أخر الاخبار

رواية سكرتيره ولكن الفصل الاول1بقلم هدي عبد المقصود


 رواية سكرتيره ولكن الفصل الاول1بقلم هدي عبد المقصود


بخطوات متردده ولجت غزل إلى قاعه رقم خمسه بمحكمة جنايات القاهره بالتجمع 


الخامس تكاد تتعثر في مشيتها وهي تمسك بهاتفها لتطلب الاستاذ عز الدين المحامي الذي واعدها أمام باب المحكمه في التاسعه 



وها هي الساعه تقترب من العاشره ولم يحضر بل أيضا أنه لا يجيب على هاتفه. كانت هذه هي المره العاشره اللتي تهاتفه لتستمع إلى جرس الهاتف حتى النهايه. راودها اعتقاد 



أنه ربما حضر باكرا وولج إلى قاعة المحكمه وقد يكون هاتفه على وضع الصامت. او قد يكون فقده لأي سبب. فقررت أن تبحث عنه داخل المحكمه. لكن بمجرد دخولها إلى المكان 



شعرت بقدميها تلتف حول بعضها ومما زاد من ارتباكها وجود هذا الجمع الكبير من النساء والرجال ينتشرون بين جنبات القاعه. جمع متباين المظهر بصوره جليه.  وان اشتركوا 



جميعا في شئ فهو  نظرة الارهاق والترقب. واضيف إليها نظرة استفسار وهم يلتفتون تجاهها بعد أن فاحت في القاعه رائحة عطرها النفاذ.

وسرعان ما تحول الاستفسار إلى انبهار. عندما اصطدمت أعينهم بتلك الهيفاء الجميله التي بدت وكأنها حوريه من الجنه هبطت لتقف وسط هذا المكان الكئيب. 

انتبهت غزل لنفسها وقد وقفت على باب القاعه لا تتحرك. فاستجمعت شجاعتها وخطت داخل القاعه. تبحث بعينيها عن المحامي. وارتبطت خطواتها بدقات كعب حذائها على ارض القاعه الرخامية. ومع حالة الصمت التي سيطرت على القاعه. وخطواتها البطيئه المتردده. بدت دقات الحذاء كسيمفونيه حزينه تعزف في خلفية المشهد. 

رفعت غزل يدها لتزيل شعرها من أمام عينيها لتتمكن من النظر جيدا. ولم تكن تعلم أن تلك الحركه البسيطه ستتسبب في شهقة انبهار من النساء قبل الرجال عندما بدا أمامهم وجهها. لقد كانوا قبلا يرون هيفاء ممشوقة القوام ترتدي بدله سوداء انيقه وتترك الجاكيت مفتوحا لتظهر خلفه بلوزه حريريه تتألق بلون وردي. 




تزينها قلاده تنتهي بشمس فضيه تبدو وكأنها تشع ضوءا. وينسدل شعرها على كتفيها لتزحف خصلاته على وجهها فتبدو أسفله بشرتها الصافيه. لكن عندما رفعت غزل شعرها. بدت خلفه آيه من ٱيات الجمال. بهذا العنق المرمري الملفوف الذي يقف فوقه وجهها المستدير ببشرتها البيضاء الشفافه وفمها المضموم في رقه وانفها الصغير المنحوت بدقه ليتناسق مع باقي الوجه. وتعلوه عينان واسعتان تلمعان كالذهب بلونهما العسلي الفاتح. ويتوج كل هذا شعر من نفس لون العينان.  ينسدل على ظهرها طليقا وتسقط خصلاته على وجهها لتلامس 




حاجبيها المرسومين بدقه. ليكون هذا هو التدخل الوحيد في تلك اللوحه الإبداعية التي صنعها الخالق والتي أبت صاحبتها أن تضع أية مساحيق حتى لا تفسدها. 

ارتبكت غزل أكثر مع هذا الصمت الذي انتاب القاعه.فبحثت  لنفسها عن مقعد شاغر واسرعت بالجلوس وهي تعاود الاتصال بالاستاذ عز الذي تكرم أخيرا واجاب على الهاتف وهو يتسائل بصوت ناعس عن هوية المتصل.

# انا غزل يا استاذ عز

& غزل مين؟

جزت غزل على أسنانها وهي تجيبه : يا استاذ عز ارجوك تصحى انا غزل بكلمك من المحكمه. الجلسه خلاص هتبدء. 

انتبه عز من نومه فقفز وهو  يجيبها انا حالا هنزل. اسف جدا راحت عليا نومه. حاولي تعرفي احنا رقم كام في الرول وبلغيني. أغلقت غزل الخط وهي تتأفف من اضطرارها الاستعانه بهذا المحامي الكسول. لقد كانت تتمنى أن تأتي لوالدتها بأفضل محامي. بل بفريق كامل من المحاميين. ولكن ما باليد حيله وقد أغلق والدها أمامها كل السبل. فسحب منها كروت الائتمان بل ونقل ملكية سيارتها إليه حتى لا تتمكن من بيعها. ولم تعد تملك سوى مجوهراتها. والسئ في الأمر أنها لم تكن تهوى ارتداء المجوهرات. وكثيرا ما رفضت الذهاب مع والدتها لشرائها. كانت دائما تصرح انها تفضل ارتداء الملابس الثمينة والأحذية الغاليه. على ارتداء قطع الجواهر. لذلك ما كان بحوزتها لم يكن يزيد  عن ثلاث خواتم واسوره الماظ وحلق الماظ. ولم يكن المبلغ الذي حصلت عليه من بيعهم كافيا الاستعانه بمحامي من ذوي الحيثيه. فاضطرت الاستعانه بهذا المحامي الكسول الذي يكاد يقضي عليها  غيظا من شدة بروده وعدم مبالاته. فلا ينتبه الا عندما يحتاج منها دفعه تحت الحساب. فيما عدا ذلك فهو بارد كئيب سخيف. ولكنها لم تتصور أن يصل استهتاره لنسيان موعد جلسة الحكم. بعدما قدم مرافعته في الجلسه السابقه وحجز القاضي القضيه للحكم. 

تعلقت عينا غزل بالساعه تارة وبباب القاعه تارة ترجو من الله أن يصل قبل أن يحين موعد القضية.

ولم يمر وقت طويل حتى رأته يجتاز الباب وفي يده حقيبته الضخمه التي لا تفارقه.

أشارت له فأتجه إليها وهو يمد يده بالسلام وعيناه تتجول على جسدها : إيه يا أنسه اللي انت لبساه ده احنا عايزينك تصعبي على القاضي يمكن يخفف الحكم على امك شويه.

نظرت غزل إلى ملابسها : انا لابسه بدله عاديه جدا ومقفوله كمان.  وحكم ايه اللي القاضي هيخففه. مش انت وعدتني أن ماما هتاخد براءه.

انشغل عز بالبحث عن شي في حقيبته وهو يتمتم مستهزءا : بدله عاديه دي ثمنها يقبض اورطة موظفين. ما علينا.

بصي انا هعمل اللي عليا وهطلب من القاضي انك تتكلمي. مع إني مش عارف انت عايزه تقولي ايه. ربنا يستر ومتقوليش حاجه تبوظ الدنيا. واساسا 


خلاص القضية محجوز للحكم وزمان القاضي قرر الحكم وحيثياته كمان. لكن براحتك. أما بقى حكاية البراءة دي مش 


مضمونه صحيح انا وعدتك. بس القاضي بتاع الدايرة دي رخم وأيده تقيله اوي في موضوع البراءه ده.

و
                  الفصل الثاني من هنا 



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close