أخر الاخبار

رواية اختلاج روح الفصل السابع والثامن بقلم لولي سامي

رواية اختلاج روح

 الفصل السابع والثامن

 بقلم لولي سامي

بمنزل جودي وبعد أن خرج اسر انهارت جودي مكانها ونزلت بأرضية المطبخ تبكي بصوت عالي حتى جاءها ابنها /مالك يا ماما بابا زعلك تاني انا هزعل منه ومش هكلمة .

اخذت جودي تربت على انس ابنها ومسحت عيونها ثم سألته/ انتي بتحبني يا انس

انس/ اوي اوي يا ماما

جودي/ طب يا حبيبي لما بابا يجي عايزاك تقوله اني زعلانه ولازم يصالحني علشان انت متزعلش منه وهو بيحبك وهيسمع كلامك.

انس/ حاضر يا ماما تعالي العبي معايا بقي.

جودي /حاضر يا حبيبي هغير هدومي واجيلك نعمل الواجب الاول وبعدين نلعب تمام يا بطل 

انس اومأ انس برأسه وقال / ماشي يا ماما ثم أعطاها قبلة على وجنتيها وذهب الي حجرته.

وفي هذا الأثناء جلست جودي على السرير متحيرة في أمرها هل ترتدي وتتزين كما اتفقت مع والدها ام لا وتذكرت كلام نهي هل بالفعل ستندم وكل ما تفعله سيذهب سدي ام انها تفعل الصواب كما نصحها والدها وكأنها استدعت بعقلها والدها فوجدته يتصل بها ففتحت مسرعة تجيب عليه

جودي / أيوة يا بابا كويس انك اتصلت.

سمية بقلق/انا ماما يا جودي مالك يا قمر عمللك حاجه؟؟ طمنيني عليكي؟؟

جودي /لا يا ماما معملش اتكلمنا شوية أنه محتاج الشقة وانا قولتله مش هسيبها فاتنرفز ونزل وانا دلوقتي محتارة مش عارفه اعمل ايه البس واتزوق زي ما قولتولي ولا اقعد واضايق ومكلموش؟

سمية بحيرة/ والله يا بنتي انا مش عارفه اقولك تعملي ايه لو عليا اقولك هاتي بعضك وابنك وتعالي لكن باباكي له رأي تاني خديه  اهو يا اختي خليه ينفعك واعطت سمية التليفون لاشرف الذي وجهها بدوره أن تتعامل بكل برود وتجاهل وفي نفس الوقت لا تتغاضي عن إبراز جمالها وأغلقت جودي الخط وبدأت تتزين وتستعد لمعركة أخري من الدهاء ثم جلست تذاكر لابنها وتلاعبه حتي غفي على قدمها كادت أن تحمله لتضعه بغرفته ولكن خطر على بالها فكرة ما فجلست على الأريكة واخدت ابنها بحضنها منتظرة عودة اسر!!!  

......................

خرج اسر من عند جودي عقله غير مستوعب تغيرها. اين جودي التي أحب ضعفها واحتياجها إليه ؟ اين من علمها الحب ؟ اين توترها أمامه ؟ كيف اكتسبت كل هذه الثقة في الحديث؟ ركب سيارته ووجد فتنه تتصل به فأجاب عليها ليجدها تؤكد على موعده مع والدتها خبط بيده على جبهته كيف نسي هذا الأمر فاستدار بالسيارة لأقرب محل زهور وشيكولاته ثم توجه لبيت فتنة طرق علي الجرس ففتحت له فتنة وهي مبتسمة ابتسامه تسلب لُبه ثم نظرت على ما يرتديه وقالت/اهلا اسر. إيه كنت نسيت ميعادنا ولا ايه؟ 

اسر بارتباك وابتسامه صفراء/ لا ابدا انسي ازاي دانا مستنيه من بدري .

فتنة / اصل لبسك ميدلش على كدة يعني ؟

اسر بتغير الموضوع/ ايه بس يا حبيبتي مش هتقوليلي اتفضل ولا هفضل على الباب كدة؟

توسعت له جودي ثم أشارت له اتجاه الصالون / اه طبعا اتفضل ماما منتظراك من بدري.

قدم لها الورد والشيكولاتة وتوجه الي حيث أشارت وجد امرأة كبيرة تجلس على الكرسي توجه إليها وسلم عليها وقدم لها نفسه وجلس هو وفتنة ومن ادعت أنها والدتها ليتحدث اسر /

انا يسعدني ويشرفني اني اطلب ايد فتنة بنتك واوعدك اني هحاول أسعدها وأهنيها.

ابتسمت المرأة العجوز وقالت له/ فتنة كلمتني عنك وقالت لي انك رايدها بس بقي مقلتليش هتتجوزوا فين أن شاء الله؟ وهتدفعلها مهر كام؟ والشبكة والمؤخر؟؟

نظر اسر لفتنة وقد شعر بإحساس غريب وكأنهم يستغلوه ولكن نفض عن خياله هذا التفكير وظن أنها تريد الاطمئنان على ابنتها ثم وجه نظره للمراة وابتسم نصف ابتسامه محاولا عدم اظهار ضيقه وتنحنح وقال / أن شاء الله هجيب لفتنة الشقة اللي تعجبها بس ده هياخد وقت شوية علشان عندي شوية مشاكل هخلصها واعملها كل اللي عايزاه .

المرأة العجوز/ لاااا مينفعش الكلام ده انا هسافر كمان اسبوعين ولازم اطمن عليها بص انت تجيب الشبكة وتديها المهر وبعدين بقي الشقة لما ظروفك تتحسن ،ها قولت ايه؟

احس اسر وكأنه قيد بقيد غير محبب ولم يكن بحسبانه كل هذا ! اين له من مهر وشبكة وهو لم يحل بعد مشكلة الشقة ولكنه اضطر على الموافقة لانهاء الموقف ويفكر فيما بعد في حل هذه المعضلة .

خرج من عند فتنة لم يشعر بالفرحة التي تخيلها ولكن احس وكأنه يقع في بئر مظلم ولم يجد من ينقذه تنهد وجلس بالسيارة واضعا رأسه بين يده وتسأل مع نفسه وكان كل مشاكل الدنيا وقعت علي رأسه الي اين سيذهب وجودي بالمنزل ومن المفترض أنه طلقها ثم اتخذ قراره أنه سيستسمحها أن توافق على بياته معها عدة أيام لحين التصرف وإيجاد مكان آخر له وبدأ يدير محرك السيارة مع إعلان تليفونه على اتصال من فتنه ولكنه اغلق الصوت وذهب الي بيته

..................................

فاق احمد من شروده وخيالاته علي اتصال من صديقه معتز والذي يخبره بسهرة الليل وما جهز بها فوافق احمد لعله يشغل باله عمن شغلت كل تفكيره واتصل بدوره على فتنة لتجهيز حالها لسهرة اليوم حتى يعلم منها ما تم بالمقابله وحتى يتفق معاها على الخطوات التاليه ثم توجه الي الملهي الليلي المتفق عليه وجد معتز يجلس ومعه فتاتين لم يستر مفاتينهم شئ فنظر لهم احمد نظرة اشمئزاز وتحدث الي معتز/ يعني شايف صحتك في الطالع هتقدر على دول لوحدك 

ضحك معتز وإزاح له كرسي / لا يا صاحبي مش للدرجة دي لسه منجبكش يا اكسلانس دانا حاجزلك واحدة بس ايه رايك شكلها خبره ونكز الفتاة من خصرها

ضحكت الفتاة بعلو صوتها / ااه خبرة خبره اوي كمان 

معتز  بابتسامة/ لا باين يا قطه 

احمد بعدم مبالاه/ لا ماشيها انا كلمت فتنة وزمانها جايه

معتز باستغراب/ انت رجعت لفتنة تاني ولا ايه؟ مش كانت لاقت دهول يشيلها؟؟؟

احمد بابتسامه خبيثة/ لقيت لها عوزه وابقي استفدت وفدتها وطلعتها بهدية نهاية الخدمة 

ضحكا كلاهما معا مع وصول فتنة لهم / ايه يا بهوات ما تضحكونا معاكم

احمد بوقاحه وهو ينظر إلي جسمها/ اهلا فتنة . كنا لسه في سيرتك وجمالك يا قمر

فتنة بسعادة جرت كرسي لتجلس عليه /ميرسي احمد ها كنت طالبني ليه 

احمد بتروي/ طب اقعدي الاول وتاخدي كاس وبعدين نتكلم

فتنة/ وادي قعدة يا سيدي 

احمد وهو يصب لها كأس من الخمر ويقدمه لها / ها احكيلي بقي عملتوا ايه في المقابلة؟

صاح معتز/ لااااا انا معقدش زي الاطرش في الزفة رسوني على الحوار . 

بدأت فتنة تسرد له كل ما حدث بالمقابلة وما اتفقا عليه 

فوجئ معتز بما يخطط له احمد وقال له/ مش كنت شيلتها من دماغك ايه اللي رجعها تاني يا صاحبي.

احمد بوقاحة/ مين قالك اني شيلتها من دماغي دانا كنت بتكتكلها من زمان بنت الايه ملهاش في الشمال وعقبال ما جيت ادخل من اليمين كان جه هو وخطفها وفي الاخر اشتغلت عندي والفرصة جت لحد عندي اسيبها ولا استفاد منها للاقصي درجة .

معتز برفض تام/ جودي متستلهلش كدة ملهاش في سكتنا طلعها من دماغك يا احمد.

احمد ببجاحة/ ملكش دعوة انت يا معتز خليك في اللي معاك.

استقام معتز وقال/ براحتك يا صاحبي انا نصحتك وعملت اللي عليا طلعني من الليلة ده سلام يا صاحبي. وخرج معتز وترك احمد وفتنة الذين اتفقا علي الذهاب الي بيتها لاستكمال الخطط معا والاستمتاع ببعضهم فذهبا سويا كلا من احمد وفتنة الي منزل فتنة ليخططوا ويمارسوا الرزيلة وما حرمه الله.

........................................

صعد اسر الي منزله وفتح الباب بالمفتاح كما اعتاد أن يفعل ودخل الي غرفة المعيشه حيث سمع صوت التلفاز فوجد ابنه يرقد على الأريكة ويستند برأسه على قدم والدته وهي عندما استدار لها وجدها ترتدي بدي حمالاته رفيعة جدا ويظهر مقدمة صدرها بسخاء وتحته شورت طويل يصل الي ركبتها توقف نفسه عن العمل وجحظت عيناه ثم اغلقها لثواني ونظر لاعلي ليتمتم في نفسه/ كانت فين الحاجات ده قبل كدة جاية تلبسيها دلوقتي وبعدين اعمل ايه أشيل الولد واصحيها ملهاش غيركدة .

وبالفعل رفع الولد وأحتار الي اي سرير سيضعه به ثم حسم أمره ووضعه بسرير والدته ليجعله بجوارها وينام هو بسرير ولده وأثناء ذلك كانت جودي مستيقظة تشعر بخطواته ونفسه عندما اقترب ليأخذ ابنها ولكنها استمرت بتصنعها النوم حتى يتسني له النظر إليها ورجع مرة أخري اسر لها ونظر لها من راسها حتى قدميها وشعرها المسترسل على وجهها وقدماها شاهقة البياض ثم استغفر ربه ومسح بكفه على وجهه وتقدم منها يناديها بصوت منخفض لعلها تستيقظ  /جودي جودي قومي نامي جوه .ثم اقترب بيده يهزها بسيط ليوقظها / جودي قومي يا ماما 

جودي/مممممم 

اسر/قومي يالا انا دخلت انس 

بدأت تصطنع جودي أنها تستيقظ وتتمطع ليري جمال جسدها وهي تتمايل حتى تفيق ثم استقامت واستندت بيدها على الكرسي مصطنعة التمايل وعدم الاتزان ثم فركت عينيها وقالت/ ااااه دخلت انس طب كويس تصبح على خير وبدأت في المشي خطوتين واصطنعت الوقوع فلحق بها اسر وكيف لا وهو يتابعها ويتابع كل حركة لكل عضلة بجسدها فأمسك بها من الخلف واسندها على صدره واقترب برأسه من شعرها وأخذ يشتم فيه ويغرز أنفه في رقبتها ويده بدأت تعزف على مفاتنها.

احست جودي بالخطر وضعف موقفها فاستعادت وعيها وابعدته عنها وجرت نحو غرفتها وأغلقت الباب خلفها واستندت عليه بظهرها وأخذت تربت على قلبها ليهدا من ثورانه.

اما اسر بالخارج فأغلق عينيه وشدد من قبضة يده حتى برزت عروقه وأخذ يأخذ نفس ليهدا من ثورة مشاعره التي لا يعلم ما بها هذه الأيام ثم توجه الي غرفة جودي وطرق الباب انتفضت هي على أثر هذه الخبطه وقالت / أيوة يا اسر عايز ايه

اسر بهدوء مصطنع/ كنت عايز اتكلم معاكي عشر دقايق بس 

جودي وكأنها تريد تذكيره/ اه حاضر هلبس حاجه وطالعه

اسر يتمتم بداخله / ليه ليه تلبسي ما كدة حلو اوي ثم تنهد وقال /طب بسرعة متتأخريش انا مستنيكي.

ارتدت جودي الروب القصير عن قصد حتي تزيد من نيران شوقه وخرجت له وتوجهت الي غرفة المعيشة حيث كان

نظر لها اسر وهو مأخوذ بجمالها أكان كل هذا ملك يداه / تعالي اقعدي واقفة ليه 

جلست جودي في الكرسي المقابل ووضعت قدم فوق الأخري ليتمتم اسر / انا ناقص ارحمي اهلي.

ثم استطرد قائلا/ بصي ياجودي انا طبعا مش هعيبك في اللي طلبتيه الشقة حقك وحق ابني بس انا كنت حابب استسمحك تقبلي اقعد معاكي كام يوم بس عقبال ما أدبر حالي 

نظرت له جودي ولسان حالها يقول /الحمد لله انك معرفتش تتصرف ثم أوضحت كلامها / اه طبعا يا اسر بيتك ومطرحك مقدرش اقولك حاجه بس الموضوع هيمشي ازاي يعني هنبلغ الناس بطلاقنا ازاي وانت معايا؟

اسر  / لا هو احنا هنأجل إجراءات الطلاق الرسمي شوية لحد ما الاقي شقة تانية ليا ده بعد اذنك طبعا؟

جودي وقد احست أنها نجحت بالجزء الاول من الخطة فابتسمت و استقامت من  جلستها وقالت/ خلاص مفيش مشكله بس لازم بابا وماما يعرفوا تحب إبلغهم انا ولا تبلغهم انت .

عند هذه النقطة وبهت اسر فهو يحب ويحترم حماه وحماته ولا يرغب  في هذه المواجهة. فاستطرد قائلا/ اعتقد تبلغيهم انتي افضل. 

جودي بابتسامة طفيفة وكأن شئ لم يكن/ اوكي هبلغهم بكرة وانت شوف هتعمل ايه وبلغني تصبح على خير وذهبت إلى غرفتها تحت نظرة اسر المستغرب تصرفها وعدم مبالاتها للأمر  كان يتوقع أن تستسمحه مرة أخري ليتراجع عن قراره كان يتخيل أن تبكي وتترجاه ولكن يبدوا عليها عدم المبالاه.   وكأنه كان ينتظر بل يتمني طلب او رجاء منها بعودتهم ولكنها خذلته هذه المرة توجه آسر بعد ذلك إلي غرفته الجديدة لينام ولكن قد جفاه النوم وهو يتذكر هيئة جودي التي لطالما طلب منها مرارا وتكرارا بالاهتمام بحالها ولكن لم تعطي اهتماما لحديثه والان بعد أن تركها تفعل كل هذا !؟ أكانت تتصنع تمسكها به؟ نعم كانت تتصنع فهي لم تحاول معه إلا يوم فقط .فكر في أن يردها الي عصمته ويحاول إقناعها باستمرار زواجهم وأنه سيعدل بينها وبين فتنة وسيتحجج بابنه حتى لا يتشتت بينهم . نعم هذا هو أمثل حل فهو لا يتخيل العيش بدونها برغم تحريك فتنة لبعض المشاعر لديه إلا أن جودي لها مكانة خاصة لديه فهو يعترف أنه يحبها ويقدرها .وهنا توقف ليسأل حاله ايحبها؟ هل بالفعل يحبها ؟ نعم لا ينكر هذا فهو بالفعل يحبها ولا يدرك كيف وصل بهم الحال لهذا ! بدأ يشعر بالندم من تسرعه وأنه كان يستوجب عليه التريث قليلا ولكنه توصل الي أنها هي من دفعته لهذا جراء إهمالها به كزوجة . 

ظل في هذا الصراع النفسي بين ما يحدثه به عقله وقلبه حتي ذهب في سبات عميق ليري باحلامه جودي تتمايل بسيرها أمامه ولكن ما هذا أنها ليست بمفردها حاول اللحاق بها ليديرها سائلا / من هذا ؟ وكيف تسيرين معه وتتركيني؟ 

لتبتسم جودي بكل هدوء وترد عليه بطريقة مستفزة / انت من تركتنا وهذا حقي ؟

حاول آسر أن ينقض على من كان متشبث بايدي جودي ولكن عندما اداره ليواجهه ذعر آسر وتراجع عدة خطوات للخلف عندما راي من يكون .

استيقظ آسر من نومه وهو يلهث وكأنه يعدو من مرأىٰ شبح.


#اختلاج_روح

#لولي_سامي

البارت الثامن

في صباح يوم جديد ارتدت جودي ملابسها المكونة من بنطلون كحلي واعلاه شيميز باللون الفوشيا قصير من الامام وبه ربطة وطويل من الخلف وربطت شعرها كديل الحصان وتزينت زينتها المعتادة والمكونة من كحل العينين واحمر شفاه وردي خفيف كلون الشفاه الطبيعي كانت قد اشترت هذا الشميز لتجلس به في المنزل فهي تعلم غيرة اسر عليها برغم أنه بالاونه الاخيره لم يعد ينظر على ما ترتديه ولم يعد يهتم كسابق عهده ولكن كانت تحترم رغبته بعدم إثارة غيرته ولكن اليوم هي ما تريده هو إثارة غيرته أو لفت نظره لها .خرجت جودي من غرفتها بعد أن ارتدت والبست ابنها وتوجهت لتخرج من المنزل ببطئ معتقدة أن اسر ينام ولكن وجدته مرتدي ملابسه وجالس على الأريكة 

ألقت عليه السلام/ ازيك يا آسر ؟ يالا يا انس سلم على بابا علشان نمشي.

توجه انس لوالده و قبله وقال له / باي باي يا بابا .

اسر وهو ينظر لها وعيونه بها غضب لتذكره كيف لاحمد صديقه ومديرها بالعمل رأي زوجته وهي في كامل زينتها من قبل واليوم سيراها بهذا الشكل المهلك كما أنه تذكر الحلم الذي رآه البارحه فكان عقله سيطر منه فتحدث غاضبا وقد أغفل عن تحيتها وتحية ابنه له /اهلا يا هانم ايه اللي لابساه ده أن شاء الله ؟

وأشار بإصبعه من أعلي لاسفل وقال /هتنزلي بالشكل ده ؟؟

جودي بكل هدوء وبرود اعصاب وسعادة داخلية لإثارة غيرته وأنه مازال يغير عليها / ايه اللي انا لبسته يعني شميز وبنطلون ايه الجديد في لبسي ما كل الناس بتلبس كدة

استقام اسر غاضبا وانطلق نحوها يمسك ذراعها/ كل الناس حاجه وانتي حاجه وانتي عارفه مبحبكيش تخرجي كدة 

سحبت جودي يدها بعنف واطلقت سهام كلماتها عليه/ انا بقيت زي كل الناس بالنسبالك ولا نسيت انك طلقتني واللي له كلمة عليا دلوقتي بابا وانا هروحله بعد الشغل علشان اقوله ومن غير عن اذنك.

وسحبت جودي ابنها واسرعت بخطواتها وكأنها تريد أن تهرب من المواجهه هذه نزلت جودي وتوجهت الي حضانة انس تحت تكرار سؤال انس / ماما يعني ايه بابا طلقك انتوا لسه زعلانين؟

جودي ببلع غصة بحلقها/ أيوة يا انس انا وبابا زعلانين شوية وهنتصالح أن شاء الله بس ادعي لماما وقول يارب.

انس ببراءة الاطفال/ يارب يا ماما تصالحي بابا عشان انا بحبكم انتوا الاتنين.

قبلت جودي انس واسلمته لمشرفة الحضانة وتوجهت الي عملها وهي تردد /يارب يا انس يارب يا حبيبي وانا والله بحبكوا اوي انتوا الاتنين برضو.

................................................. 

اسر بعد خروج جودي جلس على الأريكة بذهاب عقل هل حقا جودي أصبحت بالنسبة له كباقي الناس؟ هل ليس له حق فيها من اي جهه ؟ وهل لها حق في اختيار غيره كما فعلت بالحلم ؟ لا لا لم يتركها هكذا لا يستطيع أن يراها مع غيره ولا يستطيع أن يري غيره يراها بهذا الشكل الملفت والمثير وعند تذكره كيف ستبدوا أمام الناس لم يستسلم لكلامها وقرر أن يذهب لها عملها قبل انتهاء اليوم حتى يُقلها الي والدها وينتظرها حتى تنتهي ثم يُقلها الي المنزل ويشدد على تعليماته حتى وهو ليس له حق عليها لا يتركها تسير في الشارع أمام مرأي الناس هكذا يكفي أنه انشغل بتفكيره وتركها تذهب للعمل بعد أن كان ينتظرها لتوصيلها بنفسه لعملها ثم نزل اسر وتوجه الي عمله .

...................................................

في مكتب احمد يجلس معتز يتحدث مع احمد حول كيفية ايقاع سكرتيرة احمد / ها يا ابني ما تقولي اعمل ايه البت معصلجة خالص ومش عارف بصراحة عدت ازاي من تحت ايدك دانت مبتعتقش اي سكرتيرة عدت ازاي ده من تحت ايدك هااااااي انت يا عم ما تخليك معايا روشتني.

احمد وهو يزرع أرض المكتب ذهابا وإيابا وجه نظره لمعتز / عايز ايه يا معتز ما السكرتيرة عندك بره اشبع بيها يا اخي صدعتني والمرة دي مليش نفس.

استقام معتز ووقف بجوار احمد ووضع يده على كتفه طب ما توقعهالي وبعد كده باصهالي البت مش عايزة تلين معايا خالص يمكن تلين معاك 

احمد وهو ينظر له بطرف عينه/ معتقدتش ثم انزل يد معتز عن كتفيه ثم استطرد في الحديث/ عايز توقعها ادخلها من الحلال وبعد كده ابقي قرب والعب براحتك كل واحدة ولها داخله وده دخلتها كدة 

معتز بتفكير/ تفتكر .. ماشي نجرب واهي تبقي طريقة جديدة والبت تستاهل الصراحة فظيعة بنت الايه عليها جسم بنت الايه اااااااااه ناااار يخرابي البت اسم على مسمى وعايزة الخيال

ثم لوح بيده أمام أعين احمد / اييييه يا عم مش معايا ليه

احمد وقد انتبه إليه بعد أن كان شارد يسمع كلام معتز ويتخيل جودي بجسمها وهي بين يداه / يا ابني انت لسه قاعد هنا.

ازاحه احمد اتجاه باب المكتب / يالا يالا على مكتبك انا زهقت منك يا شيخ صدعتني والله.

وفتح باب المكتب ووجه كلامه للسكرتارية التي فور أن فتح باب المكتب استقامت من مكانها 

احمد موجهه حديثه للسكرتيرة /مهرة معتز باشا لو جه هنا خلال اليوم تقفي قدام الباب ده وتمنعيه يدخل والا انتي اللي هتترفدي ثم غمز لمعتز ودخل مكتبه واغلق باب المكتب 

معتز وقد فهم مغزي غمزة احمد واقترب من مهرة التي تحدثت ببراءة تامة/ انا اسفة جدا يا معتز بيه مش عارفه اقولك ايه بس اكيد حضرتك مترضاليش الأذية.

اقترب اكثر معتز ونظر بعيونها/ انا طبعا مرضاش اذيه ليكي بس انتي يرضيك كدة؟ واقترب خطوة أخري ثم استطرد قائلا / صاحبي وحبيبي يعمل معايا كدة؟

مهرة وقد خجلت من نظراته لها فتراجعت خطوتين للخلف على أثر تقدمه نحوها ونظرت للاسفل / حضرتك وأحمد باشا أصحاب مقدرش أتدخل واكيد هتتصالحوا تاني .

معتز بصوت حنون/ طب والنبي يا شيخة لما تدخليله ابقي حنني قلبه عليا شويه قوليله اني بحبه والله بحبه ومش هقدر استغني عنه ها اوعي تنسي ؟

مهرة وقد خفق قلبها فهي فهمت مغزي كلامه ومحاولات تقربه منها فأومأت برأسها ومازالت تنظر لاسفل ووجهها يكسوه حمرة الخجل ومعتز يتشرب ملامحها التي تأثره فهو لم يصادف هذا الخجل المبالغ من وجهة نظره من قبل وتمني لو يكمل خجلها وينقض على شفتاها التي تقطعت بفعل أسنانها من كثرة التوتر ثم التفت معتز معطيًا ظهره لها ليذهب ونظرت هي لاثره متنهدة الصعداء لذهابه ولكنه توقف والتفت لها مرة أخري واقترب فجأة من أذنها ليقول / لما تقفي قدامي متكليش في شفايفك تاني علشان متندميش .وابتعد خطوة ونظر لها وغمز لها بعينيه وهو مبتسم وانسحب من أمامها تحت صدمتها من قربه بهذا الشكل ومن كلماته التي تدل على وقاحته وعند استيعابها ما يرمي اليه شهقت وتوسعت عينيها أكثر وجلست على كرسها وهي غير مصدقة لما تم .

.................................................

بمكتب احمد جلس واتصل بجودي لتحضر لمكتبه فهو قرر أن يحاول التقرب فهذا هو الوقت المناسب حضرت جودي الي مكتب احمد وجدت مهرة في عالم اخر فطرقت على مكتبها لتنبيها بقدومها وتسمح لها الدخول لاحمد فتنبهت مهرة/ احم اسفة مهندسة جودي هستاذن لحضرتك حالا واتصلت بتلبفون المكتب الخاص لاحمد تخبره بوجود مهندسة جودي بالخارج وتريد الدخول فسمح لها وفتح أمامه ملف العمل المنسوب لها وتصنع التمعن به وهو بالحقيقة يبحث عن ثغرة ليتحدث عنها دخلت جودي ووقفت أمام مكتبه وتنحنحت لتخبره بوجودها / استاذ احمد حضرتك طلبتني؟

وجهه نظره لها ونظر لها من أعلي رأسها لاخمص قدميها مأخوذ بجمالها ثم اغلق عينيه وفتحها وقال لها بابتسامة طفيفة/ أيوة يا جودي اتفضلي اقعدي وقفة ليه كنت بشوف اخر ما توصلتيله في تجهيز ديكورات المنتجع وما شاء الله عليكي تقريبا مفيش غلطة فكان لازم اجيبك واشكركم بنفسي

جلست جودي على المقعد الملتصق بالمكتب وابتسمت لسعادتها في تفوقها في عملها رغم الصعاب التي تواجهها وهي تقول في نفسها /النهارده يوم السعد ولا ايه اسر مشاعره اتحركت ورجع يحس بيا تاني وشغلي طلع تمام.

وابتسمت ووجهت نظرها لاحمد/ العفو يا استاذ احمد ده شغلي وبحاول اطلع فيه افضل ما عندي .

استقام احمد من مكانه وتوجه الي الكرسي المقابل لها واستطرد قائلا/ طب انا بقولك يا جودي وانتي بتقوليلي يا استاذ هو ده ينفع احنا زملا دراسة وعمل يعني.

جودي بابتسامة بسيطة /معلش اعذرني كدة افضل أو بالنسبالي أنا كدة مرتاحة اكتر.

احمد بخبث / طب براحتك انا كل اللي يهمني راحتك. وبالنسبة لسيرة الراحة انا عرفت أن في مشاكل بينك وبين اسر انا اسف لو بتدخل بس لو حابه اي مساعدة أو تدخل من اي نوع انا موجود.

عند ذكر هذا الحديث جزت جودي على أسنانها وسبت اسر في سرها كيف يتحدث في هذا الأمر مع احمد هل يريد إشاعة الخبر ليتزوج ممن يريدها بسهولة ام انها ظلمته ولم يذكر شئ وأحمد قد توقع هذا لغضب اسر يوم أن جاءها سكران فتشبثت بهذه الفكرة ومسحت على وجهها بيدها ونظرت له مدعية القوة / لا مفيش حاجه ده موضوع بسيط وهيتحل أن شاء الله.

احمد باستغراب وقلق من قوتها اعتقادا أن اسر قد رجع عن قراره فود الاطمئنان بنفسه والسؤال المباشر حتى يطمئن قلبه / موضوع بسيط ازاي دانا عرفت أنه طلقك ولا انا غلطان لو سمحت يا جودي.

قطعت حديثه جودي وتحدثت هي بنبرة اكتر حدة وجدية / لو سمحت انت يا استاذ احمد ده حياتي ومسمحش حد يتدخل فيها و....... ثم قطع حديثها رنين هاتفها يعلن عن اتصال من حضانة ابنها فردت على الهاتف فورا تحت رقابة احمد لها/ أيوة انا والدة انس خير في ايه فتوسعت حدقتي عينيها وقالت /ايييه ؟ امتي ده حصل ؟؟؟؟ أيوة ايوة انا جاية حالا هو في مستشفى ايه ؟.......أيوة أيوة عارفاها جايه حالا .ووقفت مسرعة متجهة إلى باب المكتب وأحمد يتبعها ويستفسر عما حدث وتوجهت الي مكتبها وأخذت شنطتها ونزلت فنزل خلفها احمد وقال/ تعالي بسرعة عربيتي اهي /توجهت معه الي السيارة وأدار المحرك وهو يسألها عن وجهتهم فقالت له على اسم المشفي فتوجه بطريق المشفي وهي تحاول الاتصال على اسر تحت مراقبة احمد ولكنه لم يرد عليها وضربت بقبضة يدها على ركبتها ووجهت نظرها لاحمد/ بسرعة والنبي يا احمد أنا خائفة اوي.

احمد واخيرا قد سمع اسمه مجرد من شفاها ومع ذكر احساس الخوف منها ود لو احتضنها ليطمئن قلبها ولكن مهلا قريبا سيتم كل ما يحلم به فزاد من سرعة السيارة/ حاضر حاضر يا جودي متقلقيش خير ان شاء الله.

وصلا المشفي في وقت قياسي وتوجها الي الاستقبال للسؤال عن حالة انس وبأي غرفة يجدونه ثم توجهها إلي غرفته دخلت هي الي ابنها لتطمئن عليه واتصل احمد بفتنة التي أجابت بسرعة على هاتفه / أيوة يا ماما عايزة حاجة انا عند اسر 

فهم احمد أنها عند اسر وهذا ما أراد أن يتأكد منه عند اتصال جودي به ولم يستجب لمهاتفتها فأكد عليها/ طب يا حبيبة ماما خليكي معاه شويتين تلاته عايزه ينشغل عن الدنيا واللي فيها واوعي شوفي اوعي تخليه يرد على اي تليفون وانتي فهماني طبعا.

فتنة بضحكة لعوبه وهي تنظر لأسر الذي ينظر لها مأخوذ بجمالها ودلعها وهي أمامه تعدل من ملابسها بطريقة مثيره / فاهمة فاهمة يا ماما متخافيش خالص اول ما اخلص هكلمك يالا باي بقي. وأغلقت الخط ثم اقتربت من اسر الذي جالس على كرسيه منتظرها حتي تنتهي من مكالمتها وجلست على قدمه ويدها تبعثر في شعره والاخري تلعب بها في ازرار قميصه/ ايه يا بيبي بتبصلي كدة ليه

اسر وقد سلب عقله / انتي عايزة تمشي يا تونة انا لسه مشبعتش منك 

فتنة وهي تحيط بوجهه بين يدها وتنظر لداخل عينيه/ لا يا قلبي انا معاك لحد ما تزهق .

اسر وهو ينظر لشفتها /وانا لا يمكن ازهق منك ابدا وانقض على شفتاها يلتهمهم ليشبع رغبته بها متناسيا زوجته وكل ما خطط له في الصباح.

           الفصل التاسع من هنا

لقراءة باقي الفصل اضغط هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close