أخر الاخبار

رواية اختلاج روح الفصل الخامس والعشرون والسادس والعشرون بقلم لولي سامي

رواية اختلاج روح 

الفصل الخامس والعشرون والسادس والعشرون

 بقلم لولي سامي

استيقظت جودي في الصباح الباكر مع انبعاث اول ضوء للنهار قبل استيقاظ الجميع فقد باتت ليلتها في ارق وتوتر فلم يتسني للنوم أن يكحل عيونها فاعدت كوبا من النسكافيه لتستعيد نشاطها بعد ليلة مؤرقة وجلست ترتشف منه بعيون وذهن سارح لنتذكر حوارها مع صديقتها نهي بعد أن خرجوا سويا من القاعة 

Flashback

نهي بتساءل واستغراب من حالة جودي/ مالك يا جودي شكلك مش مبسوطة بالرغم اني كنت شايفاكي طايرة من الفرحة وانتي مع آسر.

نهي بتشتت واضح / مش عارفه يا نهي محتارة اوي ومش عارفه اعمل ايه فعلا مش هكدب عليكي كنت طايره من الفرحه وانا مع آسر ويمكن اكتر من الطيران كمان مقولكيش قالي ايه......... ده اكنه مسح كل اللي فات باستيكة.

ده غير أنه تقريبا خرص كل الألسن عني اللي كانوا بيتكلموا عليا واللي كانوا شمتانين وبصراحة حسيت صدقه في كل كلمة قالها، اه منستش خيانته ليا بس اعتبرتها غلطة ومين فينا مبيغلطش!؟ بس علشان اتاكد أنه مش هيغلط تاني لازم اديله الامان، وعلشان اديله الامان لازم اتاكد من حاجه مهمة اوي مش قادرة اشيلها من بالي، انتي فاهمه حاجه يا نهي.

كانت نهي تضع يدها أسفل وجهها مستندة علي المنضدة وتنظر لجودي بعيون هائمة ثم قالت/هيييييييح والله يا اختي بعد اللي سمعته ده ما عنت فاهمة حاجه غير انك بتدوبي في آسر بس بتعاندي.

جودي بتوهه تنهدت ثم قالت/ مش عارفه ، مش عارفه اقولك ايه؟

ثم تحولت نبرة صوتها للاستفسار قائله لنهي بتعجب / صحيح يا نهي خدتي بالك مني ازاي إذا كنت مبسوطة مع آسر ولا لا وانتي كنتي مع يزن في عالم تاني خالص.

مازالت نهي في هيمانها فقالت بصوت حاني ورقيق للغايه/ ياااااه يا جودي دانا كنت في دنيا مشفتهاش قبل كدة ،ده يزن ده طلع حنين اوي وعرف ازاي يحتويني وينسيني المكان والناس والعالم كله، مسيطر جامد اوي ابن الايه.

تحرك جودي رأسها يمينا وتنظر انهي ثم تعود وتحرك رأسها يسارا تحاول رؤية نهي من زاوية تخرب وهي بهذه الحاله ثم قالت/ مين اللي بيتكلم قدامي انتي نهي اللي مبتحبش حد يسيطر عليها خالص؟

تستفيق نهي من هيمانها وتتنحنح وتعتدل بجلستها وتنظر لجودي محاولة تغيير الموضوع لتتسأل باستغراب/ اه صحيح بتقولي عايزة تتأكدي من حاجه ، حاجة ايه ده وهتتأكدي منها ازاي؟

Come back

تعود جودي لواقعها فتقرر إنهاء حيرتها تلك بان تتأكد بنفسها وتقطع الشك باليقين وتجيب بنفسها عن السؤال الذي يؤرق ذهنها فإما أن تثبت عليه التهمه أو لتبرأه قطعيًا فاستقامت من جلستها وبدأت بارتداء ملابسها لتنهي من حالة تشتتها مقررة القيام بالمواجهة المؤجلة التي لم تحبذ اطلاقا القيام بها ولكن عليها أن تصل للحقيقة الكاملة حتى لو استلزم الأمر انقاص بعض الشيء من كرامتها كأنثي.

.................................................

وصل معتز إلي المكتب ليري مهرة جالسه مكانها فابتسم وذهب إليها قائلا/ يا صباح الفل يا صباح الجمال يا...

اقتطعت استرساله مهرة قائله وهي تقف مكانها/ لو سمحت يا استاذ معتز احنا في شغل وانا جيت هنا علشان وعدتك وانا متعودتش اخلف وعدي .

ليقترب معتز ولكن أوقفته مهره قائله بنبرة حادة / لو سمحت يا استاذ معتز لو قربت اكتر من كدة انا همشي وربنا واسيب الشغل خالص.

ليتراجع معتز خطوتين للخلف رافعا يده لاعلي قائلا/ لا خلاص زي ما تحبي انا بس افتكرتك قلقتي عليا لما نزلت من الشباك امبارح وقولت يعني هتتصلي بيا تطمني عليا ولا حاجه او على الاقل تسأليني لما اجي دلوقتي .

نظرت مهرة للاسفل ورمشت باهدابها محدثة نفسها / ومين قالك اني مقلقتش بس مينفعش اتصل.

وجدها معتز صامته ناظرة للاسفل فقال لها/ تمام يا مهرة انا مش هضغط عليكي اكتر من كدة انا يكفيني انك رجعتي الشغل واني اصطبح بوشك كل يوم حتي ولو مرة واحدة ، اسيبك لشغلك عن اذنك.

ثم اتجه حيث مكتبه بينما هي سقطت كورقة الشجر هاويه على مقعدها ثم تنهدت قائلة لنفسها/ ربنا يسترها مش عارفه اعمل ايه معاك بس بجد ده اخر فرصه لو مأثبتليش انك عايزني بالحلال ومستغني بيا عن أي حاجه هخنق قلبي بايدي يا معتز .

ثم انتفضت فور صدوح رنين هاتف المكتب الذي أمامها واضعة يدها على صدرها قائله/ خضتني يا اخي ،عايز ايه ده كمان .

ثم رفعت سماعة الهاتف لترد على أحمد الذي طلب منها إبلاغ معتز أنه يريده بالمكتب لديه فاغلقت الهاتف لترفعه مرة أخري ضاغطة رقم مكتب معتز وقامت بابلاغه بطلب احمد له.

...........................................

استيقظ آسر من نومه على إثر طرق علي باب مكتبه ليعتدل في جلسته فاركا رقبته بيده محاولا تهدأة الالم الذي بها فهو ينام منذ فترة باريكة المكتب محاولا الابتعاد عن أي مؤثر خارجي كوالدته التي يوميا تتصل به وتحثه على البيات لديها ولكنه كان يريد أن ينفرد بحاله وكأنه قرر معاقبة نفسه بأنه لن يذهب الي اي مكان أو يسترح باي فراش الا بعد أن يعود لزوجته ولكن اليوم زاد الم رقبته فاستقام وذهب يفتح باب مكتبه الذي يغلقه على نفسه قبل النوم وهو مائل الرأس للجانب حتي يريح عضلة رقبته فوجد السكرتير يبلغه أن جميع الموظفين قد أتوا وهو مازال نائما ليعتذر آسر ويتجه الي حمام المكتب للاغتسال حتى يستعيد نشاطه ويغير من ملابسه ولكن ظل الم رقبته مستمر ليجلس خلف مكتبه يحاول البدء في عمله ولكنه لا يستطيع فطلب من السكرتير جلب دهان من الصيدلية لتخفيف هذا الالم حتى يستطيع إنهاء ما لديه من أعمال قبل ميعاد خروج جودي من العمل فقد قرر الذهاب إليها لاستكمال محاولات ارضاءها.

................................................

بمكتب نهي بعد أن ردت علي احمد وابلغته بعدم قدوم جودي أمسكت بهاتفها حينما صدح رنين رسالة ففتحتها لتري أنها من يزن انفرجت شفتاها لتفتح الرسالة التي ما كانت غير تحية صباح مع وردة حمراء اللون / صباح الورد.

لترد برسالة نصية/ صباح الخير.

يزن/ ينفع تمشي امبارح من غير ما تقوليلي.

نهي/ معلش الوقت اتاخر فمشيت على طول.

يزن/ ماشي سماح المرة دي بس المرة الجاية هيكون في عقاب وجزاء واحتمال حبس انفرادي كمان.

لتبتسم نهي / وهتحبسني انفرادي فين بقي يا حضرة الظابط؟

ليرد يزن عليها بكل بساطة/في قلبي.

نظرت نهي للرسالة وابتسمت ولم تستطع الرد لتجد رسالة أخري منه/ سكتي ليه؟

نهي / ابدا مبعرفش ارد على كلامك ده .

يزن/ انا لسه مقولتش حاجه بس بصراحة نفسي اوي اقول كتييييير.

ايه رايك لو اعدي عليكي بعد الشغل.

نهي/ لا مينفعش انا مقولتش لماما ومينفعش حتى استأذنها دلوقتي بتعتبر اني حطتها في أمر واقع وهي مبتحبش كدة.

ليبتسم يزن ويكتب/ عسل والله حماتي دي.

لتعقد نهي حاجبيها وكتبت له/ اشمعني؟

يزن بهزاره المعتاد/ اشمعني أن قولت حماتي ولا اشمعنا أن قولت عليها عسل؟

لتجد نهي نفسها في مأزق فتخجل وتصمت ليكتب هو/ خلاص هعتبرك بتسألي اشمعني أنها عسل بما انك فهمتي انا اقصد ايه من كلمة حماتي.

علشان يا ستي حماتي مبتحبش الأمر الواقع وانا كمان كدة احب قبل اي حاجه اكون عارف كل حاجه ونتناقش مش الاقي الموضوع أمر واقع فانتي ما شاء الله متعودة من حماتي فمش هتعب معاكي كتير كفاية كلامك الدبش .

لترسل له نهي ايموشن غاضب وتكتب/ قصدك ايه بكلامي الدبش ؟

يزن بوجهه مبتسم يكتب لها/ قصدي انك بنت جميله جدا ورقيقة جدا وهشه جدا بس بتحاولي تداري كل ده ورا نرفزتك وعصبيتك بس اقولك على حاجه انا راضي ،ايه رايك بقي؟

لتبتسم نهي مرة أخري وكأنه عرف كل مداخلها فتكتب/ افكر وارد عليك .

لتجد رسالة صوتيه لتفتحها لتجده يضحك بملئ فمه ضحكته التي تأسرها ثم يقول/ وانتي هتلاقي زيي فين واد مز وقمر وظابط وطويل كمان ليكي مواصفات لسه متحققتش.

برغم من انشراح قلب نهي لضحكته إلا أن شخصيتها المتمردة غلبت عليها لترد قائلة له/ اه ميكنش مغرور .

ثم أغلقت بيانات الهاتف ليظهر أمامه أنها مغلقه ليضحك عليها يزن قائلا/ يا بنت المجانين هتجننيني معاكي وربنا بتقلب في لحظة .

................................... 

اتجه معتز الي مكتب احمد وبدون اي تطاول اكتفي بأن يبتسم لمهرة ابتسامته التي بالنسبة لها كانت حلم بعيد المنال لتبتسم له مهرة بخجل واضح وتنظر للاوراق التي بيدها فيدخل معتز لاحمد المكتب ويغلق خلفه الباب ثم يجلس بالمقعد الذي أمامه ليتحدث معتز/ خير يا احمد كنت عايزني في ايه؟

احمد بابتسامة سمجة وهو يهز المقعد يمينا ويسارا/ جيت على طول يعني أنا قولت بدل ما اتصل بيك على طول أبلغك اني عايزك من ناحية مهرة..... وعقبال ما تروحلك......... وتبلغك اني عايزك......... هتجيلي على اخر اليوم ،............... ايه زهقت منها ولا ايه؟

ليعقد معتز حاجبيه تعبيرا عن ضيقه قائلا بنبرة حادة/ لو سمحت يا احمد متتكلمش عن مهرة كدة انا قولتلك قبل كدة أن البنت ده نضيفة واحتمال كبير كمان اطلبها للجواز بس هي ترضي.

ليستقيم احمد من مجلسه ويذهب بالمقعد الذي أمام معتز قائلا/ لا مش ممكن هتعتزل الملاعب؟....

ولا البت مستعصية معاك وملهاش سكة الا الحلال؟........ قولي لو مستعصية اجبهالك لحد عندك وتبوس ايدك كمان بطريقتي الخاصة .

لينتفض معتز من مقعده قائلا بصوت اقرب للتهديد مشيرا له بإصبعه/ احمد لحد هنا وتقف، ......

قولتلك ملكش دعوة بيها خالص.........

والا ده هيبقي اخر حاجه بيني وبينك .........سامع؟

ليستقيم احمد ويضع يده على كتف معتز محاولا تهداته قائلا/ طب خلاص يا عم...........

انا قولت اساعد مش اكتر ........

ومبروك يا سيدي مقدما وبراحتك يا صاحبي ويوم ما تحب تغير انا موجود، المهم اقعد علشان عايزك في حوار كدة .

ليزفر معتز أنفاسه ثم يجلس مرة أخري سائلا/استغفر الله العظيم خير يا احمد ؟ عايز ايه؟

ليبدأ احمد يسرد له خطته في توقيع آسر وماذا أعد له من وقيعة محكمة لينهي بها حكايته من جودي .

ليغضب معتز ناطقا/ انت لسه بتحاول تنخور بينهم ،ما خلاص يا اخي سيبهم في حالهم وشوفلك واحدة تانية لو عايز فعلا تستقر.

مش لازم جودي يعني.

وكمان مفكرتش أنها ممكن تكون مبتحبكش ،

مفكرتش أنها ممكن بعد ما تطلق منتجوزش تاني خالص ،

احمد انا رأيي تسيبك من الموضوع ده واقفل عليه.

ليزفر احمد أنفاسه ناطقا بنبرة بغض وكره شديد / لا يا معتز هاخدها يعني هاخدها.

البت ده استعصت عليا في الاول.

وحتى دلوقتي فأنا لاااازم أطوالها باي شكل وبالنسبة إذا كانت بتحبني ولا لا مش فارقه المهم انا عايز ايه.

وبالنسبة للجواز بقي إذا كانت هتتجوز بعد ما تطلق ولا لا؟

ليطلق ضحكة ثم يستطرد قائلا/ ده لها ترتيب تاني كسر الست مفيش اسهل منه......... وحياتك لاخليها تجيلي راكعة وتعيط وتتمني اني اتجوزها وساعتها مش هخذلها هتجوزها علشان انا قلبي رهيف.

ثم أطلق ضحكته ومعتز بدا على وجهه الاشمئزاز وكأنه يراه للمرة الأولي فاستشعر أن أي حديث معه لا يجدي فاستقام من مجلسه قائلا/ تمام يا احمد براحتك اعمل اللي انت عايزه ولو احتجتني انا موجود بس عن اذنك علشان عندي شغل مهم هخلصه واكون معاك.

اومأ احمد برأسه ليخرج معتز من مكتبه مهرولا وكانه لدغ من عقرب ثم اغلق باب المكتب خلفه واستند برأسه عليه محاولا تهدأة أنفاسه المضطربة ،

لتلاحظه مهرة بهذا الشكل فتتوقف وتذهب إليه تسأله / خير يا استاذ معتز فيك حاجه بعد الشر ؟

جاء صوتها بالنسبة له كالنجدة كما دخلت حياته لتنجده من كل ما كان بها ليرفع رأسه من على الباب وينظر لها وبدون أن ينطق بكلمة واحدة امسك معصمها وأخذ يسحبها خلفه في طريقه الي مكتبه وهي تحاول وتعافر أن تفلت يدها من قبضته ولكن كل محاولاتها باءت بالفشل حتي وصلا الي مكتبه ليدخل ساحبا إياها لداخل المكتب ويغلق الباب ويقف أمامه من الداخل مواجها لها.

........................................................ 

خرجت جودي من منزلها واوقفت تاكسي واستقلته واخبرته بوجهتها ليقود بها التاكسي بينما هي منذ أن دخلت التاكسي وضعت رأسها على نافذة السيارة وهي تتخيل بعض الصور التي ربما تجدها بالمكان التي ستذهب إليه ومع كل سيناريو يدور برأسها تحاول ايجاد له حل ولكن كان عقلها يتوقف تماما ما أن تتخيل هذه المشاهد حاولت الرجوع عن قرارها في أكثر من مرة ولكنها تتراجع لتكمل طريقا بدأته فقد قررت أنها لن تعود لأسر الا وهي مطمئنة قلبا وعقلا والا لن تعود نهائيا حتي فاقت على صوت سائق التاكسي وهو يخبرها بوصولهم للمكان المنشود فهبطت من سيارته بعد أن أعطته أجرته وتقدمت بأقدام خاوية من الرغبه وكأنها تجرها جرا. وصلت جودي للبناية المقصودة وحاولت صعود الدرج الذي مع كل سلمه كان يهبط قلبها باقدامها حتى وصلت للشقة واغمضت عينيها وسحبت أنفاسها استعدادا لما ستراه ثم دقت الجرس لينفرج الباب لتصدم جودي مما تراه وتجحظ عينيها محاوله انقاذ الموقف.


#اختلاج_روح

#لولي_سامي

البارت ٢٦

بعد أن أدخل معتز مهرة الي مكتبه اوصد الباب خلفه واستند برأسه عليه وكأنه يعيد كل حساباته مرة أخري بينما مهرة قد ابتعدت عنه حتى وصلت عند مكتبه وجسدها يرتجف خوفا ولم تستطيع حتى النطق فقد جف حلقها وتوسعت حدقتي عينيها ونظرت حولها محاولة التفكير في طريقة للتخلص من هذه الفاجعة.

ظلت تأنب نفسها مرارا وتكرارا أنها عادت للعمل مرة أخري كل هذا وكان معتز معطيها ظهره ساندا برأسه على الباب يحاول تنظيم أنفسهم فقد كان يشعر وكأن وحش جاسر يهرول خلفه حتى هدا قليلا وبدأ بتنظيم أفكاره فاستدار ليجد مهرة ترتجف خوفا منه فأغلق عينيه واستنشق نفسا واسعا ثم فتحهم مرة أخري ذاهبا الي مقعد مكتبه وهو يتحدث بكل هدوء / اقعدي يا مهرة انا مش هعملك حاجه.

ولكن مهرة كانت بعالم مرعب بداخلها لتنتفض على تكرار طلبه بصورة أكثر حدة/ ما تقعدي يا مهرة ،انا مش هاكلك يعني.

برغم ارتعاب مهره وانتفاضها أثر حدة صوته إلا أنها وجدت نفسها تجلس وبدون أي مقاومة .

ليبدا معتز قائلا بصوت حاني معاكس عما بداخله/ قولتلك متخافيش يا مهرة حاولي تهدي شوية وصدقيني انا مش هعمل حاجه بالعكس أنا محتاجك تقفي جنبي ومتسبينيش ، عايزك تمسكي بايدي اطلع من اللي كنت فيه، وبصراحة اكتر عايز مساعدتك ومفيش غيرك هيقولي اعمل ايه .

عقدت مهرة حاجبيها واسترعي الكلام انتباهها لتنظر له محاولة فهم ما قاله فقالت بنبرة مازال يبدو عليها التوتر / قصدك ايه باني عايزني اساعدك ؟ 

وحاجة ايه بالظبط باللي عايزني اساعدك فيها؟

.........................................

وصلت جودي للمكان المنشود فترجلت من التاكسي وكل دواخلها ترتجف تقدم رجل وتؤخر الأخري .

صعدت الدرج وكأنها تصعد على حافة بركان مع كل درجة سلم كان يتزايد توترها وخوفها حتى وصلت للطابق المقصود وقفت أمام الباب محاولة تثبيت قلبها وأرجلها من أن تخذلها وتعود دون أن تصل لما تريده اخذت نفس عميق واغمضت عيونها استعدادا للمنظر المنتظر ودقت جرس الباب مرة واحدة لم تحاول تكرارها انتظرت قليل من الوقت وقبل أن تلتفت لتعود لبيتها وجدت فتنة قد فتحت الباب وكانت مرتديه قميص اسود شفاف قصير يكشف أكثر مما يستر فجحظت عينيها وتوقعت أن اسر معها بالداخل ولكنها قبل أن تفق من صدمتها لتفكر في أن تدخل لتثبت التهمة عليه حتى وجدت فتنة ترتمي بين يدها وقد سقطت مغشي عليها. فشهقت جودي وحاولت الامساك بها واسنادها حتي دخلت بها الي داخل شقتها واراحتها على الأريكة محاولة افاقتها من اغمائها ولكن دون جدوى تنبهت جودي أنها تركت باب الشقة مفتوح وفتنة تقريبا لم ترتدي شئ توجهت الي باب الشقة وقامت بإغلاقه ثم ذهبت لتبحث عن المطبخ لإحضار كوب ماء ومحاولة آفاقتها ولكن عينيها كانت تنظر بكل مكان باحثه عن شئ ينم عن أثر لوجود اسر أو حتى ذكري من وجوده فلم تجد شئ دخلت المطبخ واحضرت كوب من الماء وذهبت إليها وحاولت نثر الماء على وجهها ولكن دون آفاقه نظرت حولها للبحث عن شئ يساعدها فتنبهت الي كاسات الخمر والملذات المتراصة بجوارها استقامت جودي وأخذت تبحث عن برفيام كمحاولة لافاقتها وبالفعل وجدت غرفة نومها ودخلت لإحضار برفيام ووجدت ما جعلها تشمئز من المنظر اخذت زجاجة العطر وخرجت محاولة افاقتها ولكن كسابق محاولاتها لم تستجب بعد. فكرت ماذا تفعل فهي غير قادرة على اخذها بمفردها الي المشفي فوجدت نفسها تتصل بآسر لإبلاغه بسرعة حضوره ومحاولة إنقاذها .

.......................................

بشركة احمد بعد أن ذكر لمعتز صديقة خطته في إيقاع آسر والانتهاء منه نهائيا اتصل بحمدي حتى ينهي الأمر سريعا فقد اعتقد عدم رفض معتز صديقة موافقه مبطنة.

فعزم على تنفيذ ما خطط له اليوم وأبلغ حمدي بعنوان الشركة وما يستوجب على البنات فعله عند الذهاب إليه كما أبلغه بضرورة إبلاغه عند اقتراب مجئ الشرطة حتى يرسل رسالة لجودي لتري ما كانت تحتسبه حبيبها وهو مقبوض عليه بالزي الرسمي للدعارة (الملاية اللف) وأخذ يضحك ويحرك مقعده يمينا ويسارا وجلس بجانب الهاتف منتظر الاخبار السارة كما يحتسبها احمد .

.........................................

بمكتب معتز بعد أن سألته مهرة في أي شئ ستساعده فقال لها بكل أريحية وكانو يتحدث الي ذاته/ هتساعديني اني انضف ، اني ابعد عن السوء ، اني اشوف الدنيا بعنيكي ، انا كنت فاهم الدنيا غلط يا مهرة ، والناس اللي كنت فاكرهم اقرب ناس ليا مكنتش شايف قد ايه وحشين.

مهرة بحيره/ انا مش فاهمه حاجه يا استاذ معتز.

استقام معتز من مقعدة ليجلس بالمقعد المواجهه لها قائلا/ اولا مسمعش استاذ ده تاني علشان اللي بينا هيكون اكبر من كدة بكتير

ثانيا بقي كل اللي اقدر اقولهولك يا ستي اني عايز الحق مصيبة هتحصل بس مش عارف اعمل ايه من ناحية مش عايز اخون صديقي ومن ناحية تانية مش عايز الكارثة ده تحصل.

يزداد حيرة مهرة أكثر لتتساءل قائله/ ياريت توضح اكتر انا بجد مش فاهمه حاجه.

أخذ معتز يسرد لها مشكلة جودي مع آسر وكيف أوقع بزوجها ثم بدأ يدور حولها حتي وصل الكارثة الأخيرة وكيف ستكون هذه بمثابة الضربة القاضية لكل من آسر وجودي .

ظلت مهرة تستمع لما يسرده بعيون جاحظة وفاه مفتوحه من أثر الصدمة كيف لأناس طبيعين أن يفعلوا كل هذا ؟ ايوجد بشر كهولاء ام انهم من جنس اخر لا تعرفه .

ظلت على حالتها وهي تستمع لكل هذه الهراءات والافتراءات حتى وجدت دموعها تتمرد عليها وتسقط من جفنيها وكأنها حررت من أسرها .

بعد أن انهي معتز كل ما يعرفه وجد مهرة وقد بدأت الدموع تتسابق على وجنتيها دون شعور منها دني منها ليحاول إزالة دموعها ولكنه وجدها قد انتفضت من مكانها ومسحت دموعها بيدها قائلة بقوة وكأنها لم تكن تبكي منذ لحظات/ استاذ معتز انا هقولك تعمل ايه علشان بس سمعة بشمهندية جودي الغلبانه وعلشان جوزها اللي للاسف لعبتوا بيه الكورة .

ودلوقتي مقدامكش الا حل واحد ولازم توافق عليه علشان لو معملتوش هتضطرني اني انا اللي اتصرف .

معتز بحيرة من أمره وبثقة عمياء تجاه مهره / حل ايه يا مهرة قوليلي عليه وانا وحياتك عندي هنفذه على طول.

انت لازم تبلغ بشمهندس آسر بكل اللي حصل واللي هيحصل لاااازم تفوقه وتخليه يخلي باله من الثعبان اللي بيزحف عليه.

_وقف معتز في تردد قائلا مسنكرا/ وأبيع صاحبي عشرة عمري؟

نطق بها معتز ليجد مهرة قد خرجت عن هدوءها المعتاد لتصرخ بوجهه وبصوت جهوري قائلة/ ده مش صاحبك ولا صديقك ده شيطاااان فوق بقي.

ابتلع معتز ريقه 

..................................... 

اتصلت جودي بآسر الذي فور أن رأي رقمها واسمها يزين هاتفه فرد سريعا/ أيوة يا جودي قرر...ثم توقف عند سماعه لما تقوله 

جودي / الووو يا آسر الحقني انا في شقة فتنة وهي.....لن يترك لها أن تكمل ما تريده فقاطعها مسرعا قائلا/ انا جاي حالا متخافيش واغلق الهاتف وسحب مفاتيح سيارته وهاتفه وانطلق يركب سيارته ويصارع الزمن للوصول لها باقصي سرعة فقد خيل له اشياء لا يريد التفكير بها من الأساس .

....................................

جاء موعد انصراف نهي من عملها فلملمت اشياءها وهبطت الدرج للرحيل لبيتها ولكنها وجدت من يقطع سيرها بالسيارة فتوقفت واوشكت أن توبخ فاعلها ولكنها وجدت يزن قد هبط من سيارته بوجه مبتسم .

دار حول مقدمة السيارة ليقف أمامها بطوله الفارع بالنسبة لها قائلا/ ينفع يعني تقفلي السكة في وشي؟

عقدت نهي ذراعيها أما صدرها قائلة/ ينفع الوقفة اللي وقفتها ده كنت هتدوسني على فكره.

يزن بابتسامة واسعة/ خلاص يبقى حركة قصاد حركة ونبقي خالصين اتفضلي بقي اوصلك.

_يا سلام....... بقي تدوسني بالعربية وتموتني قصاد ما اقفل السكة في وشك.

اقترب بوجهه الي وجهها قائلا بغمزة من عينيه/ اصلي عنيف ومبرضاش أضيع حقي ابدا.

تراجعت نهي خطوة للخلف مع اضطراب أنفاسها وتصارعت دقات قلبها وابتلعت ريقها قائلة/ خلاص يا يزن خالصين اتفضل امشي.

يزن باستغراب/ يعني اكلف نفسي بنزين وكنت هدوس واحدة زي القمر بالعربية من دقايق علشان تقولي في الاخر اتفضل امشي ! دانا حتى يبقى معنديش دم.

استنشاق نهي انفاسها و بصراحة ومباشرة/ عايز ايه يا يزن.

لتتسع ابتسامة يزن قائلا/ عايزك تشرفيني في عربيتي علشان اوصلك لحد بيتكوا معززة مكرمة.

نهي / لا شكرا يا سيدي ،شاكرين افضالك، منعطلكش، مش هركب معاك.

يزن بتعجب/ كل ده صيغ للرفض امال لو وفقتي كنتي هتقولي ايه ؟

المهم يا ستي طلب توصيلك مفيهوش نقاش اصلا واعتبريه يومي كمان طول مانا هنا ولو حاولتي وتمشي هوقفك برضه بالعربية زي ما وقفتك من شوية وانتي وحظك بقي وقفتك ولا دوستك، وهنفضل كدة لحد ما توافقي وتركبي يا اما هنقضيها مشي لبيتكم ها ايه رايك ؟

زمت نعي شفتيها وضغطت على أسنانها وهي تدبدب بالأرض ذاهبه لتستقل سيارته قائلة/ يا ساتر على الغتاته مشوفتش كدة.

ابتسم يزن وذهب ليستقل سيارته خلف مقعد القيادة وبجوار نهي التي فور دخوله وبدأت تشعر بتوتر من اقترابه حتى بدأ يزن كعادته بقطع الصمت وإذابة التوتر ومحاولة خلق حوار جذاب حتى اوصلها الي منزلها وعند التفافها لفتح باب السيارة لهبوطها امسك يزن كفها فالتفت إليه متفاجأة ليسألها قبل أن تغضب وتنقلب لشراستها كعادتها /صحيح يا نهي لو حابب اقابل الحاجة مامتك اقابلها امتي ؟

لتتسع حدقتي نهي ثم رمشت عدة مرات متتالية لا تعرف بماذا تنطق فلم تكن تتوقع من يزن سرعته هذه .

أعاد يزن عليها سؤاله مرة أخري لترد عليه بكل خجل واضطراب واضح/ اااه......خليني اسال ماما ....وارد عليك.

وانطلقت بعد أن أخرجت جملتها بصعوبة وكأنها أرغمت حنجرتها على التحدث وهي خرصاء لا تستطيع النطق. 

......................................... 

وصل آسر الي بناية فتنة وصعد الدرج باسرع ما لديه وأخذ يطرق على الباب بصورة مرعبه .كانت جودي قد انتهت من إلباس فتنة ملابس أخري غير التي كانت ترتديها وفتحت له الباب امسكها آسر من مرفقها ونظر لها نظرة شمولية وسألها متوجسا/ انتي كويسه ؟ حد عملك حاجة ؟ 

حاولت جودي تهدأته فقد وصل إلي بالها ما يفكر فيه.فقالت / انا كويسة يا اسر بس فتنة مغمي عليها من ساعة ما كلمتك وحاولت افوقها بكل الطرق ومفيش فايدة خفت فكلمتك .

تنفس الصعداء آسر اخيرا ثم بدأ باستجوابها وهو عاقد الحاجبين/ وانتي ايه اللي جابك هنا اساسا ؟ حاولت جودي التهرب من سؤاله فحثته على الإسراع لإنقاذ من تغيب عن الوعي / مش وقته الكلام ده يا آسر يالا بسرعة نلحق المغمي عليها جوة ده .

دخل آسر وبدأ عينه تتجول علي منظر الشقة وما بها من فوضي عارمة لا تدل الا على الفجور الفاحش.

اقترب آسر من فتنة وحملها وتوجهه هو وجودي لسيارته ووضعها بالخلف وحاولت جودي الركوب بجوارها فطلب منها اسر الجلوس بجواره وجلس هو خلف عجلة القيادة متوجها لأقرب مشفي محاولة إنقاذ من لا تستحق بالنسبة لوجهة نظره . 

.....................................

ارتمي معتز على مقعده فور أن رحلت مهرة بدواخل مشتته، ومتداخلة وروح مختلجة مضطربة لا يعرف اين كان وكيف اصبح متذكر كل ما قالته له مهرة مؤنبا لنفسه عن كل ما مضي ،معنفا لذاته عن صمته الذي توقع أنه بصمته هذا غير مؤذي ويكفيه الاعتراض بعدم التشجيع أو عدم المشاركة ليعي مقدار خطأه .

ظل يتذكر كل تفسيرها للموقف خاصة حين استقامت من جلستها وأخذت تدور حول نفسها وحدقتيها تدور في كل اتجاه واصبح حديثها اشبه بالهذيان حين قالت بنبرة مرتفعة / انتوا ازاي بتناموا وانتوا بتأذوا الناس بالشكل ده؟

انتوا ازاي بشر اصلا وانتوا بتفرحوا في خراب بيوت الناس ، وانا ،انا ازاي مكنتش شايفة كل ده ؟

ههههه لا وكمان رجعت تاني اشتغل معاكوا .

لا مش قادرة انا مخنوقة مخنوقة بجد طول مانا هنا .

واستدارت تبحث عن حقيبتها وهمت بالرحيل لولا إدراك معتز لذهابها فأسرع وأمسك بيدها قائلا/ استني يا مهرة انا طلبت مساعدتك متسيبنيش وتمشي انا مش زيه والله ما ذيه .

ليفاجأ بأنها قذفت يده تبعدها عنها وبعيون جاحظة برغم ترقرق الدموع بها إلا أنها كانت قوية خالية تماما من أي مشاعر سوي البغضاء والاشمئزاز لتقول له/ للاسف انت معملتش زيه بس بسكوتك شجعته زي ما هو طالب دلوقتي منك كدة تاني.

طالب تدعمه بسكوتك ماهو حتى الوحش بيكون محتاج للتشجيع وعلشان ميحسش أنه وحش لوحده وانا للاسف برغم أن كنت بتمني قربك الا اني دلوقتي بقولك مقدمكش حل علشان اسمحلك تقرب أو حتى احس انك فعلا مش زيه زي ما بتقول الا لو عملت اللي انا قولته غير كدة اسفة متحاولش حتى تقرب أو حتى تسمعني صوتك لاني بجد مش هسمحلك .

ثم انطلقت واطلقت لاقدامها العنان فأصبحت اسم على مسمى مهرة هاربة من مصيرها المحتوم.

............................................

وصلت جودي وأسر المشفي بوقت قياسي فترجل آسر من سيارته ليحمل فتنة وادخلها الي قسم الطوارئ حتى يتم الكشف عليها ومعرفة سبب اغماءها ولما لم تستجب لاسعافاتهم .

استقبلها طبيب الطوارئ والممرضة المسؤولة لاينتظر اسر وجودي بمكان انتظار بالطوارئ بعد أن استلمت المشفي فتنة منهم محاولة القيام معها باسعافها ومعرفة سبب الاغماء.

جلس اسر بجوار جودي التي كانت الاخيرة في غاية التوتر مما حدث لها بشقة فتنة ومن سؤال اسر الذي تنتظره بينما آسر بداخله عدة أسئلة يريد الإجابة عنها ، ما سبب ذهاب جودي لفتنة وفي هذا الوقت المبكر ؟

وهل حدث بينهم شئ حتي يحدث ما حدث لفتنة ؟

ام كان هناك أحد وحدث منه اعتداء بشكل أو بآخر وفتنة كانت الضحية.

لم تنتظر جودي كثيرا حيث سمعت آسر يسألها / ايه اللي وداكي عند فتنة يا جودي؟ 

توترت أكثر جودي وبلعت ريقها وحاولت التحدث بثبات:روحت اقفشك متلبس يا استاذ.

عقد اسر حاجبيه وضيق عينيه وأكمل سؤاله الاستنكاري : كنتي رايحة تقفشيني ؟ انتي لسه مصدقة الخرافات ده.

بدأت جودي بالرد على اسر ولكنها وجدت الطبيب يخرج من غرفة الكشف فهرولت نحوه وسألته/ خير يا دكتور في ايه ؟ أجابها الطبيب بملامح جامدة وبعملية شديدة وهو يحرك رأسه تعبيرا عن الحزن  / للاسف هو مش خير ابدا..........

        الفصل السابع والعشرون من هنا

لقراءة باقي الفصل اضغط هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close