أخر الاخبار

رواية اختلاج روح الفصل السابع عشر والثامن عشر بقلم لولي سامي

رواية اختلاج روح 

الفصل السابع عشر والثامن عشر

 بقلم لولي سامي

وصل اسر الي شركته وهو تغمره السعادة ودخل مكتبه لينهي بعض المهام التي كان يؤجلها بسبب الأحداث السابقة وحالته المزاجية السيئة فاليوم شعر ببعض الطمأنينة وان الحياة المستقرة التي كان يعيشها قاربت على الرجوع مرة اخري فانجز كثير من الأعمال حتى اقترب ميعاد انصراف زوجته فخرج متوجها إلي عملها مقررا استكمال ما وصل إليه بالصباح و دعوتها إلى الغداء بمكان هادئ محاولا التودد إليها لاستعادة حبهم وصل إلي مقر عملها واتصل عليها ولكنها لم تُجيب واعاد الاتصال أكثر من مرة ولكن دون جدوى حتى وجدها تخرج من باب الشركة متجهه الي الطريق وتحاول استوقاف تاكسي خرج مسرعا إليها وامسكها من معصمها قبل أن تستقل التاكسي وقال لها/رايحه فين ؟ومبترديش ليه على مكالماتي ؟ انا واقف هنا ورنيت عليكي كذا مرة!

جودي بعصبية وهي تسحب يدها بقوة من يده /لو سمحت سيب ايدي مينفعش كدة احنا في الشارع .

تحدث سائق التاكسي متعجلا الأمر/هتركبي يا استاذة ولا امشي انا؟

تحدثت جودي لطمأنة سائق التاكسي ولكن قطع حديثها اسر الذي أغلق باب التاكسي وأمره بالانصراف/لا توكل على الله انت يا ريس .

انطلق سائق التاكسي معلقا/زباين مجانين ربنا يتوب علينا بقي.

اسر باستغراب من موقف جودي المتحول عن ما كان بالصباح/ في ايه خلاكي متغيرة كدة ايه اللي حصل؟

طب تعالي يا جودي نقعد في حته هادية نتكلم لو مش عايزة نقف في الشارع.

جودي بعصبية غير متوافقة مع حديث وهدوء اسر /مش عايزة يا اخي اروح معاك في أي حته، انت هتغصب عليا امشي معاك ما تحس بقي انا مش عايزة امشي معاك،حس بقي ،حس شوية.

وتركته واقف مذهولا من طريقتها وردها واوقفت تاكسي اخر وركبت به وانطلق بها وأسر يقف مندهشا من تغيرها المفاجأ وعصبيتها التي لم يراها من قبل كل هذا حدث تحت أنظار احمد وهو يتابعهم من شرفة مكتبه بالاعلي وتوقع ما يتم من خلال عصبية جودي الواضحه عليها فابتسم بجانب شفتاه فرحا بنجاح خطته كما أرادها.

وفي الاسفل تنهد اسر وحسم قراره أنه لم ولن يتركها قبل معرفة سبب هذا التغير وذهب الي سيارته ليتبع التاكسي حتى وصلا إلي منزل جودي خرجت جودي من التاكسي وانطلقت حيث شقتها وهكذا اسر ذهب خلفها ليستوقفها.

..................................... 

انطلقت مهرة كالهاربة من الشركة مطلقه لدموعها العنان كاقدامها تؤنب نفسها كيف سمحت أن يحدث معها هذا ؟ كيف سمحت بهذا الاقتراب ؟لماذا لم تحاول إبعاده من البداية أو منعه من التمادي بهذا الشكل المهين؟ هل يراها ساقطة كالاخريات؟ نعم هي تعرف أنه يعرف غيرها من الفتيات كثير يكفي من يأتيه بين الحين والآخر من كل شكل ولون !! هل هي من كانت تريد الاقتراب ؟ عند هذا السؤال لم تستطع خداع ذاتها وواجهتها أنها بالفعل من أرادت الاقتراب وكانت مبهورة بوسامته وشياكته ومعاملته اللطيفة لها ولكن ماذا كانت تتوقع منه غير ذلك أكانت تتوقع أن يحترمها ويقدرها ويشعر بها وهي من سمحت له بالتقرب يوما بعد الآخر .هل كانت تتوقع مثلا أن يطلبها بالحلال ! نعتت نفسها بالغبية مثل معتز لا ينظر إليها إلا بغرض التسلية أو لتذوق نوع جديد لم يطرأ عليه من قبل. أكملت طريقها حتى وصلت الي منزلها مسحت دموعها وحاولت تهدأة حالها فكيف ستقابل والدتها بهذا الشكل ؟  صعدت الي شقتها ودقت الجرس ففتحت لها والدتها وفور رؤيتها شهقت وضربت بيدها على صدرها تسألها/مالك يا بت ؟ فيكي ايه؟معيطة ليه يا نضري؟ ادخلي ادخلي.

واغلقت خلفها الباب واوقفتها تسألها مرة أخري فحاولت مهرة التهرب من والدتها بحجة ما تخفي خلفها حقيقة الأمر وتظهر فجاعتها وحزنها فقالت وهي تنتحب من البكاء / ضيعت ملف مهم للشركة وصاحب الشغل طردني. وكأنها وجدت الستار المناسب التي تبكي أمام والدتها بكل أريحية فهي لم تستطع اخفاء هذه الدموع وحسرة القلب على والدتها وأخذت تزداد بالبكاء كلما تذكرت ما فعله معتز معها وتبكي أكثر على استسلامها.

اخذت الام تهدهدها وتحاول بث روح الطمأنينة بها ودعت ربها أن يجدوا ضالتهم حتى لا تشعر ابنتها بالذنب حتى هدأت مهرة ونصحتها والدتها بالاسترخاء قليلا لحين اعداد الطعام ولربما تذكرت مكان الملف التائه. ذهبت والدتها لتكمل اعداد الطعام و دخلت مهرة الي غرفتها التي لم تكن مقر للاسترخاء بل كانت مقر لجلد الذات دون تزيف للحقيقة ومحاولة مواجهة ذاتها بضعفها وقد اتخذت قرارها بعدم الذهاب مرة أخري للشركة معاقبة نفسها قبل معاقبته إذا كان بقرارها هذا يعتبر عقاب له من الاساس.

...........................................

خرجت نهي من الشركة وقد رأت كيفية تعامل جودي مع آسر فاختارت عدم التدخل المباشر ولكنها قررت أن يكون لها دور كمساعدة لصديقتها ورفيقة عمرها فإما أن تتأكد من المعلومة التي عرفتها وتشد من أذرها وتشجعها على الانفصال أو تتأكد من أن مثل هذه المعلومة باطلة ولا يقصد بها إلا الوقيعة وخاصة أن صاحب المعلومة أحمد ،ولأنه لديه رغبة بالارتباط بجودي فمن المؤكد يكون له مصلحة بزيادة الوقيعة بينهم فقررت أن تتأكد بنفسها وايضا لم تنكر أنها خلال الأيام السابقة كانت تتلهف على سبب لمعرفة اي معلومة عن يزن أو اي حديث عنه أو محاولة تقرب من خلال فهذه الفكرة ستفتح حديث بينهم كما أنها تحفظ ماء وجهها أمامه.

بالطرف الآخر كان مازال يزن يفكر في المشاكسة ذات اللسان السليط والأفكار الهجومية فمثله لا ينساق خلف المستكينة وعند تذكر كل رد منها كان يبتسم وخاصة عندما كانت ردودة عليها قصف جبهات وكانت تخرصها أمامه واثناء انشغاله بالتفكير بها وجد اتصال من رقم غريب ولكنه مسجل من خلال برنامج المتصل الحقيقي باسم نهي عبد الجواد لم يتذكر أحد مثل هذا الاسم ولمكانته العملية لم يرد على اي ارقام غريبة فترك الهاتف حتى انتهي رنينه ثم خطرت بعقله فكرة لما لم تكن نهي زميلة جودي بالعمل هي نفسها نهي عبد الجواد وعند عدم تكرار الاتصال مرة أخري تأكد من حدسه فقرر أن يتصل هو بحجة الاستعلام عن صاحب الرقم وسبب الاتصال فمثلها لا تقدم على مثل هذه الفعلة أكثر من مرة.

وبالفعل بجانب نهي بعد تجاهل يزن لرقمها استشاطت غيظا / مردش ليه ده ؟ اه طبعا مانا اللي متصلة ! والنعمة مانا متصلة تاني ويولعوا انا الحق عليا .

بس ليكون ميعرفش رقمي أو يكون الفون مكنش جنبه .ايه اللي بعمله ده بجبله مبرر ليه انا ما يولع هو كمان .

وأثناء حديثها مع نفسها حتى وجدت يزن يتصل بها هو فابتسمت واراحت ظهرها للمقعد وتركته حتى انتهي الرنين وانتظرت ليتصل مرة أخري ولكن لم يتصل فغضبت من نفسها قائلة/ انا غبية انا غبية كنت رديت في الاخر لازم يعني اتنك اوي .

ثم صمتت واتسعت عيناها مع ارتفاع رنين الهاتف مرة أخري وصفقت بيدها ولكن قبل انتهاء الرنين فتحت المكالمة لترد بكل هدوء مدعية الاستغراب/ الووووو مين معايا .

ليبتسم يزن ويلاعبها بنفس طريقتها ويدعي عدن المعرفة/ حضرتك اللي اتصلتي عليا من شوية ممكن اعرف مين معايا؟

وضعت نهي يدها على قلبها لتهدأ من ضرباته فصوته رخيم ونبرته وحدها تدعو للاعجاب ولكن حاولت الثبات لترد بكل ثقة/ حضرتك انا كنت اتصلت من شوية باستاذ يزن ممكن اكلمه؟

برغم معرفتها أنه هو إلا أنها أرادت توصيل معلومة لديه أنها غير مهتمة أو مدققة بنبرة صوته لهذا الحد وبالطرف الاخر والذي يتميز بالثقة العالية فهو على معرفة أن نبرة صوته مميزة ومن السهولة معرفتها فأراد أن يشعرها بالنصر هذه المرة ليرد عليها بكل ثقة وغرور قائلا/ يزن باشا معاكي يا فندم ممكن اعرف مين معايا بقي !؟

جزت نهي علي أسنانها لغروره وردودة المستفزة لها ولكن ستتجاهل هذا الشعور وتحاول الدخول بالموضوع ولكنها يجب أن تشعره أنها ألقابه المتباهي بها ليست ذات قيمه لديها 

فردت بكل برود/ انا نهي زميلة جودي بالشغل يا استاذ يزن.

ضحك يزن بملئ فمه ليزيد من غيظها وتسأل/ ممكن اعرف انت بتضحك على ايه؟اعتقد اني مقولتش حاجه تضحك!

يزن معتذرا/ اسف آنسة نعي بس افتكرت وانتي بتقولي استاذ وتتكي على السين  فيلم عسل اسود لما كانت بتقول واتكت على السين.

لا تنكر نهي أنها كانت ستضحك ولكنها حمدت ربها أن الحوار عبر الهاتف لتوقف نفسها وتعدل من نبرتها علاقة/ طب لو سمحت ندخل في الجد انا متصلة...

ليقطع حديثها يزن ويؤكد على اخر معلومة أقرتها قائلا/ أيوة ندخل في الجد انتي اتصلتي ليه بقي؟

سحبت نهي نفس واطلقته بصوت مرتفع ليصل ليزن زجرتها ويعرف أنها قد وصلت من الغضب لمنتهاه ليسمعها قائله/ أيوة يا استاذ يزن انا اتصلت بحضرتك علشان اوصلك معلومة واطلب منك لو تقدر يعني تتأكد منها وده علشان مصلحة ابن خالتك وصاحبتي اكيد .

سردت له ما سمعته من جودي برغم صعوبة توضيح هذه المعلومة فقد استنفذ قواها في ادعاءه الغباء عندما قالت بأمر بيات آسر لدي فتنة قائلا/ أيوة يعني ايه بايت عند فتنة هي كان عندها مشكلة؟

نهي بعصبية/ طب افهمالك ازاي ده يا استاذ يزن بقولك بات عندها يعني......يعني .....يعني بات عندها عايزين نتأكد إذا بات عندها ولا المعلومة ده غلط علشان نعرف هدف اللي قالها لنا.

يزن بابتسامة لعوب/ انتي موضحتيش حاجه قعدتي تقولي بات عندها يعني بات عندها فين المشكلة اللي عايزاني اعرفها أو اتاكد منها ؟

نهي بعصبية زائدة وصوت حاد ومرتفع/ لا ماهو مش معقول تكون مش فاهم مش عارف يعني ايه بات عندها يعني....يعني بات عندها أوضح ايه اكتر من كدة ؟

ضحك يزن قائلا/ خلاص خلاص فهمت انتي هتكليني مانا فاهم من الاول بس بحب انرفزك ومتأكد أن وشك دلوقتي طمطماية اموت واشوفه.

زفرت نهي أنفاسها قائلة/ انا غلطانة أن اتصلت اصلا انتوا كلكوا زي بعض خلاص يا استاذ يزن ولا اكني كلمتك في حاجة عن اذنك.

ولكن لحق بها يزن قبل أن تغلق الهاتف قائلا/ استني استني انتي ايه قطر ماشي بهزر يا ستي مهزرش وعلي العموم عنيه حاضر هعرفلك الموضوع واجبلك قراره بس طبعا هضطر اسجل الرقم علشان أبلغك فورا لو وصلت لحاجة تمام كدة وياريت تبقي تردي عليا من اول مرة علشان انا مبحبش اقعد اتصل كتير بحد.

تبتسم نهي وتبدأ بالتحدث بالهدوء نوعا ما قائلة/ ماشي يا استاذ يزن الف شكر لمجهوداتك ومفيش مشكلة لما تسجل الرقم ولو كنت فاضية اكيد هرد عليك عن اذنك بقي مع السلامه.

واغلقت الهاتف ثم استقامت تقفز مردده يس يس يس .

ابن الايه فظيع عليه شخصية وهيبة ااااااه حاجه كدة تانية طب والله يستحق يكون ظابط ، باشا باشا يعني مفيش كلام.

بالجانب الاخر يغلق يزن هاتفه ويضعه أمامه بالمكتب ويرجع ظهره للخلف ويضع يده خلف رأسه ناظرا أمامه وعلى وجهه ابتسامة محدثا نفسه/ فظيعة بنت الاية تتاكل اكل كدة .

ثم أخذ يسرح بخياله عن المكالمة المقبلة ليفيق على صوت العسكري وهو يقدم التحية ويطرق بقدمه على الأرض مصدرا صوتا / تمام يا فندم اللواء نشأت طالب حضرتك في مكتبه.

يزن بتجهم/ يخرب بيت شيطانك يعني بعد المكالمة ده اروح للواء نشأت كدة اليوم اتضرب .

العسكري/ في حاجة يا فندم ؟

يزن بنبره آمره/ مفيش يا ابني روح وانا جاي وراك.

يخرج العسكري من المكتب ليحدث يزن نفسه لما اشوف ده عايز ايه ده كمان وبعدين اكلم آسر ده لو طلع عمل كدة فعلا هسود عشته بجد يالا ربنا يستر .

ويخرج من مكتبه ذاهبا الي قائده.     

...........................................

خرج احمد من الشركة سعيدا بعد أن ذهب معتز باحثا عن مهرته الجامحة ولكنه لم يجدها فعاد الي الشركة مرة أخري ليجلب عنوانها ورقم هاتفها. واتجه احمد حيث شقة فتنة ليقضي ليلته في سهرة ماجنة احتفالا لما وصل إليه .فتحت فتنة الباب ولكن يبدوا عليها المرض الشديد فكانت بشرتها شاحبه وتسعل بشده .دخل احمد مستغربا من هيئتها وجلس متسائلا/ مالك شكلك تعبانة ايه الزبون اللي كنت عنده تعبك للدرجة ده ؟

فتنة بارهاق ظاهر / ابدا انا شكلي اخدت برد بس ولا يهمك هعملك اللي انت عاوزة. قولي هتسهر هنا ولا بره ؟ 

احمد بنصف ابتسامة /لا مش عايز أخرج كنت جاي وناويلك على ليلة عالية اوي زي مزاجي بس لو مش هتقدري أخرج انا بقي وابقي اعوضك بعدين

وقفت فتنة تحاول إقناعه أنها على ما يرام قائلة/ مش قادرة ايه بس انا هدخل دلوقتي اعملنا اتنين قهوة انما ايه من بتاعة عدلات ونعلي بالصنف اللي جايبه ونقضيها احلي ليله يا عمري استني عليا بس . 

ودخلت الي غرفتها غيرت ملابسها لملابس فاضحه وغطت ملامح وجهها الباهت بمساحيق ثم توجهت الي المطبخ أعدت فنجاني القهوة وخرجت وضعتهم على المنضدة ثم فتحت السماعات ليخرج منها صوت الموسيقي العالي لتبدأ بوصلة رقص حتى تبدأ ليلتهم وتقنعه بالبقاء معها .


#اختلاج_روح

#لولي_سامي

البارت الثامن عشر

دخلت جودي الي منزلها الذي لم يتعدي لحظات وسمعت طرق علي الباب خلفها فوقفت محتارة وهي على علم أنه اسر. اتفتح ام تتركه هكذا؟ حتى وقف خلفها والدها وسألها/ واقفة ليه كدة يا بنتي ما تفتحي الباب؟

استدارت جودي لوالدها واجابته/ علشان اللي على الباب ده اسر يا بابا ومش عايزة أقابله افتحله انت لو سمحت .ودخلت غرفة ولدها لتطمئن عليه وتختبئ بالغرفة بعيدا عن اسر .

فتح اشرف الباب /اهلا يا اسر يا ابني اتفضل.

دخل اسر الي المنزل وعينه تجول في انحاءه باحثا عنها ولكن حاول اخفاء ما يريده جلس على الأريكة وتحدث مع اشرف بهدوء بعكس دواخله / معلش يا عمي لو جيت من غير ميعاد بس قولت اعدي اشوف انس لو تسمح يعني.

اشرف بكل ترحيب/ اه طبعا يا حبيبي انس في اوضته بس نايم اتفضل معايا.

توجها اشرف وأسر الي غرفة انس وهو يدعو أن يجدها بالداخل وبالفعل دخل اشرف وجد ابنته بجوار ابنها تحاول إزالة بعض من دموعها المتساقطة فأخبرها أن اسر معه ويريد رؤية انس فمسحت دموعها وسمحت له فدخل اسر وهو يراها يبدو عليها البكاء لاحظ اشرف توتر الأجواء عندما نظر لابنته وكيفية نظرها لآسر ليستاذن الاخير عمه في كوب من الماء. خرج اشرف لجلب الماء ولترك لهم مساحة ليتحدثوا لعل الله يهدي حالهم .حاولت جودي الخروج وراء والدها ولكن امسك بها آسر من معصمها وادارها لمواجهته قائلا / بتهربي مني ليه يا جودي ؟فهميني بس ايه اللي حصل لده كله ؟وبتعيطي ليه؟ ممكن تفهميني ايه سبب التغيير المفاجئ ده الصبح مكنتيش كدة ايه اللي حصل؟

سحبت جودي يدها من يده بقوة وتحدثت بصوت منخفض حتى لا تسمع والديها ولا توقظ صغيرها/ انت ليك عين كمان تيجي لحد هنا ! يا بجاحتك يا اخي ؟ الراجل اللي بره ده بيحترمك وبيقدرك ومش عايزة اوحش صورتك قدامه كفايه اوي اني انا بقيت مقروفة منك ومن عمايلك .

لو سمحت يا اسر شوف ابنك واتفضل اتكل على الله من غير مطرود وياريت تحدد ميعاد الطلاق بسرعة علشان انا اللي بقيت مصممة عليه.

اندهش اسر من حدة جودي بالحوار وجرأتها لهذا الحد وتعجب عن ماذا تتحدث فالحال بينهم بالصباح لم يكن كذلك فأمسك يدها واجلسها بالقوة على الأريكة وجلس بجوارها وتحدث بنبرة أكثر حدة/ اتفضلي اقعدي هنا علشان افهم ليه كل ده وقبل اي حاجه انا مسمحش تكلميني بالطريقة ده. قدام الشركة تقوليلي انت مبتحسش ،وهنا تقوليلي قرفت منك، ومستعجله على الطلاق، هو في ايه بالظبط تكونيش شيفالك شوفه تانية وبتتلككي.

جودي بحدة/ اخرص...... انا مسمحلكش...........

قطع آسر حديثها بكل حدة / تسمحيلي أو متسمحليش ممكن تفهميني معني كلامك ده وليه الراجل اللي بره ده احترامه هيقل ناحيتي وياريت تكون صريحة عن كدة وتقولي اللي عندك من غير لف ودوران وانا اوعدك هعملك اللي انتي عايزاه.

جودي وقد استشعرت بصوته نبرة الصدق فسألته بحدة وعيون جاحظة/ كنت نايم فين امبارح؟ وبتنام فين من ساعة ما مشيت من هنا ؟ تقدر تقولي ؟ولو سمحت من غير كدب علشان انا عرفت كل حاجه بس مكنتش متخيله انك وصلت للمستوي ده!

اسر وهو متعجب من السؤال رد بكل صراحة /مستوي ايه وعرفتي ايه ؟

هو ده كل اللي معصبك متعرفيش بنام فين من ساعة ما سيبت هنا ؟ بنام يا ستي يا عند والدتي يا في الشركة بتغدي واتعشي بره والف شويه بالعربية لحد ما الموظفين كلهم يمشوا وارجع انام في الشركة، ها اي سؤال تاني ؟

جودي بحده وعصبية وبدأت دموعها بالتساقط / كداااااب بقولك عرفت كل حاجه كل حاجه عرفت انك بتبات في حضن ست فتنة بتاعتك وانت جاي دلوقتي تكدب عليا علشان ارجعلك طب عايزني ارجعلك ليه مادام مرتاح معاها ولا خلاص عجبك الحال ترجعني مراتك وتستغفلني وتفضل معاها في الحرام ؟

هب اسر واقفا يستوقفها من شدة المفاجأة وتحدث باشمئزاز وغضب/اخرصي انا اعمل كدة ؟انتي تعرفي عني كدة ؟لييييه!!! وعرفتي الكلام ده من ميييين؟ وازاي تصدقي فيا كدة ؟

صمت برهه ليهدأ من حاله ثم استطرد قائلا/ علي العموم مش هتكلم معاكي دلوقتي وانتي بالحالة ده علشان واضح أن مهما اتكلم هتشوفيني كداب انا بس عاتب عليكي ازاي تصدقي فيا كدة! مهما كان اللي بنا ومش هحاول ابرأ نفسي قدامك هسيبك علشان لو عايزة تبرأيني هتبرأيني ومادام وصلنا للدرجة ده من انعدام الثقة مش هقدر ارجعك تاني الا لو انتي عايزة ده،بالرغم اني كان ممكن ارجعك لعصمتي ببساطة بس انا هسيبك دلوقتي وهديكي مهلة لحد نهاية الأسبوع اللي هو بعد يومين تقدري تفكري فيهم كويس وتشوفي انت عايزة ايه، لو عايزة نتمم الطلاق انا تحت امرك ولو عايزاني ارجعلك انا برضه تحت امرك، علشان انا مقدرش ارجعلك وانتي قرفانه مني أو حتي شاكه فيا بالشكل ده. 

وتوجه الي باب الغرفة ثم استدار لها ليكمل/ واه علشان محرجيش مش هقولك هستني اتصال منك انتي برضه جودي اللي بحبها واقدرها ومحبش تحس بانكسار ابدا، لو عايزة ترجعيلي هستني بس تليفون من عمي يبلغني بده ولو مفيش تليفون جالي لحد اخر الاسبوع هفهم انك قررتي نتمم الطلاق وانا اللي هاجي المرة ده ومعايا المأذون ...عن اذنك .

وانطلق خارجا من الغرفة ثم من المنزل بأكمله مخلفا وراءه تشتت خلقه في روحها . 

..............................................

هبط اسر من منزل جودي محطم الآمال لم يكن يتوقع أن يصل بهم الحالي الي هذه المرحلة ولكن عليه التوقف عن محاولاته فالأمر وصل إلي كرامته وصورته بنظرها لا لم يقلل من شأنه مرة أخري الا إذا وجد لديها استعداد أو بصيص أمل لسمعهِ .ولكن من اوصل لها هذه المعلومة؟ هل كان يوجد من يراقبه وهو ذاهب الي فتنة اخر مرة ؟ ولكن من يراقبه لما لم يسرد الموقف كاملا ولم يذكر هبوطه من عندها في خلال دقائق معدودة ؟ لما لم يذكر أنه لم يمكث لديها الا دقائق ؟ ولما ذكر أنه يقضي ليلته معها ؟ ام من يراقبه لديه هدف من زيادة الوقيعة بينهم ؟ وهنا تذكر احمد من سيكون له هدف غيره ولكن كيف سيذكر ذلك وهو من بات مع فتنة ؟ فاستبعده عن تفكيره ولكنه شعر أن عقله سيشت.ولكن في وسط هذا الكم من التفكير والتساؤل لمعت في عقله فكرة أن جودي مازلت تغير عليه وأنها كانت تستشيط من فكرة كهذه .إذا مازالت تحبه ولكن سيجرب البعد حفاظا لصورته وكرامته واستثارة للحب الذي بينهم لعل غيابه يشعله من جديد..

ركب سيارته وتوجه حيث شركته حتى وصل لها بدون معرفة الوقت الذي تستغرقه ولا كيف قاد السيارة وعقله مشوش لهذة الدرجة صعد شركته ودخل مكتبه وارقد جسده على الأريكة ناظرا بعيونه للسقف وبينما كان بحيرته عن من أخبر جودي بزيارته لفتنة وما سبب عدم إكمال المعلومة بشكل صحيح وجد رنين هاتفية يعلو أخرجه من جيبه ليجد يزن من يتصل فكأنه جاء بالوقت المناسب وفتح الخط ليرد عليه / أيوة يا يزن جيت في وقتك بصراحة كنت لسه هكلمك.

يزن بنبرة هادئة/ خير يا ابن خالتي عملت مصيبة تانية ولا ايه ؟

آسر بيأس / انا مبقتش اعمل انا بلاقي المصائب بتقع على دماغي لوحدها ، بس الاول قولي متصل تطمن ولا في حاجة؟

يزن بصراحة راحته/ لا طبعا في حاجة فاكر لما روحت لفتنة ولاقتها مع احمد واتصلت بيا وقولتلي على اللي شوفته فوق ؟

نفخ آسر أنفاسه وكأنها لهيب يحرق صدره ويخرجه على هيئة زفير ليرد قائلا/ فاكر طبعا اليوم المؤرف ده ما ده برضه اللي خانقني دلوقتي .

يزن باستفسار/ ازاي يعني مش فاهم؟

آسر بإحباط شديد/ في حد بلغ جودي باني رحت لفتنة شقتها والمشكلة اللي بلغها مقلهاش اني نزلت على طول لا ده قالها اني بيت عندها متخيل انت لو مكنتش كلمتك ساعتها كان ممكن لو سمعت كدة كنت شاكيت فيا انت كمان.

يزن بتفكير / على فكره انا اصلا متصل بيك علشان الموضوع ده واقولك اني سمعت المعلومة ده وكنت بكلمك علشان نوصل مع بعض مين من مصلحته يصدر معلومة مغلوطة زي ده وعايز من وراها ايه؟

آسر بنبرة محبطة/ مبقتش عارف حاجه يا يزن وشكلها قفلت بالضبه والمفتاح دانا كنت لسه النهارده بجهز نقعد انا وهي في مكان لوحدنا علشان اقولها اني طلعت فتنة من حسابي خالص واعتذرلها واحاول اقدملها كل الحلول الممكنة والغير ممكنة علشان نرجع لبعض افاجأ بتتهمني كدة مبقتش عارف حتى ادافع عن نفسي وانا شايف في عينيها نظرة القرف ومهما اقول من غير دليل ايه اللي يخليها تصدقني؟

يزن بتريث / ماهو علشان كده لما سمعت محبتش انكر المعلومة لأن ببساطة لو انكرتها أو حلفت هتتاخد اني ابن خالتك وبداري عليك فقولت اكلمك علشان نشوف مين له مصلحة في كدة ؟

آسر بأوهام/ مش عارف فكرت كتير ملقتش مخرج.

يزن بتفكير/ فكرت في احمد هو بالقارة اللي تخليه يعملها .

آسر بتفكير/ عارف أنه قذر بس ايه مصلحته والاهم من كدة أنه هو اللي كان معاها يعني هيخاف يقولها فتسالني واقولها احمد كان معاها.

_ غلط يا ابن خالتي انا أرجح الموضوع ميخرجش من احمد اولا المصلحة انا شاكك يكون عينه من مراتك علشان القذارة شئ مش مستبعد عنه ثانيا بقي وده الاهم لما هو يقول انك كنت مع فتنة اكيد جودي هتصدقه مهما قولت أن هو اللي كان معاها لأن جودي شافتك قبل كدة في مكتبك فطبيعي تصدق معلومه زي ده لكن لو انت عكست المعلومة هتقول انك كداب وبتشيل الليلة عنك مش اكتر فهمتني يا باشا؟

يزن بعيون لامعه/ ينصر دينك يا شيخ دانت اللي باشا وربنا صح طبعا برافو عليك.

بس مقولتليش مين اتصل عليك وبلغك بكل ده جودي ؟؟؟

يزن وهو يرفع قدمه فوق المكتب قائلا/ جودي مين يا ابني دانا اجبلك اخبار جودي من جوة مكتبها كمان.

آسر بحيرة/ اخلص يا يزن مين صحيح اللي قالك وايه غرضه ده كمان إنه يقولك ؟

يزن بنصف ابتسامة/ لا متقلقش غرضه شريف .

ثم ضحك بملئ فمه ليزجره آسر قائلا/ ما تخلص يا عم الظريف وفهمني.

يزن بتوضيح/ ده نهي زميلة جودي لما سمعت الموضوع من جودي وطبعا جودي انهارت فصعبت عليها وقالت تحاول توصل للمعلومة علشان تطمن زميلتها فأكيد مش هتسالك فقالت تسال العبد لله علشان واثقة في قدراتي وواثقة اني مش هكدب عليها.

يبتسم آسر قائلا/ واثقة في قدراتك برضه ولا بتلف على قدراتك.

ليضحك يزن بصوت عالي معلقا/ مش قولتلك غرضها شريف .

فيضحكا سويا ويقول آسر/ ملقتش غير نهي نصيرة حقوق المرأة وصاحبة شعار اللي قادرة على التحدي والمواجهة ده هتلففك حوالين نفسك.

يزن بنصف ابتسامة وعيون لامعه/ ما ده اللي شدني ليها ونبقي نشوف مين هيلفف التاني ولو هي اللي قادرة على التحدي فابن خالتك مش قليل برضه.

ثم يفيق من حاله ليقول لآسر/ المهم خلينا في مشكلتك انا بكرة كدة هوصل الموضوع لنهي على اني دورت وسألت وعرفت أن اللي بيبيت عند فتنة احمد مش انت بس انت بقي عايزك تتقل رجلك وقلبك شوية ومتضعفش ومتروحش لجودي مهما حاولت تكلمك.

ليتلجلج آسر قائلا/ لا ما هي .....ما هي مش هتتصل مهما كان.

ليعقد يزن حاجبيه معبرا عن استغرابه سائلا/ ليه مش هتتصل مهما كان يا عم الحبيب نيلت ايه تاني؟

آسر بلجلجة/ اصلها... اصلها لما اتهمتني بالباطل انا خادتني الجلالة وقولتلها معاكي لآخر الاسبوع لو عايزة ترجعيلي خلي والدك يطلبني ولو مش عايزة متتصليش علشان اجي واتمم الطلاق وطبعا هتتكسف تحكي لباباها الموضوع اصلا ولو حكتله مش هتتصل برضه لعزة نفسها هتستني الخطوة الأولي تيجي مني وانا وعدتها مش هقربلها طول الاسبوع.  

يزن وهو يزم على أسنانه يقول/ خلاص لازم يعني تنسحب من لسانك يا ابو العريف وتعملي السبع رجالة مع بعض.

آسر بغضب _ يزن احترم نفسك.

يزن بلامبالاه/ بلا يزن بلا زفت سيبني بقي افكرلك هتروحلها ازاي من غير ما تروح لها أو تقربلها ازاي من بعيد لبعيد علشان  تسحب ناعم تاني بعد ما تتأكد من غلط المعلومة.

كنت عايزك تحافظ على الباقي من كرامتك شوية.

لتنتهي المكالمة بين غضب يزن من آسر وتعنيف آسر لنفسه ليلقب نفسه بعد المكالمة / ملك الغباء وربنا .

           الفصل التاسع عشر من هنا

لقراءة باقي الفصل اضغط هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close