أخر الاخبار

رواية ذاكرة القلب الفصل الثالث عشر 13بقلم رانيا البحراوي

 


رواية ذاكرة القلب 

الفصل الثالث عشر 13 

بقلم رانيا البحراوي


آسيا مازالت تعاني من إرتفاع درجة الحرارة ولذلك لم تستطع الخروج إلى المطعم للاطمئنان على ابنتها ولكن كانت دائمة الإتصال بالمطعم لسماع صوتها.


مودة عبر الهاتف :الباشا لم يدفع.


ضحكت آسيا وتسائلت عن ذلك لأنها لم تفهم ماتقصده مودة.


إسلام وهو يضحك بشدة :هذه البغبغاء اصبحت تردد كل مانقوله (هروح في داهية بسببها)


آسيا :ماذا حدث؟


حكى لها إسلام ماحدث فضحكت آسيا وقالت :حتى لا تتحدث أمامها ثانية، هيا ارسلها لي كي اطعمها وابدل لها ثيابها.


اسلام :لا لن ارسلها استريحي انتِ فقد تناولت طعامها معي والآن سوف اخذها معي لرؤية والدتي اتصلت وطلبت مني أن اخذها إليها فقد اعدت لها كيك الشيكولاته التي تحبه.


آسيا :انت ووالديك تدللون هذه الطفلة لدرجة لم تعد تستمع لكلامي.


اسلام :اراكِ تغارين لاننا تحبنا أكثر منك.

آسيا :لا ولكن لا أحب أن تكون عبأ عليكم.

اسلام بغضب :اذا تحدثتي هكذا مرة أخرى سأخصمك وسأخبر والدي بذلك.


آسيا :اعتذر ولكن لا تخبره سيوبخني مثل كل مرة أمام الزبائن.


اسلام :كيف حالك الآن؟

آسيا :هذه المرة العاشرة التي تسألني فيها هذا السؤال، أنا بخير سأنزل المطعم صباحا بإذن الله.


آسيا :ماذا فعلت في طنط والعروس التي حدثتك عنها؟


اسلام :لا تذكريني، لم تدعني والدتي انام طوال الليل كانت تحدثني عن هذه العروس وجمالها واخلاقها حتى الصباح وانزعجت حين رفضت بالاخير.


آسيا :اشفق حقا على والدتك كم عروس رفضتها إلى الآن وفي كل مرة تنزعج والدتك وتظل تبكي ايعقل ان لا توجد ولا واحدة منهم اعجبتك.


اسلام :نعم لانني لن اتزوج بهذه الطريقة واتمنى ان تفهمني والدتي وتتركني وشأني.


آسيا :اشعر ان زواجك سيكون على يدي انا.


سكت اسلام ويبدو أنه انزعج من حديثها وطلب منها أن تغلق الهاتف.


ظنت آسيا انه أنهى المكالمة لانه لايحب الحديث عن زواجه ولكنه انزعج لأنها مازالت لم تشعر بحبه رغم انه حاول التلميح لها بأكثر من طريقة ولكنها لم تفهم إلى الآن او تتجاهل ذلك.


الحقيقة ان آسيا لا يشغل فكرها سوى ابنتها وتربيتها وكيفية الإنفاق عليها دون أن تحتاج لأحد ولم تلتفت لاي امور أخرى.


في اليوم التالي

تعافت آسيا وعادت للعمل في المطعم بمنتصف اليوم طلب اسلام ان يأخذ آسيا معه ويذهب لشراء بعض الأغراض.


ولأن البلدة صغيرة بينما يمر اسلام أمام كمين مرور رأى عادل يجلس معهم بينما يفتش احد العساكر حقيبة السيارة الخاصة بإسلام تعرف اسلام على عادل ونزل من السيارة كي يسلم عليه.


رأى عادل مودة وطلب من اسلام ان يفتح لها باب السيارة كي يسلم عليها.


اشار عادل إلى زملائه الضباط وقال اقدم لكم اصغر عاملة بالمطعم هي من قدمت لي المنيو بالامس.


مودة :الباشا لم يدفع الحساب.


وضع اسلام يده على فمها وهو يشعر بالحرج وينظر إلى عادل لايجد كلام يبرر به ماحدث.


ابتسم عادل وطلب منه أن يترك فمها ويدعها تكمل حديثها وامسك بيدها وسألها ماذا تقولين؟


مودة :الباشا لم يدفع الحساب.


فهم عادل وتذكر ذلك وقال :نعم نسيت ولكنني كنت سأمر عليكم اليوم من أجل ذلك واخرج من جيبه مال يقدمه لاسلام فرفض اسلام اخذ المال وقال :لن اخذ شيئا لكي تمر علينا مرة أخرى.


عادل :احببت الطعام لديكم جدا وسأعود لاتناوله مرة أخرى.


اسلام :لنا الشرف.

أشار عادل لمودة وظلت تشير بيدها الصغيرة وتقول له :باي باشا ظنت ان اسمه كذلك.


العساكر والضباط بالكمين ظلوا يضحكوا عليها.


اسلام بالسيارة :بغبغاء.

مودة :انت بغباء ولست أنا.


عاد اسلام بمودة وظل يحكي بالمطعم عما حدث ضحكت آسيا وقالت :متخيلة وجهك وهو شاحب اللون وكمية العرق التي تصبب منك.


اسلام :اضحكي اضحكي، إنها ابنتك وتشبهك.

آسيا :برافو عليكي مودة، يبدو أنها ستنتقم من كل الفتيات الائي رفضتهن.


اسلام :هكذا إذن، عندما يأتي الباشا مرة أخرى لا اريد رؤيتك انتِ وابنتك بالمطعم والا ستظل تردد الباشا لم يدفع الحساب حتى يأخذنا الباشا كلنا على القسم.


آسيا :سيأخذك بمفردك لا كلنا.

اسلام مازحا:لن اذهب بمفردي هذه ستكون رئيسة العصابة وأشار بيده على مودة.


مودة :أنت رئيس العصابة.

اسلام :بغباء ولكن اعشقها ماذا أفعل.


لم تكن حياة عادل سهلة ابدا بهذه القرية، فرغم صغر القرية الا انها تكثر بها الخلافات بين العائلات الكبيرة

والامن ليس منضبط كثيرا وهناك حوادث سرقة وخطف اطفال فمنذ وصوله على القرية ولم يستريح مطلقا كل يوم تمر عليه أحداثُ ويصل صداها لمديرية الأمن وهذا يعيق من ترقيته ويعطل من عودته للقاهرة كما يريد.


بينما يمر عادل امام المطعم يوما تذكر الدين وقرر أن يدخل ويتناول طعامه ويسدد دينه.


بينما تمزح آسيا مع اسلام وتشير له على إحدى الفتيات الجميلات تتناول طعامها بالمطعم ودون اي مقدمات رأت عادل امام المطعم. 


دخل عادل من باب المطعم رأته آسيا واختبأت بسرعة اسفل مكتب الكاشير مع تسارع نبضات قلبها وكأن هناك شيئا سقط منها وتبحث عنه بالأرض حتى لا تلفت انتباه اسلام. 


للقلب ذاكرة يخفي فيها كل الذكريات التي سبق ولامست القلب مهما حاول العقل ان يتجاهلها أو يتظاهر بنسينها وحده القلب قادر على استرجعها وكأننا نعيش فيها وكأنه لاتوجد أعوام مرت علينا

أو ايام مضت أو احزان اصابت حياتنا.


تحيا ذكريات القلب وتؤلمنا وتذكرنا بكل ماكان يؤلمنا

وتزداد نبضات قلوبنا معلنة عدم نسينا.


بمجرد أن جلس عادل على الطاولة وظهره إليها اسرعت آسيا إلى الحمام وطلبت من اسلام ان ينوب مكانها.


بالحمام بكت كثيرا حتى احمر وجهها.


ازدحم المطعم وطلب اسلام من إحدى العاملات استدعاء آسيا.


خرجت العاملة لتخبره ان آسيا ليست بخير بينما كانت مودة نائمة بالأعلى مع والدة اسلام.


حاول اسلام السيطرة على الوضع واصبح يقدم الطعام ويقوم بأعمال الكاشير وعندما رأى عادل رحب به سريعا ولم يستطع الجلوس معه.


ظلت آسيا بالداخل لم تخرج ابدا.


عادل ظل يلتفت ثم سأل اسلام :أين ابنتك.

اسلام :البغباء؟ انها نائمة.


عادل :كنت اريد دفع الحساب أمامها حتى لا تظن ان رجال الشرطة لصوص.


اسلام :عفوا ياباشا المكان مكانك تفضل باي وقت


غادر عادل المكان وخرجت آسيا وهي تلتفت يمينا ويسارا وعيناها قد تورمت من كثرة البكاء كانت تتمنى لو تذهب إليه حين تراه وتخبره بكم اشتياقها له وبأبنته كم اصبحت طفلة جميلة محبوبة من الجميع.


ولكنها لن تستطع ذلك لأنها تعلم جيدا رغبته في تفريقها عن ابنتها ولن تدع ذلك يحدث ابدا.


اسلام :الباشا الذي فضحتني ابنتك أمامه جاء اليوم ودفع الحساب القديم والجديد اشرحي لابنتك كي تنسى جملتها الشهيرة كلما رأت الباشا.


آسيا بهدوء:هل هو يعمل هنا؟

اسلام :نعم هنا ولكن ليس بالقسم القريب وأنما بالقسم الذي بآخر البلدة ولكن يتعاونون جميعا بحكم عملهم.


فكرت آسيا قليلا ويبدو انها قررت الرحيل دون أن تخبر أحدا.


بعد الانتهاء من العمل بينما مودة مازالت بالأعلى مع والدة اسلام دخلت آسيا وقامت بجمع كل اغراضها واغراض ابنتها بحقيبة كبيرة.


طلبت آسيا من اسلام ان يحضر مودة من منزله.


عندما فتحت آسيا الباب لاسلام كي تأخذ ابنتها.


رأى اسلام الحقيبة بمنتصف الغرفة

اسلام :ماهذه؟

آسيا بأرتباك:لا تهتم.


دفع اسلام الباب وقال :كيف لا أهتم، ماهذه الحقيبة؟


آسيا :اشياء قديمة سأتصدق بها.

اسلام :كل هذه الحقيبة اغراض قديمة.

آسيا :نعم ولماذا سأكذب عليك؟


ذهب اسلام وهو يشعر بالخوف وكأنَّها تخطط لشيئ لم يصعد اسلام إلى منزله وظل يجلس بالشارع أمام باب المطعم بعد أن تم غلقه. 


فكر اسلام في هذه الليلة ان يعترف لها لايعلم لماذا يشعر بأنه قد يفقدها نظرتها وارتباكها بالحديث لا يطمئن ابدا. 


خططت آسيا لترك المكان ولكن شعرت بأنها لن تستطيع تركهم دون أن تخبرهم وتشكرهم على كل مافعلوه معها ومع ابنتها ولذلك قررت تأجيل الأمر لبضعة ايام. 


بينما تلعب مودة أمام المطعم وتقوم آسيا بعملها جاءت سيدة واطالت الحديث مع آسيا وظلت تخبرها ان الحساب به شيئ خاطئ وتطلب من اسيا مراجعته بعد أن انتهت آسيا من مراجعة الحساب ورفعت رأسها كي تعطي الفاتورة لهذه السيدة رات انها اختفت تماما واختفت معها مودة. 


صرخت آسيا بأسلام هل مودة بجانبك؟

اسلام :لا لم تدخل كانت معك. 


ترك جميع العمال عملهم بما فيهم والد اسلام وخرج الجميع يبحث عنها. 


لم يتم ايجادها باي طريقة وبمراجعة الكاميرات رأت آسيا ان السيدة التي كانت تجادلها والسيدة التي كانت معها استغلوا انشغال آسيا وخطفوا الطفلة. 


توجه اسلام على الفور لابلاغ الشرطة وبدأت الشرطة في تبليغ جميع الدوريات بخطف الطفلة. 


وردت رسالة إلى عادل عبر الاسلكي والذي شعر بالغضب وظل يقول ماهذه البلدة كل يوم حادث اختطاف أو كارثة الا يوجد يوم بها هادئ. 


تقابل اسلام مع عادل بالقسم وحزن عادل جدا لانه يعرف الطفلة واحبها كثيرا، وعرض عليه اسلام صور الطفلة وصور السيدة التي قامت بخطفها لم يكن وجه آسيا واضح بهذه الصور. 


توجه عادل للمطعم كي يقوم بتفريغ الكاميرات بنفسه وتفريغ كاميرات المحلات المجاورة. 


بمجرد وصول عادل المطعم وقعت عيناه على والدة الطفلة وهي تبكي بالأرض. 


عادل :اطمئني حضرتك سنعيد ابنتك  ولكن ارجو ان تتعاوني معنا. 


رفعت آسيا وجهها وهي تبكي وتقول ابنتنا. 

يتبع 

                     الفصل الرابع عشر من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا 



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close