رواية اسيرة الماضي الفصل السادس والعشرون 26 الاخير بقلم رانيا البحراوي

 

 رواية اسيرة الماضي 

الفصل السادس والعشرون 26 الاخير

بقلم رانيا البحراوي



حمزة لم يستوعب للحظة أن منة هي التي يشير إليها عمر بحديثه توقف عقله للحظة عن التفكير وما شئ جعله يستوعب كلمات عمر بعد ذلك غير نظرة الرعب في عين منة عندما رأت حمزة جالسا بالخارج.


وقف حمزة يقول :أهذه هي زوجتك؟

هنا تذكر عمر ملامح حمزة وادرك أنه قريب منة وفهم أن منة لم تخبره بالحقيقة ولكنه عجز على شرح الوضع بينه وبين منة لحمزة بسبب وجود شقيقته.


شقيقة عمر :نعم زوجته ماذا حدث لك حين رأيتها؟ اتعرفها؟

حمزة بحزن :لا أعرفها، هيا يايونس اعتذر من زميلتك كي نعود من حيث اتينا.


منة تنظر إلى حمزة والحزن بعينها عاجزة عن الحديث معه.


أعتذر يونس من ايسل ووقف حمزة يطلب الاذن بالذهاب.

شقيقة حمزة :لا يجوز لابد وأن تتناولوا العصير اولا.

حمزة :لا أريد شيئا، هيا يايونس.


دخلت منة غرفتها تبكي وتحاول الإتصال به ولكنها لم تستطع الوصول إليه فقد أغلق هاتفه.


رغم ذلك قامت بإرسال بعض الرسائل له تطلب منه سماعها اولا قبل الحكم عليها.


شعر حمزة وكأن سكينا حادا قام بقطع جميع شرايينه واتفصل عن الحياة تماما لبضعة ساعات أعاد اخيه إلى المنزل وظل يجول ويجول بالسيارة بشوارع الإسكندرية الحزينة وكأنها تبكي لاحزانه، ظل يتذكر كلماتهم سويا والسعادة التي شعر بها بعد الاعتراف لها وكأنه داخل وهم كبير يدعى الحب. 


عاد إلى المنزل بوقت متأخر من الليل وفتح هاتفه فوجد عدة رسائل صوتية منها لم يستطع فهم كلماتها من شدة البكاء فأرسل إليها سؤالا واحدا، هو زوجك حقا؟


منة :نعم زوجي قبل أن يسمع باقي الرسالة قام بحظر هاتفها من الإتصال ومن الواتساب أيضآ.


بعد ذهاب شقيقة عمر دخل عمر غرفتها ورأى دموعها التي تتساقط من أجل رجلا آخر.


عمر :لا تحزني، كم عانيت طيلة الأعوام السابقة كي لا أرى دمعة حزن واحدة بعينك والآن اقف أمامك عاجزا لا استطيع منع دموعك، أنا حزين لانني لم أكن الدرع الذي يحجب الأحزان عن قلبك، من فضلك لا تبكي فمع كل دمعة من دمعاتك أشعر بالعجز والضعف وأن الاحزان انتصرت علي بالنهاية ووصلت إلى قلبك.


منة :لا تلوم نفسك، أنت لم تقصر مطلقا ولكن الاحزان تتبعني اينما ذهبت تستطيع الوصول لقلبي ولو وضعت أمامها آلاف الحصون ستهدمها وتمحيها كي تعود الي وكأنها لا تستطع العيش بعيدا عني.


عمر :توقفي عن البكاء من أجلي واخبريني بما حدث؟


حكت له منة كيف ادرك حمزة حبها وقام بالأعتراف لها.

منة :أخطأت حين اخفيت عنه بأننا أمام الناس ازواجا حقيقين وليس كما اخبرته أنك كفلتني.


عمر :أنتِ لم تكذبي مطلقا فأنا أعلم انني بمثابة أب لكِ.

منة :ولكن حمزة لايعلم طبيعة العلاقة بيننا ولذلك شعر أنه خدع بحبي.


عمر :لا تحزني سيأتي يوم ويفهم مدى حبك له.

منة بخجل :كيف علمت انني أحبه.

عمر :اخبرتك انني كنت الدرع الذي يحمي قلبك فمثلما لم استطع حمايتك من الأحزان لم استطع منعه من الشوق لحمزة طيلة السنوات السابقة وصورته تحت وسادتك

واسمه بجميع كتبك.


منة بخجل :حقا الحب كالحزن لاتستطع الدروع منعه مهما كانت قوتها.


خرج عمر من غرفتها بعد أن وعدته انها ستتوقف عن البكاء.


في صباح اليوم التالي ذهبت منة إلى الموقع وظلت تنتظر قدوم حمزة ولكنه لم يأتي وعلمت من شريكه أنه بمقر الشركة طلبت العنوان وذهبت ولكنها لم تجده يبدو أنه علم من صديقه بقدومها فخرج قبل وصولها.


ظلت منة تحاول الوصول إليه عدة أيام متتالية ولم تستطع حتى قررت أن تذهب لرؤيته بالمنزل وبينما هي في طريقها إلى منزله اخبرها عمر أن الطبيب يريد رؤية ايسل فاخبرته أنها ستلحق به ولم تكمل في طريقها إلى منزل حمزة.


بالمستشفى اخبرهم الطبيب أنها تحتاج إلى جراحة عاجلة لكي تستطع السير مرة أخرى قبل أن تدهور حالتها اكثر.


وافق عمر ولكنه لم يكن معه مايكفي لنفقات السفر والعملية فطلب من الطبيب أن يمهله قليلا حتى يستطع تدبير المبلغ المطلوب ، خرجت منة من غرفة الطبيب وقامت بالاتصال بمدير الشركة وحددت موعد معه.


ذهبت مسرعة لمقابلة مدير الشركة وطلبت منه مبلغ كبير وطلبت منه أن يخصم من راتبها ولو تم خصم راتبها بالكامل لن تشتكي وافق المدير على ذلك ومنحها الشيك


بحث عمر عنها بعد انتهاء حديثه مع الطبيب ولكنه لم يجدها وعندما اتصل بها اخبرته ان لديها امر طارئ، ظن عمر أنها استطاعت إيجاد حمزة.


وعندما عاد عمر إلى المنزل ورده اتصال من الطبيب أنه بعدما غادر المستشفى جاءت زوجته ودفعت تكاليف العملية لكي نتواصل مع المستشفى الأجنبي ونحدد موعد العملية.


فرح عمر كثيرا وانتظرها بسعادة بمجرد وصولها ارادا أن يعانقها ولكنها تراجعت على الفور مازال لديها تلك الرهبة من اللمس.


شكرها عمر كثيرا وسألها متى السفر قالت سنعلم غدا.


حاولت منة التواصل مع حمزة ولكنها لم تستطع وتم تحديد موعد السفر بعد أيام قليلة عجزت فيها عن الوصول إلى حمزة وعندما زارته بالمنزل تهرب من لقائها.


سافرت منة برفقة عمر تاركة قلبها لدى حمزة بمصر


سمع شريك حمزة أن المهندسة منة سافرت برفقة زوجها إلى الخارج وأسرع إلى حمزة يسأله اهي متزوجة؟

حمزة :نعم متزوجة من الشخص الذي اخبرتني أنه كافلها ووالدها وعندما رايته وجدت انه رجل بمتوسط العمر.


طارق :وماذا ستفعل؟

حمزة :طويت هذه الصفحة وسافكر جديا في الارتباط بغيرها مثلما استطاعت أن تتزوج بغيري سأتزوج بغيرها.

طارق :وماذا عن الحب؟

حمزة :وماذا عن الوهم؟


بعد ثلاث شهور تقريبا ومنة مازالت بالخارج تتابع علاج مابعد العملية الخاص بأيسل وتفاجئت ذات يوم أن حمزة

يتلقى التهنئة على مواقع التواصل الاجتماعي بقرب زفافه، سقط الهاتف من يدها وسقطت معه احلامها

وامالها ببناء مستقبل تنمي فيه إلى قلبه تدور حياتها حول حبه وكأنها أرضا تدور حول الشمس بحثا عن الحياة عن الضوء، حتى تخضر دنياها وتزدهر ايامها في ربيعه ويعصف بها الخريف إذا ابتعد عنها قليلا.


ظلت منة تبكي ولم تخرج من غرفتها طيلة ذلك اليوم.

انشغل عمر بعلاج ايسل ولم يعد يتحدث معها ويسمعها.


بعد انتهاء فترة علاج ايسل عادت منة وعندما ذهبت إلى الشركة وجدت العديد مدعويين على زفاف حمزة بعد أسبوع.


لم تستطع الوقوف على قدمها بسماع ذلك خافت على نفسها من السقوط فلا تجد من تطمئن له كي يلمسها لتستند عليه إذا سقطت.


ظلت تسير ببطئ وكأنها تتعلم أولى خطواتها تبحث عن جدار تستند عليه حتى تصل إلى السيارة بالنهاية وصلت إلى السيارة اغلقت الزجاج على نفسها وانهارت بالبكاء وارتجفت يدها فلم تستطع قيادة السيارة.


اتصلت منة بعمر كي يأتي لاخذها من الموقع وحكت له عما سمعته فتفاجئت بأنه لم يتعاطف معها ولم يشفق عليها وكأنها عادت لوحدتها مرة أخرى.


مرت الأيام والزفاف يقترب ومع كل يوم من أيام هذا الاسبوع تتحطم امالها وتزداد احزانها.


إلى أن جاء يوم الزفاف وقررت منة أن تذهب لتراه بعينها مع غيرها، فأبتسامته لم تعد لها وقلبه لاينبض بأسمها ولابد ان ترى كل هذا بعينها.


الزفاف كان نهارا فلم تستطع منة الاختباء بعيدا رأها أحد المدعويين من الشركة وطلب منها الدخول إلى القاعة.


منة :لا لن ادخل فليس لي مكان ادخل إليه وحدثت نفسها أنها لم تتخيل أبدا أن تتغرب يوما بجوار حمزة ولم تجد لنفسها مكانا بجانبه.


بينما تلفت منة لتبحث عن مكان تختبأ به حتى يأتي حمزة بصحبة عروسه اصطدمت بحمزة ورأى دموعها التي ملأت وجنتيها وعيناها وهي غارقة في بحر من الدموع.


منة :مبارك الزفاف.

حمزة :أول المدعويين التي تأتى بصحبة دموعها ايجوز أن تأتي إلى زفاف دون دعوة.


منة :أعتذر.


بينما تلتفت منة لكي تهرب من أمامه امسك بها واخبرها أنه يريد أن يعرفها على العروس اولا فهي تعرفها جيدا.


منة :سأتعرف عليها لاحقا.

حمزة :ولماذا لاحقا، ألا تريدين تهنئتها؟

منة ببكاء :أريد ولكن من فضلك دعني أذهب الآن.

حمزة :لا لن اتركك انظري خلفك كيف اعددت لزفافنا على البحر صديقك الذي يعلم عنكِ كل شئ لاخبرك أنه ليس ملكا لكِ ولا تتحرك امواجا تبعا لاحزانك اليوم سيحتفل بزفافي أنا والعروس الذي اختاراها قلبي.


عجزت منة على السيطرة عن دموعها التي تنهمر أمامه دون أن ترى نظرة شفقة بعينيه ولكنها تسأئلت هل انتهى حبها بقلبها أم أن حمزة قتله لكي ينتقم منها.


اخذها حمزة بقوة إلى داخل الجزء المخصص من القاعة لتجهيزات العروس وهناك فتح الباب لكي يقدم لها العروس، دخلت منة مجبرة على ذلك تحاول مسح دموعها قبل أن تراها العروس وإذ بحمزة يضعها أمام مرآة ويخبرها أنها هي العروس.


منة:كيف؟

حمزة :عمر تحدث معي من الخارج بعد الاطمئنان على ابنته وشرح لي كل شئ واخبرني أنكِ مازلتِ تفزعين إذا اقترب رجل منكِ وأنه لم يستطع طيلة السنوات السابقة مصافحة يدك واخبرني كم انتِ إنسانة رائعة احتفظتي بحبي قرابة العشر سنوات دون كلل أو ملل دون شكوى واحدة، سواء عاد عليكي ذلك الحب بالسعادة أو بالحزن

تمسكتي به في كل حالاتي وفي اضعف حالاتك.


حمزة :سامحيني واقبليني زوجا لكِ؟

منة:ولكنني مازلت زوجته.

حمزة :قام عمر بتطليقك غيابيا منذ ثلاث شهور وانقضت شهور العدة ولم يخبرك بذلك بناءا على طلبي ارادت ان ارى سعادتك بالمفاجأة التي اجهز إليها منذ ثلاثة أشهر ولذلك قضى طيلة فترة العلاج كمرافق لابنته بالمستشفى.


بكت منة وانفجرت بالبكاء ولكن تلك المرة لم تبكي حزنا وانما ذاقت طعم السعادة التي لاطالما سمعت عنها دون أن تراها. 


تجهزت منة وخرجت عليه بالفستان الأبيض وهنا دمعت عيناه هو من جمال طلتها وبرأتها وقبل أن تجلس أمام 

المأذون قدم لها مظروف وقال هذه شبكتك ياعروس 


فتحت منة الاوراق لتجدها اوراق برأتها من التهمة التي وجهت لطفولتها. 

منة بصراخ :كيف ذلك؟ 

حمزة :علمت من عمر ظروف زواجك به وسفرك معه وتعرضك للاتهام مرة أخرى فذهبت إلي القاهرة وتحريت عنه ولم تكن قضيتك الوحيدة التي قام بتلفيقها وببعض التحريات القليلة اكتشفت ذلك ساعدني صديق لي بالشرطة ووجدت اكثر 


باقي الجزء ٢٧

من شاهد ضدته وقبض عليه واعترف بكافة اخطأه بعد أن تعرض لخسارة كبيرة موت ابنته أثناء التحقيق معه.


فرحت منة كثيرا بالشبكة وقالت اريد تعليقها على جبيني.


بدأ المأذون الإجراءات فطلبت منة منه أن يتوقف لأنها لن تتزوج بدون والدها.


حمزة :حتى هذه لم تفوتني انظري خلفك.


جاء عمر وبيده ايسل التي اصبحت قادرة على السير مرة أخرى رأها يونس وفرح كثيرا لانها اصبحت قادرة على السير مرة أخرى.


منة بسعادة :جاء وكيل العروس.

عانقتها ايسل وقالت :واخت العروس.


وثق المأذون سعادتهم، وقام كلاهما بالتوقيع عليها بأرواحهم وقلوبهم كانت شهودا عليهم أما الحب فكان أول المدوعيين.


علم عمر انهما خلقا لبعضهما عندما رأى يدها لاترتجف بيد حمزة وأن حمزة وحده قادرا على لمسها دون أن تفزع أو تهرب.


رفعت منة راسها لتجد أن حمزة قام بدعوة كل عمال الموقع اللذين يحبونها وفرحت منة كثيرا برؤيتهم.


منة لم تتخيل يوما ان السعادة قد تدق بابها واستطاعت السعادة أن تسرقها من احزانها وتبدلت دموع الحزن فرحا 

وتولد بداخل القلب أملا. 


وبالنهاية احتلت السعادة قلب منة وهزمت الحزن وطردته من قلبها كثيرا ما تملأ الاحزان قلوبنا وتسحبنا بداخلها لنعيش بها ونتصور أن الحياة مقتصرة على تلك الأحزان ولكن بقليل من الصبر ستمضي تلك الاحزان وسيأتي اليوم الذي نفتخر به بقوتنا وصبرنا ونسأل نفسنا كيف مضت تلك الأيام دون أن تقضي علينا وبالنهاية 

اسأل الله العظيم أن يكتب لكم السعادة. 

                     تمت بحمد الله 

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
   💚 مرحبا بكم ضيوفنا الكرام الرواية كامله💚
ولكن يجب إن اترك 5 تعليقات لكي يفتح الفصول
في كرنفال الروايات ستجد كل ما هوا جديد حصري ورومانسى وشيق فقط ابحث من جوجل باسم 
الروايه علي مدوانة كرنفال الروايات وايضاء اشتركو في قناتنا👈علي التليجرام من هنا يصلك اشعار

 بكل ما هوه جديد من اللينك الظاهر امامك        

🌹🌹🌹🌹 🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹


لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات