أخر الاخبار

رواية لقد عادت من اجل الانتقام الفصل الثامن والاربعون 48بقلم جوهرة الجنة

      

رواية لقد عادت من اجل الانتقام 

الفصل الثامن والاربعون 48

بقلم جوهرة الجنة



ضحك الجميع على حماسها بينما قال رعد نافيا كلامها: بالعكس أنا بمجرد سماعي لها تقول أنا لا أحبه غادرت المكان و غضبت بشدة و اعتقدت أن وعد تلعب بمشاعري و عند الثانية ليلا حدث ما غير نظرتي.


فلاش باك


كانت الساعة تشير إلى الثانية ليلا حيث كانت وعد لا زالت تعمل في المكتب عندما سمعت صوت خطوات في الخارج و عندما خرجت وجدت رعد يحمل حقيبة الملابس و يرتدي ملابس الخروج.


وعد باستغراب: رعد ما هذه الحقيبة و إلى أين أنت ذاهب.


رعد ببرود: لا يهم.


وعد: كيف لا يهم... رعد ماذا حدث لك.


رعد: و ماذا ستستفدين من إجابتي ففي جميع الأحوال هذا لا يهمك أو أنك تريدين الضحك علي مجددا.


وعد بعدم فهم: ما الذي تقوله يا رعد أنا لا أفهم من كلامك شيئا.


رعد بصراخ: تريدين أن تعرفي لك هذا... أنا لأول مرة أعلم أنني انخدعت منك... دائما تسعديني بشيء لكن و قبل أن تكتمل سعادتي تصدميني بأنه مجرد كذبة... قبل سنوات وعدتني أن تظلي تحبيني و خلفت بوعدك... ذلك اليوم اعترفت بحبك لي و أخبرتني بكل ما حدث معك في الماضي لكن عندما سألتك هل قلت كل شيء تهربت من الإجابة و هذا يدل على إخفائك لشيء أخر و عدم ثقتك بي... و اليوم فضحت أسماء لأنها تحدتك بإمتلاكي و اعتقدت أنك حقا تحبيني و تصرفت بدافع الغيرة فأعود للمنزل سعيدا لأصطدم بخبر زواجك و أيضا إفصاحك عن عدم حبك لي أمام الجميع... جرحتني مئات المرات ماذا تريدين بعد.


نظرت له وعد بصدمة من سوء فهمه، و علمت أنه لم يستمع للحوار الذي دار بينها و بين العائلة بأكمله، العائلة التي لا تعلم ما يحدث في الأسفل بسبب نظام القصر.


نظر لها رعد فوجد ملامحها هادئة، فأخذ حقيبته، و اتجه ليخرج لكن يد وعد أوقفته قبل أن يصل للباب.


رعد: أتركي يدي يا وعد.


وعد: ليس قبل أن تسمعني... لقد فهمت الموضوع بشكل خاطئ.


رعد بغضب: في كل مرة أستمع لك أصطدم في الأخير بحقيقة قاسية... دائما تكذبين و في الأخير أكتشف الحقيقة لكن لن أعيد خطئي مجددا و لن أستمع لك.


حاولت وعد ردعه عن المغادرة لكن إصراره كان أكبر، فأخرجت سلاحها و وجهته نحو رأسها.


وعد: لن تخرج من هذا القصر إلا في حالة وفاتي.


نظر لها رعد ببرود يخفي خلفه خوفه من أن تنفذ تهديدها لكنه أقنع نفسه بأنها لن تستطيع أن تؤذي نفسها، و استدار متجها نحو الباب ليستمع لصوت رصاصة تعلم هدفها جيدا.


تجمد جسد رعد في مكانه، و فكرة واحدة تدور في رأسه أن وعد قتلت نفسها، و أنه السبب في ذلك لكن ما إن سمع صوتها استدار بسرعة.


وعد بغضب: ماذا فعلت يا لوسيو.


وجد رعد لوسيو يمسك بيد التي بها السلاح، و يوجهها للأعلى ثم أخذ منها السلاح بقوة.


لوسيو: سيدتي ربما أكون عاملا لديك لكن مهمتي هي حمايتك حتى لو كان من نفسك.. أستأذن منكم الأن.


خرج لوسيو و معه السلاح بعد أن دخل ليعطي وعد ملفا طلبته، و تدخل عندما رأى نظرة الجدية في عيني وعد، و رفع يدها للأعلى فأصابت الرصاصة الجدار.


رعد بغضب: هل جننت كدت تقتلي نفسك. 


وعد بصراخ: أجل جننت لأنني و في كل مرة أخطط فيها لأخبرك بأسراري يحدث شيئا يمنعني ...الأسرار التي وقفت أمام مشاعري و تدمر حياتي.


رعد ببرود: لو قلت هذا الكلام قبل اليوم كنت لأصدقك لكن الأن و مهما فعلت لن أتأثر بأكاذيبك.


استنشقت وعد كمية كبيرة من الهواء علها تهدأ ثم قالت: أنت ضابط و في أي جريمة تبحث عن الدلائل و هذا ما سأفعله سأقدم لك دليل براءتي.


رعد: أنا لا أريد رؤية شيء.


وعد: لا تتسرع فإن رفضت رؤية الدليل لن تستطيع الخروج من هذا القصر و حتى لو حاولت ضرب الحرس لتخرج لن تستطع فهم ألات ينفذون أوامري.


فكر رعد قليلا في نفسه و وجد أن كلامها صحيح فهو رأى ردة الحرس عندما صفعت وعد و لن يخاطر بحياته فقال: حسنا.


وعد: تعالى معي إذن.


اتجهت وعد لمكتبها، و خلفها رعد الذي كان قلبه ينبض بقوة، و لا زال يتمنى أن تكون وعد تحبه مثلما يحبها رغم كل ما حدث. أما وعد فعبثت بحاسوبها قليلا ثم أدارته نحو رعد ليشاهد ما حدث، و إعترافها بحبها له أمام العائلة، و قد كان كمن سكب ماء مثلجا فوق رأسه، و الصدمة شلت لسانه و قلبه الذي ينبض فرحا.


رعد: أنت...


وعد بابتسامة: أحبك.


رعد بعدم تصديق :ماذا قلت. 


وعد بحب ؛أعشقك يا رعدي. 


وقف رعد لثواني يستوعب ما قالت وعد و يتذكر ما شاهده ثم حملها فجأة و دار بها و هو يضحك بسعادة افتقدها منذ زمن بعيد و لم تقل سعادة وعد عن سعادته. 


وعد بضحك :إهدأ يا مجنون. 


رعد :مجنون بك. 


وعد :رعد إهدأ و دعنا نتحدث قليلا هناك الكثير لأقوله لك. 


رعد :لا يا وعد لا أريد أي شيء يعكر هذه اللحظة. 


وعد :رعد يجب أن نتحدث الأن و ننهي هذا الموضوع لا أريد أن تعلم أي شيء فيما بعد يؤثر على علاقتنا. 


رأى رعد نظرة الإصرار في عينيها و فكر قليلا في كلامها الصحيح و وجد أفضل حل أن يتحدثوا في كل شيء الان حتى لا تتوتر علاقتهم مستقبلا. 


رعد :حسنا تحدثي. 


وعد: أول موضوع يخص دعاء.


رعد: عن من تتحدثين يا وعد.


وعد: ركز معي يا رعد الضابطة دعاء.


رعد: تذكرتها و لكن ما علاقتها بك.


وعد :أنا هي دعاء.


رعد بصدمة :ماذا هذا مجرد مقلب صحيح... وعد قولي أن كلامي صحيح لقد تأكدت أنها ليست أنت... أنت كنت في أمريكا و هي هنا و زين من تأكد من هذا.


وعد :أنا أتفهم حالتك لكني أريدك أن تسمع ما أقوله و لا تقاطعني.


بدأت وعد تخبره بكل أسرارها و خططها التي سيصبح من ضمنها إذا وافق. بعد أن انتهت من الكلام نظرت له تنتظر أي ردة فعل منه لكنه قابلها بملامح هادئة و هدوء مريب.


وعد بقلق: رعد تحدث قل أي شيء.


رعد: كل هذا تخفيه عني و ربما كنت ستخفيه لو لم يحدث ما حدث.


وعد :لا يا رعد أقسم لك أنني كنت أنوي أن أخبرك من قبل لكن و في كل مرة يمنعني شيء ما لكن وجدتني حسمت الأمر و قررت أن أصارحك غذا بكل شيء لكن القدر كان له رأيه الخاص.


رعد ببرود: إذن أنت ضابطة.


نظرت وعد لملامحه التي أثارت الريبة في قلبها و قالت :هل هذا يزعجك.


فكر رعد قليلا لدرجة أنه شرد لمدة من الزمن لم يستفق فيها إلا على لمسة وعد ليده.


وعد: رعد هل أنت بخير.


رعد: أجل أنا بخير.


وعد: و لكن فيما شردت لهذه الدرجة.


رعد: في سؤالك.. أفكر في كونك ضابطة دون علم أحد إن كان صحيح أو لا.


وعد بترقب: و إلى ماذا توصلت.


رعد بابتسامة: استنتجت أن علي الافتخار بك...لو كان شخص أخر مكانك و رأى ما رأيتيه ما كان ليمضي للأمام عكسك أنت التي قاومت كل الظروف و وصلت لمرادك و حققت أهدافك... أنت عملة نادرة يا وعد و تستحقين كل الاحترام و التقدير.


أدمعت عيني وعد، و قالت:أنت لا تعلم يا رعد كم أراحني كلامك.


رعد :بالعكس أنا لم أوافيك حقك... أنت جوهرة غالية تستحق التعامل معها بلطف... أنت كجندي هدفه الفوز و حماية بلاده و عندما يعود منتصرا يجعل من حوله يفتخرون به و أنت تحمين عائلتك و سأكون معك أساندك إلى أخر نفس بي.


وعد: أدعو الله أن يحميك من أي شر.


رعد: أمين... إصعدي لغرفتك الأن يجب أن ترتاحي لتستطيعي تنفيذ الخطة بشكل صحيح و لكن تذكري فور أن ننتهي من هذه المهمة سنتزوج.


اتجهت وعد جهة الباب، و قالت بمرح: أدخل المنزل من بابه نحن لا نقبل الزوج الذي يدخل من النوافذ.. تصبح على جنة.


غادرت وعد بسرعة تاركة رعد خلفها يضحك على طفولتها المسجونة، و التي لا تظهر إلا قليلا ثم لحق بها و صعد لغرفته.


باك


جودي بعتاب: حقا يا وعد كنت ستقتلي نفسك.


وعد: عندما تشعر أنك ستفقد من تحب..شخص تعلقت به روحك.. في ذلك الوقت العقل يبحث عن أي حل كي لا يفقده.


ساندي بمرح: لقد جننت الفتاة يا رعد.


رعد: قولي أنا من تجننت أما هي لا زالت بعقلها و تستطيع فعل ما لا تتخيليه.


جاك: فهمت كل شيء لحد الأن لكن ما لم أفهمه هو ثقتك بأن سرين لن تحب رعد مع خطط والدتها فحتى عندما سألتك قلت من المستحيل أن تحبه كحب فتاة لشاب أو حب إمرأة لزوجها فوجدت ثلاث إحتمالات الأول معرفتك بحب رعد لك و استحالة تخليه عنك و الثاني معرفتك بحب سرين لجاد أما الثالث فهو سر تخفيه و أنا أؤرجح الاحتمال الثالث..


لمياء بصدمة: لا تقولي يا وعد أنك تعرفين السر.


وعد بابتسامة جانبية: ماذا تتوقعين.


لمياء: كيف علمت به و أنا لم يسبق لي و أن أخبرت أحدا بالموضوع و حتى نسرين نسته.


نسرين: ما علاقتي بالموضوع.


تنهدت لمياء و قالت: قبل سنوات سافرت أنا زوجي رحمه الله و نسرين و أخي في عطلة لمدة شهر حيث كان عمر رعد عام و سبعة أشهر و سرين شهرين و في ذلك الوقت مرضت نسرين و تأزمت حالتها لدرجة أنها لم تكن تستطيع إرضاع رعد فتكلفت أنا بإرضاعه بجانب سرين لأكثر من أسبوع حتى تحسنت حالة نسرين قليلا و ربما لأني أخبرتها بالموضوع أثناء مرضها لم تتذكر شيئا هذا هو السبب الذي جعل وعد واثقة أنه لا يمكن أن تتكون علاقة بين رعد و سرين لأنهم إخوة.


عمر: رغم أنني كنت معكم إلا أن تركيزي على تحسن حالة نسرين أنستني موضوع رضاعة رعد خاصة بعد أن سألتك عندما تحسنت حالة نسرين عن رضاعة رعد كان الأطفال يبكون لدى إكتفيت بقول أنك إعتنيت بهم.


رعد: حقا لا أصدق ماذا سمعت.. سرين تكون أختي.


مراد: أنا عن نفسي صدقت يكفي أن وعد لم تغار من تقرب سرين منك لتتأكد أن هذه الحقيقة.


ضحك الجميع فمراد محق، فلطالما تقربت سرين من رعد، و كانت ردة فعل وعد هي الابتسامة أو التجاهل، أما جاد فارتاح عندما علم أن رعد أخ سرين فهو في الأخير عاشق يغار على حبيبته و يخاف أن تضيع منه.


دخل مارك في هذه اللحظة قائلا: السلام عليكم.


الجميع: و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته.


وعد: هل من أخبار جديدة يا مارك.


مارك: أجل سيدتي لقد وضعنا الجثت في قصر الزعيم و قد تم تفجيره هو و جميع أملاكه بينما شركاته تم الاستيلاء عليها من طرف الدولة و الشرطة اعتقدوا أن المافيا هم من قتلوهم و أغلقوا الملف.


وعد بابتسامة: و أخيرا إنتهيت من هذا الموضوع يمكنك المغادرة يا مارك.


خرج مارك بينما قال ماكس: لماذا فعلت كل هذا يا وعد رغم أنك تستطيعين التخلص من الجثت دون علم أحد بالموضوع.


وعد: أنت محق و لكن إذا فكرنا قليلا سنجد أن الشرطة ستظل تبحث عن الزعيم و رفقاءه و ربما يشكوا بنا لكن الأن تخلصنا من الموضوع بشكل نهائي.


جون: و ماذا عن عملك في الاستخبارات.


وعد: أنا عندما دخلت لهذا الجمال كان لهدف التخلص من إسماعيل لكن الأن سأستقيل.


زين: و ماذا عن المافيا.


وعد: بالنسبة لك و لي الأشخاص الذين كانوا يعلمون بعملنا في المافيا رغم عدم معرفتهم لهوياتنا تخلصت منهم كي لا يشكلوا خطرا علينا.


زين: إذن أنت من تخلص منهم و أنا الذي تعجبت كيف ماتوا و لماذا اجتمعوا في ذلك المكان دون إخباري بذلك.


وعد: هذه كانت خطتي حيث زرعت جهاز تنصت في تلك الغرفة و سمعت محادثتهم حينما كانوا يتفقون على التخلص مني لدى في ذلك اليوم شغلت قنينات الغاز التي كانت بالمكان و وضعت علب السجائر فوق الطاولة و كنت متأكدة أنهم سيدخنون فالمدخن لا يستطيع منع نفسه من التدخين عندما يرى أمامه سجارة و بإدمانهم للسجائر قتلوا نفسهم محروقين.


سيف: هذا هو ما يسمى بالذكاء.


رعد: أظن أنكم أنهيتم أسألتكم و ستدعون وعد الأن تذهب لترتاح.


سليم: أنت محق يا إبني وعد تعبت كثيرا و حان الوقت لترتاح.


وعد: سأذهب لأرتاح و لكن أولا يجب أن يعلم الجميع ما حدث لك بالضبط أثناء عودتك من المزرعة.


حسن: ما قصدك يا وعد.


وعد: جدي سليم كان أخر شخص يخرج من المزرعة و في طريقه للعودة خطف من طرف الزعيم الذي تنكر في هيئة جدي و جلس معنا في القصر لكنه لم يؤذيه و أما في اليوم الذي عاد به جدي كان يحاول الهرب فأمسكه إسماعيل و ضربه بمساعدة رجاله لكن أحد رجالي أخرجه من ذلك المكان خلال فترة غياب ذلك الحقير.


حسن بصدمة: هذا مقلب صحيح... بالتأكيد مقلب فسليم كان معنا طيلة الفترة الماضية.


سليم :كلام وعد صحيح أنا اختطفت عندما كنا عائدين من المزرعة و لأني كنت في الأخير و تحركنا بدون حرس لم ينتبه أحدكم و عندما عدت كان اليوم الذي دخلت فيه هذا القصر.


جاد: و لكن كيف هذا.. إذا كنت أنت مختطفا فمن كان معنا خلال تلك الفترة.


وعد :في نظرك من غيره إسماعيل.


الجميع بصدمة :ماذا.


وعد :أجل إسماعيل فكما تنكرت أنا على هيئة دعاء و لم يتعرف علي أحد حتى أقرب الناس إلي لن يكون من الصعب على شخص مثل إسماعيل لسنوات يمثل الطيبة أن لا يتقن دور جدي.


فهد: لهذه الدرجة كانت أعيننا مغمضة حقا لا أصدق كل هذا. 


مراد: أنا عن نفسي صدقت فإذا تذكرتم الليلة التي كشفت بها وعد هويتها جدي سليم أو كما كنا نعتقد صدم مثلما و ربما أكثر و عندما عدنا و سألته لماذا صدم نكر و قال أنه تفاجئ بخطوتها دون إخباره ثم تهرب متحججا بكونه تعب و يرغب في النوم.


وعد :يبدو أنك أصبحت تركز كثيرا هذا رائع لكن على أي حال هذا الموضوع انتهى الآن و الزعيم مات و لا تجوز عليه سوى الرحمة.


كريمة :أنت محقة يا ابنتي.


رعد :أظن أنك أنهيت كل شيء الان يمكنك أن ترتاحي.


وعد :أجل و سأصعد حالا لغرفتي.


جودي :لكنك يا وعد لم تأكلي شيئا بعد.


وعد: عندما أستيقظ سأكل أما الآن أريد أن أنام فقط.


سليم :إصعدي يا ابنتي لغرفتك لقد تعبت كثيرا و حان وقت الراحة.


صعدت وعد للطابق الأخير مستعملة المصعد، ذلك الطابق الذي لم يصل له أحد من قبل و كان مكون من أربع غرف، الأولى عبارة جناح للنوم، و الثانية كانت تتكون من شاشة كبيرة مثل شاشات السينما و أرائك تفصل بينهما طاولة متوسطة الحجم، أما بالنسبة للغرفة الثالثة كانت عبارة عن مكتبة كبيرة تتوفر على روايات و كتب في مختلف المجالات و بمختلف اللغات، بينما الغرفة الأخيرة كانت تتوفر على آلات العزف و ساحة للرقص.


ذهبت وعد لذلك الجناح، و ما إن دخلت ظهرت غرفة للجلوس أحد جدرانها من الزجاج، ثم تقدمت للأمام حيت غرفة النوم باللونين الأبيض و الأزرق السماوي إلا جدار واحد كان بالأسود تتوسطه صورة لرعد، و اتجهت بعدها للحمام، و قامت بملئ الحوض بالماء ثم نزعت ملابسها، و رمتها في السلة، و دخلت للحوض تستمتع بدفئ المياه، تاركة إياها تداعب جسمها و تزيل عنها القليل من التعب.


بعد نصف ساعة خرجت من الحمام ترتدي رداء الحمام يصل إلى ركبتيها، و تضع منشفة على شعرها ثم ارتمت فوق السرير، و غطت في عالم الأحلام بسرعة من شدة تعبها.


في الأسفل كل واحد اتجه لغرفته سوى جاد الذي خرج للحديقة و جلس شاردا لا يعلم كم من الوقت مضى حتى أيقظته سرين من شروده بعد أن رأته يخرج و لاحظت شروده و ظلت تراقبه من بعيد.


سرين: جاد.


انتبه جاد لوجودها و قال :سرين ماذا تفعلين.


سرين: أتيت لأرى ما به خطيبي.


جاد: خطيبك.


سرين :أجل خطيبي أم أنك غيرت رأيك.


جاد: لا لم و لن أغير رأيي أبدا.


سرين: جاد هل أنت بخير.


جاد: أجل.


سكتت سرين تاركة الحرية له ليفكر جيدا و حل الصمت عليهما حتى قال فجأة :سرين سرين هل كنت تحبين رعد.


لم تتفاجأ سرين من سؤاله و قالت بابتسامة :أعشقك.


سعد جاد بتلك الكلمة لكن لم تكن كافية لإطفاء تلك النار الموقدة في عقله و قال :سرين رجاءا أجيبيني على سؤالي.


سرين :أنا لم أحب رعد يوما و إنما كنت أمثل ذلك تنفيذا لكلام أمي... ربنا في فترة أعجبت بشخصية رعد لكن ذلك لم يدم طويلا... عندما نحب أحدا نشعر بغيابه عندما يسافر لكني لم أشعر بهذا مع رعد... الكل  يعتقد أنه من الممكن أن أكون وقعت في حب رعد من قبل لكن الحقيقة أن قلبي لم ينبض لأحد غيرك... أتعلم عندما أخبرتني وعد أن هناك شخص ينتظر أول خطوة لي في التغير ليساندني تمنيت من كل قلبي أن يكون هذا الشخص أنت.


سعادة جاد في تلك اللحظة لا توصف، كلامها و نظراتها العاشقة كانت كفيلة بإطفاء تلك النيران المشتعلة في قلبه، إحساسه بإمتلاك قلب سرين بعد سنين من الحب الصامت من طرفه كان كمن تعب و جاهد في عمله لينال جائزة في الأخير و كانت جائزته سرين.


جاد بسعادة :عشقي لك تعدى الحدود و الكلمات لم تعد تستطيع وصفه... سرين حان الوقت لنتزوج.


سرين بدهشة :زواج.


جاد :أجل لقد كنت أنتظر أن ينهي الشباب مهمتهم لأناقشك هذا الموضوع فما رأيك.


سرين :لا أستطيع أن أجيبك حتى أستشير والدتي.


جاد: حسنا في المساء أنتظر جوابك.


سرين: إن شاء الله.


أسدل الليل ستائره، و استيقظت وعد، و عندما نظرت للساعة وجدتها تشير إلى العاشرة ليلا، فأخذت الهاتف الموجود بجانب السرير، و اتصلت بماريا.


ماريا :نعم سيدتي.


وعد :ماريا حضري لي رجاءا الأكل.


ماريا :أوامرك.


وعد :هل تناول الباقي العشاء.


ماريا: أجل تناولوه قبل نصف ساعة.


وعد :حسنا.


وضعت وعد الهاتف في مكانه، و استقامت تتجه للحمام، و غسلت وجهها ثم دخلت لغرفة الملابس، و ارتدت بنطال رياضي و قميص باللون الأزرق الغامق، أما شعرها فاكتفت بتسريحه و تركته مفرودا ثم نزلت للأسفل.


وعد :مساء الخير.


الجميع :مساء الخير.


ياسمين بسعادة :ماما.


جرت ياسمين نحو وعد التي نزلت لمستواها معانقة إياها بقوة قائلة :روح أمك... كيف حالك حبيبتي.


ياسمين :أنا سعيدة بعودتك... لا تبتعدي مرة أخرى. 


وعد: أعدك أني سأظل بجانبك إلى أن أموت. 


حملت ياسمين و اتجهت ناحية ماسة تجلس بجانبها محيطة إياها بيدها و قالت: كيف حال طفلتي. 


ماسة بابتسامة :أنا بخير يا وعد. 


وعد :و ماذا عن موضع العملية. 


تدخل ماكس قائلا: لا تقلقي يا وعد حالتها تتحسن بسرعة و خلال أيام ستستطيع العيش حرة بدون قيود. 


وعد :الحمد لله. 


جودي :وعد هل ارتحت حبيبتي. 


وعد :أجل يا أمي. 


دخلت ماريا في هذه الأثناء قائلة :سيدتي الأكل جاهز. 


وعد :شكرا يا ماريا أنا آتية.


ياسمين: ماما أريد أن أكل معك. 


وعد :حسنا حبيبتي تعالي...أستأذن منكم. 


سليم: تفضلي يا ابنتي. 


غادرت وعد حاملة ياسمين و هي تمازحها و الجميع يراقبهم و يدعون لهما بالسعادة. 


جاد: جدي بما أننا مجموعون الأن كنت أرغب بتحديد موعد زواجي أنا و سرين هذا طبعا بعد موافقتكم.


حسن: أنا عن نفسي ليس لدي أي اعتراض ما دمت ستسعدها.


جاد: أعدك أن أعمل جاهدا في إسعادها و أجعل المستحيل ممكنا فقط من أجلها أم أن لك رأي أخر يا خالتي. 


لمياء: أهم شيء لدي هو سعادة و راحة سرين و هذان لن تحصل عليهما سوى معك لدى أنا موافقة.


سليم: الجميع موافق على زواجك و لكن لننتظر وعد لتكون معنا حين تحديد موعد زواجك أنت و الشباب.


سيف: من تقصد بالضبط يا جدي.


سليم: أنت و سارة..لينا و جاك..رنا و جون..وعد و رعد و أخيرا تانيا و مايكل.


لؤي بمرح: هل أنتم تخططون لحفل زواج واحد أم مئة...حقا سيحتل الخبر الصفحة الأولى من الجرائد "زواج أحفاد عائلة العلمي في حفل أسطوري" سيكون هذا رائعا.


ظل الجميع يتبادلون الأحاديث حتى عادت وعد، و اتفقوا على حفل الزفاف بعد شهر، بينما حفل الخطوبة سيكون عائليا بعد أسبوع.


في مكان اخر نجد منزلا مكونا من طابقين يظهر عليه أنه ملك لشخص راقي نظرا لتناسق الألوان و الاهتمام الواضح بالحديقة المحيطة به. في الداخل كان يجلس رجلا في أواخر الثلاثين من عمره في غرفة الجلوس يمسك جريدة يتفحصها حتى قاطعه دخول إمرأة في الخامسة و الثلاثين من عمرها و جلست بجانبه.


المرأة: أدم أخبرني ماذا فعلت وعد.


أدم: لا أعلم.


المرأة: أنت زوجي و أعرفك جيدا و من المستحيل أن تظل هادئا هكذا إذا لم تعرف شيئا عن الموضوع.


أدم: يبدو أنك لن ترتاحي يا مليكة حتى تصلي لنتيجة ترضيك.


مليكة: بالضبط.


أدم: حسنا اليوم أنهت انتقامها أخيرا.


مليكة: هل سنرتاح من الزعيم للأبد.


أدم: أجل.


مليكة: الحمد لله.


أدم: إرتحت الأن.


مليكة :هذا السؤال أنا من يجب أن أسأله لك.


أدم: ماذا تقصدين.


مليكة: قبل سنوات أنت من كونت شخصية وعد الأفعى فهل إرتحت عندما استطاعت تحقيق مرادك.


أدم: يا مليكة أنا فعلت هذا من أجل مصلحتها.


مليكة: و هل مصلحتها في استغلال...


قاطع كلام مليكة نزول ولد في الحادية عشر من عمره قائلا: ألا زلتم مستيقظين اعتقدت أنكم نمتم.


أدم: أنا أنتظر وعد لذلك لم أنم بعد.


الولد: وعد ستأتي.


أدم: أجل إن شاء الله.


الولد: اشتقت لها كثيرا.


أدم: لا بد أنها أيضا اشتاقت لك.


في قصر وعد اتجه كل واحد لغرفته سوى وعد التي دخلت للغرفة حيث حيث توجد الشاشة الكبيرة، و جلست تتذكر السبب الرئيسي في اعترافها لرعد بأسرارها. تذكرت حينما كانت في أمريكا، و أتاها اتصال من الحارس السري لرعد يخبرها بحجزه لطاولة في مطعم بجانب البحر مع فتاة لتسيطر عليها غيرتها، و تطلب منه زرع جهاز تنصت في طاولته، و يرسل لها التسجيل مع تسجيلات الكاميرات حيث نفذ الحارس كلامها بدون أخطاء، و حتى رعد لم يعلم بالموضوع. 


شغلت ذلك التسجيل مجددا بعد أن ركبت تسجيل الصوت على تسجيلات الكاميرا. و بدأ التسجيل ليظهر رعد جالس يشرب كأس القهوة لتأتي بعد دقائق فتاة ذات شعر أسود و عيون بنية و بشرة قمحية في نفس عمر رعد. 


الفتاة: السلام عليكم. 


رعد :و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته.. تفضلي يا حسناء. 


حسناء :كيف حالك. 


رعد :لنقل الحمد لله على كل حال و أنت كيف حالك و كيف حال زوجك و إبنك. 


حسناء :بخير الحمد لله. 


طلبت حسناء عصيرا و انتظرت تحدث رعد الذي كان شاردا في البحر غير مبالي بمحيطه. 


حسناء: رعد لا تقل أنك أحضرتني هنا لتظل ساكتا. 


رعد :أحيانا الكلمات لا تسعفنا للتعبير عن مكنونات قلبنا. 


حسناء :الحب صحيح. 


رعد: بل أكثر العشق و ربما الهوس. 


حسناء: إذا كانت ذاكرتي قوية فالفتاة هي وعد. 


رعد :بالضبط. 


حسناء :هل نسيت حبك أم أنه كان مجرد حب طفولة. 


رعد: أنا بنفسي لا أعرف إجابة هذا السؤال... أحيانا أرى وعد الطفلة التي عشقتها و أحيانا أرى فتاة أخرى غامضة و باردة. 


حسناء :رعد أنا لا أعلم القصة بأكملها و لا أستطيع أن أعطيك رأيي و دون أن أفهم ما يحدث لهذا إذا كنت تستطيع أن تخبرني بكل شيء فأنا أستمع لك.


رعد :و لكن ألن تتأخري عن عملك.


حسناء :أنا اليوم عطلة لدى خذ وقتك الكامل و أنا أستمع لك.


بدأ رعد يسرد عليها ما حدث، فهو إختار حسناء ليخبرها بكل شيء لأنها صديقته منذ الطفولة ، و شخص موثوق به، و أيضا كونها طبيبة نفسية ستفيدهد بشكل أكبر فقال :قبل حوالي تسع أو عشر سنوات اختطفت وعد و أختها الصغيرة.. كان الخبر صادما لنا.. لم أكن أستطيع الأكل أو فعل أي شيء... حالتي تدمرت.. كنت في الخامسة عشر من عمري و جربت المعنى الحقيقي للإنكسار... خسرت روحي و قلبي في ذلك الوقت لدرجة أني دخلت المستشفى بسبب ضعفي.. كنت أحاول العثور على وعد مع أعمامي.. أربعة أشهر مضت أمضيتها و قلبي و روحي يتعذبان.. أربعة أشهر لم أفقد فيها الأمل في عودة وعد.. لتعود أخيرا و لكن ليست الطفلة التي أعرفها إنما فتاة أخرى جامدة المشاعر.. أوهمتنا بموت ماسة و انغلقت على نفسها لأحاول جاهدا التقرب منها لكن التصدي و الجمود هو ما قابلتني به.. كنت أرى في نظراتها الحب و في نفس الوقت الخوف و مشاعر أخرى جاهدت لأعلم ما هي بدون فائدة...مضى شهرين و أنا أحاول معها بكل الطرق لكن بلا فائدة لأستيقظ في صباح يوم و أصطدم بخبر سفرها... وعد لم تترك تبريرا إلا و ضغطت به على عائلتها... استغلت تصديقنا لموت ماسة و قالت أنها لن تستطيع العيش في مكان كانت به لأنه سيشعرها بتأنيب الضمير و العجز... بعد ذكر موت ماسة لم يرفض أحد سفرها... سافرت و ابتعدت لأميال عني.


حسناء: ألم تحاول ردعها عن هذا القرار.


رعد: حاولت كثيرا لكن وعد كانت مصرة بشكل و قبل سفرها بيوم طلبت مني أن تنام في حضني و من شدة سعادتي اعتقدت أنها لن تسافر مجددا لكني استيقظت في الصباح و لم أجد لها أثرا... ابتعدت عني و لم تحادثني لسنوات...تدمرت حالتي حتى أوشكت على الدخول في حالة انهيار عصبي...و الأصعب من هذا أنها كانت تتصل بالجميع لتطمئن عليهم إلا أنا حتى أنها غيرت مسكنها و لم يستطع أحد إيجادها و لولا تلك المكالمات لما اطمئن عليها أحد.


حسناء: عندما عادت أول مرة ماذا كان إحساسك.


رعد: طيلة السنوات الماضية كنت أعتقد أنني سأكرهها عندما تعود لكن حبي و شوقي لها كان أكبر و رغم الألم الذي ذقته خلال غيابها إلا أنني لم أستطع كرهها... بالعكس تذكرت الليلة التي نامت في حضني و تسألت كيف غابت تلك النقطة عن عقلي.


حسناء بعدم فهم: عن أي نقطة تتحدث.


رعد: وعد عندما تحزن أو تخاف تأتي لي و تنام في حضني...هذه كانت عادتها في الصغر.


حسناء :و ما الغريب في هذا.


رعد: وعد في تلك الليلة كانت خائفة أو حزينة من شيء... وعد لم تسافر بإرادتها.


حسناء: أنا أسمع عن وعد و هي ليست من الأشخاص التي تجبر على شيء.


رعد: أنت سمعت عن وعد البرق ليس طفلة في الثانية عشر من عمرها لا حول لها و لا قوة.. أنا متأكد أنها أجبرت على السفر وهذا ليس رغبتها.


حسناء: أنت قلت أنها أوهمتكم بموت ماسة ربما هذا السبب وراء سفرها.


رعد: أنا أعرف وعد جيدا هي تخفي شيئا لا يعلمه أحد سواها و أنا متأكد من هذا.


حسناء: ربما كلامك صحيح فأنا لا أستطيع الحكم على وعد ما دمت لا أعرفها أو تحدثته معها لكن حالتك أنت أستطيع الحكم عليها.


رعد :ماذا تقصدين.


حسناء :رعد أنت لا تحب وعد.


رعد بغضب :ما الذي تقوليه كيف لا أحب وعد هل جننت أم ماذا.


حسناء :إهدأ يا رعد أنا أقصد أنك مررت من مرحلة الحب منذ زمن... أنت أصبحت عاشقا لوعد... عشقك لوعد تغلغل داخل القلب و أصبح ممزوجا بهوسك بها... ما سأقوله لك يا رعد لا تضيع وعد من بين يديك... فيما قبل كنت صغيرا لا تستطيع ردعها عن قرارها و ربما القدر أراد أن يبعدكم ليجمعكم فيما بعد بحب أقوى... و الآن هذه فرصتك لتمتلك قلبها بحنانك و حبك لها... إجعلها تشعر بالأمان رفقتك و لا تبحث عنه في مكان أخر.


رعد :شكرا لك يا حسناء حقا ارتحت عندما تحدثت معك.


حسناء :أنت صديقي يا رعد و لك فضل كبير علي فلولاك لكان زوجي في السجن ظلما.


رعد: زوجك لم يسرق تلك الملفات لذلك ساعدته و أي شخص مكاني كان سيفعل ما فعلته.


حسناء :ليس أي شخص يا رعد... أنت رجل بمعنى الكلمة لذلك فعلت ما فعلته غيرك لم يكن ليهتم.


أغلقت وعد التسجيل و نظر في نقطة وهمية قائلة :أنا أعلم يا رعد أن لديك الكثير من التساؤلات لم تجد إجابة لها بعد و لهذا سأجيبك عنها غدا... لا أريد أن يظل شيئا مخفيا بعد الأن.


ذهبت وعد لغرفتها بعد أن أرسلت رسالة لأدم تخبره بألا ينتظرها الليلة، و وعدته بزيارة في الغد ثم تسطحت فوق السرير تفكر في ما سيحدث غدا، و ردة فعل رعد إلى أن استسلمت لسلطان النوم.


أشرقت الشمس تعلن عن بداية يوم جديد مختلف لدى وعد فهي و لأول مرة تستيقظ و لا تفكر في الانتقام، استيقظت بنشاط جديد و ارتدت فستانا طويلا بدون أكمام مزين بالزهور يتوسطه حزام باللون الأبيض و حذاء كعب و تركت شعرها حرا ثم خرجت و نزلت مستخدمة السلم لتلتقي برعد يرتدي بنطالا و سترة باللون الرمادي و قميص و حذاء باللون الأبيض.


رعد بابتسامة :صباح الخير على أجمل فتاة في العالم.


وعد: صباح الخير على أوسم رجل في الكون.


رعد :أعلم هذا.


وعد بغيظ: مغرور.


رعد بحب :مغرور بحبك.


صدرت حمحمة من الأسفل ليستديروا و يجدوا مراد الذي قال: أنا أعتذر عن المقاطعة لكن أنتم في السلم و أي شخص قد يجدكم في مثل هذا الوضع سيفهم الموضوع بشكل خاطئ.


رعد باستغراب :عن أي وضع تتحدث.


مراد :ألم تلاحظ يدك التي تحيط بخصرها و يديها الموضوعة على صدرك... وضع في قمة الرومانسية لكن هذا لا يصح.


نظر له كل من رعد و وعد بغضب من تخيلاته تلك رغم أنهما بعيدين عن بعضهما و قالوا في نفس الوقت :مراد.. أيها الوغد.


عندما رأى مراد نظرات وعد و رعد التي لا تبشر بخير تراجع للخلف قليلا و قال: يبدو أنني تماديت قليلا. 


رعد :و من قال هذا بالعكس أنت بريء. 


مراد: كلامك هذا يؤكد لي أنني تماديت كثيرا و أحسن حل الان هو الهروب. 


جرى مراد مسرعا و خلفه رعد أما وعد فنزلت بهدوء و ألقت تحية الصباح على الجميع. 


نسرين :ماذا فعل مراد جعل رعد يغضب. 


وعد :أراد أن يظهر بطولاته لكنه أظهرها على الشخص الخطأ. 


دخل رعد لغرفة الأكل و هو يعيد شعره للخلف قائلا: صباح الخير.


الجميع :صباح الخير.


جنة: أين مراد.


دخل في هذه اللحظة مراد حالته مبعثرة حيث أن قميصه تمزق من كتفه الأيمن و ظهرت كدمة على وجنته اليسرى فأسرعت نحوه نسرين قائلة برعب : من فعل بك هذا.


مراد بألم: إبنك الحبيب هو من فعل هذا.


أمسكته نسرين من أذنه و قالت: و أنت ماذا فعلت يا ترى.


مراد :أمي دعى أذني أنت تؤلميني.. أنا لم أفعل شيئا.


زادت نسرين من الضغط قائلة :أنت إبني و أعرفك جيدا.


مراد : حسنا حسنا لقد تماديت معه في الكلام.


تركت نسرين أذنه و ضربته في رقبته قائلة :تستحق هذا.


التف الجميع حول طاولة الأكل بينما مراد اتجه لغرفته ليغير ذلك القميص. 


وعد: لا تنتظرونا أنا و رعد في الغداء لدينا موعد وربما لن نعود حتى المساء. 


ماكس بخبث: موعد رومانسي. 


أرسلت وعد الملعقة ناحية رأسه لينحني بسرعة و يتفاداها لكنها تصطدم ببطن مراد الذي دخل للتو.


مراد: اااه ما بكم جميعا تضربوني اليوم.


جاد: حظك سيء اليوم.


استقامت وعد من مقعدها بعد أن أنهت إفطارها، و لحق بها رعد الذي لا يعلم شيئا عن الموعد، و ودعوا الجميع ثم خرجوا، و استقلوا السيارة، و تركوا السائق يتكلف بقيادتها.


رعد بتساؤل :وعد عن أي موعد كنت تتحدثين.


وعد :أنت لديك تساؤلات في عقلك لم تجد لها إجابة و اليوم سأجيبك عنها.


رعد :عن أي أسئلة تتحدثين.


وعد :مثلا سبب سفري قبل تسع سنوات.


رعد :و لكن كيف علمت.


وعد :سأخبرك بكل شيء فقط انتظر قليلا.


أخرجت وعد هاتفها و أجرت اتصالا و جلست تنتظر حتى أتتها الإجابة.


وعد :السلام عليكم.


الرد:  و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته.. وعد كيف حالك.


وعد :أنا بخير الحمد لله..اتصلت لأخبرك أني آتية.


الرد: حسنا نحن في إنتظارك خاصة مالك متشوق لرؤيتك.


وعد :و أنا أيضا اشتقت له كثيرا.


أغلقت وعد هاتفها لتنظر لرعد الذي أمسك معصمها بقوة قائلا بغضب :من هذا الذي اشتقت له.


وعد بابتسامة :مالك... حبيبي مالك.


ضغط رعد على أسنانه بقوة دليلا على غضبه و قال: وعد لا تحاولي التلاعب بغيرتي لأن عيني تصبح مغمضة و أستطيع فعل أشياء لا تخطر على بالك.


وعد :مثل ماذا.


أغمض رعد عينيه بقوة و ترك يدها ثم فتح عينيه و نظر لها ببرود بعد أن رأى الخبث في عينيها و قال بخبث أكبر :مثلا أذهب عند سلمى و أنام في حضنها.


أرجع رعد رأسه للخلف يجلس براحة مستمتعا برؤيته لعيني وعد التي تكاد تخرج النيران لتعبر عن غيرتها خاصة أنها لا تعلم من تلك الفتاة و فكرت في المعلومات التي جمعت عن رعد من قبل لكن لم تتذكر شيئا عن هذا الإسم و كادت أن تصدق أنه يكذب لكن نبرة الصدق في كلامه هي من جعلتها تتأكد أن هذه الفتاة موجودة. 


أرجع رعد رأسه للخلف يجلس براحة مستمتعا برؤيته لعيني وعد التي تكاد تخرج النيران لتعبر عن غيرتها خاصة أنها لا تعلم من تلك الفتاة و فكرت في المعلومات التي جمعت عن رعد من قبل لكن لم تتذكر شيئا عن هذا الإسم و كادت أن تصدق أنه يكذب لكن نبرة الصدق في كلامه هي من جعلتها تتأكد أن هذه الفتاة موجودة. 


السائق: سيدتي وصلنا. 


نزل رعد فلحقت به وعد مسرعة قائلة بانفعال :رعد من هذه الفتاة. 


رعد: عن أي فتاة تتحدثين.. أتقصدين سلمى حبيبتي. 


وعد بغيظ: رعد لا تجنني.. من هي سلمى. 


قاطعهم صوت طفل يقول :وعد. 


استدارت وعد للخلف لتجد ابن أدم و مليكة يتجه نحوهما ففتحت يديها حاضنة إياه و قالت :مالك حبيبي اشتقت لك. 


مالك: و أنا أيضا اشتقت لك كثيرا أين اختفيت. 


وعد :كان لدي عمل مهم لأنهيه لدى لم أتي لزيارتك. 


مالك :والدي ينتظرانك في المنزل. 


وعد :حسنا سأدخل و لكن أولا أريد أن أقدم لك رعد إبن عمي و خطيبي.. رعد هذا مالك. 


رعد بابتسامة :تشرفت بمعرفتك. 


مالك بابتسامة :و أنا أيضا.. كانت وعد دائما تحدثني عنك و تشوقت لرؤيتك. 


رعد :هذا شرف لي. 


وعد :هيا بنا ندخل.


أحاط مالك خصر وعد بيديه حيث أنه كان طويلا، و يصل رأسه لكتفها، فحركت وعد حاجبيها تغيظ رعد، و ارتسمت ابتسامة مستفزة على وجهها أغضبته بشدة، و شعوره بالغيرة من مالك، و هو يحيط خصرها تضاعف مقارنة بغيرته عندما سألها عن هويته.


دخلوا للمنزل ليجدوا أدم في غرفة الجلوس ينتظرونها و ما إن دخلت أسرعت مليكة تحتضنها قائلة :حبيبتي وعد كيف حالك.


وعد بابتسامة :بخير مليكتي و أنت كيف حالك.


أدم بغضب :وعد إياك أن أسمعك تناديها مليكتي مجددا.. لا أحد يحق له إضافة ياء الملكية على إسمها سواي.


وعد باستفزاز: حسنا لن أدعوها مليكتي مجددا سأكتفي بالنوم في حضنها و أناديها بحبيبتي.


استقام أدم من مجلسه ينوي تعليم وعد دوس لا تنساه لكنها كانت أسرع و إختبأت خلف رعد قائلة :إهدأ يا أدم ستتكون تجاعيد على وجهك إذا غضبت.


أدم :سأدعك الان و لن أفعل شيئا فقط احتراما لرعد و لا يجب أن يعود بحبيبته جثة للمنزل فهذا ليس من الأصول.


رعد :أنت تعرفني.


أدم بابتسامة :و من لا يعرف الرعد أو رعد الوعد أفضل.


غمز أدم لوعد في أخر كلامه لتجيب عليه قائلة :ما دمت تتذكر هذا إلا و أنك تتذكر أنك السبب في بعدي عنه طيلة السنوات الماضية.


أدم :ألم تنسي بعد.


وعد :من المستحيل أن أنسى هذا.


أدم :أتتذكرين ماذا قلت لك في الطائرة.


وعد بشرود :ألم الموت أهون بكثير من ألم البعد لكن الفرق أنك تستطيع نسيان شخصا مات لكن في حياتك لن تنسى شخصا ابتعدت عنه مجبرا و سيظل أمل اللقاء في يوم من الأيام يعطيك عزيمة و إرادة أكبر للمضي نحو الأمام.


أدم :و النتيجة.


وعد :كنت محقا.. لطالما ضعفت لكن كلما تذكرت رعد و أنه يوجد أمل للقاء به إزدادت قوتي أكثر لكن ما يؤلمني أنك ساومتني بحياته.


أدم :أنا فعلت هذا لأضمن لك مستقبلا أفضل... أنا أعلم أنني أخطأت عندما حرمتك من طفولتك و لكن حياتك و حياة عائلتك و حياة الكثير من الأشخاص كانت بين يديك و أنت الوحيدة القادرة على إنقاذهم فلم أجد حلا أخر أمامي سوى هذا.


رعد :إنتظر لحظة فليشرح لي أحدكم عن ماذا تتحدثون و أنت يا وعد لم تخبريني من هؤلاء.


وعد :أقدم لك مليكة الراضي منقذتي و زوجها أدم الجندي سبب بعدي عنك.


أدم :وعد.


قاطعته مليكة قائلة :وعد محقة يا أدم.. أنت خيرتها بين حياة رعد و السفر فماذا تتوقع منها يا ترى.


رعد :أريد شرحا مفصلا للموضوع و الأن.


مليكة :أنا سأخبرك بما حدث.. قبل تسع سنوات كنت أعمل مساعدة خاصة لدى الزعيم و أدم كان يعمل مهندسا في شركة صغيرة.. و نظرا لطبيعة عملي كنت أرافقه أحيانا للمنزل لكن لم أكن أعلم شيئا عن عمله في المافيا.. في يوم كنت معه في المنزل و صعد لغرفته ليحضر بعض الملفات فلاحظت بابا مفتوحا و لأن النافذة مفتوحة و كان هناك ريح يحرك الباب و يصدر صوتا مزعجا فذهبت نحوه لأغلقه لأسمع صوتا مكتوما يصدر من الأسفل و كنت سأنزل لأنه كان باب القبو لكن ما إن سمعت صوت إسماعيل أسرعت عائدة لمقعدي و حاولت أن أتصرف بطريقة طبيعية كي لا يشك بي و في أول فرصة حصلت عليها نزلت لأعرف ماذا يخفي في ذلك القبو لأصدم بطفلتين في حالة سيئة.. واحدة ملابسها متسخة فقط و كانت ماسة أما الثانية فكان جسمها عبارة كدمات و جروح في مختلف أنحاء جسمها. 


رعد :ماذا حدث بعد هذا. 


وعد بشرود: عاد إسماعيل للمنزل ذلك اليوم فلم تستطع مساعدتنا بل و بصعوبة استطاعت الخروج من المنزل دون أن ينتبه لها و لكنها وعدتني بإخراجنا و قد وفت بوعدها و لكن تأخرت قليلا حيث أصيبت ماسة في رأسها عندما صفعها إسماعيل ليصطدم رأسها بالجدار و تفقد وعيها و ظلت على ذلك الحال ليوم كامل و أنا أكاد أموت رعبا و أخيرا أتى اليوم الذي سننجو فيه من عذاب الزعيم.


قال أدم مكملا: أخبرتني مليكة بما شاهدت في المنزل و قررت مساعدة وعد في الهروب بعد أن تخيلت مالك مكانهم.. فكرت في والدي هاتين الطفلتين و ما يعانيان من عذاب و ما إن علمت أن المنزل يكون فارغا من الخدم يوم الأحد و أيضا الزعيم سافر من أجل اجتماع استغللنا الفرصة و تسللنا داخل المنزل و قمنا بإخراج وعد و ماسة و أضرمنا النار في المنزل كي لا يعلم الزعيم بهرب وعد و ماسة و يعتقد أنهم ماتوا و هذا بالضبط ما حدث.


وعد: بعد أن خرجنا طلبت من مليكة أن نأخذ ماسة للمستشفى لنعرف لما لم تستيقظ بعد و لكن أدم رفض فيوجد خطورة كبيرة على حياتنا إذا علم الزعيم أننا لا زلنا على قيد الحياة فأخذنا لمنزله و أحضر صديقا له يعمل طبيبا كشف عليها لنكتشف بعدها أنها دخلت في غيبوبة بسبب جسدها الضعيف و نفسيتها السيئة و كان من الضروري أن تكون تحت الرعاية الطبية لدى أرسلت لزين كي يأتي و يأخذها لروسيا كي تكون في أمان أكثر و تعالج في نفس الوقت.


مليكة :بعد سفر زين و ماسة و بعد أن اطمأن أن وعد ستعود لبيتها سالمة أصر أدم أن تبقى معنا أسبوعا.. في الأول استغربت سبب إصراره لأفهم في الأخير أنه يخطط لشيء.. أصر أن تسافر وعد لأمريكا مما صدمني فكيف يقرر سفرها دون علم أهلها لكن فيما بعد قال أن الزعيم سيحاول التخلص من العائلة إذا تحدثت وعد و اقترح عليها أن تسافر معنا لكنها رفضت و غضبت بشدة و كانت تكرر كلمة واحدة أنا لن أخلف بوعدي.. لم نفهم عن أي وعد تتحدث إلا عندما هدأت و أخبرتنا عنك و عن حبكما.. في الأول اعتقدنا أنه فقط حب طفولي لا غير.. خاصة أن وعد لا زالت طفلة فلم نأخذ حبها على محمل الجد إلا أن إصرارها بدأ يغير فكرتنا و في ذلك الوقت استغل أدم هذا الموضوع ليقنعها بقراره أو بعبارة أصح هددها بك.


أدم باعتراض :مليكة.


      


قاطعته وعد قائلة :ما بها مليكة يا أدم لقد قالت الحقيقة.. ألم تساومني بحياة رعد مقابل سفري.


رعد بصدمة :ماذا.

      الفصل التاسع والأربعون والاخير من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close