أخر الاخبار

رواية لقد عادت من اجل الانتقام الفصل الثاني والاربعون 42بقلم جوهرة الجنة

          

رواية لقد عادت من اجل الانتقام 

الفصل الثاني والاربعون 42

بقلم جوهرة الجنة




وصلت أسماء بعد دقائق من السياقة السريعة، و نزلت من سيارتها، وجدت ممرضا في إنتظارها، و أدخلها من الباب الخلفي للمستشفى.


أسماء :ماذا عن كاميرات المراقبة.


الممرض: لحسن الحظ هي معطلة اليوم.


أسماء :جيد إذن سنذهب لغرفة أسية و تقتلها.


الممرض بفزع: ماذا.. هذا مستحيل... سيدتي أنا وافقت أن أساعدك و أعلمك بجميع المستجدات لكن عندما يصل الموضوع إلى القتل فأنا لا أستطيع.


أسماء بغضب: جبان... أنت إنتبه للممر و أنا سأتكلف بأسية.


الممرض :أوامرك سيدتي.


دخلت أسماء لغرفة أسية، و صدمت عندما وجدت شخصا يتلاعب بأجهزة التنفس، و عندما كانت على وشك الهرب استدار ذلك الشخص فلم ترى سوى عينيه بسبب ذلك القناع الذي يرتديه. أمسكها ذلك المقنع و أغلق الباب ثم ثبتها عليه.


المقنع :من أنت.


بلعت أسماء ريقها و قالت :أنا لم أرى شيئا و لن أقول شيئا.


المقنع: و أنت بالفعل لم تقولي شيئا و الأن أخبريني من أنت.


فكرت أسماء و وجدت أنه لا مفر من هذه المصيبة فقالت: أنا أسماء و لدي نفس هدفك.


المقنع: حقا و ما هو هذا الهدف.


نظرت بكره و حقد ناحية أسية و قالت: موت هذه الحقيرة... حاولت قتلها من قبل لكنها لم تمت و لكن على الأقل دخلت في غيبوبة فأصبحت شبه ميتة لكن إستيقاظها هذا سيؤثر بشكل خاطئ على خططي و ستبعد عني رعد للأبد و هذا ما لا يتوقع أحد أنه سيحدث. 


نظر لها المقنع بتمعن قليلا ثم ابتعد عنها فزفرت براحة عندما قال: هي ماتت و لكن إن لم نخرج الأن فلا فائدة من موتها و إنما ستسبب لنا المصائب.


أسماء: أنت محق... أنا سأخرج.


المقنع :سنخرج.


أسماء بعدم فهم :ماذا.


المقنع: إن لم أخرج لن تستطيعي الخروج.


أسماء باستغراب :و ما الذي يمنعك عن الخروج.


المقنع: بالتأكيد هناك من ساعدك على الدخول.


أسماء :أجل ممرض يعمل هنا و هو يراقب الممر في حالة أتى شخص لينبهني.


المقنع: إذن دعيه ينصرف.. لا يجب أن يراني.


أسماء بفهم: حسنا.


المقنع: انتظري إياك أن تحاولي أن تخدعيني و إلا مصيرك سيكون مصير هذه الجثة.


بلعت أسماء ريقها و أماءت بالإيجاب، ثم خرجت تتجه ناحية ذلك الممرض و أمرته أن يعود لعمله و هي ستخرج لوحدها.


أسماء في نفسها: يا ترى هذا الشخص ما علاقته بأسية و لما قتلها يا ترى... يجب أن أسأله و لكن أولا يجب أن نخرج من هذا المكان.


اتجهت للغرفة مجددا و أشارت للمقنع أن يلحق بها فخرجوا من المستشفى من الباب الخلفي فاتجه المقنع ليستقل سيارته.


أسماء :انتظر.


المقنع :ماذا.


أسماء :من أنت.


نظر لها المقنع من الأعلى إلى الأسفل ثم صعد إلى سيارته و تحرك بسرعة من أمامها و تركها مصدومة من تصرفه.


أسماء بغضب :هذا الحقير ينظر لي بتلك الطريقة... و الأدهى أنه لم يهتم لأمري... يجب أن يحمد ربه أنني لا أعلم من هو و إلا كان في عداد الموتى.


صعدت أسماء لسيارتها، و نست موضوع ذلك المقنع بعد أن تذكرت أنها تخلصت من أسية، و غادرت متجهة لمنزلها و هي في قمة السعادة.


في قصر وعد استيقظ رعد على رنين الهاتف فوجده رقم الطبيب فأجابه بعد مدة.


رعد :السلام عليكم.


الطبيب: و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته.. صباح الخير سيد رعد.


رعد: صباح الخير... يا ترى ما سبب هذا الإتصال في مثل هذا الوقت.


الطبيب: للأسف سيدي لدي أخبار لن تعجبك.


رعد ببرود :ماذا حدث.


الطبيب: السيدة أسية ماتت قبل ساعات.


رعد بغضب :كيف ماتت و لما لم تخبرني من قبل.


الطبيب: أنا أيضا لم أكن أعلم و الطبيب الذي شخص حالتها في الليل و وجدها ماتت أمر أن لا يتصلوا بي في ذلك الوقت لأنني قضيت يومين في المستشفى دون راحة بسبب حالات مستعجلة.


رعد :كيف ماتت.


الطبيب: حسب التشريح ظهر أنها ماتت بسبب اختناقها ربما حاولت أن تقف بعد أن استيقظت أو تذكرت شيء أخافها لا أحد يعلم.


رعد ببرود :حسنا أنا سأتصل بعائلتها ليتكلفوا بجثتها.


قطع رعد الخط ثم ذهب لخزانته حيث يضع الملفات و بحث في الملفات حتى وجد ملف به إسم أسية أخرجه و فتحه ثم نقل رقم والدها في هاتفه و انتظر قليلا حتى رد.


رعد :السلام عليكم.


الرد: و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته.. من معي.


رعد: أنا رعد العلمي صاحب شركات الرعد.


الرد: سبق لي و سمعت عنك... كيف أخدمك سيدي.


رعد: الموضوع يخص ابنتك أسية.


الرد: يبدو أنك أخطأت في الرقم أنا ليس لدي إبنة بهذا الإسم.


رعد :أنا لم أخطأ و أعلم الحقيقة لكن و قبل أن تقاطعني أسية قامت بحادث منذ أيام و دخلت في غيبوبة و اليوم ماتت.


الرد بغضب: يبدو أنك لا تفهم إبنتي ماتت منذ مدة طويلة و هذه التي ماتت اليوم لا علاقة لي بها.


انقطع الخط و رعد ينظر باندهاش للهاتف قائلا :كنت أعلم أنه كره أسية لكن ليس لدرجة أن لا يقبل دفنها بعد موتها... فليرحمك الله يا أسية و يغفر لك ذنوبك.


ذهب رعد للحمام بعد أن إتصل بالطيب و أخبره أنه من سيتكلف بدفنها، و هو يتذكر عندما طلب من رجاله أن يحضروا معلومات حول أسية، و اكتشف أن والدها طردها من المنزل و تبرأ منها بعد أن علم بعلاقاتها غير الشرعية.


خرج رعد من الحمام ثم ارتدى بنطال و قميص بالأسود و حذاء بنفس اللون، حيث أبرز القميص جسده المعضل و نزل للأسفل فلم يجد أحدا نظرا للوقت المبكر، فاتجه ليعمل في الغرفة المخصصة للعمل.


بعد ساعتين استيقظ الجميع و وصل صوتهم لرعد الذي أخذ هاتفه و خرج من تلك الغرفة، ثم ذهب لغرفة الأكل و جلس بعد أن قبل يد و جبين الكبار. 


رعد :صباح الخير. 


الجميع :صباح الخير. 


مراد: رأيتك تخرج من غرفة العمل ألم تقم برياضتك الصباحية اليوم. 


رعد: لا مزاج فذهبت أعمل قليلا. 


جنة برقة: و لكن يا أخي أنت لا تستغني عن الرياضة إلا إذا حدث شيء مهم.


رعد بابتسامة :أنت محقة لقد حدث شيء هو ما جعل مزاجي يتغير.


عمر: ماذا حدث يا ابني أيوجد مشكل في العمل.


رعد :لا يا والدي و إنما أتاني إتصال من الطبيب المكلف بحالة أسية ليعلمني أنها ماتت.


حسن: لا حول و لا قوة إلا بالله... أتمنى أن يرحمها الله.


الجميع : أمين.


مراد: لكن كيف ماتت.


رعد :استيقظت في الفجر و يبدو أنها حاولت أن تقوم فضاق نفسها بسبب جسمها الضعيف و الحادث.


نسرين :فليرحمها الله.


رعد :أستأذن منكم الآن يجب أن أنهي العمل الذي علي كي أذهب و أتكلف بدفنها.


فهد باستغراب :أنت من ستتكلف بالدفن ألا يوجد لديها عائلة.


رعد: لديها عائلة و لكن للأسف تبرأوا منها منذ سنوات و رفض والدها أن يدفنها و قال أن إبنته ماتت منذ مدة طويلة.


سليم :لا حول و لا قوة إلا بالله حقا حال الناس أصبح مخيفا.. إذهب أنت يا ابني و أنهي ما عليك.


في روسيا كانت الساعة الحادية عشر نظرا لفرق الساعات فكانت وعد مستيقظة منذ ساعات، و خرجت حيث ذهبت لشركتها في روسيا، و دخلت من باب سري يوصل لمكتبها، و جلست تتابع عمل الموظفين و تراجع الملفات الموجودة في مكتبها، و التي كلفت أحد رجالها المخلصين أن يضعوها في المكتب و بعد ساعات أتاها إتصال من لوسيو.


وعد :نعم لوسيو.


لوسيو :سيدتي ألفريدو لديه اجتماع بعد ساعتين في مطعم.


وعد: أرسل لي عنوان المطعم.


لوسيو : حسنا سيدتي و ليكن في علمك المطعم يوجد في منطقة هادئة و بها القليل من الناس.


وعد بابتسامة: و هذا ما أريده بالضبط.


أغلقت وعد الخط ثم فتحت باب الحمام و أخذت معها حقيبة يد فغيرت ثيابها لنفس الفستان الذي ارتدته في الليلة الماضية، ثم نظرت لنفسها في المرأة و عدلت من وضع القناع الذي لا يظهر ملامحها الحقيقية.


وعد: أنت من بدأ اللعب يا ألفريدو و على طريقتك إذن لنلعب على طريقتي الان و في ملعبك.


خرجت وعد من المكتب بنفس الطريقة التي دخلت لها، و استقلت سيارتها متجهة للعنوان الذي أرسله لوسيو.


بعد ساعة وصلت وعد لمكان قريب من المطعم، و وجدت أن كلام لوسيو صحيح فلا يوجد شخص في المكان فابتسمت، و وجدت أنها وصلت قبل الموعد بنصف ساعة فقررت استغلال هذا الوقت و بحثت عن مكان تضع به سيارتها، و في الأخير وجدتها فصفتها به و ابتعدت عنها بعد أن درست المكان جيدا.


بعد دقائق أتتها رسالة من لوسيو يعلمها باقتراب ألفريدو من المكان، و حمدت الله أن الشخص الذي كان يتمشى في ذلك المكان قد غادر فبدأت بخطتها، و ما إن رأت سيارة ألفريدو قادمة حتى نزعت ذلك القناع و ظهر وجهها الحقيقي و وقفت وسط الطريق مبتسمة. أما في سيارة ألفريدو كان يسوق و عقله شارد في ليلة أمس و هو يتذكر ما حدث.


ألفريدو: أيمكن أن المشروب به شيء جعلني أهلوس... وعد ماتت إذن كل شيء حدث هو مجرد وهم... إنسى يا ألفريدو كل شيء إنه مجرد وهم... وعد لا يمكن... أنا أتخيل هذه ليست وعد... أجل ليست وعد.


أغلق ألفريدو عينيه بقوة، ثم فتحها مجددا و قد بدأت المسافة بينه و بين وعد تتقلص فتأكد من وجودها فأسرع و ضغط على الفرامل، و توقف على بعد سنتيمترات من وعد و ظل ينظر لها بصدمة، و هي تنظر له بابتسامة ثم فجأة بدأت تعود بخطواتها للخلف.


ألفريدو بصدمة: أنا لم أكن أتخيل... وعد أمامي... هذا مستحيل... كيف لم تمت... لماذا تبتعد... هي ستختفي مجددا... لا لن أسمح بهذا أن يحدث.


نزل ألفريدو بسرعة يجري خلف وعد التي كانت استدارت قبل نزوله و جرت تختفي من أمامه فظل يلاحقها لدقائق حتى اختفت مجددا، فأصبح يدور في مكانه كالمجنون.


ألفريدو بصراخ :وعد أين أنت... أنا أعلم أنك هنا.


خلف شجرة كبيرة كانت تقف وعد و هي تراقب ألفريدو باستمتاع ثم تسللت من خلف الشجرة دون أن يشعر بها ألفريدو و ذهبت للمكان الذي وضعت به سيارتها.


كان ألفريدو غاضبا بشدة فبدأ يبحث في الأماكن القريبة من ذلك المكان حتى لمح فتاة توشك على فتح باب السيارة، و ترتدي فستانا أبيض و فوقه سترة سترة سوداء فأسرع نحوها و أمسكها من كتفها و أدارها بقوة حتى كادت تقع.


الفتاة بصراخ: هل جننت يا رجل كيف تمسكني بهذه الطريقة.


ألفريدو بصدمة :أنت لست وعد.


كان ألفريدو مصدوما عندما وجد فتاة سمراء تنظر له بغضب و لم يعد يعرف كيف يتصرف.


نزل في هذه اللحظة شاب من السيارة قائلا: ما بك يا إيلين و من هذا الرجل.


إيلين :لا أعلم من يكون لقد أمسكني من كتفي بقوة.


اقترب ذلك الشاب من ألفريدو ثم سدد له لكمة قوية و قال :تذكر هذه كلما حاولت التمادي على أي إمرأة.


أدخل الشاب إيلين إلى السيارة و ركب هو أيضا و ساق سيارته تاركا خلفه ألفريدو يضع يده على وجهه حيث تلقى اللكمة و لا زال في نفس حالته.


ألفريدو :لم تكن وعد... اللعنة ماذا حدث لي... لماذا أراها في كل مكان... أكرهك يا وعد حتى بعد موتك لم أرتح منك... اللعنة عليك.


غادر ألفريدو المكان دون أن يحضر الاجتماع الذي أتى من أجله، أما في سيارة ذلك الشاب فما أن ابتعدوا حتى انفجرت تلك الفتاة ضاحكة ثم نزعت ذلك القناع الذي تضعه فظهر وجهها الحقيقي و لم تكن سوى وعد.


وعد: ألفريدو يكاد أن يجن... جيد يا لوسيو لقد أتقنت دورك بشكل جيد.


لوسيو: شكرا سيدتي و الأن ماذا سنفعل.


وعد :حاليا سنشاهد فقط يوجد شخص آخر هو من عليه فعل شيء.


في المغرب تكلف رعد بدفن أسية و ترحم عليها، ثم ذهب لشركة وعد حيث كان فريقه، و أشرفوا على العمل بأنفسهم، و بالفعل وجدوا أحدا يقوم بإختلاسات مالية من الشركات فبدأوا يبحثون خلفه.


مضت يومين بدون جديد سوى أن وعد كانت تلاحق ألفريدو في كل مكان و تظهر له لثواني ثم تختفي حتى أوشك ألفريدو على الجنون، و عندما أتاه عرض الزعيم ليشاركه في شحنة مخدرات وافق بدون تفكير كي يبتعد عن روسيا كسبب أول و أيضا ليزيد من قوته في المافيا.


في يوم جديد، كان الشباب يخرجون من شركة وعد و يتحدثون عندما أتت رصاصة في قلب زين تزامنا مع صراخ الموظفين و الشباب.


الشباب بصراخ :زين.


أسرع رعد يتحسس نبضه، و الأخرين حوله بينما إتصل بعض الموظفين على الإسعاف، و اتجه بعض الحرس ناحية العمارة التي أتى منها ضرب الرصاص.


أعلى تلك العمارة كان هناك قناص يجمع معداته بسرعة كي يهرب فوقعت منه علبة الرصاص و تشتت في الأرض فبدأ بجمعه، و عندما التفت للخلف وجد مقنعا أمامه فأسرع يضع يده خلف ظهره ليخرج سلاحه لكن المقنع كان أسرع و أخرج مسدسه و وجهه نحوه.


المقنع :إياك أن تحاول فعل شيء خاطئ و إلا الثمن سيكون حياتك.


القناص: من أنت.


المقنع: هل سمعت من قبل عن الجحيم.


بلع القناص ريقه عندما تذكر أنه يوجد شخص في المافيا يلقب بهذا الإسم، فقال :سمعت عنه من قبل.


خلع المقنع ذلك القناع الأسود فظهر وجهه و لم يكن سوى وعد التي قالت :إذن رحب بالجحيم.


القناص بفزع: وعد العلمي.


وعد ببرود :أجل و لسوء حظك رأيت وجهي إذن يجب أن تموت.


القناص : لا لا أنا لم أرى أحدا و لن أقول شيئا.


وعد :هل تعلم من يكون هذا الشخص الذي قتلت.


القناص: لا أنا رأيت فقط صورته و طلب مني قتله.


وعد ببطء :الشخص الذي قتلته يكون زين الشافعي أخي.


انتفض القناص عندما قالت كلمة أخي بصوت عالي، فقال: أقسم لك لم أكن أعلم و إلا ما كنت لأفعل له شيئا.


اقتربت منه وعد بخطوات بطيئة، و هو يتراجع للخلف دون أن ينتبه للحافة، فقالت وعد: أتعلم ما هو ثمن من يؤذي عائلتي.


القناص بنفي: لا لا.


وضع القناص رجله على الرصاص الواقع في الأرض فانزلقت رجله، و لم يستطع التحكم في جسده فوقع من الأعلى فاقتربت وعد من الحافة بحذر و رأت جسد القناص يفترش الأرض و الدماء حوله و الناس بدأت تتجمع حول جثته، فقالت: كنت سأتخلص منك بنفسي لكن الله أقوى مني و أخذك دون أن أعاقبك لكني واثقة أن عقاب الله سيكون أقوى.


حولت نظرها لمدخل الشركة فرأت سيارة الإسعاف تقل زين، و معه رعد و الشباب يلحقون بهم بسياراتهم.


ارتدت وعد قناعها مجددا و أسرعت في النزول عبر السلم تزامنا مع المصعد الذي فتح، و خرج منه الحراس الذين وجدوا فقط المعدات إلى أن أتاهم إتصال من الحرس الأخرين يعلموهم بوقوع القناص من أعلى العمارة. 


في الإسعاف طلب منهم رعد أخذ زين إلى مستشفى البرق فكانوا سيرفضون لكن و أمام إصراره و مكانته وافقوا و اتجهوا نحو مستشفى وعد.


بعد دقائق وصلوا أمام المستشفى، و وجدوا فريقا طبيا في إنتظارهم فأخذوا زين لغرفة العمليات مباشرة. بقي الشباب أمام الغرفة ينتظرون أية أخبار، و رعد ينظر للممر عله يلمح وعد و هو متأكد أنها ستأتي.


بعد ساعتين خرجت طبيبة ترتدي كمامة على وجهها، و لم يظهر من وجهها سوى عينيها فأسرع الشباب نحوها.


فهد: كيف حال زين.


الطبيبة :المريض حاليا سينقل للعناية المركزة فالرصاصة كانت قريبة من القلب و لا يفصل بينها سوى سنتيمترين و نجى بأعجوبة كما توقف قلبه ثلاث مرات و من المتوقع أن يتوقف مرة أخرى.


رعد ببرود :هل نستطيع رؤيته.


الطبيبة :لا.


سيف: رجاءا يا دكتورة نريد أن نطمئن عليه.


الطبيبة: حسنا يمكنكم رؤيته لكن من خلف الزجاج فقط.


ذهب الشباب مع الطبيبة لغرفة العناية بينما تسلل ذلك الشخص الذي كان يتنصت عليهم و إتصل على أحد و بعد ثواني أتاه الرد.


الشخص :السلام عليكم.


الرد: ماذا حدث.


الشخص: هو في العناية المركزة و قالت الطبيبة أن حالته خطيرة و من الممكن أن يتعرض لأزمة قلبية في أي وقت يا زعيم.


الزعيم :حسنا أغلق الأن و بلغني بالمستجدات.


الشخص :أوامرك سيدي.


أيمن: ماذا حدث يا والدي.


الزعيم: لم يمت بعد.


أيمن :اللعنة ما هذا الحظ الذي لديه.


ألفريدو ببرود :كنت أتوقع هذا شخص كالكابوس لن يموت بهذه السهولة مثله مثل وعد.


أيمن :و لكنك قتلت وعد بسهولة.


ألفريدو بسخرية :حقا تعتقد أنني قتلت وعد بسهولة... أنت لا تعرف شيئا لولا الحظ لما استطعت قتلها... أنا أمرت أن يراقبوا الطريق الذي تخرج منه دائما و للصدفة أنها خرجت خلف رعد و لم يكن معها حراس... انتظرت هذه الفرصة لسنوات... لو لم تبقى داخل ذلك الكوخ لمدة طويلة بعد مغادرة رعد لما استطعت فعل شيء.


الزعيم :لكنك لم تخبرنا بعد ما سبب العداوة بينك و بين وعد. 


عادت ذاكرة ألفريدو لصباح الأمس عندما أتى للمغرب، و وجد مانويل في إنتظاره في المطار و أخذه لقصر الزعيم حيث تلقى الصدمة.


فلاش باك


دخل ألفريدو للقصر الذي نال إعجابه لكن لم يظهر ذلك على ملامحه، تتبع خطوات مانويل الذي أوصله لغرفة الجلوس حيث وجد أيمن يجلس مع الزعيم الذي يوليه ظهره.


مانويل :سيدي لقد حضر ضيفك.


استدار الزعيم ببطء ففتح ألفريدو عينيه من الصدمة و قال: أنت الزعيم.


الزعيم: يبدو أنك تعرفني جيدا.


ألفريدو :و من لا يعرفك فأنت في الأخير رجل أعمال كبير.


الزعيم :و ماذا اكتشفت الأن.


ألفريدو: صاحب أكبر المافيات خلف ستار رجل الأعمال حقا أنت موهوب لدرجة لم يكتشف أحد هويتك.


الزعيم: إذن ما دمت تعرفني فلا داعي لأعرف عن نفسي و إنما سأعرفك على ابني أيمن.


ألفريدو :تشرفت بمعرفتك.


أيمن بابتسامة :الشرف لي.


ألفريدو :حقا على حسب معلوماتي عنك لا تكشف هويتك لأحد فيا ترى لما كشفت هويتك أمامي.


الزعيم :كلامك صحيح و لكن لدينا شيء مشترك.


ألفريدو باستغراب :حقا ما هو.


الزعيم :وعد.


ألفريدو ببرود :وضح أكثر.


الزعيم: أنا أعلم أنك من قتلت وعد العلمي.


ألفريدو :و ماذا إن كنت تعرف.


الزعيم: لماذا قتلتها.


ألفريدو :ليس مهم سبب قتلي لها لكنك تريد أيضا موتها من الأول أليس كلامي صحيح.


الزعيم: صحيح و لكن ما هو هدفك من موتها... ترى هل أملاكها هي الهدف. 


ألفريدو :أنا عندما قتلت وعد كان لسبب شخصي لكن هذا لا يمنع أن أستفيد من موتها و أستولي على أملاكها. 


أيمن :و ماذا إن قلنا أننا أيضا نريد أملاكها. 


ألفريدو بابتسامة :لا توجد مشكلة نستطيع تقسيمها بيننا مقابل سكوتكم عن الحقيقة. 


الزعيم بابتسامة: يبدو أننا سنتفق. 


ألفريدو :بالتأكيد. 


الزعيم :مانويل أحضر المشروب احتفالا بتحالفنا. 


باك


ألفريدو بكره: وعد سلبتني أغلى ما أملك... تعرفت عليها قبل سنوات... في الحقيقة صديقتي أو لنقل ملكة قلبي سيلين هي من عرفتني عليها... كانت سيلين تهتم بي كثيرا و نقضي أغلب الأوقات مع بعض لكن ما إن دخلت وعد حياتنا تغير كل شيء... بدأت سيلين تتعلق بوعد و تبتعد شيئا فشيئا عني فقررت أن أغير كل شيء و أعترف بحبي لها... لكن ما حدث صدمني حيث رفضت حبي و عندما سألتها عن السبب و لما كانت تهتم بي طيلة تلك السنوات أخبرتني أنها تعتبرني أخاها... رفضت كلامها و لكنها أصرت و قالت لولا تعرفها على وعد لوقعت في خطأ كبير... استغربت ما دخل وعد لكن بعد أن شرحت لي ما حدث كرهت وعد كثيرا.


أيمن: لماذا سكتت... أكمل ماذا أخبرتها وعد. 


ألفريدو :سيلين اعترفت بحبها لي لوعد و كانت ستعترف لي أيضا لكن وعد لعبت بعقلها فغيرت رأيها... أخبرتها أن مشاعرها لم تكن سوى أخوة لكنها أخطأت في تفسيرها... عرفت كيف تقنعها برأيها و دمرت حياتنا... بسبب وعد ماتت سيلين... اختطفت أمام عينيها و لم تتدخل... سيلين ماتت بسبب وعد و أنا قتلت وعد.


الزعيم :الان علمنا سبب كرهك لكن يجب أن نخطط كيف نتخلص من زين.


ألفريدو: صحيح لكن أين هو ذلك القناص.


الزعيم :معك حق لقد تأخر كثيرا.


إتصل الزعيم بمانويل، و أمره أن يذهب له فنفنذ مانويل أوامره، و أتى خلال دقائق.


الزعيم :مانويل أين القناص.


مانويل :سيدي لقد علمت منذ لحظات أنه فوق من أعلى العمارة و مات.


أيمن بدهشة: ماذا... كيف حدث هذا.


مانويل: وجدنا فوق السطح علبة الرصاص واقعة أرضا و الرصاص واقع في الأرض.. يبدو أنه وقف فوقه فوقع.


الزعيم :متأكد.


مانويل :أجل سيدي.


الزعيم :حسنا يمكنك المغادرة.


ألفريدو :من الجيد أنه وحده دون أن نتدخل.


الزعيم: انت محق... لكن ماذا نفعل مع زين.


ألفريدو :أظن من الأفضل أن لا نفعل شيئا في الوقت الحالي فأي خطأ سيكشفنا لدى من الأفضل أن ندع الأمور حتى تهدأ ثم نتخلص منه.


الزعيم: أنت محق.


في غرفة العناية دخلوا الشباب لها بعد أن فتحت الطبيبة الباب بمفتاح إلكتروني، و أغلقته من الداخل فظهر أمامهم جدار به نافذة كبيرة يبعد عن الباب بحوالي متر و نصف.


الطبيبة :أدخلوا ماذا تنتظرون.


دخل الشباب للغرفة فوجدوا زين يستلقي على السرير مغمض العينين فقال رعد: يبدو أنك صدقت التمثيلية و عجبك السرير.


            الفصل الثالث والاربعون من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close