رواية صوتها الباكي هز كياني الفصل العشرون20 والحادي والعشرون21 منه عصام

 
رواية صوتها الباكي هز كياني الفصل العشرون20 والحادي والعشرون21 منه عصام


وصل يڪن إلىٰ شرڪته مبتسم علىٰ غير عادته، وڪأن لقاءه معها ڪان سلامه من ڪل الحروب التي خاضها وسيخوضها؛  لا شيء يمر أمام عينيه سوى حُمرة وجهها بعد تلڪ القبلة التي سلب بها أنفاسها ليبُث بداخلها مايُعانيه من أوجاع.... 

_ دخل يڪن مڪتبه وسط همهمات الحاضرين التى لم يلتفت لها إلا عندما سمع إحداهن تقول لصديقة لها: أظن أن ما قيل عنه صحيح التمساح أصبح عاشق...  وصل لڪرسي مڪتبه بعد أن أغلق الباب جيدًا وهو لا يفهم لماذا ڪل هذا الفرح بلقبه الجديد وڪأن لقب عاشق وسام عظيم أُضيف له، هو الذي لم يتصور يومًا أن يذهب عقله هباءً أما عشق امرأة وعن أي امرأة سقط في العشق هو؛ تلڪ الحورية التي دخلت عالمه واقتحمت قلبه أسقطته عاشق يشتعل إثر اقترابها، يموت شوقًا إذا غابت عنه...

دخل عادل بعد أن استأذن لتتبدل ملامح يڪن إلىٰ الجمود والصلابه ليعود التمساح القديم ڪما ڪان وڪأنه لم يڪن هو الولهان المبتسم منذ قليل.... 

عادل:  محمد بلغني إنڪ محتاجني ضروري، والموظفون في الشرڪة ڪلامهم النهارده زايد عن إنڪ داخل مبسوط وسعيد وشڪلڪ عاشق في أي يابني حالڪ اتغير وڪل ساعة في حال حصلڪ أي يابن السويسي طمني. 

يڪن: أنا محتاج إجابة واضحة يا أيوة يا لا للسؤال الهسأله دلوقتي، وبخصوص الموظفين وحالي فڪل شيء هيوضح ويستقر في أقرب وقت لڪن رڪز معايا دلوقتي. 

عادل:  خير أنا سمعڪ اتفضل. 

يڪن:  اشتغلت ما خالد السويسي سنين طويلة وڪنت خزنة أسراره وتعرف العائلة ڪويس عشان ڪدا عاوز أعرف بحڪم خبرتڪ ومعرفتڪ ب أحمد السويسي، تفتڪر أحمد ممڪن يوصل بيه الجشع والغرور لقتل أخوه؟ 

عادل: نڪس رأسه بعد أن تبدلت تعابير وجهه ڪمن لدغته حية منذ بُرهة. 

يڪن:  عادل أنا ماسألتش السؤال عشان أسمع صوت صمتڪ، أنا محتاج إجابة واضحة. 

عادل:  ليه يا ابني تفتح في أبواب الماضي ما خالد مات وعلاقتڪ بعمڪ إلىٰ حد ما ڪويسة ليه عاوز تولع الدنيا. 

يڪن:  دا رد أنا ماطلبتهوش، بطل تلف وتدور ياعادل وجاوب بوضوح يا اه يا لا. 

عادل: طيب ما تسأل سؤالڪ بطريقة أوضح مين اتڪلم معاڪ عن عمّڪ خلاڪ تسأل السؤال دا. 

يڪن: الواضح من ڪلامڪ إن الوصل لي صحيح وعشان ڪدا أنت بتلف وتدور وأنا هختصر عليڪ الطريق ياعادل عشان تبطل لف ودوران. 

عادل:  يا ابني لا لف ولا دوران ليه بس بتقول ڪدا.

يڪن:  أحمد قتل خالد صح؟ 

عادل: هبّ واقفًا بعد أنا تصلب جسده ڪما لو صعقه البرق من السماء؛ خرجت حروفه بغير تفڪير، أنت مين حڪالڪ الحوار دا. 

يڪن: احمرت عيناه وأصبحت ڪالجمر وتحولت ملامحه ڪما لو تجسد في صورة شيطان،  أنت ڪنت عارف إن أحمد قتل أبويا وخبيت عليا. 

عادل:  خالد الله يرحمه وصاني إنڪ ما تعرفش. 

يڪن:  يعني أي وأزاي ڪان عارف؟ 
سقط يڪن فوق ڪرسيه ممسڪ بعقله لا بفهم شيء وڪأن ڪل شيء عاشه مجرد ڪذبة......

في فيلا الحسيني.. 

أحمد:  أحنا شرڪاء يعني المفروض تشارڪني ڪل حاجة بتوصلها أول بأول مش ڪل مرة تعاملني ڪإني عيل صغير؛  قولت عارف يڪن بيحب مين يبقى قولي عشان مش هستنى. 

منصور: بهدوؤ تفوه:  محدش بيرفع صوته في بيت الحسيني غير ڪبير الحسيني، ومش عايز تصبر امشي؛ وصحيح أنت مش عيل أنت شيطان ملعون عارف خطتڪ خلت الحسيني عمل ايه وفڪر معاڪ أزاي. 

أحمد:  استند بظهره علىٰ الأيڪة لتتجلى علىٰ ملامحه ابتسامة خبيث ليردف قائلًا:  قصدڪ علىٰ موت خالد أخويا الله يرحمه. 

منصور:  قصدڪ قتل أخوڪ خالد الله يرحمه...... ڪاد منصور أن يروي ما حدث في ذاڪ اليوم لڪن رن هاتفه برقم الرجل المڪلف بمراقبة حور ليترڪ منصور المڪتب ويخرج تحت أنظار أحمد النارية التي ڪادت تخترق هاتفه ليعرف من السبب في رسم تلڪ البسمة علىٰ وجهه...

منصور:  يارب تڪون جايب أخبار ڪويسة. 

مجهول: والله ياباشا أنا مش عارف الأخبار هتزعلڪ ولا هتفرحڪ بس هي أخبار تهم جنابڪ. 

منصور:  أنت هتصاحبني أرغي عندڪ أي؟ 

مجهول:  التمساح ڪان عند الهانم في الجريدة وطول عندها حبتين والراجل البينقل لي الأخبار قال إنه ڪان داخل عندها غضبان جدًا ولما خرج ما ڪلمش حد ولما دخلوا يطمنوا عليها بعد ما مشي ڪانت ملامحها مخطوفة وشڪلها مش مُتزن. 

منصور:  ڪدا بيحفر قبره بإيده،  تفضل مڪانڪ ماتتحرڪش وتبلغني ڪل حاجة أول بأول مهما ڪانت هي أي. 

مجهول:  تمام يا باشا.....   أغلق معه الهاتف ليتصل بطرف آخر قائلًا: 
ڪل المعلومات الأمرت إنها توصل للحسيني وصلت. 

...: حلو أوي استنا مني باقى التعليمات. 

في جريدة صوت الشعب ڪانت تجلس حور منهڪة بعد أحداث اليوم واجتماعاتها الڪثيرة بعدما أصبحت مبيعات الجريدة تتزايد وتتألق بين الجرائد الڪبرى...

أستندت برأسها علىٰ ڪرسي مڪتبها وهي تُمسڪ بهاتفها لتتصل به فمنذ أن ذهب وهي لا تعرف عنه شيء وتتصل به ولا يجيب والخوف يأڪل قلبها فظلت تتصل وتتصل حتى تملڪها اليأس وهمت لتجمع أشياءها وهي عازمة علىٰ الذهاب له في شرڪته ضاربه تحذيره له من الذهاب إلىٰ هناڪ  بعرض الحائط..  ڪانت منهمڪة في جمع الأشياء ولم تنتبه لذاڪ الواقف  وعيناه ڪالصقر تراقبها بتدقيق ڪما لو أنا من عجائب الدنيا،  ڪانت الجريدة خالية إلا منهما ليأتيها صوته الأجش قائلًا: 
أنا واثق إنڪ ڪنت طفلة جميلة جدًا عشان ڪدا باباڪِ سماڪِ حور. 

استدارت له والذعر يتجلى علىٰ وجهها لتنطق بتوتر:  
أستاذ منصور حضرتڪ بتعمل أي هنا في الوقت دا، لو محتاج حاجة بخصوص الشغل ممڪن تنورنا بڪرا لڪن النهاردا وقت العمل انتهى. 

منصور اقترب منها وهو يبتسم بمراوغة قائلًا:  
لڪن أنا مش جاي للشغل أنا جاي عشان........ 


الفصل الحادي والعشرون 

منصور: اقترب منها وهو يتفحصها بعينيه بإعجاب شديد ليتفوه قائلًا: التمساح ڪان عندڪ بيعمل أي؟ 

حور: ضيقت عينيها بغير فهم قائلة: تمساح أي الڪان عندي مش فاهمة. 

منصور: أوضح ڪلامه بعد أن زاد اقترابه لدرجة أنه ثُمل من رائحتها الهادئة التي تسللت إلىٰ  انفه وتڪلم بصوت مبحوح: يڪن السويسي ڪان هنا الصبح بيعمل أي. 

حور: عادت للخلف بضع خطوات وهي تشعر بالخوف من هيئته لتقول بصوت جاهدت ليخرج ثابتًا:  أظن دي حاجة ماتخصش حضرتڪ ولا ليڪ حق تسأل عنها. 

ڪاد أن يقترب منصور وهو يرفعه يده ليمسڪ ذراعها ليجد يد ما تقبض علىٰ يده وحائط منيع يعزل بين الحورية وبينه ليرفع عينيه ليصدم بأنه التمساح لا يعرف من أين جاء ولا ڪيف أصبح أمامه لڪن ڪل ما يعرفه أنا تلڪ الحورية التى تشبه عروس البحر تختبئ خلف ذاڪ اليڪن وڪأنه أمانها ومسڪنها.... 

ڪانت تشعر وڪأنها أقوى النساء وهي تتشبث بملابسه تحتمي به من قسوة ڪل شيء لا يخيب ظنها منذ أن عرفته متى وقعت في الخطر وجدته بغير طلب يقف جوارها يتصدى لڪل شيء نيابة عنها...

يڪن:  بتعمل أي هنا يابن الحسيني، ويخصڪ في أي أنا روحت فين وڪلمت مين. 

منصور: سحب يده من قبضة يڪن بعنف ليقول ساخرًا:  واضح إن أنا الشاغل بالي بيڪ بدليل إنڪ واقف قصادي وجاي لحد هنا عشان تعرف بعمل أي. 

ضحڪ يڪن حتى ظهر نابه ليقول من بين الضحڪ:  خيال المؤلف واسع جدًا معقول عقلڪ وصلڪ إني هسيب حياتي وأرڪز أنت روحت فين وجيت منين ليه يامنصور هو أنا المحاوطڪ برجالة بيومي ولا أنت. 

منصور: تبدلت ملامحه واحتلت الصدمة وجهه وشعر أن  أمره وخططه ڪُشفت فنظر ليڪن بڪره واضح وذهب مسرعًا متناسيًا أمر الحورية ومايربطها بذاڪ التمساح..... 

خرجت حور من خلف يڪن لترتمي بين ذراعيه وڪأنه الحبل الذي أرسله الله لتنجو من الغرق.. 

حاوطها يڪن بتملڪ وڪأنه يثبت لها ولنفسه ولمنصور أنها تخصه حوريته وأغلى مايملُڪ

تڪلمت حور وهي لاتزال مستنده برأسها علىٰ صدره العريض:  قلقت عليڪ مش بترد عليا واختفيت فجأة ليه خوفتني ڪدا. 

يڪن: زاد من ضمه لها يجاهد في حفر قالب لها ببن ضلوعه ليدنو من أذنها قائلًا:  ألم أخبرڪ بأنني سأتي مهما تأخرت وحاضرًا مهما غبت. 

شعرت حور بشيء غريب في عناقه وڪأنه يهرب من نفسه لها؛ ربما قلبه مُحمّل بالأوجاع وعقله يحمل ضجيج العالم دُفعة واحدة فسألته بنبرة حنونة قائلة: ڪنت غايب عني ليه وقلبڪ شايل حمول فوق طاقته ليه، المرة دي جاي هربان من نفسڪ مش من الدنيا، بتحارب قلبڪ ليه ياطفلي. 

أخرجها يڪن من بين ذراعيه وهو يسحب ڪفها ويضعها موضع قلبه قائلًا:  

سمعاه ياحوريتي حسه بقلبي قالڪ أي بيحصل جواه، اه جاي هربان مني جيلڪ ضايع وتايه مش عارف اتصرف دلّيني ياحوريتي. 

مسحت علىٰ وجهه قائلة: فيڪ أي احڪيلي أنا بسمعڪ. 

يڪن: عادل ڪان عارف إن أحمد قتل أخوه ڪان عارف إني اتحرمت من أبويا بسبب عمي وسبني أحط أيدي في يده. 

حور: معقول عادل يعمل ڪدا لا مستحيل ويخبي عليڪ ليه أي مصلحته في ڪدا 

يڪن: خالد طلب منه ووصاه مايعرفنيش. 

حور:  خالد أزاي هو ڪان عارف إن أخوه عاوز يقتله أنا مش فاهمة حاجة أي البيحصل وشايل ڪل دا لوحدڪ أزاي احڪيلي. 

يڪن: نظر في عينيها بتعب قائلًا: مش هينفع هنا تعالي معايا 

" ملحوظة مهمه جدا  حور راحت مع يڪن عشان دي رواية والمؤلف هيڪتب علىٰ ڪيفه لڪن احنا في واقع وهو بعيد ڪل البُعد عن الروايات وأرض الخيال، يعني يالوزة لا بنحب ولا بنروح مع حد عشان لما يشربڪ حاجة أصفره ما تجبيهاش في يڪن المسڪين وتقولي ليه طلع وحش مش زي الأبطال؛ عشان طبيعي احنا بشر ومش مثالين ف رڪزي معايا ڪدا يڪن مجرد خيال أنا رسمته وأولعلڪم فيه عادي ف انزلي معايا للدنيا وقسوته يالوزة، وياله نڪمل الحڪاية"

أخذها يڪن إلىٰ إحدى المباني الخاصة به والتي لا يعرف عنها أحد، ويحب أن يزورها ڪثيرًا حين يريد أن يبتعد عن أعين الجميع، وهناڪ حدث........

.
في سجن القناطر.....

عنايات: بت يارغدة أنا مش عوزة أشوف وشڪ تاني وتمشي علىٰ الصراط المستقيم بقى وتربي ابنڪ ولا بنتڪ تربية زينه. 

رغدة: ڪانت تبڪِ من الفرح والشوق وتڪلمت بلسان صادق قائلة: 

هتوحشيني والله يامعلمة ربنا يعلم بقيتِ غالية عندي أزاي بس والله خلاص أنا ماصدقت أصلا مش قادره اتخيل ڪرم ربنا ورحمته معقول أخرج بالسرعة دي. 

عنايات:  يابت ماقولنا افهمي بقى المعلم بيومي قالي إن يڪن باشا وڪلڪ محامي ڪبير أوي أنتِ والأفندي بسالامته جوزڪ وهو طلعه حُسن سير وسلوڪ وطلعڪ بعفو مرضي عشان الحمل وصحتڪ. 

رغد:  والله الراجل دا الله يبارڪله شوفي أنا ڪنت ناوية أقتل البنت الهو بيحبها وڪنت هوجعه وهو وقف معايا أنا وڪامل وماسبناش، عارفة يامعلمة عنايات حور دي بنت جميلة جدًا ومش بس شڪلها الجميل لا دي أخلاقها ڪمان جميلة خسرتها لأخر عمري ڪانت ديمًا بتنصحني وتشجعني وڪانت بتحبني بس أنا وجعتها ڪتير هي ماتستاهلش مني دا بس سواد قلبي ڪان عامي علىٰ عيني وماعرفتش أقدرها. 

عنايات: ربطت علىٰ ڪتفها بحنان لا تحب أن تُريه لأحد قائلة: ڪله هيعدي وهتنسي وماحدش بيتعلم ببلاش وأنتِ دفعتِ الثمن غالي أوي وأنا وثقة إنڪ مش هتعيدي نفس الغلط. 

رغدة:  عمري والله دا أنا ماصدقت ربنا هداني وتاب عليا وسترني أطمع أنا وأخرج من ستره لا لحد هنا وتوبة نصوحة بأذن الله.

في فيلا الحسيني... 

وصل منصور والشر يتطاير من عينيه وعقله يڪاد يخرج من رأسه ڪيف ڪشفه ذاڪ التمساح حتى تذڪر....... 


             الفصل الثاني والعشرون من هنا 


تعليقات