أخر الاخبار

رواية ندبات قدر الفصل الثاني عشر 12بقلم الشيماء مسعد

        

 رواية ندبات قدر 

الفصل الثاني عشر 12 

بقلم الشيماء مسعد


ذكرى الميلاد هو اليوم الأجمل الأروع الأكثر تميزا عند أي شخص،  إلى أن يأتي أحدهم فينجح في تحويله إلى اليوم الامقت و الأسوأ ، بدلا من تحتفل بميلادك ، تحتفل بميلاد حزن  انكسار خذلان يتجدد كل عام في تلك الليلة ..


 بعد أن خيم الليل على القصر كانت تنتظر في الشرفة بقلق فهو لم يعد حتى الآن حتى لم يودع ضيوفه فجأة لمحته عائد وهو يمتطي حصانه هبطت مسرعة تعتذر 

وقفت في الردهة وقبل ان تنطق بكلمة واحدة اقترب منها بهدوء

 وقال  :كنتي بتقولي عايزة تعرفي ايه ؟  مين اللي في الصورة 

هزت رأسها ببراءة بنعم 


وفجأة تحول لكتلة من الغضب ركل المقعد المجاور لها  فصرخت ووضعت يدها على فمها من الصدمة حينما صدح بغضب : دي تبقى مراتي ..


اتسعت عيناها من المفاجأة لم تتفوه بكلمة 

كان يركل كل شئ أمامه وهو يقول : مراتي اللي أمنتها على حياتي وقلبي ، وهي ...

لم يكمل حديثه مسح على وجهه وجلس ارضا وهو ينظر إلى السيدة أمينة التي تتابع المشهد من البداية كان كطفل ضائع 


قال : دادا أمينة عايز امي .  

هبطت دموعه وهب واقفا يركد تجاه الجناح الغربي ركدت خلفه قدر بدون تفكير يجب أن تساعده كان حقا يبدو مثيرا للشفقة

حينما وصلت كان ممسكا بسلاحه يصوبه على صورة تلك اللعينة

صدحت من خلفه بدموع: أنا آسفة لو أدخلت في حاجة مش من حقي ، أنا آسفة لو انا سبب الحالة اللي انت فيها 


تحركت تجاهه بحذر كانت خائفة ، وقفت أمامه وقالت بصدق حقيقي : أنا آسفة يا رازي مش هعمل كده تاني 


تلاقت عيناهما كانت عيناه تحمل حزن  عميق اما خاصتها فكانت تحمل ألم وشفقة على حالته تلك ،لم يشعر بنفسه الا وهو يبعد سلاحه لم يطلق هذه المرة ، جسى على ركبتيه 


وقال : دي فريدة  هاشم الرفاعي او مايا رياض المنشاوي  الاتنين كانوا شخص واحد 

فريدة حبتني ومايا طعنتني في قلبي 


صمت لم يكمل الحديث ، ازداد فضولها وصل لزروته ربتت على كتفه ولكن فجأة نفض يدها بقوة و قبل أن تتفوه هب واقفا وقال 

_ حقي هاخده منها هاخليها تتمنى الموت ، بس اتخلص من عجزي ، عجزي اللي مانعني اطفي ناري 


وضعت يدها على فمها لكتم شهقاتها لأول مرة تراه بهذا الانكسار  ، تركها وغادر الجناح الغربي اتجه إلى غرفته 

ثم منها إلى المرحاض فتح الصنبور وبدأت المياه تتساقط عليه وهو يفكر بها تلك التي تلقى منها أكبر صفعة في حياته كلها 

بدأت تداهمه مواقف مر بها معاها 

_بحبك يا رازي  ، أنت كل حياتي  

_ نفسي أفضل طول عمري جمبك 

بدأ صدره يعلو ويهبط وهو يتذكر 

_ انا اللي قتلت والدتك تحب اقولك ازي 

في تلك اللحظة صرخ صرخ بكل ما أوتي من قوة

 فكر ( لو كنت استطيع وقتها ان انتزع روحها منها ما كنت ترددت لحظة )


اما عن قدر فقد ذهب وهي تنتحب وما ان رأت السيدة أمينة حتى ألقت بنفسها في احضانها وهي تصرخ وتقول 

_ انا السبب في كل دا 

ربتت على ظهرها السيدة أمينة بحنان وقالت : لا يا بنتي مش انتي السبب ، الله يجازيها اللي كانت السبب الله يجازي مايا بنت رياض المنشاوي 

طالعتها قدر بدهشة وقالت : هي مين فريدة ومين مايا انا مش فاهمة حاجة 

أمسكت أمينة بيد قدر واتجهت بها إلى غرفتها وقالت : أنا هاحكي لك كل حاجة 

جففت قدر دموعها  واستعدت لترضي فضولها ، بدأت أمينة في سرد ما حدث منذ ان التقى رازي بفريدة مصابة في طريق عام وأتى بها إلى المنزل حاملها بين يديه 


قالت أمينة: كنا قاعدين قلقانين  انا والست زهرة والدة رازي والياس  الله يرحمها ويحسن إليها كانت ست زي القمر وطيبة الدنيا كلها فيها واللي يشوفها يقول اختهم مش امهم ، قلقنا عشان رازي في الليلة دي اتأخر في المهمة اللي كان فيها مجاش الا وش الفجر ، اول ما سمعنا صوت عربيته طلعنا جري بس اتفاجئنا لما لقيناه شايل بنت على ايديه وهي نايمة او مغمى عليها ، قربت الست زهرة وقالت بلهفة وقلق : إنت كويس يا حبيبي ، اتأخرت ليه ومين دي ؟ 


قال رازي مطمئنا والدته : أنا الحمد لله كويس يا سنيوريتا ، إنتي تشكي برضه ان رازي باشا حد يقدر يقف قصاده 


تنهدت بتعب فهو دائما ينجح في تلف اعصابها : لو تسمع كلامي وتسيب شغل المخابرات دا وتمسك شركة باباك أنا هارتاح 

وضع الفتاة على الاريكة 

تابعت زهرة  : ومين دي كمان واحدة قابض عليها وجي تحقق معاها هنا 


ابتسم وقال : لا لماحة يا سنيوريتا ، تعالي جمبي انا هاحكيلك 

جلست بجواره قص عليها منذ ان وجدها ملقاه على الطريق تتمتم انقذني ...  إلى أن أتى بها إلى هنا وتابع 

_ انا اتأكدت من كلامها فعلا بيتهم كانت النار شاعلة فيه ووالدها واخوها محروقين 


تأثرت زهرة  كثيرا بل وسقطت دموعها حزننا على تلك الفتاة وقالت : يعني هي دلوقتي مالهاش حد يا رازي 


هز رأسه بنعم وقال : لا وكمان كل أوراقها الرسمية اتحرقت في الفيلا يعني مش هتقدر تسافر امريكا تاني وكمان مهددة بالخطر عشان اللي قتل والدها واخوها عايز يقتلها ، أنا القضية دي بقت بتاعتي خلاص ولازم اجيب لها حقها 


ربتت زهرة على كف ابنها وقالت : ربنا يحفظك يا حبيبي وتنصر المظلومين ، خلاص البنت دي هتبقى معانا هنا عشان تكون في أمان لحد ما تقبض على المجرمين اللي قتلوا أهلها وعايزين يأذوها 


قبل يدها وقال : اومال انا بحبك من شوية يا سنيوريتا 

مسدت على خصلاته وهي تبتسم 

تابعت أمينة وهي تقول لقدر 


_من يومها رازي فضل جمبها لحد ما اتحسنت ونسيت ابوها واخوها قصدي اللي كانت وهمانا انهم ابوها واخوها ، وبعد ما اتحسنت  بقت مرافقة رازي زي خياله تطلع معاه التخييم اللي بيحبه زي عيونه ، وتروح معاه يتمشوا بالخيل ، كانت تفرض نفسها عليه في كل لحظة ، يدخلوا احيانا يقروا في المكتبة  بالساعات ، ما كنتش تسيبه الا وقت الشغل ووقت النوم،  الموضوع دا ضايق الست زهرة  هي مش بتحب الحال المايل ابدا و في يوم كان ليلة رأس السنة واللي ما تتسمى دي طلبت من رازي يخرجها بالليل تتفسح 

الوقت اتأخر وهما لسة ما رجعوش الست زهرة بقت بتغلي واقفة في البلكونة مستنية لحد ما سمعت صوت العربية 

نزل رازي والحرباية من العربية وقفت قدامه وفضلت تتكلم كانت الست زينب متابعاهم من فوق 


فريدة اقتربت من رازي وقالت : أنا مبسوطة اوي ،  بجد  يا رازي انت مافيش منك اتنين 


ابتسم وقال بمشاكسة : عدي الجمايل بقى ، علمتك ركوب الخيل ، والرماية ، واللعب مع بلاك جان و.... 

بتر كلمته حينما قبلت وجنته على حين غرة تفاجأ كثيرا وقالت هي بخجل 

فريدة : إنت احسن حد في الدينا كلها ، أنا بحبك 

قالتها وركدت إلى داخل المنزل مهرولة تتصنع الخجل 

ظل جامدا مكانه واضعا يده على وجنته مكان القبلة وكان ينظر إلى اثرها ابتسم على رعونتها واندافعها وهمس 

_ مجنونة 

ركد خلفها كانت البسمة لم تفارقه بعد ان دلف الي الداخل وجدها واقفة بخجل اقترب منها اكثر 

وقال :  لما نسأل حد سؤال يبقى نستني نسمع الاجابة صح 


كانت مخفضة رأسها وقالت بخجل: صح 

اندفع اكثر اقترب منها وقال : متهيألي لازم اردلك هديتك وقبل ان يقبلها 

صدحت زهرة  بجمود : رازي 


ابتعد رازي عن فريدة و نظرت هي بخجل وركدت تختبئ في غرفتها ، بينما تابعت 


زهرة : اخر حاجة كنت اتوقعها منك يا رازي 


حك عنقه خجلا عما كان سيفعله 

تابعت هي : انت تجاوزت حدودك ، بتقرب لواحدة بطريقة مقززة ، ازاي تسمح لنفسك تقرب لبنت مش من حقك تقربلها 

نظر للاسفل وقال بحرج : أنا..... ماكنتش اقصد بس اندفعت انا اسف يا ماما 


تابعت زهرة  بجمود  : لو بتحبها خد خطوة جدية اتجوزها يا رازي ، أنا مش ام متسلطة عشان امنعك ، طالما أنك عايزها بس مش هسمح لحاجة دنيئة تحصل في بيتي ، أو تستغل  بنت لمجرد انها مالهاش حد 


مسح على خصلاته  وقال : أنا معجب بيها بس 


بترت كلمته قائلة :  مافيش بس يبقى خلاص تتجوزها 


رفع كتفيه وقال  بابتسامة : اللي تشوفيه يا سنيوريتا 


رمقته بنظرة جانبية وابتسامة متهكمة وقالت : اللي اشوفه انا برضو 

ماخلاص بقى اسف والله 

قال جملته هذه ووانحنى يقبل يدها وقال : وغلاوة عمران الرازي عندك تسامحيني 

مسحت على خصلاته وقالت : الله يرحمه ما شافنيش الا ليلة الزفاف 

ضغطت على كلمتها الآخرة كنوع من العتاب 

أراد أن يهرب من عتابها فقال : ياااه انا تعبان اوي هطلع انام بقى يا سنيوريتا 

كانت فريدة تتابع وقالت بغضب : اه يا زهرة يا حرباية ، اتصرف ازاي دلوقتي ، بتدبسني في الجواز بنت ال**** ،حسابك معايا بعدين .


أسرعت فريدة راكدة لغرفتها واجرت اتصالا هاتفيا 

فريدة : الو ، نذار انا في ورطة ، والدة رازي طلبت منه يتجوزني 


اتاها الرد ببرود شديد  : وماله ، مايضرش 


ردت بصدمة : يعني ايه يا نذار ، عايزني اتجوز الد أعدائي  


نذار : لو عايزة تكملي انتقامك يبقى لازم توافقي 

 

 تابعت أمينة لقدر : وبعدها يا بنتي اتجوزها فعلا ، كان بيعمل اي حاجة عشان يسعدها والست زهرة  كانت تتمنالها الرضى ، مرت سنة كاملة على جوازهم وخلال السنة دي كل عملية دخل فيها رازي تبع شغله كانت تفشل وماحدش عارف السبب مين بيسرب المعلومات ، وبرضو كل ما الست زهرة تطلب منها تجيبلها حتة عيل تتحجج بأي حجة لحد ما في يوم عيد ميلاد رازي 

كانت فريدة تهبط الدرج بمرح وهي تقول بصوت جوهري : رازي ، رااازي 

خرج من مكتبه وقال بضجر فقد كانت حالته النفسية سيئة لأنه لم يعتد على فشل عملياته الخاصة التي يقوم بها لطالما كان الأذكى واالادهى ..

رد رازي : نعم يا فريدة 


فريدة بدلال علقت زراعيها في رقبته وقالت : أنا عازماك النهاردة على حفلة 


فك يديها وقال : مش عايز ، أنا مش في أحسن حالاتي يا فريدة ياريت تأجيلها 


ردت متصنعة الحزن : ولو قلتلك عشان خاطري هترفض

زم شفتيه ولم يرد 

تابعت هي : اوعدك أن السهرة دي عمرك ما هتنساها يا رازي 


كانت نبرتها متوعدة نوعا ما ، عقد حاجبيه ولم يفهم تلك النبرة .

وافق على مضض وقال : حاضر يا فريدة 

قبضت على يده وهي تجره خلفها ، كان منساق خلفها بضيق 


قالت هي بسعادة : تعالى عشان نظبط لبس مناسب للسهره دي 

في المساء 

قررت فريدة انا هي من ستقود السيارة 

مر وقت طويل 

هتف رازي بضجر : احنا رايحين فين يا فريدة ؟ 

ردت بتسلية : قولتلك سيبلي نفسك خالص انهاردة 

وصلوا مكان شبه صحراء أوقفت السيارة وبمجرد هبوطهم اشتعلت الإضاءة تنير المكان اجمع .

عقد حاجبيه وقال بتأفف : فيه ايه يا فريدة وايه المكان دا 


اقتربت منه قبلت وجنته 


وهي تقول :  كل سنة وانت طيب يا رازي ، ولا اقولك الوداع يا حبيبي 

لم يفهم لذا قال : فريدة انتي عارفة ان اموري مش تمام اليومين دول في الشغل ، فهميني احنا هنا ليه 


ردت بنبرة شريرة وقد تحولت نظرتها البريئة تماما : عيد ميلادك يا شيطان .


عقد حاجبيه وهزها وهو يقول : انتي شاربة حاجة ؟  فيكي ايه كلامك غريب ولهجتك أغرب 


وفجأة خرج عشر رجال كلهم مسلحين مصوبين اسلحتهم عليه 

ارجع فريدة خلفه ومد ذراعه ليحميها وقال : انتوا مين ؟

ثم تابع : اوك ، خليها تمشي ، وبعدها نشوف عايزين مني ايه 


رد أحدهم  بما جمد رازي : مايا هانم الحفلة بدأت 


خرجت فريدة من خلفه و أعطاها أحدهم سلاحه صوبته على رأس رازي من الخلف التفت إليها بزهول كأن الصدمة الجمته ظل صامت لبرهة ثم قال : فريدة لو دا مقلب مش هرحمك 


تعالت ضحكاتها وهي تقول : دا كابوسك يا رازي يا شيطان ،  احب اعرفك بنفسي مايا رياض المنشاوي ، فاكر الاسم دا كويس ولا نسيت 


عقد حاجبيه وضيق عينيه يحاول أن يستوعب ما تقول همس : رياض المنشاوي 

ردت بغضب : ايوا رياض المنشاوي اللي قتلت ابنه واعتقلته بتهمة الفساد ، انت فاكر انك شاطر اوي وصاحب القبضة الحديدية زي بيسموك ، وانك احسن حد في الكون كله 


لم ينطق بكلمة كان مغيب تماما من أثر الصدمة فريدة التي أعطاها كل شئ حب دفء بيت حنان عائلة واكيد قلبه تطعنه بظهره لكن فليضع مشاعره جانبا أنه وقت الحرب اما ان يخرج من تلك الحرب منتصر او منتصر لا يوجد خيار اخر لديه  ،  حاول استرجاع جزء من تركيزه باغتها على حين غرة مثل أنه فقد توازنه طاح حتى كاد يسقط شتت انتبهاها وسحب منها السلاح على حين غرة ، وجهه على جبهتها .


وقال : إنت جريئة بجد ، احيكي يا بنت المنشاوي على الجرأة دي ، تدخلي بيت السبع برجليكي تقعدي اكتر من سنة كمان دانتي عديتي ليفل الوحش ،  لا وبتنتقمي كمان  بس انتي شكلك ما بتتعلميش ماعرفتيش في الفترة دي مين رازي 

انا  لا يهمني انتي ولا العشر حريم بتوعك دول 

أشار اليهم وقال : خليهم ينزلوا سلاحهم ، والا هفجر دماغك 

هعد لحد ٣ لو مانزلوش السلاح ووقفولي صف واحد هارازي  فيكم كلكم لحد ما يبانلكم صاحب ، وخلي ابوكي يقولك مين هو رازي صاحب القبضة الحديدية اللي مش عاجبك يا بنت ال***

بدأ رازي في العد : ١ ، ٢ ، ٢ ونص 

وقبل ان ينطق ثلاثة سمع ما شتت انتباهه 

صرخت : أنا حامل يا رازي ....




* اذا نجحت في خداع احد ما فلا تظن أنه غبي ، لكنه كان يثق بك ، اما الأصعب اذا وثقت في أحدهم فلا تأخذ جرعة كبيرة من الثقة ، اترك مكانا  للخيبة ومكانا لاستعابها أيضا *

وأعلم أنه لاشئ اكثر اذية من ان تجعل أحدهم يندم على الخير الذي قدمه لك ..... 


قال رازي وهو يصوب سلاحه على رأس مايا :  هعد لحد ٣ لو مانزلوش السلاح ووقفولي صف واحد هارازي  فيكم كلكم لحد ما يبانلكم صاحب ، وخلي ابوكي يقولك مين هو رازي صاحب القبضة الحديدية اللي مش عاجبك 

بدأ رازي في العد : ١ ، ٢ ، ٢ ونص 

وقبل ان ينطق ثلاثة سمع ما هزه من الداخل 

صرخت : أنا حامل يا رازي 

نجحت في تشتيت انتباهه وبحركة سريعة على حين غرة لكمه احد الرجال بقوة فسقط السلاح رد عليه رازي بصفعة اوقعته ارضا من يده الشمال تلك اليد الحديدية التي لكمه واحدة منها كفيلة بإسقاط صف أسنان أحدهم 

نظرت له مايا بغل وأطلقت طلقة نارية على يده الشمال فتأوه بشدة ..

  وقالت : دي مخصوص عشان القبضة الحديدية اللي قارفنا بيها   

صرخ من الألم امسك بيده وفي تلك اللحظة اقترب منه العشرة رجال كتفوه وامسكت هي عصا حديدية 

وقالت : مد ايده الشمال


 احكم اثنان منهم على يده الشمال أخدت تضرب بكل قوة لديها حتى كسرت كل عظمة بها تقريبا كان يصرخ في سكون الظلام والفراغ الشاسع لم يكن هناك سوى صوت صراخه وصدى صوته الذي يتردد حزنا والما على ما حل بخير ما انجيت المخابرات المصرية كانت تلك القمر والنجوم اللامعة في السماء الصافية هي الشاهد الوحيد على انكسار كبرياء الاسد ، تحطيم قلب وثق في من لا يستحق 


ضحكت مايا باستمتاع وقالت : خلاص مافيش قبضة حديدية تاني ، هي كده شلت تماما ، بمناسبة انك مغرور وشايف نفسك وحاسس ان مافيش حد يقدر يقف في طريقك ، كل العمليات اللي فشلت كنت انا السبب كنت بتصنت عليك واعرف انت هتعمل ايه وابوظ لك خططك كنت ديما سبقاك بخطوة  يا حضرة الفاشل ،اه نسيت اقولك عارفة مين اللي قتل هاشم الرفاعي وابنه 

تعالت ضحكاتها الجنونية وهي تتابع : أنا اللي قتلت هاشم الرفاعي وابنه وحرقت البيت بيهم .

همست في اذنه كأنها لا تريد احد ان يسمعها : واقولك الادهي من كده أنا حابسة فريدة هاشم الرفاعي عشان ماتعمليش قلق 


كان صوت ضحكاتها يتعالى ويرد عليه صدها في الارجاء كأنها ضحكات للشيطان ،وكأن الشر كله تجمع تلك الليلة في جسد مايا 


بسق رازي  علي وجهها وقال : زي ابوكي برضه تربية و*** بتطعنوا في الضهر ماتقدروش تواجهوا انتوا اجبن من كده بكتير ،  انتوا حثالة  ، لو فرحانة بالكلاب اللي حواليكي وواخدة وضعك حبتين احب اقولك اني هاسحقك زي ذبابة مالهاش اي قيمة ، لو فاكرة اني خايف فتبقي بتحلمي احلام اليقظة انا رازي الاسم لوحده كفيل يخوف امثالك انتي وابوكي   


غلى الدم في عروقها نجح رازي في اثارة غضبها مما دفعها 


تقول : اسمع بقى الخبر اللي هيخلي دا يشل زي ما ايدك شلت 

أشارت إلى قلبه ، 

انا سيبتلك هديتين عشان تفضل فاكرني بيهم ، جيبتلك لوحتك المفضلة ليلة النجوم لفان جوخ عشان كل ما تشوفها تفتكرني 

تابعت ببرأة  أحسنت اتقانها : مش انت قولتلي انك بتحب اللوحة دي اوي بتفكرك بهدوء الليل والنجوم اللامعة في سكون الليل والرومانسية المتخلفة بتاعتك دي    

تابعت بضحكة شريرة : والهدية التانية ما بقاش فيه سنيوريتا خلاص 

هوى قلبه أرضا قبل تلك الكلمة لم يكن يهمه ما أصابه من عجز في يده كل ما همه الا يسمع ما جاء بباله وقت سمع سيرة والدته لطالما كانت هي عشقه الاول حبيبته رفيقته ووالدته الحازمة حينما يتطلب الأمر ، تمنى لو يتوقف الزمن عند تلك اللحظة ولا يسمع بأي مكروه يصيبها . شعر وكأن انفاسه تسلب منه .


تابعت بضحكة مجنونة وكأنها فقدت صوابها : أنا خلصت ع السنيوريتا والخدامة اللي معاها ومع الاسف الياس ماجاش انهاردة زي ماقال ، بس مش مهم انا موجودة 


وما ان سمع رازي تلك الكلمة حتى خارت قواه ، سقط ارضا يصرخ وقلبه يقطر دما همس : امي 

نظر إلى مايا  بقهر وجه لها نظرة أقسمت أنها لن تنساها لقد خافت رغم أنه كان مكتف من قبل عشر رجال 

قالت وهي تتراجع ادراجها للخلف : يلا بينا 

رد احد الرجال : مش هنقتله يا هانم 

مسدت على خد رازي فابعد وجهه عنها بمقت شديد لها 


قالت هي :  رازي دا غالي عليا اوي ، عشان كده مش هقدر اشوفه بيتقتل قدامي وكمان لازم يستمتع بالهدايا والمفاجأة اللي عملتها له ، لو مات هيرتاح ومش هيستمتع 

ألقت له قبله في الهواء وقبل ان تغادر 

قال هو بمرارة وغل : حق امي هاخده ، هاحرق الدنيا كلها عشانها ، هخليكي تتمني الموت يا فريدة 


حضر في ذهنه تلك المقولة ( اتحرق العالم لأجلها قال  وهل يوجد عالم بدونها )


غادروا جميعهم تاركين خلفهم اشلاء قلب ، الخذلان تجسد في صورة روح معذبة منذ قليل كان مستعد ان يدفع روحه دفاعا عنها لقد خبأها خلف ظهره خوفا من ان يصيبها مكروه ماذا فعلت هي لقد سلبت روحه قتلته الف مرة ، سلبته اغلى شخص على قلبه...


اخذوا سيارته معهم ،وما ان رحلوا  أخرج هاتفه حاول كثيرا الاتصال على هاتف المنزل لكن أحدهم لم يجيب بكي كثيرا انتحب صرخ بإسمها لم يقل سنيوريتا كما اعتاد كان يردد : امي 

 مسح دموعه لم يكن يشعر حقا  بألم يده ، كلم صديقه (سيف العميد) الذي أتى إليه بعد عدة ساعات نظرا لبعد المسافة 

 ظل يبكي كالاطفال حتى سكن تماما تحجرت الدموع لم تعد تسقط نزف كثيرا ضعفت قواه شعر بأنه يفقد روحه شيئا فشيئا لم يكن يعنيه الأمر برمته لولا السنيوريتا ..


وصل سيف وهبط كالاعصار وجد صديقه في حالة يرثى لها 

سانده إلى أن وصلا إلى السيارة كان ساكنا لم يتفوه كأنه في عالم آخر 

نظر سيف له ومعالم الدهشة على وجهه : حصل ايه ، أنا ماعنديش اي معلومات عن انك في مهمة 

لم يرد رازي 

اكمل سيف : هاخدك على أقرب مستشفى 

حينها رد رازي : خدني على البيت 

سيف بدهشة : بيت ايه انت دمك هيتصفى 

سقطت دموعه وقال : عايز اشوف امي 

ازدادت دهشة سيف وقال : ما تريحني يا رازي ايه اللي حصل ياخي 

فريدة قتلت امي 

كان هذا رده باختصار ولم يتفوه بعدها ، اما الآخر فقد الجمته الصدمة وهرب الكلام من فمه رغم أن الفضول كان سيقتله ...


تابعت أمينة وقد فتحت عليها تلك الذكريات سيلا من الألم 


قالت وهي تنتحب وعبارتها تتسابق : رجعت تاني يوم من البلد  لقيت الياس ومهاب بيعيطوا زي الأطفال ورازي نايم طريح على السرير مش دريان بحاجة ومتعلقله محاليل واصحابه كلهم في البيت  ، ولما عرفت الخبر صرخت ووقعت انا كمان من طولي كانت فترة صعبة علينا كلنا يابنتي،   الست زهرة الله يرحمها أصلها كانت زهرة البيت حبيبة الكل اسم على مسمى زهرة  ، من وقتها وزي مانتي شايفة رازي اللي ماكانش يبطل هزار ومشاكسة وكان فرحان بنفسه اوي وبقوته وذكائه ، بقى بيطلع الكلمة بالعافية بقى بيحب العزلة زي عينيه ممكن يعدي يوم كامل مايكلمش حد والياس يا حبيبي اللي كان دلوعة البيت ومش بيحمل هم اي حاجة وعايش حياته زي اي شب شال الهم وبقى هو الكبير وهو اللي يشتغل ويدير شركة والده ومهاب ربنا يحفظه لشبابه مش سايبه ابدا الست زهرة كانت بتعتبر مهاب ابنها التالت ،

تابعت برجاء: 

 عشان كده انا ارجوكي يا بنتي لو اتصرف معاكي رازي  اي تصرف بعصبية لازم تعزريه هو اللي حصله مش قليل يا حبيبي . تخيلي الست اللي يأمنها على اسمه وعرضه ويفتح لها بيته وقلبه تطعنه وتضربه في مقتل . حرمته من أكتر إنسانة بيحبها ماكانش يناديها الا السنيوريتا كان بيدللها كأنها أميرة وهي تستحق أنها تتعامل زي الاميرات ..


بكت أمينة اكثر ، وكانت قدر لا تقل عنها في النحيب فقد تقطعت انياط قلبها بعدما عرفت الأحداث التي مر بها ذلك الشاب الذي يتصرف ككهل عجوز شبع من الدنيا منذ ان رأته 


اقتربت قدر من السيدة أمينة احاطتها بذراعها وربتت على فخذها بالأيد الاخري وقالت : كفاية عياط يا ست أمينة العياط مش هيرجع اللي فات ، لو كل حد اتعرض لموقف صعب في حياته انعزل زي رازي ماكانش حد كلم حد ، لازم نساعد رازي يرجع زي الاول قوي وفرحان بنفسه ومرح زي مانتي قولتي،  هتسأليني ازاي هاقولك ما اعرفش ، بس هنحاول مع بعض انا هارجعلك تاني وندردش في كل حاجة كان بيحبها رازي هنعملها وهنتحمل رفضه وغضبه وثورته كله هيعدي بإذن الله . 

ابتسمت أمينة من وسط دموعها وقالت : اسمك قدر و يمكن تكوني القدر اللطيف اللي ربنا بعته لرازي عشان يرجع لحياته القديمة ويتابع حياته زي اي شب في سنه ، رازي موقف حياته من خمس سنين عنده ٣٥ سنة بس عايش كأنه عنده ٧٠ سنه رازي كبر ضعف سنه بسببها ربنا ينتقم منك يا بنت المنشاوي قادر يا كريم ..

_______________________

بينما في مكان ما في إيطاليا ، كان هناك طفل صغير عمره حوالي ٤ اعوام  يلعب كرة القدم ، ركل الكرة بقوة اقتربت من حوض مياه كبير شاسع ، ركد خلفها لمحته السيدة التي كانت تستجم تحت اشعة الشمس هبت واقفة تركد  خلفه . 

 وهي تقول : Adam , don't play near the pool , It's dangerous 

 (ادم ، لا تلعب بالقرب من حمام السباحة هذا خطر )

رد الطفل بطاعة : OK mom 

حملته من الارض وقبلت وجنته وقالت : good son 

حملته وعادت إلى ذلك الذي المستلقي على اريكة بجوار خاصتها فتح ذراعيه وهو يقول   : My dear son , come to your dad (ابني الغالي ، تعالى الي والدك )


ارتمي الطفل بين أحضان الرجل وقال : love you dad 

شردت قليلا تفكر ادم يذكرني بوالده كثيرا لقد نفذت انتقامي من رازي لكن ..... لكن لم أكن أعلم أني تركت قلبي هناك وهو ترك قطعة منه هنا ، ليتني استطيع ان اعيد المياه لمجاريها 


قطع تفكيرها صوت نزار : مايا ، عم فكر نضل هون بايطاليا بقصد نستقر هون الحياة جدا جميلة شو رأيك حبيبتي 


أطلقت تنهيدة حنين وشوق وقالت : حتى انا مرتاحة هنا يا نذار ، سيبني افكر وهارد عليك 

شردت مرة أخرى تفكر 

في تلك الليلة التي نفذت انتقامي من رازي قلت له أنني احمل في احشائي طفله لكن الحقيقة أنني كنت اكذب ، أردت فقد تشتيت انتباهه ، لكن حينما مر شهر بدأت تظهر لديها اعراض الحمل أسرعت لعمل اختبار لتتأكد من ذلك ، عندما تأكدت ذهبت إلى نزار 

قالت مايا : نرار ايه اللي ممكن يحصل لو كنت بقيت حامل من رازي 

رد نزار بحزم : اكيد كنا رح ننزل ابن هاد الشيطان ما بدنا ولا شى يذكرنا فيه 

ابتلعت غصة مريرة فهي حقا تشتاق لتلك الايام التي كان يدللها بها وكأنها ملكة ، تشعر بالحنين وكيف لها أن تفكر انه قد يغفر او يسامح تعلم أنه لو رأها لفصل رأسها عن جسدها 

أطلقت تنهيدة وقررت ان تخدع نزار بأن الطفل له ورتبت لذلك حتى يبدو الأمر طبيعيا ، فبعدما كانت ترفض اقترابه منها سمحت له تلك الليلة بتخطي حصونها واهدته ليلة كان يقاتل حتى يحصل عليها ، حتى تحتفظ بقطعة من رازي في احشائها ، تندم حقا لأنها سمعت كلام نزار وأكملت انتقامها على الرغم من أنها كانت تنوي التراجع لكن نزار لم يسمح لها بذلك وكانت له أهداف أخرى......    

___________________________

تركت قدر السيدة أمينة وذهبت إلى مكتب رازي فتحت الباب بهدوء ودلفت لتقف أمام لوحة فان جوخ (ليلة النجوم )

فكرت اذا كانت تلك اللوحة تحمل ذكرى سيئة فلما مازال محتفظ بها ، لم تجد إجابة ترضي فضولها ، قد يكون محتفظ بها حتى يظل يتذكر تلك الليلة بتفاصيلها ، ياله من مسكين يعذب نفسه كثيرا 

تركت المكتب توجهت إلى الأعلى هي الآن واقفة أمام باب غرفته ترددت كثيرا قبل أن تطرق الباب 

طرقت عدة طرقات متتالية حتى فتح لها كانت هيئته كفيلة لمعرفة ما عاناه وحيدا في غرفته منذ قليل كان شعره مبعثرا على غير العادة يقطر ماء يهبط على جبهته ، ملابسه مبتلة أيضا في هذا الجو قارص البرودة ولم يبالي بذلك 


قال بهدوء : عايزة ايه ؟  

قبل أن ترد سعل مرات متتالية ، تملكها القلق 

قالت : إنت أخدت برد ممكن تغير هدومك دي 

_وانتي مالك ؟ 

= انا الممرضة المسؤولة

بتر كلماتها بغضب وهو يقول : غوري من هنا 

انتفضت كليا لكنها ظلت ثابتة وقالت بتحدي  : ولو ماغرتش هتعمل ايه يعني ؟ 


تملكه الغضب من تلك لتتحداني قال بغضب  : انتي جريئة اوي عشان تقفي قصادي وتتحديني  ؟ !


ابتلعت لعابها وبدا عليها التوتر لكنها تابعت بنبرة مهتزة : وايه يعني لو اتحديتك ، صاحب الحق قوي وانا هنا الممرضة وصاحبة حق .


كور يده بغضب وركل المقعد الذي أمامه وقبل ان يتحدث بدأ يسعل مرة أخرى 


 انكمشت حول نفسها خوفا فقالت بنبرة لينة ، سيد رازي لازم تغير عشان هتمرض بجد ، إحنا خايفين عليك 


أتت أمينة من خلفها و قالت بحنان : إبني رازي هي عندها حق  لازم تغير انت وشك ازرق من شدة البرد 


ظل صامتا ولم يبدي اعتراضا لذا دلفت قدر إلى غرفته أخرجت له ملابس أخري .

وقالت : اتفضل البس احنا مستنينك برا عشان العشا 


نظر إلى الملابس التي اختارتها وقال بعناد : ذوقك وحش 


رفعت حاجبها وتمتمت : مغرور شايف نفسه 

بتقولي حاجة يا آنسة ، كان هذا رده 

_ ما بقولش ، يلا يا ست أمينة 

انتظرت قدر وامينة بالخارج بينما بدل ثيابه كان يسعل بصوت عال يسمعانه جيدا 

قالت قدر بنبرة بدا فيها القلق جليا : شكله خد دور برد يا ست أمينة ، عايزة انزل صيدلية قريبة من هنا نجيب له علاج ، وشه احمر باين حرارته مرتفعه 


خرج هو مرتديا نفس الثياب التي احضرتها قدر 

ابتسمت ابتسامة جانبية وهمست : ماكان ذوقي وحش 


رمقها بنظرة جانبية وقال : مش في مزاج يسمح لي اختار  عشان كده لبستها   


اتسعت عيناها بحرج كيف سمعها يبدو وانه يملك حاسة سمع قوية 

بدأ يسعل مرة أخرى 

جلس على طاولة الطعام لم يأكل لقد فقد شهيته ، ويشعر أيضا بألم لعين في معدته ، يريد أن يتقيئ 

دس ملعقة شوربة عدس في فمه وبعدها قام مسرعا إلى المرحاض 

تبادلت قدر  نظرات القلق مع السيدة أمينة قامتا خلفه مهرولتين 

عاد بعدما تقيأ وقال : أنا تمام ، هاطلع ارتاح شوية 

خرج صوته وكأنه يرتعش 

قالت أمينة بعدما وضعت يدها على جبهته : رازي انت سخن ، اطلع ارتاح وانا هاعملك حاجة سخنة تشربها 

اومأ برأسه وقال : ماشي 


خرجت السيدة أمينة مع قدر لإحضار الدواء بعدما طلبت من سناء أن تعد له مشروب الأعشاب 


حينما عادت قدر مع أمينة ذهبتا إلى غرفة رازي كان قد غط في نوم عميق ، وجهه ملتهب كقطعة جمر مشتعلة 


قالت قدر بقلق : ست أمينة حرارته مرتفعة اوي ، حاولي تصحيه عشان ياخد العلاج 

حاولت أمينة ايقاظه لكنه لم يستطع ان يفتح عينيه حتى 

قالت أمينة : وبعدين يا بنتي دا سخن اوي ومش قادر يقوم 


قدر : أنا هاتصرف

هبطت مسرعة أحضرت اناء به ماء فاتر ومناديل قطنية 

عادت بسرعة قالت : مافيش حل غير الكمادات لحد ما يقدر يفوق 

جلست أمينة بجواره وبدأت في عمل كمادات له كانت قدر تجلس بجوارها

قالت أمينة: روحي انتي ارتاحي يا بنتي انا هفضل جمبه 


ردت قدر : لا طبعا يا ست أمينة مش هقدر اسيبه ارتاحي انتي ، اكيد تعبتي وكمان انتي مش متعودة تسهري كده 


ردت أمينة بحزن : مش هيجيلي نوم يا بنتي الا لما اطمن عليه 


قدر ربتت على كفها وقالت : طب ريحي هنا على الكنبة دي وانا هاعمله كمادات 

وافقت أمينة واراحت جسدها على الصوفا وما هي إلا دقائق معدودة حتى غطت في النوم 

اما عن قدر فبقيت مستيقظة طوال الليل لرعاية رازي هي ممرضة وتلك مهنتها كانت تشعر بالمسؤولية تجاه مريضها .


ارتفع اذان الفجر في الارجاء كانت قد انخفضت حرارة رازي

توضأت قدر وصلت الفجر وعادت تتحسس جبهته وجدت حرارته طبيعية أخيرا تنهدت براحة جلست على مقعدها وعرف النوم طريقا لخضراواتيها اغلقت عينيها استجابة لنداء الراحة ..

استيقظ رازي مبكرا لأنه نام مبكرا وجد قدر نائمة بطريقة عشوائية رأسها مائل للخلف على المقعد والسيدة أمينة مستلقاة على الاريكة 

نظر إلى قدر لبرهة فكر ، لما عليها ان تكون بكل هذا اللطف،  لا اريد ان تصنع لي اي معروف تذكر تلك اللعينة فريدة  ، لم تسهر بجواره قط في تعبه لقد كانت  السنيوريتا دائما  هي من ترعاه في مرضه حتى بعد زواجه من تلك الشيطانة لم تسهر لرعايته عندما يكون مريضا ابدا ، نفض تلك الأفكار والذكريات المتعبة ، عاد تفكيره إلى تلك القابعة جواره ، لما فعلت هذا ، برر ذلك بأنها ممرضة وهذا واجبها 


حاول ان ينهض احدث جلبة جعلتها تستيقظ اول شئ فكرت به ترتيب حجابها فركت عينيها بتعب  وقالت : إنت كويس دلوقتي ، حاسس ان فيه حراره 

رد بهدوء : أنا كويس ، ماكانش فيه داعي تسهري جمبي 

لوت فمها وقالت : سيد رازي دا واجبي على فكرة ، أنت ديما بتنسى اني الممرضة هنا   

اتجهت ناحية خزانة الثياب أحضرت له ثياب وقالت : خد دش عشان تفوق . ويارب ذوقي يطلع حلو المرة دي .

انهت كلامها وغادرت الغرفة هبطت لأسفل طلبت من سناء أن تعد له طعام الإفطار 

جلست تطالع الجريدة رأت صورته في الصفحة الثانية هو بعينه ممدوح الصاوي ، حالة من الذعر انتابتها القطت الجريدة ارضا كان يهبط رازي من الدرج لمحها ، تعجب من فعلتها لذا  اقترب عندها التقط الجريدة من الأرض طالع الجريدة ولم يجد بها  شيئا يخيفها  لهذا الحد فقط صور لبعض السياسين في البلد واخبار لعينة عنهم ، هذا ما فكر به 


وقال : شوفتي شبح في الجريدة ، خايفة كده ليه 

ارتبكت وقالت : وقعت من ايدي بالغلط آسفة 

رمقها بشك لكنه لم يعلق بقي سؤالا عالقا في ذهنه لما تصرفت هكذا ؟؟ ماذا تخفي تلك الصغيرة الفضولية ..... البريئة 

نهر نفسه لقوله بريئة ، واللعنة قلت بريئة ماذا بك يا رجل لا توجد انثي بريئة،  اصمت ايها الأحمق . 

__________________________

كانت هاجر تجلس في غرفتها تعبث في هاتفها دلف والدها إليها بعدما طرق باب الغرفة 

ممدوح : صباح الفل يا جوجو

اعتدلت على الفراش وقالت : صباح الخير يا بابا 

جلس على طرف السرير وقال : سمعتي آخر الأخبار 

انتبهت اكثر لحديثه وقالت: اخبار ايه ؟؟ يارب يكون خير 

ممدوح : هو خير  ، بس انتي الوحيدة في ايدك تخليه يكمل 

عقدت حاجبيها بعدم فهم وقالت : مش فاهمة يا بابا 

رد ممدوح بتلاعب : الواد مهاب وصاحبه الياس لقوا شركة اجنبية تمول المشاريع بتاعتهم 

ابتسمت بسعادة وقالت : بجد يا بابا 

اختفت ابتسامتها حينما تذكرت قوله( بايدك تخليه يكمل )  

قالت : بس انا ايه علاقتي بدا ليه انا اللي اخليه يكمل 

كان ممدوح يترقب ردت فعلها وهو يقول : ابعدي عن مهاب ، وافقي انك تتخطبي لاياد امجد نصار  والا هقدم عرض للشريك الأجنبي واخليهم يخلعوا من العيال دي وساعتها بقى اقري الفاتحة على شركتهم ...


طالعته هاجر بعدم تصديق ولسان حالها يقول : هل انت حقا ابي أشك في ذلك 

__________________________

هبطت فاطمة من سيارة أجرى أمام مقر الشركة التي تعمل بها في نفس اللحظة التي هبط فيها الياس  وما ان تحركت نحو الشركة حتى توقفت سيارة في طريقها وهبط رجلان يريدانها ان تركب معهم عنوة 

انتبه لهما الياس وأسرع إليهم يركد وما ان وصل حتى لكم أحدهم في وجهه فردها له الرجل حتى كاد ان يسقط .......


                الفصل الثالث عشر من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا


  

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close