أخر الاخبار

رواية الوشم الفصل الثالث 3 بقلم سارة مجدي

  

رواية الوشم 

الفصل الثالث 3

بقلم سارة مجدي


حين وصلت رهف الى منزلها كانت مقطوعه الانفاس لاهثه ... لا تستطيع الوقوف على قدميها ....جلست على أقرب مقعد ... كانت تلهث تعبا وخوفا ... ماذا حدث معها؟ ... هل ما حدث حقيقه ام هي تتوهم؟ ... هل جنت؟ ... جلست تراجع كل ما حدث معها وكادت تصاب بالجنون كل شيء غير طبيعي ... وتلك الخطوات والانفاس ايضا 


تنهدت بصوت عالي ثم خلعت معطفها ووشاحها من حول رقبتها وتحركت الى غرفه نومها حين استمعت الى صوت رنين هاتفها .... فتحت حقيبتها لتخرج الهاتف ولكن يدها توقفت في الهواء ... وجحظت عيناها رعبًا ... كيف؟ انها وضعته بيدها في درج المكتب ... كيف تجده في حقيبتها 


امسكت الكتاب بين يديها المرتعشة ... في رعب حقيقي .... شهقت بصوت عالي رعبا ...حين عاد رنين الهاتف مره اخرى 


تركت الكتاب من يدها وامسكت الهاتف قبلت المكالمة واجبت بصوت مهزوز 


- مرحبا لين 


- هل انت بخير رهف ؟


- نعم لين انا بخير حتى الان 


-حتى الآن ... ماذا تعنين ؟


- لا شيء .... سوف انام الان الى اللقاء .


اغلقت الهاتف وهى في حيره من كل شيء عادت بنظرها الى الكتاب .. وعادت اليها نفس الحيرة ... وايضا احساسها بأن هناك من يراقبها 


التفت حول نفسها ... لم تجد شيء غريب تنفست بصوت عالي وهى تقول 


- سوف اصاب بالجنون .


تحركت نحو الخزانة واخرجت ملابسها وتوجهت الى الحمام في محاوله للاسترخاء من كل ذلك الجنون .


.................

في مكان اخر ... غرفه مظلمه بشكل غريب غير ذلك الضوء البسيط الجانبي ... كان هناك شخص جالس على كرسي مدولب وبيده كتاب لا يظهر شيء من ملامحه سوى عينان زرقاوان يلمعان بقوه   


كان يعم الغرفة صوت هادئ يخرج من ذلك الجرامافون القديم ... موسيقى هادئة ولكنها غريبه ايضا كانت تبدد هدوء ذلك المكان وظلمته حين فتح باب تلك الغرفة وظهر شخص طويل القامه عريض المنكبين ... يبدوا انه كان في شبابه مفتول العضلات ... تقدم ذلك الرجل الستينى ووقف امام ذلك الشخص المقعد ... ومد يده بدون اى كلمه بحقيبة بها بعض الكتب ... اخذها ذلك الشخص وهو يقول 


- شكرا لك عم شوقي او اقول دامس .. دائما اتعبك معي 


- لا تقل هذا الكلام سيدى فانا خادمك المطيع 


تأفف ذلك الشاب وقال 


- قلت لك من قبل ان لا تناديني سيدى .... انت صديق والدى ورعايتك لي تفضل منك .


ضحك السيد شوقي بشده واقترب منه مره اخرى وقال 


- لا تقل هذا الكلام سيدى اى تفضل ... انا دائما بخدمتك .


وتحرك ليخرج من الباب حين ناده ذلك الشاب بصوت يظهر الرعب فيه 


- الكتاب .... الفتاه ... الفتاه وجدت الكتاب .... الفتاه وجدت الكتاب .


ظهرت معالم الفزع واضحه على ملامح السيد شوقي تشابه ملامح الفزع على وجه الرجل الآخر

............... 


تقف رهف امام نافذه غرفتها تتطلع الى قطرات المطر المتساقطة بغزارة ... وصوت اصطدامها بالنافذة يشغل تفكيرها عن ما حدث معها ....او هكذا اقنعت نفسها حتى تبعد عنها الخوف .... شعرت بحركة خلفها التفتت سريعا لكن لا شيء ... ظلت عيناها تجوب المكان في رعب حقيقي ... تشعر بأحد معها بالغرفة ... وتسمع صوت انفاسه جيدا .... ظلت تتلفت في جميع الاتجاهات ولكن ما حدث معها جعلها تفقد النطق وتشعر بالشلل في كل جسدها 


كانت تلمح من وقفتها صاله منزلها المظلمة .... ولكن ما تراه الأن في تلك الظلمة يجعل جسدها ينتفض رعبا هل ما تراه حقيقي هل هناك عينان بلون النار تنظر اليها من بين ذلك الظلام الدامس .لم تستطع التماسك اكثر من ذلك لتسقطت مغشيًا عليها .


...............

اقترب شوقي من سيده في لهفه وقلق واهتمام وهو يسأل


- اي فتاه ... واي كتاب ؟


 - الوشم 


جحظت عينين السيد شوقي خوفا وقال 


- هل شعرت به ؟


هز الاخر رأسه بنعم دون اي كلمه كانت عيناه ثابته في محجرها وكائنه يتتبع شيء غير مرئ 


كان السيد شوقي يتحرك في الغرفة ذهابًا وإيابًا بتوتر ملحوظ.... ثم التفت الى سيده سائلا


- والآن ماذا علينا ان نفعل ؟


نظر اليه نظره غامضه وهو يقول 


- ماذا برأيك ؟


- ولكن ادولف انت الآن ....


- مقعد .... 


قالها السيد بتقرير .... يعلمه جيدا ويعلمه مضيفه ايضا


جلس السيد شوقي على السرير الموجود بالغرفة وهو يقول 


- وماذا أفعل انا الان؟


- عليك الذهاب اليها غدا دون كلام في اي شيء... زياره مثل اي زياره للمكتبة .... ولترى كيف هي وكيف حالها .


- حسنا سيدى .


- اتمنى أن يمر يومًا دن كلمه سيدى تلك التي لا اعلم لما تقولها لي . 


ابتسم السيد شوقي بود وربت على يديه وخرج 


وظل ذلك الرجل ينظر الى الباب لبعض الوقت بتركيز شديد حتى انغلق .... ثم عاد بنظره الى النافذة وبعد بعض الوقت انزل قدميه الى الأرض ووقف دون اى مساعده او تعب 


تحرك الى النافذة الكبيرة ووقف أمامها وهو يحدث نفسه 


- اقتربت المواجه ياديكون وانا في انتظار تلك اللحظة   


———————————


*ياديكون اسم بمعنى لن يأتي 


* ادولف اسم بمعنى البطل الشجاع والمحارب 


* دامس تعنى كاتم الاسرار 


                   الفصل الرابع من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close