أخر الاخبار

رواية اختلاج روح الفصل الخامس عشر والسادس عشر بقلم لولي سامي

رواية اختلاج روح

 الفصل الخامس عشر والسادس عشر

 بقلم لولي سامي

خرج اسر من مقر شركته متوجها إلي منزل جودي لمحاولة مقابلتها بعيدا عن أهلها وعن مقر عملها فجلس بداخل سيارته منتظرها من الجهة المقابلة للمنزل في ميعاد رجوعها من العمل وبعد قليل من الانتظار فوجئ بخروج احمد من البناية يستقل سيارته فخرج اسر مسرعا من سيارته وعبر الشارع مسرعا ليلحق به ليشبعه ضربا فكيف له أن يتجرأ ويقترب من زوجته الم يكفيه ما فعله بالأمس ولكنه لم يستطع اللحاق به فقد أدار احمد سيارته وانطلق بها فلم يستطع آسر اللحاق به فانطلق اسر متوجها حيث شقة جودي وأخذ يطرق على الباب بصورة جنونية ففتح اشرف الباب مرة أخري ودخل اسر لمنتصف الشقه باحثا عن جودي وبصوت جهوري / هي فييييين ؟ الهانم فييين ؟ امسكه اشرف من عضده واداره إليه/ انت ازاي تتهجم علينا بالشكل ده ؟ انت اتجننت ؟

اسر بصورة جنونية / انا هتجنن لو معرفتش احمد كان هنا بيعمل اييييه؟ وازاي واحد حقير بالشكل ده يدخل هنا؟

اشرف بلهجة صارمة/والله انت السبب لدخول الاشكال ده هنا وفي حياتكم من الأساس.

اسر بنهجان من مشاعره الثائرة / لو سمحت يا عمي عايز اكلم جودي حالا.

اشرف بغضب محاولا حماية ابنته من غضب اسر / اسف جودي مش هتطلع تكلمك وانت بالحالة ده عايز تشوف ابنك اهلا وسهلا نطلعهولك غير كدة تبقي نورت.

جودي/ بس انا يا بابا عايزة اتكلم معاه بعد اذنك 

وعند سماع صوتها وكأنها البلسم التي داوت روحه هدأ اسر وذهب عنه غضبه ونظر إليها نظرات محملة بشوق عالي وابتسم لرؤياها وبصوت هادئ نوعا ما / ازيك يا جودي؟ 

استشعر اشرف هدوءة ورغبة ابنته في التحدث إليه فتركهم بمفردهم ودخل الي سمية .

جودي بنظرة قوية/ عايز ايه يا اسر؟ جاي ليه؟

اقترب اسر منها ونظر إلى عمق عينيها وبصوت حاني مشتاق / وحشتيني... وحشتيني اوي.

نظرت جودي إليه ثم التفتت لتهرب من نظراته محاولة عدم الضعف وتوجهت لتجلس على الأريكة جلست متصنعة القوة ووضعت ساق فوق الأخري وتسألت/ عايز ايه يا اسر ؟ احنا اتفقنا على الطلاق جاي ليه دلوقتي؟

توجه إليها اسر وجلس في مقابلها / بس انا مش عايز أطلق يا جودي انا جاي اعتذرلك واتاسف واقولك سامحيني.

وكأنه ضغط على الجرح مرة أخري ليفتح بمرارته والمه. جودي والدموع ترقرق في عينيها/ اسامحك على ايه ولا ايه ؟ اسامحك على خيانة ثقتي فيك ،ولا علي أن عينك شافت غيري ،ولا على تضحيتك بحبنا وذكرياتنا،ولا على اهمالك اللي كنت بلتمسلك فيه العذر وانت كنت مع غيري .ولا على ابنك اللي حتى محطتهوش في حسبانك وقت ما حبيت نبعد ؟ اسامحك على ايه ولا ايه ؟

ثم مسحت بكفها دمعة تمردت على صمودها أمامه.واستطردت قائلة مستدعية لغضبه مرة أخري قاصده إثارة غيرته لتزيقه مما ذاقته من قبل/ ودلوقتي جاي تسال احمد كان هنا بيعمل ايه؟ اقولك انا كان بيسأل على ابنك لو عايز حاجه او لو هنحتاج حاجه.

فعلا نجحت في إثارة غضبه مرة أخري وتحولت عينيه العاشقه الي عين غاضبة تملأها التوعد وبصوت جامد/ملكيش دعوة باحمد يا جودي انتي متعرفيش هو قذر لاي درجة ومن بكرة تقدمي استقالتك عنده ،ده إنسان حقير لابعد الحدود والكلب ده انا هعرف اشوف شغلي معاه .

جودي بتحدي صارخ وكأنها تسكب البنزين على النار حتى تشتعل اكثر/ والله انت متقوليش اعمل ايه ومعملش ايه انا المسؤول عني حاليا والدي وبالنسبة لاحمد انا مليش دعوة لبيه ولا بغيره انا ليا ابني وشغلي وبس.

اشرف وهو يمسك ذراعها /انا قولتلك تسيبي الشغل من بكرة ولو عايزة الشغل شركتي موجودة بس احمد لا سامعه احمد لا.

سحبت ذراعها من يده بقوة ورفعت رأسها متحدية قراراته ومتجاهلة ما قاله وسألته/مقولتليش هتبدا في إجراءات الطلاق امتي؟

نظر لها وكأنه يبلغها بقراره الذي لا رجعة فيه/ مفيش طلاق وهترجعيلي وبارادتك سامعه يا جودي بإرادتك. انا هسيبك دلوقتي ترتاحي بس هرجع تاني وهتلاقيني في كل مكان تروحيه مش هسيبك يعني مش هسيبك . ثم انطلق خارجا من الشقه مغلقا الباب خلفه 

تنفست جودي الصعداء وكأنها كانت بحرب فهي بالاصل كانت تجاهد نفسها وروحها لتظهر أمامه قوية لم تنكر فرحتها بعدولة عن قرار الطلاق ولكن يجب أن لا تضعف سريعا فيجب أن يذوق من نفس الكأس فكم حاولت معه وترجته للرجوع عن قراره ولكن لم يفعل فالان وقتها لتذيقه من نفس كأسها.

........................................

هبط اسر من عند جودي متجها إلى احمد متوعدا له بالكثير حتى وصل إلى مقر شركته ودخل يسأل عنه ولكنه لم يجده ولا احد يعلم الي اي جهه ذهب لها فتوقع ذهابه لفتنة وبالفعل استقل سيارته وتوجه حيث شقة فتنة ووصل بوقت قياسي حيث كان غضبه من يقوده وصل إلي شقة فتنة وأخذ يطرق عليها بقوة حتى خرج الجار المقابل لشقتها وتحت نظراته المشمئزة لأسر قال له/ مفيش حد هنا يا استاذ .مش هترحمونا بقي من الأرف ده ونظر له من أعلاه لاسفله واغلق الباب بوجهه.

هبط اسر الدرج وهو مشمئز من حاله كيف لم يفكر حتى في السؤال عنها من جيرانها ؟ كيف كان يأمن لها هكذا ؟ ثم تنفس الصعداء وكأن جبل أزاح من على صدره وأخذ يحمد ربه على انكشاف أمرها مبكرا ويدعوه أن يلين قلب جودي عليه 

...........................................

بمنزل جودي جلست مع والديها وقد تغير حالها للنقيض قبل مجئ اسر فالان أصبح وجهها تزينه الابتسامة بعد أن كانت مقتضبة دائما فعلقت والدتها/شايفاكي مبسوطة يعني مش كنتي مضايقة من شوية ولا حنيتي خلاص اول ما قالك ارجعيلي 

جودي بابتسامة حالمه وتنهيده / مش موضوع حنيت يا ماما موضوع أن اسر لسه بيحبني لسه بيغير عليا انا في فترة اتحايلت عليه علشان يكون معايا علشان ابنه بس تخيلي لما يجيلي النهارده ويحاول يصالحني ويكون شايط من الغيرة وكلامنا يبدأ ويخلص في حدود حبنا يااااااه احساس جميل اوي.

تشدقت سمية ونظرت لها بعين الاستغراب/ شوفي ازاي طب يا اختي هتعملي ايه يعني؟ خلاص كدة نتكل احنا على الله ونسيبكم تتصافوا.

هنا تدخل اشرف/ في ايه بس يا حاجه مالك البنت بتقولك حاسه بايه تقومي تقوليلها نتكل احنا على الله لا طبعا اللي عمله مادام وصلني انا يبقى لازم قبل ما يرجع كمان يقولي انا ويستأذني كمان، مينفعش يغلط ويرجع ولا أكن حاجه حصلت ده ينفع لما يكونوا متخاصمين عادي متضايقين من بعض زي ما كنت سايبهم مع بعض في البداية يمكن الموضوع يتلم بينهم ساعتها يحلوا مشاكلهم بينهم وبين بعض لكن لما توصل للطلاق الفعلي ويبلغني انا بيه يبقي مادام اتدخلت يبقي مينفعش الموضوع يتعدي كدة ولا ايه يا بنتي؟

جودي بنفس الابتسامه/ انت صح يا بابا انا برضه مش عايزاه يخلص على اسف وخلاص لازم يستوي شويه.

سمية باقتضاب/ طيب مادام فيها ولا ايه يا بنتي، وانت صح يا بابا ،يبقي أخرج انا منها بقي واسيبكم انتوا مع بعض.

وهمت بالقيام فأمسك كفها اشرف / رايحه فين يا حاجه انا اقدر استغني عنك برضه 

ثم وجهه نظره لجودي ليقول لها/ قومي يا بت يا جودي قومي اعمللنا فنجانين قهوة انا وامك يالا.

جلست سمية منتفخة الصدر وابتسامة المنتصرين تزين وجنتيها /طيب وادي قاعدة لما اشوفك عايز ايه يا اشرف يالا يا جودي وابقي وطي النار على القهوة عايزاها بوش على مهلك يعني.

استقامت جودي وهي تنظر لوالديها والسعادة تغمرها وقبلت والدها ووالدتها ودعت لهم / ربنا يخليكم ليا ويديكم الصحة ويديم الحب بينكم يا رب وتوجهت الي للمطبخ لتعد فنجاني القهوة بعد غسل الصحون حتى تترك لهم الوقت الكافي للانفراد.

................................................

رجع اسر الي شركته بعد أن دار بالسيارة بغير وجهه وذهنه شارد في كيفية الاعتذار لجودي وكيف يقنعها بالاستقالة من شركة احمد ومحاولة أبعادها عن طريقه فهو يشعر أن احمد ينوي على التقرب منها ولكن كيف ذلك فقرر محاولة محاصرتها حتي يتسني له رؤيتها ومحاولة الاعتذار مرارا وتكرارا وايضا يكون على علم بكل خطواتها .

انقضي اليوم وأسر بشركته فالان ليس له مكان آخر يتوجهه إليه وقد أصبح وجهه باهتا بعد ملامح الاشراق التي كانت تزينه دائما ،كما أن الوهن ظهر عليه فهو في ثورة هذه الأحداث لم يأكل إلا قليل القليل بعد أن كان مهنئ بطعام زوجته وبيته المستقر حتى طعام والدته لم يهنأ به لعتابها له دائما.

اي لعنة جلبها إليه بنفسه أخذ يستغفر مرارا وتكرارا لعل الله يستجيب لندمه ويزيح هذه الغمه.

اما احمد بعد أن حاول الاتصال بفتنة لقضاء بعض الوقت معها حتى تنسيه ضيقه ولكنه لم يجدها حتى الهاتف لم ترد عليه.

توقع أنها من الممكن أن تكن مع غيره ولكنه لا يبالي بهذا فهو يقضي وقت للاستمتاع ويعلم انها تفعل مثله . فتوجه إلي الوكر الذي يخرج فيه طاقته يرقص ويلهو ويختار احداهن للاستمتاع لينسي ما ضايقه بعد رفض والد جودي لمقابلته لها.

...............................................

في الصباح الباكر استعدت جودي للذهاب الى عملها بعد ما ودعت والدها ووالدتها واطمئنت على ابنها هبطت من البناية لتجد اسر يقف مرتكزا بظهره على السياره عاقدا ساقيه وينظر بالهاتف الذي بيديه رقص قلبها بداخلها فلم تكن تتوقع أنه سيأتي مرة أخري وسريعا هكذا فابتسمت ثم حاولت اخفاء هذه الابتسامة وسارت تعبر من أمامه وكأنها لم تراه تنبه اسر لعطرها قبل خيالها أو صوت أقدامها فتطلع إليها ثم ناداها بصوت رقيق وقف امامها /جودي رايحه فين؟

استغربت جودي من سؤاله وحركت كتفيها/ رايحه الشغل اكيد.

اسر مشيرا لها تجاه سيارته/ طب اتفضلي اوصلك بدل مرمطة المواصلات.

جودي باقتضاب/ مرمطة المواصلات......انا هاخد تاكسي عادي يعني مش انت كنت لما تتاخر تسيبني وتنزل وتقولي خدي تاكسي عادي يعني دلوقتي بقت مرمطة مواصلات!

يغلق اسر عينيه ثم يفتحها وابتسامة معتذرة / حقك عليا يا ستي... وانا دلوقتي بقولك اعتبريني التاكسي الخاص بيكي ثم نظر لها بعين وقحة من أعلاها لمخمصها ثم اقترب منها/ ثم اني مش هسيبك تركبي تاكسي لوحدك وانت بالجمال ده .

خجلت جودي من نظراته وكلامه الذي أسعدها كثيرا وذكرها بايام الخطوبة وما احلاها من ايام فتراجعت للخلف حفاظا على مظهرهم بالشارع وحاولت تذكيره بمكان تواجدهم /اسر عيب ميصحش كدة احنا في الشارع.

اقترب مرة أخري منها محاولا استغلال الأمر/ يبقي تتفضلي تركبي مادام مش عايزة نفضل كدة بالشارع.

حاولت جودي اخفاء ابتسامتها وبالفعل توجهت إلى السيارة وركبت فابتسم اسر علي ابتسامتها وخجلها وتنهد ثم توجه راكبا خلف عجلة القيادة وأدار المحرك متجها الي مقر عملها محاولا السير ببطئ وهدوء والنظر إليها بين الحين والآخر ثم حاول كسر حاجز الصمت بينهم فقال / الطقم ده ....حلو عليكي اوي .

نظرت جودي الي نفسها وما ترديه ثم وجهت نظرها لأسر باستغراب/الطقم ده بلبسه على طول وده أول مرة تقولي كدة.

غضب اسر من نفسه فالواضح أنها ليست هي من كانت تهمله ولكن هو من لم يكن يراها من الأساس ثم امسك يدها وقربها من فمه وقبلها وقال وهو يوزع نظراته بين الطريق وبينها / حقك عليا يا جودي انا فعلا قصرت في حقك جامد بس خلاص أنا بجد مبقتش شايف غيرك يا حبيبتي.

سحبت جودي يدها من يده محاوله تذكيره أو بمعنى أدق إثارة غضبه/ متنساش يا اسر أننا مطلقين ومينفعش كدة، وكمان مالك كدة ماشي على قشر بيض سرع شوية هتاخر كدة.

وبالفعل وصلت لما ترنو إليه وتحدث اسر بعصبية ظاهرة/جودي لو سمحت متجبيش سيرة الزفت الطلاق ده تاني، قولت كانت غلطة وهصلحها على فكرة أنا ممكن اردك ببساطة جدا بس انا حابب نرجع لبعض وانتي موافقة مش غصب عنك بس لو ملقتش قدامي غير كدة هتضطريني ارجعك غصب عنك.ثم تنهد ليهدأ من حاله ويلعب معها نفس لعبتها ويتلاعب بالالفاظ/أما بالنسبة لسرعة العربية يا ستي فأنا لاقيت أن في السرعة الندامة وقولت لازم امشي على مهلي وبراحتي ومتسرعش تاني ولو على شغلك فإنتي تروحي بمزاجك وفي الوقت اللي تحبيه ولو مش عاجبه تستقيلي انتي مش محتاجة حاجه ولا ايه؟؟

ابتسمت جودي وادارت رأسها تجاه نافذة السيارة حتى تخفي ابتسامتها وسعادتها التي تظهر على محياها ولكن استشعر اسر سعادتها وامسك يدها مرة أخري محاولا توصيل رسالة لها/ تاني مره متسحبيش ايدك من ايدي حتى لو انا سيبتها خليكي انتي ماسكة فيا سامعة يا جودي .


#اختلاج_روح

#لولي_سامي

البارت السادس عشر

واخيرا وصلوا إلى مقر عملها فخرجت من سيارته وهي في كامل سعادتها ولكن قبل دلوفها لداخل الشركة خرج آسر من سيارته وناداها لتلتفت جودي اليه باستغراب وتحرك رأسها بتساؤل ليقول لها آسر/ نسيت اقولك حاجه مهمة فاقترب من أذنها وهمس بداخلها/ متبقيش تحطي البرفيام ده تاني وانتي خارجه ،انتي عارفه أنه بتاعي انا وبس وهتحطيه ليا قريب اوي.

ثم نظر لها وغمز بعينيه وابتسم وهو يراها جاحظة العينين ليكمل لها وكأنه لم يعبث بمشاعرها منذ لحظات / يالا هستناكي وانتي مروحه اوعي تمشي قبل ما اجي، ولو استعجلتي وعايزة تروحي اتصلي عليا هاجي هوا. 

ثم عاد لسيارته وهو سعيد على إنجاح محاولته في التقرب منها مرة أخري واستشعاره أنها بدأت تتجاوب معه

نظرت جودي ببلاهه إليه محركه رأسها تميلها يمينا قليلا وكأنها تحاول رؤية صورة من اتجاه اخر وهي تحدث نفسها/ هو في ايه ؟ ايه اللي حصل ؟ كل الاهتمام ده مرة واحدة كدة؟ 

ثم استدارت لتدلف داخل الشركه وهي تتذكر كيف تنبه اخيرا لملابسها ورائحتها وميعاد عملها فكانت في غاية السعادة وشعرت كأنها تطير فرحا .

كل هذا حدث أمام مرأي احمد وهو بكامل غضبه فكان ينظر من شرفة مكتبه منتظر حضورها ورأها وهي تخرج من سيارة اسر وكيف ناداها ورجعت إليه ليقترب منها يقول لها ما جعلها تطير فرحا أمامه ثم جلس على مكتبه وهو يكاد يستشيط غيظا فكيف بعد كل ما حدث وكل ما رتب إليه ويعود كل شيء كأنما لم يحدث شئ!

تذكر عندما اتفق مع فتنة لمحاولة توقيع اسر بغرامها ومحاولة التقرب منه ومحاولة توصيل الأمر لزوجته بافتعال المشاكل وإثارة غيرتها بدون الظهور هو حتى لا يعلم أحد بأنه أساس كل ذلك ولكن لغباءه وغباء فتنة ذهب كل ذلك سُدى ولكن لن يستسلم فسيحاول مرة أخري حتى لو اضطره الأمر لفعل فضيحة أو كسر عينيها حتى لا يكون أمامها سبيل غيره.

ثم خرج من مكتبه متوجها الي مكتب جودي

.....................

دخلت جودي الي مكتبها وهي تغمرها السعادة فلاحظتها ندي وهي فرحه فتساءلت بغمزة من عينيها/ ايه الحكايه شكلك رايقة على الاخر هو ايه اللي حصل؟؟؟

جلست جودي على مكتبها وابتسمت وحركت كتفيها / اسكتي  يا ندي الكون كله اتغير تخيلي آسر اخد باله من كل حاجه مكنش واخد باله منها قبل كدة!

قطع حوارهم دخول احمد بدون استأذان ووقف يضيق عينيه ناظرا تجاه جودي وقال/ أعتقد أنك فاضية يا بشمهندسة جودي وقعدة تتكلمي مع زميلتك ، عايزك حالا في مكتبي.

ثم نظر تجاه نهي وقال/ عايز بشمهندسة جودي يا نهي ماشي؟

اومأت نهي برأسها عدة مرات سعيدة ثم استدار احمد متجها الي مكتبه فنظرت جودي الي نهي قائلة/ هنعمل ايه دلوقتي؟

نهي برفع يدها/ انا مفيش في ايدي حاجه للاسف هتضطري تروحي ده قالهالي صريحة يعني كان فاهم كل ده اني بزوغك منه.

زمت جودي شفتيها وحسمت قرارها فأخذت نفس عميق وذهبت الي مكتب احمد فلم تجد السيكرتارية فطرقت على الباب وانتظرت حتى سمح لها بالدخول وهو موليها ظهره ويقف أمام مكتبه فبدأت جودي الحوار لتسأل احمد قائلة/ خير يا استاذ احمد ؟ في مشكلة ؟ 

حاول احمد تمالك غضبه وغيرته وضغط بقبضته على المكتب ثم استدار لها وعيونه لا تبشر بخير قائلا/ لا مش خير يا جودي حضرتك جايه متأخر ولا مش واخده بالك .

حاولت جودي التحدث باعتذار ولكن قطعها احمد مكملا /وكمان اللي حصل قدام الشركة ده مينفعش .احنا في مكان عمل مش في ملهي ليلي يا استاذه جودي ولا نسيتي نفسك؟

عقدت جودي حاجبيها أكثر وظهر عليها ملامح الضيق لما قاله فردت على كلامه قائله/ هو حضرتك بتراقبني ولا ايه ؟وكمان انا معملتش حاجه مخجله لده كله ولو على التاخير...

اقتطع كلامها احمد مرة اخري واقترب منها يسألها بغيرة ظاهرة/ لا عملتي اسر كان معاكي بيعمل ايه ؟ وازاي تسمحيله يقربلك كدة ؟

تراجعت جودي خطوات للخلف / لو سمحت يا استاذ احمد أنا اللي مسمحلكش انك تتدخل في حياتي بالشكل ده وبالنسبة للي عملته معايا علشان ابني فأنا بشكرك .....

اقترب احمد أكثر لها مما جعلها تقطع كلامها وتحدث هو / انا معملتش حاجه يا جودي علشان تشكريني انا كل اللي بعمله بحاول اخليكي تحسي بيا انا مش بتدخل في حياتك انا بغير عليكي افهمي بقي.

فوجئت جودي من صراحته الوقحة وكيف يفكر بها هكذا وهي زوجة صديقه وكيف تجرأ لهذا الحد فاوقفته بسبابتها/ لو سمحت يا استاذ احمد محبش اسمع الكلام ده علشان انا ست متجوزة وبحب جوزي جدا على فكرة واحنا مش مجرد غير زملاء عمل ولو سمحت تلزم حدودك معايا بعد كدة وعن اذنك علشان عندي شغل مهم .

استشاط احمد من ذكرها أنها مازلت متزوجه وحاول رمي القنبلة التي ستقلب موازين الموضوع فقال لها بنبره أكثر حده/ متجوزة والله اللي اعرفه انك اتطلقتي ولا هتجري وراه وتتحايلي على واحد مش شايفك اصلا ولسه لحد امبارح كان عند عشيقته مبيت في حضنها مسألتهوش بيبيت فين من ساعة ما انفصلتوا ؟ اتمني تشوفي الحقيقة شويه وتعرفي مين بيحبك ومين بيخدعك وابقي اسأليه لو تقدري وياريت ميكدبش عليكي زي عادته .انا هسيبك تخلصي شغلك بس قبل ما اسيبك احب اقولك ياريت فعلا تفكري شوية علشان تعرفي تقرري بعد كدة هتمشي ازاي.

وانطلق من أمامها ليجلس خلف مكتبه شاعرا ببعض النصر لما حققه فقد قلب الموازين واعتمد على بذرة الشك الذي زرعها كما اعتمد على كبرايائها كامرأة أنها لا تقبل أن تعود لخائن مهما كانت تحبه فابتسم وتركها تخرج من مكتبه وهي تستشيط غيظا وملامحها يبدو عليها الغضب الشديد ثم رفع هاتف مكتبه ليطلب من السكرتاريه أن تبلغ معتز بان يحضر إليه ولكنه لم يجد سكرتيرته مكانها فتذكر معتز وتأكد أنه يحاول معها مرة أخري فضحك بصوت عالي وأخذ يدور بمقعده أمام  مكتبه يمينا ويسارا وهو يتخيل جودي وقد اشعل بقلبها نار الغيرة والثأر محاولا مرة أخري وبطريقة مختلفة الوصول إلي مبتغاه.

ثم فكر في الذهاب هو لمعتز بمكتبه لاكتشاف الأمر بنفسه.

...........................

خرجت جودي من مكتب احمد وهي محطمة القلب بعد أن كادت أن تصل لمبتغاها مع آسر لم تتخيل أن تصل به القذاره لهذا المستوي ظلت تمشي باروقة الشركة لا تعرف الي اين تأخذها اقدامها حتى وصلت الي مكتبها ودخلت بوجه مكفهر وجلست على مكتبها وعيونها مليئة بالدموع تائهة لا تعرف متي وصلت الي مكتبها ولا كيف لاحظتها نهي ولاحظت كيف تغير حالها فقد كانت تطير من السعادة قبل ذهابها الي مكتب أحمد ظنت نهي أنه افتعل معها شئ مشين فقامت نهي من مكتبها لتقترب الي جودي ساءلة/ايه اللي حصل يا جودي الكلب ده قربلك ولا عمل حاجه طمنيني عليكي ايه اللي حصل ومال شكلك كدة؟

وعند هنا انهارت جودي بالبكاء تركتها نهي تخرج كل ما بها حتى هدأت وبدأت تسرد لنهي كل ما قاله احمد عن آسر لتجلس نهي أمامها وتضيق عيونها وتفرك في خديها لتقول/ معتقدتش يا جودي بيتهيألي احمد كداب انتي لازم تسألي آسر مينفعش تسمعي كدة وبس ده رأيي .

جودي وهي تنتحب من كثرة البكاء/ انا ولا هسأله ولا هعبره من اساسه انا خلاص هطلب من بابا يتمم الطلاق انا تعبت تعبت اوي يا نهي والمرة ده بجد لا يمكن اسامحه لا يمكن انا بقيت اقرف منه تخيلي بقيت اقرف منه .

واجهشت بالبكاء مرة أخري لتربت نهي علي كتفها قائلة/ بس يا جودي خلاص اهدي متسأليش حقك عليا متزعليش بقي.

ثم خطرت بعقل نهي فكرة فحاولت تنفيذها قائلة/ بقولك ايه يا جودي معلش يعني لو ممكن تديني رقم يزن علشان كنت عايزه منه خدمه انا عارفه أن الوقت مش مناسب بس كنت محتجاه ضروري لو سمحت يعني.

اومأت جودي برأسها وأخرجت هاتفها لتخرج رقم يزن وتعطيه لنهي لتدونه نهي بهاتفها ويرجع كل من نهي وجودي الي عملهم كمحاولة للنسيان وكل منهم ينتوي على شئ بداخله.

.............................

قبل قليل بمكتب معتز اتصل على مكتب مهرة لابلاغها بجلب ملف إليه ضروري بحجة الاطلاع عليه فقد اشتاق لخجلها وتوترها فهو يزيد لديه الشعور بالنشوة كلما رأها بهذا التوتر والخجل فهو لم يمر عليه هذا النوع من النقاء والخجل.

وصلت مهرة الي المكتب وطرقت ثم دخلت بعد أن أذن لها ولكنها وقفت لتنظر الي المكتب باستغراب تبحث عن معتز كيف سمعت صوته بالسماح لها بالدخول وهو غير موجود نظرت بأركان المكتب ثم تقدمت بداخل المكتب خطوتين ففوجئت بانغلاق الباب خلفها فانفزعت واستدارت لتري معتز مبتسم وينظر لها بنظرات لعوبه وأخذ يقترب منها وهو يتغزل بها وهي تتراجع بمثل اقترابه/ايه يا مهرة لازم ابعتلك علشان تيجي .

تتراجع مهرة اثر خطوات اقترابه ويزيد توترها واضطرابها 

ومعتز يقترب أكثر منها/ مفيش مرة اوحشك وتيجي تبصي عليا

مهرة بتوتر ولجلجة/ استاذ.. معتز.. احنا.. في الشركة

ثم اصطدمت بالمكتب خلفها فشهقت وحاولت الرجوع خلفه حتى وصلت إلي كرسي معتز فسقطت عليه فمال معتز عليها مقتربا/ طب اعمل ايه علشان تعبريني وتحسي بيا مبقتش قادر يا مهرة بجد مش قادر شوفي انتي عايزة ايه وانا اعمله بس متتقليش عليا كدة.

مهرة وقد شعرت برعب وتوتر من قربه المهلك لها / لو سمحت يا استاذ معتز مينفعش كده.. ارجوك... انت مترضاليش الفضيحة. 

معتز وهو يتفرس في ملامحها عن قرب حتى وقعت عينيه على شفتيها المكتزة فقال معتذرا / انا اسف في اللي هعمله بس مش قادر بجد.

وانقض على شفتيها وأخذ يتذوقهم بنهم وكأنهم فاكهته المحرمة وامسك رأسها من الخلف ليثبت وجهها ويده اخذت تعبث بجسدها الغض وهو متلذذ وهي تحاول الخروج من قبضته ولكن دون جدوى حتى خارت قواها وأغمي عليها فتوقع معتز أنها استسلمت ولكنه وجد يدها تسقط من عليه بدل أن تتشبث به فاخرجها من حضنه ونظر لها فذعر عندما وجدها لا تتحرك أخذ يطبطب على خديها بغرض افاقتها ولكن دون إجابة فجلب عطره الخاص ونثره أسفل أنفها واحضر كوب ماء وحاول نثر الماء على وجهها فبدأت بالاستجابة فتنهد معتز وجلس على المكتب أمامها فرمشت هي بعيونها عدة مرات حتى وضحت الرؤية أنه أمامها فوضعت يدها على وجهها وأخذت تبكي ومعتز يحاول تهدأتها/ الحمد لله انك فوقتي وقعتي قلبي يا شيخه، طب اهدي طيب مالك بس بتعيطي ليه دلوقتي. انا اسف يا ستي حقك عليا معرفش انك فافي اوي كدة . ودخل احمد عليهم ليجد الوضع على ما هو عليه فقضب حاجبيه وسألهم مستفسرا/ انتوا بتعملوا ايه هنا؟ 

شهقت مهرة ووضعت يدها على فمها وقامت لتجري محاوله الاختفاء من أمامهم لشدة كسوفها وخجلها من الموقف استدار معتز عندما رآها تجري وجز على أسنانه وسب احمد بداخله ثم سأله/ انت اللي ايه جابك دلوقتي؟

ومسح على وجهه محاولا تهدأة حاله/ يا اخي بوظت الدنيا بدخلتك ده وسؤالك اللي ملوش ستين لازمه ده.

ضحك احمد بصوت عالي واقترب من معتز وربت على كتفه ثم قال بهدوء ولكنة ساخرة/ لاقيت سيكرتارتي اتاخرت قلقت عليها قولت اجي الحقها قبل ما تجيبوا عيال.

ثم ضحك مرة أخري تحت نظرات معتز المغتاظة نفخ معتز وادار راسة بالاتجاه الآخر تلاعب احمد معه قائلا/ بس مقولتليش عملت ايه يوصلها للعياط ده يا نمس.

لوح معتز بكفيه لاحمد/ والنبي ما لحقت اعمل حاجه دانا لسه بقول يا هادي لاقتها قطعت النفس

ضحك احمد وأكمل بوقاحة/روحت انت استغليت الموقف وسلبتها اعز ما تملك يا جاحد صح؟

معتز باقتضاب/ والنبي انا مش فايق لهزارك ده يا احمد ولا سلبت ولا نيلت قعدت افوق فيها البت خام اوي يا احمد من بوسة وقعت من طولها.

ضحك احمد بملأ فمه وقال/ اه يا جبار كل ده من بوسه بس! دانت كدة البت هتروح في ايدك في شربة مائة.

وضحك مرة أخري حتي ازاحه معتز بيده وقال له/انت شكلك فائق وجاي تتسلي،

اوعي وسعلي لما اشوفها راحت فين خرج معتز من مكتبه تاركا احمد يضحك مرارا وتكرارا باحثا عن مهرة لتقديم الاعتذار عما بدر منه وما بدر من احمد ولكنه لم يجدها فسأل مسؤل الاتش ار قال له انها خرجت منذ قليل فرجع الي مكتبه ليجلس شارد الذهن محدثا نفسه/ يخرب عقلك انا قولت لما ابوسك هرتاح شويه لاقتني اتلهلبت اكتر اقول فيكي ايه بس قمر يا بنت الايه وأخذ يشرد في تفاصيلها الذي اقترب منها اليوم

           الفصل السابع عشر من هنا

لقراءة باقي الفصل اضغط هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close