أخر الاخبار

رواية عهد الأخوة الفصل الثاني والعشرون 22بقلم رانبا البحراوي

       

رواية عهد الأخوة

الفصل الثاني والعشرون 22

بقلم رانبا البحراوي



طلبت السيدة المسنة من فرح ازاحة قدمها فقط حتى يتسنى لها تنظيف ارجل المقعد.


لم تستطع فرحة تحريك اصبع واحدا من قدميها عند رؤية هذه السيدة المسنة، عرفتها فرحة ملامحها لم تتغير رغم التجاعيد التي ملأت وجهها، ماذا فعل الزمان بجمالها واناقتها لم يتبقى منهما شيئا وازدات عليها رجفة يديها وانحناء ظهرها. 


هي حقا أمها بعيونها وصوتها ولكن الشيب يغطي رأسها مازالت غير محجبة رغم كبر سنها. 


تجمدت فرحة امامها وارتعش جسدها. 

لاحظ حمزة حالة فرحة ووضع يده على كتفها 

وقال :فرحة العاملة تطلب منك ازاحة قدمك بالانجليزي ألم تفهمي مقصدها ام كنتِ شاردة. 


السيدة :انتم عرب؟ 

حمزة :نعم، من مصر. 

السيدة :أنا ايضا من مصر. 

حمزة :عذرا يبدو أن زوجتي شاردة الذهن لم تنتبه لكلامك. 


امسك حمزة بقدم فرحة وازاح قدمها ولا حظ انها ترتجف، ظن حمزة انها تشعر بالبرد وضمها. 


بمجرد ان ضمها القت فرحة برأسها على صدره وكأنها تلتجأ له في اكثر لحظات ضعفها. 


انهمرت دموعها ولاحظ حمزة انها تجهش بالبكاء. 

حمزة :ماذا حدث لكِ مازالتِ تشعرين بالقلق علي؟ 

السيدة المسنة :اطمئني يابنتي هذا الطبيب من أمهر اطباء العالم ستكونين بخير. 

حمزة :هي بخير نحمد الله انا المريض وليست هي ولكنها تحزن لأجلي. 


رتبت السيدة على كتفها كي تطمئنها، دفعت فرحة يدها بعيدا لم تتحمل أن تلمسها. 


شعر حمزة بالضيق من تصرف فرحة ظن أن فرحة تخشى ان تلوث هذه العاملة ثيابها ودفعت يدها لهذا السبب. 


حمزة :تمهلي يافرحة انها بعمر والدتك. 

فرحة :لا اريدها أن تلمسني. 

حمزة للسيدة :اعتذر نيابة عنها، هي ليست كذلك ولكن تشعر بالتوتر من شدة قلقها علي. 

السيدة :لا بأس يابني اعتدت على ذلك. 

حمزة :منذ متى وانتِ بأمريكا؟

السيدة :منذ وقت طويل جدا. 

حمزة :هل جئتِ إلى هنا برفقة اسرتك؟ 

سكتت السيدة قليلا وقالت :لا بمفردي، كنت اعمل بالتمريض ولكن عندما كبرت بالعمر واصبحت يدي ترتجف تم الاستغناء عني واضطرت للعمل بالنظافة. 


فهمت فرحة ان من هربت معه تخلى عنها.

فرحة :هل لديكِ اولاد؟ 

السيدة :نعم لدي ابن وابنة. 

فرحة :ولماذا سمحوا لكِ بهذا العمل بدلا من الراحة. 


تنهدت السيدة ومسحت وجهها بيدها، لا يعلمون شيئا عن عملي لو يعلمون لمنعوني من العمل، اجتمعت بأولادي طيبة قلب والدهم وكفاحهم منذ صغرهم. 


بكت فرحة حين ذكرت امها والدها واخبرت حمزة انها تريد الذهاب للحمام. 


دلتها السيدة على مكان الحمام وذهبت فرحة لتختلي بدموعها وانفجرت بالبكاء. 


فرحة محدثة نفسها :هل استحق ياامي اهذا ماتركتينا ثلاثتنا لأجله، هل استحق كسر ابي المريض وفقد ثقتي في الارتباط وفقد ثقة اخي بي بالماضي بسببك 

دمرتينا جميعا لاجل شخص لايستحق، أين المال الذي نهب واين الرجل الذي سلبك عقلك وسرقك بعيدا عنا وتخليتي من أجله عن جميعنا. 


حان موعد حمزة مع الطبيب حاول الاتصال بفرحة ولكن وجد هاتفها غير متاح فطلب حمزة من السيدة المسنة ان تستعجل زوجته. 


ذهبت السيدة وبحثت عنها ووجدتها تبكي بشدة 

لم تجرؤ السيدة على لمسها مرة أخرى بعد أن دفعت يدها وقفت من بعيد تصبرها وتخبرها ان زوجها بانتظارها والاصعب من ذلك انها بدأت تحدثها عن دورها في دعم زوجها المريض. 


لم تحتمل فرحة سماع نصائحها وبدأت تنظر لها نظرات قاسية مليئة باللوم والغضب، ثم طلبت فرحة منها أن تتوقف عن الكلام. 


اعتادت هذه السيدة على تلك المعاملة القاسية من الاجانب دون أن يحزنها ذلك ولكن تأثرت كثيرا ان تتعرض لهذه المعاملة القاسية من فتاة بعمر ابنتها عربية مثلها ومن نفس بلدها ايضا. 


السيدة :عذرا يابنتي لن اثرثر بجانبك مرة أخرى. 

فرحة :لا تقولي ابنتي، انا لست ابنة أحد. 


خجلت السيدة بشدة واخبرتها رسالة حمزة وذهبت بعيدا عنها. 


هدأت فرحة وذهبت إلى حمزة والذي لم يدخل إلى الطبيب وانتظرها، اراد ان تسمع عن حالته كاملة من الطبيب. 


جلست فرحة أمام الطبيب شاردة ولكن بمجرد أن بدأ الطبيب بوصف حالة حمزة بدأت تنتبه إليه جيدا مع صعوبة فهم كلام الطبيب بدأت تسجل للطبيب حتى تستشير  الطبيب المصري فيما لم تستطع فهمه. 


أخبرها الطبيب أن الأمر سيطول ولم يستطع تحديد مدة العلاج او نسبة الشفاء لمثل هذه الحالة. 


حمزة يراقبها وهي تتحدث مع الطبيب ويبتسم حقا لم تترك له أي استفسار دون أن تسأله سألت عن كل شئ 

جرعات العلاج واثرها عليه والاطعمة التي تناسب حالته الصحية. 


الطبيب بدأ ينظر إلى حمزة ويبتسم ويخبره ان هذه المرة الأولى الذي يرى فيها مرافق المريض يهتم اكثر من المريض ذاته. 


حمزة كان بغاية السعادة وهو يراقب حديثها مع الطبيب وقال :هي ليست اي مرافق لمريض إنها الحب الذي تأجل طويلا واعادها الي هذا المرض ولذلك رغم الألم سأكون ممتن انها بجانبي كي تنسيني إياه. 


بكت فرحة بسماع كلماته وامسكت بيده بقوة وقالت نعم أنا معك لاخذ بيدك إلى طريق الشفاء ولن اتركها ابدا. 


الطبيب :اشعر وانني اطمئنيت على مريضي، الان علينا أن نستضيفك لدينا بالمستشفى كي تتلقى العلاج اللازم. 


حمزة :لم يمر على زفافنا سوى يومين اتمنى لو تمهلني قليلا. 

فرحة :لا لن نؤجل العلاج يوما واحدا من الغد سأجلبه بنفسي وسأمكث معه بالمستشفى اذا سمح لي الطبيب بذلك. 


الطبيب :بالطبع ليس هناك مانع، انتِ دواءه الحقيقي. 


خجلت فرحة وشكرت الطبيب وشعر حمزة بسعادة بالغة لأنها ستبقى معه. 

بعد الخروج من عند الطبيب بحث حمزة عن العاملة كي يمنحها بعض النقود وفرحة تسير خلفه لاتفهم إلى أين يذهب. 


رأها حمزة بالنهاية فوضع بجيبها المال دون أن تشعر. 

فرحة :اظن ان هذه الامور ممنوعة هنا ماذا لو سجلت الكاميرات يدك وانت تضع المال بجيبها. 


حمزة :اعلم ذلك جيدا وانتبهت جيدا قبل أن امنحها المال. 


فرحة :يبدو أن مدة بقائنا ستطول علينا أن نستأجر مسكن حتى لانبقى بالفندق طيلة هذه الفترة. 


حمزة :سنستأجرها لاحقا، نحن الآن بفترة شهر العسل علينا أن ننام ونتنره فقط. 


فرحة:لا يوجد تنزه بعد اليوم. 

حمزة :الطبيب لم يمنعني من ذلك. 

فرحة :أنا قررت هذا. 

حمزة :امرك يافندم، هل تأمرين بشئ اخر. 

فرحة :نعم النوم مبكرا ولن اسمح لك بعد اليوم بالسهر بحجة اننا بالمدينة التي لاتنام. 

حمزة :ولكن ذلك لايمنع من التنزه نهارا والتسوق. 

فرحة :لا اريد شيئا سواك. 

حمزة :كل ساعة تمر اتأكد من أن قلبي احسن الاختيار واتخذ اصوب قرار، قرار انتظارك وعدم التخلي عن حبك. 


على الجانب الآخر

زينة تخجل من مواجهة عمر بعد تصرفاتها الطفولية بالأمس تشعر وكأنها فقدت صوابها برؤية الالعاب ولكن بمجرد أن عادت للمنزل ولحياتها الطبيعية خجلت كلما تذكرت ماحدث ولذلك عندما ذهبت للعمل في اليوم التالي تجنبت رؤية عمر. 


ظل عمر ينتظرها بمكتبه كي يحصل منها على التقارير الخاصة بالعمل وتفاجئ انها ارسلتها مع أحد الموظفين. 


عمر :أين زينة ولماذا لم تأتي لتسليمها بنفسها كي نراجعها سويا. 

الموظف :انها تمر الان تتفقد الممرات بالماركت. 


تعجب عمر لان من عادتها تسليم التقارير يد بيدا حتى لا يضيع منها شيئا وكانت تمر بين الممرات بمنتصف اليوم بعد انتهاء كل الموظفين من ترتيب اقسامهم كي تعطي لهم ملاحظاتها الشخصية كما علمها ومن ضمن هذه الاقسام رأت زينة فتاة يبدو عليها الإرهاق فساعدتها في ترتيب قسمها. 


أراد عمر مناقشتها في التقارير ولكنها لم تأتي ظلت تمر بين الممرات اربع ساعات متواصلة، عندما تفقد عمر الكاميرات رأها وهي تسير ببطئ وكأنها تجر قدميها من شدة التعب. 


اتصل عمر بها ولكنه وجد هاتفها غير متاح فخرج بنفسه للبحث عنها، كلما رأها احد من الموظفين اخبرها ان مستر عمر يبحث عنها. 


بالنهاية وجدها عمر وبدأ يوبخها. 

عمر :مالذي يحدث لكِ منذ الصباح تتجولين بين الممرات لأكثر من عشر مرات، هل نسيتي بأن هناك اعمال أخرى في انتظارنا بالمكتب. 


زينة :حاضر. 

عمر :حاضر ماذا، أين اجابة السؤال. 

زينة :سأنتظرك بالمكتب. 


بدأ عمر يغضب لأنها عطلت العمل ولاتجيب على أسئلته ايضا. 


بالمكتب 

جلست زينة تنتظره وتخفي وجهها بالأوراق الخاصة بالعمل. 


عمر بغضب :ضعي هذه الاوراق الان واخبريني ماالذي يحدث لكِ؟ 

زينة :اخجل من مواجهة حضرتك بعد الذي حدث بالأمس. 

عمر :ماحدث بالامس سيظل بالأمس. 

هدأت زينة عندما اخبرها بذلك وقالت :دعني لا اتقابل مع علا مرة أخرى فبرؤيتها اتحول لطفلة صغيرة واخرج عن السيطرة. 


ضحك عمر وقال :حقا، لم تفعل علا كما فعلتِ بالأمس. 


زينة بخجل :ألم تقل منذ قليل الأمس بقي بالأمس؟

عمر :نعم قولت ولكنك تستحقين التنمر بسبب تعطيل العمل. 

زينة :أعتذر لن افعل ذلك مرة أخرى ولكن دعنا ننسى ماحدث. 

عمر :اين الجاكت؟ 

زينة بارتباك:الجاكت؟ لا أتذكر كان معي صباحا ولا اتذكر أين تركته. 

عمر بغضب:كيف لا تتذكرين ألم اخبرك بأهمية هذا الجاكت اذهبي وابحثي عنه الان. 

زينة:وماذا عن التقارير. 

عمر بغضب:اتركِ التقارير واي شئ بيدك وابحثي عن الجاكت. 


ذهبت زينة ترتجف وتبحث بكل مكان وظلت تلوم نفسها على اهمالها ثم قررت الذهاب إلى مكتبه لتتفقد الكاميرات. 


عندما ذهبت إلى مكتبه رأته سبقها ويقوم بتفقد الكاميرات منذ أن دخلت من باب الماركت صباحا. 


رأها عندما دخلت وكان بيدها مرت على جميع الأقسام وسلمت على جميع الموظفين بجميع الأقسام 


ازداد عمر غضبا طلبت منه أن يقوم بتسرعة مقاطع الفديو ولكنه رفض. 


ثم صورتها الكاميرات وهي تساعد موظفة مريضة في ترتيب قسمها ويبدو ان هناك نسيت الجاكت. 


هدأ غضبه قليلا عندما رأها وهي تساعد غيرها التفت ولكنه لم يجدها بجانبه فقد ذهبت سريعا لتستعيد الجاكت. 


جلبت زينة الجاكت ووضعته أمام مكتبه واعتذرت منه بشدة. 


شعر عمر انه قام بالصراخ عليها في وسط المتجر وبدأ بالبحث عنها كي يعتذر لها. 


وجدها عمر بمكتبها وكانت تبكي وبمجرد ان شعرت بوجوده بدأت في مسح دموعها. 


جلس عمر بمكتبها الصغير فوقفت على الفور احتراما له. 


عمر :اتفضلي اجلسي هذه المرة الأولى التي ازورك بمكتبك الن تضيفيني شيئا؟ 

زينة :بالطبع. 


طلبت زينة من الساعي جلب له كوب من القهوة وطلبت منه اضافة القليل من السكر واللبن. 


عمر :كيف عرفتي انني اريد شرب قهوة الان. 

نظرت بالساعة وقالت هذا وقت قهوة حضرتك، تشرب قهوة صباحا ثم تطلب ثلاث مرات شاي وتشرب مياه غازية بعد الطعام ثم قهوة وهذا آخر شئ تطلبه قبل الذهاب للمنزل. 


تعجب عمر من دقة الملاحظة لديها وابتسم وقال :هذا فعلا مايحدث. 

زينة:اعمل مع حضرتك منذ سنوات واصبحت مساعدتك فترة طويلة واعلم أيضا سبب مجيئك إلى مكتبي الآن وأريد أن اخبرك أنه لا داعي للاعتذار 

لأنني استحق توبيخك هذا. 


عمر :لا لا تستحقين ذلك بالطبع جل من لايسهو ولكنني وقت الغضب لا أعلم ماذا أفعل ولا ادري ماذا اقول ولذلك علي ان اعتذر عندما اخطئ انا اسف. 


زينة :لا بأس. 

عمر اثناء شرب القهوة :مكتبك منظم كثيرا للمرة الأولى اراه مرتب هكذا فكل مساعديني كانوا من الرجال ولكن لمسة النساء في الترتيب غير، نباتات وازهار ملونة وملفات مرتبة كلها تريح العين بالنظر إليها. 


زينة :اعشق النباتات واحب الاهتمام بها. 

عمر :جميل جدا. 


سكت عمر فليلا وقال :اريد السؤال عن شئ ماالذي جعلك تساعدين في ترتيب القسم رغم أن مهمتك الاشراف فقط. 


زينة :البنت كانت مريضة وتخشى ان تتغيب عن العمل حتى لا يخصم من راتبها شيئا، شعرت بأن من واجبي ان اساعدها. 


عمر :تغيرتي كثيرا للافضل كلما تمر الأيام كلما ازداد احترامي وتقديري لكِ ابقي هكذا دوما. 


زينة بفرحة :شكرا لحضرتك. 


بمجرد أن غادر عمر الغرفة شعرت زينة بسعادة بالغة انه جاء بنفسه كي يعتذر منها، فهمت انه يهتم لامرها بشكل شخصي ولكن لم يكن الأمر كذلك حقا يبدو أنها اساءت فهمه لان هذه المرة الأولى التي يهتم احدا لامرها ويمدح صفاتها. 


تمنت زينة لو ترتبط بشخصا مثله ذو اخلاق يحترمه الجميع ويحبه حتى لو عاملهم بقسوة قليلا ولكن بالنهاية يعرف خطأه ويعتذر. 


 بمجرد عودة فرحة إلى الفندق بدأت تعيد الأغراض بالحقيبة مرة أخرى استعدادا للبقاء بالمستشفى. 


حمزة :دعينا نؤجل الأمر يومين. 

فرحة :لا سنذهب اليوم لن نؤجل ذلك. 

حمزة :من فضلك لأجلي. 

فرحة :لأجلك سنؤجل الأمر ليلة واحدة ولكن بالصباح سنذهب إلى المستشفى بمجرد أن نستيقظ. 


حمزة :امرك. 


بمرور الايام بدأت زينة تكن مشاعر لعمر، حب من طرف واحد اكتفت بهذه المشاعر ولم تطمع في ان يشعر بها او يبادلها نفس المشاعر. 


كل شئ في الخيال جميل الاشجار مثمرة، الألوان مبهرة الابتسامة صادقة حتى الأحلام ممكنة ولذلك قررت زينة ان تعيش حبها في خيالها حتى لو لم يكتب لها أن تعيشه بالواقع. 


بينما هي في المكتب امسكت بقلمها وكتبت. 

ماذا لو أهداني بضعة كلمات تزيح الهم عن قلبي

او اهداني املا يضئ لي دربي

او يهديني حلما يتقبل فيه حبي

ماذا لو اصبح لي شمسا تضئ نهاري 

وبالليل قمرا يضئ ظلمة الليالي. 


تفاجئت زينة بعلا تدخل مكتبها عانقتها وسألتها لماذا لم تأتي منذ فترة. 


علا :يأخذني عمر للروضة كل يوم ولا يوافق على مجيئي للعمل معه ولكن اليوم بالروضة رحلة ورفض ان يرسلني برفقة زملائي بالروضة وجلبني معه للعمل. 


زينة :هل من المناسب ان تنادي على والدك بإسمه. 

علا :نعم احب ان اناديه عمر. 

زينة :هل يسمح بذلك؟ 

علا :لا يسمح بذلك ولكنني احب ان اناديه هكذا. 

زينة :ناديه باسمه بالمنزل كما تشائين لكن بالعمل لايجوز ذلك. 

علا :حاضر سأناديه بابا ولكن اريد ان ابقى بمكتبك من فضلك اطلبي منه أن يسمح لي بذلك كلما طلبت منه أن اتي اليكِ بالمكتب رفض كي لا اعطلك عن العمل. 


زينة :ابقي هنا وسأذهب واطلب منه الأذن بذلك. 

علا :ساخذ ورقة فارغة من مكتبك ارسم عليها حتى تعودين. 


زينة :تمام هذه هي الاوراق الفارغة. 

نسيت زينة تلك الورقة التي كتبت فيها الخواطر أعلى الأوراق الفارغة. 


قامت علا بالرسم على ظهر الورقة. 

عندما ذهبت زينة إلى مكتب عمر طلب منها مراجعة بعض الاوراق وترتيبها كي يقوم بالتوقيع عليها. 


جلست زينة وبعد قليل دخلت علا وبيدها رسمتها 

ووضعتها أمام عمر كي يشاهدها. 

وقالت :انظر يابابا. 

عمر بفرحة :بابا! 

علا :نحن بالعمل ويجب على الجميع أن يحترمك. 

عانقها عمر وقال من أين لكِ بهذه الكلمات الرائعة. 

علا :زينة اخبرتني بذلك. 


بينما يشاهد عمر الرسمة رأت زينة كلماتها على ظهر الورقة وكادت تبكي من الخوف ان يطلع عمر على هذه الكلمات وندمت أشد الندم لانها نسيت ان تمزقها. 


ارادت زينة اخذ الرسمة من يد عمر. 

رفض عمر ذلك وقال :اهدتني ابنتي اياها علي ان احتفظ بها وقام بطي الورقة ووضعها بجيبه. 


على الجانب الآخر 


بينما تقوم فرحة بتمشيط شعرها تذكرت امها وكم كانت تهملها في صغرها وترفض ان تمشط شعرها وكانت فرحة تضطر للبحث عن إحدى الجارات لكي تمشط لها شعرها. 


لاحظ حمزة حزنها واقترب منها وبدأ يمشط شعرها. 

نظرت فرحة له بالمرآة تراقبه في سعادة بالغة واخبرته انه لا يفهم مدى سعادتها بفعلته هذه وشكرته على ذلك. 


ظلت زينة تذهب إلى مكتب عمر كل بضعة دقائق كي تسرق الورقة التي وضعها بجيبه ولكن تفاجئت بأنه جمع اغراضه وقرر العودة مبكرا إلى المنزل. 


أمسكت زينة بعلا وطلبت منها أن تجلب الرسمة من جيب عمر لكي تلونها لها. 


علا :سألونها بالمنزل مع بابا. 


ذهب عمر برفقة علا وظلت عين زينة عليهما بعد أن يأست في استعادة الورقة. 


بمنزل عمر 

أخذت علا الورقة من جيبه كي تلونها بغرفتها ثم لاحظت ان هناك شئ مكتوب على ظهر الورقة. 


ذهبت علا بالورقة إلى ابيها تطلب منه أن يخبرها بالمكتوب على ظهر الورقة. 


فهم عمر بمجرد الاطلاع ان الكلمات كتبت بخط زينة 

بدأ يقرأ الكلمات.


الفصل الثالث والعشرون من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا

 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close