أخر الاخبار

رواية سكرتيره ولكن الفصل التاسع والعشرون29والثلاثون30بقلم هدي عبد المقصود

رواية سكرتيره ولكن الفصل التاسع والعشرون29والثلاثون30بقلم هدي عبد المقصود

بنتي فين! انطق

صرخت زهرة بهذه العبارة وهي تمسك بتلابيب طارق وتدفعه بقوة لا تتناسب إطلاقا مع سنوات عمرها المتقدمة. 

خلص طارق نفسه من يدها بصعوبة وابتعد عنها وهو يصلح ثيابه ويجيبها بحنق: قلتلك معرفش عنها حاجه. يوم ما كنتي عندنا خرجت وراكي ولما حاولت امنعها. صرخت في وشي وصممت تمشي. 

_ انت كداب. الكلام ده فات عليه شهرين. بنتي كلمت مرات اخوها بعدها كذا مرة وقالتلها انها رضيت بالأمر الواقع وعايشة معاك. وأنكم أتصالحتم. 

ومرات اخوها بتحاول تكلمها بقالها يجي اسبوع علشان تشوف الدكتور بتاعها حددلها ولادة أمتى ومش عارفة توصلها تليفونها علطول مقفول. ولما راحتلها البيت فضلت تخبط محدش فتح.

* بقولك ايه اتكلمي بصوت واطي ده مكان شغل. روحي شوفي بنتك طفشت فين من شهرين. وبتكدب عليكوا وتقول انها عايشة معايا. ولما توصليلها فهميها كويس. أن طارق عبد الحليم مبيرميش عياله. 

لو مش عيزاني هي حرة لكن بنتي اللي يا عالم ولدتها ولا لسة هاخدها منها غصب عنها.

_ غصب عليك عزرائيل خد أجلك يا بعيد.مكان شغل إيه اللي هوطي صوتي فيه. ده انا همشي دلوقتي. وهدور عليها وإن ملقتهاش. ههرجعلك.وهوريك الفضايح اللي بجد.

اتبعت زهرة حديثها بالخروج من باب المكتب بحدة.

لتستقل الأسانسير وهي تنبش ذاكرتها لتتذكر أسماء اصدقاء منى المقربين. وتتمنى ان تكون قد خجلت أن تخبر زوجة أخيها أنها تركت المنزل وفشلت في الحياة التي أختارتها بنفسها وبذلت الغالي والنفيس للظفر بها. تمنت أن يكون إختفائها خجلا. ولكن قلبها المقبوض هذا يعلنها أن في الأمر كارثة لن يقوى هذا القلب المريض على تحملها.

»»»»»»»»

قبل_إثنى_عشىر_يوما

🗣️🗣️🗣️🗣️🗣️

#اليوم_الثاني_عشر

أهدي شوية يا تحية. انت عمالة تهري وتنكتي في نفسك طول الطريق. مفيش فايدة من اللي بتعمليه ده. مش هينوبك غير صحتك اللي هتروح وخلاص. ولا طارق ولا غيره هينفعك.

_ أهدى!!! طيب لو هديت من شك أبني فيا طول السنين دي. وتصوره أن أمه ست خاينه. وأنه ليه أخت أمه رمياها لخالته. وأحنا الأثنين عاملين خطة وضاحكين على كل اللي حوالينا. أهدى أزاي منك أنتي. ومن كدبك عليا. ليه مفهمتنيش أن طارق عارف كل حاجة. ليه سبتيني على عمايا كده. ليه مقلتليش انه يعرف هند لأ ومش بس يعرفها ده كمان متجوزها.

أنت يا شهد. أنت اللي طول عمرك. سرك معايا وضاحكة على كل الناس يجي اليوم اللي تقرطسيني فيه انا كمان.

* أنا مخبتش عليكي. أنا معرفتش أقولك إزاي. مجتليش الجرأه أقف قدامك وأقولك إني سببت عقدة لإبنك. كنت فاكرة كل القصور والعيوب اللي في شخصية طارق بسبب أنه شافني مع زاهر وهند زمان. معرفش كمان أنه سمعك وأنتي بتوصيني على غزل وأفتكرها بنتك. عيزاني أجيلك وأقولك بكل بساطة أن طارق مخلف من بنتي وأنه هيتجوزها على مراته اللي انت بتقولي فيها شعر وبتعتبريها زي بنتك وياما قلتيلي إنك مستخسراها في إبنك وتتمني أنه يحبها زي ما بتحبه ويتغير علشان يستاهلها.

إزاي أصدمك كده.

_ وهو أنا كده متصدمتش!! أنا أتدمرت. لما أخد كل الخبط ده على دماغي في يوم واحد. يبقى أنتوا دمرتوني. يمكن لو كنتي قلتيلي. كنت قعدت وأتكلمت معاه. وكان قالي على الحوار اللي سمعه بيني وبينك بطريقة أنضف من اللي حصل انهاردة. بدل ما أتفضحنا كده قدام الناس.

* متفضحناش ولا حاجه يا تحية أنا الحمد لله أخدتك ومشيت بسرعة قبل ما حد ينتبه.

_ يعني إيه أخدتيني ومشيتي. هو كده خلاص المشكلة أتحلت.

* لا طبعا متحلتش. أنا هقعد مع طارق وهفهمه الحقيقه كلها.

_ وتفتكري هيصدقك.

* أيوه هيصدقني. انا لسه محتفظه بالجواب اللي كتبتهولك غزل قبل ما تسافر. هوريله الجواب وأشرحله الموضوع كله. أهدي بقى وقومي نامي إحنا بقينا نص الليل.ةأنا همشي وهكلم طارق الصبح.

»»»»»»» 

حمد الله على سلامتك يا حبيبتي. نورتي بيتك

_ الله يسلمك يا ماما. هو بيتي طبعا وكل حاجه بس أنا كان نفسي أروح على بيتي بجد.وإحنا متفقين على كده. مش عارفة بس إيه اللي خلاكي تصممي إني أجي معاكي وتزعلي طارق. ما كنتي جيتي أنتي معايا هو أنت ليكي إيه هنا 

* ليا بيتي اللي واخده عليه وبتحرك فيه براحتي من غير ما أحس إني ضيفة. وكمان طارق ولا أتضايق ولا حاجة. ده شكله ما صدق.

_ تاني يا ماما!! أنت إيه الي حصلك مش ده طارق اللي طول الوقت بتدافعي عنه. دلوقتي خلاص بقيتي مش طايقاه ومش عايزاني أنا كمان أطيقه 

* أنتي هتقوليني كلام مقلتوش. هو مين اللي مش طيقاه. أنا بس بقول شكله أرتاح إنك هتبقي معايا علشان سفره الكتير ده.

_ ماشي يا ماما هعمل نفسي مصدقاكي. أنا هلحق أنام شوية بقى قبل ما البنت تصحى.

»»»»»»»»»

ده إيه الرضا ده. طارق بيه بجلالة قدره جاي يبات عندي يومين ورا بعض.

_ لو مش عايزاني أمشي

* لا وعلى إيه. خليك آسر بيفرح لما بتكون موجود.

_ ده على أساس أن أنت مش فارق معاكي وجودي من عدمه.

*لأ لأ. مش وقت حوارات خالص إحنا بقينا نص الليل وأنا عايزه أنام.

_ في إيه يا هند ماتتكلمي كويس.

* في إني عارفة إني بلعب دور الإحتياطي في حياتك. 

في إن العدل اللي وعدتني بيه. ملوش وجود.

في إنك بتبات عندي يومين أثنين في الأسبوع وعند يارا هانم خمس أيام.

في إني خلاص نسيت إننا ممكن يبقى بينا مودة ورحمةونبقى زوج وزوجة. ونكون أسرة طبيعية.

خلاص أنا موافقة وراضية. بس مش لدرجة إنك تيجي تبات عندي علشان مش لاقي مكان تبات فيه.

_ يعني إيه مش لاقي مكان أبات فيه

* يعني مبروك يا أستاذ طارق بقيت أب لتاني مرة. بس المرة دي في النور طفلة أمك كانت أول إيد تستقبلها. ومكفكش القهرة اللي حسيت بيها. كمان لما لقيت مراتك هتروح عند أمها ملقيتش مكان تبات فيه غير بيتي. وأنهاردة بالذات.

ضحك طارق بسخرية وتركها منصرفا إلى غرفة آسر. لتلحق به قبل بلوغ باب الغرفة وتعترض طريقه بحده وهي تهتف معترضه على تركه إياها هكذا. فيجيبها بإشمئزاز: مكنتش أعرف أن التواصل بينك وبين الست الوالدة عالي كده. كنت فاكرك عندك كرامة وهتاخدي شوية وقت علشان تسامحيها.

صرخت في وجهه صرخة مكتومة خشية أن يسمعها ولدها : أنا لو أخدت وقت في مسامحة كل حد أذاني مكنش ده بقى حالي. لو كانت هي أذتني فأنت كمان أذتني زيها بالظبط. وأنا ولا سامحتها ولا سامحتك. انا أضطريت أتقبلك وأديلك عذر علشان أبني. وهي كلمتني بس علشان مش عارفة توصلك. 

أتبعت حديثها بالمغادرة متجهة إلى غرفتها. ليتبعها بعينيه ثم يخرج هاتفه ليجد شحنه قد فرغ بدون أن ينتبه.

»»»»»»»»

اليوم_الحادي_عشر

_ مبتردش عليا ليه. مش كفايه اتسحبت من جنبي أمبارح ونزلت ومسألتش فيا حتى برسالة.

أجابها طارق ببرود: ماما كلمتني وقالتلي أن يارا بتولد. إيه كنتي عايزاني أصحيكي أستأذن منك ولا إيه

_ لأ طبعا تستأذن مني إزاي. ده أنا مراتك اللي في الدرا. لكن يارا هانم مراتك اللي قدام الناس. واللي أمك تعرفها. بس كنت عايزاك تتصل بيا حتى وتعملي قيمة

* لأ مش هتصل. وعلى فكرة يارا بعد ما ولدت راحت عند مامتها. وأنا كان ممكن أرجعلك تاني. بس أنا مخنوق ومش ناقص حواراتك. وأوعي تفتكري إني سامحتك على إنك خبيتي عليا موضوع آسر. أنا بس بحاول أتعامل. وأنسى.

_ ماشي يا طارق. بس خليك فاكر إن أنت كمان كدبت عليا ومقلتليش إن يارا حامل ولا إنك إتجوزت هند ومع ذلك أنا سامحتك علشان بحبك ورضيت بالثلاث أيام اللي بتقعدهم معايا في الأسبوع. واستحملت النار اللي بتقيد في قلبي كل ما أتخيلك مع ست تانيه.

أنا عديت كل ده. وأنت مش قادر تسامحني على كدبه واحدة.

* خلاص يا منى بقى. نكمل كلام بعدين. أنا هخلص شغل وبعدين عندي مشوار دلوقتي هخلصه. وهروح اطمن على يارا. وهاجي أبات عندك.

_ لأ أنا مش عايزة أتكلم في أي حاجة تاني. أنا بس عايزاك تسامحني وتخليك جنبي. أنا بحبك أوي يا طارق ومقدرش أعيش من غيرك ولا ثانيه واحده. 

* وإنا كمان بحبك يا منى 

سلام بقى لحد ما أجيلك

»»»»»»

صديقتي الغاليه تحية

أعتذر منك أن أتطفل عليكي بخطابي هذا. ولكن لم أجد أمامي غيرك أئتمنه على إبنتي. لقد أراد القدر لي أن يحرمني من فلذة كبدي. أكاد أرى دهشتك وأنت تقرأين خطابي. وتتسائلين كيف يكون لي إبنه وقد شهدتي البارحة على عقد قراني. 

تعلمين أنني كنت مخطوبة لعبد العزيز إبن عمي قبل أن يتوفاه الله. وقد كنا متحابين بشدة حتى أننا لم نتمالك أنفسنا وغلبنا شوقنا. وقد طمئنني عبد العزيز وقتها أنه سوف يتعجل أبي لإتمام زواجنا سريعاً. لكن كان للقدر ترتيب أخر. فلقى عبد العزيز حتفه في ذلك الحادث الأليم.ولم أكن قد أفقت من الصدمة بعد. حتى تحركت  ثمرة الحب في أحشائي. لا أعرف كيف مرت أشهر الحمل وقد سترني الله بسفر أمي وأبي لأداء فريضة الحج ومكوثهم عند ببت الله الحرام قرابة الشهرين. فوضعت طفلتي بمعاونة نسرين صديقتنا وهي الوحيدة التي كانت تعلم سري هذا. وقد أحتضنت طفلتي إلى جوار طفلتها. مستغلة سفر زوجها وعمله بالخليج.

كنت أنوي مصارحة أبواي بالحقيقة وطلب السماح منهما. ولكن مرض والدي بالقلب وتأخر حالته أخافني. أن أتسبب في موته عندما يعلم بخطأي. ولنفس السبب وتحت ضغط والدتي الشديد. أضطررت للموافقه على عقد قراني على الشخص الذي رشحه والدي و أصر عليه. لم أعلم ماذا أفعل بإبنتي وغلقت جميع الأبواب في وجهي. وتهت لا أعلم كيف أتصرف. حتى أنقذتني نسرين مرة آخرى. وبادرتني بإقتراح أن تظل البنت في رعايتها كما هي. حتى ييسر الله لي أمرا. ولكن تاتي الرياح دائما بما لاتشتهي السفن فقبل عقد قراني بايام قليله أخبرتني نسرين أن زوجها أرسل لها يخبرها بأنه يريدها ان تذهب وتقيم معه حيث الدولة التي يعمل بها. وأنها تعتذر عن إتمام إتفاقنا.

ولم يكن أمامي إلا أن أضع إبنتي ذات الحظ السئ في إحدى دور رعاية الطفل. وقد أخبرتهم أنتي عثرت عليها ملقاه بجوار بيتنا. حتى يقبلوها. لقد أنفطر قلبي وأنا أفعل ذلك. ولكن ما باليد حيلة. سأطير غدا مع زوجي الى إحدى الدول الأوروبيه التي يعمل بها دبلوماسياً. مرفق مع خطابي صورة للبنت وكارت به عنوان الدار. كل ما أرجوه منك أن تطمئني عليها من أن لأخر وتطمئنيني.حتى يصنع الله أمرا وأتمكن من ضمها لصدري.

لكي مني كل الحب والتقدير. 

صديقتك المهزومة// غزل.

_ بعد خمس شهور بالظبط تحيه عرفت أن غزل وزوجها عملوا حادثه سير في الدولة اللي كانوا مقيمين فيها وماتوا الأثنين. وفضل السر عند تحية.

ولما أحمد أقترح موضوع التبني قلتلها أدتني الجواب وأطلعتني على السر وأخدت البنت. وسميتها غزل على أسم أمها الحقيقيه.

دارت الدنيا بطارق وأصبح صوت خالته وكأنما يصله من أعماق سحيقه لا يكاد يسمعه. يتذكر كل لحظة أساء فيها إلى والدته. يتذكر معاملته الجافه لها. يتذكر حقده عليها.

يتذكر ويتذكر فينظر إلى خالته تائها وبنهض تاركا إياها خلفه. ترمقه غير قادره على تحديد هل هذا الشخص ظالم أم مظلوم.

الفصل الثلاثون


هام طارق على وجهه في الطرقات. لم يقوى على قيادة سيارته فتركها كما هي أسفل منزل خالته. قادته قدماه إلى إحدى البقاع المتاخمة لنهر النيل. فجلس يتأمل صفحته التي إتحدت مع ظلمة الليل الذي أسدل ستاره لتوه ليصنع الأثنان لوحة قاتمة لا يضاهيها في القتامة سوى روحه. راقب تموجات النهر التي يسقط عليها بعض الاضواء المحيطة فتعطي لمحة جمال للنهر القاتم. رغما عن إرادته توجه فكره للمحة الضوء الوحيدة في دنياه #منى. 

تلك الأنثى التي يتخيل ضمتها له كلما وقع في ضيق. الأنثى الوحيدة في هذا العالم التي تحبه دون قيد او شرط.فقط لاتريد شيئا سوى جواره. ما إن وصل تفكيره لها. حتى بات وكأنه لم يعد يتذكر سببا لضيقه وألمه. بل أقتنع ان والدته لها باع كبير في ظلمه لها. لو كانت صادقة ما تركت له فرصة ليفهم خطأ. لو لم تستمرئ خداع رجل ساذج كعمو أحمد ما أستحقت عقاب الله في أن تظل منبوذة من إبنها طوال كل تلك السنوات. راق له تماماً هذا التوضيح لنفسه. حتى أنه نفض عن نفسه تلك الأحزان وأسرع يشير إلى سيارة أجره ويرشد السائق إلى منزل حبيبته. التي ما إن فتحت له باب المنزل حتى تناول جسدها بين زراعيه بعنف دافعا إياها للداخل. حتى أنها إضطرت لدفع الباب بقدميها لتغلقه.. وهي تبادله قبلات عنيفة تكاد شفاهما تدمى من حرارتها. ويندفعا معا إلى غرفة نومهما التي زينة منى فراشها بالورود إستعدادا لإستقباله لكنه لم يأبه للورود التي تناثرت أرضا عندما ألقى بجسدها على الفراش وألقى بجسده يحتويها ليتيه معها في فضاء لم يسبح فيه مع  إمرآه قبلا.ولتشعر هي أن اليوم هو يوم زفافهما الحقيقي. 

#اليوم_العاشر

أستيقظت منى صباحا لتجد يدا طارق تلتفا حول جسدها وكأنه يخشى أن يأتي الصباح فيستيقظ لا يجدها بجواره. أزاحت يده بخفه وأنسلت من بين يديه مغادرة الفراش. ليستيقظ هو بعدها بوقت قصير على رائحة الطعام الشهي الذي جهزته للإفطار. وجدها قد أنتهت من تجهيز المائدة فجذبها لتجلس بجواره و أقترب منها ليدفن رأسه في صدرها.  فأحتضنته بيدها وباليد الآخرى أطعمته كطفلها. مضى بهما الوقت وقد تاه عن الدنيا معها. لم يتذكر أنه ما ذهب إلى يارا أمس وما حادثها اليوم. فقط وجه منى وعناقها هو ما يريد. لكن أرادت منى أن تلعب دور الزوجة الصالحة فسألته عن حال يارا. كان سؤالها كفيلاً بإعادته للواقع. نظر لها لائما ساخرا. وهو يثني على تذكيرها إياه بواجبته. لم يجد بدا من العودة لعالم الواقع والمغادرة لزيارة يارا وهو يعزم أن يقضي الليل معها عند والدتها معوضا إياها عن عدم سؤاله عنها في تلك الظروف.... مرت ليلته عند يارا هادئه بعد أن صدقته فيما روى لها عن ظروف قهريه منعته من الإتصال أو الحضور.

#اليوم_التاسع

أستيقظ طارق مفزوعا على صوت هاتفه الذي يرن بإلحاح. ليجد إسم منى على شاشة الهاتف فيخفض صوته وهو يجيب: خير يا منى في إيه؟ هي الساعه كام.

لم يدرك أن يارا أيضا قد أستيقظت على صوت الهاتف و قامت سريعا لتنبهه خوفا من أن تستيقظ الصغيرة. وما إن بلغت باب الغرفه حتى كان الجرس قد صمت وأتاها صوت طارق وهو يهمس فلم تدرك كلماته ولكنها توجست عندما سمعته يهمس هكذا فأقتربت بخفة من باب الغرفه لتسمعه 

& يعني إيه الكهربا ضربت. أنت كنت بتعملي إيه عالصبح كده. 

.......

& خلاص خلاص هجيلك. بس أصبري شوية مش هقدر أنزل دلوقتي علطول. هرتب الدنيا هنا وهجيلك علطول.

»»»»»»»

* يارا. يارا انت سرحانة في إيه. وسايبه بنتك مفطورة من العياط.

 تنبهت يارا على صوت والدتها فرفعت لها عينا جامدة لا حياة فيها واجابت بأليه حاضر هرضعها. معلش مأخدتش بالي.

_ في إيه. أنت مالك بتتكلمي كده ليه. انت أتخانقتي مع جوزك ولا إيه. أه علشان كده نزل بدري 

* متخانقتش ولا حاجه يا ماما. هو نزل علشان واحد صاحبه كلمه وعنده مشكلة.

_ أمال مالك. أنا عارفاكي لما بتتكلمي كده بتبقي زعلانة أوي. في إيه فهميني بلاش تخبي عليا. 

تشاغلت يارا بالنظر إلى وليدتها. فظلت أمها لحظات تنظر إليها علها تتحدث. وعندما يأست تركتها وهي متوجسة من الأيام القادمة فقلبها غير مطمئن تجاه طارق وتصرفاته المريبة وحال إبنتها هكذا يعني أن الأيام القادمة لن تحمل الخير لهما.

»»»»

أمشي يا شهد. أنا مش عايزة أتكلم معاكي 

_ لا طبعا مش همشي. ومش هسيبك غير لما تسامحيني 

* مش هسامحك. مش علشان خبيتي عليا بس أن طارق عارف كل حاجة وأنه أتجوز بنتك. لأ ده علشان كل شريط حياتك بيمر قدامي من أمبارح. مخليني مش طايقة أبص في وشك. أنا مش عارفة عقلي كان فين لما طاوعتك في خداعك لجوزك. عقلي كان فين لما كنت بشوف معاملتك لغزل وبلتمسلك العذر علشان بعيدة عن بنتك. اللي أنت بعدتي عنها بمزاجك وعلشان عنجهيتك الفارغة. عقلي كان فين وأنا بتعامل معاكي عادي ومش مديه خوانه. وأنت أصلا بطبعك خاينه. وللأسف أبني طلعلك خاين وغدار وببيعمل مؤامرات. لكن أنا اللي غلطانة انا اللي رميته في حضنك من زمان وأنا عارفة شرك.

_ انا كل ده يا تحية🥲.  أنت اكتر واحدة عارفه انا كنت طيبة وغلبانه ازاي. كنت عايزة أعيش في حالي وأكون أسرة محترمه. لو مكانش أحمد خدعني. لو كان صارحني من الأول بوضعه وسابني أختار. لو كان بابا مربطنيش بيه وبعمي وسابني أختار بحريتي أكمل معاه ولا لأ. مكنش كل ده حصل. لكن برضو انت عندك حق ومغلطتيش في حاجه من اللي قلتيها عليا. أنا فعلا فيا كل العبر. بس أنت أول واحدة أنا ندمت قدامك وحاولت أصلح غلطي. لكن محدش أداني فرصة. ولا أحمد اللي عارف كويس أن هو غلطان في حقي برضو سامحني.

ولا بنتي اللي سترت عليها وحاولت أعوضها وأخدتها في حضني هي وأبنها سامحتني. مفيش غير غزل الطيبه هي الوحيدة اللي بتسأل عليا ولسه بتعتبرني أمها. 

* قلتلك من بدري يا شهد أمشي. مش طايقة أسمع صوتك ولا أصبر على كلامك اللي كله مغالطات ده.

_ حاضر يا تحيه انا همشي. ومش هرجع تاني غير لما تحتاجيني  بس لازم تعرفي أن إبنك مبقاش كده بسببي بس. إبنك طبيعته أناني وشكاك ومريض نفسي. أنا روحت للدكتور اللي بيتعالج عنده. ومن غير  ما أدخل في تفاصيل. خلي بالك من تصرفاته أنا شاكه أنه ببعمل حاجه مش مظبوطه. لاني فهمت من هند أنه بيروح لها يوم أو يومين في الأسبوع. واول امبارح مامة يارا قالت أنه برضو بيروحلها نفس عدد الايام. شوفي بيروح فين باقي الأسبوع. احسن ما تتفاجئي بمصيبة جديدة. وساعتها مش هتلاقيني قدامك علشان تلوميني

»»»»»»»»  

ما كاد طارق ينتهي من حل مشكلة الكهرباء. حتى ألقى بجسده على السرير يرتاح بعد مغادرة الكهربائي. جاءه صوت منى وهي ترجوه ألا ينام حتى تنتهي من تجهيز الطعام. أغمض عينيه ينشد النوم غير أبه برجائها. إلا أن هاتفه عاد ليفزعه للمرة الثانيه خلال هذا اليوم. ليرى أسم يارا مضيئا على شاشته. فينهض سريعا ليغلق باب الغرفه قبل أن يجيب عليها.

وبعد لحظات يخرج مرتديا ثيابه كامله وهو يترنح من التعب. ليجد من تنظر له بدهشه مستنكرة فيسرع بالرد على تساؤلها قبل أن تنطق به: يارا تعبانه جدا وانا لازم انزلها حالا. من غير ما تتعصبي بكره هخرج من المكتب على هنا وهبات معاكي كمان ليلتين. هقولها أني مضطر اسافر يومين علشان متتصلش بيا.

_ ده على أساس أني قلقانه من يارا بس. ما هي هتروح يارا هتطلعلي هند.

* بقولك أيه يا منى متفتحيش حوارات تعمل مشاكل. وبعدين ريحي دماغك. اصلا انا مش فارق مع هند ولو مرحتلهاش خالص ولا هتتصل بيا. أنا بس بروح علشان آسر.

_ هي مين دي اللي أنت مش فارق معاها. هند اللي سابتك أصلا لمجرد أنها سمعت أن كان بينا حاجه. وخبت عليك أن ليك أبن من غلها علشان عرفت واحده عليها. تقولي مش فارق معاها.

* هند أتغيرت يا منى في حاجات كتير تحرياتك العبقرية مخلتكيش توصليلها. وكفايه  رغي بقى أنا نازل

»»»»»»»

في أيه يا طنط يارا مالها.

_ مالها يا حبيبي هي جوه في اوضتها وزي الفل الحمد لله

* زي الفل إزاي!! دي كلمتني وقالتلي أنها تعبانة

أرتبكت الام وقد أدركت سريعا أن في الأمر شيئاً فقالت بتلعثم: شوف البت دائماً كده مش عايزة تتعبني. طالما كلمتك وقالتلك أنها تعبانه يبقى تعبانة يا حبة عيني بس مش عايزة تخضني.وأتبعت حديثها بأن سبقته إلى غرفة أبنتها وهي تقول بصوت مرتفع : كده برضو يا يارا. تبقي تعبانه وتكلمي جوزك وانا جنبك في المطبخ.

نهضت يارا من رقدتها حال دخولهم وقالت بإبتسامه مصطنعه : مين قال إني تعبانه يا ماما.

نظر لها طارق بدهشة: مين قال إيه. مش أنت كلمتيني وقلتيلي أجي بسرعه علشان حاسه أنك تعبانه ونفسك ضيق

أبتسمت يارا مرة آخرى : لأ يا حبيبي انا مش عيانه  ولا حاجه. انا بس حسيت إنك وحشني ونفسي تبات قريب مني أنهاردة

ضاقت عينا طارق وهو ينظر لها محاولا قراءة ما خلف كلماتها.لكنه فشل فأقنع نفسه أنها صادقه في كونها تريده بجوارها

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close