أخر الاخبار

رواية اختلاج روح الفصل التاسع والعاشر بقلم لولي سامي

رواية اختلاج روح 

الفصل التاسع والعاشر

 بقلم لولي سامي

بالمشفي دخلت جودي علي ابنها وجدته معلق له محاليل وسألت الممرضة الجالسة بجواره / هو حالته ايه دلوقتي طمنيني والنبي؟

ردت الممرضة بمنتهي الهدوء فهذه الحالات تورد عليها يوميا / هو دلوقتي احسن الدكتور عمله غسيل معدة تقريبا كان واكل حاجه ملوثة تقدري تطمني اكتر من الدكتور لما يجي .

جودي بارتجاف / طب هو نايم ليه كدة ووشه اصفر؟

الممرضة/ طبيعي يا مدام تعب وأنهك من كتر الترجيع والمغص ده غير أن الدكتور مديله حاجه زي مهدا كدة علشان معدته في الوقت ده بتكون عصبية يعني ممكن يفضل يرجع حتى من غير سبب.

جلست جودي بجواره وأخذت تمسح على شعره وقبلت جبينه ودعت له / ربنا يحميك يا حبيبي ويخليك ليا قوم يا انس قوم واتشاقي براحتك بس قوم يا حبيبي.

وحاولت التحكم باعصابها حتى لا تبكي ولكنها لم تستطع فانهارت بالبكاء بجواره

فاعترضت الممرضة/ مينفعش كدة يا مدام تقدري تنتظري بره لحد ما يفوق أو انتي تهدي شوية .

دخل وقتها احمد ووجد جودي منهارة اقترب منها وربت على كتفها / جودي مينفعش اللي بتعمليه ده اهدي وان شاء الله هيكون زي الفل انا لسه سأل الدكتور وقالي هيكون كويس، يخلص بس المحاليل وممكن يروح معاكي على بالليل كمان.

نظرت جودي الي انس وهو راقد / يارب يارب يا احمد

احمد محاولا استغلال الموقف فمسك بيدها / طب تعالي نروح الكافيه تشربي حاجه علشان تهدي شوية.

انتبهت جودي ليده فسحبت يدها من يده ونظرت إلى الممرضة وقالت/ لا روح انت يا احمد أنا هفضل هنا جنب انس لحد ما يفوق .

شعر بالضيق احمد من سحب يدها وتنهد وقال/ ماشي براحتك انا هروح اجبلك حاجه تشربيها هنا وخرج من الغرفة فأمسكت هي يد ابنها وقبلتها ثم أمسكت بالهاتف وخرجت لتتصل على اسر لابلاغه بالأمر ولكن دون إجابة وسمعت من يهتف خلفها / برضه مبيردش؟؟؟

التفتت له وحاولت اخفاء ضيقها/ اكيد مشغول أو مش سامعه.

ثم حاولت الاتصال على والدها فيجب أن يكون معها اي شخص يقربها ليس محبب أن تنتهي الأزمة مع وجود احمد فقط .رد والدها فور اتصالها فسردت له جودي ما حدث لابنها وبأي مشفي متواجدين واتفق معها أنهم سيأتون فورا ثم أغلقت الهاتف لتري احمد يقدم لها كوب القهوة الذي أحضره لها/ اشربي ده علشان تفوقي وتكوني كويسة جنب ابنك 

جودي بابتسامة حزينة فكانت تتمني هذا الاهتمام من اسر اخذت كوب القهوة وشكرته بفعلته/ الف شكر يا احمد فعلا كنت محتاجاه .

ثم ارتشفت من القهوة تحت نظرة احمد التي انتبهت لها فتوترت وقالت / طب هدخل جنب انس لحد ما بابا يجي 

احمد مستفسرا/ طب وخضيتي الجماعة ليه هو انا معاكي مش كفاية

جودي اجابته ببراءة/ مينفعش حاجه زي ده تحصل لانس وباباه ولا حتى جده يعرفوا لازم على الاقل حد منهم معايا بعد اذنك .

ثم توجهت لغرفة ابنها وتركت أحمد يزم شفتيه فهي بكل بساطة ارسلت له رسالة أنك مهما فعلت فلا يغني عن وجود اسر أو والدها ولكنه لم ييأس سيظل وراءها .

وبعد فترة وجيزة وجد والدها ووالدتها يقتربان من الغرفة سلم عليهما حين سألوا عن غرفة انس وعرف أنهم والد ووالدة جودي .

عرفهم احمد على نفسه أنه مديرها وزميلها بالعمل دخل والدها وتبعته والدتها فشهقت والدتها عندما رأت منظر حفيدها/ اسم الله عليك يا حبيبي ربنا يشفيك ويعافيك.

فور شعور جودي بوجود والدها ووالدتها انطلقت لتدخل بحضن والدها وانتحبت من البكاء وكأنها ترسل له رسالة بدون أن تنطق على حال ولدها وعلى حال زوجها التي لم تستطيع أن تصل له.

فهم والدها حين راي عدم وجود اسر ولم يسأل عنه مراعاة لشعور ابنته ووجود شخص غريب كاحمد. أخذ والدها يربت على ظهرها ثم اخذتها امها بحضنها وحاولت تهداتها حتي هدأت قليلا مع دخول الطبيب / مساء الخير يا جماعة مينفعش كدة زحمة عند المريض في ايه يا سماح سايبة الدنيا زحمة ليه كدة 

توترت الممرضة / والله يا دكتور جده وجدته لسه واصلين حالا وكانوا هيطلعوا اتفضلوا يا جماعة بره علشان الدكتور يكشف على الولد .

الطبيب / لو سمحتم مش عايز في الآوضة غير الممرضة ووالدة الطفل علشان ابلغها بالتعليمات .

وبالفعل خرج الجميع ماعدا جودي والممرضة وبعد أن كشف الطبيب على انس وحاول افاقته اوصي جودي ببعض التعليمات التي ستتبعها لفترة من الزمن ثم بدأ يطمئن قلب جودي عند افاقة انس وفي نهاية اليوم خرجوا متوجهين الي منزل جودي بعد أن عزم عليهم احمد بنقلهم الي حيث يشاءوا وبالفعل ركب والد جودي بجوار احمد وركبت كل من جودي ووالدتها ومعها انس ابنها بالخلف وكان كل فترة يحاول احمد أن يخطف بعض النظرات عليها من خلال مرآة السيارة 

.......................................

بمكتب اسر بعد قضاء وقت من الشوق والإحضان والقبلات بينه وبين فتنة شعر بقضاء الوقت وان ميعاد انتهاء وقت عمل جودي انقضي من فتره فاوصل فتنة الي منزلها واخرج هاتفه ليجد أنها اتصلت به أكثر من عشر مرات كيف لم ينتبه لذلك وجد هاتفه قد فعل على وضع الطيران كيف هذا ومتي ؟

فمرر يده في شعره وحاول الاتصال على جودي مرارا ولكن دون إجابة ولم يستطع الاتصال على والدها خوفا من أن يكون عرف بالامر فتوجه الي منزله ليري أن كانت عند والدها ام وصلت لمنزلها ودخل المنزل ولم يجد أحدا بعد أن بحث بكل الغرف فجلس على الأريكة وحاول الاتصال بها مجددا ولكن أيضا دون اجابة فقرر أن يذهب الي والدها فالوقت أصبح ليلا .

...................................................

وصل احمد وجودي ووالدها ووالدتها وحاولت جودي حمل ابنها ولكن اعترض والدها وقال/ لا يا بنتي سيبهولي انا هشيله

اعترض احمد بدوره / في ايه يا جماعة ده حتى عيب في حقي يعني ابقي موجود وجودي تشيل أو الحج ده يصح يعني عنك يا حج.

وحملة احمد وصعد به وخلفه جودي ووالديها حتى وصلوا أمام الشقة فأخرجت جودي مفتاحها وتوجهت لوضعه بالباب ولكن فوجئت بأسر يفتح الباب من الداخل وهو مقتضب الحاجبين وهو يري أمامه زوجته وابنه يحمله احمد وحماه وحماته عقله لم يستطع إدراك الصورة فسأل بغباء/ ايه اللي انا شايفه ده ؟

تجاهلت جودي سؤاله وازاحته لتوسع لدخول احمد لتضع ابنها بفراشه / اوعي كدة لو سمحت وسع . ادخل ادخل يا احمد الأوضه ده

فدخل احمد ودخلت جودي خلفة الغرفة ودخلت والدتها معها واخذ والدها اسر حتي يقص عليه الأمر حتى لا يفهم ما توضحه الصورة.

اشرف بهدوء /تعالي يا اسر وانا افهمك

اسر بغضب/ تفهمني ايه يعني ايه مراتي ترجع مع صاحبي والاقيه شايل ابني يعني كانت معاه طول اليوم بره؟ 

اشرف وقد جحظت عيناه / اخرص خالص ابنك كان بيموت ولولا صاحبك لحق ووصل مراتك للمستشفي مكناش عرفنا ايه اللي حصل دلوقتي مش تفهم الاول قبل ما تتكلم . 

ثم خرج احمد واستاذن أن يذهب وسلم على اسر الذي كانت عينه تدل على كمية الغضب الذي به / طب استأذن انا يا جماعة الف سلامه علي انس يا اسر حمدالله على سلامة حفيدك يا عمي 

اشرف / الله يسلمك يا بني والف شكر لتعبك معانا 

احمد بابتسامة / متقولش كدة يا عمي انا تحت امركم وأمر جودي ثم نظر لأسر وكأنه يبلغه رساله أنهم أصبحوا يخصوني انا /الف سلامه يا اسر على انس خلي بالك منه .

وذهب احمد تحت نظرات اسر التي لو قيست بمقدار حرارتها لاحرقته مكانه .

ثم خرجت جودي تستفسر/ ايه ده هو احمد مشي مش كنا عملناله حاجه يشربها الاول يا بابا.

اسر وقد ازداد غضبا/ وكمان عايزة تضايفيه هو في ايه بالظبط؟

جودي وقد وجهت نظرها تجاه اسر وضيقت عيناها/ انا اللي عايزة اسال هو في ايه بالظبط لما اكون في مصيبة واحتاجك الاقيك ازاي؟ يا تري شوفت انا اتصلت عليك كام مرة ؟

اسر محاولا الهروب من السؤال/ برضه مكنش يصح تروحي مع احمد في أي مكان انتي خرجتي معاه قدام الموظفين وركبتي معاه كان ممكن ملقتنيش تتصلي على والدك 

جودي بصوت أشبه بالصراخ / انا كنت منهارة وانت تقولي خرجت وركبت انا كنت بحاول اسبق الزمن علشان اوصل لابني وانت كل همك ركبت مع مين انا اعتبرته زي التاكسي مانا بركب تاكسي مع ناس اغراب وكمان هو كان موجود لما جالي التليفون يعني مجرتش قولتله بدل ما تتكسف على دمك اني حاولت اوصلك واتصلت بيك اكتر من مرة وملقتكش يا تري بقي ايه اللي كان شغلك للدرجة ده او كل الوقت ده دانا كنت بتصل عليك كل خمس دقائق تقريبا.

ذهب اشرف الي ابنته محاولا تهدأتها/ خلاص يا بنتي حصل خير المهم أن الولد قام بالسلامة اقعدي بس واهدي اسر قصده أنه خايف عليكي .

اسر وقد شعر بخجل من نفسه وغيرة بنفس الوقت/ اه والله ياعمي اصل انت متعرفش احمد ده وحش قد ايه ده ميتأمنش على حاجه ابدا ومينفعش واحده زي جودي تحتك بيه اصلا .

جودي / والله ولما هو كدة وافقت اشتغل عنده ازاي ؟

آسر / انتي كنت عايزه شغل وهو كان عنده مكان وانا واثق فيكي.

جودي باستفزاز / والله واثق فيا امال ايه اللي لسه قايله من شوية بص انت ملكش دعوة بيا كفاية أن يوم ما احتجت لاقته هو.

اشرف / عيب يا جودي الكلام اللي بتقوله ده ميصحش .

نظرت جودي لوالدها وعيونها بها دموع وصوتها مخنوق/ لا يا بابا هو فعلا ملوش دعوة بيا علشان البيه طلقني انا كنت جاية اقولكم النهارده بس اللي حصل ده عطل الدنيا .

تصنع اشرف المفاجأة ونظر إلى اسر / الكلام ده صحيح يا اسر 

نظر اسر إلي الأسفل وتهته بالكلام / والله... والله يا عمي انا وجودي في بينا خلاف كدة ونحاول نوصل لحل وسط 

جودي بتفاجأ/ خلاف ايه انا مش فاهمه حاجه مش انت طلقتني ولا انا كان بيتهيألي؟

اسر محاولا توضيح وجهة نظره/ انا قصدي عايزين نقعد مع بعض ونتفاهم انا عندي كلام ولازم تسمعيه.

جودي / انا اسفه لو عايز تقول حاجه قولها لبابا ودلوقتي.

شعر آسر بالحرج فون شفتيه وأخذ شهيقا ثم قال محاولا اختيار كلماته/ طب انا بقترح يا جودي أننا نكمل مع بعض علشان خاطر أنس حتى مش علشاني انا  بس توافقي بجوازي من فتنة .

جودي بغضب / نعم عايز تجبها وتتجوزها عليا ......

ليقطع حديثها والدها مستفسرا/ معلش يا ابني انا عايز افهم حاجه هو انت عايز تتجوز على بنتي ؟

اسر بتوضيح / أيوة يا عمي بس ......

ليقطع حديثه اشرف مشيرا له بيده / استني استني حتى لو بنتي وافقت انا مش هوافق بنتي متتجوزش عليها عايز تكملوا مع بعض اهلا وسهلا مش عايز وانقطع النصيب بينكم يبقي كل واحد يروح لحاله 

نظر اشرف الي زوجته التي كانت تتحكم باعصابها لابعد حد حيث أنه شدد عليها عدم التحدث لأنها عند تحدثها من الممكن أن تكشف الأمر ثم نظر إلي ابنته التي أشارت له برأسها تبلغه موافقتها على كل ما قاله.

لينطق اسر قائلا/ بس يا عمي انا تعبان وبنتك مش قايمة بكل مهامها ومهملاني خالص. 

ليرد والد جودي على كلام آسر الذي صعق من رده/ تمام يا ابني وانا ميرضنيش انك تعيش مجبور مع بنتي شوف عايز تخلص امتي واحنا تحت امرك.


#اختلاج_روح

#لولي_سامي

البارت العاشر بعنوان ( الحقيقة)

بعد أن خرج احمد من شقة اسر نظر من السلم للاسفل ونظر للاعلي فلم يجد أحد فرجع مرة أخري يسترق السمع علي باب شقة اسر فسمع النقاش الذي دار والذي أكد له أنهم بالفعل قد تم الطلاق بعد أن بدأ يشك من قوة ثبات جودي في أنه حدث ثم هبط الدرج وهو في قمة السعادة واتصل بفتنة ليقضي معها وقت لطيف للاحتفال بما عرفه وأدار سيارته وذهب لها وطرق الباب ففتحت فتنة باب الشقة وهي مرتدية قميص نوم يكشف أكثر مما يستر / اهلا يا بيبي ايه فينك بقالنا كتير مشوفنكش.

احمد وهو ينظر لها من أعلاها لاسفلها ويضغط على شفتيه/ قولت افضيلك وقت مع اسر علشان تركزي يا جميل ايه مش هتدخليني ولا ايه ؟

ضحكت فتنة بصوت عالي وتنحت جانبا/ ودي تيجي دانتا تنور .

دخل احمد وفتنة وأغلقا الباب ونسيبهم بقي ملناش دعوة بيهم

............................................

بمنزل اسر 

صدم اسر من رد فعل والد جودي فهو كان يتوقع انفعاله أو محاولة جمع بين الطرفين أو التوصل لحل بعيد عن الطلاق وكان يعد بعض الردود ولكنه صدم حين تلقي اشرف القرار بصدر رحب ولم يعترض أكان زوج غير محبب لابنته؟  أكان يراه أنه غير جدير بها ؟ ام كان يتوقع عدم إكمال هذه الزيجه. فاق اسر من شروده على صوت جودي وهي تطلب الطلاق اليوم قبل غد/ لو سمحت يا بابا سرع من إجراءات الطلاق علشان البيه مش مقتنع أنه طلقني ولسه عايز يحكم وبيتحكم فيا .

وجه اشرف نظره لأسر يسأله/ طب يا ابني انت رميت يمين الطلاق ولا لسه؟

رد عليه اشرف وهو في حيرة من أمره/ رميت اليمين من اول الاسبوع تقريبا .

اشرف/ طب يا ابني بنتي كدة تعتبر مطلقة منك وملكش حكم عليها واي حاجه ترجعلي انا وكدة مضطرين نشوف هنخلص إجراءات الطلاق امتي؟

اسر وهو على وشك الغضب/ يعني ايه مليش حكم عليها يعني تلبس اللي على مزاجها وتخرج وتروح وتيجي مع اللي عايزاه و..

قطع حديثه اشرف/احترم نفسك يا اسر انا بنتي متربية كويس وانت عارف كدة كويس ، فالكلام الفاضي ده ملوش لازمه .

اسر بهدوء بسيط محاولا تهدئة الامر / انا اسف يا عمي مش قصدي اصل الصبح كانت لابسه ...

قطع حديثه اشرف مرة أخري/خلاص يا اسر خلصنا احنا دلوقتي بنتكلم عن إجراءات الطلاق تحب تمشي فيها امتي

اسر بتهرب/ اه.......اه......أن شاء الله ممكن على نهاية الأسبوع الجاي يكون انس اتحسن يعني.

اشرف بحكمة / تمام يا ابني ربنا يقدم اللي فيه الخير ووجه نظره لابنته / طبعا يا بنتي مش هينفع ناخد انس لبيتنا فإنتي هتقعدي هنا، ثم وجه نظره لأسر/وانت يا اسر هتروح فين؟ لو معندكش مكان تقعد فيه وعايز تقعد هنا علشان ابنك ده مش حرام علي فكرة ،بس احنا هنكون مع بنتنا هنا في بيتها. 

تنحنح اسر ونظر لاشرف/ لا يا عمي انا كنت جهزت مكان كدة هروح فيه لحد ما ربنا يسهل علشان اسيب جودي تهدي شوية وتاخد راحتها بس طبعا هبقي اجي ابص على انس علشان اطمن عليه ده لو معندناش مانع يعني؟

اشرف بهدوء اعصاب/ اه طبعا يا ابني ده ابنك وحقك تشوفه في أي وقت .

وهنا تخلت سمية عن صمتها وانطلقت تصرخ به/ دلوقتي افتكرت أن انس ابنك وبتطلقها ليه لما هي ام ابنك ؟ وكنت فين طول النهار وهي بتتصل بيك علشان تلحق ابنك ؟ ايييييه افتكرته دلوقتي؟ دانا مبقوقة منك يا شيخ روح يا شيخ حسبي الله ونعم الوكيل فيك على حرقة دم واعصاب بنتي .

وهنا تدخل اشرف ليحكم الأمر / خلاااص يا حجة كل شيء قسمة ونصيب وزي ما دخلنا بالمعروف هنخرج بالمعروف ومن غير غلط في بعض.

تنحنح اسر محاولا اخفاء ضيقته ونظر  لاشرف/طب انا هستاذن يا عمي.

ثم استقام وانطلق لخارج الشقه مغلقا الباب خلفه .

نظر اشرف لسمية وقال / ده اللي اتفقنا عليه يا حاجه انا مش قولت متتكلميش خالص .

سمية بخجل مما فعلت/ انا اسفة يا حاج اصله عصبني، بيتحجج بابنه وانا بصراحه مش طايقاه.

اشرف بتنهيدة/لا حول ولاقوة الا بالله العلي العظيم خلاص يا حاجة اللي حصل حصل كان عندك كلمتين وسيبتك تقوليهم علشان ترتاحي .

ثم وجه نظره لجودي وقال/  يالا يا بنتي ادخلي غيري ومتقلقيش  أن شاء الله ربك هيحلها, الاول انس يقوم بالسلامة وهتعدي على خير ان شاء الله.

قامت جودي وكأنها مغيبة ولم تنطق كلمة واحدة استبدلت ملابسها وجلست بجوار ابنها وهي تسال حالها أهكذا انتهي كل شئ؟ أحقا ستعيش بدون اسر ؟ حقا يحب فتنة أكثر منها؟ ولكن إذا كان يحبها لما كل هذه الغيره عليها ؟ وعند هذه النقطة ابتسمت نصف ابتسامه فهناك امل !! أرجعت رأسها للخلف وتذكرت كيف ثار عند رؤيته لطريقة لبسها المتغيرة وكيف اشتعل غيظا عند رؤيته لاحمد  معهم .وعند ذكر سيرة احمد عقدت حاجبها واحست بأفعال من جهته غير مريحة ولكنها لم تشغل بالها ونامت بجوار ابنها .

.........................................

بعد خروج آسر من شقته هبط الدرج يستقل سيارته وهو لم يعلم الي اي جهه سيذهب ،جلس بسيارته وهو يشعر بالاختناق ولا يعلم سببه أليس هذا ما كان يسعي إليه؟ الم يريد تطليق جودي ليتزوج من فتنة ؟ لما إذا هذا الإحساس بالضيق ؟ لما شعر بالغيره نحوها ؟ أليس من حقها أن تعيش حياتها كما سيعيش هو ؟ لما لا يتقبل هذه الفكرة على الاطلاق ؟ولكن اين سيذهب حاليا ؟ فكر في أن يذهب الي منزل والدته وبرغم أنه كان يريد تأجيل هذه الخطوة لمعرفته حب والدته لجودي زوجته ولكنه اضطر الي ذلك فالواضح أن اليوم لم ينتهي بعد ومازال يحمل له كثيرا من الأعباء الأخري فمواجهة والدته لم تقل وطأة من مواجهة حماهه .

توجه آسر الي منزل والدته التي حين رأته في وقت كهذا ليلا وانتابها شعور بعدم الراحة والقلق فبعد أن أدخلته سألته بنبرة قلقة/ خير يا آسر يا ابني مراتك وأولادك بخير؟

آسر بتهرب/ اه...اه كويسين الحمد لله يا ماما.

ام آسر/ طب امال هما فين يا ابني مجوش معاك ليه؟ 

اسر بتنهيدة مثقلة الأنفاس/ في مشكلة كدة يا ماما وان شاء الله تتحل.

ضربت ام اسر على صدرها وقالت/ يا نهاري يا ابني مشكلة ايه بعد الشر ربنا يجعله خير يا ابني .

اسر محاولا تغيير الموضوع/ انا جعان يا ماما جدا اعمليلي اكل وبعدين نبقي نتكلم ممكن؟ 

جلست ام آسر بجوار ابنها وربتت على فخذه / قولي يا حبيبي مالك شكلك مضايق اوي .

آسر منهيًا الحوار/ انا طلقت جودي يا ماما خلاص ارتحتي كدة .

ثم توجه الي غرفته بعد أن أطلق قنبلته واغلق باب غرفته وراءه.

ضربت ام آسر على صدرها وشهقت قائله/ يا خرابي رايح فين تعالي هنا وقولي طلقتها ازاي وليه ده البنت بنت حلال ومأصلة مش هتلاقي زيها تاني. طب تعالي يا اسر مش هتاكل يا ابني .

حرام عليك يا آسر تعالي كل وطمني يا ابني الاهي لا يسيئك.

ولكن آسر كان بغرفته يسمع لكلام والدته الذي يتفق عليه ولكن شعر وكأن أحدا ما اقحمه بطريق لم يريده لا يعرف كيف دخل بهذا الطريق أو متي ولكنه شعر وكأنه اقتحم طريق ليس له نهاية، جلس آسر على الفراش واضعا كفيه أعلي رأسه وكأنه يريد أن يكف مما يقع على رأسه ظل هكذا أكثر من ساعة يحاول التوصل لبداية المشكلة وكيف تطورت بهذا الشكل وكيف انساق وراء رغباته ثم استقام وأخذ يستغفر ربه عله يرشده للصواب توضأ وصلي ثم استلقي على الفراش محاولا التفكير في حل للمعضلة الذي وقع بها فهو يعشق جودي ولا ينكر هذا فهو لم يتخيل حياته بدونها ،كما أنه لم يتخيلها مع سواه ،وانس ابنه ماذا سيفعل معه وكيف سيبتعد عنه كيف لم يخطط لكل هذا ؟ اين كان عقله حين انساق خلف رغباته، وفتنة ماذا يفعل معها وقد وعدها بالزواج وقد تخطي معها حدود لم يجب أن يتخطاها  حتى غفت عيونه ولم يغفي عقله عن التفكير ليري باحلامه نفس الحلم المتكرر هذه الأيام بذهاب جودي مع احمد صاحبه وتحميله ذنب فراقهم.

.................................

استيقظ آسر بالصباح الباكر قبل موعد استيقاظة المحدد يفكر مليًا لم هذا الاحمد يتكرر باحلامه وفي كل مرة يحاول أخذ جودي منه لماذا هو محددا ؟

بدأ بالاستعداد للذهاب للعمل ولكن قد قرر أن يمر على جودي قبل ذهابها للعمل ومحاولة إقناعها أو التقرب لها مرة أخري كمحاولة للوصول معها لحل واثناءها عن قرارها وقبل خروجه وجد والدته تخرج من غرفتها/ صباح الخير يا آسر هعملك الفطار حالا يا ابني ونتكلم في اللي هربت مني امبارح فيه.

- ملوش لزوم يا ماما انا خارج دلوقتي ولما ارجع نبقي نتكلم.

- لسه بدري يا ابني ، لسه قدامك ساعة تفطر ونتكلم براحتنا.

- معلش يا ماما ورايا ميعاد عايز ألحقه عن اذنك.

خرج اسر محاولا اللحاق بجودي قبل ذهابها للعمل حتى وصل إلى منزلها وانتظر بالاسفل وكأن جودي قد أحست بمجيئه أو توقعته فكانت تنظر من الشرفة من وقت لآخر حتى وجدته يقف بسيارته أسفل البناية فاختبأت سريعا خلف الستار ثم طلبت من والدها أن ينزل معها ويقوم بتوصيلها للعمل فيستجيب والدها لطلبها وعند الهبوط معها للاسفل لاحظ سيارة آسر قبل أن يستقل التاكس مع ابنته ليلتفت لها قائلا/ علشان كده كنتي عايزاني معاكي؟

اومأت جودي برأسها ولم تنطق بكلمة واحدة.

ليدعي لها والدها/ ربنا يريح بالك يا بنتي ويهيألك الخير .

-اللهم امين.

نطقت بها جودي من قلبها قبل فمها متمنية من الله أن ينهي هذا الكابوس.

......................

بسيارة آسر عندما راي جودي مع والدها طرق علي إطار قيادة السيارة عدة مرات فقد كان يعد للحوار ومحاولة إمالة قلبها ولكن قد ضاعت هذه الفرصة ولكنه لم يستسلم ، ثم توجه الي شركته لينجز بعض أعماله ولكنه فوجئ بالسكرتارية تبلغه بوجود يزن ابن خالته يريد مقابلته ومنتظر بالخارج سمح لها إدخاله .

دخل يزن مكتب آسر كعادته المرحه / اسور باشا اللي غايب عننا بقاله كتير.

آسر بترحيب/ اهلا اهلا يزن باشا عاش من شافك فينك يا راجل اتفضل اتفضل. نزلت إجازة امتي .

يزن / لسه نازل امبارح قولت اجي اشوفك وخصوصا بعد اللي سمعته من خالتك الصبح. ايه اللي عملته ده بس 

آسر باستفسار/ ايه اللي سمعته عني وايه اللي انا عملته؟

يزن بعدم تصديق/ انت بجد طلقت جودي ؟ 

آسر/ انت عرفت منين؟

يزن / مامتك كانت بتتكلم مع ماما الصبح وكانت منهارة وانا لما عرفت مصدقتش معقولة دانتوا كنتوا بتحبوا بعض اوي ايه اللي حصل دانا قاعد من غير جواز مستني اشوف حد يحبني زي ما جودي بتحبك كدة.

اسر بتنهيدة / مش عارف اقولك ايه يا يزن كنت محتاجك فعلا الفترة اللي فاتت اوي كنت زي اللي تايه ومش لاقي اللي يرشدني وحاسس اني اتدبست ومش عارف أخرج ازاي من الورطة اللي انا فيها .

يزن / يعني طلقتها فعلا ؟

آسر/ حاجه زي كدة .

- يعني ايه حاجه زي كده ماهو يا طلقتها يا مطلقتهاش علشان الواحد يعرف هيعمل ايه هو كمان.

نطق بها يزن بطريقته الخبيثة ليستشف بها إجابة آسر إذا كان مازال يحب جودي ام أصبحت لا تعني له شيئا.

آسر/ يا سيدي طلقتها شفوي بس لسه ممشناش في إجراءات الطلاق الرسمي وبفكر اردها بس هي مش مدياني فرصة خالص وباباها واقف معاها بالمرصاد .

بس ايه اللي هتعمله يعني لو عرفت طلقتها ولا مطلقتهاش.

يحك يزن ذقنه وينظر له رافعا حاجبيه قائلا / يعني قصدي لو مطلقتهاش كنت هصرف نظر لكن لو طلقتها بقي بفكر مطلعش جودي بره العيلة يعني أصلها متتسابش بصراحة .

حين وصل لأسر معني كلام يزن حتى انتفض من على المكتب واقفا وطرق علي سطح المكتب بيده صائحًا/ يزن انا مسمحلكش باللي بتلمح بيه ده.

يزن بكل  هدوء مدروس/ اقعد بس يا ابن خالتي مالك كدة متعصب ليه ما طبيعي يعني بعد طلاقكم اكيد هتتجوز تاني هي برضه صغيرة وحلو.....

ليقطع حديثه آسر صارخا به / يزن احترم نفسك انت بتتكلم عن مراتي .

- طليقتك يا اسر طليقتك واقعد كدة واهدي انا عمري ما ابص لمرات اخويا انا قصدي اوريك وقت ما هتسيب جودي هتلاقي غيرك اكيد المهم بقي انت هتقدر تشوفها مع غيرك ؟ فكر كويس يا ابن خالتي فكر قبل ما تضيع من ايدك.

سقط آسر على كرسيه خلف مكتبه شاعرا كأنه يسقط بهاويه / مش عارف اعمل ايه يا يزن انا فعلا عايز اقعد واحكيلك كل حاجه يمكن تلاقيلي مخرج اصلي ادبست في حوار تاني كدة مش عارف ازاي .

ليقطع حديثهم استأذان السكرتاريه بوجود فتنة وتريد الدخول لياذن لها آسر بالدخول ليجد يزن فتاة صارخة الجمال ولكن ملابسها تظهر شخصيتها المنحلة لينظر لها يزن من أعلاها لاسفلها بعيون خبيرة فيزن يعمل ضابط شرطة بأحد اقسام مدينة الإسكندرية ولا يخفي عليه هذه الأنواع لتقترب فتنة لتسلم على آسر / ازيك يا آسر؟ إخبارك ايه؟ معرفش أن معاك حد مش تعرفنا ؟

ليبدأ آسر بتعريفها على يزن الذي لم يقف بعد وينظر لها محاولا قراءة شخصيتها .

آسر/ ده يزن ابن خالتي اعرفك يا يزن ده فتنة ...

لتكمل فتنة تعريفها لنفسها وهي تمد له يدها بالسلام / انا فتنة خطيبة آسر تشرفنا يا استاذ يزن .

لينظر لها يزن ولا يخفي عليه نظرتها اللعوب له فيبتسم نصف ابتسامة ويستقيم واقفا متجاهلها هي ويدها الممتده ليقترب من أذن آسر قائلا/ بعت الدهب بالنحاس يا ابن خالتي ربنا يعينك على ما ابتلاك ثم توجه الي باب المكتب وقبل أن يخرج التفت له قائلا/ مستني نقعد مع بعض يا اسر وعلى فكره حل معضلتك عندي وسهل اوي ورخيص جدا طق آخر كلمة وهو ينظر باحتقار لفتنة قبل أن يهم خارجا

           الفصل الحادي عشر من هنا

لقراءة باقي الفصل اضغط هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close