أخر الاخبار

رواية قلوب حائره (الجزء الثاني من عشقتكِ قبل رؤياكِ) الفصل الثاني والثلاثون 32بقلم فاطمه الألفي

         

رواية قلوب حائره (الجزء الثاني من عشقتكِ قبل رؤياكِ)

الفصل الثاني والثلاثون 32 

بقلم فاطمه الألفي



التف الجميع بقلق حول الطبيب 

وظل بهاء متسمر مكانه بصدمه عندما علم بأن الفتاه التى دق لها قلبه متزوجه من اخر ، وذلك الشخص ليس إلا زوج شقيقته الراحله ، ..

نظرت لابنها بصدمه عندما علمت أن الطبيبه التى اتت لمعالجه ابنتها ليست إلا زوجه ياسين ،الذى تزوجها بعد وفاه ابنتها ، يا لها من صدفه ....

غيم الطير فوق رؤوسهم بصدمه .

تحدث الطبيب باطمئنان : الحمدلله العمليه مرت بسلام   ، بس محتاجه عنايه مركزه عشان العمليه مش سهله ولازم تفضل تحت المراقبه ونتفقد وضعها وان شاء الله خير ، ادعولها 

ياسين بلهفه  :  هو انا ممكن اشوفها

الطبيب باسف : اسف حالتها دلوقتي ماتسمحش لازم تتنقل العنايه وبعدين نقرر لم نطمن على صحتها الاول 

ياسين بقلق : معلش يا دكتور ممكن تشرحلي حالتها ايه بالظبط وعمليه ايه اللى عملتها 

تنهد الطبيب ثم طلب منه أن يرافقه إلى مكتبه ليتحدث معه ..

........................

وقفت أمام غرفه العنايه تنظر لها عبر اللوح الزجاجي الذي يفصل بينهم ..

كانت تتمدد بالفراش لا حول لها ولا قوه ، لم تشعر بأحد ، فقد كانت بعالم اخر ..

بكت بحرقه وهى ترا ابنتها الوحيده بعالم آخر لم تشعر بوجودها 

ظل زوجها جانبها يحاول أن يخفف عنها  ..


******

وقفت بجانب ابنها وهمست له بجديه : افتكر وجودنا هنا مالووش لازمه 

تحدث بحزن بعد أن آفاق من صدمته : ازاى  بس يا ماما نمشي من غير ما نطمن على المسكينه اللى جوه دي 

وفاء بحزن : انت مش شايف حاله اختك عامله ازاى ولو حد عرف انها السبب ايه ممكن يحصل 

بهاء بضيق : اطمني ياسين عمره ما هياذى شروق حتى لو عرف انها السبب فى اللى حصل لمراته

وفاء بحزن : بقي يا ربي من بين كل الخلق اللى تعالج بنتي تطلع مرات ياسين ، ده غلب ايه ده يا ربي 

بهاء : مش وقته الكلام ده يا ماما ، خدي شروق وروحو وانا هفضل هنا لم اطمن عليها واشوف ياسين 

وفاه بتنهيده : حاضر يا بني وابقي طمني 

سحبت ابنتها من يدها بعد أن ودعت والده حبيبه وتمنت الشفاء لابنتها غادرت المشفي عائده الى منزلها 

**""""

داخل مكتب الطبيب 

جلس الطبيب أمام مكتبه وجلس ياسين بالمقعد المقابل له بترقب ينتظر بتوتر حديث الطبيب عن حاله زوجته .

تحدث الطبيب باسي : بصراحه المدام اتعرضت لخبطه جامده على دماغها وكان الجرح عميق ولم وصلت المستشفي كانت نزفت دم كتير ، وبعد فحصها وعمل اشعه مقطعيه على الدماغ عشان نشوف حصل اي ضرر أو فى نزيف فى المخ والاشعه ظهرت فعلا أن فى نزيف داخلي وكان لازم تدخل فورا وعمل جراحه ، ونقل دم مباشرا والشاب اللى جابها هو اللى نقلها دم لأن الدم اللى موجود عندنا مجمد فى بنك الدم والمدام كانت محتاجه دم فورا ، ده غير أن ضغط المايه اتسبب لها بضيق فى التنفس لأن الرئه كانت عليها مايه كتير وحاولنا نسحب كميه المايه الموجوده عشان تقدر تتنفس طبيعي ، بس هى حاليا على جهاز تنفس صناعي عشان نتاكد من سلامه الرئه وانتظام التنفس ونبضات القلب 

ياسين بصدمه : مايه على الرئه ونزيف فى المخ من ايه كل ده 

تنهد الطبيب ثم تحدث بجديه : المدام اتعرضت لسقوط من مكان مرتفع داخل حمام السباحه والمايه إلى دخلت الرئه مش نضيفه وده اللى هيخليها تعاني من عدم انتظام التنفس الفتره دي ، اما بقى نزيف المخ فظهر فى الاشعه أن كان فى تجمع دموي قديم فى مكان حساس فى المخ وبسبب الواقعه الجامده دي التجمع ده انفجر على جدار المخ والدماغ كلها عباره عن اعصاب حساسه فى عصب حركي وعصب بصري وعصب يخص الذاكره والأعصاب كلها شديده الحساسيه وعشان كده ادخلنا لوقف النزيف بصعوبه ومااقدرش اتاكد من نجاح العمليه غير لم تفقوق المدام ونتاكد من كل أعصابها لقدر الله ممكن عصب يكون تاذى من أثر الجراحه أو النزيف كل الاحتمالات واردة 


ياسين بتوهان :تجمع دموي قديم ، هى فعلا من فتره وقعت على السلم بس الدكتور وقتها قال مافيش حاجه غير شويا كدمات بسيطه والم فى ضهرها وحبيبه عمرها مااشتك

الطبيب : عشان التجمع الدموى بيروح لوحده مع العلاج بدون اى جراحه وواضح أن الدكتور اللى شافها مااكتشفش التجمع ده والا كان كتبلها على ادويه معينه ، بس قدر الله وماشاء فعل ونحمد ربنا أنها بخير دلوقتي 

ياسين بحزن : بس حضرتك بتقول فى احتمالات كتير  أنها ماترجعش زى الاول

الطبيب بأسف : للاسف ده مجرد احتمال ، معرضه لتلف اى عصب حسي أو حركي أو حتي بصري ، يعنى ممكن ماتقدرش تقف على رجلها تانى و ممكن ماتقدرش تتكلم أو تحرك اطرافها أو تفقد بصرها  أو تفضل فى غيبوبه طويله ماحدش عارف ايه اللى ممكن يحصل بعد يوم او يومين كل الاحتمالات دي وارد تحصل بنسبه30 % وال 70  %ممكن مايحصلش اي ضرر وترجع تباشر حياتها عادي جدا ، مش عايزين نسبق الأحداث 

 انسابت دموعه من أجل محبوبته التى لم يعلم ما المصير التى سوف تواجهه بعد تلك الحادث ، نظر للطبيب بعين دامعه وتحدث برجاء : ارجوك يا دكتور خليني  اشوفها 

قدر الطبيب حاله الحزن وطلب منه أن يدخل غرفه التعقيم ليرتدي الملابس الخاصه بالعنايه ويذهب لرؤيه زوجته ..

*""""*******

نظر له بهاء بقلق فمنظره غير مبشر. ، فقد كان شاحب الوجه وعيناه يكسوها اللون الاحمر ولم ينظر لحد ، دلف على الفور لداخل العنايه لكي يطمئن على معشوقته البريئه بقلب منفطر ..


كانت كالملاك ساكنه أعلى الفراش بلا حراك ، مغمضه العينين شاحبه الوجه من أثر خسارتها للدم ، مغروز بوريدها محلول تغذيه وبالواريد الآخر كيس الدم لكي يعوضها عن ما خسرته اثر نزيف دماغها ، مدده بالفراش الابيض ولم تشعر بوجوده .

اقترب منها باعين دامعه ، انحنى  أمام الفراش وهوينظر لها عن قرب .

 محتضن كفيها بين راحه يده وينظر لوجهه بالم ، اقترب ببطئ يطبع قبله حانيه أعلى وجنتها وتنهد بالم وهو يحدثها بصوت يكسوه الالم والانكسار : 

- عارفه قد ايه واحشاني ، كنت محضرلك مفاجاه انهارده ، كنت هعلمك السواقه زي ماطلبتي ، مش مصدق نفسي أن شايفك قدامي بالحاله دي ، اول مره اكلمك ومالقاش رد ، نفسي اسمع صوتك ، قومي عشان خاطري ، انتى عارفه أن مااقدرش اعيش يوم واحد من غيرك ، انتى حياتي يا حبيبه بلاش تبعدي عني 

قبل يدها برفق ثم وضعها جانبها ورفع انامله يلامس بشرتها برقه وهو يتنهد بحزن ، قبلها قبله اخيره أعلى وجنتها قبل أن يغادر غرفه العنايه .

نظر لأعلى راجيا من الله عز وجل أن يشفى له زوجته ويردها إليه ردا جميلا ...

"*******

اقتربت منه بلهفه وهى تنظر له بعين يملائها الحزن والدموع على ابنتها 

- حبيبه كويسه مش كده ، طمني يا بني الدكتور قالك ايه 

رسم الابتسامه بصعوبة على ثغره ورفع يده  يمحى لها دموعها المتساقطه : ادعيلها يا طنط ، وان شاء الله هتفوق وتبقى بخير ، اطمني الدكتور طمني وان شاء الله هتفوق بكره 

ناديه بقلق : بكره ليه 

ياسين بتنهيده الم : معلش يا طنط العمليه ماكنتش سهله والدكتور قال هتفوق بعد 48 ساعه 

ناديه بأمل : يارب يابني ، أنا مابلغتش عمها اتصل بيه لازم يعرف 

ياسين بجدية : حاضر 

نظر لبهاء بشكر وهو يقترب منه : شكرا يا بهاء على اللى انت عملته مع حبيبه الدكتور قالي انك جبتها وكمان اتبرعتلها بدمك ، أنا بجد مديون لك بحياتي 

حاول اخفاء قلقه وحدثه بجديه : مافيش داعي للشكر ده واجبي واي حد مكانه كان عمل كده واكتر 

تنهد بضيق ثم نظر له بتسأل : انت كنت فى النادي ، يعني شوفت اللى حصل لحبيبه، أنا مش قادر افهم ايه اللى وقعها فى حمام السباحة وكمان هى كانت فى النادي مع صحباتها ومش شايف حد هنا 

ابتلع ريقه بصعوبه وتحدث بتوتر : اصل بصراحه مراتك نقظت شروق ، شروق هى اللى كانت عايزه ترمي نفسها فى حمام السباحة وتنتحر ،ودكتوره حبيبه منعتها أصلها بتعالج شروق بقالها فتره بسيطه كده وانهارده حصل اللى حصل 

ياسين بصدمه : كانت بتعالج شروق 

تذكر أمر الفتاه التى حدثتها عنها زوجته وعلم الان أنها كانت تقصد شروق شقيقه زوجته الراحله ، شعر بالحزن والاسي من أجل ما عانته تلك الصغيره ، وحاول أن لا يظهر أنه يعلم شيئا عن حادثه شقيقته وعاد يقرر شكره مره اخرى .

اعطاه بهاء الهاتف الخاص بحبيبه ، وودعه على أمل أن ياتى بوقت لاحق ليطمئن على حالتها ..


*******

فى اليوم التالى بالمشفى 

كانت حاله من القلق تنتاب الجميع أمام غرفه العنايه المركزه 

وفجاه وجدو الممرضه تخرج من العنايه الخاصه بحبيبه وهى تبتسم لهم وتخبرهم .

- مدام حبيبه ابتدت تفوق وانا هبلغ الدكتور حال

تنهد الجميع بارتياح إلا أن القلق أحاط بياسين فقط ، فهو يعلم بحقيقه الأمر وأن من الممكن أن تصاب بضرر ما بعد الحادث التى تعرضت إليه ، فلم يستطع انتظار الطبيب ، دلف هو 

لداخل العنايه ليتفقد وضعها .

سار بخطوات مضطربه ولحق به الجميع فجميعهم بحاله يرثه لها من شده قلقهم وخوفهم عليها .


.


كانت تحاول أن تفتح عيناها والألم مسيطر عليها ، ابتلعت ريقها بصعوبه فهى تشعر بجفاء حلقها ، تحدثت بصوت خافت 

-عطشانه

ابتسم ياسين وهو يقترب منها بحب ، بادلته النظرات بتساءل 

- أنا فين 

أبعده الطبيب ليقترب هو منها ويفحصها وهو ينظر إليها بجديه 

- حاسه بايه 

تحدثت بالم : صداع جامد 

اقترب بجهاز الليزر الطبي يفحص قاع العين 

أغمضت عيناها بضيق عندما سلط الطبيب الضوء على عيناها 

فحدثها بهدوء : معلش استحمليني شويا عايزه افحص قاع العين والمخ من خلال الجهاز ده 

هزت راسها بالايجاب 

فحصها الطبيب ثم نظر لها بترقب : اسمك ايه 

لاحت نصف ابتسامه على ثغره : حبيبه 

ولكن راودها الم شديد براسها جعلها ترفع يدها وتضعها أعلى جبينها بالم 

- دماغي مش قادره 

تنهد ياسين براحه عندما وجدها تحرك يدها وتعلم اسمها وترا أيضا ، إذا فهى لم تصاب بشي ، حمدالله داخله وتنفس بارتياح .

ولكن ظل الطبيب يفحصها لعده دقاىق تحت أنظار العائله 

قبض على أطرافها ليتفقد حركتها وحركه النطق وهو يحدثها ومعرفتها لاسمها الكامل 

- حبيبه ايه ممكن تقوليلي 

ابتلعت ريقها وهو تشعربمراره حلقها : حبيبه محمد الشامي 

الطبيب بجديه : عمرك قد ايه 

أغمضت عيناها من شده الالم الذي يهاجم رأسها 

21سنه 

الطبيب بمتابعه حديثه : لسه فى الجامعه ولا اتخرجتي وياتري دارسه ايه 

التقطت انفاسها بصعوبه هذه المره فقد شعرت بالضيق فى تنفسها 

- لسه متخرجه من كام يوم ليسانس اداب علم نفس 

جحظت عين الجميع بصدمه ، عن ماذا تتحدث فهى تخرجت منذ عام وأكثر وعمرها الان 22   وليس      21  

نظر لهم الطبيب ثم عاد ينظر لها فعلم أن بالأمر شئ ، فطلب منها فتح عيناها والنظر لعائلتها وتخبره بمعرفتها  لكل شخص من أفراد العائله ..

استمعت لحديث الطبيب ونظرت لعائلتها بجديه 

كان الجميع مترقب لحديثها فقد علمت جميع من بالغرفه 

عمها واولاد عمها حازم ويوسف ، والدتها وزوج والدتها ،و صديقتها المقربة ريم ، ولكن عندما وجدت وجه ياسين ظلت تنظر له بشده فلم تعرفه .

تاكد الطبيب من ظنونه 

اقترب ياسين منها بلهفه ونظر لها بقلق 

- وانا مين 

نظرت له بغرابه وهزت رأسها بالنفي 


*********


اعطاها الطبيب مسكن للألم وطلب من الجميع تركها الان فهى مازالت لم تسترد وعيها كاملا وعليها الراحه . 

نفذ الجميع أوامر الطبيب وبعدما أعطاها ابره المنوم ليحاول التخفيف من شده الآلام التي تواجهها .

وعندما غادر غرفتها وجد الجميع فى انتظاره بتسأل عن حالتها الصحيه .

تحدث بجديه : أنا كنت مبلغكم قبل كده أن وارد يحصلها اى ضرر بسبب اللى حصلها لأن اللى اتعرضت ليه ضر المخ نفسه ، ووقت العمليه بلغتكه أنها انكتب ليها عمر جديد الحمد لله ، بعد لم فاقت وفحصتها كويس تأكد ان مركز الذاكره انضر ضرر جزئي مش كلي وده سبب ليها فقدان ذاكره جزئيه ، يعني فى حاجات هتفتكرها وحاجات تانيه لا ، المطلوب من حضراتكم ماحدش يحاول يفكرها ويضغط على أعصابها عشان هيكون النتيجه عكسيه ومش فى صالحها ، هى لازم تفتكر لوحدها وهتاخد ادويه تساعدها على تنشيط الذاكره ، ومن الفحص المبدئي مبين انها ناسيه تماما اخر سنه عاشتها وبدليل مش متذكره جوزها ، ومش محتاج أقرر عليكم ماحدش يحاول يفكرها بحاجه مخها اصلا رافضها ومش مستوعبها ، ومحتاج اتكلم مع كل شخص فيكم واعرف منه احداث السنه اللى مرت بيها ، اى صغيره وكبيره لازم اعرف بيها هتفيدني كتير فى علاجها 

تبادل الجميع النظرات ولم يدركو بعد حقيقه الامر .

القى ياسين بنفسه أعلى المقعد باستسلام فلم يعد  لديه القدره على تحمل كل هذا واغمض عيناه بالم وهو يهز رأسه بأسى  فزوجته وحبيبته ومعشوقته لم تعد تتذكره الان بعدما كانت روح كل منهما متعلقه بالآخر ،  أصبح  الآن شخصا غريبا عنها ..


فيبدو أن للقدر رأى اخر  فى تحديد مصير علاقتهم ..


الفصل الثالث والثلاثون من هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close