رواية اسيرة الماضي الفصل الخامس عشر 15بقلم رانيا البحراوي

 

 رواية اسيرة الماضي 

الفصل الخامس عشر 15

بقلم رانيا البحراوي



تفاجئ حمزة بكلام جدته وقال :لا أظن ذلك وحتى إن كان شعورك صادقا وتحبني فعلا فهو ليس حبا حقيقيا هي مازالت بمرحلة المراهقة احبت أول شخص مد لها يد العون، لا ألوم عليها ولكن ماذا عنك ياعمتي شعرتي بالأمر دون أن تتحدثي معها وتنصحيها بترك هذه المشاعر والألتفات إلى مستقبلها.


العمة :تمنيت من قلبي ان تبادلها هذه المشاعر التي تتحدث عنها الآن بأنها غير حقيقية، لأطمئن عليها بجانبك فمن سيتزوج بفتاة اتهمت بالقتل وقضت خمس سنوات من عمرها بدار رعاية.


حمزة :هي فتاة مهذبة وجميلة طيبة القلب تتمتع بشخصية رائعة، لا تقلقي سيأتي اليوم الذي تصادف فيه من يحبها ويتغاضى عن ماضيها. 


العمة :ولكنني كنت اتمنى أن تكون هذا الشخص. 

حمزة :لا يمكن أن أكون هذا الشخص. 


العمة بغضب :لماذا؟ 

حمزة :لأنني مرتبط بالفعل. 


دخلت منة في تلك الاثناء وسمعت بوضوح كلمات حمزة التي سقطت على مسامع قلبها قبل عقلها، تجمدت بمكانها لاتعلم ماذا تفعل اتغادر الغرفة مرة أخرى أم تدخل وتشاركهم الحديث، دخلت مجبرة تستمع لحديثه عن تلك الفتاة التي يحبها قلبه. 


منة بهدوء : لماذا سكت برؤيتي أكمل حديثك اخبرنا عنها 

كيف تبدو، كم عمرها، ما أسمها، منذ متى وأنت تحبها؟ هل هي التي كانت تراسلك ويبتسم وجهك كلما رأيت راسائلها؟ 


حمزة :مهلا لا اعلم على اي سؤال يجب أن اجيبك اولا. 

منة : أجب جميعها لأنك لم تحكي لي شيئا عنها من قبل. 


الحزن بقلب منة ليس ضيفا عابرا بل مقيم إقامة جبرية فرضته عليها الأيام كلما شعرت بقليل القليل من السعادة 

يأتي الحزن ليذكرها بأنه لايجب عليها أن تسبح في بحر الأحلام وتظن أن هذا المقدار الصغير سيصبح قادرا على ترد الأحزان من قلبها وما أسئلتها المتتالية لحمزة إلا لتذكر نفسها بحزنها وتستعيد عقلها الذي سلبه الحب ارادته وهاهي الآن يتبادر على ذهنها بأن الفرح ليس من حقها. 


نظر حمزة لكلا من منة وعمته ليرى الحزن يحلق فوق كلاهما عم الصمت مع محاولة كل من الثلاثة في رسم ابتسامة زائفة يخفي بها مايشعر به في تلك اللحظة 

وخاصة صدمة حمزة الذي كان يحسن من معاملتها ويهتم بها كأخت صغيرة له والآن نمت هذه المشاعر بقلبها لتعيق تلك الصداقة التي جمعت بينهما ولكنه الآن عاجز حتى عن ان يحدثها عن حبيبته أو يجيبها عن أي من استفساراتها. 


صعد حمزة إلى غرفته تحدث مع تلك الفتاة التي يحبها 

هاتفيا وجدها مع اصدقائها بالخارج في ذلك الوقت المتأخر فانزعج وطلب منها العودة إلى المنزل فرفضت وأغلقت الهاتف قبل أن ينهي حديثه معها. 


لم تبكي منة حتى الدموع سأمت من مرافقتها ولم تعد 

تأتيها لتخفف عن حزنها. 


في اليوم التالي استيقظت منة مبكرا كعادتها ورأت يونس يرتجف من خوفه وعندما سألته ما بك؟ 


يونس :رأيت حلم سئ. 


عانقته منة ولكي تنسيه خوفه أخذته إلى الحديقة وجعلته يروي الزرع معها فقد تعلمت من حسن المسئول 

عن الحديقة بعض المعلومات. 


فرح يونس بذلك وبدأ يضحك وينسى خوفه من أعلى يراقبهم حمزة في هدوء وسعيد جدا لأن هذه المرة الأولى التى يرى يونس يستمتع بطفولته هكذا. 


تعاطفت منة مع يونس لأنها كثيرا مامرت بهذه الأحلام المفزعة بالدار ولكنها لم تكن تجد من يعانقها ليطمئنها. 


منة لا تعلم أن جدتها اخبرت حمزة بمشاعر منة تجاهه عندما نزل حمزة من غرفته طلبت منة منه أن ينتظر بغرفة عمته حتى تجهز الفطار. 


حمزة :تأخرت على الشركة. 

منة :هناك شخص سينضم إلينا على الفطار. 

حمزة :من؟ 

منة :يونس دعوته اليوم. 


وافق حمزة على الانضمام اليهم واصبحوا اربعة تناولوا الطعام وسمعوا مغامرات الكرتون الذي يشاهده يونس وضحكوا حتى وصل صوتهم لمسامع مريم التي كانت بالمطبخ بهذا الوقت تعد شطيرة جبنه لنفسها وتتمنى أن ترافقهم ولكن لم تجرؤ على الأقتراب من الغرفة بسبب ماحدث مع منة. 


شعر حمزة بروح العائلة الحقيقية التي يفتقدها وهناك اشياء عن يونس لم يعرفها إلا أثناء هذا الطعام مثل الأحلام المفزعة التي تراوده وأنه احيانا يبكي صباحا بعد أن يذهب الجميع إلى طريقه عندما تذهب والدته إلى رفيقتها وتتركه برعاية حسن وزوجته وينشغل كل من حسن وزوجته بالعمل ولا يجد من يتحدث معه ولكنه الآن لايبكي منذ أن استقرت عمته معهم لأنه يذهب إليها كلما شعر بالخوف وازداد شعور الأمان لديه منذ أن جائت منة للعيش معهم. 


مرر حمزة يده على رأس يونس وأخبره أنه سيعود اليوم مبكرا لاخذه إلى السيرك. 


يونس :سنأخذ منة معنا. 

حمزة :سنترك منة برفقة عمتنا ونذهب بمفردنا رجال فقط. 


منة :إذهب اليوم مع حمزة وأنا سأصطحبك معي إلى البحر يوما لتلعب مع صديقتي الصغيرة التي حدثتك عنها. 


حمزة يريد تجنب منة حتى تتسطع نسيانه. 


مرت عدة أيام وقام حمزة بتجهيز اوراق التجنيد بهذه الفترة كانت منة تبتعد عن المنزل كثيرا وتقضي بعض الوقت على البحر وعلمت أن عمر يصطحب ابنته بنهاية كل اسبوع وذات يوم أخذت برفقتها يونس بعدما استأذنت من حسن ووافق حتى تعرفه على صديقتها الصغيرة مثلما وعدته. 


انتظرت كثيرا فلم يأتي الاستاذ بصحبة ابنته. 

لعبت منة برفقة يونس بينما تجلس منة على الشاطئ تعرفت على فتاة اكبر منها بالعمر واشارت الفتاة على النافذة الخاصة بشقتها والتي تطل على البحر مباشرة واخبرت منة أنها تبيع ملابس بأسعار قليلة وطلبت من منة اسم الاكونت الخاص بها حتى تضيفها في جروب الملابس. 

عندما اخبرتها منة انها لاتملك اي حساب على اي صفحة من صفحات التواصل الاجتماعي قامت الفتاة بإنشاء حساب خاص بمنة وعلمتها كيف تستطع مراسلتها في اي وقت. 


قررت ان تمر بطريق عودتها من الشارع الذي يوجد به المركز حتى تسأل عن سبب غياب ايسل. 


تحدثت منة مع حارس العقار الذي به المركز وعلمت أن ايسل مريضة وان استاذ عمر متغيب هذه الفترة عن دروس الدور التاني لهذا السبب. 


سجلت منة رقم هاتف استاذ عمر حتى تسأل عن ايسل. 

اتصلت منة بعمر تسأل عن ابنته تلقى عمر الإتصال ولكنه لم يستطع التحدث من شدة البكاء.


 ترى ماالذي حدث لابنته؟


               الفصل السادس عشر من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات