أخر الاخبار

رواية الوشم الحرب الداميه الفصل العاشر 10 بقلم سارة مجدي

      

 رواية الوشم الحرب الداميه 

الفصل العاشر 10 

بقلم سارة مجدي



يقف أمام غرفة الرعايه و بين يديه طفلته الصغيره ينظر إلى رهف النائمه باستسلام وعيونه تتجمع بها الدموع و هو يفكر هل من الممكن أن يخسرها .. هل سينتهى الأمر الأن دون أن يحقق كل ما يحلم به معها و يرى ما حلم به لسنوات يتحقق أمام عينه ... نظر إلى صغيرته و هو يبتسم خاصه وهو يتذكر ذلك الوشم الذى رأه على كتفها ... يشبه نفس الوشم الموجود على كتف والدتها
****************************
عادت إلى بيت رهف و بين يديها الصغيره ... بعد أن طلب منها فاروق ذلك .. و أيضاً طلب منها إحضار بعض الملابس له و لرهف و أيضاً ترتاح قليلاً من أجل الصغيره التى معها
وضعت الصغيره على السرير ...بعد أن أبدلت لها ملابسها و جلست على السرير و أخرجت هاتفها حتى تتصل بجاسر تطمئن عليه ... الذى أجابها من فوره بقلق
-أوار هل أنتِ بخير ... أتصلت بك كثيراً ولم تجيبى ؟
ابتسمت براحه ثم قالت
-أنا بخير و لكن رهف فى المستشفى
-لماذا ؟
أجابها بقلق لتقول هى
—لقد وضعت طفلتها اليوم ... ولكن حالتها الصحيه سيئه و دخلت إلى غرفة العنايه المركزه
يا اللهى ... كيف ذلك .. و الطفله ؟
سأل جاسر بقلق و عقله مباشره يتسأل عن موقف نورالدين خاصه و هو يعرف جيداً ما تعنيه رهف لأدولف فقالت هى موضحه
-الطفله بخير ... و لكن القلق حقاً على رهف
خيم الصمت عليهم لثوان لتقول هى بقلق
-هل وجدتهم أدولف ؟
-نعم ولكن الأمر هنا صعب جداً ... و الأمور في مجملها ليست بخير
أجابها بتأكيد و قلق و خوف واضح فى صوته ... عاد الصمت مره أخرى يخيم عليهم ليقول بعد عدة ثوان
-أوار ... هل أنت بخير ؟ لقد أشتقت إليك كثيراً .
ابتسمت و هى تتمدد على السرير و قالت
-أشتاق إليك و ذلك يؤلم قلبى ... و أيضاً أشعر بالخوف و أنا هنا بفردى ... فأنا بحاجه إليك حقاً .
كان يستمع إليها بكل سعاده و قلبه يقفز داخل صدره فهى الأن تعبر عن شوقها له و حبها تقول بكل إنطلاق أنها تفتقده .. تحتاج وجوده ... تشعر بالخوف
-أريد أن أعود إليك فوراً ... أنا أيضاً لا أستطيع تحمل أبتعادى عنك أكثر من ذلك
ابتسمت بسعاده و عيونها تغلق من كثره الإرهاق و القلق ليسمع همستها الصغيره
-آريد النوم بشده .. و أفتقد ذراعيك
لتتسع ابتسامته ليتحول وجهه خشن الملامح إلى طفل صغير حصل على الحلوى الخاصه به ... وقال بابتسامه رقيقه
-نامى حبيبتى ... فأنا بجانبك أحاوطك بقلبى و روحى
ليصل إليه صوت أنفاسها المنتظمه ليبتسم بسعاده و راحه رغم كل شئ فأوار فى حياته أكبر من كل مخاوفه ... حتى أذا وصل الأمر للموت بعد كلماتها التى سكنت قلبه و داوت كل جروحه القديمه فهو مستعد أن يموت براحه و سعاده وضع الهاتف على السرير و خرج من الغرفه متوجهاً لغرفة سيف حتى يطمئن رانسى على ابنتها
***************
ظل أدولف على جلسته يفكر فى الأمر ناسيا تماماً آمر تلك الفتاه فعقله يدور فى دوائر مفرغه ... ماذا يريدون من رهف و من هم من الأساس
أغمض عينيه بأرهاق فجسده متعب بشده فهو لم يعتد على فقد كل تلك القدرات ... و لا يعلم هل سيستطيع إعادتها من جديد أم ذهبت بلا عوده
أنتبه لصوت بسيط ... ليفتح عيونه بصدمه و هو يراها على نفس جلستها منذ بدايه حديثه معها الذى مر عليه الأن أكثر من ثلاث ساعات أقترب منها سريعاً و هو يمسكها من كتفيها وأوقفها على قدميها التى كانت تتألم منها بشده لكنها لم تصدر اه ألم واحده حملها رغم ألم جسده و ضعفه إلا أنها لم تكن تستطيع أن تقف على قدميها فكيف ستسير
أجلسها على السرير و هو يقول بلوم
-لما لم تصدرى اى صوت أو تغادرى ...  لماذا ؟
نظرت إليه بعيونها التى تشبه عيون الغزلان و قالت بأقرار
-لم تأمرنى بالمغادره .. أو الوقوف أو أتحرك من مكانى .
كان يشعر بالحيره من موقفها هدوئها .. أستسلامها لكل ما يحدث معها دون تزمر أو خوف .. و كأنها تتوقع دائما أن القادم سئ و ما يأتى كله سيمر ..
أخذ نفس عميق ثم قال
-أذهبى للنوم و خذى قسط وافر من الراحه
وقفت على قدميها و نظرت أرضا حين قالت
-إلى أين أذهب ؟
صمت لثوان وقطب جبينه بحيره ثم نظر إلى ساعة يديه و هو يفكر أن الوقت تأخر و لن يجد أحد الأن ظل ينظر فى أرجاء الغرفه ثم قال
-إذاً فلتنامى على السرير ... الإرهاق يكاد يقتلك
و توجهه إلى الأريكه الكبيره و تمدد عليها لتقول هى بصوت ضعيف
-سيدى أنت بحاجه للراحه حتى تتمكن من إعادة قوتك التى أهدرتها بسببى و أنا سوف أغفوا على الأريكه
فتح عينيه ينظر إليها بتأمل ثم قال
-لم تجبرينى على مساعدتك .. ثم أننى الرجل و أنا أتحمل النوم على تلك الأريكه ... و فى أعتقادى أنكِ تعانين منذ زمن طويل و لم تحصلى على راحه و نوم هانئ منذ وقت طويل
لم تستطع أن تخفى نظرات الأمتنان لكنه لم يرد إحراجها أكثر من ذلك فابتسم إبتسامه صغيره و أغمض عينيه و أستسلم للنوم رغم خوفه إلا أن إرهاق جسده وضعف قوته كان اكبر من الخوف واكبر من الافكار ....  لتتمدد هى الأخرى و أغمضت عينيها سريعاً لتغرق فى النوم سريعاً
****************************
فى مكان جديد كان يجتمع ثلاث رجال مختلفين فى كل شئ .. فى الشكل و الهيئه ..
يجلسون حول مائده كبيره لا يوجد حولهم أى أضواء غير ضوء بسيط  فوق رؤسهم ..
قال الأول بهدوء قاتل
- الفتاه وخرجت عن سيطرتنا .. و صاحبة الوشم لا نعرف مكانها
- معى من يدلنى عليها و هو جاهز للتضحيه
ليقول الثالث باندهاش
- لا أفهم و بما سيضحى
ضحك الثانى بصوت عالى و قال من بين أسنانه
- هو أساس كل شىء و بيده مفتاح القصه و بسببه سنصل لصاحبة الوشم و هناك أيضاً إضافه فوقها كما تطلب وجبه الغداء و تحضر معها التحليه
و عاد ليضحك بصوت عالى بثقه و قوه و كأنه ملك العالم أجمع و بيده الأمر و بيده أيضاً نهايه كل شىء







تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close