أخر الاخبار

رواية سكرتيره ولكن الفصل العاشر10بقلم هدي عبد المقصود


 رواية سكرتيره ولكن 
الفصل العاشر10
بقلم هدي عبد المقصود
عن قلبها غاب الأمان وعن روحها غابت الطمأنينة. نسير في الحياه نبحث عن حبيب يشبه الاب تمام. أو يختلف عنه كلية. ولكن ماذا إن تشككنا في هوية الاب؟ ماذا إن شوش الحبيب عقلنا؟
أحبت هند والدها ووالدتها. لم تسمح لرأسها أبدا أن يضع تصرفات والدتها حيالها بالمقارنة بتعاملها مع أشقائها التوءم موضع تحليل. أتخذت مبررا لها أن التوءم صغيرين جاءا بعد أن فقدت الأمل في الإنجاب فجاءت هدية السماء لها في شكل ذكرين مرة واحدة. فسكنا فؤادها سريعا حتى كادت تطرد منه طفلتها الأولى. طبطبت هند على نفسها بقولها أنها نالت من الحنان والرعاية الكثير. فلتترك الصغيرين ينهلا من نبع حنان أمهما. لعل الباقي ليس كثيرا. فمع إعتلال صحة الأم كانت كثيرا ما تجد أبيها ينظر للتؤمين بحسرة وكأنه يعلم ما ينتظرهما. خافت عليهما من يتم الأم المبكر ولم تعلم أنهما سيصبحا يتيمي الاب أيضا. لقد وقع على سمعها ذات يوم. أن كلمة يتيم تطلق على من يفقد أبيه قبل البلوغ. وعلى هذا فلا تعتبر هي يتيمه. ولكن من قال أن هذه الأشياء تتعلق بالحقائق. هي حقا يتيمة حزينه تشعر أنها فقدت هويتها يوم فقدت أبويها. في الأيام الأولى لوفاة والديها. لم تستطع التوازن. كانت تبحث عن من يحمل مسؤليتها ومسؤلين أشقاءها. ولكن بعد ذهاب الصدمة. وجدت أنها تبحث عن نفسها. علمت أنها الشخص الوحيد المؤتمن على نفسها وعلى الصغيرين. حتى طارق لم تتقبل مشاركته لها في تلك المهمه...
طارق. طارق الذي دخل حياتها عنوة بين يوم وليلة أصبح جزءا من مستقبلها. جزءا من أسرتها. لا تعلم كيف حدث هذا.. بمجرد أن تعرف عليها في الجامعة بواسطة شقيقته. التي لم تكن تعرفها أساسا. حتى وجدته ضيفا على منزلها في اليوم التالي. حتى الآن لا تعرف كيف توصل إلى عنوانها. فقط عادت إلى البيت لتجده يجلس مع والديها. وعلى وجوه والديها وجوم غير طبيعي. وعندما علت وجهها الدهشة. أنتزع والدها نفسه من تلك الحالة الغريبة ليرسم على وجهه إبتسامه كبيرة وهو يخبرها. أن طارق قد خطبها وأنه ووالدتها باركا طلبه. لم تعرف بماذا تجيب تركتهم وتوجهت لغرفتها غير مستوعبة وعندما عاد إليها تركيزها. انهالت على رأس والديها _الذين تعقباها إلى غرفتها بعد مغادرة طارق_ بالأسئله
كيف يأتي لخطبتي دون علمي؟
ما معنى مباركتكما لرغبته دون الرجوع إلي؟
واخيرا هل هذا الوجه الذي رأيته منكما  هو وجه أب وأم سعيدين ويباركان خطيبا لأبنتهما الوحيده؟
لم تقنعها إجاباتهم التقليديه من نوعية. دي صدمة الفرحة واحنا وافقنا علشان عارفين مصلحتك وهو بيحبك. 
ظل جزء من عقلها غير مقتنع ولكنها وافقت في النهاية. لا تعلم هل وافقت إرضاء لهما. أم وافقت لأن قلبها كان خاليا من حبيب تتمناه. أم لأن طارق لم يترك لها فرصة للرفض وحاصرها كلية...
وجدت خاتم طارق يحتضن يدها لتصبح رسميا خطيبته. ومنذ اليوم التالي للخطوبه وهو يلح على والدها للإسراع في إتمام الزفاف. بحجة أنه يحبها ويريدها ملك يمينه بأسرع وقت. لا تعلم لماذا كان بداخلها جزء لا يصدقه. ولكن كلما تباحثت الأمر مع نفسها لم تجد سببا لكذبه فهي ليست ثريه ليطمع بها وليست هي أو أي من والديها ذوي منصب. على العكس هو رغم أنه ما زال في بداية الطريق إلا أن عائلته ذات مركز مادي وأجتماعي لا بأس به يرشحه لأن يحتل مكانه مرموقه في أقرب وقت.
كذبت مشاعرها وفرضت على نفسها حلما عاشته مع طارق. لتستيقظ من الحلم على موت والديها. فتغيم سحابة سوداء على حياتها.... لم تستطع بأي حال من الأحوال إعتبار أشقائها رقم إثنان في حياتها. أخبرت طارق منذ اليوم الأول أن مهمتها الأولى ستكون الوصول باشقائها إلى بر الأمان بدخولهم إلى الجامعه على أقل تقدير. بعدها يمكنها الالتفات إلى نفسها. وعلى هذا فهي لا يمكن أن تطالبه بالإستمرار في مشروع زواجهما. لم تترك له حرية الإختيار بل طلبت منه بكل حزم الإبتعاد عنها. ولكنه كان أكثر حزما وهو يخبرها إن بعده عنها إختيار غير متاح أصلا. حتى هذه اللحظه لم تكن قد شعرت بصدق مشاعره نحوها. فقط عندما أصرت على إنهاء الخطوبة ونزعت الدبله من أصابعها رأت غيامة دمع في عينيه لم تصدقها. حتى لقد بدا لها أنه هو الآخر لم يصدقها. وانتهي بهما الأمر وهي تعيد دبلته ليدها ويتعاهدا على ألا يفترقا.
مر عامان ربط الحب خلالهما بين قلبيهما كما لم تشعر من قبل. لكم قالت لطارق أنها تكاد تراه شخصين. قبل موت والديها كان كالخزانه المغلقه كل كلمات الحب التي جرت على شفتيه لم تصل لقلبها. كل حديثه بدا لها مصطنعا. كانت تؤمن أن لديه شئ ما لا تعرفه. أما بعد موتهما رأت شخص آخر أحبته عشقت نظرة عينيه لها. ذاب قلبها عشقا فيه حتى أن جسدها نفسه أراده. لم تقاوم نفسها بدت كالمغيبه وهي تدفعه نحوها. وبدا هو كمن وجد واحته. أبحرا معا في بحور عشقهما ليفيقا وقد أصبحا في طريق لا يمكنهما الرجوع منه. ليعدها طارق أنهما والفراق لن يجتمعا أبدا. ولكن هيهات أن تترك هند نفسها لتحيا مع شخص رأى ضعفها. عقدت العزم على أن تذهب لطارق في مكتبه لتخبره أنها بعد أن ضعفت هكذا لا تستطيع الزواج منه ولا من غيره.وأنها ستدفع ثمن خطأها بالإبتعاد عنه.
ولكن ذهب عزمها أدراج الرياح عندما أراد لها القدر أن تستمع لذلك الحوار القذر بينه وبين إحدى الموظفات في المكتب. ذلك الحوار الذي ستظل تتذكره دائما كدليل على الوهم الذي عاشت فيه لمدة تقارب الأربع سنوات. 
👤👤👤
* هو انت أكيد مكنتش متوقع أن كل الخيوط في ايدك. تتجاوب معايا وقت ما يعجبك وتقرر تسيبني وقت ما يعجبك
_ منى لو سمحتي انا مش عايز أخسرك. أنا بعزك وبقدرك
* بتعزني وبتقدرني هو ده تمامي عندك مش كده. بعد كل اللي كان بينا
_ منى متجبرنيش أجرحك واقولك أن مكنش في حاجه بيني وبينك. إحنا علاقتنا كلها كانت عن طريق التليفون مفيش اي حاجه ملموسه.
انفجرت الدموع من عين منى وهي تتمتم كالمغيبة: مفيش حاجه ملموسه. وكلامك ليا وصوري اللي بعتهالك. ناقص تقولي محدش جبرك على حاجه واني عملت كل حاجه بمزاجي. ايوه فعلا انا اللي منحلة وانت الملاك البرئ ولا وعدتني انك هتفضل جنبي طول العمر ولا فهمتني انك بتحبني لحد ما نسيت نفسي معاك  انت ملاك برئ صح
_  انا أسف يا منى انا فعلا مقصدش. صدقيني أنا كمان كان في قلبي مشاعر ناحيتك بس مينفعش.
* صرخت منى بصوت مكتوم : انت جاي دلوقتي تقولي مينفعش. يكون في علمك زي ما أنا غلطت أنت غلطت. وزي ما أنا بدفع الثمن كل يوم من كرامتي اللي اتهانت ومن قلبي اللي انكسر أنت كمان لازم تدفع الثمن.
_ منى فوقي لنفسك. انت بتهدديني. اه كده فهمت. يعني الكلام اللي داير في المكتب عن الموظفه اللي معاها تسجيلات هتفضح بيها حد من زميلها انت مصدره. انت كنت بتسجليلي يا منى.
* ههههههه. تسجيلات . انت بقى مضيع وقتك الثمين وبتتكلم معايا علشان كده. عالعموم أتطمن ولا في تسجيلات ولا فيديوهات ده كارت بس كنت برعبك بيه. ولا اقولك فيه وهفضحك. ولا اقولك مفيش.
_ منىااااااا. فوقي لنفسك.
* ماشي نفوق يا طارق بيه. في تسجيلات أو مفيش. مش هو ده الموضوع. حتى لو مفيش تسجيلات فأنت عارف إني بسهولة جدا اوصل للأستاذه اللي سيبتني علشانها واعرف ازاي أفضحك قدامها من غير تسجيلات. بس انا مش هعمل كده. أنا عندي طريقة تانيه أدفعك بيها الثمن.
_ ضغط طارق على أسنانه وهو يرسم ابتسامة على شفتيه ليمتص غضبها: منى للمرة المليون برجوكي بلاش نضيع الحاجه الحلوة اللي كانت بينا. انا الظروف اضطرتني أخسرك كحبيبة لكن مش عايز أخسرك كصديقة. 
* تمام يا أستاذ طارق خلينا أصديقاء
أقولك أعتبرني البيست فريند وابقى أحكيلي على مشاكلك مع هنودة
_ منى انا تعبت بحاول اوصل معاكي لحل بكل الطرق ومفيش فايده. اعمل إيه.
* أي طريقة متتضمنش انك تدفع ثمن كدبك عليا ولعبك بمشاعري مرفوضة.
_ضيق طارق عينيه وهو ينظر لها بتساؤل: انت عايزه فلوس
* تؤتؤتؤتؤ. وهو انا لو طلبت منك فلوس  هتديني. أنا لو أتعشمت بكده ابقى عبيطة انت دماغك الذريه علطول هتقولك أنك مش أهبل علشان واحده زيي تضحك عليك وتاخد منك قرشين.. حقيقي انت شايف نفسك  راجل ذكي وفظيع. مش عايزني أفضحك بالتسجيلات ولا عايزني اقول لهند ولا عايز تضحك عليا بمنصب ولا بمال. انت تمامك كلمتين طبطبة وضحك عليا.
قشطه الايام بينا ونشوف تمامك ده هيوصلك لحد فين بس مترجعش تقول ياريتني.
غادرت هند المكتب تكاد قدمها تخونها فتسقط منهارة وسط الطريق. لم تتخيل أبدا أن يكون طارق بهذه الوضاعه ويخون حبهما حتى قبل أن يجمعهم منزل. لم يغفر له أبدا عدم تماديه في الخيانه. لا يعنيها إن تمادى أو تراجع تكفيها خطوته الاولى... 
توقفت في منتصف الطريق تستوعب ما سمعت. لم تستطع أن تكمل طريقها للمنزل عادت أدراجها لمكتب طارق عبد الحليم لتخبره بكل عجرفه أنها أكتشفت أن حبها له كان وهما كبيرا وأن قلبها وجد ضالته في شخص آخر وعلى هذا لا تريد أن تراه أو أن تسمع صوته مرة آخرى.
لم تهتم كثيرا برد فعله. تركته غاضبا مصدومة وعادت منكسة الرأس إلى منزلها. لتتقوقع على نفسها فترة طويله ترفض الخروج من عزلتها. حتى حدث ما أضطرها للخروج

و
                  الفصل الحادي عشر من هنا 






تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close