أخر الاخبار

رواية الوشم الفصل الرابع 4 بقلم سارة مجدي

  

رواية الوشم 

الفصل الرابع 4

بقلم سارة مجدي


استيقظت رهف من تلك الإغمائه بعد بعض الوقت لا تعرف كم مر عليها ... ولكن الغرائب لم تنتهي لقد وجدد على معصمها علمات لأصابع ولكن تلك الاثار كانت كالحروق شعرت بالفزع و بالخوف الشديد نظرت الى الساعة على ذلك الحائط القريب منها وجدت انها شارفت على السابعة 


وقفت على قدميها وتلفتت حولها في خوف لكن كل شيء كان طبيعي .... تنهدت بصوت عالي و تحركت نحو الخزانة واخرجت ملابسها للذهاب الى العمل .... دخلت الحمام لتنعش نفسها ... خرجت وهى تلف منشفه الحمام حول جسدها ولكنها حين خرجت شهقت بصوت عالي حين وجدت قطه صغيره على سريرها .... وقفت قليلا تنظر اليها في اندهاش من اين أتت تلك القطه ... الباب مغلق والنوافذ ايضا ... كيف إذا دخلت الى هنا؟ 


اقتربت منها فوجدت ان تلك القطه تجلس في منتصف السرير وتحت قدميها الاماميتان الكتاب .


انتفضت مبتعدة عنها وكأنها تحاول الهرب من ذلك الكتاب 


ارتدت ملابسها سريعا وتحركت في اتجاه القطه ومدت يدها ومسدت على شعرها الناعم الذهبي الامع واخذت الكتاب ووضعته في حقيبتها وتحركت نحو المطبخ واحضرت صحن متوسط ووضعت فيه القليل من الحليب وضعته بجانب باب الغرفة وهى تقول


-هذا فطورك ايتها القطه الامعه .... مممم ما رأيك بإسم لامعه؟ انه يليق بك كثيرا .... اذا لامعه الى القاء .


وتحركت سريعا باتجاه الباب وهى تسمع مواء القطه من الداخل فتحت الباب وخرجت سريعا دون ان تنتبه لتلك التي تبعتها بدون صوت 


......................

وصلت رهف الى المكتبة كان الوقت مبكرا جدا على فتحها ولكنها كانت لا تستطيع الانتظار في المنزل بعد مع حدث معها ... وأكبر دليل على انها لا تتخيل تلك الحروق التي على يدها 


كان المقهى القريب من المكتبة مفتوح فتوجهت اليه لتشرب قهوتها الصباحية وتتناول فطور خفيف ... عاد اليها احساس انها مراقبه تلفتت حولها بفزع ولكن من جديد لا احد .


دخلت المقهى وجلست على طاوله قريبه تطل على الشارع الرئيسي تقدم منها النادل يرى ماذا تريد لتطلب شطيره وكوب قهوه 


كانت جالسه في هدوء واسترخاء .. أن ذلك المقهى هو المفضل لديها خاصه في ذلك الوقت 


كانت تنظر الى يديها تحاول ان تخمن من اين تلك الاثار


وايضا هل ما رأته امس كان حقيقه؟ هل حقا كان هناك احد في صاله منزلها؟ .. هل رأت تلك العيون حقا؟ .... والقطه ايضا فاقت من شرودها على انفتاح باب المقهى ودخول شخص ذو شخصيه مميزه جذاب لدرجه قاتله .... بجسده العضلي وطوله الفارع وشعره العسلي ... المشابه للون عينيه ... جلس في الطاولة المقابلة .... وطلب من النادل كوب قوه وجلس في هدوء يقرا كتاب ... انتبهت لاسم الكتاب « الدماء » 


انه نفس اسم الكتاب الذى استعاره السيد شوقي لسيده الغامض. هل يعقل ان يكون هو؟ همست لنفسها 

-ماذا بك رهف الا يوجد ذلك الكتاب بجميع المكتبات .... مؤكد قد جننت .


انهت افطارها وخرجت لتفتح المكتبة ... تابعتها عيون ذلك الشخص باهتمام واعجاب واضح حتى اختفت داخل المكتبة ... 


عندما بدأت في ممارسه عملها نسيت كل شيء عشقها للكتب يسعدها حقا .... تنسى كل شيء بجانب الكتب 


بعد ان قامت ببعض الترتيبات وأعادت بعض الكتب الى أماكنها شعرت بحركة خلفها التفتت في رعب لتجد السيد شوقي يقف امامها يبتسم ابتسامته الرسمية المعهودة 


ابتسمت براحه وهى تتقدم منه بخطوات شبه ثابته اكتشفها بعينه الثاقبة انها مهزوزة خائفة.


- مرحبا سيد شوقي 


- مرحبا انسه رهف 


- بم اساعدك سيدى ؟


ابتسم لها وتقدم خطوه وهو ينظر لها بتفحص غير واضح 


- كنت بالقرب من هنا ورأيت المكتبة مفتوحه فأتيت القى عليكِ التحية .


ابتسمت بهدوء وقالت بأدب

- شكرا لك سيد شوقي .هل هناك اى كتب تريدها اليوم؟ 


- لا .. سيدى لم ينتهى من الكتب التي اخذتها امس 

صمت لثوان ثم أكمل قائلا 

-سوف اذهب الان .


وتحرك خطوتين في اتجاه الباب حين نادته رهف قائله 


- سيد شوقي دقيقه من فضلك


التفت اليها وقال 


- ما الامر انسه رهف؟ 


- لحظه واحده فقط 


أشارت له بيدها وتحركت سريعا نحو حقيبتها حتى تأتى بالكتاب ولكن العجب والاندهاش والرعب هما ما يرتسمان الان على ملامحها الرقيقة 

انتبه لها السيد شوقي واقترب منها ووضع يده على كتفها فانتفضت في رعب صارخه فبتعد عنها وهو يرفع يديه بجانب وجه في علامه الاستسلام وهو يقول


- هل انت بخير ... ماذا يوجد بالحقيبة حتى تفزعي بهذا الشكل ؟


نظرت اليه بضياع ... وهى تقول 


- الكتاب .... كان بالحقيبة .... والآن لا أجده 


واكملت وهى تلتفت حولها 


- وامس وضعته في درج المكتب وحين عدت الى منزلي كان بالحقيبة .


كان يسمعها بكل اهتمام وتركيز ولكنه قال وهو يمثل عدم فهم 


- اى كتاب ؟


أجابت بدون تركيز 


- الوشم .


برقت عيناه بريق اخاذ لامع ولكنها لم تنتبه لذلك واقترب منها مره اخرى دون لمس وقال 


- لابد انك متعبه اى كتاب هذا الذى يتحرك من مكان لمكان انت بكل تأكيد تتوهمي هذه الاشياء اقترح عليك اخذ اجازه حتى ترتاحي قليلا .


نظرت اليه وعينيها كلها توسل وهى تسأله


- سيد شوقي انت امس حين طلبت الكتب الم يكن هذا الكتاب من ضمن طلباتك . اجنبي ارجوك 


نظر لها باندهاش مصطنع وقال 


- لا أنستي لم اطلب ذلك الكتاب انا لم اسمع عنه الا منك


ربت على كتفها بحركة ابويه وقال 


- انت بحاجه للراحة لا أكثر . سوف ارحل الآن الى اللقاء اعتنى بنفسك. 


وتركها و عقله يعمل بكل اتجاه ... لقد وجدته وليس ذلك فقط بل قراءته وبدء مفعوله بالسريان ... ترى ماذا سيكون راي ادولف؟


جلست رهف على مكتبها تائه خائفة .... حين اقتربت منها لين قائله بمرحها المعهود 


- كيف حالك اليوم رهف؟ ... يبدوا انك لم تنامى جيدا اليس كذلك ؟


نظرت اليها وعيونها تحكى قصص من الخوف والتوتر واجابتها قائله 


- قليلا فقط لين ... ولكن لا تقلقي انا بخير .


بماذا ستخبرها اى جنون هذا الذى يحدث معها ... مؤكد السيد شوقي معه حق هي متعبه وتحتاج الى الراحة سوف ترتب امور العمل مع لين وتأخذ أجازه لبضعه ايام فقد تعيد لها نشاطها 


فتحت درج المكتب لتأتى بالأقلام الخاصة بها .... ولكن كلمه الوشم على غلاف الكتاب هي ما قابلتها ظلت تحرك رأسها بمعنى لا حتى شعرت بأحد يقف خلفها التفتت سريعا لم تجد احد نظرت الى لين كانت تقف امام احدى رفوف المكتبة ترتب بعض الكتب 


وضعت رأسها بين يديها وصوت تنفسها يعلوا 


انتفضت حين استمعت لذلك الذى يسألها اذا كانت بخير 


رفعت عيونها الفزعة اليه لكنه كان يبتسم ابتسامه ساحره اثرت عينيها وخدرت كل حواسها ...ولمعه عينيه الواثقة انستها الخوف وكل تلك الهلاوس التي تحدث معها ... شعرت بانها تعرفه او التقته قبل الان ولكن يوجد به شيء لا تفهمه 


انتبهت من شرودها وتحديقها به وقالت 


- اسفه كنت سارحه ... كيف اخدمك ؟


ابتسم تلك الابتسامة مره اخره وهو يقول 


- كنت ابحث عن كتاب يتكلم عن نشئه الأرض ولا اعرف اين اجده ؟


تحركت من خلف مكتبها وهى تشير له ان يتبعها وقفت امام احدى الرفوف واشارت بيدها وقالت 


- هؤلاء الكتب جميعها يتكلم عن نشئه الأرض ... منها كتب علميه وجيولوجية وايضا قصص وأساطير ... اتمنى ان تجد ما يفيدك .


ابتسم تلك الابتسامة الساحرة ومد يده للسلام وهو يقول 


- فاروق السيوفى .


ابتسمت وهى تضع كفها الصغير بين كفه الكبير في مصافحه رسميه وهى تقول 


- رهف العلى .


- تشرفت انسه رهف ... واشكرك لمساعدتي.


ابتسمت في خجل لا تعرف سببه ... فحديثه عادى لا شيء فيه يسبب الخجل ولكنها لا تفهم ذلك الشعور الذى بداخلها 


تجاه ذلك الشاب الوسيم بشكل مميز جدا ... وحينها وقفت مكانها منتبه لشيء هام جدا ... ان ذلك الشاب هو نفسه ذلك الشخص في المقهى ولكن عيناه بها شيء غريب بلونها الامع يذكرها بلمعه عيون لامعه .... هزت راسها بلا معنى ثم عادت بنظرها اليه كان كل تركيزه بالكتب التي امامه ... تنهدت وهى تعود لتجلس خلف مكتبها مره اخرى


                 الفصل الخامس من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close