بحلاوة غمازتك دي وأنت بتضحك
لا إرديا ضحك حد جامد واحمر وشه فكملت كلامها بتقول: أنت عارف ايه الي مخلني صابرة عليك؟
ابتسم بيقول: ايه؟
"إني نفسي بنتنا هدية تاخد منك نفس الغمازات دي واهو بالمرة نسحن النسل."
بصلها بيضحك: هدية مين؟
"بنتنا؟"
"بنتنا مين؟"
"ايه يا حد مانا لسه قايلك هدية."
"أنت هتسميها هدية؟"
"أه علشان أول بنوتة لينا هي هديتنا من الحياة بعد كل التعب الي شوفناه."
"ماشي ياروحي معاك بس أنت كدا هتعقدي البنت في اسمها"
"ليه؟"
"تخيلي يبقي اسمها هدية حد غريب هادي؟ ده ينهار تنمر علي البنت وهيجليها عقدة بجد.."
"قصدك إنها هتبقي المميزة بين أصحابها بالاسم ده."
"بصراحة هي المشكلة مش في اسمها المشكلة فإن أي اسم جمب اسمي هو الي هيكون غريب."
"شششش أنت مش فاهم حاجة الاسم ده قمرز."
بصلها وسألها في منتهي الجدية: بعيدا عن جو المجاملات أو الهزار, أنت شايفة اسمي مخجل بالنسبالك أو لاولادنا في المستقبل قصدي إني مش عايز أخليهم عرضة للسخرية طول الوقت من الي حواليهم يمكن ميتحملوش ده يعني ربما أنا قبلت بإني أكون انطوائي نوعا ما عن اغلب البشر لأن جدي كان في حياتي وكنت غني به عن الباقي حتي أبوي وأمي لكن أولادنا بعد كدا ممكن...
قاطعته مرسال بتقول: ويحك ما هذه التراهات
"مرسال أنا مبهزريش."
"وأنا كمان مبهزريش عارف ليه؟"
"ليه؟"
"لأن كل الي انت بتقوله ده بجد طرهات علشان أنا عرفت أختر لهم من البداية أعظم باباي في الوجود ودي حاجة المفروض يشكروني عليها العمر كله وحاجة كمان إياك تفكر تغير اسمك علشان الطراهات الي في دماغك دي؟"
"بس أنا مجبتش سيرة عن إني هغيره."
"بس أنت كنت بتمهدلي."
بصلها وضحك: للدرجة دي كنت مكشوف
"لا بس انا فاهمك كويس وعارفة إنك خايف من النقطة دي في المستقبل بس متقلقش ولادنا هيطلعوا مميزين جدا وفخورين كون إن باباهم هو حد غريب زي مانا فخورة بنفسي إني عرفت أختر لاول مرة في حياتي صح."
ابتسم بيبصلها والتقيت عينيه بعينها بس فجأة سمع صوت بيقول: ايه ده يا حد أنت كل ده هنا واأنا بدور عليك."
بص حد علي صاحب الصوت ولاقي إنها دينا ابتسملها وقبل ما يتكلم انتبهت علي الجرح إلي في ايده فقالت بخضة: ايه ده ايه الي عمل في ايدك كدا."
"مفيش ده بس.."
قاطعته في الكلام بتقول: خليك مكانك عقبال ما أجيب شاش وقطن وفعلا بعد دقايق معدودة رجعت بصندوق الادوات الطبية في ايدها وأخدت تعقمله الجرح, مرسال كانت بتفرك في ايدها من الغيظ لحد ما قامت فجأة من جمبه وهي بتقول: انا لازم أمشي علشان اتاخرت علي البيت....


                 الفصل الاخير من هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close