أخر الاخبار

رواية سكرتيره ولكن الفصل الرابع والعشرون24بقلم هدي عبد المقصود

رواية سكرتيره ولكن

 الفصل الرابع والعشرون24

بقلم هدي عبد المقصود

_ أرجوكي يا ماما أفهميني. طيب ردي عليا. أنا مش عايزة أخد خطوة وأنت مش راضية. وفي نفس الوقت في حاجات مقدرش أقولهالك تخليني برضو مصرة على اللي في دماغي

رفعت لها سمارة عين غاضبة متسائلة فزعة.

لم تتمالك منى أعصابها إزاء نظرة والدتها فإنهارت باكية. ومن بين دموعها خرجت كلمات متقطعه تخبرها بها أنها لم تفرط في نفسها ولكنها مستعده للتفريط : أيوه أنت مصرة تخليني أقول كلام مينفعش بنت تقوله لأمها بس هي دي الحقيقة أنا بحب طارق أوي أوي وعايزاه جنبي ومش عارفة أخرج بره التفكير ده.حاولت كتير وفشلت. مبقاش قدامي غير إني أنتحر. أو أقتله علشان في يوم من الأيام عشمني. أو أتجوزه وأنا عارفه أننا هنفشل. بس أنا مش قادرة أقتله وحتى لو قدرت معرفش إزاي الناس بتقتل. يتبقى الإنتحار أو الجواز. وبجملة فشلي برضو معنديش الشجاعه إني أموت نفسي. والله العظيم بقولهالك بكل رضا نفس لو تقدري تقتليني أقتليني حالا أنا قدامك أهوه. بس لو مش هتقدري انت كمان يبقى بجد حرام عليكي تدوسي عليا أوي كده. سيبيني وأنا هتحمل نتيجة غلطتي. ويمكن ربنا يقسملي الخير معاه. ويحس أد إيه أنا بحبه. ويزرع حبي في قلبه.

سالت دموع الأم بالرغم منها لتمر لحظات صمت إلا من صوت نهنهة الأم وإبنتها. لتتمالك الأم نفسها بعد تلك اللحظات فتقف بتثاقل وهي تخبر قرة عينها أنها لا تريد أن تراها مرة آخرى إن هي سارت في هذا الطريق وأصرت على هدم بيت إمرآه  لم تجني شيئا غير أنها أحبت رجل وتزوجته لتأتى آخرى وتهدم قلعتها بكل أنانية.

أخبرتها أنها لن ترسل شقيقها خلفها وأنها لن تعترضها. ولكن كما هي أختارت نفسها وسعادتها ولم تأبه بأسرتها. فلن يأبه بها أحد.

وأتبعت حديثها بأن خرجت من الغرفة بهدؤ.

لتضع منى رأسها بين كفيها وهي مستمرة في نحيب بنكهة الصراخ.

                    »»»»»»»

_ هند انا عايز أقولك حاجة. بس عايزك  تفهميني كويس.

* اتفضل يا حبيبي

_ أنا بمنتهى الصراحة لسه زعلان منك. مش قادر أتسامح مع فكرة إنك فضلتي سنين تكذبي عليا أنا و حسين وبصراحة أكتر أنا حاسس أنك مقولتيش كل حاجه. او بمعنى أصح كدبتي علينا في بعض التفاصيل..

#ثواني يا هند متقاطعينيش بعد إذنك. انا مش بحاسبك ولا حتى عايز ادور وراكي وأعرف إيه الحقيقة وإيه الكدب. انا حتى مصارحتش حسين بشكوكي. 

وجود آسر  والشبه الكبير بينه وبين بابا الله يرحمه خفف كتير من صعوبة الموقف وخلانا نضطر نتقبل.

كمان تصريحك أنك هتتجوزي طارق. أكيد هيبقى شئ افضل لينا كتير وهيحفظلنا كرامتنا قدام الناس.

لكن في حاجه مش قادر أسكت عنها. طارق اللي جالنا علشان يطلب إيدك. مش هو ده طارق بتاع زمان. صحيح انا كنت صغير بس كان في نظرة خير في عينيه لكن دلوقتي حاسس إن في حاجه غلط مش عارف أحددها. في غل في ايده وهو بيمسك آسر. في نظرة شر في عينه وهو بيبصلك. نظرة عجيبه مش عارف إذا كان هو نفسه قاصدها ولا لأ. لأن برضوه مع الشر ده في ضعف غريب بيظهر عليه في بعض اللحظات.

مش عارف ليه في حاجه جوايا خايفة عليكي وعلى آسر. مش قادر أنصحك تبعدي ومتتجوزيش طارق. ولا قادر أفرح بجوازك منه اللي هيشيل عننا هم كلام الناس وهيخلي راسنا مرفوعة. مش عارف إيه الصح... بعد تفكير كتير قررت أجي وأقولك اللي جوايا واسيبك انت تعملي المناسب ليكي.

              »»»»»»»»

#مشهد_من_داخل_مرآب_فيلا_شهد_العادلي

حيث تقبع سيارة شهد العادلي التي تخلت عن إستخدامها منذ وقت طويل حيث أصبحت القيادة تمثل جهدا ذائدا لا يتحمله قلبها المريض إن أقتربنا من السياره نلاحظ إنكسار الضوء على سطحها وإن أقتربنا أكثر لنرى مصدر الضوء في هذا المكان المظلم تقع أعيننا على يد تمسك موبيل مضئ ويد آخرى تتحسس شاشته لتتصفح صورا متنوعة لشخصيات نعرفها تمام المعرفة. فها هي شهد تتمايل راقصه وسط مجموعه من أقاربها وأمامهم كعكة عيد ميلاد متعددة الأدوار. لتصلنا صوت نهنهة صاحب اليد وهو يضع يده على فمه فينعكس ضوء الموبيل على وجهه لنرى وجه طارق ودموعه تتوالى منهمرة في غزاره لتقبض يده على حبات تراب من الأرض فيتناولها ملقيا إياها على شاشة الموبيل. وهو يتخيل أنها ترتطم مباشرة بتلك المتمايله الضاحكه. يصرخ بدون صوت مخاطبها.

 أرقصي. أرقصي كمان وكمان أنت رقصتي على جثثنا كلنا. حتى غزل مسلمتش منك. يارتني ما كنت راقبتك. ياريتني روحت فضحتك اول ما شوفتك هنا في نفس المكان مع عشيقك. كنت ارتحت مكنتش عرفت بنتك اللي طلعت نسخة منك. عايزة هي كمان تحسسني بالذنب علشان ضحكت عليها ومقلتلهاش أنا مين بالنسبالها. طيب كنت هعمل إيه أنا كنت ناوي أعوضها عنك كنت عايز أرجعلها مالها اللي طمعك فيه خلاكي رميتيها. وعلشان غلطة رجعت عنها بسرعة الهانم حرمتني من أبني وزورت وكدبت عليا وعلى أخواتها وعلى الدنيا كلها. ما هي فاجرة زيك. ياريتني ما راقبتك وعرفت إنك أنت وأختك من نفس الطينة الزبالة. أنتوا الأثنين خاينين. وبترموا عيالكم علشان الفلوس وعلشان صورتكوا قدام الناس. ياكش هي بس أدتهالك علشان تخليها قدام عينيها وتريح ضميرها. وضحكتوا أنتوا الأثنين على الراجل الطيب اللي صدقك لما عملتي نفسك أخترتيها من وسط العيال. ميعرفش أن كل ده ترتيب شياطين. لكن ربنا أراد يكشفكوا قدامي.

شعر طارق بحركة ما خلفه فهب واقفا يبحث عن مصدر الصوت ليلمح قطه صغيرة أخافتها حركته أكثر بكثير من خوفه منها. فأنطلقت هاربه. ليعود السكون للمرآب لا يقطعه سوى صوت أنفاس طارق المتتابعه. فيعود ليفترش الأرض مرة آخرى وهو يكاد يسقط وكأن قدميه لا تحملانه. وتلمس يده شاشة الموبيل فتختفي صورة شهد لتحل محلها صورة من حفل إفطار رمضان الذي ينظمه المكتب للموظفين. تضمه مع مجموعه من مديري القطاعات في المكتب وفي الخلفيه تظهر منى تقف بعيدا معتقده أنها بعيدة عن عدسة الكاميرا. لا تعلم أن  نظرتها لطارق بكل هذا الحنين تبدو واضحة جدا في اللقطة.

يمعن طارق النظر لمنى وتمتلئ عينيه بالدموع. هناك في زاوية ما في قلبه يقبع يقين أن حظه العاثر جعل طريقها يتقاطع مع طريقه في هذا التوقيت. لو كان لم يرى خالته في ذلك اليوم. لو لم يراقبها. لو لم يستمع لحديث أمه مع غزل ومن بعده مع خالته. لو لم يبحث عن هند. لو لم يمت أباها ويتركها وحيدة فيرق قلبه لها. لو كان شابا طبيعيا قابل فتاة أحبته كل هذا الحب. ما كان يدعها أبدا. لو تحرى الصدق مع نفسه لأعترف أن منى هي حبه الأول. فقط ولهها الذائد عن اللزوم به واستعدادها  لعمل أي شئ لنيل رضاه. جعله يشعر دائما أنه قد فقد حق الإختيار. كلما حاول أن يراها بعين قلبه حاوطته بحبها حتى يشعر أن هذا ليس ما يريده وأنه إن تجاوب معها سيكون بدافع ضغطها عليه وليس بدافع حبه لها. فقط عندما لمس الجدية في قرارها بالإبتعاد عنه. لم يملك إلا أن يسترجع حبها الكامن في قلبه. حينها فقط خاف أن يفقدها. ليتها فعلت هذا من قبل. ليتها تركت له حرية الإختيار لكان إختارها عن طيب خاطر. وما كان بحث لنفسه عن دور الصياد.وما كان ظلم يارا معه.

عادت يده تلمس شاشة الموبيل لتنتقل للصورة التاليه فتقع عيناه على صوره ليارا كانت قد ألتقطتها لنفسها أثناء إقامتهم بالفندق لقضاء شهر العسل التمثيلي. لم يفكر يوما أن يلتقط لها صورة أو أن تجمعهما لقطة توثق بعض اللحظات. لا يعرف إن كان يحب يارا ام لا. يوجد داخله إحساس بإحتياجه لها. رغبة دفينه في أن تظل بجواره. لم يغب عنه أبدا إنبهارها به منذ الأيام الأولى لعملها معه. راقته نظرتها المستتره. أثار إهتمامه عدم تعمدها الإقتراب منه. في الوقت الذي كان قد أعد مخطط للإستيلاء على جزء من مال والدته. ولكنها رهنت هذا بزواجه. قدرته على إتخاذ زمام المبادرة مع يارا جعلته يشعر برجولته. على العكس من منى التي لم تدع له أبدا الفرصة ليطلب منها الإقتراب. ولكنه ما زال يرى ان يارا أيضاً دون المستوى لتليق بلقب زوجة طارق عبد الحليم. عندما كانت في المشفى تفتق زهنه عن فكرة أن يوهمها بعدم قدرتها على الإنجاب وبأن زواجه منها زواج مصلحه متبادلة فقط حتى لا تنتظر منه مشاعر أو علاقه لا يعتقد أنه قادر عليها. منذ جمعه الفراش بهند وهو يزهد في أي علاقة. لا يعلم لماذا. حتى طبيبه لم يستطع أن يشرح له السبب دائما ما يستخدم مصطلحات وكلمات ضخمة لا تفيده. لا ينكر أنه بين الحين والآخر كان يشعر أن ليارا مكان ما داخل قلبه ولكنه دائما ما كان ينكر  على نفسه هذا الشعور. ولكنه لا يعلم لماذا ينكره. بالنسبه لمنى فقد أقتنع ان محاولتها الإقتراب منه دوما. هي السبب في إنكاره لمشاعره نحوها. أما بالنسبة ليارا فلا يعلم. وكأن قلبه يمتلئ بشعور بالذنب نحو هند يجعله ينكر على نفسه أن يقع في الحب ...

 مع يارا أيضا حدث نفس السيناريو. ما إن شعر بعزمها الإبتعاد عنه حتى بزغ حبها في قلبه. ووجد نفسه لأول مرة يقترب من أنثى بعد هند بل ويعيش معها لحظات شديدة الرومانسية....

لا يعلم ماذا تخبئ له الأيام القادمة. تلاحقت الأحداث سريعا في الفترة الأخيرة. ظهر له إبن والآخر في الطريق؛ أفاقت منى فجأه وقررت وضع حد لعلاقتهما. وجد نفسه مسير غير مخير في إتخاذ قرارات مضادة لبعضها. يوقن تماما أن القادم ليس خيرا أبدأ. طبيبه يترجاه ان يتراجع. يستحلفه أن يصارحهم جميعا بالموقف ويترك لكل منهن حرية إتخاذ القرار. ولكنه يرى أن في هذا الفعل إحترام ذائد لهن وتقديراً لا يريد أن يمنحهن إياه. هن الثلاثه أغبياء ويستطيع أن يحركهن كما يريد ولا واحدة منهمن قادرة على معرفة ما لا أريد لها أن تعرفه



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close