رواية اسيرة الماضي الفصل السابع 7 بقلم رانيا البحراوي

 


 رواية اسيرة الماضي 

الفصل السابع 7

بقلم رانيا البحراوي



نزلت منة من الطابق الثاني وهي تبكي وجلست بالحديقة حتى لاترى جدتها دموعها.


عاد يونس ليجدها تبكي فجلس بجانبها

وسألها :مايبكيكِ يامنة؟

منة :لاشئ.

اخرج يونس منديل وحلوى من جيبه وأعطاهم لها.

ابتسمت منة وشكرته كثيرا ولكنه طلبت منه أن يحتفظ بالحلوى لنفسه.

رفض يونس وأصر أن تتناول الحلوى أمامه حتى تتوقف عن البكاء.


دخلت منة غرفتها لتطمئن على جدتها وسألتها الجدة عن صحة حمزة.

منة بحزن :انه بخير لاتقلقِ عليه.

شعرت الجدة بحزنها وسألتها عن ماحدث معها.


حكت منة لجدتها منذ أن رأت الممرضة بغرفة حمزة إلى أن وصفها حمزة بالكاذبة أمام الجميع.


طلبت منها الجدة الا تحزن وهي ستعلم بحقيقة الأمر من حمزة.


في اليوم التالي خرجت الأم وطلبت من فاطمة أن تهتم بطعام حمزة ودواءه حتى تعود، وكالعادة خرج كل أفراد الأسرة وظل حمزة بمفرده. 


أعدت فاطمة الطعام وساعدتها منة وحان موعد الدواء ومر بعض الوقت دون أن تتذكر فاطمة وذهبت إلى غرفتها بالحديقة كي تستريح.


ذهبت منة كي تذكرها فوجدتها تغسل ملابسها هي وزوجها يدويا، عندما ذكرتها منة، فزعت فاطمة وقالت كيف نسيت ذلك قامت فاطمة مسرعة وزلت قدمها بالماء والصابون المتناثر على الأرض وسقطت.


إنزعجتْ منة بما حدث لفاطمة وطلبت من زوجها أن يأخذها إلى المستشفى. 


منة بالمنزل تريد أن تأخذ الطعام إلى حمزة ولكنها مازالت منزعجة مما حدث، بالنهاية أخذت الطعام وصعدت به 

طرقت الباب وظلت منتظرة ولكنه لم يرد عليها لم يسمعها. 


شعرت بالقلق ودخلت فوجدته يغير ثيابه وتجمدت بمكانها من صدمتها، فصرخ بوجهها وطردها من الغرفة 


خرجت منة غاضبة وضعت الطعام على الأرض وأخبرته بذلك من خلف الباب ونزلت مسرعة.


ظلت منة تترقب وصول فاطمة وزوجها حتى تطمئن عليها حتى وصلا، ذهبت منة إليها وعلمت أن هناك كسر بقدمها وتحتاج إلى الراحة حوالى خمسة وأربعون يوما.


اعتذرت منة منها لأنها افزعتها حين ذكرتها بدواء حمزة.


عادت منة لتجد الممرضة جالسة بالحديقة وحين رأت منة ابتسمت الممرضة ساخرة وقالت :ستخدمين بدلا عنها وتمرضين جدتك بدلا مني.


نظرت لها منة غاضبة ولم ترد عليها.

الممرضة :كنت تتمني طردي بالأمس و الآن ستتمني أن أبقى لمساعدتك.

منة :استطيع العمل بأى شئ ولن اطلب منك مساعدة انتي انسانة عديمة الأخلاق ولايشرفني التحدث معك.


شعرت الممرضة أن منة تبغضها ليس فقط بسبب ما رأته

بغرفة حمزة فهي تبغضها من قبل ذلك.


الجدة مازالت قلقة على حمزة لأنه أكثر من يمر عليها بغرفتها للإطمئنان عليها وغيابه عنها يعني أنه لايستطيع الحركة.


طلبت من منة أن تصعد وتراه مرة أخرى، صعدت منة من أجل جدتها ومن أجل أن توضح الأمر أيضا لحمزة وتخبره انها عندما تصدم تتجمد بمكانها ولاتتحرك اي أنها لم تتعمد النظر له وهو شبه عاري.


طرقت الباب بقوة وطلب منها أن تتدخل، دخلت منة على استحياء شديد وسألته كيف حالك وأخبرته بما صعدت لأجله، تفهم حمزة موقفها وشكرها على تحضير الطعام له واعتذر لها على ردة فعله القاسية.


سألته منة عن سبب إنكاره ماحدث من الممرضة تجاهه واتهامها بالكذب


تهرب حمزة من إجابة السؤال ولم يجيبها ولكن لاحظت منة الحزن الذي يخيم عليه وانكسار كلماته فلم تجادله

وسألته أن كان يريد شيئا لتعده له وحكت له ماحدث لفاطمة وأخبرته أن يستدعيها إذا أراد اي شئ.


بعد أن غادرت الغرفة شعر حمزة ان منة طيبة القلب هادئة لا تشبه المجرمين مثلما صورتها والدته له منذ إعلان والده على جلبها إلى المنزل.


عاد جميع أفراد الأسرة وكل منهم مر على حمزة مرة واحدة فقط حتى والدته التى عادت مرهقة اطمئنت عليه ودخلت إلى غرفتها.


كل منهم تناول الطعام قبل عودته إلى المنزل ولم يجتمعوا على العشاء، اتصلت الأم بفاطمة كي تأخذ العشاء إلى غرفة حمزة وتذكره بموعد الدواء فاخبرتها فاطمة بما حدث بقدمها وأن منة ستنوب عنها. 


نادت زوجة حسن على منة من غرفتها، صعدت منة على الفور ومثلما توقعت الممرضة تماما، طلبت منها أن تتولى أعمال فاطمة إلى أن تتعافى قدمها وان تسأل فاطمة عن أي شئ تريده. 


شعرت منة بالإهانة، كانت مستعدة لفعل ذلك من تلقاء نفسها ولكن الطريقة التي حدثتها بها زوجة حسن احزنتها كثيرا. 


صعدت منة بالعشاء إلى غرفة حمزة، بدأ حمزة يتعافى وترك الفراش ويجلس على مكتبه يقرأ كتابا. 


نظرت منة إلى المكتبة التي لديه وشردت كثيرا، منة قرأت أكثر من مائتى كتاب بدار الرعاية، تلك الكتب القديمة التي كانت تأتي إلى الدار كتبرعات ويستخدمها الفتيات في تزيين خزانة الملابس أو حتى تنظيف النوافذ الزجاجية، كانت تحتفظ بها وتتشاجر مع الفتيات حتى يحافظوا عليها. 


رفع حمزة راسه ليجد عيناها على الكتب وكلها شغف سألها :هل تحبين القراءة؟ 

منة :نعم احبها جدا. 

حمزة :اي الكتب تفضلين؟

منة :كل أنواع الكتب. 

شعر حمزة أنها تريد استعارة كتب منه ولكنها تخجل أن تطلب منه ذلك. 


سمح لها استعارة ماتشاء من الكتب بشرط أن تحافظ عليه وتعيده بنفس حالته. 


شدت منة كتاب سريعا وقالت اتمنى ان اكمل هذه الرواية 

عندما وصلت هذه الرواية كانت قديمة جدا وبعض أوراقها ممزقة لم اهتم وبدأت في قرأتها حتى نمت وبالصباح استيقظت لأجد فتاة غليظة أخذته من جواري واستخدمته في التنظيف وظللت ايام كثيرة افكر في النهاية. 


حمزة :انها فعلا فتاة غليظة كيف تجرأت على فعل ذلك 

سمح لها حمزة باستعارة الرواية وقبل أن ينهي حديثه اختفت منة من أمامه متلهفة لتكملة الرواية. 


ابتسم حمزة واسترجع أحداث الرواية وتذكر انها رواية رومانسية وتذكر نهايتها الحزينة وقال ليتها لم تتشوق لنهايتها هكذا ستحزن بالتأكيد. 


في الصباح استعاد حمزة صحته وقرر أن ينزل لرؤية عمته مبكرا، عندما دخل الغرفة رأى أن منة مازالت نائمة تعانق الرواية يبدو أنها سقطت بالنوم وهي تقرأها. 


خجل حمزة وأدار وجهه، وقال لعمته اعتذر أنني دخلت

دون إذن، استيقظت منة على صوته وقامت تبحث عن حجابها وتلتفت حولها حتى وجدت شيئا فوضعته على رأسها ولكن ليتها لم تفعل، عندما سمحت لحمزة بالدخول نظر إليها ليجد انها وضعت ملابس جدتها الخاصة فوق رأسها واصبح شكلها غريب جدا خاصة وهي مازالت لم تفتح عينها بعد. 

مع ضحكات حمزة والجدة استيقظت منة ونظرت إلى المرآه وطلبت منه أن يغادر الغرفة قليلا. 


نزلت والدة حمزة من غرفتها ورأت أن منة لم تجهز الفطار وغضبت بشدة، أخبرها حمزة كيف تستطيع فتاة صغيرة مثلها بأعمال هذا المنزل الكبير، واتصل بزوج فاطمة وطلب منه البحث عن أخرى حتى تشفى قدم فاطمة. 


سمعت منة ماحدث وفرحت جدا وازداد إعجابها بحمزة كثيرا، طلب حمزة طعام لجميع الأسرة من الخارج وطلب من منة أن تتناول الطعام معهم ولكنها فضلت تناول الطعام مع جدتها بالغرفة. 


الجدة :يبدو أنكِ نسيتي مافعله حمزة بالأمس.

منة :لا لم أنسى ولكنني شعرت بأن هناك امرا يخفيه وانتظر حتى يستطيع البوح به. 

الجدة :حمزة اطيب من في هذا المنزل وأنا ايضا شعرت بأن هناك أمرا يشغل فكره. 


مازال حمزة يفكر بأثر النهاية الحزينة للرواية على منة ولذلك أنهى الفطار سريعا وذهب إلى غرفة عمته ليسألها عن رأيها بالرواية فوجدها تبكي بشدة وعلم انها أنهت الرواية وقالت منذ عامين وانا اعيد قراءة الرواية حتى لا أنسى أحداثها حتى استكمل قرأتها عشت مع الابطال كأنهم واقع الا ان انتهت بفراقهم ليتني لم أقرأ النهاية. 


نظر حمزة إليها وقد احمرت انفها وعيناها من شدة البكاء 

وشعر انها لا يمكن لهذه البرأة أن تقتل أو تسرق يوما. 


بينما يغادر حمزة الغرفة أسرعت إليه منة وأعطت له الرواية وقالت بحزن شكرا. 


رأى حمزة الكتب الدراسية الخاصة بها فدخل إلى الغرفة مرة أخرى وسألها هل هذه كتبك؟ 

قالت :نعم. 

حمزة :أنتِ بالثانوية مثل مريم. 

منة :نعم، ولكن منذ أن خرجت من الرعاية لم اذاكر مطلقا. 

قرر حمزة مساعدتها وإرسالها إلى الدروس مع مريم ولكن والدته اعترضت بشدة حين علمت بذلك لاتريد أن تقترب منة من ابنتها. 


بحث حمزة عن سنتر يقرب من منزلهم وقرر الحجز لها حتى يتسنى لها حضور الدروس به. 


في صباح اليوم التالي استيقظ حمزة مبكرا وطلب من منة أن تتجهز وأخبرها بأنه حجز لها بسنتر قريب من المنزل، حلقت امال منة وتألقت إبتسامتها ولمعت عيناها فرحا. 


ارتدت ملابسها سريعا واخذها حمزة بسيارته كي يتركها عند السنتر ويذهب إلى عمله. 


وقبل خطوات من السنتر صرخت منة وطلبت من حمزة أن يوقف السيارة.


             الفصل الثامن من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات