أخر الاخبار

رواية لقد عادت من اجل الانتقام (الجزء الثاني) الفصل الحادي عشر 11بقلم شيماء عبد الله

     

رواية لقد عادت من اجل الانتقام (الجزء الثاني)

الفصل الحادي عشر 11

بقلم شيماء عبد الله



قضى بدر ساعة ونصف في الطريق حتى تمكن أخيرا من الوصول إلى ذلك العنوان. كان البيت يقع في إحدى القرى المحيطة بالمدينة، وقد كان بيتا صغيرا وبسيطا، فالتفت بدر ناحية وعد هاتفا :هل هذا هو العنوان؟ 

وعد: أجل إنه هو، شكرا لك على إيصالي، إلى اللقاء القريب. 


بدر :لا داعي للشكر، وأيضا لا أظن أننا سنلتقي مجددا. 


وعد :سنلتقي ونلتقي كثيرا، وأنا لا أقول شيئا ما دمت لست متأكدة منه. 


خرجت وعد من سيارته، وتتبعته بعينيها حتى اختفى من مرمى عينيها، لتحفظ رقم سيارته، ثم اقتربت من باب المنزل، ووضعت يدها على أحد جوانبه، فأضاءت تلك الحجرة فنزعت يدها سريعا ووضعتها أسفل الحجر الذي خرج ووقع منه المفتاح. فتحت الباب ودخلت لتجلس على أول مقعد هاتفة :سأجعلك تندم على ما فعلته بي.


تذكرت وعد التسجيلات التي شاهدتهم في هاتف جميلة، فزاد غضبها، وشعرت بقلبها مجروح من طرف عائلتها، لكن جرحها هذه المرة من الصعب مداواته. قامت من مقعدها بعد أن نزعت عنها ذلك الفستان والحجاب اللذان ظلت بهما لشهر كامل، وأصبحت رائحتها سيئة، فأسرعت لمولد الضوء شغلته، وشغلت الماء أيضا، ثم سخنت المياه، وحاولت إلهاء عقلها بأي شيء كي لا يفكر في المخدرات مرة أخرى، وما إن أصبح الماء ساخنا صبته في حوض الاستحمام، وقامت بتسخين ماء آخر، إلى أن امتلأ الحوض بالماء الدافئ، فدخلت له وخرج صوت تأوهات من فمها بسبب تلك الجروح التي بدأ بعضها في الالتهاب. 


وعد :يا رب صبرني وانصرني على هذا الظلم، يا رب ساعدني لأتبث براءتي. 


ظلت لفترة طويلة وسط المياه الي أن شعرها بنفسها قد ارتاحت قليلا، فغسلت شعرها وجسدها، ثم ارتدت رداء الحمام، وأخذت علبة الإسعافات الأولية لتداوي جروحها، ووجدت مهدأ في العلبة لتهتف :أفضل شيء أقوم به هو إلهاء عقلي بهذا المهدأ كي لا أبحث عن تلك السموم. 


أخذت المهدأ ثم توجهت لغرفة النوم حيث نزعت الغطاء عن السرير ووضعته على الجانب، وقبل أن تنام كتبت رقم سيارة بدر قبل أن تنساه، بعدها تسطحت فوق السرير وتركت الفرصة لجسدها كي يرتاح لأول مرة بعد أيام طويلة من العذاب. 


مضت الساعات واستيقظ حارس وعد أخيرا، ليتصل بجميلة يخبرها بما حدث، فصرخت عليه هاتفة :لأنك غبي، لقد حذرتك قبل ساعات قليلة فقط، وأنت حققت مخاوفي الان. 


أتى بدر من خلفها هاتفا: ماذا حدث يا أمي. 


جميلة :أغلق أنت الخط الآن، وسنتحدث فيما بعد. 


بدر : أيوجد مشكل ما يا أمي. 


جميلة :لا شيء فقط مشكل صغير في المطعم. 


بدر :كنت اليوم في المطعم ولم أرى شيئا. 


صدمت جميلة من حديثه لتهتف: أنت متى ذهبت هناك. 


بدر :ذهبت قبل ساعات معتقدا أنك هناك، لكنني لم أجدك وقمت بزيارة صغيرة للمطعم ثم عدت، فكما تعلمين سأبدأ العمل عما قريب ولن أستطيع زيارة المطعم كل مرة. 


تنهدت جميلة براحة كبيرة بعد أن علمت أنه لم يرى وعد، ثم هتفت: جيد، سأصعد لغرفتي الآن لأرتاح قليلا، أشعر ببعض التعب. 


بدر :إذهبي وارتاحي، وحينما يجهز العشاء سأنادي عليك. 


صعدت جميلة سريعا ليلاحقها بدر بنظراته، فهتفت تسنيم :ماذا حدث يا بدر. 


بدر: اتضح أن كلامك صحيح، أمي هي التي خطفت وعد، ولو تمكنت الشرطة من الوصول لها وهي بين يديها كانت لتقع في مشكل كبير. 


وضعت تسنيم يدها على فمها مصدومة مما تسمعه، وهتفت: أخاف أن يكون لها يد فيما حدث في قصر العلمي. 


نظر لها بدر قائلا: شكتت أنا أيضا في الموضوع، وأتمنى أن أكون مخطئا، لأنه لو كان صحيحا ستصبح أمي داخل نيران تلتهم كل شيء. 


صمت قليلا ثم استرسل حديثه هاتفا: ليتها سمعت كلامك من البداية، لو لم تخبريني كيف كانت شخصية خالي، وأنه حرمها من الورث ما كنت لأعرف الحقيقة كاملة، واتضح أنه شخص حقير ومجرم كبير، حينما توصلت لكل تلك المعلومات عنه صدمت بشدة. 


وضعت تسنيم يدها على كتفه مردفة: سنتعاون معا ونخرج أمي من هذه الحالة، لا تخف كل شيء سيتحسن. 


ضمها بدر لحضنه قائلا: أحمد الله أنك موجودة وأيقظتني قبل أن أخطأ أنا الآخر، وأندم حياتي كاملة. 


مضى الوقت وعاد رعد من العمل متعبا، خاصة بعد إختفاء وعد وأصبح كل شيء تحت مسؤوليته، وكلما أراد نسيانها يأتي شيء ليذكره بها، وهذا اليوم لم يرحمه بعد، حيث وفور دخوله للمنزل وجد ماسة أمامه. 


رعد: ماذا حدث يا ماسة. 


ماسة :ياسمين.


عقد رعد حاجبيه هاتفا: ما بها، هل حدث لها شيء ما. 


ماسة :منذ الصباح وهي في غرفتها، وقد أغلقت الباب عليها، ولا تريد الحديث معنا أو حتى تناول شيء. 


رعد: لما لم تخبروني من قبل كنت سأتي. 


ماسة :حاولت الاتصال بك لكن وعلى ما يبدو أن هاتفك مطفأ. 


أخرج رعد هاتفه ليجده مغلقا، ومرة أخرى شعر بغياب وعد التي اعتاد أن تشحن هاتفه كل ليلة، ليتنهد قبل أن يردف: سأذهب لأراها. 


صعد رعد للأعلى، بينما ماسة شعرت بنفسها مخنوقة، فخرجت للحديقة حيث جلست وهي تحاول التنفس بقوة، وفي نفس اللحظة دخلت سيارة مراد الذي كان برفقة لؤي يتحدثان معا، فلمح ماسة بمفردها واضعة يدها على صدرها، ليهتف موجها حديثه للؤي :إذهب الان سألحق بك فيما بعد. 


نظر لؤي لماسة هاتفا: مراد ماسة ليست هي وعد، إذا أخطأت وعد لا تحمل أختها الذنب. 


لم يتحدث مراد واكتفى بإيماءة برأسه، وذهب عند ماسة ليصدم بحالتها، وعدم قدرتها على التنفس جيدا، وهتف: ما بك يا ماسة. 


أعادت ماسة رأسها للخلف تحاول أخذ أكبر نسبة من الهواء، فوضع مراد يده على خدها هاتفا بصوت حنون: اهدئي قليلا، لم يحدث شيء، هيا تنفسي. 


ظلت ماسة على ذلك الوضع لدقائق حتى شعرت بروحها عادت لها، فجلس مراد بجانبها محتضنا إياها وهتف :ماذا حدث لك يا ماسة، كيف وصلت لهذه الحالة. 


ابتعدت عنه ماسة هاتفة :بسببك أصبحت هكذا، أنت السبب. 


دخلت للمنزل وهي تحاول جاهدة كتم دموعها، وصعدت لغرفتها سريعا وخلفها مراد الذي كان ينادي عليها، فأوقفته نسرين التي كانت تحمل عهد، وقالت: ماذا حدث لكم يا مراد. 


مراد: فيما بعد يا أمي. 


صعد مراد وترك خلفه نسرين ببال مشغول وهتفت: ماذا حدث لهاذين الاثنان الان، سترك يا الله. 


عند رعد، صعد لغرفته غير ثيابه، ثم ذهب لجناح الأطفال الذي كان مكونات من ثلاث غرف، فتوجه لغرفة ياسمين ليطرق بابها، فسمع صوتها العالي وهي تهتف: أخبرتكم أنني لا أريد رؤية أحد. 


رعد: ابنتي ياسمين هذا أنا، ألا ترغبين الحديث معي أنا أيضا. 


تفاجأت ياسمين من صوت والدها، إلا أنها ظلت مصرة على عزلتها لتهتف: أريد أن أبقى بمفردي. 


رعد: لكنني أحتاج لابنتي، أحتاج لشخص أحادثه، ويكون صاحب ثقة، ألا ترغبين في الإنصات لي. 


صمت رعد ينتظر أي ردة فعل منها، إلا أنها لم تجبه، فعلم أنها بدأت تفكر فيه، فهتف: أنا أشعر بالاختناق وأبحث عن شخص لأتحدث معه، لكنني لن أرتاح في الحديث مع أحد من هذا المنزل، التي كانت تريحني ذهبت وتركتني وحدي. 


جملته الأخيرة كانت تعبر عن ألم نابع من قلبه، ولم يشعر بنفسه متى هتف بها من الأساس، ربما لأن الشخص الذي يحادثه هي إبنته الروحية، والأقرب إليه بين أطفاله. 


شرد رعد، ولم يشعر بياسمين التي فتحت الباب، ثم هتفت: هل أنت بخير يا أبي. 


 نظر له رعد ليظهر الخوف جليا على ملامحه حينما وجد عينيها تورمت، ووجهها أصبح شاحبا، بينما شعرها فقد قامت بلمه بشكل مهمل، فحاوط وجهها بيديه هاتفا: ماذا حدث لك يا إبنتي، لما كنت تبكي. 


ياسمين :أنا بخير يا أبي لا تخف، أخبرني أنت ما بك. 


رعد :أنت لست بخير، أنظري لوجهك أصبح أصفر اللون، وعينيك تورمت، أخبريني ماذا حدث لك. 


ياسمين :أبي لما الجميع ينعت أمي بالمجرمة، ماذا فعلت حتى أصبح الجميع يكرهها، لما كل من كانت تحبهم، وتحاول دائما حمايتهم انقلبوا عليها، فيما أخطأت حتى يؤذوها هكذا.. أمي أين ذهبت. 


ضمها رعد لصدره هاتفا: من قال لك شيئا كهذا. 


ياسمين :سمعتهم بالأمس وهم يتحدثون، جميعا أصبحوا يكرهونها، أنا لا أريد أن أبقى معهم بعد الآن، أريد أمي. 


طبع رعد قبلة على رأسها مردفا: أعدك يا إبنتي أن كل شيء سيتحسن، أنت استحمي الان وأنا سأعود بعد قليل، أريد أن أتناول الأكل معك، وقبل أن تعترضي أنا أيضا لم أتناول شيئا منذ الصباح، وإذا لم ترغبي في الأكل معي لن أكل شيئا، من الأساس لم يعد هناك شخص يهتم بأكلي وأبقى طيلة الوقت جائعا.


تأثرت ياسمين بحديثه، فقد ظهر ذلك جليا على مظهره، فهو أهمل نفسه كثيرا خلال الفترة الأخيرة، لتهتف: حسنا أنا موافقة. 


نزل رعد للأسفل ونادى على رحمة التي أتت سريعا ناحيته، ثم هتف: اطلبي من الجميع أن يأتي لي هنا، وبعدها حضري لي الأكل أنا وأطفالي. 


رحمة :حسنا سيدي. 


ظل رعد يمشي ذهابا وإيابا، ليظهر له أخاه وماسة اللذان كانوا على وشك الحديث حينما قاطعتهم رحمة، وهتف مراد :أخي لما طلبتنا. 


تحدث رعد بنبرة باردة هاتفا: انتظر حضور الجميع وبعدها ستعلم. 


صمت مراد والفضول يتآكله من الداخل، وظل ينتظر حتى اجتمع أفراد العائلة إلا الأطفال الذين كان كل واحد منهم يلعب في مكان ما، ليهتف عمر: لما طلبت تجمعنا يا ابني. 


رعد: هل لي أن أعرف عن ماذا تحدثتم بالأمس. 


معتز: تحدثنا حول مواضيع كثيرة، أيوجد موضوع محدد تريد أن تعلم إن تحدثنا فيه. 


رعد: وعد.


نسرين :ما بها تلك المصيبة مجددا، ألن نرتاح من سيرتها بعد. 


رعد: هذا حديثكم عنها بالأمس، أليس كذلك. 


جودي: ما الذي تريده بالضبط يا رعد، نحن كنا نتحدث عن أفعالها السيئة فقط. 


رعد :ومن أنتم لتحكموا عليها، هل أنتم قضاة في المحكمة.. من أنتم كي تستمروا في الحديث عنها طيلة اليوم، هذا يكفي. 


عمر: هل أنت تدافع عنها يا رعد بعد كل ما فعلته، لقد خانتك. 


أردف رعد بصوت حاد: لقد خانتني أنا ليس أنتم، أنا الذي تعرضت للخيانة، إذن لماذا تستمرون أنتم في الحديث عن هذا، وإذا أردت الدفاع عنها أنتم لا دخل لكم في هذا.. بسبب حديثكم المتواصل عنها تأزمت نفسية أبنائي، بسببكم ولأول مرة بعد سنوات طويلة أرى ابنتي تبكي، إذا أخطأت وعد مرة أو اثنتين، فأنتم تخطئون كل دقيقة، أقل شيء تفعلونه تذكروا الأشياء الجيدة التي فعلتها وعد معكم، وما دامت الجريمة لم تتبث عليها بعد لا يحق لكن الحكم عليها، إلى هنا ويكفي، إذا سمعت أحدا يتحدث عن وعد مجددا سواءا بالخير أو الشر وقتها سيواجهني ولن أرحمه، أبنائي أهم لدي من كل شيء. 


نسرين :إهدأ يا بني، نحن لم نعلم أن ابنتك ستسمعنا. 


ضحك رعد باستهزاء من حديثها، ثم هتف: الان أصبحت ابنتي، نسيت إسمها وحتى كلمة حفيدتي التي كنت تكرريها طيلة اليوم، هي محقة حينما لم تعد ترغب في رؤيتكم، يبدو أن ما أجلته منذ سنين سأفعله الان. 


عمر: ما ياك يا رعد، هل جننت؟ انقلبت فجأة وأصبحت تدافع عم وعد، والان تهددنا، ما الذي تنوي فعله يا ترى. 


هتف رعد ببرود :أولا وعد زوجتي شئتم أم أبيتم، وأدافع عليها كما شئت، ثانيا أجل أهددكم إذا ظل الوضع على هذا الحال، واستمررتم في تحسيس أبنائي بشيء، سأخذهم وأختفي وأنتم تعلمون جيدا أنني لا أهدد من فراغ. 


اتجه رعد للمطبخ، وتركهم خلفه مصدومين من تهديده، لتهتف نسرين: ماذا حدث لابني، كيف انقلب بين ليلة وضحاها، ألم يكن يرغب في محاسبة وعد منذ البداية. 


ماسة :ألا زلتم لا تستوعبون شيئا. 


جودي: ما الذي يجب أن نستوعبه يا ماسة، أو ربما لأن تثقين في تلك الحقيرة يجب أن نثق فيها جميعا. 


ماسة :ثقتي بوعد لا دخل لها في حالة رعد، أنا لا أعلم إن كان رعد يثق في وعد أم لا، لكن ما أعرفه أنه شاهد معاناة أبنائه أمام عينيه، في الوقت الذي تضيعون وقتكم في الحديث عن وعد، ولا تهتموا سوى بأنفسكم؛ يوجد أطفال صغار ضحايا كل هذا.. عهد لا زالت صغيرة لكنها كل ليلة تبكي في غياب أمها، وإيليا منذ اليوم الذي غادرت فيه وعد ذهبت البسمة من وجهه، بينما جميع الأطفال يلعبون أجده هو وحده جالسا في إحدى جوانب الغرف، أتعلمون حينما سألته يوما لما لا تلعب ماذا كانت إجابته. 


صمتت ماسة تنظر في أوجههم قبل أن تسترسل حديثها هاتفة :قال لما ألعب وأمي لا توجد، مع من ألعب والجميع يتهرب مني ويقولون أن أمي سيئة، هل أمي سيئة حقا، أين هي أمي لما لم تأتي، أمي ليست سيئة، أمي جميلة، أين هي أمي، أريد امي. 


سالت دموع ماسة كما لمعت أعينهم جميعا بالدموع، فاسترسلت حديثها مجددا هاتفة: إذا كان إيليا الذي لا يستوعب جيدا ما حدث وقال هذا، في نظركم ياسمين التي في الخامسة عشر من عمرها لن تفهم ما يحدث، ياسمين بسبب حديثكم المسموم الذي سمعته بالأمس أمضت اليوم بأكمله دون أكل، ولكن من فيكم إنتبه لهذا.. لا أحد. 


لم تعد ماسة تتحدث بتلك النبرة الهادئة، إنما صرخت بهم هاتفة: بسبب أنانيتكم غفلتم عن وجود أطفال معنا شبه أيام، أو لنقل أيتام.. ياسمين، وإيليا، وعهد؛ هؤلاء الثلاثة خسروا أمهم فجأة، وبدل أن يجدوا الأب معهم؛ انشغل يبحث عن زوجته ليحاسبها كونكم كل صباح تذكرونه بما حدث، وبسببكم هؤلاء الأطفال أصبحوا أيتاما، ذنب كل واحد منهم على رقابكم، احقدوا على وعد كما تشاءون؛ لكن إياكم أن تحاول زرع هذا الحقد في أطفالها، لا تجعلوهم يكرهون أنفسهم، لأنني سأصبح وقتها نسخة عن وعد ولن أرحم أحدا منكم، حتى لو كانت أمي، أقسم لكم بهذا. 


               الفصل الثاني عشر من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا 

لقراءة الجزء الاول جميع الفصول كاملة من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close