أخر الاخبار

رواية قلبها الملائكي الفصل الثالث عشر13والرابع عشر14بقلم فاطمة البنه

رواية قلبها الملائكي الفصل الثالث عشر13والرابع عشر14بقلم فاطمة البنه


بعد ان انتهت عبير من محادثتها مع علياء توجهت إلى غرفتها، اخذت دفرتها لتسرد بالحبر ما يعتلي الاحزان المكتوفه في جوف قلبها:

مال الليالي غدت سوداء كليل دامس عاري من ضوء القمر، و عاد الهم ليغرس خناجره في داخلي اشعر و كانها خناجر بارده كالصعيق اتت لتأخذ مجرى لها بين اضلاعي الدافئه، اما آن لهذا القلب ان يلقى نصيبه من الفرح، ولكن هيهات ان اترك للهم ان يهشم افراحي باسهمه البارده فلي امل جميل بالله وما مصير القمر الا ان ينير عتم الليالي و ان طالت.. اثق بك ربي،،

نظرت إلى الساعه انها الساعه الحاديه عشر ليلا، اخذت الروايه التي اشتراها لها اركان و اخذت تقرئ فيها إلى الساعه الثانية عشر، توجهت بعدها لتغسل حزنها بالوضوء افترشت مصلاتها لتجدد خلايا الفرح بداخلها، فصلاة الليل كانت كالأكسجين التي يعيد لروحها الحياه كلما امات الحزن الفرح في اعينها، و اخذت تقرأ بعض ايات كتاب الله.. انه اليوم الثاني من العمل، ان الوظيفه الجديده تبعث في ثغرها البسمه دائما،حين ترى الزبائن تأتي بالهدايا إلى أصحابهم لتغلفها بباقه من الفرح ايضا لقد كان تغليفها جميل جدا و يلفت النظر و طريقتها الخاصه، في صنع باقة الورود، حتى صاحبة العمل لاحظت التزايد في عدد الزبائن بعض الشيء في غضون يومين ففرحت بهذا الخبر الا ان معاملتها كانت جافه قليلا معها، نظرت عبير الى بوابة العمل الشفافه اه انهم زبائن آخرين، لكن لماذا حل عليها كل هذا الأرتباك و التلعثم المفاجئ..!!

دخلوا الزبائن: السلام عليكم

عبير: و .. و عليكم السلام

أسيل: عبير اه لا اصدق اني التيقت بك و اخيرا لا تعلمي كم تعبت على ان اعثر على عنوان منزلكم ،هل لي بدقائق اود الحديث معك، نظرة عبير الى صاحبة العمل و كانها تستاذن منها، فوافقة على ذلك، ذهبوا و جلسوا على تلك الكنبه: عزيزتي عبير كم انا خجله منك جدا، و بنظره يملؤها الحزن و الالم: ان تصرف زوجي معك غير لائق فقد اساء الظن بك، حتى انه لم يترك لك مجالا للدفاع عن نفسك، لقد ذهبت الى منزلكم بعد ان عرفت عنوانكم فظهرت لي احدى اخواتك وقالت لي انك تعملين في هذا المحل الان، لم تتمالك نفسها حتى اجهشت بالبكاء، ضمتها عبير الى صدرها و اخذت تبكي هي الاخرى: لا تبكي عزيزتي اسيل لا اتحمل رؤية تلك الدموع في عين احد كيف لو كان عزيز علي لطالما كنت اعتبرك اختي الكبيره و ستبقين كذلك، و انا متيقنه انك لن تتهميني ايضا

اسيل: ابدا حبيبتي، فانا اعرفك جيدا و لو لم ارتاح لك لما اخترتك لتكوني حاضنه لبناتي، و ها هم معي في السياره الان و متشوقين الى رؤيتك

عبير: المها قلبها لشدة الفرح لانها ستلتقي بتلك الملائكه الصغار الذي تعلق بهم قلبها بشده، اتصلت بزوجها كي ياتي بها اليهم، دخل عماد و هو مطأطأ رأسه خجلا: انا متأسف منك جدا يا عبير، فلطالما كنت عديم الثقه فيك، و لم الاحظ حب بناتي الشديد لك الا بعد غيابك..!

عبير: ان الحياه دائما تعلمنا دروسا، فالتعلم ان اصابع اليد ليست سواء، و لا يجب علينا اثبات الحكم على الاخرين دون اعطائهم مجالا لاثبات برائتهم، الحمدالله الذي اثبت برأتي ولتعلم ان قلبي لا يحمل حقدا عليك وما زالت مكانت اسيل و بناتها في قلبي و حبهم بقلبي لم يتغير..

تعالت اصوات امل بالفرح حين رأتها ضمتهم الى صدرها بقوه لتطفي لهيب الشوق القاتل اليهم و اخذت تقبلم بكل ما اوتيت من شوق، اخرجت امل دفتر جميل جدا من المخمل ذات اللون السماوي و ورود بيضاء و قد طرز اسمها بالون الزهري، و بكل براءه اعلم انك تحبين الكتابه جدا فاخترت لك هذه الهديه، فرحت عبير جدا بها شكرتها: انها اجمل هديه من اجمل طفله رأيتها، ثم توجهوا اليها اسيل وعماد و اهدوها هديه انه هاتف جديد، لم تتقبل عبير الهديه في بادئ الامر، ولكن اصر عماد على ان تأخذه و لتعتبره تكفيرا عن عن غلطته، و اقسمت عليها اسيل بامل وايمان ان تاخذه ولتعتبره هديه منهم و ان لا تردهم، فلم تستطع عبير ان ترفضها، اسيل لابد انك اضعت رقمي ايضا، اعطتها رقمها واوصتها على ان يبقون على تواصل، و بعد سويعات انتهى وقت العمل و عبير ما زالت متفاجئه بالامر الذي لم يخطر على بالها لقد فرحت كثيرا لان الله اخذ بحقها، ترى ماهي الافراح الساره التي تترقبها ايضا



عادت عبير الى المنزل و البسمه لا تغادر شفاهها من الفرحه، اخبرت والديها بالذي جرى معها، ففرح والديها كثيرا بأن الله اظهر برآئتها، ضمتها امها على صدرها نعم ذاك الملاذ الدافئ الذي ما ان تضع رأسها عليه تشعر عبير ان الدنيا ما زالت بخير..

والدة عبير: حبيبتي ابنتي، يالبرائتك و رقة قلبك، فلم ارى في قلبك سوى المحبه حتى على من ظلمك فعلا ان قلبك نقي ايا ليت الكل يحمل مثل نقاء قلبك لكانت الدنيا بخير، و الله دائما مع الطيبين و المنكسره قلوبهم ايضا، أخبرتني نوراء ان أسيل قد اتت الى منزلنا تطلب رؤيتك كم كنت متشوقه بأن التقي بها و لكنها كانت على عجله من أمرها..

عبير:لا عليك يا أمي، سوف اقوم بدعوتها لحفل زفاف أركان بأذن الله و سيتسنى لك رؤيتها

والدة عبير: بإذن الله تعالى،،

و ها قد اقبلت ليلة الثلاثاء، عبير واخواتها في غرفتهن يجهزون انفسهن للذهاب الى منزل علياء، و ها هي والدتها ترتدي عبائتها، اقبل أركان عليهم: عبير هل اتيتي قليلا اريدك في موضوع، ذهبت اليه عبير لتعرف سر الموضوع..!

اركان بتوتر: عزيزتي عبير ما رايك في هذه الهديه سوف اهديها الى علياء، لقد كانت الهديه عباره عن سلة مطرزه بالوان الفرح تتوسطها باقة من الازهار الجميله، و في قلب الازهار صندوق لسواره جميله من الذهب و صندوق عطر..

اغرمت عبير بهذه الهديه جدا، و بابتسامه ماكره: لم اخل ان ذوق اركان اخاذ الى هذا الحد بالتاكيد سوف تحب هذه الهديه جدا، و لا تتوتر يا اخي سوف يكون كل شيء على ما يرام باذن الله

والدة اركان: اركان عبير نوراء حوراء اين انتم فقد تأخرنا كثيرا

اركان: هيا اننا قادمون في الحال..

اما علياء، فقد كان لا يحسد على حالها دقات قلبها تتسارع بسرعه، ما ان سمعت بوصولهم، لقد سيطر عليها الخجل كليا و صارت بالكاد تتفوه بكلمه

دخلت عبير غرفة علياء، لقد كانت تبدو جميله للغايه، لم تكن تضع كثيرا من المكياج ان الكحل فقط فوق عينها قادر على ان يبرز جمالها، غير انها تخفيه، لشدت ارتباكها، جلست عبير بجانبها واخذت تخفف عليها الارتباك الا ان ذهب تدريجيا، و اذا باخت علياء قد اقبلت عليهم: هيا يا علياء ان الشيخ يطلبك لعقد مراسيم القرآن، اصرت علياء على ان تاتي عبير معها..

الشيخ: علياء جابر هل تقبلين باركان زوجك لك..؟

علياء باستحياء: نعم قبلت ذلك

الشيخ: اركان موسى هل تقبل ان تكون علياء جابر زوجتا لك.؟

اركان: نعم اوافق

و تم عقد القرآن وسط التغاريد، وكلتا العائلتين تهنئ بعضها البعض مستبشرين بزواجهم .

و بما ان عبير صديقة علياء المقربه اباءت علياء الا تكون بجانبها في كل شيء الا ان تتم مراسيم الزواج، مضت الاسبوعان وقد كان هذان الاسبوعان منهكان جدا لكل من عبير و علياء و حتى اركان و هم يتدبرون شؤون حفلة الزواج، ها هي علياء في المحل تختار فستان الزواج وعبير تنظر اليها لتعطيها رايها في كل فستان تردتيه، و اذا بهاتف عبير يرن:

السلام عليكم

عبير: وعليكم السلام

هل انتي عبير موسى..؟

عبير: نعم انا هي..

مباركا لك فقد تم قبول بعثتك الى ويلز و سيفتح باب التسجيل بعد ثلاثة اشهر باذن الله، لم تصدق عبير الخبر فضمت علياء الى صدرها بقوه كل واحده تقبل الاخرى وتذرف دموع الفرح

الفصل الرابع عشر14 


وبعد اسبوع كان موعد حفل الزفاف و قد لبت أسيل دعوة عبير حتى التقت بوالدتها و رحبت بها عبير ترحيبا حارا، اما علياء قد اقبلت كالطاووس الابيض سرقة انظار الجميع بطلتها البسيطه التي لم تزدها الا فخامه، ذهبت اليها لتهناها:

عبير: الف مبروك يا اجمل اخت وصديقه، تبدين كالملاك حبيبتي

علياء: حبيبتي، لست كجمالك و رقة قلبك،شكرا على وقوفك بجانبي طيلة هذه الفتره

عبير: لا شكر على واجب حبيبتي

علياء: اخدمك بفرحك باذن الله

اكتفت عبير بابتسامه عابره على ثغرها، بعد ساعات انتهت الحفله التي لم تخلو من الفرح و التعب ايضا

عاد الجميع الى المنزل منهمكين من التعب

و في اليوم التالي هاي هي عبير تعود الى العمل، لقد كانت متعبه جدا بسسب لليلة البارحه فجرحت اصبعها سهوا بالمقص و هي تزين احدى الهدايا حتى سال الدم من اصبعها..!

صاحبة العمل: يالك من فتاة بلهاء منذ ثلاث ايام جرحت يداك بالصمغ الحار و ها انتي تعاودين جرح اصبعك بالمقص ساعد الله قلب امك عليك

لم تتفوه عبير بأي كلمه اكتفت بابتسامه فقط، اقبلت اليها زميلتها في العمل: لا عليك يا عبير انها امراه طيبه جدا من الداخل و لكنها فقدت زوجها وابنتها الوحيده في حادث منذ ثلاث سنين و هي تمكث وحيده في منزلها، و كلما تشعر بالحزن و الاشتياق اليهم تتصرف على هذا النحو كي لا يكشف احد حزنها، انكسر قلب عبير عليها، و قبل انتهاء فترة العمل اشترت ورده جميله و دفعت ثمنها الى صاحبة المحل لتتافجىء برؤية تلك الورده على سيارتها بعد انتهاء الدوام فصارت بين كل يوم واخر تفاجئها بورده علها تكسر حاجز الحزن و قد نجحت في ذلك تطورت علاقتها اكثر فاكثر و قد اخبرت زميلتها في العمل بالذهاب الى منزلها لتناول الغداء معها ، لقد اصبحوا قريبين جدا من بعضهم البعض و اخبراها انهم يعتبرونها كامهم الاخرى، لقد رسموا السعاده على محياها، و لكن لم تدم تلك الفتره طويله فها قد مضت الثلاث شهور بسرعه و اتى اليوم الموعود الذي تنتضره عبير بفارق الصبر ذهبت عبير الى المحل لكن هذه المره ليس للعمل بل لتودعهم ضمت كل من زميلتها و صاحبة العمل الى صدرها لن انساكم يا عزيزاتي ارجو ان لا تنسوني ايضا

صاحبة العمل: بالتاكيد لن انساك يا ابنتي و كيف لي ان انسى من اعادت لي الحياه بعد ان غصت في دوامة من الحزن

زميلتها: ارجو ان تبقي على تواصل معنا

عبير: بالتاكيد، ساكون على تواصل معكم متى تسمح لي الفرصه..

ذهبت الى المنزل لتودع اسرتها: حوراء نواراء: عداني ان تهتما بدراستكما و ان تهتما بوالداي بفترة مغيبي

حوراء و نوراء بصوت واحد: نعدك بذلك، و اوصت اركان واحمد ان لا يقصرا مع والداهما ان احتاجا شيئا، اركان: لا تخافي عزيزتي فمسكنهما وسط عيني

،احمد: بالتاكيد، اختي انتبهي لحالك جيدا و كوني مثابره و وافينا بكل اخبارك

عبير: حاضر يا اخي

اقبلوا اليها والديها فذهبت لمعانقتهم، حتى فاضت اعينهم بالبكاء لان حلم بدى يتحقق في اعينها، مسحت دموعهم ووعدتهم ان تكون عند حسن ظنهم بها دائما، اخذت حقيبتها و جهاز الحاسوب الصغير الذي اشترته من مدخراتها ليساعدها في الدراسه، و قبل ان تذهب الى المطار

والدة عبير: حبيبتي خذي مني هذا الشال الابيض لقد صنعته خصيصا لك ليحميك من فصل الشتاء القارس هناك، ضمتها عبير و قبلت راسها ويدها و شكرتها على هذا الشال الجميل..

والدا عبير: نسال الله ان يحفظك و يسدد خطاك يا ابنتي

اركان: هيا يا عبير قبل ان نتاخر، اوصل اركان وعلياء الى المطار وكانا اخر من تودعهم

علياء: سوف افتقدك كثيرا

عبير: و انا ايضا سوف افتقد تواجدك معي، ولكن بالتاكيد سوف اكون على تواصل معك وهل لي ان انسى رفيقة عمري

علياء: في حفظ الله عزيزتي

عبير: في حفظ الله

بعد ساعتين هاي هي الرحله تستعد للاقلاع حامل احلام عبير معها

ترى هل انتهت العقبات ام انها بداية للعقبات..!؟

يتبع 

                    الفصل الخامس عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا




تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close