أخر الاخبار

رواية ذاكرة القلب الفصل السادس 6بقلم رانيا البحراوي

 


رواية ذاكرة القلب 

الفصل السادس 6

بقلم رانيا البحراوي


وقف عادل فور رؤيتها وتفاجئ بدخولها عليه المكتب دون أن يعلمه آمين الشرطة وتعجب للحالة التي كانت عليها.


عادل :آسيا! مابكِ؟

آسيا :أنا؟ ليس بي شئ.

عادل :ماالذي اتي بكِ إلى هنا؟

آسيا :أريد مقابلة ابن اختك.

عادل :لماذا؟

آسيا :هناك اشياء اريد معرفتها منه.

عادل :ممنوع من الزيارة فقط نراه من بعيد.

آسيا :أريد رؤيته إذن هل تسمح لي ان أراه.


عادل :لماذا؟

آسيا :ارجوك الا تسألني شيئا حتى أراه.


كانت آسيا ترتدي طرحة بيضاء ووجهها شديد الاحمرار وعينيها تملأها الدموع ولكنها مصرة على حبس هذه الدموع مما يزيد من حمرة وجنتيها.


عادل :نعم استطيع اخذك إليه ولكن انظري فقد انزلق حجابك وشعرك يخرج منه عدلي حجابك اولا وسأنتظرك بالخارج.


خرج عادل وأغلق عليها باب مكتبه حتى قامت بتغطية شعرها وخرجت إليه وهي تجر قدميها ببطئ شديد.


عادل:هل أنتِ بخير؟

آسيا :نعم بخير.

عادل :ولكن قدماكِ لاتحملك عادة عند حدوث شئ ما اعلم ذلك جيد، كلما اصابك شيئا تتعثر قدميكِ عن السير.


آسيا بحزن وصوت خافت يكاد ان تبكي :هل من الممكن أن تتوقف عن طرح اي اسئلة؟

عادل :لن ازعجك.


كيف تبدل هكذا فالامس كان يسئ معاملتها ولكنه اليوم مشفق عليها، لأنها في المرة الأولى كانت تعرف جيدا انه افتراء على اخيها حتي وان تم حبسه يكفيها انه برئ ولكن اليوم اخيها يتمتع بكامل حريته ولكنه مدان ولذلك حالتها كانت اسوء مما جعله يتعاطف معها ولا يسئ معاملتها. 


أخذها عادل إلى مصحة علاج الإدمان التي يتعالج فيها خالد ابن شقيقته. 


بمجرد اقترابها من الغرفة بدأت تسمع صرخات اهتز لها بدنها بالكامل وتلك الدموع التي كانت تحبسها انهمرت على وجهها كالسيول فاضت بلحظة واحدة هناك نافذة حديدية وقفت لتراه من خلالها ووقف عادل يمسح دموعه ايضا. 


عندما رأى خالد عادل اقبل اليه يرجوه ان يبحث عن عمرو. 


عادل :هذه شقيقة عمرو. 

ارتجف خالد واراد أن يخرج راسه عبر النافذة الحديدية كي يقبل يدها ويرجوها ان تجلب له عمرو. 


اخرجت آسيا هاتفها وعرضت عليه صورة وسألته :هل هذا عمرو الذي تقصده . 


بمجرد أن اطلع خالد على صورة عمرو بدأ يصرخ بأسمه وينادي عليه ويطلب منها ان تتصل به ليراه ولو مرة واحدة. 


انهارت آسيا بالبكاء وظلت تعتذر لخالد وتنظر تارة لخالد وتارة لعادل وهي تردد كلمة واحدة :اسفة، اسفة 


عادل :الآن فهمت سبب حالتك، اكتشفتِ حقيقة اخيكِ واردتِ المجيئ إلى هنا كي تتأكدي من صحة كلامي. 


آسيا :يبدو أنه حان الوقت.

عادل :ماذا لديكِ؟


آسيا ببكاء وشفتيها ترتجف :أخي مدان.

عادل :كيف اكتشفتِ ذلك؟

آسيا :رأيت الأقراص بعيني داخل خزانته، ساساعدك كي تلقي القبض عليه ولكن بشرط الا يتم ذلك بالمنزل تحت أعين والدينا.


أعجب عادل جدا بموقفها واخبرها انها بذلك تحميه من الإعدام لانه مازال يتاجر بجرعات صغيرة قد يحاكم بتهمة التعاطي ولكن إذا زادت الجرعات بحيازته قد يحاكم بالاعدام هذا ماافكر فيه انسيت انني ادرس القانون. 


خرجا من المصحة وأمام الباب عرض عليها عادل ان يأخذها إلى حيث تريد ولكنها رفضت واخبرته انها ستستقل اي وسيلة مواصلات ولكنه رفض ان يتركها في مثل هذا المكان المعزول وبقي بجانبها حتى يطمئن عليها ولكنها لم تجد اي وسيلة مواصلات فاضطرت للركوب معه على أن يأخذها إلى أقرب محطة مترو أو باص. 


بالطريق سألها عادل فيما تفكر فيه. 

آسيا :سأقوم بمراقبته جيدا وإذا كرر فعلته هذه ثانية سأخبرك بموعد خروجه من المنزل وعليك أن تتخذ الإجراءات اللازمة حتى لايحكم بالبطلان مرة أخرى. 


عادل :اتفقنا، ولكن ارجو الا تتراجعي عن قرارك اعلم جيدا مقدار حبك لاخيكِ التوأم أخشى أن تتراجعين. 


آسيا :لا لن اتراجع عليه ان احميه من نفسه واحمي كل شاب قد يضيع على يده في المستقبل. 


عادل :ليت كل اهالي المجرمين يفكرون مثلك. 


جرحتها كلمة مجرمين جدا ازدادت حالتها سوء ونظرت عليه والدموع تتساقط من عينها وقالت :هل اصبح اخي من المجرمين. 


نظر إليها عادل نظرة خاطفة اثناء قيادته للسيارة وعندما رأى دموعها قام بفرملة السيارة واعتذر لها 

وقال :هذا بحكم شغلي هذا المصطلح دارج بيني وبين زملائي ولكن اعلم جيدا مدى حبك لاخيكِ ولذلك لايجب علي وصفه بالمتهم أمامك. 


آسيا :لا عليك من فضلك عاود القيادة مرة أخرى فقد تاخرت كثيرا. 


بينما هي مازالت معه بالسيارة وردها اتصال من شهاب كي يعتذر لها ولكن صوتها الحزين جعل شهاب يشعر بالقلق عليها ويطيل السؤال عنها. 


آسيا على الهاتف :أنا بخير ليس بي شيئا، سأمر على المكتب قريبا، سنتحدث لاحقا. 


اغلقت آسيا ولكن شعر عادل بالضيق ولم يستطع منع نفسه من سؤالها من المتصل؟ 


آسيا بتعحب :لماذا؟ 

عادل بارتباك :ظننته عمرو. 

آسيا :لا ليس هو وسكتت. 

عادل :من إذن؟ 


نظرت له آسيا بضيق وقالت :شئ خاص لن يفيد مجريات القضية. 


عادل :أعتذر لم اقصد التدخل في شئونك ولكن تعلمين ان كل المعلومات مهما كانت صغيرة تكون مهمة، قد يكون شخص يتجسس عليكِ ويخبر عمرو بالأمر. 


آسيا :لا انني اثق به. 


شعر عادل بالغضب وسألها :ومن هو هذا الشخص الذي استطاع كسب ثقتك في هذه المدة القصيرة؟


آسيا :لن اخبرك. 

عادل :وصلنا إلى المحطة. 

آسيا :شكرا. 


نزلت آسيا من السيارة ولكنها نسيت هاتفها وضعته كيف تفتح الباب ولكنها نزلت ونسيته. 


بينما تستدير كي تأخذه وجدته بيد عادل يريد فتحه. 


آسيا بغضب :تصرفات رجال الشرطة هذه لا تعجبني وتثير غضبي الا يوجد لديك شئ يدعى الخصوصية مصر ان تعرف من المتصل وقالت ساخرة :يمكنك معرفة ذلك في القسم اطلب منهم كشف المكالمات الخاص بي وخطفت من يده الهاتف وذهبت غاضبة. 


الغريب في الأمر انه غير مقتنع بسبب غضبها وظن انها تبالغ في الأمر وكان عليه ان تخبره من المتصل. 


فكر عادل قليلا وتوقع انه قد يكون المحامي الذي كان معها أثناء احتجاز اخيها أمام القسم بما انها اخبرته على الهاتف انها ستمر على المكتب لاحقا 


ظل يتسائل عن سبب اتصاله طالما انتهت قضية اخيها لماذا يعاود الاتصال بها ثانية، هل هناك شيئا بينهما.


عادت آسيا إلى المنزل وجدت عمرو اخذها إلى الغرفة يسألها اين كانت وهل أخبرت والدهم بما رأت؟ 


آسيا :كنت اجوب بالشوارع لا اريد العودة إلى المنزل ولم أخبر احد اتريد ان تقتل اباك اذا علم بما تفعله لمات هو وامنا ايضا. 


عمرو :أنا اخطأت وحاولت ان ابتعد عن ذلك ولكن يبدو أنه منحدر عميق من يضع إحدى قدميه لا يستطيع انقاذ نفسه من الانزلاق وحكي لها كيف تعرض هو وولاده لمضياقات دومة لمجرد انه فكر في الابتعاد عنهم وحاليا يتعرض للتهديد بخطفها ولذلك لم يستطع الابتعاد عنهم. 


آسيا :من يتق الله يجعل له مخرجا، اهرب منهم وسافر للعمل باي محافظة أخرى لن يجدوك ولن يستطيعوا عمل اي شئ معنا الله معنا. 


شعرت آسيا ان عمرو غير مقتنع بحديثها فسألته :هل ادمنت المخدرات؟ 


عمرو بارتباك :لا. 

آسيا :أين إذن الأموال التي حصدتها من تجارة المخدرات فانت كما كنت لم يظهر اي تغيير عليك ام انهم يعطونك جرعات مقابل البيع. 


تهرب عمرو من السؤال وهنا تيقنت آسيا أنه ادمن مما زادها اصرار على موقفها. 


مرت الايام وهي تراقبه وترسل كل تحركاته لعادل وذات يوم رأته آسيا وهو يأخذ حقيبة من الرجل الذي كان يهدده من قبل وارسلت الي عادل على الفور. 


لم تمر سوى عدة ساعات الا واتها خبر القبض عليه. 


بكت كثيرا وهي تحدث نفسها سرا، سامحني يااخي فعلت ذلك من أجلك. 


علم والدها بما حدث وطلب منها أن تستدعي المحامي فأخبرته انها لن تستطع ذلك لان المحامي خارج القاهرة ومساعده ايضا. 


الأب :استدعي غيرهم. 

آسيا :لا أعرف احدا سواهم 


الأب :مالعمل إذن سيضيع اخيكِ؟

آسيا :ان كان برئ سيظهر الله برأته. 


صفعها والدها على وجهها بقوة وقال بغضب :اتشكين باخيكِ. 


أمسكت آسيا وجهها وقالت :أنا متأكدة. 


لم يحتمل الأب وجلس ممسكا بصدره وطلب منها أن تشرح له مقصدها. 


حدثته آسيا بما عرفت ولكنها لم تخبره انها من قامت بأبلاغ الشرطة عنه. 


آسيا :اخبرتك بالحقيقة حتى لاتسعى خلفه دعه يبقى بالسجن كي يتعافى من الإدمان. 


بكى الأب المسن حتى غرقت لحيته وطلب منها أن تتركه بمفرده. 


استمعت والدتها لحديثهم وسقطت مغشيا عليها دون أن يشعر بها أحد في موعد الدواء ذهبت اسيا لتيقظها فاكتشفت موتها، صرخت اسيا بأبيها كي يستدعي طبيب او سيارة اسعاف فأخبرها انه قضى امر الله. 


بكت آسيا كثيرا بجانبها والغريب انه لم يأتي احدا لتعزيتها بعد انتشار خبر القبض على اخيها لم ياخذ بيدها أحد ولم تستمع إلى كلمة مواساة واحدة وكأنها هي التي تتاجر في المخدرات. 


لم يصدق الجيران عليه التهمة في المرة الأولى ولكن مع تكرار الأمر تأكد الجميع. 


بعد عدة ايام 

ذهبت آسيا لزيارة اخيها كي تقدم له الطعام ولكنها لم تستطع مقابلته تركت الطعام وذهبت. 


قابلها عادل اثناء مغادرة قسم الشرطة واخبرها انها تستطيع رؤية اخيها. 


آسيا :لا اريد رؤيته وانا بهذه الحالة ولكن من فضلك تأكد أن الطعام وصل إليه. 


عادل :لماذا ترتدين اسود؟

آسيا ببكاء :توفيت والدتي. 

عادل :البقاء لله لم يكن لدي علم. 

آسيا :من فضلك لاتخبر عمرو بذلك، يكفي ماهو فيه. 


بينما تبتعد اسيا عادت مرة أخرى تطلب منه الأذن بزيارة خالد من حين لآخر للاطمئنان على حالته وتكفيرا لما فعله اخيها فقد ينجي الله اخيها بالخير الذي تفعله مع خالد. 


عادل :اذهبي وقتما تريدي ولكنها بمكان معزول احرصي على أن تذهبي مبكرا وتنصرفي مبكرا قبل حلول الليل أو دعينا نذهب بسيارتي. 


آسيا :أريد مقابلته بمفردي. 

عادل :كما تشائين. 


مرت الايام والتحقت اسيا بمكتب استاذها للتدريب والعمل باجر رمزي كي تستطيع الانفاق على والدها 


كانت تتابع قضية عمرو من بعيد دون أن تتدخل حتى حان موعد المحاكمة. 


بيوم المحكمة ظل عمرو يطلب من والده ان يدعو له ويسلم على امه ويطلب منها الدعاء. 


الأب :ماتت والدتك بسبب اعمالك المشينة فلا تنطق بإسمها مرة أخرى. 


انهار عمرو بالبكاء حزنا على والدته وظل ينادي ابعا بصراخ  :أنا برئ ياابي لا تتركني افعل شئ من أجلي،اختي لاتتركيني. 


أراد عمرو الاستشهاد بأخته بأنه برئ فوقفت أمام الجميع كي تتحدث عنه وهنا كانت المفاجأة الصادمة لعمرو حيث اعترفت اخته عليه وشهدت ضده من أجل حمايته لم يفهم عمرو ذلك وظن انها تريد التخلص منه بسبب ادمانه للمخدرات. 


عمرو :اذا قضيت بالسجن يوما واحد ساخرج من هنا لكي اقتلك ولن اتركك. 


تم الحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات وذلك بسبب الكمية القليلة من المخدرات التي كان يحملها. 


خرجت آسيا من قاعة المحكمة وهي تبكي رأها شهاب واقترب منها وحاول تهدئتها بهذه الاثناء كان عادل يراقبهم ويشتعل غضبا ولم يتوقف بعيدا بل ذهب في اتجاههم. 

يتبع 

                     الفصل السابع من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا 

 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close