أخر الاخبار

رواية سكرتيره ولكن الفصل العشرون20بقلم هدي عبد المقصود

رواية سكرتيره ولكن

 الفصل العشرون20

بقلم هدي عبد المقصود

_ اذيك يا عم إبراهيم

*اذيك يا أستاذتنا. تصدقي بالله لسه متراهن مع سحر أنك هتيجي. مصممة إنك أجازه إنهارده يعني مش جاية. بس أنا قلتلها. إني عارفك كويس انتي متقدريش تستغني عننا. خصوصاً إنهاردة الخميس وعندنا يومين اجازة.

_ اه والله يا عم إبراهيم أنت أكتر حد عارفني هنا حتى الناس القريببن مني وبيتهيألي إنهم فهمني كويس. بيطلعوا فيك.

* مالك زعلانة كده. انت متوفقتيش في مشوارك ولا إيه

_ ابدا والله. أنا كنت بخلص شوية اوراق علشان علاج ماما. وخلصت الحمد لله. لس مقدرتش اروح البيت. قلت اجي اقعد شويه معاكوا أتلهي شوية في الكلام وفي الحكايات يمكن أهدى.

_ ربنا يروق بالك ويهديلك الحال. 

بس خسارة معظم الناس عملت إذن انهارده ومشيت. حتى الأستاذ طارق مزاجه كان وحش أوي من أول اليوم وهو كمان نزل بدري.

* ما أنا واخده بالي إن المكتب فاضي. هدخل كده أشوف هند جوه ولا نزلت هي كمان.

_ لأ نزلت برضو. 

* هي كمان. طيب خلاص أعملي نسكافيه وانا هقعد أخلص شوية شغل في مكتبي.

»»»»»»»

الباب ببخبط يا شهد هتيجي تفتحي ولا أفتح أنا.

_انا جيت أهوه. واتبعت قولها بفتح الباب. لتلج هند منه متباطأه وهي حريصه على ألا تلتقي عيناها بشهد. الذي همت بغلق الباب ولكن تراجعت عندما سمعت صوت خطوات تصعد الدرج. ولم تمر ثواني قليله حتى ظهر طارق أمامها مبادرا إياها بالحديث: ايه الشقه دي يا خالتو. انت سيبتي فيلتك ولا إيه. ليصل صوته إلى هند في نفس اللحظه التي وقعت عيناها فيها على أحمد وغزل. فتسمرت مكانها وهي تنقل بصرها بذهول بينهم وقد فقدت القدره على النطق.

ومن جهة آخرى بدا طارق لوحة مجسمة للذهول وهو يرى هند أمام عينيه داخل المنزل الذي دعته خالته إليه.

وعلى الجانب الآخر وقف أحمد وغزل يتابعون الموقف غير مدركين آيضا ما يحدث. لتكتمل الوحة بصوت طفل يركض من الداخل ملقيا بنفسه على هند وهو بهتف: مامتي جت. مامتي جت.

لو كانت هناك كاميرا ترصد هذا الموقف. لأقترب حاملها بأقصى درجات الزووم من وجه طارق عله يستطيع أن يظهر للمتابعين التعبير المرتسم على وجه طارق. فهو تعبير بمكن رؤيته ولا يمكن وصفه ابدأ. فكيف لنا أن نصف الذهول المختلط بالخوف والرهبه مغلفين بدمع يلمع ولا يسقط. كأن أذنه أدركت شيئاً  _من صوت الطفل الذي لم يتمكن من رؤية وجهه المدفون بين طيات ملابس هند_ جعل ذهوله يتغلف بالحزن والخوف.

قطعت شهد تلك الصورة الذاهله الغاضبه الحزينه. بصوت غلق باب المنزل بعنف إلى حد ما وكأنها أرادت لهم أن يستفيقوا قليلا. وأشارت للجميع بالجلوس وهي تهم أن تنطق ولكن سبقتها هند. وهي تصيح بغضب وغل: انت ايه اللي بتعمليه ده. بتجمعينا هنا ليه.

حاولت شهد لمسها وهي تقول: أقعدي بس.

لتضرب هند يدها بعنف: متلمسنيش انت ناويه على إيه. قررت فجأه تتوبي وناويه تولعيها. ثم أدارت رأسها لطارق الذي لا يفهم شيئا فقط يدير عينيه بينهما صامتا عل حديثهم يزيل غموض هذا الموقف: وبعدين خالتو إيه اللي قالهالك البني أدم ده. أنتوا عصابه ولا إيه.

فينتفض زاهر أيضا ملقيا بدلوه وسط هذه الفوضى عصابة ايه. إيه اللي بيحصل. وبعدين انت مالك انه بيقولها يا خالتو. ما هي خالتوا فعلا. انطقي يا شهد انت مجمعانا هنا ايه. ويعني إيه تتوبي وتولعيها اللي بتتقال ديه 

ذهبت شهد ببطء إلى مقعد مقابل للجميع وجلست بهدوؤ وهي تقول: طيب ممكن تاخدوا وقتكم وتتخضوا وتتعصبوا وتغضبوا براحتكم بس في الآخر هتبقوا مضطرين تهدوا وتسمعوني . وتدوني فرصة أفسرلكم كل حاجه.

تبادل الجميع النظرات المتحفزه وبدا من ضمة شفتيهم المجهود الذي يبذله كل منهم للسيطرة على غضبه.

كانت شهد أول من جلست وهي تشير لها بسخريه ان تصعد على المسرح وتبدء الحديث. تبعها طارق ثم غزل أما أحمد فنظر إلى شهد نظرات لو كان يمكن ترجمتها لكلمات لكانت تشي بخوفه مما سوف تتعرض له رجولته من إهانة أمام الجميع.

لاحظت شهد نظرات زوجها وأدركتها. وتألم قلبها من أجله. لكن سبق السيف العذل. لم يعد بإمكانها الكذب بعد الآن.

واجهت الجميع بعينيها : محدش من اللي قاعدين هيستحمل مني اي مقدمات علشان كده هنأى بنفسي وبيكم عنها وهدخل في الموضوع علطول.

بس قبل اي حاجه هوجه كلامي لطارق أبن أختي يعني إبني. أنا مش عارفه انت عرفت إزاي يا طارق ومش عارفه عرفت منين بس أنا متأكده انك عارف كل حاجه ومن زمان مش من دلوقتي.

للأسف أضطريت أعمل حاجه حقيرة مضافه لكل اللي عملته وروحت عند توحة الفيلا ودخلت أوضتك وقلبت فيها. كنت عايزه الاقي أي حاجه تفهمني أنت ليه قربت من هند تحديداً. ده غير تصرفات كتير ليك مكنتش فهماها لكن خلاص فهمت لما لقيت رسمه للشارع اللي ساكنه في هند على ورقه قديمه في اوضتك واضح إنك عارف من زمان. مش مهم دلوقتي عرفت ازاي المهم انك كنت عارف.

قاطعها احمد بصوت هادر : شاااااهد صبري قرب ينقذ. احذريني.

ألتفتت شهد له بكامل جسدها : أنت كمان يا أحمد كنت فاهم. أنا متأكده. عمري ما نسيت نظرتك ليا في المطار هيأتك وأنت بترجع بظهرك وبتهز راسك بأسى مش عايز تصدق اللي عينك وقلبك شايفينه عمرها ما غابت عني. لكن قلبك الكبير ونفسك المسامحه خليتك تعيش معايا ومتفضحنيش.  أيوه يا زاهر انت صح أنا فعلا غلطت لكن هي غلطه واحده بس. طول السنين دي. غلطت وكنت صغيرة وطايشة. كنت تايهة ومتلغبطة. مش ببرر لنفسي حتى الأسباب اللي ممكن تكون انت مدرك انها دفعتني للغلط ده مش بعتبرها تبرير لغلطتي. 

انا مش بعترفلك دلوقتي علشان تسامحني انا عارفة ان في غلطات مينفعش تتغفر. أنا حتى وانا بعترف أنانيه بفكر بس في نفسي أني أرتاح. بصراحة مش بفكر فيك. انت حر عايز تسامحني وتكمل معايا يبقى كتر خيرك. مش عايز تسامحني. يبقى لا بكلف الله نفسا إلا وسعها. وبرضو كتر خيرك أنك سترت عليا كل السنين دي.

أمتزج الألم بالحسرة على وجه أحمد وهو يتمتم : أنت قضيتي على كل فرصة بينا لحظة ما فكرتي في الجمع العظيم ده. كنت فاكر ذيك أنها غلطة واحدة. لكن واضح طبعا ان هند نتيجة الغلطة دي. وطارق كان عارف. يعني أنا طول عمري عايش معاكي وانا راجل مغفل في نظر كل اللي حوالينا.

يلا يا غزل قومي احنا خلاص دورنا خلص في القاعده دي 

زاغت عين غزل بين الجميع غير مستوعبه ما تسمعه. تناول أحمد يدها وهو يجذبها خلفه مغادرا. لتعترض شهد طريقهم وهي تربت على كتف غزل : أنا أسفه يا حبيبتي اني عرضتك للموقف ده. انا غلطت في حقك زي ما غلطت في حق كل الموجودين هنا 

* أنا حاسة إني تايهة. أرجوكي سيبيني أمشي دلوقتي. محتاجه أستوعب الموقف المهين اللي حطيتي بابا فيه. يمكن ألاقيلك سبب يبرر قسوتك ديه.

وأتبعت حديثها بأن نزعت يدها من على كتفها. ورافقت أحمد مغادرة المكان.

لتمر لحظات وشهد تراقب باب المنزل بعد مغادرتهم وكأن عيناها ستخترقه لتراهم خلفه وهم يلعنوها.

ثم استدارت على صوت طارق وهو يصيح : كل المسرحيه اللي فاتت دي ولا تفرق معايا. حضرتك ست خاينه دي بتاعتك. جوزك يسامح ولا ميسامحش برضو مش فارقلي. أنت جيباني هنا ليه دلوقتي.

صرخت فيه هند: أما انت بني أدم بجح صحيح. تصدق أنا كنت فاكرة إن شهد هانم العادلي أكتر حد بجح شفته في حياتي. لكن واضح إن البجاحه دي وراثة في عيلتكم. يعني مش كفايه خاين وفي أكتر وقت كنت محتاجالك ومخلصالك فيه خنتني. لأ ده انت كمان من الأول كنت بتكدب عليا. ليه عملت كده أنا مش فاهمة حاجه. طيب هي ست أنانية وخاينه. لكن انت ليه. طيب مصعبتش عليك. مصعبتش عليك البنت اللي عايشه بتقول لست غريبه يا ماما. وأمها رمياها. مصعبتش عليك وأنا مقهورة إني أتيتمت أم وأب. وأنا أمي عايشه أحسن عيشة وأنا ولا على بالها..

ليه فهمني كنت عايز مني إيه.

_  هقولك بالظبط انا كنت عايز منك ابه بس مش دلوقتي هشرحلك وأفهمك الطفل الصغير لما فتح عينه على خيانة خالته اللي بيعتبرها أكتر من أمه حس بإيه. الموضوع ده بيني وبينك أنت وبس. خالتي العزيزه مش من حقها تسأل ولا تفهم. هي بس دلوقتي مطلوب منها تتكرم وتتعطف وتفهمني هي ضمتني للجمع ده ليه. وأستدار لشهد وهو يلقي عليها كلماته بسخرية ممزوجه بالحده والإمتعاض : واحده عايزه تعترف لجوزها بخيانتها و تعترف لبنتها اللي أنكرتها إنها فجأه ضميرها صحي. أنا مالي بالحوار ده.

لم يبدو على وجه شهد أية مشاعر خجل ولا إنكسار جراء كلمات طارق المهينة بل واجهته هي الآخرى بسخريه مماثلة بل أن سخريتها كان بها نبرة شماته لم تخف عن طارق وهي تواجهه: لأ ما هو انهارده مش أنا بس اللي هعترف. انهارده انت كمان هتعترف لهند بسبب كدبك عليها. واللي مش عايز تقوله قدامي. وهي كمان هتعترف.

_ تعترف بإيه

جاوبه الصمت المطلق من كلتا السيدتين اللتين تبادلتا النظرات .

لينطلق في الخلفيه صوت آسر وهو يبكي وينهر مربيته لأنها لا تدعه يغادر غرفته بعد أن أخذته لها عنوة...




تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close