أخر الاخبار

روايةحطام القلب والنصر الفصل التاسع والعشرون29 بقلم سلمي السيد عتمان


روايةحطام القلب والنصر 
الفصل التاسع والعشرون
بقلم سلمي السيد عتمان





و بعد شهور قليلة عبد الرحمن خرج من المستشفى ، كان كويس في حالته الصحية لكن النفسية كان تعبان جدآ لأن أخوه هو سبب كل دا ، و خاصةً الي حصله ، و جه في يوم و دا اليوم الموعود و الي حصل هو إن جالهم معلومات من المخا*برات بتقول إن هيتم هجوم كبير علي سوق في منطقة سكنية عدد سكانها كبير جداً ، و الي هينفذ الهجوم هو بدر و بمساعدة جلال ، و في نفس الوقت الأتنين أتفقوا علي مراد إنهم يوقعوه ، و بكده جلال هياخد حق ابنه و بنت أخوه و في نفس الوقت بدر هياخد حق ابنه ، و مراد في الفترة الأخيرة دخل بين رجالته خونة ليه و يبقوا من رجالة بدر ، عبد الرحمن و الفريق خدوا تفاصيل المعلومات و أتحركوا فورآ ، و المرة دي كانت غير كل مرة ، هما واخدين عهد بينهم و بين نفسهم إن الهجوم مش هيتم و محدش هيتأذي و المواطنيين هيبقوا في سلام ، و بالفعل الفريق و مجموعة من العساكر و بعض ظباط الشرطة راحوا مكان الهجوم قبل ما يتم تنفيذه ، و كانوا متنكرين كلهم ، و مع أول ظهور لأول إرها*بي بدأ الإشتباك بينهم ، و طبعاً كانوا مأمنيين المواطنيين كلهم ، و العساكر و الظباط قدروا إنهم يوقفوا تنفيذ الهجوم و أعتق*لوا كل الإرها*بيين الي كانوا موجودين و طبعآ قت*لوا بعضهم ، و بعدها راحوا علي المقر و هما عاملين الي عليهم و بزيادة ، و بعد وقت كل واحد فيهم راح علي بيته .
عبد الرحمن وصل بيته و فتح باب شقته و دخل ، كانت كيان قاعدة علي الكنبه و في إيديها فنجان القهوة ، لما شافته سابت القهوة و أبتسمت و هو قرب منها لحد ما وصل ليها و قعد جانبها و ميل براسه عليها لحد ما بقا في حضنها و كان في قمة التعب و الحزن ، فعلآ في الوقت دا الي فيه مكنش في حد خالص ، كيان رفعت إيديها و حطتها علي راسه و كان هتتكلم لكن سكتت لما حست إنه بيعيط ، ميلت عليه باسته من راسه و هي قلبها بيتكسر علي حالته و مكنش في إيديها حاجة تعملها غير إنها تفضل جانبه ، بعد لحظات من الوضع أتكلم عبد الرحمن و دموعه في عيونه و قال بحزن : من و أنا صغير مكنتش بعرف أعيط يا كيان ، حتي لما كان حد يزعقلي أو أتخانق مع حد مكنتش بعيط ، كنت أروح ل بابا و أقوله هو أنا معنديش مشاعر يا بابا !! ، هو أنا ليه مبعيطش علي أي حاجة بتحصل وحشة أوي ، أنا خايف أبقي قاسي و قلبي ميبقاش حنيين ، كنت ساعتها عيل صغير يا كيان مش فاهم حاجة ، رد بابا ساعتها عليا و هو مبتسم و قالي لاء يا حبيبي أنت عندك مشاعر و قلبك حنيين و فيك صفة من أجمل الصفات و هي الطيبة ، لكن أنت الي دمعتك بعيدة شوية ، بس ياما هتعيط يا عبد الرحمن ، لكن طول ما أنا جانبك مش عاوزك تخاف من حاجة أو تعيط من حاجة ، بعدها ب شهور بابا مات يا كيان ، و حسيت إني ضيعت بموته ، ساعتها عيطت ، عيطت جامد و مكنتش ببطل عياط ، لحد ما ربنا صبرني و أبتديت أفوق ، كنت بقول لنفسي أوعي تعيط تاني ، أنت أصلآ خسرت كل حاجة هتخسر اي تاني أكتر من إن باباك و مامتك يموتوا ، و كنت أقول لنفسي متعيطش أنت جانبك مراد أخوك و وفاء الي أعتبرتها أمي ، هعيط ليه طول ما هما جانبي ، أحنا التلاتة هنبقي سند لبعض و مفيش حاجة هتهدنا طول ما أحنا سوي ، ساعتها كنت بقول هو اي الي ممكن يخلي الواحد يعيط غير الموت و فراق أقرب الناس لقلبه ، إجابتي ساعتها كانت و لا حاجة !!! ، كل الي جه في دماغي ساعتها إن مفيش شعور أقوي من الفراق عشان أعيط بسببه ، لكن لاقيت الأصعب منه ، الخذلان ، كسرة القلب من دمك ، الغدر ، كل دا جربته من نفس الشخص ، و ياريته شخص غريب ، دا أخويا ، و دموعي بقت بتنزل كل يوم بسبب مراد ، عمري ما كنت أتخيل إن سبب وجع قلبي و خذلاني يبقي أخويا ، كل دمعة بتنزل من عيوني فيها كمية وجع مش قادر أوصفه ، و لا قادر أعبر عنه ، كل الأحاسيس دي أصعب من الموت ، علي الأقل الي بيموت دا بيبقي سايب ذكري جميلة تفتكريه بيها ، هو فارقك و أنتي آخر مرة معاه كنتوا بتضحكوا و تهزروا ، وجع القلب ساعتها هيتعافي مع مرور الأيام ، لكن الخذلان عمره ما يتعافي أبدآ .
Salma Elsayed Etman .
كيان كانت علي وشك العياط عشانه لكن محبتش تعيط قدامه ، سابته يطلع كل الي في قلبه من غير ما توقفه نهائيآ ، حاولت تتكلم رغم إنها مش لاقيه كلام تقوله و قالت : ربنا أكيد ليه حكمة في كده يا عبد الرحمن ، مش عارفه اي هي و اي الهدف منها لكن مفيش حاجة بتحصل غير و ربنا ليه حكمة فيها و فيه خير من وراها ، يمكن دلوقتي أنت في وقت صبرك فيه نفذ خلاص ، لكن أصبر ، عارفة إن الموضوع صعب و مفيش كلام يقدر يريحك لكن أنا متأكدة إن ربنا هيريح قلبك و يعوضك عن كل التعب دا بس الصبر ، دا إختبار من ربنا يا عبد الرحمن ، و لازم تنجح فيه .
عبد الرحمن أكتفي ب إنه هز راسه بالإيجاب في صمت و غمض عيونه و قال بتعب و دموع : أنا عاوز أنام .
كيان مسكته و قومته و قالت بحنان : تعالي يا عبد الرحمن أدخل الأوضة و أرتاح و نام .
عبد الرحمن قام معاها و دخل أوضته و نام علي السرير حتي مغيرش هدومه و كيان فضلت جانبه .

في جنينة المقر آمن كان قاعد لوحده و شارد ، و قطع شروده صوت رزان و هي بتقول : الجو برد و بيمطر ، أنت ليه قاعد كده ، هتتعب .
آمن أبتسم إبتسامة خفيفة و قال : عادي ، واجهت الي أصعب من البرد و التعب .
رزان قعدت جانبه و مكنش فيه غير صوت المطر بس الي بينهم ، بصلها و قال : الجو برد هتتعبي .
رزان أبتسمت و قالت : عادي واجهت الي أصعب من البرد و التعب .
آمن ضحك ضحكة خفيفة و سكت .
رزان مؤخراً كانت بدأت تعجب ب آمن ، و تصرفاته معاها و إهتمامه بيها الي كان بالنسبة لها شئ غريب و مش مفهوم ، لحد ما فهمت من تصرفاته لأن كان فعلآ كل حاجة واضحة .
آمن : مبتسمة ليه شاركيني الي بتفكري فيه ؟؟ .
رزان بإبتسامة : أفتكرت خطوبة أحمد و هنا الي أتعملت من كام يوم ، بجد كان شكلهم حلو أوي ، أبتسمت لما أفتكرت نظرات أحمد ليها و هو بيلبسها الدبلة ، أد اي نظراته كانت جميلة ليها ، و فرحة هنا و ملامحها الجميلة ، كل دا لما أفتكرته أبتسمت ، هما كانوا لطاف جدآ ، بجد يا بختهم ببعض ، (كملت كلامها بإبتسامة حزينة و قالت ) أتمني أحمد يكون أد الثقة الي هنا أدتهاله ، و ميخذلهاش في يوم أبدآ ، ولا يجرحها ، و لا يحسسها بعدم التقدير و الإهتمام .
آمن فهم قصدها و أتنهد بهدوء و قال : أحمد صادق في كل مشاعره ل هنا ، و علي فكرة مش كل الناس زي ما أنتي متخيلة ، و فيه فرصة إنك تحسي بالشعور الجميل دا بس أنتي تسمحي بس .
رزان عقد حاجبيها و قالت : ازاي يعني ؟؟ .
آمن فضل ساكت لعدة ثواني ، و بعدها أبتسم إبتسامة جميلة و قال : رزان أنا بحبك ، فضلت ساكت و كاتم في قلبي كتير أوي أوي معرفش ليه ، لكن يمكن الظروف مكنتش مساعداني ، أول ما حبيتك قالولي إنك أنتي و مراد بتحبوا بعض ، أتصدمت لأني مكنتش أعرف حاجة زي كده ، حاولت أبعد و أدفن الحب دا لكن في كل مرة كنت بفشل ، و أقول ليه مش قادر أعمل كده رغم إن فرصة وجودها معايا منعدمة ، لحد ما حصل الي حصل و عرفنا مراد علي حقيقته ، ساعتها بس فهمت ليه مقدرتش أدفن حُبك دا ، حسيت إن ربنا كاتب ليا فرصة إني أكون معاكي في يوم من الأيام ، مش طالب منك رد دلوقتي ، و لا طالب منك أي رد فعل ، عارف إنك صعب تثقي في راجل تاني بعد الي حصلك من مراد ، بس تأكدي مليون في الميه إني غيره و إني بحبك بجد و عمري في حياتي ما هأذيكي و لا هفكر حتي أعمل كده .
رزان كانت مرتبكة جدآ و متوترة و كأنها أول مرة تتحط في موقف زي دا ، هي بالفعل أول مرة تتحط في موقف زي دا !! ، لأن مشاعر مراد كانت مزيفة ، كدابة ، خادعة ، و الصدق الي باين في عيون آمن مكنش هو الصدق الي في عيون مراد لما كان بيتكلم معاها ، أتوترت أكتر لما صرّح بمشاعره دي رغم إنها كانت شاكه ، بس المواجهة أصعب بكتير من التخيل ، معرفتش ترد عليه كويس وقالت بإرتباك : آمن... آمن أنا ، مش....مش عارفة ...هو...... .
قاطعها آمن بإبتسامة مريحة و قال : أنا قولتلك مش طالب رد دلوقتي ، أنا عندي إستعداد أستناكي العُمر كله .
رزان أبتسمت و فضلوا باصين لبعض لحظات في صمت ، و بعدها رزان قامت و قالت و هي بتقوم : تصبح على خير .
آمن بإبتسامة حب : و أنتي من أهله .

تاني يوم الصبح كانوا كلهم في المقر ، و جه الخبر الصادم ليهم كلهم و هو معرفة مكان مراد !!! .
العميد بذهول : ازاي و فين ؟؟؟ .
الظابط : عناصر المخا*برات الي حطيناها في رجالة بدر قدروا يعرفوا مكان مراد ، لأن بدر طلع حاطط خونة وسط مراد ، و لازم نتحرك فورآ يا سيادة العميد ، لأن بدر هيق*تل مراد إنهارده .
العميد قام و هو بيقول بلهفة : أنا عاوز مراد عايش خُد الفريق و أطلعوا فوراً يله أتحرك .
الظابط بلهفة : أمرك أمرك .

و بعد وقت قليل عبد الرحمن طلع هو و فريقه و الفريق الجديد و كانوا فوق ال ١٥ شخص ، و كان طول الطريق بيسترجع ذكرياته الطفولية مع مراد ، و ازاي هيواجهوا دلوقتي !! ، و هل هيلحق يواجهه أصلآ !! .

بعد ساعة و نص .

في مكان مراد .

مراد كان قاعد و الأكل بيتحط قدامه ، كان بيدخن و أفكاره كلها أفكار مش كويسة و شيطانية ، قطع سرحانه صوت الشخص الي بيحط الأكل و قال بنظرة مريبة : تؤمر بحاجة تانية يا باشا ؟؟ .
مراد قام و قرب من الأكل و شاورله بإيده بالخروج من غير ما يبصله ، و الشخص خرج في صمت ، و مراد قعد ياكل ، و بين كل لحظة و التانية يفكر في خطة جديدة و شر أقوي .
و بعد عشر دقايق من أكله قام أتنفض من صوت ضر*ب النار الي سمعوا فجأة ، قام بص من الشباك بسرعة لاقي الفريق و عساكر تانية كتير !!! ، أتوتر و مكنش عارف يتصرف ازاي ، كان متحاصر مكانه و مش عارف يخرج ، مسك سلاحه و وقف و كان بيستعد لأي حاجة تحصل ، لكن فجأة حس بألم في معدته و بطنه جامد ، حاول يداري ألمه لكن معرفش ، و بعد لحظات دخل الشخص الي حطله الأكل و هو مبتسم إبتسامة خبيثة و قال : بالهنا والشفا يا مراد باشا ، بدر بيه باعتلك سلامه و بيقولك الس*م مكنش ليه طعم في الأكل و لا اي !! .
مراد أتصدم و حس إنه أتجنن و قال بألم : س*م !!!! .
الشخص بشماتة : أومال أنت فاكر إنك أنت بس القوي و محدش هيقدر عليك و ......... .
و قبل ما يكمل كلامه قاطعه مراد و هو بيض*ربه بالبوكس في وشه و قال بعصبية و ألم : يا ولاد الكل*ب .
وفجأة رفع سلاحه عليه بدون مقدمات و ضر*به طلقتين في دماغه .
نجم في اللحظة دي بص فوق و قال بلهفة : في صوت ضر*ب نار فوق ، أكيد مراد فوق .
أسامة و يونس و مصطفى و أحمد و نجم و آمن طلعوا كلهم علي صوت ضر*ب النار ، كُرههم ل مراد و إنتقامهم منه كان أكبر من ما أي حد يتخيل ، أما عبد الرحمن و تميم كانوا بيشتبكوا تحت مع بقيت العساكر .
مراد كان جاله حالة جنون و كان بيدور علي أي حاجة ياخدها تمنع ألمه و تخليه يعيش لكن بدون فايدة و كان بيقول بجنون : أنا مش هموت ، دي مش النهاية لاء ، أنا أقوي من كده يا ******** ، أنا الي هنتصر ، أنا الي وجعت قلبكوا و هكمل في الي بعمله .
و فجأة بدأ ينزف دم من بوقه و وقع علي الأرض من الألم ، لكن كان بيحاول يقوم و هو بيقوم دخل الفريق كله ما عدا عبد الرحمن و تميم ، مصطفى قال بحده : أرمي سلاحك يا مراد و سلم نفسك ، و أخيراً بقيت بين إيدينا .
مراد أتصدم و كان مذهول من وقوف مصطفي قدامه و إنه ازاي عايش !!! ، لكن ألمه و تعبه كان أكبر من إنه يفكر في مصطفي .
كان بيحاول يقوم يقف و سلاحه في إيده لكن محدش فيهم خد أي خطوة لأن أصلآ هو قدامهم بحالة غريبة ، يونس قال بإستغراب : هو ماله ؟؟ .
أسامة بص للأكل و لحالة مراد و قال : أعتقد أنه أتس*مم .
مراد قام وقف بالعافية و قال بألم و قوة في كلامه و صوت عالي و حقد : أنا مش هموت لوحدي .
و رفع سلاحه في لمح البصر و كان لسه هيطلع رصاصه لكن فجأة و بدون أي مقدمات الفريق أطلقوا رصاص سلاحهم علي مراد و كل واحد في الفريق ضر*ب أكتر من رصاصتين في مراد و كلهم في نفس اللحظة ، و بعد لحظات من إطلاق النار كان مراد واقع علي الأرض و جسمه كله فيه أكتر من عشر رصاصات و الدم بقا حواليه زي البحر و فارق الحياة !! ، عم الصمت بينهم للحظات ، و أحمد غمض عيونه بندم و فتحها و هو بيقول : مكنش لازم يموت .
آمن نزل سلاحه بضيق و قال : كده كده كان هيموت ، لأنه مس*موم .
Salma Elsayed Etman .
في اللحظة دي عبد الرحمن كان طالع بيجري علي السلم هو و تميم و دخل و هو بيزق آمن الي كان واقف و حاجز الدخول ، عبد الرحمن لما شاف منظر أخوه و هو علي الأرض و جسمه كله مثقوب بالرصاص و الدم حواليه كان هيغمي عليه ، كان في حالة من الصدمة و الذهول و الجنون ، مشاعره في اللحظة دي كانت مشاعر أخ شاف أخوه ميت قدام عيونه ، مش مشاعر ظابط و الي قدامه خاين ، سلاحه الطويل وقع من إيده و هو بيزدرء ريقه بصعوبة و بيقرب من مراد و دموعه بتنزل زي الشلال بصدمة ، وطي علي الأرض و قعد و رفع مراد علي رجله و هدومه كلها بقت دم من دم أخوه ، و كان بيقول بدموع و كلمات قالها بطريقة شبيها بالجنون : مراد ، مراد قوم ، مراد يا حبيبي قوم ، قوم عشان خاطري .
الفريق كان واقف في قمة الحزن من الموقف و علي صاحبهم مش علي مراد نهائياً ، أصلآ مراد بالنسبة للجميع كلب و مات يمكن الكلب أحسن منه ، لكن كل حزنهم في اللحظة دي علي منظر عبد الرحمن الي فعلاً كأنه فقد عقله لما شاف أخوه كده .
و فجأة عبد الرحمن عيط بهستيريا و يمكن أول مرة يعيط فيها كده و قال : ليه يا مراااااد ، ليه عملت كده ، (كمل كلامه و هو حاضنه بقوة و بيقول بعياط جنوني ) شوفت الي حصل ، قولتلك النهاية وحشة ، قولتلك بلاش ، ياريتك ما كنت كده ، ليه يا مراد عملت في نفسك كده ، طب قوم طيب ، قوم و أنا هخليك تتوب ، هخليك إنسان تاني ، أنت هتسمع كلامي أنا عارف ، عشان خاطري يا مراد أرجوك ، و الله أنا هنسي كل الي أنت عملته ، هنفتح مع بعض صفحة جديدة ، أنا عمري ما كرهتك و الله عمري ، قوم يا مراد .
مصطفي بص بدموع لتميم الي كان خلاص دموعه نزلت علي عبد الرحمن ، مصطفي قرب من عبد الرحمن و حاول يقومه و يبعده عن مراد ، لكن عبد الرحمن كان رافض و ماسك في مراد جامد ، و لما مصطفى حاول معاه أقوي عبد الرحمن زق إيده و قال بدموع و عدم وعي : أبعد عني ، متقربش مني أبعد ، أنتو الي قت*لتوه ، أبعد متلمسنيش .
كنت خلاص فعلاً فقدت الوعي و التحكم في نفسي ، أنا عارف إني مينفعش ألوم أي حد فيهم علي قت*ل مراد ، لأن مراد كان إرها*بي ، خاين لبلده و وطنه و شعبه ، أرتكب جرايم كتير ، قت*ل ناس أبرياء كتير ، أنا من أول الناس الي كان نفسي يتقبض عليه و ياخد عقابه سواء بالقانون أو بالسلاح ، لكن لما شوفت منظر أخويا كده مشاعري أتلغبطت ، و الله غصب عني ، مش بإيدي ، عارف أخويا كان من أبشع و أحقر الناس في الدنيا ، لكن من جوايا دا أخويا ، و مقدرش أنزع دمه من دمي ، فقدت التحكم و السيطرة علي نفسي لدرجة إني لما بصتلهم كلهم كنت شايف قا*تلين أخويا مش ظباط بيقوموا بمهمتهم ضد إرها*بي ، أنا مقدرش أزعل منهم علي عملوه ، و لا حد فيهم يقدر يلومني علي مشاعري و حُزني إتجاه أخويا ، مصطفي و كلهم كانوا مقدرين حالتي ، محدش فيهم زعل مني علي رد فعلي الجنوني الي كنت فيه ، أنا كنت خلاص زي المجنون فعلاً ، أنا واحد فقد كل حاجة ، أهله كلهم ، أخوه ، حتي أقرب الناس ليه غدروا بيه ، عمري ما تخيلت إني أوصل للمرحلة الي أنا فيها دي ، تميم قرب مني و بحركة منه أنا محستش بيها أداني حقُنة مُهدأ لأني كنت زي المجنون ، و نمت !!! ، و هما كملوا إشتباك ، مفوقتش غير و أنا بفتح عيوني لاقيت نفسي في المقر ، نوعاً ما خلاص أستوعبت الي حصل ، قومت من علي سريري و كنت لوحدي في الأوضة ، مشيت لحد ما وصلت ل باب غرفة الإجتماع و كانوا كلهم قاعدين مع العميد ، قربت منهم و قعدت علي الكرسي بتاعي في صمت من غير ما أنطق بكلمة حتي ، قطع شرودي صوت العميد لما قال : أكيد مكناش عاوزين مراد يموت غير بالقانون ، أحنا كنا محتاجينه عايش ، لكن لما تم فحصه عرفنا إنه كان مس*موم ، يعني قبل ما يتم قت*له بدقايق بسلاحنا هو كان هيموت .
عبد الرحمن هز راسه بالإيجاب في صمت و حزن ، و محدش من الفريق نطق بحرف .
العميد أتنهد بهدوء و قال : أنتو أنجزتوا المهمة دي و نجحتوا فيها أنا بهنيكم ، و بكده مفيش غير جلال و بدر و وفاء بس ، و بسبب توفيق ربنا لينا المخا*برات قدرت تحدد مكانهم النهائي ، زي ما يكون خلاص ربنا أمر بإنتهاء الشر و حان الوقت عشان كل حاجة تنتهي ، عارف إنكوا تعبانيين دلوقتي و منمتوش من إمبارح ، بس بوعدكم إنها هانت .
و قبل ما حد فيهم يتكلم نطق عبد الرحمن و قال بتماسك مزيف : بعد إذنك يا سيادة العميد ، أنا عاوز أبقي موجود في جنازة مراد ، لازم حد من أهله يبقي موجود في دفنته علي الأقل .
العميد سكت لحظات و بعدها قال : ماشي يا عبد الرحمن .
عبد الرحمن لما خد الإذن من العميد قام فورآ ، و تميم بص ل طيفه بحزن و قال : هو محدش فينا هيبقي معاه طيب ؟؟ .
أحمد بضيق : أنت مُتخيل إن حد مننا هيحضر جنازة إرها*بي !! .
تميم : أنا كل همي عبد الرحمن مش مراد ، عبد الرحمن تعبان و بعيد عن الوظيفة أحنا صحابه ، يعني لازم حد مننا يكون جانبه ، خصوصاً إنه ملوش حد .
أسامة بص للعميد و العميد أتنهد و هز راسه بالموافقة ، و بالفعل كلهم قاموا ، و عبد الرحمن أتفاجأ بوجودهم معاه لأنه متوقعش حد منهم يجي ، و بعد وقت مش كبير و مش صغير تم دفن مراد ، عبد الرحمن كان واقف قدام قبره و مانع بالعافية دموعه تنزل ، لكن مقدرش و دمعة فرت من عيونه و مسحها بسرعة و كمل وقوف بصمود ، و بعدها أتنهد و قال بتعب : يله .

مكنش فيه راحة و لا حتي راحة بال طول ما جلال و بدر و وفاء برا السجن ، و الفرقة كلها و العساكر أتحركوا و راحوا علي أماكنهم و تم الإشتباك مع الإرها*بيين بقوة ، الصراع بينهم كان قوي جداً جدآ كأنهم فعلاً في حرب ، فضلوا في المهمة دي يومين محدش فيهم شاف النوم و لا الراحة ، لحد ما تم إعت*قال جلال و بدر و وفاء ، و راحوا بيهم علي مكان تسليمهم ، عبد الرحمن عيونه جت في عيون وفاء ، وفاء كانت بصاله بحقد و كُرهه و كأنها هي المظلومة ، عبد الرحمن كان بيتقطع من جواه لكن أظهر عدم إهتمامه بنظراتها .
وبعدها راحوا علي المقر ، و العميد كان فخور جدآ جدآ بيهم ، الفرحة كانت مالية قلوبهم كلهم و أخيراً النصر الأخير !!!! ، حتي عبد الرحمن كان سعيد لكن مكسور !! .
و العميد ساعتها أدالهم أجازة أسبوع يريحوا فيها أعصابهم ، و كل واحد راح علي بيته يرتاح بعد تعب و هم .
عبد الرحمن تاني يوم أجازته نزل و مقالش لحد هو رايح علي فين ، و بعد ساعة و نص وقف بعربيته قدام بيت ، نزل منها و طلع الدور التالت ، خبط علي الباب و فتحت بنت و كانت ريهام !!!!! ، ريهام مكنتش تعرفه و قالت بإستغراب : مين حضرتك ؟؟ .
عبد الرحمن بص لبطنها الي كانت كبيرة قدامها ، و رجع بصلها و قال بهدوء : أنا عبد الرحمن الجارحي ، أخو مراد الجارحي .
 



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close