أخر الاخبار

رواية لقد عادت من اجل الانتقام (الجزء الثاني) الفصل الثاني عشر 12بقلم شيماء عبد الله

 

رواية لقد عادت من اجل الانتقام (الجزء الثاني)

الفصل الثاني عشر 12

بقلم شيماء عبد الله



سرين :احذري يا ماسة لحديثك. 


ماسة: لما يجب علي الحذر بينما أنتم لا تحذرون.. حينما تصارحكم ماسة بالحقيقة يجب أن تنتبه لحديثها، لكن حينما تتحدثون أنتم في ظهر وعد فهو شيء عادي، ألا تريدون أن تستوعبوا بعد أن القضية داخلها أطفال صغار، وأنت كيف شككت في وعد! هل وعد التي أيقظتك في الماضي وأعادتك للطريق الصحيح ستفعل هذا، وعد كانت سندا ليك ودعمتك حينما تخلى عنك الجميع، وبدل أن تدعميها تخليت عنها. 


سرين :لست ضدها لكنها ضربت عمي، وقد اعترف الرجل أنها كانت على معه. 


ماسة :حقا إذن حتى أنت خائنة. 


فتحت سرين عينيها مصدومة من اتهامها، لتهتف سريعا :لا لا أنا لست خائنة، أقسم لكم. 


تملكها الخوف وهي تنفي ذلك الاتهام، خاصة أن نظرات الجميع كانت عليها لتبتسم ماسة هاتفة: الظلم سيئ أليس كذلك؟ وجدت نفسك في موقف صعب، الذي أحسست به الآن لا يقارن بما تعانيه وعد بسببكم، من الأفضل أن أظل صامتة لأنني لو تحدثت سأسبب في دمار هذه العائلة. 


ابتعدت عنهم ماسة وصعدت لغرفتها وهي تتنفس بقوة، وكذلك فعل رعد الذي كان ينصت لحديثهم قبل أن يستقل المصعد، وكلام ماسة يتكرر في ذهنه، ليردف: اظهري يا رعد سريعا، أريد أن أسمع الحقيقة منك، وعد التي أعرفها لا تخون، إذن ماذا حدث، يا رب أنر طريقي يا رب. 


ظل أفراد العائلة يتبادلون النظرات قبل أن يتجه كل واحد منهم لاتجاه ما، بينما جميلة التي كانت تتابع ما يحدث في الحاسوب غضبت بشدة، لتغلقه هاتفة: ماسة أنت تدمرين مخططاتي، لن أسمح بك بهذا، وعد يجب أن تدمر. 


قضى رعد ساعات الليل رفقة أبنائه، وحاول التخفيف عنهم قدر المستطاع، وحينما وصل الصباح طلب من رحمة أن تحضر لهم الإفطار للغرفة، ليتناولوه في جو من الألفة والضحك، وقبل أن يغادر رعد لعمله أوقفه إيليا ليسأله رعد :نعم يا بني أتريد شيئا. 


إيليا :أبي هل ستعود أمي. 


نزل رعد لمستواه، وأمسك في يديه هاتفا: أعدك أن أبحث عنها، لن أرتاح حتى أجدها. 


حضنه إيليا هاتفا: إياك أن تتخلى عنا أنت أيضا يا أبي، ابقى معنا دائما. 


ضمه رعد له أكثر هاتفا :لا تكرر هذا الحديث، أنا معك وسأظل  معك دائما. 


غادر رعد بعد أن زرع الطمأنينة في قلب إبنه، على الأقل من جهة الأب، وجلس ينتظر عودة أمه، وقد لاحظ أفراد العائلة أخيرا أن إيليا أصبح منعزلا، بينما ياسمين رفضت أن تشاركهم المجلس، وقضت وقتها في المرسم. 


عند وعد، ظلت نائمة لمدة طويلة ولم يوقظها سوى آذان الفجر، فقامت لتصليه ودعت الله أن يدعمها، وخرجت من المنزل بإسدال الصلاة ووضعت وشاحا على وجهها، ولم يعد يظهر منها سوى العينين، فتوجهت لمتجر قريب منها اشترت منه ما يلزمها، ومن حسن حظها وجدته يبيع الخضر أيضا اشترتها، وعادت للمنزل وهي تحاول مواصلة الطريق بعد أن أصبحت ضعيفة، وجسدها بدأ يطالبها بالمخدرات. 


وصلت للمنزل لترتب الأغراض التي أحضرتها في المطبخ، وحضرت الأكل لتتناوله كله بعد أن قضت مدة طويلة جائعة وسط ذلك القبو، فقد كانت تأكل مرة واحدة في اليوم، وحينما يرأفون بحالها يقدموا لها قطعة من الخبز في المساء. 


وعد :الحمد لله.. أحمدك يا رب وأشكرك على هذه النعمة. 


ولم تنسى حمد الله على تلك النقود التي كانت تتركها في جميع أماكنها السرية، وهذا فعلته حينما كانت تشتغل في الاستخبارات، وأحيانا كانت تحتاج أين تتخفى، والان استفادت من هذا مجددا. 


وعد :فلنبدأ اللعب إذن. 


ظلت وعد تنظر للورقة التي سجلت بها رقم سيارة بدر، وهي على يقين تام أن بينه وبين الخاطف علاقة وطيدة، ووضعت الكثير من الاحتمالات من بينهم احتمال وارد أن يكون بدر هو الخاطف من الأساس، ويرغب أن يظهر في صورة البطل في عينيها. فقامت وأحضرت لوحة من الخزانة، وبعض الملصقات التي كتبت فيهم جميع المعلومات التي تملكها، وبدأت تربط بينهم بخطوط كي تعرف متى وكيف تبدأ. 


استمرت لوقت طويل تربط بين جميع الأحداث، ثم اتجهت لغرفتها ووضعت يدها أسفل السرير، لتضغط على زر مخفي مرتين، فارتفع السرير وظهر الهواتف والحاسوب مخفون أسفله. 


وعد :لأرى الان ما يحدث عند عائلتي العزيزة. 


نطقت كلماتها الأخيرة بسخرية بعد أن شاهدت تلك التسجيلات عند جميلة، وكيف بدأوا يتحدثون خلف ظهرها، فأخذت هاتفا والحاسوب وأوصلتهم بالضوء، ثم دخلت لنظام كاميرات المراقبة في القصر. 


قضت اليوم بأكمله وهي تشاهد التسجيلات، خاصة حينما يجتمعون أفراد العائلة، وازداد ألمها من حديثهم، فسرعت التسجيلات وشاهدت تسجيلات الأمس، لتجد أخيرا يخفف عنها قليلا، وكم سعدت بحديث رعد ليحمي أطفالهم، وخاصة ياسمين التي كانت أكثر شخص خافت عليه، وسعدت فيما بعد بحديث ماسة وثقتها فيها. 


وعد :حبيبتي ماسة كبرت وأصبحت تدافع عن أختها، أعدك يا أختي ان أستعيد حقي وحق دموعك، أبنائي أمانة عندك حتى أنتهي، أما العائلة فكان جدي محق بخصوصهم، نصحني كثيرا أن أحذر منهم، رحمه الله كان يعلم أنهم أنانيين وبخطأ صغير ينقلبوا ضدك، لكن أعدك يا جدي حتى أجعلهم يندمون على كل كلمة هتفوا بها. 


نظرت وعد للخارج، فوجدت الظلام أسدل ستاره، فقامت وحضرت الأكل تناولته، وشعرت بحاجة ذاتها لتلك السموم بعد ساعات تمكنت فيه من إلهاء عقلها عنهم، فبدأت تمارس الرياضة وزادت من وتيرة ضغطها على نفسها حتى شعرت بألم لا يطاق في بطنها، لتتذكر العادة الشهرية التي تأخرت وأتتها في تلك اللحظة، فحضرت مشروبا ساخنا لها وتسطحت لترتاح. 


وعد :أتمنى أن أنجح فيما أفعله، و أستطيع الوصول إلى المجرم الحقيقي. 


نامت وعد بعد الكثير من الأفكار المتضاربة في رأسها. أما في قصر العلمي تمكن مراد أخيرا أن يختلي بزوجته في غرفتهم بعد أن هربت منه بالأمس ونامت مع إبنهم في غرفته رافضة المواجهة معه في تلك اللحظة، ليهتف: ماسة يجب أن نتحدث. 


تنهدت ماسة بقوة، ثم التفتت ناحيته هاتفة: تحدث ها أنا أنصت لك. 


مراد :ماسة إلى متى ستستمرين في معاملتي بهاته الطريقة، حتى لو لم تصدقي أن وعد من فعلت كل شيء، لكن ضعي نفسك مكاني وأخبريني ما الذي ستفعليه لأفعله. 


ماسة :أولا أصبحت أعاملك هكذا بعد أن تغيرت معاملتك معي، ثانيا إذا وضعت نفسي مكانك فلن أظل أشاهد فقط، كنت سأبحث عن الحقيقة، ورغم وجود الكثير من الدلائل التي تدين وعد كنت سأتأكد من تلك الدلائل أكثر من مرة، لأن الشخص المتهم في هذه القضية ليس شخصا غريبا إنما فرد مهم في هذه العائلة، وقبل أن تلومني على شيء ما أنظر لنفسك أولا ولما فعلته قبل أن تتحدث. 


مراد :وأنا ما الذي فعلته حتى تلومينني، إن الشخص الذي أصاب وكان بين الحياة والموت في المستشفى كان أبي، أترغبين مني الجلوس بجانبك نتحدث وأدع أبي بمفرده. 


ماسة :أنا لم أقل أن تترك والدك وحيدا، ولن أفعلها نهائيا، لكن التي تتهمونها جميعا هي أختي، بل أمي قبل أن تكون أختي، في الوقت الذي كنت أنت وسط والديك وإخوتك لم أجد أنا أحدا بجانبي سوى وعد، في الوقت الذي كنت أنت تنام مرتاح البال في غرفتك، أنا كنت أنام في الأرض وفي كل مرة أتأكد إن كانت أختي على قيد الحياة بعد الضرب الذي تلقته بدلا عني، التي يلومها الجميع كانت تنزع أشياءا كثيرة لنفسها وتحرم منها كي تحميني وتقدم لي كل ما أريد، وعد أهم بالنسبة لي من كل شيء، ومستعدة أن أقطع علاقتي بالجميع من أجلها. 


مراد: هل تقصدين أنني إذا خيرتك بيني وبين وعد ستختاري وعد. 


ماسة :إذا فعلت هذا ستكون قتلتني. 


تنهد مراد يحاول تهدئة نفسه، فرأى ماسة ستخرج من الغرفة مجددا، ليجذبها ناحيته هاتفا: ماسة لا زلنا نتحدث، لا تهربي مجددا. 


ماسة: أنا لا أهرب؛ أنت من يهرب من الحقيقة، فكر جيدا إذا كانت وعد من فعلت كل هذا أم عدوها الذي ساعدته فيما قبل كي يدمر عائلتنا. 


تركها مراد مصدوما من حديثها، وقال: ماسة لقد أخبرتكم بالحقيقة كاملة لما لا زلت تلومينني، وأساسا أمي قالت أن العدو عدو وعد ليس العائلة كما كنا نعتقد، وكذلك اختطافك كان غريبا، وربما وعد من فعلت كل شيء. 


نظرت له ماسة بخيبة أمل كبيرة، وهتفت: للأسف لا زلت لا تعلم من هي وعد، وعد التي ظلمتها للتو هي التي أنقذتك كثيرا، أتتذكر قبل سنتين أخبرتني أن رجلا يتصرف بغرابة معك، وشككت أنه ينوي فعل شيء ثم اختفى فجأة، وعد سمعتك حينما أخبرتني وبحثث عن ذلك الرجل، أتعلم ما كانت نيته..كا يرغب في قتلك لأن الفتاة الوحيدة في حياته حرم منها لأنها أحبتك، حينما كنت أنت مرتاح البال كانت وعد تحميك من خطئك. 


مراد: انتظري لحظة عن أي خطأ تتحدثين. 


ماسة :قبل ظهوري كنت على علاقة مع فتاة في السر، إسمها فرح أليس كذلك؟ الفتاة نفسها التي أمضيت معها سنة كاملة وجعلتها تتعلق بك، وفي الأخير ماذا فعلت.. تخليت عنها وسط الطريق، وبسببك فرح أصبحت مريضة نفسية، بسببك انتحرت فرح وحرمت عائلتها منها، موتها جعل أخاها كالمجنون يبحث عنك في كل مكان كي يقتلك. 


جلس مراد فوق السرير بعد أن تلقى تلك الصدمة للتو، ولا ينكر معرفته بفرح لكن القصة كانت مختلفة تماما، وبالفعل تحدث ليدافع عن نفسه هاتفا :تلك الفتاة كانت مجرد صديقة، تعرفت عليها في الجامعة وكنا مجموعة من الأصدقاء، لكن حينما علمت طبيعة مشاعرها ناحيتي ابتعدت عنها كي تنساني، أنا لست السبب في حالتها، أنا لم أفعل شيئا. 


ماسة :حقا وما الدليل على حديثك. 


قام مراد ممسكا إياها من كتفيها بقوة هاتفا: ماسة انظري لي، أنا مراد، هل تصدقين أنني أفعل شيئا كهذا. 


نظرت ماسة لعينيه مباشرة هاتفة: ولما لا أصدق ما دمتم صدقتوا أن وعد مجرمة. 


ابتعد عنها مجددا يهز رأسه علامة النفي هاتفا: ماسة لا تظلميني هكذا، لا تقارنيني بوعد. 


ماسة :أنتم أيضا ظلمتم وعد وحكمتم عليها دون سماع تبرير منها، إذن أنا كذلك سأحكم عليكم دون أن أسمح لكن بتبرير شيء لي. 


اتجهت ماسة ناحية الباب، وحينما وصلت له التفتت ناحية مراد الذي صدم وجرح من هذا الموقف، فقالت: أنا أثق فيمن أحبهم، لكن الفرق هل من أحبهم كلهم يستحقون هذه الثقة؟ سأجيبك بنعم يستحق البعض، أما البعض الأخر أصبحت أشك فيهم. 


نظر لها مراد وهتف: أصبحت تشكين في. 


ماسة :اسأل نفسك ماذا فعلت طيلة السنتين الماضية وستعلم الإجابة. 


غادرت ماسة وتركته غارقا في بحر أفكاره، وذكريات السنوات الماضية تتكرر أمامه، ليجد نفسه وصل لنتيجة واحدة أن ماسة لم تغير تعاملها معه يوما، ولم تشكك بصدقه، ليضع رأسه بين يديه هاتفا : يا رب أمن الممكن أن تكون ماسة محقة.. هل وعد بريئة أم لا؟ لم أعد قادرا على تحمل هذا الوضع، يا رب فرج علينا يا رب. 


مضى أسبوع لدى وعد قضته في التخطيط للمستقبل، وفي الوقت ذاته تنتظر الوقت المناسب كي تخرج، وأيضا يكون جسمها تخلص من تلك السموم التي تجري في عروقها، وغفلت عن جميلة التي كانت تخطط لأشياء أخرى. أما ماسة ومراد بدأت علاقتهم تتحسن وتعود لطبيعتها، خاصة بعد أن وعدها بالبحث عن الحقيقة، وبدأ يتحرك وحده معتمدا على لوسيو الذي كان هو الآخر يبحث خلف الخائنين الذين كشفتهم وعد مسبقا. 


استيقظت وعد على شمس يوم جديد، فقامت لتصلي وجهزت إفطارها، لكن فور تناولها للقمة الأولى حتى شعرت بالغثيان، و أسرعت للحمام تفرغ ما في معدتها، لتمسك ببطنها وهي تنفس بقوة وقالت: يا رب شافني، يا رب أخرج هاته السموم من ذاتي سريعا إنني لم أعد أتحمل اكثر. 


توجهت للأريكة لتتسطح عليها قليلا، وما إن أغمضت عينيها حتى تسلل لمسامعها صوت سيارة الشرطة، فأسرعت لغرفتها وفتحت الحاسوب، وشغل تسجيل الكاميرا المعلقة في الباب، فسمعت شرطيا يهتف: ابحثوا في كل مكان، يجب أن نجد وعد العلمي اليوم. 


فتحت وعد عينيها مصدومة، فلمحت رعد أيضا وقالت: كيف وصلوا لي. 


استوعبت وعد الموقف الذي وضعت فيه، فأسرعت بالضغط على الزر أسفل السرير، فصعد السرير مجددا، لتضع يدها على زجاجة في الأرض، ففتح بابا صغير، لتحمل الحاسوب والهاتف ودخلت من ذلك الباب الذي يؤدي للقبو، فقفزت للأسفل، ثم شغلت الضوء في هاتفها لترى ذلك الزر الاخر الذي ضغطت عليه ليعود السرير لمكانه الطبيعي، وجلست هي تدعي الله أن يفرج عنها. 


في الخارج كان رعد يبحث مع الشرطة، ليبدأ أحد أعضاء الشرطة الطرق على باب منزل وعد، لكن ما من مجيب ليهتف: سيدي لا توجد إجابة من هذا المنزل، ربما فارغ. 


كان رجل كبير يقف قريبا منهم ليهتف: لا يا سيدي توجد امرأة في ذلك المنزل. 


رعد :امرأة! ومن هي. 


الرجل :لا أعلم يا بني، لقد أتت قبل أسبوع، وخرجت مرتين من المنزل، وكانت تضع النقاب لذا لم أتمكن من رؤية وجهها. 


الشرطي: ربما هي وعد. 


بدأوا يطرقون الباب أكثر ثم دفعوه حتى فتح، فدخلوا يبحثون داخله، ودهشوا من ذلك المخطط الذي وضعته وعد. 


بدأ أفراد الشرطة البحث في المنزل، إلا رعد الذي علم أنها هربت، واستغل فرصة انشغال الشرطة بالبحث ودخولهم للغرف ليصور ذلك المخطط سريعا، ثم اعتدل في وقفته ينتظر إنهاء الشرطة لعملها، فقال قائدهم: لقد فرت. 


رعد: كنت أتوقع هذا، وعد من المستحيل أن نجدها بهذه السهولة. 


عقد القائد حاجبيه هاتفا :بهذه السهولة! سيد رعد نحن نبحث عنها منذ أكثر من شهر وأنت الان تتحدث عن السهولة. 


هتفت رعد ببرود :نحن نتحدث عن وعد، شخصية ذكية، امرأة تمكنت من إدارة سلسلة شركات ومشاريع في عمر صغير لن تجد صعوبة الآن، والان تقول أم بلاغا وصلكم يخبركم أن وعد هنا، هل كنتم تعتقدون أنكم ستجدونها بهذه السهولة. 


القائد :وقد كانت هنا بالفعل لكنها هربت، وهذا المخطط أكبر دليل على هذا، والان يا سيد رعد دعنا نقوم بعملنا. 


صمتت رعد وتركه يبحث وهو على يقين تام أنه لن يصل لشيء، ربما ذلك المخطط المليئ بالألغاز سيشغلهم قليلا، وفي الأسفل كانت وعد مبتسمة وهي تشاهد رعد الذي يقف ببرود، وهتفت :لا زلت تفهمني يا رعد، لوهلة اعتقدت أنك تغيرت بعد أن شكتت بي، كنت أتوقع أن يشك فيني الجميع إلا أنت، لكن أتعلم رغم كل ما حدث قلبي لا زال يحبك، لما رغم جرحك العميق لي لا زلت أحبك؟ 


تنهدت وعد واستمرت في مراقبة أعضاء الشرطة حتى أنهوا عملهم، وأخذوا المخطط معهم، وكان رعد آخر شخص يخرج من باب المنزل، لكن قبل ذلك التفت ناحية المصباح وحرك يده علامة الوداع. 


ضحكت وعد بقوة بعد فترة طويلة وهتفت: فلنلتقي قريبا يا رعد. 

انتظرت وعد ساعة كاملة حتى تأكدت أن الشرطة غادرت، فنزعت الغطاء عن سيارة مخزنة في ذلك القبو، وفتحت باب القبو، ليظهر نفق طويل ومظلم، فوضعت الحاسوب في السيارة وركبت هي الأخرى، وخرجت من ذلك القبو الذي أغلقت بابه خلفها، وشفت طريقها وسط ذلك النفق المظلم، وبعد دقائق وصلت إلى مرتفع صعدت منه لتصبح وسط مخزن. 


نزلت من السيارة فتحت باب المخزن، ثم خرجت وأغلقت الباب خلفها، وتحركت نحو وجهتها الجديدة وهي تحارب ألمها، وفي منزل جميلة كانت تراقب تحركاتها لتقول: تمكنت من الإفلات مجددا يا وعد، لكن شاهدي الان ما سيحدث فيك.


              الفصل الثالث عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا 

لقراءة الجزء الاول جميع الفصول كاملة من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close