رواية بدون حياة
الفصل الرابع 4 والاخير
بقلم سارة بكرى
دخلت الأسعاف بـ عربية جديدة، ترولى شايل حطام من حياة، فارس بـ يجرى معاهم بـ قلق شديد عليها الى ان دخلت غرفة العمليات.
فارس رايح جاى فى الطرقة و بـ يضرب إيده فى حيطة من القلق، هو أكثر ما بـ يقلق على اللى من مسؤوليته حتى و بعد اللى عرفه.
بعد الحادث مباشرة، فارس جاله اتصال من حياة.
فارس رد: ايوة يا حياة
الممرضة: ايوة يا بيه... ست حياة عملت حادثة و هى دلوقتى فى مستشفى ***
فارس راح المستشفى بـ لهفة و خوف على مراته، و شال حياة عشان يدخلها الأسعاف و اتفاجئ لما سمع الممرضة!
الممرضة: خد حسابها يا بيه هى ما أجهضتش!
فارس اتجمد لما عرف إن حياة كانت بـ تنوى له على كده!
و بـ الرغم من ده كان خايف لـ أول مرة فى حياته، مش قادر يتحمل إن واحدة فى مسؤوليته يجرى معاها كده!!
بعد الساعة الدكتور خرج و بص لـ فارس بـ أسف، فارس ما ادالوش فرصة و قال: دكتزر مراتى عاملة اى... كويسة صح
الدكتور بص له و مش عارف يقول اى!
فى كافية بـ يقعد باسم قصاد علا اللى كانت على أخرها من الزهق.
باسم: ها يا علا.. نعم اى الموضوع اللى عاوزانى فيه
علا: فارس
باسم: لا انا مش فايق لو هـ تنقطينى يعنى
علا: فارس بـ يبعد عنى و اللى عرفته إن الست هانم اللى دبستنا فيها حامل
باسم: حامل!!.. حياة دى كابوس و شكلة مش هـ أخلص منها!
علا: و العمل
باسم: عمل اى انا فارس بـ كل حياته خلاص ما عدتش تفرق لى
علا: و منصب وكيل نيابة... أظن مش قليل
باسم: عاوزة اى يا علا
علا: عاوزة فارس يطلق البنت دى و يرجع فارس بتاعى انا و بس
باسم: و المقابل
علا قالت: لما يكون معايا و يعرف إن البنت دى خاينة وقتها هـ يقدر يسامحك و يتوسط لك عشان تكون وكيل نيابة
باسم فكر شوية و بص لها: قصدك اى
علا قربت و قالت بـ ترتيب: ترجع فى حياة البنت دى و طبعا عشان هى بـ تحبك هـ توافق بـ سهولة و بـ الطريقة دى فارس مش هـ يقبل الخيانة ابدًا ده لما نفهمه أنها هى اللى حاولت ترجعك حياتها مقابل الوظيفة... ها؟
باسم: ده انتى الشيطان يخاف منك
اما فى المستشفى، قعد فارس بـ هزيان و دمعة فرت منه لما أفتكر كلام الدكتور: أسف الجنين نزل
فارس وقفه و قال بـ حزن: و حياة؟
الدكتور: المدام عندها كسر فى القدم اليسرى و كسر فى ذراعها... مع كسر فى الحوض
فارس قبض إيده بـ أسف، و أثناء ما هو قاعد لـ وحده يواسى نفسه على كل الخساير دى دخلت دكتور شهيرة!
دكتور شهيرة لـ الدكتور: ممكن أطمن على حياة
انا دكتور شهيرة
فارس أنتبه لها و الدكتور رد عليها بـ أسف: لـ الأسف يا دكتور ممنوع حد يدخل لها إلا إذا كان الطبيب المتخصص
دكتورة شهيرة تراجعت عشان تلمح فارس اللى موطى راسه فى الأرض و والدته اللى وصلت مؤخرًا!
والدته: مش قولت لك البنت دى مش هـ تعمر أدى ربنا جزاها اللى عملته فيك و فى أخوك!
... أسمع انت تطلقها فاهم و كفاية علينا أوى كده
فارس قام بـ إرهاق و مش قادر يسكت امه، كل اللى بـ يفكر فيه، ليه؟... هو عمل اى معاها عشان يكون المقابل إجهاض إبنه، و بدا الشيطان يلعب فى دماغه و أثناء تفكيره قاطعه صوت واضح.
دكتورة شهيرة: فارس بيه!... دكتورة شهيرة معاك... ممكن اخد من وقتك دقايق
فارس: انا مش فاضي لـ كلام حاليا
فارس لسة بـ يمشي فريدة وقفته و قالت: االموضوع يخص مدام حياة!
و فى الكافية قعد فارس و دكتور شهيرة اللى بدأت ترتب كلامها و قالت بـ هدوء: حياة بـ تجيلى بقى لها شهور
فارس: تجى لك اى مش حضرتك دكتورة نفسية؟؟
د شهيرة: حياة أتعرضت لـ عنف من أهلها خصوصًا والدتها و اللى عمله أخوك أستاذ باسم ده خلاها تفقد الثقة فى الكل... يمكن ده اللى خلاها تتبنى شخصيات مش زيها... الأول عشان والدتها و التانية عشان تكون حلوة
فارس: و انا.. شافت منى اى وحش عشان تقرر تتخلص من أبنى
د شهيرة: كنت زيهم خوفك عليها بس عشان مصلحتك و صورتك العامة... لـ درجة إنك ما أهتمتش لـ تغير شخصيتها أو عرفت أنها محتاجة مُعالج نفسي
فارس زهق: بـ أقول لك اى مراتى عقلة و محامية كمان و كل اللى بـ تقوليه ده ما يبررش اللى عملته
د شهيرة صوتها علي: لو سمحت لازم تقدر انت وكيل نيابة و فاهم جدًا قد اى المرض النفسي حاجة مش سهلة... و صحيح هى ما اجهضتش الطفل... هى تراجعت فى أخر لحظات... كل ده عشانك رغم خوفها على أبنها من المجتمع اللى ما شافتش منه خير
فارس فكر فى كلامها و اللى بـدأ صوتها يهدى و قالت: حياة محتاجة لك... هى دلوقتى ما فيش حد قريب منها غيرك... يا تكون معاها يا تتخلى عنها زى الباقي!
فتحت عينى لقيت فارس قريب و ماسك إيدى، أمى واقفة و أبويا اللى خوفه ظاهر لكنه مستاء من نفسه.
فارس: حمد لله علي سلامتك يا حياتى
بصيت عليه كويس، هو صادق ولا كداب زى كل الوشوش اللى قدامى!
ماما: معقول عاوزة تسيبينا يا حياة... ده أحنا خوفنا عليكى اوى
فارس بص لهم و قال بـ حسم: أظاهر أنها تعبانة ياريت نسيبها ترتاح
ماما كشرت و طلعت و وبابا بـ يبص عليا بـ أسف حقيقى، إظاهر كان حبه لـ أمى أقوى من أنه يحمينى منها!
فارس مسك إيدى السليمة: حقك عليا يا حياة
دموعى لمعت فى عينى و قولت: هو أبنك كويس
فارس باس راسي: ربنا يرحمه يا حياة... الحمد لله إنك كويسة
قولت: انا والله... و الله انا ما كنتش هـ أتخلص منه... انا انا
فارس حط إيده على بوقى و قال: شش اللى حصل حصل يا حياة أهم حاجة إنك بـ خير... و من النهاردة انا معاكي
بصيت له بـ أسف قابلهم بـ لمعة صادقة فى عينه و ضمنى بـ خفة، فارس ما سابنيش فى المستشفى خالص لـ درجة أنه أخد أجازة لـ أول مرة من شغله!
قولت: بـ أقول لك اى
فارس و هو بـ يأكلنى: ايه
_مش كفاية أجازة كده شوف شغلك بقي... انا بقيت كويسة
فارس: هو انا أشتكيت يا حياة؟!
_لا بس الواحد المفروض يكون عنده نظر برضه... ثم إن المفروض الأجازة دى لو انا تعبانة لكن انا بقيت كويسة
فارس كشر: عاوزة اى يعنى امشي
لحقته بـ سرعة: لاء لاء انا مش قصدى و الله انا ما صدقت حد قبلنى
فارس حضنى بـ سرعة: إيه اللى بـ تقوليه ده يا حياة... أنتى مجنونة... انا أصلا كنت أتمنى اتجوز بنت ناجحة و جميلة زيك كده
مسحت دموعى فى جاكتته: يعنى انت مش ندمان ولا بـ تعمل كده شفقة؟؟
فارس: لا يا ستى... انا سعيد أهو قدامك
بصيت له عشان أشوف إذا كان صادق و هو كان فاهم فـ قولت: طب لو ليا خاطر عندك روح شوف شغلك و انا قاعدة أهو و معايا الموبايل لو جرا اى حاجة هـ أرن عليك
فارس وافق و مشي فعلا و انا قررت أنام و لكن بعد شوية صحيت و من الملل ما كنتش عارفة أعمل اى و قررت أقوم، حاولت لكنى كنت هـ أقع لولا إيد مسكتنى بـ قوة و عدلتنى، بصيت و أندهشت!
_باسم!!
باسم حط بوكية ورد جنبى: ألف سلامة عليكي يا حيوشتى
أتوترت لما قال الأسم اللى كان بـ ينادينى بيه وقت خطوبتنا!.. رديت بـ كره: عاوز اى
باسم: انتي عارفة اللى عاوزه... انا مش عاوز غيرك يا حياة
رديت بـ نبرة غاضبة: عاوز اى يا باسم
باسم: عاوزك تعرفى الحقيقة يا حياة... عشان نرجع لـ بعض من تانى... انا و انتي ما لناش غير بعض.
_انا ست متجوزة و اللى بـ تقوله ما يصحش انا برضوا مرات أخوك
باسم: فارس اتجوزك عشان يعمل البطل زى كل مرة... حياة ممكن تسمعينى و تعرفى الحقيقة
ضحكت بـ أستهزاء: حقيقة... الحقيقة وضحت يا حضرة المحامى المحترم
باسم: لاء انتي ما تعرفيهاش... حياة انا ندمت.. ندمت بجد و عرفت إنِ ما حبتش غيرك... صدقينى
بصيت له كويس و عرفت أنه كداب فـ زعقت له: بـ أمارة اى عاوزنى أصدق... ها؟...بـ أمارة إنك سيبتنى فى فرحى ولا لما خلتنى أسقط و ما فرقش معاك؟...رد!!
باسم: حياة انا خدت عقابى و الله
غمضت عينى بـ تعب: أطلع برا... أطلععع برااا
باسم قام و مشي، و رجعت البيت اخيرا بعد ما اتكتب لى على علاج طبيعى!
فارس كان مهتم بيا أوى لـ درجة أنه كان بـ يأخدنى لـ دكتور شهيرة و الحمد لله إنه تقبل ده.
و فى أثناء ما انا قاعدة بـ أفتكر أمى و أبويا اللى ما سألوش تانى و زيارة باسم، حسيت بـ إيد على شعرى فـ أنتبهت.
قولت له: بـ تعمل اى يا فارس
فارس ضحك و مسك فرشة: هـ أعمل تسريحة بقى اى وهم
فارس كان بـ يسرح شعرى و انا بـ أضحك زى الطفلة و بـ أقول: ربنا يستر على شعرى
فارس: طب بصي بس عشان انتي بـ تظلمي
بصيت لقيته عاملى ضفيرة فـ ضحكت اكتر و كأن الحزن اللى عليا مات، قولت له: كده تسريحة جديدة... دى ضفيرة!
فارس: كان فيه متهمة جاية النهاردة عاملاها كانت محلياها أوى... قولت أكيد هـ تليق عليكى اكتر
رفعت حاجبى بـ غيظ: محلياها؟؟
فارس:: اه سيبتى كل حاجة و بصيتى على الكلمة
رديت بـ ضيق: لا عادى انت حر انا أصلا مش زعلانة
فارس: كل ده و مش زعلانة ده أنتي ناقص تخلصى عليا
ضحكت تانى و انا بـ أقول: لا مش لـ الدرجة دى
فارس: طيب يلا عشان هـ ألبسك و ننزل شوية
_ننزل؟؟
فارس: نشم هوا بدل الكاتمة دى
أستغربته اوى انه حس بيا كده، قد اى انا كنت محتاجة أخرج و أشم هوا.
و بـ الفعل نزلنا نتمشي، و خلال ما كنا ماشيين فارس مسك إيدى و لـ لحظة حسيت أحساس غريب، نبضة جديدة، انا عاوزاه يفضل ماسك إيدى.
قولت بـ إبتسامة: تعرف إن دى اول مرة اتمشي كده بـ الليل لوحدى و كمان مع راجل
فارس: تفتكرى الناس تقول عليكى اى دلوقتى يا متربية... ماشية مع جوزك!
ضحكت و هو كمان ضحك، قولت من وسط ضحكى: تعرف إن دمك خفيف... مش لايق عليك على فكرة
فارس سكت و بص لى قوى لـ درجة انى أتكسفت، قالى: انا كمان مصدوم فى نفسي... هـ تصدقينى لو قولت لك ان انا كمان أول مرة أتمشي بـ الليل مع واحدة و أعمل حركات المراهقين دى... بس انا أكتشفت أن فيه واحد جديد عن فارس فوزى اللى متخفى فى بدلته و دايمًا بـ يحقق و يدافع... انا وقفت جنبك عشان ده اللى المفروض يحصل منى أو أكفر عن ذنبى
كنت مصدومة جدًا من اللى بـ يقولوا لكن هو كمل و هو بـ يتكلم بـ صدق: اكتشفت ان انا اللى عاوزك توقفى جنبى... انا معاكي بـ أكون راجل تانى غير اللى زهقت منه
أبتسمت و فى اللحظة دى تليفونه رن فـ رد و سمعته بـ يكلم باسم و بـ يقول: ايه... هى فى أنهى مستشفى... طب أتصرف و انا مسافة السكة هـ أكون عندك
فارس أخدنى معاه لـ المستشفى و عرفت إن والدته تعبت جدًا و ظل تعبها أيام لحد ما وقع علينا خبر زى الصاعقة، إن والدة فارس أنتقلت لـ رحمة ربنا، باسم جاله أنهيار عصبى و فارس أضطر يجيبه يعيش معانا فترة.
أما على الجانب التانى فى عيادة الدكتورة شهيرة اللى كانت نايمة على الشازلونج و قاعد على كرسي الطبيب، حسام.
شهيرة: ندمانة اوى يا حسام أنى سمحت لك تستغل حياة
حسام: شهيرة بلاش بقى الجو ده ما أحنا ساعدناها
شهيرة عدلت نفسها و وقفت بـ تحدى: ده اللى بابا ربانا عليه تستغل واحدة مريضة عشان تقدم حالتها و تاخد الدكتوراه
حسام: يا شهيرة يا حبيبتى ما انا أخوكى و عارف اللى كنتى بـ تعمليه عشان تبقى بـ المركز ده
شهيرة زعقت: ما وصلتش على قفا حد
حسام: كده كده كانت محتاجة دكتور نفسي و أدينى شغلتك
شهيرة: حسام انا عاوزة السيديهات اللى أديتهالك و كل حاحة تخص حياة
حسام: إنتى شكلك اتجننتى بجد يا شهيرة... و بعدين هى هـ تعرف منين بـ اللى عملناه
شهيرة زعقت: لازم تعرف يا حسام عشان ده أسمه سرقة... عاوز تبتدى حياتك على غش
حسام: شهيرة انا زهقت فعلا و مش حمل محاضراتك دى... انا ماشي
شهيرة: رايح فين
حسام: رايح أقابل ملك أرحم منك
حسام نزل و ملك كانت مستنياة عند عربيتها، حسام أبتسم و قال: اى الحلاوة دى
ملك اتكسفت: بجد شكلى حلو
حسام: لاء العربية
ملك زقته: رخم
حسام: دى عربيتك؟؟
ملك: لا عربية علا أختى.. يلا بقى عشان لو اتأخرت هـ تعمل مشكلة و هى حاليا بقيت عصبية بسبب خطيبها... تصور الهبلة مخطوبة لـ راجل متجوز
حسام: انه الحب يا عمرى
ملك: ما توصلش لـ الجنان ده ما أنت دكتور و فاهم
...
فى الفترة الأخيرة فارس كمان كان زعلان جدًا لكن كان بـ يجى فى حضنى و يطلع كل همومه
فارس بـ يعيط لـ أول مرة: ماتت و هى مفكرة إن قلبى هـ يفضل قاسي على اخويا... حياة انا بحب باسم بحبه حتى لو عمل اى حاجة... انا اللى مربيه على إيدى... انا كنت أبوه و أخوه و صاحبه
هزيت راسي بـ أنى متقبلة ده، فارس نام فى حضنى من تانى و فى الفترة دى تبادلنا الادوار بقيت انا أشيل المسؤولية.
باسم كمان أبتديت أتكلم معاه خفيف و فى الأول كان صعبان عليا الحالة اللى وصلها لكن بعد كده أبتديت أحس بـ حاجة غريبة لما دخلت البيت لقيت باسم خارج من اوضتى على غير العادة و اللى متعودة عليه إن باسم بينزل مع فارس و يجي معاه.
قولت له وقتها: باسم أنت جيت... كنت بـ تدور على حاجة
باسم: لاء... اه بـ أخد تريننج من أوضة فارس فيه مانع
قولت: لاء
و عديت الموضوع بل و نسيته كمان و باسم كمان تانى يوم قرر يرجع شقته و فى يوم رجعت البيت من عند الدكتورة و كنت مبسوطة إنى بدأت أتعافى أخيرًا و أحب نفسي.
شوفت فارس قاعد و بـ يدخن بـ غضب ما أنتبهت له و أبتسمت و انا بـ أقول: فارس... معلش اتأخرت عند الدكتورة... هـ أدخل اجهز لنا الغدا حالاً
فارس نادانى: حياة... اى ده
وقفت و بصيت على شريط البرشام اللى فى إيده و قولت: ايه يا فارس.. مش عارفة
فارس رماه فى وشي و اتفاجأت بـ قلم قوى صدمنى اوى فى فارس اللى صوته علي: بـ تاخدى منع حمل و انا اللى عاديت أمى و أخويا و حتى البنت اللى حبتنى عشانك
قولت من بين دموعى: فارس انا ما أخدتش حاجة... مستحيل أخده... انا بحبك يا فارس
فارس مسك دراعى: كان لازم أصدق الكل لما قالى إن واحدة مريضة زيك ممكن بـ بساطة تنهى حياة أبنها و تدمر حياة اللى حواليها!
برقت لـ فارس و عمرى ما كنت أصدق أنه يقول كده، قولت بـ صدمة: طلقنى
فارس رد بـ تصرع: إنتي طالق!!
و رجعت من تانى بيتى، بيتى اللى عيشت فيه قسوة العالم، و كأن الحياة زعلت إنى فرحت فـ حبت تفوقنى من حلمى، لكن اللى حصل لما رجعت أنى لقيت أمى تعبانة و عرفت من بابا إن عندها كانسر.
ماما: حياة ممكن نتكلم... انا عارفة قد اى انا وصمة صعبة فى حياتك... انا كنت صغيرة لما أتجبرت على أبوكي و لما صدقت أنه طلقنى... حملك منعنى أعيش الحياة اللى حلمت بيها، يمكن ده غضبى و حزنى عمونى إنك بنتى... كنت دايمًا بـ أشوف مسؤوليتك حمل عليا و ده اللى ولد فى قلبى كره كأنك عدوتى... بس انا يا بنتى بحبك و الله بـ أحبك... إنتي أول واحدة جات فى بالى بعد ما عرفت إن أيامى معدودة فى الدنيا... سامحينى يا بنتى سامحينى.
قولت لها: أسامحك... انتي عارفة كنتى السبب فى ايه... انا بسببك بقيت مريضة نفسيا ولا اى حد قابل بيا... كل اللى حصلى و بـ يحصلى بسببك
ضحكت و قولت: عارفة جوزى اللى صدق إنى بـ أخد منع حمل رغم أنى حامل بس عمره ما هـ يصدق.. خلاص شافنى واحدة مجنونة... انا بـ أكر.. هك
ماما وقعت على الأرض من الصدمة..ماما!!.
أما فى بيت دكتورة شهيرة، كانت قاعدة ندمانة على كل اللى أرتكبته فى حق حياة و قامت و هى مقررة تنقذ ما يمكن أنقاذه، دخلت أوضة حسام اللى كان نايم و قدرت تاخد تليفونه.
شهيرة قالت و هى بـ تفتح موبايله: ورينى بقى التسجيلات اللى بعتها لك
فاجأة ظهرت رسالة من رقم ملك و كان ريكورد ملك بـ تعيط و تقول: مش مصدقة يا حسام أختى اللى بحبها تطلع بـ تخطط زى العصابات و خلت فارس يطلق مراته
شهيرة قلبت فى الشات و عرفت كل حاجة، شهيرة اتصدمت و جدًا و قالت: لاء انا مش لازم أسكت
و عند باسم الباب خبط و راح فتح لقى واحدة غريبة.
شهيرة: ممكن ادخل
باسم أبتسم: انتي تدخلى؟؟ ... تنورى
شهيرة دخلت و بصت له بـ غضب لما سألها: مين؟؟
شهيرة: انا الدكتورة شهيرة يا ساعت المحامى أو أقول لك وكيل نيابة صح انت بقيت وكيل نيابة... تعرف انا لما كنت بـ أعالج حياة ما صدقتش لما قالت إنك أتغيرت و هى عاوزة تساعدك و تقنع فارس عشان تبقي وكيل نيابة... عشان اللى من عينتك ما يتغيرش
باسم: حيلك حيلك انتى مين عشان تيجى بيتى تهزقينى ولا الست حياة وكلتك عنها
شهيرة: حياة اللى أنت بـ تقول عنها كأنها شريرة و انت المظلوم.. أنت كسرت فرحتها بـ نتيجة تعبت لها سنين و كسرت فرحتها من تانى فى فرحكوا لما عشمتها و غدرت بيها... نصيحة منى خليك إنسان لـ مرة واحدة فى حياتك و قول لـ أخوك إن مراتك مش غلطانة
باسم حس بـ الندم : انا مش كده على فكرة.. انا فوقت أوى يا دكتورة لما لقيت حياة طيبة فعلا و وقفت جنبى و اللى عملته كان زن علا على ودانى... لو فارس عرف انا كده ممكن أخسر اخويا لـ الأبد
شهيرة: لاء مش هـ تخسره و مع الوقت هـ ينسي لو عرف إنك ندمت فعلا... ضحى لو لـ مرة عشانه
باسم فكر فى كلامها و أفتكر قد أيه أخوه تعبان من غير حياة و عرف ان فارس حبها بجد.
اما عندى انا حياة، تايهة وسط الناس اللى بـ تواسي و تعزى بـ موت أمى، بابا دخل بعد شوية و معاه فارس.
بابا: فارس بيه عاوز يعزيك يا بنتي
فارس: البقاء لله يا حياة
قولت و انا باصة بعيد: البقاء لله وحده... يلا سعيكم مشكور
بابا قال بـ سرعة: ما تأخذهاش يا أبنى هى بس زعلانة
فارس قال: انا نقدر.. لما تفوقى عاوز نتكلم يا حياة
رديت بـ جمود: ما فيش بينا كلام!
فارس مشي و غمض عينه بـ ندم عمره لما أفتكر كلام أخوه و عرف إن حياة مظلومة... عدت الأيام و ما رضتش أسامح فارس على اللى عمله و اتخرجت و أشتغلت فى مكتب كبير و كنت بـ اترقى و نجحت سواء فى الشغل أو فى تربية أبنى مالك.
فارس: أزيك يا حياة
كنت فى مكتبه طبعا مع موكل ليا و بعد ما خلصتها لقيته وقفنى بـ الجملة دى، رديت بـ ثقة: كويسة يا فارس باشا
فارس: وحشتينى
بصيت له كويس فـ قال: تعالى نشرب قهوة فى الكافية اللى قريب من هنا
حياة: فارس باشا انا خلصت شغلى
مسكنى من دراعى: حياة لو سمحتى
رفضت و سيبته و مشيت و بعد أسبوع أتطلب من المكتب شغل فى قضية مهمة و روحت موقع الجريمة لكتى اتفاجأت لما لقيت الفيلا كلها ظلام و برا كمان و فى لحظة كل حاجة نورت و نزل من عليا زينة كتير و ناس كتير صقفت.
صوت جاه من فوق: النهاردة يوم مهم فى حياتى... الكل عارف فارس فوزى انه راجل جبروت قلبه حجر و ما بيحبش أكمن اى قضية بـ أحلها بس اللى ما حدش يعرف إن فيه قضية كبيرة فشلت فيها و ندمت على الفشل لأن المتهم انا و المجنى عليه أعز واحدة على قلبى... حياة البنت اللى حبيتها بـ كل معانى الحب.. بنتى و مراتى و الست اللى بـ اتجنن فى قربها
فارس وصل لـ عندى و ركع على رجليه: النهاردة و قدام الكل انا طالب إيدك يا أكتر إنسانة حبيتها
بصيت على الكل و بصيت له و لمحت حب و شوق شديد، انا كمان كنت مشتاقة ليه قوى و ما حستش بـ حاجة لما روحى فارقت جسمى و حضنته و هو شالنى و لف بيا عشان يعلن جنانه معايا لـ الكل.
و فى الحفلة وصل باسم اللى وقف جنب شهيرة و قال: ما قدرتش ما أجيش زى قولت لك و سمعت نصيحتك كـ العادة
شهيرة أبتسمت: شكرا يا باسم
باسم: انتى اللى شكرا يا شهيرة... شكرا على كل حاجة... إنك وقفتى جنبى و خليتى أخويا يرجع يكلمنى.. اى نعم علاقتنا مش أحسن حاجة بس احسن ما يقاطعنى
شهيرة: انا ما عملتش حاجة... انا كفرت عن ذنبى زى زيك بـ الظبط
باسم: انتى عملتى كل حاجه انتى ملاك يا شهيرة... كفاية وجودك جنبى اللى ساعدنى أحب الكل مش نفسي و بس و أحبك إنتى كمان
شهيرة عدلت نضارتها و بصت بعيد، و لمحت فارس شايل حياة و بـ يضحكوا قصاد الكل، و لمحت حياة كمان اللى أبتسمت لها بـ إمتنان شديد.
"أسمى معانى الأنسانية هو الرحمة فى عز القوة"
تمت بحمد لله
بكل ما هوه جديد من اللينك الظاهر امامك
🌹🌹🌹🌹 🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹