أخر الاخبار

رواية بيت السلايف الفصل التاسع 9بقلم خديجة السيد

       

رواية بيت السلايف

الفصل التاسع 9

بقلم خديجة السيد



اقتربت جميله ووضعت امامه صينية الطعام ووقفت امامه عقد حاجبيه متسائلا:

- اجعدي يا چميله واجفة ليه؟ 

هزت راسها بطاعه وجلست كانها تنتظر السماح لها بالجلوس جلست جانبه تفرك يديها ولغة جسدها اخبرته توترها ؟ تطلع لها عدة لحظات يقرا لغة جسدها و زيغ بصرها يمينا و يسارا وبعدها سالها بهدوء :

- تصدجي ان احنا اتجوزنا وما نعرفش عن بعض حاچه واصل لحد دلوج 

- حاجه زي ايه؟ 

هتفت جـميـله بعدم فهم ليقول دياب سال بتروي: 

-حدتيني عن نفسك يا جميله انا ما خبرش حاچه عندك غير انك كنتي متجوزه وعايشه مع خالتك في مصر؟ حتى كومان سنك معرفهوش؟ 


تحدثت بخفوت وبصوت خجول و قالت :

- انا عندي عشرين سنة وكنت عايشه مع خالتي وجوز خالتي وابنها الكبير وعشان والدي ووالدتي ماتوا في حادثه وانا صغيره كان عندي 16 سنه فاضطريت اعيش معاهم عشان مليش غيرهم ودرستي وقفت لحد الثانويه العامه عشان بعد كده اتجوزت محمد ابن خالتي و؟ وبس 


ثارت دمائه في راسه بغليان واضح كغليان الماء فوق الموقد المسك وهو يقول:

- مممم يعني انتي كنتي عايشه مع ابن خالتك جبل ما تتجوزوا؟ واللي خلاكي تتجوزي واحد اكبر منك بـ 20 سنه؟ 

هتفت جميله بتلعثم: النصيب؟ 

وضع دياب يده اسفل ذقنه يريح راسه وسالها بنبرة استخفاف: 

-اه اكيد خالتك وجوز خالتك طبعا غصبوكي علي الجواز زي ما غصبوكي عليا طب

ما كملتيش ليه علامك                                                        

تنهدت بالم عميق وهتفت : 

-جوز خالتي ما كانش معاه فلوس يعلمني ساعتها, هما برده معذورين كفايه ان هما ربوني وصرفوا عليا؟ الاكل برد تحب اسخنهلك ثاني ؟ 


هز راسه برفض ليمسك المعلقه وبدا في تذوق الطعام, لتلمح جميله الغطاء الفراش الذي تنام عليه فرحه وقع أرض والطفله ترتعش من البرد بالفراش لنتهض مسرعه اليها, عقد حاجبيه باستغراب ليلاحظ ويفهم ما تفعله تغطيها الطفله باحكام, هتف دياب متسائلا:

- هو انتي ما فيش امل تخلفي يا چميله 

صمتت لتسيل دموعها في صمت و هو يتابع وهي تغمض عينيها بشدة بالم 


- اتفضلي يا هانم التحاليل اللي كنتي هتموتي وتعمليها عشان تخلفي رحت وشفتها النهارده في المستشفى وطلع العيب منك مابتخلفيش و انتي كنتي شاكه العيب فيا انا 

قالها محمد زوجها بكل قسوة و اجابت جميله والدموع تترقرق بين جفونها: 

-انا ما كنتش شاكه ان العيب منك يا محمد, انا كان نفسي اخلف و ابقى ام

لتقول بامل:

-طب تعالي نروح لدكتور ثاني ممكن يكون في حاجه غلط او في علاج 

محمد بقسوة: 

-هو ايه اللي غلط هو مش دي شغلته دكتور هو كمان هو انتي غاويه مصاريف على الفاضي, طبعا ما انتي مش تعبانه في حاجه؟ 

الدكتور قال لي بالحرف انك مستحيل تخلفي؟ 

هبطت الدموع في عيني جـميـله بالم شديد متسائلة:

- طب هي التحاليل فين؟

قال محمد بتوتر:

- نسيتها هناك في المستشفى من تعب المشوار, وبعدين انتي عاوزاها في ايه, ما انا قلتلك اللي فيها                                                                    

أغمضت عينيها بحزن,ليتقدم دياب ناحيتها ويقف قبالتها تماما, نظرت اليه بينما انسابت دمعة كحبة اللؤلؤ انسابت تخدش نعومة بشرتها الحريرية فيما ترد بحزن عميق:

- لا مستحيل اخلف وابقى ام؟ 

امتدت يده ليمسح بابهامه دمعتها الوحيدة وهو يواسيها قائلا: 

-طب والبنته دول مين هيربيهم مش خلاص بجو بناتك 


نظرت اليه ولم تصدق جميله ما تسمعه اذانها, ابتسمت بشحوب:

- ربنا يخليك ليهم ويخليهملك 

رفع دياب راسه ناظرا في عينيها فيما أردف وهو يميل عليها بنظرة لم يفهمها سوى هو جيدا :

- ويخليكي ليهم انتي كومان 


***


بعد اسبوعين لم تتصل نادين بزوجها خلال الفترة التي قضاها في الصعيد علي غير العاده, بينما قلق زين عليها هي وابنته وحاول الاتصال بها لكنها لم تجيب؟ 


عند نادين في الشركه وقت الاستراحه في مكتبها لم تجيب على زين حتي تقربه من اسيل تلك الشخصية الذي اخترعتها لتوقع زوجها في غرامها, لم يعد يتصل زين لتمسك نادين الهاتف وتفتح الفيسبوك الآخر باسم اسيل وترسل له: -صباح الخير اسفه لو عطلتك عن حاجه بس قاعده زهقانه مش لاقيه حد اتكلم معاه؟ 

اجاب زين خلال دقائق:

- لا ولا يهمك ازيك عامله ايه 

- الحمد لله وانت اخبارك ايه؟ 

- تمام 

- مالك حساك فيك حاجه, مضايقاك انت كويس 

عقد حاجبيه بدهشة متسائلا:

- وانتي عرفتي منين دي مجرد دردشه كلام

- مجرد احساس جالي بكده المهم متهربش من السؤال انت كويس مالك؟ 


- ومالك مهتمه اوي كده اذا كنت كويس ولا لا

- انا اسفه احنا مش مفروض اصدقاء اسفه خلاص ولا اكني سالت شكلك زعلت مني؟ انا هقفل شكلي عطلتك و شغلتك بيا 

- لا لا استنى ما تقفليش انا ما اقصدش كده والله بس اصلي مش متعود اكلم مع حد عن طريق الدردشه كده و نكون اصدقاء الصداقه عندي شخص اشوفه قدام عيني وكمان بالذات صداقه البنات للشباب 


- طب وايه يعني هو احنا بنقول حاجه غلط  -لا طبعا احنا محترمين بعض لحد دلوقت مش بنتكلم في حاجه غلط؟ بس انا بتكلم عن ناس ثانيه 

- ممكن عشان هم داخلين يكلموا بعض ونيتهم كده من الاول على العموم لو مضايقك صداقتي ممكن ما تردش عليا وتقفل مش هزعل عادي جدا 


نظر زين حوله بتراقب وهو يفكر بانه لا يفعل شئ خطا ولا تجاوز حتي الان ومن الواضح انها شخصية محترمه ليقول بعد وقت ليس طويل :

- هو انتي بتشتغلي ايه؟ 

صمتت نادين تفكر لتقول بكذب :

- عندي محل ملابس حريمي وانت ؟

-عندي شركه اعمال في القاهره هو انتي من مصر انتي كمان؟

- ايوه وانت؟ 

- اصولي من الصعيد واهلي كمان لسه موجودين فيها لكن شغلي وبيتي في مصر 

- هو انت متجوز؟؟ 

اجاب بتردد:

- اه وانتي متجوزه؟


- لا مش متجوزه ولا مخطوبه وبصراحه مش مقتنعه ولا بفكر في الجواز من الاساس 

-ياه و ده من ايه؟ قابلتي حد عقدك من الجواز ولا مجرد فكره جاءت لك من نفسك كده 

- لا ما حدش عقدني ولا حاجه بس لما شوفت حياه اصحابي اللي متجوزين قررت القرار ده انا عمري ما هتجوز؟ 


- هو قرار صعب بصراحه مسيرك تكبري في العمر وتبقى لوحدك وبعدين يا عالم ممكن تحبي حد يغيرلك مفهومك ده ، بس نصيحه مني ما تبصيش علي جوازات اصحابك وتقرري بناءا على اللي حواليك, لانهم ممكن يكون هما اللي غلط في اختيارهم من الاول 


تساءلت نادين بتردد من اجابته:

- يمكن اه ويمكن لا, طب يعني انت مبسوط مع مراتك 

صمت زين فالاجابه صعبه جدا بالنسبه له ، تساءلت نادين بضيق مكتوم:

- رحت فين انت معايا؟ ولا سؤالي صعب للدرجه دي 

-هاه معاكي مش عارف بصراحه 

نادين بغيظ شديد:

- يعني ايه مش عارف الاجابه سهل اه او لا 

- انا مش بكرها و مش بحبها برده 


صدمت من اجابته :

- انت عندك اولاد 

- اه عندي بنت عندها 5 سنين 

- يبقى عشان كده مكمل معاها عشان بنتك بس 

- برده مش الفكره كده مش عارف بصراحه 

حدفت نادين الهاتف جانبها بغضب وصاحت بانفعال:

- امال تعرف ايه؟ انك تعلقني وتجرحني معاك طول العمر بس؟ ما تقولها بصراحه انك بتكرهني وعمرك ما حبتني في يوم ماشي يا زين 


تنهدت نادين بقوه تظبط اعصابها ونهضت تاخذ الهاتف لتري بانه ارسل لها:

- ايه رحتي فين 

- مفيش كنت مع زبونه بشوفها عاوزه ايه وخلاص مشيت 

-تمام ربنا يوفقك انتي اسمك الحقيقي اسيل عمران اللي حطا على فيسبوك ولا مجرد اسم مستعار؟ 

توترت وهي تجيب:

- لا اسمي الحقيقي في حاجه 


-لا ابدا عادي بسال في ناس اوقات تحب تعمل كده ما تبقاش حبه تظهر اسمها الحقيقي؟ انا كمان علي فكره اسمي الحقيقي زين نفس اللي مكتوب على فيسبوك؟ لو معطلك عن شغلك ممكن تقفلي عادي

- لا خالص انا مش شغالة لوحدي في بنتين شغالين معايا؟ بس كانت في زبونه بتتاكد من حاجه مني المهم بقي برده مش عاوز تقول لي كنت مالك واللي كان مضايقك 

ابتسم زين دون وعي ليقول :

- ما فيش بس كنت قاعد برده زيك زهقان ومش لاقي حد اتكلم معاه. 


***

بعد الانتهاء من السنه الدراسيه وفي حين تقف اسيف في متجر الملابس تشاهد وتشتري اشياء تعجبها, فهي تحاول عدم الجلوس في المنزل حتي لا ترى والدها ولا تتحدث معه؟ فمنذ ما حدث بالحفل بعدم رضاها امتنعت عن الحديث معه كونه هو السبب في هذه الزيجة 


ولكن ها هي مرة اخرى يتصل والدها يخبرها بضرورة حضورها لان يوجد عزومة تتم بسبب حضور جلال من الصعيد, لكن لم تهتم اسيف كثيرا لتكمل سيرها بين المحلات؟ فكيف يريد والدها ان تراه وهي لا تطيقه حتي الان مجرد النظر في وجهه؟ حتي اتصالاته المستمرة تتجاهلها دائما؟ اجل تفعل وستتصرف وكانه ليس موجودًا, ولا اصبح زوجها من الاساس ؟


بعد ان انتهت ساعات بين المحلات قررت الرحيل الي بيتها بالتاكيد رحل جلال من المنزل فلم ينتظر كل هذا الوقت بينما تسير الى محطة الباصات اوقفها صوت بوق سيارة ما لترفع نظرها عن هاتفها وتنصدم برؤية جلال الجالس بسيارته


ما الذي يفعله هنا؟ فكرت بتساؤل وهو يسير نحوها بسيارته فيرفع جسده قليلًا عن مقعده ويفتح لها باب السيارة دون ان يخرج قائلًا:    -اركبي؟ 

-اركب فين انت بتعمل ايه هنا وعرفت مكاني ازاي؟ 


تطلع اليها من الاعلى الى الاسفل ورويدًا رويدًا استهلت حدقتاه بالاحمرار واعصابه بالانكماش كانت اسيف ترتدي قميص رصاصي فاتح طويل يصل الى ما فوق ركبتيها بقليل وحذاء رياضي ابيض اللون وشعرها القصير مرفوع الى الاعلى بعشوائية بينما تضع زينة وجه خفيفة جدًا كما معتادة ان تفعل بشكل يومي هتف بهدوء ما قبل العاصفه: 

-اركبي العربيه بهدوء يا اسيف بدل ما انزل اركبك غصب عنك انا واخذ الاذن من والدك اخلصي 

قضمت اسيف شفتها السفلى بحنق وهي تصعد السيارة جانبه؟لم تعلق طول الطريقة كانت تنظر الى خارج النافذة ولم تلاحظ نظراته كان يتفرس النظر بها بغضب مكتوم ولكنها لا زالت لا تعرف طباعه كان كل ما يشغل تفكرها تود معرفته الان كيف عرف مكانها وما سبب قدومه الى مكانها؟ وما الذي يريده


انفجر جلال بصوت عنيف وهو يرشقها بجمر نظراته السوداء:

- ايه قميص النوم اللي انتي خارج بيه ده, ازاي تخرجي من البيت كده, اهلك سامحولك بكده ازاي؟ 

لم تعقب على صراخه ولم تعلق ايضًا لانها لم تشعر بذرة خوف منه كل ما تحاول استيعابه هو معرفة لهجته الصعيدي التي تحولت الى المصريه ..اجل هي ترتدي قميص ولكنه طويل وليس قصيرًا لينفعل هكذا لانها مازالت لا تعرف غيره الراجل الصعيدي؟ 


صاح فيها بعصبية مفرطة:

- ما تنطقي ساكته ليه؟ ايه اللي انتي لابسه ده؟

تطلعت للطريق امامها بلا مبالاة قبل ان تنظر اليه وتقول ببرود:

- انت عرفت مكاني هنا ازاي؟ انا ما قلتش لي بابا انا فين؟ 

جلال بغضب واصرار:

- انا بكلمك على الزفت اللي انتي لابساه وانتي تكلمني علي عرفت مكانك هنا ازاي؟ بسيطه انا اي حاجه عاوزها بعرفها على طول 

همهمت اسيف لتقول بلا مبالاة ظاهرية:

-مش فاهمه تقصد ايه انت بعتلي حد يراقبني ولا ايه 


هتف جـلال بحده و بانفعال:

- حاجه زي كده طالما مراتي المصونه مش عايزه ترد علي جوزها طول الشهرين اللي فاتوا وما اعرفش حاجه عن الهانم بتروح فين؟ ولا بتعمل ايه؟ كان لازم ابعت حد يراقبك 

اتسعت عيني اسيف وهي تقول باستهجان:

- انا ما اسمحش لاي حد انه يتكلم معايا بالاسلوب دا, ولاخر مرة بقولك انا واحدة حره واعمل اللي انا عاوزاه ومش بس كدا لا انا عمري ما اخذت الاذن من حد ولا هاستنى منك لاني ببساطه مش معتبراك جوزي اصلا ،يعني متعودة اني اعتمد على نفسي وبس, ودي اخر مرة اسمح لك انك تكلمني بالاسلوب دا؟


سكتت تلهث من فرط انفعالها, فيما اوقف جلال السياره يطالعها بغموض قبل ان يتحدث بهدوء يشبه السكون قبل العاصفة:

- ما هي المشكلة هنا, انتي بتقولي انا ماسمحيش لحد انه يكلمك بالاسلوب دا لكن انا مش حد, انا جوزك يا هانم, دا اولا ثانيا بقي المفروض جوزك يا هانم هو دا اللي تاخذي الاذن منه قبل ما تخطى خطوه واحده بره البيت مش اعرف بالصدفه مراتي خرجت من غير اذني , ودا خوف عليكي يا انسه اسيف, مش امر زي ما انتي فاكره والاصول كمان فهمتي بقه ولا لسه مصممه تنشفي دماغك ان الموضوع مش فرض راي ولا حاجة, وحاجة اخيرة بقى


لينظر الى غابات الخضراء في مقلتيها وهو يشدد على كل حرف يخرج منه:

- و حكاية انك مش هتسمحي لي اني اكلمك كدا تاني اوعي الجملة دي تتكرر منك تاني, انا جوزك مش ابن خالتك يا هانم يعني تاخدي بالك كويس اوي من كلامك بعد كدا وصدقيني لو اتكرر منك موقف النهارده دا او كلامك الخايب دا رد فعلي وقتها هيكون عنيف وعنيف جدا كمان, انصحك ما تحاوليش تجربيه؟


اخذ نفس عميق علّه يهدا قليلًا فهي لا تعرفه  بما فيه الكفاية ثم استانف:

- اسمعيني يا اسيف؟ انتي دلوقتي مراتي يعني بقيتي على ذمة رجل واللبس اللي انتي لابساه ممنوع وكمان خروج من غير اذني ممنوع 

اغمضت عينيها لتاخذ نفس طويل ثم غمغمت فهي ليس معتادة على ذلك:

- والمفروض انا دلوقتي اخاف واترتعش واقول لك حاضر يا سيد سيدي اوامرك كلها موجابه صح؟ 


اعصابها حرفيًا استهلت بالانفلات من عقالها ليقول معلق:

- هو انتي ليه مصره توصليني لنقطة انا مش عاوزها ولا لغه الحوار دي انا ما بحبهاش؟ انا ولا عاوزك تخافي مني ولا تترعشي, انا عاوز يبقى في تفاهم ما بيننا، ايـه صـعـب؟ 

ادارت وجهها بملل وركزت نظراتها على الطريق الذي امامها:

- هنفضل واقفين هنا كثير ممكن نروح 


جاهد على تهدئة عصبيته كي لا يتهور بتصرفاته فهمس وهو يشد على حروفه بعصبية:

- اسيف انتي شوفتي نفسك قبل ما تخرجي من البيت؟ اخذتي بالك كام واحد بص عليكي بطريقه مش كويسه بسبب اللبس ده؟ 


لا تفهم لهجه حديثه تحكم ام غيره انزلت قميصها قليلًا الى الاسفل بينما تعتدل بجلستها قائله :

- اه شفت نفسي وشايف اللبس اللي انا نفسي عادي جدا ،وبابا كمان شافني وانا خارج بيه وما قالش حاجه؟فمش هتيجي حضرتك بقى تمشي كلامك عليا لي مجرد بس تحكمات و خلاص 

- ممممم طب طالما ابوكي شايفك وانتي خارجه كده وعادي بالنسبة له, يبقى اسمحي لي انتي متربتيش ولا عرفتي يعني ايه تربيه, وشكلي كده لسه هعيد تربيتك على ايدي من اول وجديد 


قالها جـلال ببرود تام مما اغضبها بشده :               

-احترم نفسك ايه اللي انت بتقوله ده انا متربيه غصبا عنك واتكلم على ابويا كويس؟ 

***


صوت طرقات عاليه علي منزل دياب حماد الجبالي, لتفتح احلام تصيح بغضب:

- في ايه في حد بيخبط على الناس اكده؟ هو انتي 


ابتسمت فرحه باستفزاز وهي تدلف المنزل:

- ايوه اني يا ام 44 وسعي لي اكده من وشي 

صارت احلام خلفها تقول:

- حيلك حيلك راحه فين هو انتي مش كنتي اتحرم عليكي الدار ديه تدخلي ثاني 

تغيرت نظراتها اليها لتنتقل الى السخرية وهي تجيب باستهزاء:                                                 

- ومين ده يا اختي اللي يجدر يمنعني من دخول دار ابويا الله يرحمه؟ ديه بيتي غصب عني الكبير جبل الصغير 

جاء ضاحي علي الصوت تفاجأ باخته فـرحـه:  -فرحه انتي عتعملي ايه اهنه؟

فرحه بضيق وغيظ:

- هو في ايه كل ما حد يشوفني يقولي بتعملي ايه اهنه؟

لتقول احلام بخبث: 

-اصل بصراحه اكده يا فرحه انتي ضيفه غير مرحب بيها في الدار


فرحه باستهزاء عاقدة ذراعيها امامها وهي تطالعها بسخرية: 

-سبحان الله يا احلام عدي ست سنين على الدار وكل حاجه اتغيرت فيه الا حاچه واحده بس,لسانك اللي عاوز جطعه لسه طويل زي ما هو عتخلصي بجى وتغوري من جدامي ولا اجي اجطعلك اني واكسب ثواب في اللي حواليكي منه 

جزت احلام على اسنانها بحده ليقول ضاحي بحده:

- ما تلمي نفسك يا فرحه 

فرحه بحده اكبر:

- ما تلم انت مراتك الاول                                        

دخل دياب بعد ان سمع صوت الشيجارة :      - في ايه اهنه؟ عاملين دوشه ليه؟ فرحه بتعملي ايه اهنه ؟ 

اقتربت منه تحضنه قائله بزعل:

- حتى انت يا دياب اتوحشتك يا اخويا 

حضنها دياب بحنان قائلا: 

-اهلا اتفضلي نورتي دار ابوكي 

ابتسمت وهي تجلس بفخر:

- تسلم يا اخوي؟ ما جتش من ناس ثانيه 

ضاحي بحده قائلا: 

-بطلي تلجيح حديد يا فرحه؟ وبعدين مش كنا خلصنا منك ايه اللي رجعك الدور ثاني 

قائلة بنصف ابتسامة : 

-دار ابويا ايجي وجت ما اجي وامشي وجت ما امشي؟ انا ليا حج كيف ما انت ليك يا ضاحي بالظبط


ضاحي بجديه:

- تعالى نحسبلك حجك ديه عيطلع اد ايه و تاخديهم وما نشوفش وشك ثاني اهنه 

فرحه برفض:

- بس انا مش رايده ابيع يا ولد ابوي 

احلام بابتسامة مكر:

- سيبها يا ضاحي شكلها اكده رايده تشيلها للزمن احسن في يوم؟ عيسى يسمع كلام امه و يتجوز عليها ويطلجها 

جزت علي اسنانها بغضب:

- هو مين ديه يا بت اللي يطلجني يا وش الغراب انتي؟ 

زفرت احلام بضيق واجابت:

- انتي يا فرحه واتلمي احسن ليكي, من ساعه ما جيتي نازل تهزيج فيا واني ساكته ليكي

تطلعت فيها بسخرية:

- لا يا اختي ما تسكتليش جومي وريني يا طويله يا هبله انتي عتعملي ايه سبحان الله تعرف يا ضاحي ربنا ساعات بيخلص ابدان على ابدان وانت ما شاء الله زين ما اخترت لايقين على بعض 


ضاحي بحنق:

- ما تتلمي عاد بجي يا فرحه طايحه في الكل ليه؟ 

نظرت اليه متحدثه بغضب شديد:   

-ما انتي مش شايف مراتك وجله ادبها معايا؟ ده بدل ما تجوم ترزعها قلمين عشـ؟ 


- سلام عليكم 

قالتها جميله لتنهض بخضه فرحه تصيح:

- بسم الله الرحمن الرحيم طلعت منين دي؟ انتي مين و بتعملي ايه اهته 

حينها هتفت جميله بتلعثم:

- اا انا جميله 

قالت فرحه بسخرية خفيفة:

- ما انا شايفه يا اختي انك ما شاء الله چميله عيونك زرق وبيضه ؟ جايه تغظيني يعني ولا ايه؟  

هزت راسها قائله بتوضيح:

- لا والله ده اسمي انا اسمي جميله 

قطبت فرحه وتساءلت:

- اه وبتعملي ايه اهنه يا ست جميله 

دياب بجدية وحزم:

- بس يا فرحه دي مراتي 


فرحه بنبرة عالية وهي تنهض واقفة:     

-اتجوزت عليا ؟جصدي اتجوزت من ورايا يا دياب هي وصلت لي اكده يا ولد اخويا 

ما كانش العشم

صاح دياب بغضب مكتوم:

- خلاص بجى يا فرحه اهمدي شويه عامله زي القطر من ساعه ما جيتي اهدي شويه وخدي نفسك

هزت رأسها فرحه بلهفة وقالت بفضول:

- وعندك كام سنه بجي يا حلوه ومنين شكلك اكده من مصر

دياب بنفاذ صبر:

- فرحه خلاص افصلي بعدين؟ شوفي يا جميله فرحه تشرب ايه


جلست فرحه ووضعت يدها على فمها بضيق لتقول بعد ان أزاحت يدها هاتفة بغيظ :

- خلاص سكت اهو هو اني عارفه اتكلم كلمه واحده علي بعضها من ساعه لما دخلت, مش عارفه ليه ما حدش طايج لي كلمه 

قالت جميله ببراءة:

- تشربي ايه يا طنط 

ابتسمت احلام بشماته ,ثم شهقت فرحه وقالت بحده:

- ديه انتي نهارك اسود؟ هي مين دي يا بنت اللي طنط ده انا الفرج بيني وبينك ما يجيش 3 اا ولا 5 حتي 


جميله بتوتر:

- انا اسفه ما كنتش اقصد 

زفرت فرحه بحنق وهي تهتف ناظرا اليها:  

-ماكنا ماشين حلو جلبتي ليه ؟ تلاجيك بتجعدي مع البنت المسوده اللي وراء دي كتير 

اتسعت عيني احلام بغيظ شديد وقالت: 

-وبعدهالك عاد يا فرحه ما تتلمي بجي اني مالي.


***

اتسعت عيني احمد وقال بابتسامة:

- بتتكلم جد اسيف دفعت عني وقالت كده 

عقد جلال حاجبيه متسائلا بحده:

- هو ده اللي اخذت بالك منه من كل اللي حكيته يا استاذ احمد انا اسف بس انا بصراحه مش عاجبني اي حاجه بتعملها اسيف من طريقتها في الكلام واللبس والتعامل مع الناس؟ وبعدين دي بنتك مهما كان اكيد مش بتكرهك زي ما قالت ما تاخدش على كلامها في وقت عصبيه 


هز راسه هاتفا بحزن:

- لا يا ابني اسيف بتكرهني فعلا ممكن الكلام اللي قالته ,قالته من غير قصد انت مش عارف بتتعامل معايا ازاي؟ على العموم انا مش هغصبك على حاجه لو عاوز تطلقها براحتك وما تقلقش موضوع الارض زي ما هو 


رفع حاجبيه لاعلي متحدث بغضب مكتوم:

- اطلقها, هو انا بقول لحضرتك عشان كده انا مستحيل اسيبها

احمد بحيره:

- ما انت من اولها اهو وبتشتكي منها؟ ولسه المشوار طويل معاها 

قال جلال بجدية:

- عارف ده كويس بس انا مش بحكيلك عشان اطلق، انا بقول لك كده عشان حاجه ثانيه؟ انا عاوز نعمل الفرح اخر الشهر واسيف تبقى في بيتي اللي في الصعيد 


احمد بصدمه:

- ايه بس احنا اتفقنا لما تخلصي دراستها الاول مستعجل على ايه لسه سنتين كمان؟ 

جلال بلا مبالاة:

- ما فيش مشكله ممكن تكمل دراستها بعد الجواز عادي بس انا بصراحه مش عارف احكم عليها وهي مش في بيتي وبعيد عني ؟ 


احمد بتردد كبير:

- ايوه بس؟ هتكمل ازاي دراستها وهي في الصعيد والجامعه في القاهره


- فتره الامتحانات هنبقي نيجي هنا ,ما تخافش حضرتك انا قد كلمتي طالما قلتلك؟ هاه نقول مبروك

____________________________________


كانت فرحه تجلس مع جميله و مازالت تتحدث معها في كل شيء اكثر من ساعه لتقول فرحه بابتسامة: 

-يعني انتي من مصر؟ بس باين عليكي طيبه وبنت ناس 

اكملت تنظر الى احلام الذي كانت تغلي من قربهم لبعض:

- مش كيف ناس جليله الاصل اني ارتحتلك يا چميله والله؟ ويابخت دياب بيكي 


ابتسمت لها بخجل لتقول:

- تسلمي وانا كمان ارتحتلك

لتقول احلام ببرود وخبث:

- عارفه ليه يا فرحه مرتاحين مع بعض 

فرحه بابتسامة صفراء:

- ليه يا ام العريف 

ابتسمت احلام بشماته و مكر: 

-اصل انتم الاثنين ارض بور؟ مش بتخلفوا كيف بعض؟ اهو ديه بجى اللي بيجولوا عليه ما جمع الا ما موافج  


ثم نظرت الى جميله التي اصبح وجهها شاحب لتقول بحقد :

- وانتي يا چميله ما تفرحيش جوي بالجعده اهنه دياب من زمان عيموت ويخلف الواد ؟ يعني مهما تعدي الايام ومهما تعملي مصيره عيتجوز عليكي 

رحلت من امامهم وهي تضحك بشماته لتقول فرحه وجميله بصدمه وصوت واحد:

- انتي مش بتخلفي 


هزت فرحه راسها قائله بحزن عميق: 

-لاه بجى لي فوج العشر سنين و لفيت على دكاتره كثير في الصعيد ومصر وبرده ما فيش امل؟ الحمد لله ربنا رزجني بصالح ابن جوزي من مراته الاولانيه الله يرحمها؟ واني ربيته كيف ابني بالضبط و رضيت؟ 

لتقول جميله بحزن هي الاخري:

- وانا كمان عملت تحاليل وبرده ما فيش امل الحمد لله فعلا ؟


ثم تساءلت جـميـله بتردد:

- هو صحيح دياب كان نفسه يخلف ولد 

فرحه بغيظ:

- ما ترديش على حديد الهبله دي؟ ديه كان زمان اول جوازه من سلمي اهو كان عاوز سند للبنته؟ بس اوعي تفتكري ان دياب مش بيحب البنته لاه ديه بيعشجهم و راحوا فيهم؟ 


اكملت وهي تتنهد بحرقه:

- الحمد لله في ناس بتتمنى ظفر عيل مش تتشرط ولد ولا بنت؟ 

***


في جناح عيسي جلست فرحه بجانب زوجها تتحدث بحماس: 

-مش دياب اتجوز 

هز راسه هاتفا بلا مبالاة: خابر

اتسعت عيني فرحه بدهشة قائله بعتاب:

- ايه خابر اخص عليك يا عيسي بجي اكده تعرف ان اخويا دياب اتجوز و ما تجوليش 

اجاب عيسي بجدية:

- فكرتك عندك خبر وبعدين شاغله نفسك ليه؟ هو دياب عيل صغير ؟ دي مجرد جوازه مجابل طار عشان البت اللي اتجوزها جوزها كان السبب في موت المرحومه سلمى 


فرحه باصرار وحاده:

- برضه كان لازم اعرف بس البت ايه, بسم الله ماشاء الله عليها شكلها مؤدبه ومحترمه غير سلمي الله يرحمها خالص بس المزغوده احلام تبعد عنها بس و مفكره نفسها هتعرف تكيدني وجاي تغيظ فيا  بس اني مسكتلهاش 

نظر عيسي اليها بسخرية: 

-انتي عتجولي لي ؟ انتي رايحه تزوري اخواتك يا فرحه ولا راحه تتخانجي؟ 

فرحه بغيظ من سخريته متحدثه بحده :                           

-ما هي اللي بدات فكرني عسكتلها تستاهل، بجول لك ايه يا عيسى كنت رايده اطلب منك طلب  بس بالله عليك ما اتكسفني

عقد حاجبيه متسائلا بشك: رايده ايه؟

فرحه بتردد:

- رايده اعزم دياب على فرح چلال 


****


- اعملي حسابك فرحك على جلال اخر الشهر 


قالها احمد الي اسيف ابنته وكانه قد اشعل النيران وغلي الدم بعروقها الذي قُلب ملامح وجهها الوان وازداد احمراره وكان الدخان يخرج من اذانها ؟

- انت بتقوول ايـــه  فــرح مين اللي هيتعمل اخر الشهر, فرح ايه؟ وكلام فارغ أيه اللي حضرتك بتقوله ده وبعدين ازاي حضرتك تتفق على حاجه زي كده من ورايا من غير علمي؟  انت مصدق ان انا موافقه علي الجواز ده من اساسه 


احمد بحده ونبره تحذيريه :

- اسيف وطي صوتك وانتي بتتكلمي معايا, وبعدين خلاص انا اتفقت معاه على كل حاجه, حتى تعليمك هتكملي بعد الجواز 

اسيف اتصدمت من حديثه وحاولت تستجمع كل قوتها في مواجهته : 

-ده انت مجهز كل حاجه انت والبيه, بس كل ده هيطلع على الفاضي لاني مستحيل اتجوزه               

احمد بانفعال وهو يضرب كف فوق الاخر :      -انتي فعلا متجوزاه يا اسيف, دي الحقيقه اللي مش عاوزه تواجهيها لحد دلوقتي

اسيف بتحدي وعند :

- يبقي ما بينا المحاكم وهعمل اللي ما كنتش عاوزه اعمله من أول يوم عشان الفضائح وهرفع قضيه خلع وهكسبها من اول جلسه 

احمد ارتفعت نبره صوته وبانفعال: 


-اطلعي على اوضتك مش عاوزه اشوفك لحد الفرح وشوفي مين اللي هيخليكي تخرجي من البيت اصلا عشان ترفعي القضيه اللي عاوزه ترفعيها كويسه


***


بعد اسبوع واحد جلس دياب علي مقعد المكتب بداخل داره وجلست فرحه امامه هتف متسائلا بهدوء:

- رايده ايه يا فرحه من زيارتك دي 

اجابت فرحه بتوتر بشكل ملحوظ: 

-هاه ولا حاچه

تطلعت فيه نظره خاطفة وقد فهم ان هناك امر ليقول:

- فرحه هاتي اخرك انا خابرك زين ديه اني اللي مربيكي علي يدي؟                                               

تنهدت فـرحـه قائله بتردد كبير:

- رايده اطلب منك طلب بس ورحمه ابوك وامك ما تكسفني ولا تردني مش مجبوره الخاطر؟ فرح چلال ابن عمك اخر الشهر ديه ورايده منك تحضر الفرح وتصفي الخلاف اللي بينك وبين عيسى 


احمرت عينه من الغضب ليقول بحده:

-انتي چري لعجلك حاچه يا فرحه عشان تطلبي مني طلب كيف ديه؟ انتي خابره زين ان مستحيل اخطي خطوه واحده دار عيسي

فرحه بحزن:

- يا دياب عتفضل لحد ميتى مغمي عينك عن الحجيجه ؟ مش ديه عيسي حبيبك و اعز اصحابك وكان اكثر من اخوك وكنت لما تزعل من حاچه تروحله اول واحد وتحكيله اللي مزعلك وكنت بترتاح علي طول لما تتحدد معاه؟ معجول نسيت عيسى يا دياب 


دياب بصرامة:

- هو اللي بدا مش اني لما كل حجي ابن حسنين؟ اني سامع عمي حسنين الله يرحمه بنفسه وهو بيجول لابوي, ان باع الارض وقبض فلوسها كومان

فرحه بترجي وهي تحول فتح عينيه عما هو لم يراه او لم يريد التصديق :

- مش ممكن تكون غلطان وسمعت غلط بلاش تسيء الظن يا دياب ديه انت طول عمرك حجاني وما بتحبش الظلم 


نظر اليها بحده وهتف دياب بتحذير: 

-فرحه ما تتدخليش في اللي ما لكيش فيه وما تخلينيش اجطع معاكي ثاني؟


***


كانت اسيف ملقيه جسدها على الفراش عاقده ركبتيها وبداخلها بركان غضب؟ لقد جن جنونها شاعره ببركان سينفجر بداخلها حتي ارهقها التفكير، متورمة العينين وشاحبة الوجه لتسمك صوره حياه والدتها وتتحدث مع الصورة كانها والدتها امامها قائله بصوت حزين:

- انا موجوعه قوي يا ماما وعمري ما كنت محتاجه ليكي زي دلوقتي؟ شايفة بابا عمل فيا ايه؟ هو اصلا عمره ما حبني دائما بيكرهني عشان بفكره بيكي وهو نفسه اصلا ينسى ان اتجوزك؟ 


ألقت الصوره بحضنها كانها تحضن والدتها وانفجرت في العياط تردد؟ انكسرت يا ماما وما بقتش مستحمله مشيتي وسبتيني وبقيت لوحدي وبابا يبيع ويشتري فيا كاني جاريه عنده كل ده عشان مراته ثريا 


- طول عمري بكره الضعف و مش عاوزه اضعف هم شايفين اسيف العنيده القويه اللي ما حدش يقدر يكسرها؟ بس ما يعرفوش اللي جوايا اد ايه موجوعة وتعبانه,انا اتكسرت من ساعه لما روحتي وسبتيني لوحدي؟ ما حدش فكر انا اللي خلاني كده رسمه صوره من بره قويه بس من جوه ضعيفه ومكسوره وهشه 

كانت مازالت تجلس وهي شاردة في تفكيرها الماضية لتقول بصوت منخفض :


- انا هسافر ما هو مستحيل اقعد واتجوز شخص معرفهوش ما فيش حل غير كده 

لتنهض بسرع تجهز حقيبتها لتاخذ فيها ما تحتاجه وجواز سفرها الخاص بها, ثم خرجت من الغرفه ببطء حتي تنزل أسفل لتخرج من باب الجنيه لتلمح من الخارج الزجاج مجموعه كبيره من الحرس على البوابه، أبتعدت اسيف  عن الباب حتي لا يراها احد فيهم وقضبت حاجبيها و حدقت بعيناها بصدمه:

- ايه كل الحرس دول جم امتى؟ 


- انا اللي جبتهم وامرتهم يقفوا هنا؟

التفتت اسيف يفزع لتتفاجا باحمد امامها بوجه غاصب :

- اطلعي فوق يا اسيف وما تفتكريش انك هتعرفي تخرجي بسهوله كده ، اطلعي فوق لحد ما يجي معاد فرحك زي ما قلت لك؟


هزت راسها قائله بعدم تصديق :

- دا جنان رسمي مستحيل اتجوز حد بالطريقه دي حتي ولو هخسر كل حاجه  

احمد بانفعال جاده:

- وانا برده بقول الجواز ده هتم غصب عنك حتى لو هخسر اي حاجه 


***


دخل دياب عرفته بعد يوم شاق بالعمل وهو يشعر بالام حاده بجميع جسده؟ ألقي نظرة حنان علي جميله وهي تجلس فرحه الصغيرة امامها اعلي الفراش وتطعمها ابتسم لهم؟ 

ووقف ليخلع ثوبه وصديريته القماشية قبل ان يتوجه الى الحمام ليضع نفسه تحت الدش لتنهمر الماء البارد فوقه لعله يطفئ قليلا من ألم جسده 


خرج بعد مده من المرحاض كان جذعه العلوي عار لا يرتدي سوى سروال قطنيا وكان يلف منشفة صغيرة حول عنقه يجفف شعره بها راى فرحه قد نامت بالفراش مثل العاده بينهما مثل ما تفعل كل ليله؟ 


عندما خرج انتبهت جميله له واشاحت وجهها الي بعيد عنه بخجل لتقول بتوتر:

- حمد لله على السلامه ؟انت جيت امتى؟ 

رفع راسه لتقع عيناه عليها تجلس بالفراش واجاب وحلقه جافا :

- من شويه بس انتي كنتي مشغوله مع فرحه 

لتنهض بسرع قائله:

- هروح اجيب ليك الغداء


هز راسه برفض قائلا بصعوبة:

- لاه خليكي مش رايده حاچه شبعان؟ نامي انتي

هزت راسها بالايجاب بصمت لتفرد جسدها علي الفراش وتضع المفرش عليها؟ حتي سمعت صوت انينا صغيرا, وانفاس عاليه تتالم رفعت نفسها لتنظر اليه كان يجلس على الأريكة يتألم بصمت؟ 


قفز قلبها هلعا عليه وتقدمت منه في خطوات ملهوفة تميل عليه هاتفه بقلق واضح: 

-مالك؟ في حاجة بتوجعك؟

اطلق تاوه ضعيفا كان كفيلا بزعزعة الباقية من تماسك جميله ونظر اليها بعينيه الناعستين اللتين يتوق للغرق في بحورهما هامس بصوت يستجلب الشفقة :

- راسي! راسي هتنفجر, صداع جامد جوي, ماعرافشي اعمله ايه جسمي كله واجعني؟

لتنسى اي خجل خاصة وهي تراه يتالم بالم واضح وحبات العرق تتساقط منه ابتلعت ريقها بتوتر:     


-طب اطلب الدكتور ولا اعمل ايه؟ 

- دكتور ايه بس اللي هتلاجيه الساعه ٢ بالليل انتي مش في الجاهره اهنه بيجفلوا من بدري روحي انتي نامي وانا هبجى زين؟ 

اي نوم وهو بهذه الحالي ويتحدث بصعوبة شديدة وارهاق واضح على ملامحه؟ هزت راسها برفض تام داخلها بان تذهب تنام وتتركه بهذه الحالي؟ 


هتفت به وهي تتجه الى المرحاض حيث توجد صيدلية منزلية بالداخل ويوجد بها أدوية للطوارئ كما الان فهي لمحتها بالداخل اكثر من مره:

- طب استني؟ حالا هجيبلك قرصين مسكن

لم تغيب الا لحظات عادت بعدها حامله قرصين من مسكن لالم الراس وسكبت كوبا من الماء من الدورق المجاور للسرير, مدت يدها لتناول الدواء عندما تناوله بيدها صغيرة ترتعش فلم تنتظر واسندته من كتفيه العاري قابضة عليه بذراعها الرقيق برفق لتساعده بتناول الدواء, ابعد الكوب عن ثغره وهمس بابتسامة شكر:

- تسلم يدك يا چميله 


اجابت بهدوء لا عليه لتبعد يدها سريعا عنه؟ واسند راسه الي الخلف مغمض عينيه بتعب؟ نظرت له عده لحظات تفكر به وهو مازال يتالم بصمت؟ اتذهب لتفوق اخيه، لكن لو كان يريد يخبر ضاحي كان قال له وهو قادم من الخارج ولا تعرف احد هنا ولا طبيب تتحدث معه ياتي ويعالج اياه؟ 


كانت هناك قطرات ماء علي جسده وراسه, لتنحدر نزولا على طول عنقه حتى مقدمة صدره الظاهر؟ بين حنايا صدره وهي تراقب مسارها حيث جسده يرتعش بقوه مما اربكها بلعت ريقها بصعوبة تقول بصوت منخفض:

- مش هتقوم تريح جسمك على السرير عشان ترتاح اكثر وكمان البس حاجه كده جسمك هيبرد وتتعب اكثر؟ 

اجاب دياب بارهاق وهو مغمض العينين :

- مش جادر؟ 


نظرت اليه باشفاق لتقترب بتردد منه وتحاول تقنع نفسها: لا خجل في وقت كهذا فهو بالاخير زوجها وهذا وجبها تجاه؟ 

لتفاجئه للمرة الثانية وهي تمسك راحته الضخمة بين يديها الناعمتين لتجبره على الاعتدال في جلسته علي الاريكة واخذت وساده الفراش بينما تحاول سنده يعود بظهره لتستند الوسائد خلفه ليفرد جسده جيد براحه؟ واخذت المنشفة صغيرة تجفف صدره العاري من الماء جيد وراسه ايضا .


كان هو يشعر بها رغم ألمه الشديد وتعبه وينظر اليها بابتسامة حنونه اعلي ثغره؟ 

فيما اغمض عينيه وهو يرفع يدها ليضعها فوق موضع الالم براسه قائلا كانه يستغل الموقف:       

-اهنه يا جميله, الالم اهنه واعر جوي مجدراشي استحمله؟

وتلقائيا وببراءة تمسد جميله موضع الالم مدلكه اياه؟ انتبهت لسكونه بين يديها فحاولت سحب يدها و أعتقدت أنه نام ؟ لكن هو مرتاح بلمسة يدها؟لتذهب لكن تفاجأت منه يجذب يدها اليه قائلا بلهفة وشوق:

- رايحه فين؟ ومهملاني اكده؟؟ 

- ااا رايحه .. انا فكرتك نمت؟                                     

هتف بداخله:

- اي نوم اني مش هيجيني نوم بعد الليله؟ واني مجدرش استحمل لمسه يدك ولا بعدك عني حتي؟ 

افلت يدها من يديه وهو يقول بصوت اجش بينما عيناه تغازلانها بدون هوادة:

- بس اني لسه تعبان والوجع ما راحش؟ بالعكس ديه زاد اكثر  

جميله بقلق واضح:

- بجد؟ انا فكرتك نمت وما رضيتش اقلقك طب اعمل لك ايه عشان الالم يروح؟ الظاهر المسكن مش عامل مفعول                                                   

هز راسه برفض قائلا بدون وعي:

- مش وجع راسي وجع جسمي؟ 

كان يقصد الشوق واللهفه، الذي احسها من قربها كان تيار كهرباء يزعزع كيانه بالكامل؟ 

كم ألمها حديثه عن الالم الذي يشعر به؟ وهو يتريجها لا تتركه اقتربت منه بتردد وتوتر:

- طب وسع لي شويه؟ 

عقد حاجبيه بدهشة متسائلا:

ليه؟

- هعملك مساچ لظهرك؟ 

ابتسم بلطف تاركا ذراعيها بينما امسكت يده ليلتف وينام علي بطنه واضع وجهه بالوساده تاركا لها الامر 


جلست جميله بجانبه لوت ساقيها علي الاريكة ثم بدات تدلك بلطف وحزم, وفي ذات الوقت عضلاته المتشنجه بدات في الاسترخاء وهو صامت مستمتع بما تفعله؟ 


بدات تصعد بيدها حول عنقه المتشنج مدلكه اياه بحنان, حمحم دياب وقد شعر بالنيران تشتعل بجسده اثر لمستها تلك همهم بصوت مخنوق اجش بالتوقف..توقفت يدها من اعلي جسده متسائلة لماذا ,لم يجيب عليها لكن اهتز جسدها بصدمه عندما جعلها تصطدم ظهرها بالاريكه واحاطها بقوه بجسده بيديه بحماية تتسبب قوة الارتطام بايذائها منحني عليها هامسا بصوت حازم بالقرب من اذنها و هو يمرر عينيه:

- كفاياكي عاد نامي؟ 


كانت صامته بين يديه، لتصعقه هذه المرة وهو يجذبها لراحتها ليضعها فوق الوسادة اسفل خدها و ينام حاولت ان تجذب يدها لتسمع تاوه باعتراض منه؟ لتصمت ولكنها اشفقت عليه فهو يبدو كالطفل النائم المرتاح, ليبدل من وضعيته فوق الأريكة, فيرقد بجانبها مزيحا راحتها واضعا ذراعه اسفل خصرها براحة؟


قرّب جسدها الغض اللين منه ينظر الى وجهها النائم كالملاك؟ او كما اعتقد انها نامه؟ لكن رمشت بعينيها دليل انها لم تنام بعد لكن أغمضت عينيها بقوه من الخجل؟ ابتسم دياب داخله عليها ليسند ذقنه فوق راسها متنسما رائحة شعرها العنبرية ويغمض عيناه


وللمفاجاة يغرق في سبات عميق وسبقته بعد قليل جميله وهي الاخري, والتي لم يكن ببالها ابدا انها ما ان تشعر براحته و انها ستغوص بالفعل في نوم عميق كما فعلت ،كان البداية احساس بشفقه تجاه؟ وانتهى بشعورها هي بالراحة التي غمرتها ما ان شعرت بقربه منها لتنام ولاول مرة منذ زمن براحة عميقة واحساس غريب بالامان يلفها.


***


استمعت اسيف الي صوت هاتفها لتجيب ليقول مصطفى باستغراب قائلا:

- ايه يا بنتي هو انتي اما صدقتي اخذتي الاجازه ما بشوفكيش ولا بتتصلي بيا؟ فينك 

اجابت اسيف بنبرة حزن لاول مرة يسمعها هو: 

-مصطفى انا فرحي بعد اسبوعين 

- نـعـم؟ 


                الفصل العاشر من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close