أخر الاخبار

رواية ذاكرة القلب الفصل الأول 1بقلم رانيا البحراوي



رواية ذاكرة القلب 

الفصل الأول 1

بقلم رانيا البحراوي



واراد أن يصبح حارسا على عينيها حتى لاينظر إليها أحد غيره وأمينا على يديها حتى لاتصافح أحد غيره

ومالكا ع



لى قلبها حتي لاينبض لغيره، ظن انه سيكون

بمملكتها اميرا فأتخذت منه اسيرا.


بهذه الكلمات انتهت تلك الرواية الرومانسية التي كانت تقرأها وتعيش بين احداثها وترى أبطالها وتتعايش معهم لمدة أسبوع وكأنها أحدا منهم، جعلتها الروايات حالمة وتسرقها من واقعها، رغم أن الأحلام لاتدوم طويلا وسرعان ماتعود للواقع إلا أنها تسعد كثيرا بهذه اللحظات وتتخيل كثيرا أن تعيش هذه اللحظات. 


آسيا فتاة شابة هادئة جدا وردة بيضاء نشأت بين اشواك نبات الصبار تخشى ان تتلامس اوراقها الناعمة بهذه الاشواك ولكنها لاتملك حق الفرار فراشة هادئة احتفظت بهدؤها رغم  نشأتها بوسط طنين النحل، نشأت آسيا بمنطقة شعبية بداخل القاهرة اشتهرت بالاتجار في المواد المخدرة وانتشار العنف والبلطجة. 


تعيش آسيا حياة صعيبة جدا مع والديها المسنين وشقيقها التوأم  لايملكون رفاهية الانتقال من هذه المنطقة رغم ازدياد صعوبة الأمر يوما بعد يوم.


تدرس آسيا القانون ولكنها ترى بأعينها يوميا مجرمين

يخالفوا كل القوانين الوضعية والادمية بينما اكتفى اخيها بالشهادة المتوسطة كي يعمل ويعيل أسرته. 


هؤلاء الشباب المخالفون للقانون  يحتلون مداخل المنطقة وينتشرون بكل نواحيها فكلما عادت من الجامعة تكون مهددة بنظراتهم الوقحة وسماع الفاظهم الخارجة اثناء مزاحهم سويا هذا اقل ماعليها مواجهته فعليها مواجهة اكثر من ذلك في اوقات تشاجرهم سويا


وقتها كانت تسفك الدماء وتتحطم النوافذ وتحرق السيارات.


آسيا تحب أخيها جدا ليس فقط لانه اخيها التؤام ولكن لأنه ضحى بدراسته كي تستطع هي إكمال دراستها. 


كم طلبت من شقيقها ان ينقلهم لمكان اخر ولكنه كان يقف امامها عاجزا لانه سبق وعرض شقتهم الصغيرة للبيع ولكن لم يقبل أحد على شرائها بسبب ضيقها وتعرضها للغرق بمياه الصرف الصحي بصورة مستمرة.


شقيق آسيا( عمرو) شخص بسيط هادئ الطباع يطغى عليه هؤلاء المجرمين بصورة مستمرة لطيبته وضعف قوته فهو شاب متعلم لايستطع مجابهة هؤلاء في اجرامهم ولذلك كانت دائما تخفي آسيا عليه أي مضايقة تتعرض لها من قبل هؤلاء لأنها كانت تعلم جيدا ان اخيها لن يستطع منع أذى هؤلاء الشباب عنها.


يعمل عمرو بتوصيل الطلبات لإحدى المطاعم  لا يمتلك دراجة بخارية وإنما دراجة عادية مستعملة وسبب تعرضه للمضايقات من هؤلاء الشباب أنهم يظنون أنه يتخابر مع رجال الشرطة ضدهم. 


ذات يوم تأخر عمرو بالعمل واصيب والده بضيق في التنفس وارادت آسيا ان تأخذه لاقرب مستشفى كي يتم اسعافه بجلسة بخار أو حقنه بالدواء الذي يساعده على التنفس بصورة جيدة. 


خرجت آسيا برفقة والدها المريض وهي ترتجف فكان ذلك الوقت المتأخر من الليل مساحة هؤلاء الشباب لبيع المواد المخدرة بكل حرية. 


وهذا الوقت الذي يتوافد فيه شباب من الصفوة لشراء تلك المواد ورأت بعينها من لم يحتمل ويتناول تلك المواد المخدرة قبل أن يعود إلى سيارته. 


الأب رغم انه عاجزا عن التنفس :هيا نعود إلى المنزل. 


آسيا :لا كيف اعود إلى المنزل قبل أن اطمئن عليك؟ 

الأب :وكيف اذهب معكِ وانا اموت قلقا عليكِ. 


وقف الأب وهو يصر ان تعود به إلى المنزل. 

بينما تحاول آسيا اقناع والدها بالذهاب إلى المستشفى أقبل نحوهم أحد هؤلاء الشباب ويدعى (دومة)اسم يشتهر به وبيده كلب ضخم ينبح بصوت مرعب اقترب منهم دومة  وهو يصرخ بهم :ماذا تفعلون هنا؟ 


فزعت آسيا وهي ترى الكلب يلهث بالقرب من قدمها وبدأت تتعرق من شدة الخوف. 


الأب :لا نفعل شيئا، أبعد هذا الكلب فكما ترى ابنتي خافت بشدة، سنعود إلى منزلنا. 

آسيا بصوت خافت  :لا لن نعود، أبي مريض كما ترى ونحن بطريقنا إلى المستشفى. 


دومة بسخرية :ارجعيه يموت بالمنزل قبل أن يموت على يدي. 


لم تتحرك آسيا وظلت تلتفت يمينا ويسارا عسى أن تجد من يساعدها ويقنع هؤلاء بأن تأخذ ابيها إلى المستشفى. 


انزعج دومة جدا ورفع يده يدفع ابيها المريض. 


آسيا :اخفص يدك الا تخجل بأن تهين رجل بعمر اباك. 


غضب دومة وأشار إلى الكلب كي ينبح عليهم وهو يضحك ساخرا ويهددهم بأنه سيترك الكلب من يده 

كي يهاجمهم لو لم يختفوا من امامه في الحال.


الأب :هيا اخبرتك انني لااريد الذهاب بينما يأخذ ابيها بيدها كي يعود إلى المنزل سقط مغشيا عليه. 


انهارت آسيا بالبكاء وطلبت من دومة ومن معه أن يساعدها ولكن لم يقترب منها أحد. 


أمسكت بهاتفها تحاول الاتصال بالاسعاف ولكنها نسيت ارقام الإسعاف من شدة خوفها حاولت الاتصال بأخيها ولكنه لم يلتقط اتصالها حاولت الاستعانة بأحد الجيران ولكن لم تجد احد مستيقظا بهذا الوقت المتأخر. 


بينما تحاول اسعاف ابيها ظهر أمامها شاب ذو مظهر حسن وصرخ بوجه دومة واقترب منها يعرض عليها المساعدة بنقل والدها بسيارته إلى المستشفى. 


ساعدها الشاب بوضع والدها بالسيارة تفاجئت آسيا بأن دومة ومن معه خافوا  من هذا الشاب ولم يعترض أحد طريقهم  وهم برفقته، واخذه إلى اقرب مستشفى، تم إسعاف الأب بمجرد وصوله إلى المستشفى وتم عمل جلسة بخار له.


خرجت آسيا كي تشكر الشاب وتطلب منه ان لاينتظر

اكثر من ذلك.


الشاب :لا عليكِ إنه واجبي.

آسيا :هل تسكن معنا بنفس المنطقة؟

الشاب :نعم انتقلت حديثا.

آسيا :نعم هذه المرة الأولى التي اراك بها بالمنطقة.


الشاب :اسمي عادل وانتِ؟

آسيا :تشرفت بمعرفتك اسمي آسيا.


عادل :انه اسم جميل.

آسيا بخجل :شكرا، لاداعي لبقائك اكثر من ذلك، اشرق الصباح وسأجد أي وسيلة مواصلات بسهولة.


عادل :اتمنى الشفاء العاجل لوالدك، هل نتبادل الأرقام في حين احتاجتِ إلى المساعدة مرة أخرى. 


آسيا :لا يمكنني ذلك. 


اعجب عادل بحيائها وخجلها وودعها بأبتسامة. 


بعدما استعاد والدها وعيه اخبرها الطبيب ان رئة والدها تضررت بسبب التدخين وعليه ان يقلع عن التدخين لان الحالة ستزداد سوء.


فزعت آسيا بسماع ذلك وانحنت على يد ابيها تطلب منه أن يستمع إلى نصيحة الطبيب ولا يتهاون في الحفاظ على صحته لأنه أغلى ماتملك في هذه الحياة. 


لم يقتنع والدها ولكنه تظاهر بذلك حتى يتخلص من تحذيرات الطبيب. 


في هذه الاثناء حاول عمرو الاتصال باخته او ابيه ولكنه لم يستطع الوصول إليهما بسبب عدم وجود شبكة بالمستشفى قام بالاتصال بوالدته وعلم منها ماحدث لابيه ولأنه لم يعلم إلى أي مستشفى ذهبا ظل يبحث بكل المستشفيات القريبة ولكنه لم يعثر عليهما.


بعد انتهاء اسعافات الأب صرح الطبيب بخروجه من المستشفى تفاجأت آسيا بأن عادل مازال ينتظر أمام المستشفى ونزل مسرعا من سيارته واقبل مسرعا عليهم كي يطمئن على صحة ابيها. 


قامت آسيا بتقديم عادل إلى ابيها واخبرته انه الذي قام بنقله إلى المستشفى، شكره الأب كثيرا. 


عرض عليهم عادل اعادتهم إلى المنزل ولكن الأب شكره واخبره أنه سيبحث عن سيارة أجرة. 


اصر عادل واخبرهم انه ذاهب إلى نفس المكان فما المانع من أن يأخذهم معه. 


فتح عمرو باب السيارة الخلفي لآسيا وامسك بيد والدها وقام بفتح الباب الامامي له وانتظر حتى ادخل والد آسيا قدميه وساعده في ذلك ثم اغلق الباب واطمئن أن آسيا اغلقت الباب بأحكام ثم بدأ يقود السيارة، طوال الطريق لم يزح نظره عن آسيا للحظة واحدة مما اشعرها بالخجل كثيرا. 


بالطريق اتصل عمرو بآسيا وكان يبدو على صوته القلق والخوف. 


هدأ عمرو بعد الاطمئنان على الأب واسرع إلى المنزل لرؤية والده. 


عمرو طيب القلب ورغم ان عمله هو مصدر الدخل الوحيد لاسرته الا أنه ترك عمله وذهب يبحث عن والده بالمستشفيات. 


عاد عمرو إلى منزله قبل وصول والده، بينما ينتظر عمرو وصول والده أمام المنزل تفاجئ بالسيارة التي تقلهم وتفاجئ اكثر برؤية عادل معهم. 


اسرع عمرو نحو والده وساعده على الخروج من السيارة بينما يقدم الأب عادل إلى عمرو، عبس وجه عمرو ولم ينظر بوجه عادل مطلقا. 


أمسك عمرو بيد والده يأخذ بيده إلى الداخل فسأله والده : هل تعرفه؟ 


لم يجيبه عمرو والتفت إلى آسيا التي توقفت تشكر عادل فناداها غاضبا وطلب منها أن تفتح الباب بسرعة ليدخل والده. 


وضع عمرو والده على اقرب مقعد وخرج مسرعا وهمس إلى عادل، رأتهم آسيا من النافذة ولم تسمع حديثهما. 


دخل عمرو مرة أخرى وبدأت اسيا تسأله من جديد، حتى ان والده اصر على أن يخبره من أين يعرف هذا الشاب وماسبب تغير ملامحه فور رؤيته ولكن عمرو لم يجيب اي من تساؤلاتهم واخبرهم ان عليه أن يعود للعمل كي يسلم مبالغ الوجبات التى قام بتوصيلها. 


ذهب عمرو تاركا الحيرة تتغلب على افكار اخته وابيه. 


عاد عمرو ليجد كلا من ابيه واخته في انتظاره فما كان منه أنه ذكر عادل بغضب وطلب منهم أن لا يتحدثوا مع هذا الشخص مرة أخرى دون أن يبدي اي أسباب. 


آسيا بغضب :اخبرتك انه انقذ والدك. 

عمرو بغضب :حتى لو مات أبي اهون علي من أن تركبي سيارة هذا الشاب. 


بكى والده لانه لم يعتاد من عمرو الاساءة أو عدم الاحترام. 


جلس عمرو عند ركبتي ابيه واعتذر منه واخبره انه لم يقصد الاساءة إليه ولكن خوفه على أخته من هذا الشخص الغير موثوق به. 


أغلق والده الأمر وطلب من آسيا عدم التحدث مع هذا الشاب اذا صادف وقابلته مرة أخرى عند الخروج من المنزل. 


آسيا :حاضر ياأبي. 


ذات يوم اثناء عودة آسيا من الجامعة صادفت عادل بنفس المكان الذي اغشي على والدها به بقرب منزلها. 


مرت آسيا بجانبه دون أن تنظر إليه. 

عادل :كيف حال والدك اليوم؟ 


لم تلتفت آسيا نحوه مطلقا. 

عادل :هل طلب منكِ عمرو الا تتحدثي معي؟ 


شعرت آسيا بضيق من ملاحقته لها وقالت :نعم، طلب مني ذلك ومن فضلك لا تحاول التحدث معي مرة أخرى. 


عادل بحزن :أعتذر لن اكررها ثانية. 


شعرت آسيا للمرة الثانية انه شاب محترم وتعجبت من موقف اخيها هي عادة تستمع لقلبها لانه يرشدها دائما للصواب ولكن مجبرة ان تطع كلام ابيها واخيها وتبتعد عنه. 


علم اخيها بما فعله دومة من صديق له كان يشاهد ماحدث من شرفة منزله واعتذر لعمرو على أنه لم يجرؤ على مساعدة ابيه واخته. 


انزعج عمرو بشدة ولم يستطع تجاهل الأمر وذهب لمواجهة دومة أمام جميع المارة وبدأت الناس تتجمع حولهم. 


بمجرد أن وقف عمرو امامه يحاسبه بغضب عن مافعله بآبيه واخته رد دومة بغضب وقال :احمد ربك انني لم اضربه. 


عمرو بغضب :لا تعترض طريق أحدا من اهلي بعد اليوم وإلا سأبلغ عنك الشرطة. 


بهذه اللحظة سمعت آسيا صوت الشجار ونظرت من النافذة وصرخت حين علمت ان دومة يتشاجر مع اخيها وخرجت مسرعة وخلفها ابيها. 


دومة بغضب لعمرو:وانا سأقطع قدمك قبل أن تجرؤ على الذهاب للشرطة واخرج من جيبه سلاح ابيض يهدد به عمرو، في هذه اللحظة صرخت آسيا وتدخل ابيها لينقذ عمرو من دومة. 


الأب يصرخ بعمرو ماالذي دفعك للشجار معه. 


عمرو بغضب :علمت انه رفع يده عليك وكاد يضربك فأتيت كي احذره قبل أن ابلغ عنه الشرطة. 


دومة بغضب :وهل تظن انني خفت من تهديدك وهذا اباك الذي تحذرني من ضربه وقام دومة بصفع وجه الأب أمام الجميع. 


انفعل عمرو بشدة واراد مهاجمة دومة بينما انهارت آسيا بما حدث مع ابيها. 


اوقف الأب ابنه وقام بدفعه وتدخل البعض وقاموا بتهدئة عمرو وتحذيره من الوقوع مع هؤلاء المجرمين. 


صرخ الأب بأبنه كي يعود إلى المنزل انحنى عمرو لأمر ابيه وعاد إلى المنزل. 


اخذت آسيا بيد ابيها وهي تبكي وتنظر على وجهه الذي احمر اثر الصفعة وعيناه التي تملأها الدموع حتى انها اطلعت على انكسار قلبه وخجله لانه لم يجرؤ على رد الصفعة لا خوفا على نفسه وانما خوفا على ابنه، لم تصفع هذه اليد الاثمة وجه ابيها فحسب 

نالت منها أيضا وكأنها صفعت قلبها وقلب اخيها. 


والدة عمرو بالمنزل كانت نائمة اثر تناولها الدواء واستيقظت لترى وجه الجميع شاحب والدموع بأعينهم جميعا ولم تفهم شيئا لم يخبرها احدا بما حدث خوفا عليها. 


لم يتناول عمرو الطعام ولم يخرج من غرفته لعدم قدرته على مواجهة ابيه. 


دخل والده الغرفة فتظاهر عمرو بأنه نائم. 


جلس الاب بجانبه وقال :اعلم انك مستيقظ ولن يغمض جفنك بسبب حزنك علي لم تحتمل ان يرفع 

يده يهددني بالضرب فكيف تحتمل ان يمد يده علي. 


لاتحزن ولا تبتأس هذه دنيا والجميع راحلون وسنقف يوما بين يدي العزيز الحكيم ليقضي بيننا بالحق لاتظن انني اتساهل في حقي لا لن اتنازل عنه وأنما لن ارد الحق بنفسي ولذلك سأتركه إلى لله هو قادر على ذلك. 


قام عمرو وعانق اباه بشدة وظل يبكي على كتفه ويقول وكيف سأعيش انا بهذا الألم بصدري. 


بعد لحظات سمع عمرو طرق الباب، فتحت آسيا الباب وكان وجهها غارقا بالدموع وعيناها تورما ووجنتيها شديد الاحمرار. 


تفاجئت آسيا بأن الذي يطرق الباب هو عادل ويطلب منها رؤية ابيها. 


تعاطف عادل كثيرا برؤية وجهها وبدا عليه الحزن الشديد ونظر إليها وكأنه يواسيها دون أن ينطق بكلمة واحدة. 


اخبرت آسيا والدها بأن عادل يريد مقابلته، اخبرها عمرو ان تذهب وتطرده. 


الأب :هذا ضيفنا ولا يجب أن نهينه بمنزلنا يكفي انه سبق وقدم لنا المساعدة من قبل علينا أن نحسن استقباله ونرده دون أن نسيئ له. 


الأب :دعيه يدخل ياابنتي وينظرنا بالصالة. 


طلبت اسيا منه أن يدخل ولكنه رفض الدخول واخبرها انه ينتظر والدها بالخارج بسماع ذلك طلب الاب من عمرو ان يغسل وجهه ويلحق به للخارج. 


حين خرج الأب وجد عادل ينتظره بالشارع ومعه دومه بعد أن قام عادل بتوبيخه وجلبه لكي يعتذر منه ومن عمرو. 


آسيا بالنافذة تتعجب مما تسمعه اذنيها هل حقا سيعتذر دومة من ابيها وسترد كرامة ابيها بهذه السرعة وتسائلت من يكون عادل لكي يستطع إجبار دومة على ذلك، هذا المجرم الذي يبطش بالجميع دون أن يبالي يقف منحنى الرأس أمام عادل هكذا 


وقالت بحزن : هل اخطأت الظن بعادل ولم يكن صالح مثلما شعرت؟ يبدو أن عمرو على حق حين أخبرني الا اتحدث معه مرة أخرى. 


تفاجئ والد آسيا بما يحدث خاصة حين اقبل دومة نحوه يقبل يده ويطلب منه السماح ورفع رأسه كي يرد والد آسيا الصفعة التي صفعه إياها. 


سحب الأب يده وصفع ذلك الشاب ليس انتقاما لنفسه وأنما انتقاما من الألم  والكسر الذي اصاب أبنائه. 


استرد الأب كرامته وشكر عادل ولكنه اشتد ريبته نحو عادل أكثر واكثر، اراد ان يدعوه الي تناول كوبا من الشاي بمنزله ولكنه اكتفي بأن رتب على كتفه وشكره. 


عادل :لا تشكرني انه واجبي. 

عمرو بتعجب :وكيف خضع لك دومة بهذه الطريقة وكأنك كبيرهم. 


عادل :شرح هذا الأمر يطول جدا ولكنني أريد أن أأكد لكم انني لست منهم ولست كبيرهم، مايجعلهم يطعونني ولا يجرأون على مخالفتي أمرا آخر لن استطع شرحه الآن. 


عمرو :سواء منهم او لا نحن لانهتم لذلك، مانريده ان نبقى بعيدا عنكم جميعا. 


عادل :من فضلك لاتجمعني معهم لانني لست منهم وستثبت لك الأيام ذلك. 


الأب :نحن ناس نعيش بحالنا ولا نختلط لابك ولا بغيرك هذا مايقصده ابني، لذلك يوضح لك الأمر حتى لا تحاول الاختلاط بنا لمجرد اننا قبلنا مساعدتك. 


عادل :فهمت مقصدك ياعمي لا تقلق لن يحدث شيئا لا تريده. 


عمرو بغضب :لا تقل له عمي. 

عادل :انا كبرت بدون أبي وعائلته ولذلك احب ان ادعو كل الرجال بعمي ولكن اعتذر ان ازعجتك. 


دخل الأب وهو حائرا جدا في أمر هذا الشاب كم يبدو محترما وحديثه ونظراته تفيض بالحب والاحترام لكل من يتحدث معه ولكن علاقته بدومة واعوانه مريبة جدا. 


آسيا لايختلف موقفها عن موقف ابيها كثيرا مازالت تقف بالنافذة تراقب عادل وترى مزاحه مع عامل القهوة ومساعدته لبائعة الجرجير في حمل اغراضها. 


عطفه على الأطفال وحل النزاع بينهم على الكرة التي يلعبون بها ومشاركتهم في مباراة ووقوفه حارس مرمى لحل المشكلة. 


كلما نظرت من النافذة رأت موقف له يفوق الآخر ولكنه لايعمل ولا يبتعد عن المنطقة فقط يبقى بالشارع طوال الوقت ماهذا الغموض الذي يحيط به 

ولماذا يشغلها التفكير به وحل لغز غموضه لاتعلم السبب ولكن الأمر اصبح يشغل تفكيرها كثيرا. 


في أحد الأيام بينما هي بطريقها إلى الجامعة رأت عادل بصحبة والدته، ورأت أن الأم لاتختلف عن ابنها كثيرا فهي تتحدث مع بائعة الخضروات وكأنها صديقة لها منذ سنوات. 


همس عادل بإذن والدته فنظرت لاسيا بأبتسامة فاضطرت آسيا ان تلقي عليها السلام. 


اوقفتها والدة عادل وقالت :كيف حال والدك أخبرني عادل بأنه اخذه على المستشفى؟ 


آسيا :ابي بخير نحمد الله، معذرة يجب علي الذهاب فالدي محاضرة. 


الأم :أين تدرسين؟ 


ارادت آسيا كثيرا قطع الحديث معها والذهاب ولكن الأم تبدو محبوبة للقلب وحديثها مليئ بالحب. 


آسيا :كلية الحقوق جامعة القاهرة. 

نظرت الأم لابنها وابتسمت. 


شعرت آسيا بالخجل من نظراتهم واستأذنت منهم وذهبت ازدادت حيرتها اكثر واكثر بعد التعرف على والدته وكم تبدو طيبة القلب بشوشة الوجه. 


آسيا :لايمكن أن يكون لهذا الشاب صلة بدومة واتباعه. 


بعد عدة ساعات عادت آسيا لتجد عادل يصف دومة وجميع اتباعه صفا واحدا وجميعهم ينظرون بالأرض 

ينتظرون إشارة منه كي يذهب كلا منهم بطريقه. 

يتبع 

                     الفصل الثاني من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا 


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close