أخر الاخبار

رواية سكرتيره ولكن الفصل الخامس والعشرون25بقلم هدي عبد المقصود

رواية سكرتيره ولكن 

الفصل الخامس والعشرون25

بقلم هدي عبد المقصود

نتيه في الدنيا باحثين عن السعاده تتلقفنا الأيادي من هنا ومن هناك. بعضها يلقي بنا من علٍ وبعضها يتلقانا قبل أن نصطدم بالأرض. إن أعملنا العقل. لأيقنا أن من يلقي بنا هو العدو ومن يتلقانا ويحمينا من صدمة الإرتطام المؤلمة هو الصديق. ولكن من قال أننا عاقلون للدرجة. متدبرون لأنفسنا. مدركون للأشياء. لو كنا كذلك ما أمتلأت صفحات الراحل عبد الوهاب مطاوع في عدد الاهرام الاسبوعي. بذلك الكم من المهمومين والمنكسرين. التي دلت بدايتهم على ما سوف يؤدي بهم إلى هذا الألم. ولكنهم تجاهلوا كل الإشارات. تجاهلوا الهروب من تلك الأيدي التي تدفعهم إلى الهاوية. وظلوا يتمسكون بها وهي تدفعهم. هم يتمسكون وهي تدفعهم. حتى تردوا في هاوية لا يمكنهم القيام منها. وعندها ينفطر دمعهم. يلطمون الخدود وينزف قلبهم ألما من طعنة سكين توجهت لهم. يسيطر عليهم إحساس قاتل بالظلم وضياع العمر مع من لا يستحق... لا يسعني ان أقرر ان الجميع هكذا. ولكن في أغلب حالات الغدر وطعن القلب. تكون هناك إشارات مسبقة تنبئ تماما بالنهايات. ولكن الإنتباه لتلك الإشارات يعني إتخاذ قرار نهائي بالتنحي عن تلك التجربه المعروفه نهايتها. لذلك غالبا ما يلجأ الجميع للتجاهل. لأن الإبتعاد يخالف هواه وما يتمنى. ينطبق هذا تماما. على منى ؛ هند ؛ يارا 

ليس بينهن راشدة تنأى بنفسها عن خوض تلك التجربة. وهن تعلمن تماما أن النجاح لن يكون حليفهن. فقط أمل وردي يداعب القلوب فتغلق الأعين ويتوارى العقل. ويعلن القلب إستعداده للمجازفه أملا أن يكون النجاح حليفا

وعلى هذا الأساس جازفت فتياتنا. وقررن بدء حياة جديدة مع الحبيب.

»»»»»»»»

رغم سعادة منى الناقصه بسبب وجودها بمفردها في تلك الليلة فقط إياد صديق طارق. وزوجة أخيها التي رغم إعتراضها إلا أن قلبها لم يطاوعها أن تتركها بمفردها في تلك اللية. رغم حزنها إلا أنها بدت كأية للجمال بشعرها الغجري الذي قيدت حركته ورفعته لأعلى وربطته بشريط فضي اللون وتركت خصلاته تتساقط على وجهها  الذي أضفت عليه بعض اللمسات. فتألقت بشرتها السمراء الناعمة لتصنع مع خصلات شعرها وشفتيها البارزه قليلا المتألقه بأحمر الشفاه النبيتي اللامع قليلا في غير بهرجه. لتأتي ضحكتها التي تشع من عينيها فتضفي عليها جمالا رائعا. ومع نظرات الحب والهيام التي تنظر بها إلى طارق جعلت طارق لا يطيق حتى تنتهي إجراءات عقد القران ما كان يريد سوى أن يحملها ويضعها بداخل سيارته لينطلقا  معا إلى تلك الشقه الصغيرة التي قام بشرائها حديثا. لذلك ما إن بارك لهما المأذون بعد أن أعلنهما زوجا وزوجه. حتى جذبها إلى السيارة بعد أن تلقيا تهنئة إياد. وبعد أن أحتضنتها رانيا وعينيها تفيض بالدمع. أنطلق طارق بالسيارة وهو يمسك يدها ليضعها على فمه ويطبع على كفها قبلة رقيقه جعلت جسدها يرتعش وهي تغلق عينيها خجلا ورغبة. كان الصمت هو ثالثهما حتى وصلا إلى وجهتمهما. ليستقلا معا المصعد الكهربائي ويخرج طارق المفاتيح ليفتح باب المنزل ومنى تراقبه غير مصدقة أن حلمها أخيرا قد تحقق وأنها الأن تستعد للولوج إلى بيت يضمها هي وطارق. وبينما هي غارقة في أفكارها إذا بطارق يستدير إليها ليطوق كتفها برقه ويضع يده الآخرى أسفل ركبتيها لتجد جسدها يرتفع بين زراعيه فيتيه عقلها للحظه غير مستوعبة ولكن وجهه المواجه لعينيها يؤكد لها الحقيقة أنها الآن بين زراعي طارق لتلقي برأسها على صدره وتحيط رأسه بزراعيها وتغمض عينيها ولا تفتحها إلا عندما شعرت بجسدها يلامس الفراش. فتفتح عينيها لحظه لترى وجهه قريب جدا من وجهها فتغلقها مرة آخرى خجلا عندما مال بشفتيه على شفتيهافي قبلة حلمت بها طويلا ولم تتوقع أن يتحقق حلمها. بادلته قبلته بقبلة أعنف حتى كادا يدميان شفاه بعضهما. ليمد يده نازعا عنها ملابسها ومن بعدها ملابسه. ليتيها معا في عالم زارته منى كثيراً في أحلامها. ولم يتوقع طارق ان يكون هذا العالم بتلك الروعة وأن يشعر معها بكل تلك السعادة.

مرت الأيام حتى أكتملت سبع فيضطرا إلى الإستيقاظ من الحلم والعودة للواقع. تجد منى طارق يقف أمام خزانة ملابسه يعبث بها. فتسأله غير مدركة في يوم ماذا هم

_ أنت نازل ولا إيه يا حبيبي. أستنى ألبس وأنزل معاك.

* لأ نازل ايه بس. أنا بجهز البدلة اللي هلبسها بكرة وأنا رايح الشغل

_ اه صحيح الشغل ده أنا نسيته خالص هو الأسبوع خلص بسرعه كده.

صمتت لحظات حزينه على أيام العسل التي أنتهت سريعا. لتسلم في النهاية بالأمر الواقع وتنهض بتثاقل متجهة هي الآخرى لخزانة ملابسها. ليوقفها طارق سائلا إياها: رايحة فين

_ هجهز هدومي انا كمان. خلاص بقى مضطرين. ولو طلبت منك ناخد اسبوع كمان أنا عارفه إنك مش هترضى.

* أنت هتاخدي لكن انا مش هينفع

_ وإيه فايدته طالما نازل هنزل انا كمان

جذبها طارق من يدها و أتجه معها إلى الخارج وأجلسها برفق ليجلس قبالتها 

وهي تنظر له متوجسة.

* انا عايزك تقدمي أستقالتك من المكتب

_ أقدم استقالتي !!!!

ليه انت قلتلي أعمل أسبوع أجازة. وأنت كل الموظفين فاهمين أنك في دبي علشان المعرض. يعني عادي أننا نرجع الشغل إحنا الأثنين بكرة. لو عايزني. أبلغ بكرة كمان عارضة علشان منرجعش مع بعض في نفس اليوم. ماشي. لكن إستقالتي ليه مش فاهمة.

* منى يا حبيبتي أنا عندي اكتر من سبب علشان اطلب منك تقديم أستقالتك.

اولا انت عارفه ان لسه مطلقتش يارا صحيح هي طالبة الطلاق زي ما قلتلك بس لسه. في شوية أمور لازم اسويها معاها وبعد كده هطلقها زي ما وعدتك.

ثانيا وده الأهم أنا خلاص مبقتش أقدر أتعامل معاكي على أنك الانسة منى الموظفة في الشركة انت بالنسبالي مراتي ومش هعرف أتعامل غير كده.

_ طيب هو أنت بعد ما تطلق يارا هتعلن جوازنا

* سيبي كل حاجه لوقتها.

 بكرة إن شاء الله تبعتي أستقالتك على الميل.

تنهدت منى بعمق وقد شعرت أنه لا فائدة من الجدال معه فنبرة صوته حازمة رغم أنه يحاول أن يتحدث بهدؤ: أنت هتيجي بكرة بعد الشعل علطول.

_لا هعدي على ماما. وبعدين على يارا

أعتصرت قبضة باردة قلب منى وهي تسمعه ينطق إسم يارا بتلك البساطة. 

قضت ليلة مؤرقة جافاها فيها النوم. وبعد مغادرة طارق المنزل. أطلقت العنان لدموعها وقد أدركت أن أيامها السعيدة قد أنتهت. ولكن قلبها مازال يتمنى أن تسير الأمور كما أخبرها طارق. ويطلق يارا ويعلن زواجهما وتحيا معه حياة طبيعية. أطلق عقلها ضحكة ساخرة وهو يذكرها بهند وولدها. كانت تعلم أن هند لن تنتظر كثير وستخبر طارق عن إبنه. وتعلم أيضا أن طارق سيسامحها. حتى إن ترك يارا فلن يكون لها بمفردها. عليها التحمل فلا شئ مما يحدث جديد بالنسبة لها. فلتسعد بوجودها بجواره ولتنسى اي شئ.

»»»»»»

جلست هند مع آسر وهو يقوم بالتلوين في الكتب التي أحضرتها له. بينما هي معه بجسدها عقلها في واد آخر تتفكر في حديث شقيقها. لم تذهب إلى المكتب عمدا اليوم. رغم علمها بحتمية وجود طارق بعد عودته من سفرته المفاجأة. ولكنها أرادت أن ترى كيف سيتصرف. لقد أنتهى موعد العمل بالمكتب منذ ثلاث ساعات على الأقل ولم يأتي او يحدثها. غير انه طوال الأسبوع السابق لم يكلف نفسه عناء مكالمة هاتفية يطمئن فيها على إبنه الذي أقام الدنيا وأقعدها لأنها أخفت عنه وجوده. أنتزعها من أفكارها صوت جرس الباب. فتحت لتجد أمامها طارق. وقد وقف حاملا لفافة كبيرة بيده. دعته للدخول. فولج ليجد آسر  يقف خلف والدته يترقب من يطرق الباب. ترك اللفه التي بيده بجواره وتلقف ولده بين زراعيه ليزيل شوقا أعتراه نحوه.  ثم فتح اللفافه ليخرج منها جهاز بلاي ستيشن فرح به آسر أيما فرحة. ليساعده طارق في تشغيله ثم يتركه يستكشفه بنفسه. قبل أن يلتفت إلى هند معتذرا: معلش يا هند ملحقتش أسلم عليكي. أصل آسر كان وحشني أوي.

_ ولا يهمك المهم انك كويس وبخير

* الحمد لله تمام. انت طمنيني عليكي. مجيتيش ليه المكتب انهاردة.

_ مفيش حاجة كنت مكسلة شوية بس.

* مكسلة اول يوم شغل وأنا لسه راجع من السفر. والمفروض ان انت سكرتيرني الخاصه. مش غريبه شويه. ولا انت عايزاني ارفدك.

_ اللي تشوفه.

* سيبك من الكلام ده دلوقتي وعرفيني نويتي على إيه أنا مش هقدر أبقى بعيد عن أبني أكتر من كده

_ طارق هو انت ناوي تعمل إيه مع يارا.

* يارا حامل يا هند

_ إيه حامل؟ أمال أنت بتعرض عليا الجواز إزاي.

* زي الناس. الموضوع ده محتاج قعدة كبيرة. شوفي وقت يكون حد من إخواتك موجود في البيت وسيبي معاه آسر ورني عليا نتقابل ونقعد في أي مكان بره علشان نتكلم براحتنا. آسر زي ما انت سامعه عمال يندهلي ألعب معاه. هسيبك وأقوم له دلوقتي 

          الفصل السادس والعشرون من هنا 


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close