أخر الاخبار

رواية سكرتيره ولكن الفصل الثاني والعشرون22بقلم هدي عبد المقصود

رواية سكرتيره ولكن 

الفصل الثاني والعشرون22

بقلم هدي عبد المقصود

ليست حيوات عديدة بل هي  حياة واحدة. فرصة واحدة منحها لنا الله وتركنا لنختار كيف نستغلها. وهبنا العقل والقلب والضمير. كل منهم يشكل متغيرا في معادلة ينشأها كل منا لإدارة حياته. ليتحمل الجميع في النهايه نتيجة إختياراته. من تغلب عليه هوى نفسه فغاب عقله وأفل ضميره يسبح  في وادي يجمعه مع من يشبهه. أما من هذب نفسه وأحسن تأديبها وجعل الغلبة لعقله وضميره وجعل للقلب دورا يلي دورهما. فقد أختار مرافقيه. 

»»»»»»»

أنت عايزة إيه بالظبط يا منى

* عايزاك تجاوبني على سؤال واحد بس. أنا أسفه طبعا إني أجيلك بيتك في الوقت ده بس أنا خلاص وصلت لآخر قدرتي على التحمل مكنش ممكن أروح المكتب دلوقتي وأقابلك هناك من غير ما أخد قرار نهائي. لو كانت إجابتك بالنفي على سؤالي أوعدك هتكون آخر مرة تشوفني. هنزل من هنا على المكتب أقدم إستقالتي

_ أتفضلي أسألي

* إنت عايزني ولا لأ. إحنا بقالنا أكتر من خمس سنين بنلف في نفس الدايرة. أيوة صحيح أنا بحبك وعايزاك لكن لو كنت حسيت وأتأكدت إنك فعلا مش عايزني كنت هبعد وهدوس على قلبي. لكن أنت طول الوقت بترقص على السلم بتدعي إن اللي كان بينا نزوة وإنتهت وأول ما أبتدي أصدق وأفكر أبعد. تعمل تصرف يلغبطني تاني ويحسسني إن ليا مكان في قلبك.

بس خلاص أنا مش هسيبك ترضي غرورك تاني على حساب مشاعري. 

إجابتك المرة دي هتكون الحد الفاصل...

هرب طارق بعينيه من النظر إليها وعقله يعمل في أكثر من إتجاه. هل حقا يرغب في هجرها له. دائما كان يخبر قلبه أن تعامله برفق معها ناتج عن خوفه مما قد تسببه له من متاعب. والآن أيضا يريد أن يقتنع أن إجابته بأنه يريدها بجواره ستكون خوفا من تصرفاتها الهوجاء. لكن في زاوية ما من قلبه يستكين حبه وشوقه لها. لا يعرف لماذا يدعي غير ذلك هل بسبب إفراطها في إظهار مشاعرها مما لا يدع له المجال ليكتشف حقيقة مشاعره. أم لأن هناك زوايا آخرى في قلبه مشغولة أيضاً بمشاعر شوق ورغبة في آخريات.

رفع عينيه لها ليجدها تنظر له نظرة تجمع بين الخوف والتوتر والرجاء. ليجد نفسه بدون أن يشعر يتناول يدها ليقبلها ويضعها فوق وجهه وهو يقترب منها حتى كاد يلتصق بها وهو يهمس في أذنها #بحبك

              »»›»»»»

_ أنا أسفه يا فندم أستاذ طارق مش موجود في المكتب. مش عارفة أساعد حضرتك إزاي.

* يعني إيه مش عارفه تساعديني إزاي. بقولك أنا حماته ومراته تعبانه في المستشفى. وموبايله مقفول. أتصرفي  يعني لو فيه أي مصيبه عندكم في المكتب مش هتعرفوا توصلولوا. بقولك إيه أنا مفهمش الكلام ده. شوفيلك طريقة وأوصليلوا وبلغيه يكلمني.

»»»»»»»»

_ ليه كده بس يا ماما مين قالك تكلميه. كده هيقول إني مصدقت وجريت عليه بعد ما كنت مصممة على الطلاق.

* أنت هتفضلي طول عمرك طيبه كده. هو إيه اللي مصدقتي. أيا كان اللي حصل بينك وبينه فخلاص أنت طلبتي الطلاق. وصممتي عليه. لكن دلوقتي بقى فيه وضع جديد يلزمه كلام تاني. أقعدوا وأتكلموا مع بعض وشوفي هترسي معاه على إيه. لو كان غلط في حقك ومستعد يراضيكي علشان العيل اللي جاي ده يتربى بينكم يبقى عقلك يرجع لراسك بقى وتنسي خالص موضوع الطلاق ده. لكن لو هو اللي مش عايز يبقى يعرف ألتزامته وتتفقوا مع بعض الدنيا هتمشي إزاي.

_ يا ماما

* مفيش ماما. هو خلاص كلمني وجاي دلوقتي. تقعدي وتتكلمي معاه. هو ده آخر كلام عندي

»»»»»»»

*قلب ماما المسكر يلا بقى نكمل لبس علشان ننزل مع خالو نروح النادي.

_ أيوه يا ماما يلا بسرعة لحسن خالو ينزل ويسيبني انا بحب خالو حسن أوي وكمان خالو حسين كل يوم بيجيبلي حاجه حلوة.

هما ليه مش كانوا بييجوا عندنا الأيام الكتير لما كنا في بيتنا التاني.

* كانوا مشغولين. خلاص بقى نبطل كلام علشان منتأخرش. 

ولج حسن إلى غرفة آسر وهو ينظر له بحنان بالغ : خلاص يا آسور عمرنا ما هنبعد عنك تاني 

_ وبابا كمان مش هيسافر تاني وهنعيش كلنا مع بعض؟ 

تناول حسن يده وهو ينظر لهند : أكيد يا حبيبي

هربت هند بعينيها من عين أخيها وتشاغلت بشئ ما حتى سمعت صوت الباب.

تنهدت وهي تلقي بجسدها على الفراش. كم كانت الفترة الماضيه قاسية عليها. ولكن تحمد الله أن أنتهت على ذلك الحال. تمكن اليأس والحزن منها لحظة أفاقت من إغمائتها  بعد أن أكتشفت عفاف جسدها ملقى خلف الأريكة بعد مغادرة طارق. أفاقت على الجزع والدموع تملأ وجه مربية ولدها لتشاركها جزعا أكبر ولتنهمر دموعها بلا توقف وهي تتنقل من مكان لآخر تبحث عن طارق وعندما أعيتها الحيل لم تجد غير أمها لتتحدث معها. أبدا هي لم تسامحها على تركها لها. أبدا لن تغفر لها غدرها بوالدها. أبدا لن تتعاطف مع أعذارها. فقط لم تجد أمامها غيرها. لا تنكر أن حوارها معها نبهها للكثير مما يغيب عن عقلها في ذلك الوقت. عندما أشارت لها أن هناك الكثير من الأشياء في عالمها تحتاج للإصلاح. وعندما خلقت بداخلها الأمل أن الوقت طال أم قصر سيعود آسر إلى زراعيها. لحظتها قررت أن تشغل نفسها بتهيأة المحيط الخاص بها ليصبح مستعدا لإستقبال ولدها. عل في مصيبة معرفة طارق للحقيقة وخطفه لآسر يكمن الخير.

عادت إلى بيت أبيها لتجد أشقائها يجلسان في غرفة أحدهما. ليجيبا على تحيتها لهم ببرود وغضب مكتوم. لهما كل الحق أن يغضبا منها. فقد أصبحت ضيفه في بيت أبيها. فقط تقضي الليل نائمه لتستيقظ صباحا مغادرة بعد أن تترك لهما ما يحتاجان من نقود. كم ألحا عليها في السؤال لتشركهم في دنياها وتشترك معهم في دنياهم. لم ينسيا أبدا هند الشقيقه العطوف الحنون التي ما كانت تدخر جهدا لتشاركهما كل لحظه في حياتهم. لكنها كانت في دوامتها حتى يأسا منها. حتى أنه في إحدى المناوشات بينهم قال لها حسين أنه يبحث عن عمل حتى تتوفر لديه النقود التي تقضي حاجته وحاجة شقيقه فلا يحتاجان لها.

كانت قد أعملت عقلها طوال الطريق تفكر كيف ستواجههم. لم تواتيها الشجاعة لتعترف لهم بالحقيقة كامله. لا حقيقة إنجابها لآسر دون زواج. ولا حقيقة كونها شقيقة لهم من الأب فقط. ولكن أيضاً لن تستقيم الحياة هكذا. لم يكن أمامها سوى اللجوء للكذب. فجلست معهم تخبرهم أن لديها سرا أخفته عنهم حتى لا تحزنهم إن شعروا أنها ستتركهم وتحيا حياتها الخاصة. أخبرتهم أنها كذبت عليهم عندما أدعت أنها وطارق قد أنفصلا ولكن الحقيقة أنهما تزوجا ولكن حدث بينهم شقاق كبير بعد الزواج بفترة قليلة مما أدى لإنفصالهم. روت لهم كل ما حدث بعدها حتى الآن بصدق. فقط كذبت عندما لم  تخبرهم أن السيدة التي ساعدتها أتضح انها أمها. ما أرادت أن تختم لهم حديثها بعد كل هذه المفاجأت بأن تخبرهم بأنها شقيقة لهم من الأب فقط. ولكن حتى أخفاؤها خبر حملها عن طارق وأكتشافه الأن أخبرتهم به. أرادت لهم أن يكونوا عونا لها في بعاد فلذة كبدها. تحملت غضبهم عليها ولومهم لسؤ تصرفها. لكن قلبهم الرحيم كقلب أمهما لم يتحمل دموعها. سامحوها بعد وقت قصير وترقبا معها عودة آسر. لم يمر يومان حتى هاتفها طارق يطلب منها بحزم النزول لمقابلته. وحدد لها المكان. هرولت تسابق الزمن وهي تمني نفسها أن يكون آسر مرافقا له. ولكن خيب ظنها ووجدته يجلس بمفرده ينتظرها جلست أمامه تلتقط أنفاسها وبمجرد أن خرج صوتها سألته بحده ممزوجه بالرجاء : فين آسر

_ أهدي يا هند وأطمني آسر كويس. بس أنا كان لازم أتكلم معاكي الأول قبل ما أجيبهولك.

* أنا مش عايزة أتكلم في حاجه خلاص قلنا كل الكلام. أبوس أيدك يا طارق أنا عايزة أبني

_ هند. بطلي طريقتك دي. أنا وانت فاهمين كويس أوي أن المسأله مبقتش إني أخدت طارق منك كام يوم.متبصليش كده خلاص يا ستي خطفته مش أخدته. المهم دلوقتي أنا أتأكدت إن آسر إبني. إحمدي ربنا أني أصلا حاسس بالذنب من ناحيتك مش علشان خنتك والهبل ده. لو كان الموضوع زي ما  كان في دماغك إن أنا خنتك فأنتي حرمتيني من أبني  عقابا ليا. أنا كان زماني حرمتك منه عمرك كله. لكن كوني خدعتك وأستغليت مشاعرك علشان أنتقم من خالتي. هي دي الحاجه الوحيدة اللي هتخليني أسامحك دلوقتي وأطلب منك كمان إنك تسامحيني. أنا وأنت ضحيت شهد العادلي. أنت لما سابتك و حرمتك منها. وأنا لما لوثت طفولتي وعمري كله يوم ما عرفت أنها ست خاينه وطماعه.

* أنت بتكلمني في إيه. أنا مالي ومال شهد العادلي دلوقتي. أنت يعني عايز تدي نفسك عذر في اللي عملته معايا خلاص يا سيدي مسامحاك. وانت كمان بتقول أنك سامحتني. خلاص بقى رجعلي أبني.

_ يا سلام وأشمعنى يرجعلك أنت ويسيبني أنا. مش كفايه أتحرمت منه كل السنين دي. كمان دلوقتي عايزه تاخديه مني.

* أنت بتقول إيه يا طارق. أنت بجد عايز تنتقم مني وتحرمني من أبني

صمت لحظات وهو يتبادل معها النظرات ثم تنهد وقال لها بحزم: هند أنا عندي ليكي عرض محدد أو تقدري تقولي حل قطعي للموقف ده



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close